
رواية أحببت معقدة
الفصل السادس عشر 16 والاخير (الخاتمه)
بقلم فاطمه سلطان
♥الخاتمه ♥
في بيت هاجر او لنقول بيت هدير .. كانت تجلس مع عمها و هو يشرح لها ظروف والدها و لكن حاول حسني بقدر الإمكان ألا يزيد الكره في قلبها و لكنه فشل في إقناعها باخذها للأموال
هدير : رجعهم يا عمي
حسني : ليه يا بنتي العند ده
هدير بتفسير يؤلمها قبل اي احد و لكنها مجبرة ان تفهم الجميع انه لا يعنيها في شي
- ابويا سابني في كل موقف في حياتي كان نفسي يكون فيه سنين طويله عدت المره الوحيده اللي شوفته فيها عشان حماه مات ..
ابويا مجاش وقت موت امي
و وقت موت امي الثانيه اللي هي اخته و مجاش يوم كتب كتابي .... قول مجاش دي مرات كتيره اوي محبش افتكرها انا سامحت اي حد ف حياتي الا هو
حسني تحدث بنبره هادئه : بصي يا هدير يا بنتي يمكن انا كُنت ساعات بتفق معاه و كنت ساعات بعترض معاه و مفيش شك أن كلنا مش عاجبنا اللي عمله بس اتاكدي ان ده حقك يا بنتي
هدير : حقي كان دهب امي ... و فلوسه دي انا عارفه انها كتير و مستغربه انه اصلا عمل كده عشاني !!!
بس خليني اكون صريحه لو ابويا بعت فلوس العالم كله مش هتساوي لحظه في عمري انا عشتها و تجارب و مواقف مريت بيها ..
لتاخذ نفساً عميقا و تتحدث بنبره غير مهتزه كالسابق
- كونه انه اب و عايز يدفعلي فلوس لجهازي و باعت اللي يكفي و زياده بس بصراحه انا مش هجيب حاجه واحده من فلوسه و لو هشحت في يوم من الايام تأكد انه اخر واحد هستنجد بيه !! .. هو بالنسبالي غريب و مينفعش اخد من واحد معرفهوش فلوس
حسني حاول ألا يفسد العلاقه اكثر من ذلك : مهما ان حصل هو ابوكي و مهما طال الزمن لو بعد خمسين سنه انتِ هدير عماد
هدير بسخريه ام وجع لم تعلم ما هو شعورها ولكنها قالتها في نبره بارده : لو كان بايدي اغير دي كمان لكنت غيرتها
حسني : هو ابوكي .. و مهما عمل انتِ بنته و دمه بيجري جواكي
هدير بانزعاج : هو معلمنيش يعني ايه اب ؟! ..صدقني متلومنيش انا معرفتش يعني ايه اب و لا هو كان عنده وقت يفهمني
حسني حاو ان يجعلها تقتنع بطريقه اخري
- اللي باعته ده واحد في الميه من حقك اللي انتِ تستحقيه ... هو مش بيتفضل عليكي ده واجبه
قهقت بسخريه هي ام كانت ألم : ابويا هو اللي اتنازل عن واجبه ألف مره .. ابعتله فلوسه قوله اني مش محتاجه حاجه منه
حسني بعدم رضي : طيب يا بنتي .. بس
هدير بنفاذ صبر : علشان منزعلش يا عمي اكتر من كده انا فلوس الدهب علي فلوس اللي حضرتك بعتها من المشتري الشقه اللي تحت هيكفوني و زياده
و لو هحتاج حاجه هقول لحضرتك اول حد و هحكيلك بس تاكد الفلوس دي مش هتفيدني بالعكس هتفكرني بكل حاجه وحشه
فاردف حسني قائلا : طيب فكري تاني عشان هو كان قايل هيبعتهم من بدري و رجع اتاخر و مبقالوش اسبوع و مكنتش بنزل و معرفتش اقولك في التليفون
هدير بتعب : عمي ارجوك
حسني بسرعه و شفقه عليها : خلاص يا هدير اللي انتِ عيزاه انا مش عايز اضايقك بس انا هخليهم كام يوم كمان لو حبيتي تفكري عشان متندميش
و يحاول ان يغير الموضوع : المهم انتِ عامله ايه مع قاسم سمعت انه شغال في الشقه كويس يعني و كلها اسبوع و تكون خلصت دهان باين
" هدير اومات برأسها موافقه "
حسني اردف بتساؤل : انتِ مش محتاجه حاجه ؟؟
هدير : لا ابدا انا مش ناقصني حاجه الحمدلله
حسني بتفسير : انا مش قادر علي المرواح و المجي و مقدرش اقولك تعالي اقعدي عندنا علطول و كده بسبب وليد .. و عشان كده منه هتجيلك خلال الاسبوع ده و هتقعد معاكي لغايت ما تتجوزي قاسم و تعملوا الفرح
هدير باستغراب وتفوهت بما تريده دون الاحتفاظ بشي : احم يا عمي منه تنور و كل حاجه بس حضرتك موافق نكون بنتين لوحدنا يعني ؟؟
حسني ابتسم بخفه : انا واثق فيكم و بعدين حسن اتغير عن زمان يا بنتي و واثق ان برضو هدير اتغيرت و حاطط ثقتي فيها و انها بقت واعيه اكتر و عارفه مصلحتها فين و سمعتها ايه ... و واثق في بنتي و كمان بقرب ليها مشوار الجامعه و تونسوا بعض
بعدين انتم مش لوحدكم معاكم فوق ام محمد تعتبر عارفينها و بقت لوحدها هي و جوزها و معاكم قاسم و امينه و خليل برضو و انا هجيلكم من يوم للتاني بس علي الاقل اطمن ان في ونس ليكي لو مجتش و منه عايزه تكون معاكي وانا شجعتها علي كده
هدير تذكرت حديث منه بانها تشاجرت مع والدتها بسبب هذا و لكنها مصممه رغم حديث هدير : يا عمي بس يا طنط ...
حسني : منه خباثه و مش و قالتلك انها اتخانقت مع امها بس انا مش فارق معايا انا موافق و البنت عايزه كده .. و مينفعش نفضل طول عمرنا واقعين في نفس الغلط ...
_________________________________________
بعد مرور عده ايام ... في عياده الدكتوره فرح
-اقدر اقول مع السلامه يا هدير
هدير نظرت لها بعدم فهم : يعني الجلسه خلصت
فرح : لا كله خلص ..
لتبتسم بخفه كعادتها : زي ما قولتلك انتِ بقيتي اعقل مني و تقدري انك تدي جلسات ليا لو عندي عُقده كمان
هدير : مش فاهمه .. خلصنا كله ؟؟ هو مش كان لسه تلاته كمان ضفتيهم لو ترجعي من المؤتمر اللي فات و غبتي فيه فتره و لسه هيبتدوا الاسبوع الجاي
فرح : ملوش لزمه اعطلك و اجيبك بجد انتِ بقيتي معندكيش اي مشكله و انا سعيده لو هقارن حاله البنت اللي دخلت من الباب ده من سنه و شويه هتخرج بالشكل ده .. قربت تكون محاسبه قانونيه و برضو قربت تكون مسؤوله عن اسره و مبقتش تسيب فرض و بقت بتلبس خمار هل ممكن تكون دخلت حاله عندي و خرجت بالتحسن ده ؟
لتهز رأسها نافيه و هي تجيب علي نفسها
- انا بعترف اني اول مره اقابل حد في اصرارك و قوتك و لازم تفتخري بنفسك انك ساهمتي بنسبه اكبر مني في الجلسات و كنتي اقوي تأثيرا علي نفسك
هدير : مش للدرجاتي و بشكرك برضو
فرح بهدوء: انا اللي بشكرك اني اتعرفت علي انسانه زيك و تاكدي ان عمرك ما كنتي مُعقده بالعكس انتِ بجد واحده يفتخر اي حد انها موجوده في حياته .. مفيش مسؤوليه متعرفيش تشيلها و مفيش ازمه متقدريش انك تعديها حتي من قبل ما تجيلي انتِ قويه و بقيتي اقوي .. قاسم راجل محظوظ ان حصل علي واحده زيك لانك مهما غلطتي في حقه هترجعي تعرفي غلطك و تصلحيه بنفسك
لتستكمل كلامها الصادق النابع عن محبه
- و انك قادره تتحملي نتائج اي فعل و الحقيقه ان العقده في فهمك مش عندك انتِ مريتي بحاجات كتيره اوي و الحاجات اللي وقعتي نفسك فيها في غيرك بيعملها حتي لو معندوش مشاكل انتِ دايما كنت قادره تصحي ضميرك في اي وقت و دايما كان عندك الاعتراف بغلطك وده شي في حد ذاته ميزه مش موجوده عند حد
لتاخذ نفسها و تنظر لها نظره اخت و ليست طبيبه
- كوني هدير اللي انتِ صنعتيها بنفسك و كوني هدير اللي شوفتي نفسك فيها و اللي متوقعش نفسها في غلط مهما مر عليها ... و متاكده انك هتكوني افضل ام اللي عارفه تكتشف عيوبها و تصلحها وتفهم ولادها
هدير : انتِ من الناس اللي هتفضل في قلبي و اتمني افضل معاكي علي تواصل علطول معاكي
فرح بمرح : طبعا هفضل في زماره رقبتك بس كصديقه و هنغلق اليوم ده من حساباتنا و اتمني متحتاجنيش لاخر عمرك كدكتوره .. تحتاجيني كصديقه انا معرفش اي حاجه عنها
هدير : اتمني انك تيجي يوم فرحي لاني هعزمك
فرح بخبث : اول مره حد يتمني وجودي في فرحه خصوصا اني دكتورتك يعني
هدير بابتسامه هادئه : مش قولتليلي اولي يوم دخلت فيه هنا انك مبتحبيش كلمه دكتوره و لسه قايله اننا هنكون اصحاب و انا هكون فرحانه بجد لو كنتي جنبي و هكون سعيده بوجودك كصديقه و وجودك كفتره من حياتي شافت تغيري للافضل ..
_________________________________________
بعد مرور شهرين تقريبا كانت هدير تجلس مع امينه و مع منه .. فقد دعتهم امينه لتناول الغداء معهما و لكن ذهب قاسم و والده الي زياره أحد الأقارب الذي مرض قليلا .. فكانوا يشاهدوا التلفاز و الآن يشاهدوا مسلسل تركي
"" شخصيات وهميه و مسلسل وهمي مش مسلسل بعينه و اي تشابه غير مقصود ""
- اصل النهارده الاعاده و مجمع الحلقات بقا و المسلسل ده يا ام قاسم
أمينه انتبهت : ماله يا بت منه
منه : شايفه البت نيهال دي بتحب الواد مصطفي بس ايه بقا بيكدبوا علي بعض و دي ...
قاطعتها أمينه : يا بت ما انا عارفه بقولك فاتني حلقتين بس
منه : صدقي انا حبيتك انا نقطه ضعفي الأمهات اللي بتشوف تركي
هدير بلا مبالاه : علي فكره مسلسل تنح والله مش عارفه عاجبكم في ايه المسلسلات بيعيدوا و يزيدوا في نفس الشي
أمينه : لا ده حلو يا بت يا هدير ده اللي بيسليني اساسا مبغيرش القناه
منه بمكر و مرح : بتقولي علي المسلسل اللي حماتك بتابعه وحش يا عديمه الربايه .. بقولك ايه يا ام قاسم البت دي متسكتلهاش سخني عليها ابنك لما يجي
أمينه ضحكت فايضا احبت منه رغم انها لا تعرفها الا من شهور قليله جدا : يخربيت فقرك يا منه والله ده انتِ مصيبه وربنا
هدير باحراج : ما تتلمي يا منه
منه : لا انا احب الحق قد عنيا و تغلطي في المسلسل يبقي هسخن عليكي
أمينه بمكر و هي ترمي كلمتها : يا بنتي اسخن ايه يعني اكتر من كده ...احنا بقالنا سنين مش محتاجه
منه بمكر شديد : حسبي الله ونعم الوكيل
لتصمت هدير و تتصنع العبث في هاتفها.. و هي مستغربه من تكيف الاثنان ... و تنتظر رفيق دربها
وبعد وقت كانت تقف في الشرفه و تراقب الطريق من خلف الستار ..
و اخيرا وجدته هو و والده دخلوا الي فناء المنزل فدخلت واخبرتهم بانهم أتوا و كانوا يجهزوا السفرة
.. فدخل خليل و القي التحيه عليهم ليخبرهم قبل ان يدخل الي المرحاض ليتوضأ و يصلي المغرب
- هدير يا بنتي انزلي لقاسم تحت عايزك .. مش عارف جايب ايه وعايز تشوفيه
هدير رفعت حاجبها فما هو الشي الذي أتي به حتي يجعلها تراه فلم يُذكر هذا الشي لها
امينه : حاجه ايه دي و بعدين خلاص احنا هنحط الاكل
خليل : هو انا مالي حاجه ايه هسجل الكلام في دماغي يعني ؟ خليها تنزل و تشوف هو عايز ايه و استني كده كده عقبال ما اصلي نبقي و يجوا نبقي نحط الاكل
منه بخبث : ياله نشوفنا بقيت الاعاده يا ام قاسم سيبك منهم
لتتركهم هدير بعد ان استاذنت و ارتدت حذائها و وشاحها .. نظرا لبروده الجو و نزلت الي أسفل وجدته يقف في فناء المنزل بملل
هدير و هي تضع يديها في جيوب تنورتها : ايه يا قاسم
قاسم بخفه بكف يده علي وجهها بهدوء و مرح
- ما تشوحي احسن حطالي ايدك في جيبك و تقوليلي ايه يا قاسم .. النضاره اتكسرت
- متمدش ايدك طيب .. شاطر
- ابقي اروح اعمل غيرها .. و بعدين والله ما مديت ايدي لسه و مدخلناش في مواضيع هموت و ندخل فيها
هدير تصنعت اللامبالاه " كويس بقا ياله عشان انا جعانه .. ايه اللي عايز تورهوني عشان نخلص "
قاسم بتلك العاده القديمه لهم ايام الطفوله و المراهقة
- هلطشك قلم يا هدير علي طوله لسانك اصبري بس
- هنده امك اقسم بالله تشوف حل
اردف قاسم كلمته بمكر شديد يصبغه في طوب البراءه
- هي نفسها ... خلاص مش مشكله نشوف طوله لسانك دي بعدين ياله تعالي عايزك ..
- الحقيقه انا فعلا جيت عشان عايزني المهم بقا عايزني في ايه ؟
- هخطفك يا هدير .. يا صبر ايوب علي أسئلتك اللي دخلت في حياتنا متاخر
ليجرها من يديها بعد ان فتح باب البيت و اخذها و خرجوا الي الشارع و وجدته ياخذها باتجاه بيتها و حينما دخلوا الي فنائه
اردف هدير مستغربه : ما تفهمني في ايه انا مبقتش فاهمه حاجه خالص
قاسم توجه و هو مازال يمسك يديها الي تلك الشقه في التي توجد في الدور الارضي
- بصراحه انا مش عايزك تاكلي عندنا
- طب اخد بنت عمي !
- لا لا خدناها اسيره .. انا اوافق جدا ان هدير اتغيرت عن زمان الا في زنها و اسئلتها .. ده في عز ما كنتي طفله مسالتيش انا واخدك فين ايام ما كنتي هبله ودلوقتي لما بقيتي مراتي اينعم هبله برضو بس بتساليني واخدك فين .. بصي بقولك اندهي علي ام محمد ياله
ليفتح قاسم الشقه تحت ذهول هدير بعد إخراجه ميداليه مفاتيحه و دخل منها احد المفاتيح ليفتح الباب
- انتَ جبت المفتاح ليه و جايبنا هنا ليه اصلا ؟
- من بنك الحظ و جاي احظظ معاكي
قال كلمته الاخيره بنوع من انواع المرح الغريبه و قهقه ضاحكاً .. ليتحدث مره اخري بجديه زائفه " لما قره عينك يقول شي بيضحك او مبيضحكش تضحكي .. ياله ادخلي ورايا "
دخل قاسم و هو يفتح كشاف هاتفه حتي وصل الي الاسلاك الخاصه بالكهرباء و انار الشقه .. من الداخل و كان يتواجد بعض من الأشياء التي قدمت و لم تعجب هاجر و وضعتها في الاسفل و لكن اغلبيه ما كان بداخلها صناديق كرتونيه
- انتَ جايب المفتاح منين ممكن افهم ؟؟
- محدش بيسال صاحب الحاجه جاب مفتاحها منين
- افندم يعني ايه ؟ صاحب ايه حضرتك
- الحقيقه إن انا المشتري الخفي اللي عايشه في شقته
هدير : ده ازاي
قاسم قص علي هدير ما حددث ربما فرحت لتفكير عمتها به و أمانه قاسم و كيف يمكن ان تشك ان هذا الرجل هو امانها و سندها بعد ما قاله و اخباره لها بان الأموال التي دفعتها كايجار مع عمها ليعطيها اياها في الوقت المناسب .... ربما فرحت بعمها ايضا و لكن لا ننكر انها بكت و بكت كثيرا
- صدقي الواحد بقاله كتير محضنكيش و انتِ بتعيطي
هدير ببكاء : انتَ بتهزر انا مش مستوعبه انها عملت كل ده عشاني هفضل اتفاجي لغايت امته بكل حاجه تقدمها ليا يارب اكون استحقيت كل ده منها
- هو انا ابن البطه السوداء ملفتش نظرك اي حاجه ؟
- يعني انتَ اللي دفعت الفلوس اللي جابها عمي عشان جهازي بتاعتك
- ايوه .. و قبل ما دماغك تروح لبعيد ده حقك و انا كنت هاخدها منك حتي لو مش هنتجوز بسيطه الشقه دي انا ماجرها لكريم من ساعه ما دفعتلك حقها ..
لانه كان عايز مكان يشيل فيها حاجات كمخزن ليه هو و ابوه يعني عشان مشروعهم الجديد .. و دفعت حق واحده و هرجعلك اللي فوق ليكي و حقك و عشان تفضل شقتك طول عمرك و يكون فيها ذكرياتك مع عمتك و ذكرياتنا سوا و لو عايزه دي كمان ترجعلك باسمك و مش عايز ..
قاطعته هدير باجمل نبره عفويه قد تفوهت بها طوال حياتها " قاسم انا عارفه اني مقولتش كده قبل كده .. قاسم انا بحبك اوي "
لتنقطع الكهرباء فور انتهائها من كلمتها و تمسك هدير يد قاسم " هو ايه اللي حصل "
- نحس و لعنه الحب في ذروها و اشعر انها الان .. تقترب
- انتَ بتقول ايه شغل كشاف تليفونك انا خايفه بتقول تعويذه وله ايه
- اسكتي انتِ دلوقتي عشان باين انهم حضروا
- متهزرش يا قاسم انا بخاف شغل الزفتت
ليضع قاسم هاتفه علي شي ما لم يحدد بالتاكيد صندوق ..انبعثت اضاءه خافته اصبح في مقابلتها و وضع يده علي وجهها و كأنه يحفر تفاصيل تلك المُعقده للابد فهي من جعلته مُعقد بعقده الحب
- أحم قاسم .. انتَ بتعمل ايه ؟
قاسم بنبره مرحه "" اخرسي خالص دلوقتي ""
ليستكمل حديثه قائلا " اقسم بالله لسان طويل ما هيحصل كويس في حالتنا دي .. تخطي عمر الثلاثون و الان توجد فتاه بين يديه هل سيظهر ذلك الوحش الخفي بداخله فجاه "
- انا مش مرتحالك هو انا قاعده في سبيستون وله ايه .. فاصل و نواصل بالمره !!
- سبيستون ايه انتِ اول مره تنطقيها و احب اقولك ان دي المره الاولي اللي هنحط الماضي مع عنوان .. المستقبل و هنحط معاهم ان هذا الشي جائز فعله في المضارع
هدير بتوتر و خجل و عدم فهم بسبب كلماته الغريبه فلم تكن عادته ان يتحدث حتي بهذه الطريقه في أوقات المرح
- اقطع دراعي لو فهمت كلمه
- هشرح عملي ..
ليمد يده و يحاوط خصرها و يحتجزها في حصار يديه
من أقوال ذلك الشاب الذي وقع في حب مُعقده : من الممكن ان تهربي يا عمري من بين يدي و حصارها و لكني اؤكد لكي ان شباك قلبي و عقدها و حصاره اقوي ستظلي اسيره و سجينه قلبي و عقلي مهما حاولتي
لا صوت و لا حتي حركه و لا اضاءه سوي تلك الاضاءه الخافته .. لا شي واضح سوي تلك الأعين و لا شي له صوت سوي القلب فليُسكت الجميع و تسكت تلك الاعضاء الاخري سوي القلب
ليقبل راسها في قبله بسيطه جدا .. و يقبل انفها في قبله أبسط ليكون هذا اقتراب لم ياخذ حقه به من قبل حتي بعد كتب كتابهم لم تتعدي احضانهم او تتجاوز ثلاثه مرات .. قبل وجنتيها و كانت هدير صامته تماماً رغم ان دقات قلبها كانت تريد ان تصرخ من سرعتها لا تدري هل هذه هي دقات الحب ؟
ليقترب اخيرا من تلك الشفاه التي تمني ان يقبلها ... لياخذ قاسم حقه في تناول قسمته و يقبلها كيفما يريد لدقائق كانت هدير مستغربه و لكنها لم تكن قادره سوا ان تسجيب لاحضانه و قبلته و حتي انها بادلتها في الدقيقه الاخيره و ما ان لبثت ان تحاوط عنقه و تستجيب له اكثر ... ابتعدت فجأه حتي انها من الممكن ان تكون دفعته و تحول احمرار وجهها بتلك المشاعر الي صفار .. حينما سمعت صوت ام محمد
لتاخد نفسها و كذلك قاسم " الله يلعن كده يا شيخه !! "
- انتَ سمعت اللي سمعته صح
- اه بس ايه المشكله مش فاهم ده انتِ زقتيني يعني اقول ايه منك بسسس
- غصب عني اتخضيت
" اردفت جملتها بخجل شديد لا تدري هل من الممكن انها انها شعرت بالخجل من قبلتهما الأولي ام شعرت بالخجل من دفعه بتلك الطريقه فكلاهما يخجلها "
ليصدع الصوت من الخارج بصوت أعلي
" يا واد يااا هشام تعالي شوف مين ياض باين في حرامي وله عفريت الشقه اللي تحت مفتوحه "
قاسم وجه حديثه لهدير لا يدري هل هو تذمر ام مرح
- هو انا شاقطك يا بنتي دي اول مره تكوني في حضني حلال و من غير ما يقفشنا كريم ... و كمان اول مره
ليصمت و هو يحك مؤخره رأسه " بوظتها ام محمد ربنا يكرمها "
- قاسم خلاص ارجوك تعالي نخرج عشان متمش الشارع كله يشوفلها في ايه !
- ااه تلمه عشان هعلن اني مش هعمل اوضه أطفال هتكون اوضه ام محمد في شقتنا باذن الله و بعدين انتِ هبله ده الشقه شقتي اينعم حاليا ايجار كريم بس انا قايله و كمان انتِ مراتي يا حوله
لمسك بهاتفه و يخرج و تمشي خلفه و هي تعدل خمارها رغم انها لم تري شي و لكنه تظن انه و فسد من عناقم الحار الذي دام لدقائق ..
خرج قاسم من الشقه و يده علي الهاتف و نسي انه لا يظهر اضاءه هكذا " ام محمد بنفسها يادي النور "
- مين؟؟ الصوت مش غريب عليا
ليوجه قاسم كشاف هاتفه في وجهه هو و هدير حينما استوعب الظلام الذي هما به و يده تحجب النور ..
- هتعمينا " ليبعد قاسم الكشاف عنها "
- بقي تنسي صوتي برضو
- يخربيت يا قاسم ..افتكرت عفريت وله حرامي هيسرقنا ..و انتم كنتوا بتعملوا ايه في الشقه دي
- تعالي احكيلك بنعمل ايه بس لما هدير تمشي .. ايه يا ام محمد في ايه مش بنسرقم اهو قدري و نصيبي يكون ليا شقه معاكي في نفس المكان
"" لتأتي الكهرباء فجاه ""
قاسم " الحمدلله نروح نتغدا بقي "
ام محمد : تروح فين انتَ و هي مش لما افهم حكايتكم و انتَ اشتريت ازاي مش كان راجل غريب و كل شويه عربيه نقل تيجي تحط في كراتين منعرفش بتاعت مين
قاسم " هرقع بالصوت و برستيج الدكتور قاسم هيكون وحش انا تعبت يا ناااس "
_________________________________________
حينما مر علي وفاه هاجر سنه تقريبا تم حفل الزفاف باحدي القاعات حينما جهز كل شي و مرت فتره معقوله علي وفاه هاجر ..
كان قاسم و هدير يصلوا في شقتهم سويا ليشهد الله و شهد العالم ان المُعقده او المسمي الجديد "" قسمه قاسم"" اصبحت فعليا قسمته بكل شي و بكل حق من حقوق الحب و الود و الاقتراب و كل الحق للتصرف مع حبيبته كيفا يشاء دون رقيب ..
و انتهوا من الصلاه و تحججت هدير بأن معدتها تؤلمها بسبب تناولها الكثير من الطعام في وقت قليل بعد عدم تناولها أي شي منذ البارحه
خرجت من المرحاض و وجدت ... قاسم يغلق الشرفه بسبب تلك الامطار التي جائت فجأه بعد منتصف الليل
التفت قاسم لها بقلق و لكنه غير مبالغ فهو يعلم انها ماكره بالطبع
- عامله ايه دلوقتي
هدير : انا كويسه ... يعني احسن شويه
قاسم بمرح : لا انا مبحبش يمكن و احسن و شويه جدا وله مش جدا ؟
- والله ربنا يعلم جدا وله مش جدا
- في حاجه طيب كوني صريحه وله في حاجه مضيقاكي .. اعتبريني جارك .. لانك خايفه مش خايفه ده شي مش في حسباتنا اصلا
لتتبتسم هدير علي مرحه فقط و لكنها متوتره و منزعجه ايضا : مفيش عادي
- لا كدابه كنتي حاطه امل ان ابوكي يجي صح لما قال لعمك و كمان مضايقه طبيعي عشان عمتك
- يمكن مش هكدب عليك
اقترب قاسم منها و قبل قاسم مقدمه رأسها ليتحدث بنبره حانيه ليست غريبه عليه
- قاسم هو ابو هدير .. و قاسم هو اخو هدير و قاسم هو جار هدير و صاحب هدير و قاسم هو جوز هدير و كل حاجه لهدير و متحطيش في بالك خالص هو
ابتسمت له كالعاده
مش زعلانه والله يمكن كان في أمل بس مش ده اللي تاعبني .. و معدتي تعبتني شويه
قاسم حملها مره واحده لتحاوط عنقه كرد فعل
- اه بقيتي تقيله يا هدير يا اما انا اللي كبرت
اردفت بتذمر " انتَ مشلتنيش الا مره واحده اصلا لما كنت ١١ سنه تقريبا فانتَ بتتكلم في ايه يعني "
ليحدثها قاسم و هما يذهبان الي غرفتهما
"ناكره الجميع ده انا اجيبلك كريم يشهد لسه شايلك من قريب "
و انزلها في غرفتهم فكل تفصيله في هذه الشقه اختاروها سوياً و حتي ان عمه قال له ان يفعل ما يريد فهو لن ياخذها منه ...
قبل راسها بحنان كل الصلات التي يجب ان تحنو عليها فهو ذلك الشخص الخارق الذي ياتي لها ليقول انا عالمكِ
- هسالك شويه اسئله و مُجبره انك تجاوبي .. سين واحد اتوقعتي وجوك دلوقتي مره في عمرك قبل ما اتقدملك معاكي تلاتين ثانيه و مينفعش تكدبي
هدير اردفت بخجل جديد و صراحه " احم مره حلمت لما ساره كانت بتكلمني عنك و بتفهمني انك يعني بتحبني و بتسأل عليا ساعتها قولت يمكن بسبب كلامها احم بس ""
قاسم بخبث " حلو ايه الحلم ده بالظبط "
هدير بخجل " مش عايزه اقوله "
- شكلها حاجه كويسه و محترمه جدا .. سين اتنين عارفه اني بحبك ،
اومات هدير رأسها بخجل .. فاردف قاسم بمرح
" طب عارفه انه اوي "
اومات راسها موافقه بخجل و توتر ليقترب قاسم اكثر
" سين تلاته عارفه ان قاسم مستعد يعمل اي حاجه عشانك حتي لو ضعف حاجه عملها قبل كده "
هدير اومات رأسها برضا و بدائت تعتاد علي قربه بهذه المسافه علي الأقل و توترها بدأ في النقصان " ايوه "
لتحتضنه بحب و تحاوط عنقه و تدفن رأسها في صدره.. دقائق بسيطه و هي تستعيد كل شي مر و ما كان دور قاسم في كل هذا ؟ .. كان كل شي .. فلتترك كل شي سئ قد كانت به المفعول او حتي كانت الفاعل حيانا .. فقط تستمتع بذالك الثلاثيني الذي انتظر طويلا و احبها دائما و كانها كنز له ثمن لم تعرفه هي الا بعد الكثير عرفته في نظرته و في حنانه و قوله دائما انها غاليه
هدير و هي تعيد كلماته لتضيف عليها اضافه خاصه و لتعترف أكثر من اي اعتراف آخر " قاسم هو ابو هدير و قاسم هو اخو هدير و قاسم هو جار هدير و صاحب هدير و قاسم هو جوز هدير بس قاسم روح قلب هدير و كل حاجه في دنيا هدير باختلاف فترات حياتها انا محبتش غيرك و قلبي مرتحش الا غيرك و عندي استعاد اعمل اي حاجه عشان دايما أكون معاك "
قاسم قبلها قُبله كانت قويه ليقتلع كل تلك الحصون التي كانت بينهم حتي الآن ليستند علي جبتها ليخبرها بفصحي مميزه
" فليشهد الجميع و ليشهد قلبك يا مُعقده اليوم ستكوني .. ملك قاسم اكثر من اي وقت سبق و لتعلمي ان قلبك كان رفيقي للأبد بأي صفه و كان قلبي اسيرك في كل الاوقات حتي و ان انكر عقلي ذلك.. فليفوز قاسم بكِ .. لافوز بقلبك و لافوز بقسمتي من الدنيا التي قبلت ان ينهار العالم و لا تنهاري انتِ فالعالم لا يعني شئ لي اكثر مما تعني انتِ فما العالم بالنسبه لكِ فلا يضاهيكِ جمالاً و لا يضاهي هدير حبيبه قاسم و ابنته و زوجته و لتفوزي بشريك حياتك للنصف الاخر من عمرك ليكون عُمره كله لكِ
لتكن بعدها ذرفت دموع الفرح ليتلقاها قاسم بقبلات تزيل تلك الدموع و ليبدأ في امتلاك من اتعبت قلبه ..
و لتعلم هدير أن الله رزقها برجل لن يكون بعده رجل و ستظلم اي شخص اذا لقبته بهذا اللقب
ليبدأ تدريجا قاسم تشكيل عقده من نوع خاص عُقده الحب هي اكثر عقده متشابكة و لكن كان تشابك قدر قاسم و هدير اقوي من اي شي حتي لو بعدهما لسنوات ... يُعيدهما مره اخري لأن ببساطه
" هدير قسمه قاسم "
● لم يكن مثل اي إتحاد او كأي زواج بل عُقد قدرهم سوياً بمشيئه الرحمن .. بربطه معقده للغايه و للحظات من عشق خاص
أباحه الله لقاسم و هدير و اعطي لهما الحلال ... فالصحيح هو ما يحله الله فقط و الخطأ هو ما يُحرمه الله و لا تسوي مسميات الناس شيئاً ... بعد كلمه الله لا يوجد من يُحرم شي أباحه و لا يستطيع مخلوق خلقه الله "" الخالق "" ان يُحلل شي حرمه الله
فلنترك قاسم يتمتع بقسمته التي انتظرها طويلاً و لنترك هدير بأن ترمي كل شي حدث .. فلتتمتع لأول مره بعُقده ...
لكنها لم تكن كأي عُقده قد عاهدتها فعُقده الحب هي العقده الاكثر تشابكاً و مُعقده و غريبه فكلما تعقد و تعمق الحب نكون اكثر سعاده معادله صعبه قليلاً فقط المحب سيفهمها
_________________________________________
بعد مرور شهرين تقريبا كانت ساره تنزل علي الدرج بعد سماعها للجرس الذي يخص بوابه البيت .. و فتحت الباب وجدته هو وليد
- يا نهار ابيض عليا
- كويس انك قولتي ابيض
- يابني هو حد مسلطتك عليا ... والله مكنش قصدي امسك في رجلك انا اسفه و كفايا بقا هعملك حظر منين تاني
- انتِ اللي اخدتي كلامي هزار
- بص يا ابن الناس انا عنست خلاص و مفيش مني رجاء .. غير تريقتك و ستي ماتت اللي كان ممكن اقعد عندها انا لو ابويا شافك تاني هيوديني في داهيه و مش هنام الا في الشارع
- يابنتي جاي اتقدملك انتِ هبله ؟
- اه هبله و حظي اسود ..
- يا بنتي بقولك جاي تقدم تقوليلي حظك اسود انا هرجع في كلامي
- جدع و عين العقل ياله امشي قبل ما ابويا يشوفك
- يابنتي انتِ عند شيزوفرنيا مش قولتيلي تعالي و مش هعملك بلوك علي التويتر لو جيت ؟
- كنت بهزر معرفش انك هتاخد كلامي جد
لياتي والدها من خلفها و كانت ستغلق الباب حينما سمعت صوته و هو يتحدث في الهاتف
احمد ليحاول ان يصدها : بتعملي ايه .. الله يحرق جنانك
لينظر احمد لما يحدث و ينادي عليها في نبره حاسمه "ساره "
لتهمس ساره لنفسها و هي تركت الباب " اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله ... هي الدنيا كده انا متوضيه و ان شاء الله هموت و انا الخاتمه بتاعتي كويسه انا نليش ذنب يارب "
كانت ساره تنظر ببلاهه لوالدها حينما اردف قائلاً " اهلا يا وليد يا ابني اتفضل انا كنت لسه هرن عليك و اسالك عرفت توصل البيت ده وله لا "
عرفت الحمد لله العنوان ميتوهش
احمد بنبره حازمه " ما تروحي تشوفي انتِ رايحه فين ياله "
لتمشي ساره في لمح البصر و تختفي .. في لحظه لتستعد لحزم امتعتها او لتحضير كفنها ...و لا تصدق ما يحدث ربما حينما بدات تحادثه علي الفيسبوك بمسمي ان علاقتهم تحسنت و لا داعي للمشاجره
فاجئها بانه يريد ان يطلب يديها ربما بدأت تميل له و لكنها لم تصدق في البدايه ظنت انه يمزح معها و لم تصدق انه سيمزح معها
ليتم زفافهم بعد خسمه اشهر تقريبا من طلبه لها نظرا لانه كان جاهز بكل شي و ليتزوج سليطه اللسان
_________________________________________
بعد مرور سنتين تقريبا كانت هدير تجلس و هي تحمل ابنتها هاجر و هناك جنين عمره ثلاثه اشهر ينمو في احشائها
و تستمع حديث عبير و هي منضمه الي أحدي الندوات التي تقام باحدي المؤسسات الخاصه بسرطان الثدي فقد تعافت عبير من الوعكه الصحيه التي اصابتها بعد انجابها طفلها يوسف و ارادت ان تشارك هذه الندوه لتقابل احبائها في القاهره بعد نشرها العديد من الكتب و حتي تحكي صراعها مع السرطان و انها استطاعت ان تهزمه بفضل كل شخص احبها
و بعد الانتهاء من الندوه كانت عبير تقف في الخارج و تخفي دموعها بعيداً عن الانظار
فخرجت هدير و هي تحمل ابنتها هاجر النائمه
التفتت عبير لها حينما وضعت يديها علي كتفها
هدير صافحتها بابتسامه مشرقه
- يمكن متعرفنيش بس انا بتابعك من بدري و يمكن من خمس سنين
- شرف ليا
- انا كنت هضايق اوي لو ملحقتش اتكلم معاكي مكنش ينفع مجيش اشوف حضرتك و مش بس لاعجابي بكتاباتك و رسالتلك و اعجابي بشخصيتك .. انا هدير عماد يمكن هتلاقيني او صادفتي اسمي من الكومنتات اللي بعملهالك ... بس عايزه اقولك اولا حمدالله علي السلامه علي شفاكي
- ربنا يخليكي
- شوفت دموعك جوا و بصراحه كان نفسي احضنك و اقولك متعيطيش و اردلك اللي عملتيه زمان معايا حضنتيني و احتوتيني في وقت كنت ضعيفه فيه و حببتيني في الله و اقنعتيني في وقت كنت ضايعه فيه الحقيقه كانت مجرد رسايل بس انتِ احتويني جدا مش هعرف اقولك انا مين او عملتي معايا ايه بالظبط و يمكن كلموكي ناس كتير بس كان لازم اقولك الف شكر
ادرفت باستغراب " والله العفو بس بصراحه انا مش فاكره حضرتك ايوه يعني ممكن اكون صادفت اسمك بس مش فاكره انا عملت ايه معاكي "
- مش مهم كفايا انك تعرفي انك عملتي حاجه حلوه اوي و انقذتي واحده من حاجات غلط اكبر كانت ممكن تعملها و بعد سنين..هي راجعه تقولك شكرا حتي لو متعرفيش انا مين .. انا عايزه اقولك ربنا يشفيكي و ان شاءالله مش هيرجع ليكي تاني و اوعي تعيطي لانك مسحتي دموعي و بينا مسافات كتير .. و متاكده انك ساعدتي كتير اوي و اكيد ربنا عمره ما هيضرك
- انا مش عارفه اقولك ايه انتِ فرحتيني جدا و غيرتي مودي حتي لو معرفش
" فلتعلموا ان حتي تلك الرساله الالكترونيه التي من الممكن ان ان ترسلها لشخص لا تعرفه و تشاركه بكلمه يحتاجها في وقت من الأوقات لن تروح هباءً فلا يوجد خير حتي و ان كان لمسافات طويله . . لن يذهب دون ان يُرد إليك حتي و لو بعد حين "
_________________________________________
كانت هدير نائمه لتقوم فجأه و هي تشهق من النوم و متعرقه للغايه ... فقام قاسم مفزوعاً
- مالك يا هدير
هدير كانت تحاول ان تلتقط أنفاسها و كانها كانت تمشي لساعات طويله " مش عارفه يا قاسم حلم وحش اووي كنت حاسه اني هموت مخنوقه "
قاسم برفق وضع يده علي كتفها " اهدي يا هدير استعيذي بالله ده كابوس اكيد "
هدير بوجع " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. انا مش عايزه اتوجع عليه يا قاسم مش عيزاه يوجعني لو راح "
- مين ده ؟
- ابويا كان في مكان كله سواد و وراه نار و شوفت واحده ست و ولدين رابطينه زي كلبشات من رجله و من ايده مش عارف يتحرك يا قاسم و فضل ينادي عليا ... لغايت ما فجاه لقيته بطل ينادي و انا عماله اجري عشان اوصله معرفتش ...
قلق قاسم فهذا الحلم لا يبشر بالخير إطلاقا فحاول ان يهون عليها
" متقلقيش يا هدير ده مجرد كابوس قومي اغسلي وشك و ربنا يسترها "
هدير قامت من النوم و دخلت المرحاض و غسلت وجهها ثم خرجت الي قاسم و نامت في حضنه بعد ان اطمأنت ان طفلتها نائمه
" قاسم خايفه اني في يوم اعيط عشانه مش هسامح نفسي في دمعه تنزل عشانه مش عايزه اكون هدير اللي بتجري عشانه و بيني و بينه حواجز "
" ربنا يسترها يا هدير ممكن تكون أوهام مش اكتر "
" يارب .. خدني في حضنك " قالتها بارتجاف رغم انها في حضنه و لكنها خائفه
ليحضتنها قاسم اكثر و بعد وقت نامت في احضانه
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا