
رواية نبض قلبي لأجلك
الفصل الثامن والثلاثون 38
والتاسع والثلاثون 39 والاخير
بقلم لولا
بعد مرور ثلاثه شهور.......
كانت تجلس تنظر للفراغ بشرود ودموعها تجري فوق وجنتيها بصمت ، فهذا اصبح حالها منذ شهر بعد ان علمت انها تحمل داخل احشاؤها قطعه منه ،
وكأن القدر يعاندها ويربطه به ويقيدها بقيده اكثر واكثر....
مسحت دموعها عندما شعرت بملك تجلس بجانبها علي الاريكه في صاله منزلهم...
هتفت ملك بنبره حزينه : مش هتبطلي علياط بقي ،
انتي من يوم ما عرفتي انك حامل مش مبطله عياط رغم ان ايهاب محذرك وقالك ان الانفعال غلط عليكي خصوصاً وانتي عارفه ظروف حملك وانك لازم تفضلي مرتاحه علي طول وتنامي علي ضهرك علشان حاله الرحم عندك لسه ما رجعتش لحالتها الطبيعيه بعد الدوا اللي كان سبب في اجهاضك المره اللي فاتت وان المفروض مكانش يحصل حمل دلوقتي خالص.
هتفت سوار بشجن: وانا كان بأيدي ايه اعمله ومعملتوش .
وبعدين الحمل ده هو اللي فاضل لي بعد ما خسرت كل حاجه في حياتي .
تحدثت ملك تلومها: ليه بس التشاؤم ده ،ولادك الحمد الله بخير مع ابوهم عاصم بكره مشاكلكم تتحل وترجعوا لبعض وتربوا اللي جاي بينكم ، انتي بس اهدي وبلاش تضغطي علي اعصابك علشان ما تتعبش.
قطعت حديثها معها عندما استمعت لصوت شقيقها ينادي عليها من الداخل..
هتفت ملك تجيبه بنبره مرتفعه: طيب جايه.
ثم نظرت الي سوار وهتفت بمرح: روقي كده بس وبطلي عياط ،وانا هروح اشوف الزنان اللي جوه ده عاوز ايه ، كل ما يجي علشان ياخد حاجه من اوضته لازم يقرفني ويقعد ينده عليا زي العيل التايه من امه.
ابتسمت سوار علي مزحتها ، وهي تتابعها بنظراتها وهي تدلف الي الداخل بينما عادت هي الي شرودها من جديد..
تعالت الطرقات علي باب الشقه مما جعلها تخرج من قوقعتها علي نفسها وتتحرك نحو الباب تفتحه ..
فتحت الباب تنظر للطارق ، ولكن شخصت ابصارها ووقف الزمن من حولها وتعالت ضربات قلبها داخل صدرها بجنون من هول المفاجأه وهي تراه يقف امامها هنا امام الباب ينظر لها بسوداويته تلك النظره التي يخصها بها وحدها ولكنها كانت مزيج يجمع ما بين العشق واللاشتياق والحزن !!!!
وقف امام الباب الذي يفصلها عنه يرتجف من الداخل
لا يعرف ماذا عليه ان يفعل عندما يراها بعد كل هذه المدة؟؟؟
اخذ نفس عميق وطرق علي الباب الخشبي ودقات قلبه العاليه تكاد تصم ادنيه من فرط التوتر ، فهو مقدم علي خطوه مهمه فقد حان وقت كشف الحقائق امامها وكل ما يشغل عقله هل ستغرف له وتسامحه وتعود اليه ، ام سترفض وتتعنت ؟؟؟
قاطع افكاره فتح الباب وظهورها من خلفه وكأن القدر رحيم به وبقلبه المشتاق اليها فجعلها هي من تفتح الباب له.
ارتج قلبه بعنف داخل صدره عندما وقعت عينيه عليها ، يا الله كم اشتاق لها ولكل ما فيها .
اااااه مشتاقه حبسها داخل صدره وظل يطالعها بنظراته المشتاقه يسير بها علي ملامحها التي اشتاق لها حد الجنون!!!!
رباااه حتي في حزنها جميله ، هل البكاء زادها جمالاً علي جمالها ام عنينيه المشتاقه تخيل له ذلك.!!!
ولكن لماذا تبكي؟؟ مؤكد بسببه؟؟
كانت اجابه اكثر منها سؤال خاصه عندما لمح نظره الحزن واللوم التي تطل من عينيها ...
كان هناك حوار طويل يدور بينهم في صمت فقط نظراتهم ودقات قلوبهم المرتفعه هي التي تتحدث تعبر عما يجيش بصدر كل منهما !!!!
قطع تواصلهم البصري ، ايهاب الذي آتي من الداخل ووقف امام سوار يحجبها عن نظرات عاصم بحسده عندما لمحه وهو يآتي من خلفهم!!!
عرفه ايهاب علي الفور ولكنه اظهر عكس ذلك ،
تحدث ايهاب باحترام يسأله : مين حضرتك؟؟؟
اشتعلت فتيل غضبه وتصاعدت نيران غيرته العمياء عندما وقف ذلك الكائن الغريب امامه يداريها خلفه يحجب عنه رؤيتها !!!
اجابه عاصم بجمود : عاصم ابوهيبه جوز سوار.
رحب به ايهاب ودعاه للدخول الي المنزل بالرغم من نظرات سوار المعترضه الا انه لم يصغي اليها بل تعامل معه وفقاً للاصول.
جلسوا جميعهم في صاله المنزل بعدما انضمت اليهم ملك ووالدتها....
نظر ايهاب اليه بتدقيق يتفحصه بنظراته التي ترصد كل خلجه من خلجاته ...
تحدث ايهاب بهدوء موجهاً حديثه لعاصم: شرفتنا يا عاصم بيه ، بس ممكن اعرف سبب زيارتك المفاجئة دي ايه وحضرتك عرفت المكان هنا منين؟؟؟؟
تنحنح عاصم يجلي حنجرته وتحدث بهدوء ينافي الحرب الشعواء الدائره داخله : احممم ، انا عارف اني جيت من غير معاد سابق ، بس زيارتي دي كان لازم تحصل من بدري بس لما تسمعوني وتفهموا اللي عاوز اقوله كويس هتعرفوا ليه زيارتي اتاخرت كل ده ...
انهي كلامه وهو ينظرالي سوار التي كانت تتوسط ملك وآمنه في جلستها ، كانت ملامحها لا تفسر ولا توحي بشيء فقط الجمود هو المرتسم فوق ملامحها وهي تجلس عاقده زراعيها فوق صدرها ...
اشار له ايهاب يحثه علي قول ما يريد: اتفضل قول اللي عندك واحنا سامعينك...
بدا عاصم يقص عليهم ما حدث ابتداء من يوم الاجهاض وصولاً الي اليوم....
تنهد عاصم متابعاً: واللي كشف الجريمه ، محفظتها اللي وقعت منها في مكان الحادثه وكان فيها صورتها اتعرفوا عليها لما الاهالي بلغوا ان في اوضه في وسط الزراعات طالع منها ريحه وحشه والكلاب يتحوم حواليها...
بعد ما اعترفت بقتله علشان كان بيساومها يا ياخد منها فلوس زياده يا اما يروح يبلغني باللي عملته واتخانقوا مع بعض وهو كان شارب فاتهجم عليها وحاول يعتدي عليها قامت قتلته ، ضربته في دماغه بطوبه علي راسه اكتر من مره لحد ما مات ، بعدها قعدت تصرخ وتصوت وجالها انهيار عصبي واتحولت علي مستشفي السجن وبعدين جالها هلاوس وبقت تكلم نفسها فحجزوها في مستشفي الامراض العصبيه .
وبدور بعد ما اخدوا اقوالها اتحبست علي ذمه القضيه والمحامي بيقول مش هتاخد اقل من ١٠ سنين سجن علشان ده شروع في قتل .
اما بقي الراس الكبيره ، بعد ما قمت معاه بالواجب ،
وبعد ما خاليته يمضي علي قسيمه طلاق نهي واتنازل لها عن حضانه ابنها لان ده كان شرطها لما ساعدتني وعرفتني معاد رجوعهم هنا.
استطرد متابعاً: المهم اتقبض عليه في قضيه شيكات بدون رصيد كان كانبها لحسن ابن خالته ولما مدفعش وحسن كان عاوز فلوسه ، قدمها ضده في النيابه ومش هيخرج منها لانه معهوش يسدد...
زفرانفاسه براحه بعدما انتهي من سرد الحقائق كامله امامهم واوضح لهم نيته فيما فعله مبدياً ندمه علي غلطه في حقها..\
هتفت آمنه تتحدث بحكمه: لا حول ولا قوه الا بالله ، هي دي اخره الشر وطريق الشيطان ...
قدر الله وما شاء فعل ، ربنا يكفينا شر النفوس الخبيثه....
صدق ايهاب علي حديثها ونظر الي سوار التي كانت صامته بشكل غريب: رأيك ايه في اللي سمعتيه يا سوار .
نظرت له نظره خاليه من اي تعبير ، ثم وجهت نظراتها نحو عاصم وتحدثت بجمود: خلصت اللي انت جاي مخصوص علشانه ، لو خلصت تقدر تمشي مكان ما جيت بس قبل ما تمشي تطلقني وتبعت تجيب لي ولادي ومش عاوزه حاجه منك ...
شهقت آمنه ضاربه فوق صدرها بجزع: طلاق ايه يا بنتي صلي علي النبي ، ما الرجل فهمك قصده من كل حاجه عملها ما تخربيش بيتك بايدك وبعدين....
قاطعتها سوار بسرعه قبل ان تسترسل في الحديث وتخبره عن حملها: لو سمحتي يا ماما آمنه الموضوع اكبر من كده ....
تحدث عاصم بهدوء: بعد اذنكم يا جماعه ، ممكن تسيبونا لوحدنا شويه؟؟؟
نظر له ايهاب باندهاش من طلبه الفج من وجهه نظره كاد ان يعترض علي طلبه خاصه عندما رمقته شوار بنظره محذره من الاذعان الي طلبه ، ولكن جائت موافقه والدته وذهبت اعتراضهم ادراج الرياح!!!!
طبعاً يا ابتي حقك دي مراتك مهما كان ، خدوا راحتكم واحنا جوه ، بينا يا ولاد ....
دلفت ملك ووالدتها الي الداخل وتبعهم ايهاب االذي هتف موجهاً كلماته الي سوار كنوع من الدعم المعنوي لها: اطمني انا جنبك ولو احتاجتي لحاجه هتلاقني موجود قبل حتي ما تنادي عليا..
ابتسمت له سوار بامتنان فايهاب اثبت انه اخ يمعني الكلمه ،وهتفت تشكره بحبور: ربنا يخاليك ليا يا ايهاب!!!!!
اشتعلت نيران الواقف خلفها يتابع حوارهم والنيران تكاد تخرج من اذنيه وهو يراها تتحدث مع رجل غيره بتلك الطريقه المستفزه لاعصابه وتبتسم له ، لا وما زاد الامر سوء انها تدعو الله ان يبقيه لها !!!!
استدارت تنظر له بعدما بحده ، ولكنها شهقت بصدمه عندما ارتطم صدرها بصدره ووجدته يقف خلفها مباشره والنيران تشتعل داخل مقلتيه...
كادت حان تسقط ارضاً ولكنه احاط خصرها بذراعيه يقبض عليه بحميميه شديده ، وهي وضعت كف يدها علي صدره تستند عليه كرد فعل طبيعي ...
انطفأت نيران غضبه في لحظه ناسياً سبب غضبه من الاساس ، ببنما اشتعل جسده بنيران شوقه لها مجرد ما سقطت بين احضانه، فهو اشتاق لها حد الجنون...
تسارعت دقات قلبها تضرب داخل صدرها بعنف من قربه المهلك لحواسها، استنشقت عطره الرجولي الممزوج برائحه جسده التي طالما عشقتها بانتشاء ،
اغمضت عينيها وهي تسحب اكبر قدر من رائحته داخل صدرها فقد اشتاقت لرائحته ودفء احضانه حد الاآلم فقد انهكها الشوق وبلغ عنان السماء...
طالعها بنظرات عاشقه والهه وهي مغمضه العين ، تمني لو يستطيع ان يحبسها داخل احضانه مدي الحياه ، ضمها الي صدره اكثر مستمتعاً بقربها منه مستنشقاً عبير جسدها الآخاذ وهمس بصوت اجش بجانب اذنها بنبره محذره ولكنها خرجت مهزوزه والهه من فرط تأثره بها : اخر مره اسمعك تقولي لرجل غيري ربنا يخاليك ليا ...!!!
همسه وصل الي عقلها المخدر كنغمه منيه مزعجه ايقذتها من غيمتها الورديه القصيره داخل احضانه..
فتحت عينيها علي وسعها وحمحمت بارتباك تجلي حنجرتها وهي تحاول ان تزيح يديه من علي خصرها وهي تجحده بنظره ماكره وهي تهمس بجانب اذنه بنفس طريقته: وانا اخر مره هقولهالك مالكش دعوه بيا، وهتطلقني يا عاصم..
جز علي اسنانه بغيظ شديد منها وقرص خصرها بقوه جعلها تشهق من شدتها وهتف بنبره خطره محذره: سوار!!!! اخر مره هسمح لك تقولي طلقني تاني،انا عارف انك زعلانه وغضبانه وكرامتك وجعاكي من اللي عملته وانا كمان معترف ان انا غلطان واتصرفت بطريقه غلط، وانا مستعد لاي ترضيه ترضيكي وتريحك ، ازعلي ، اغضبي ، خاصميني اعملي اللي انت عاوزاه وانا مش هقولك اي حاجه .، الا حاجتين اتنين اولها اني اطلقك او انك تكوني بعيده عن عيني لاني كده كده هوصلك...
وتاني حاجه غيرتي واظن انتي مجرباها كويس وعارفه اني ببقي غبي وغيرتي وحشه ازاي فبلاش توصلينا لطريق اخرته وحشه وبرضه مش هطلقك ..
اغتاظت بشده من جبروته وثقته وهتفت بحنق شديد: ده علي اساس اني كنت عايشه معاك الثلاث شهور اللي فاتوا دول ، اومال لو ما كنتش غفلتك ومشيت من البيت وخاليتك تلف حوالين نفسك..
ضحك بخفه علي سذاجتها واضاف بثقه وغرور لا يليق الا به: انتي لسه ما تعرفيش جوزك كويس ، مش عاصم ابوهيبه اللي يقعد ساعه واحده مش عارف فيها طريق مراته مش ثلاث شهور زي ما يتقولي...
قطبت جيينها وسالته بشك: قصدك ايه؟؟؟؟
تقصد انك كنت عارف مكاني من الاول وسبتني امشي بمزاجك..!!!!
هز راسه لاعلي ولاسفل علامه علي موافقته علي كلماتها وابتسامه مغتره ترتسم علي ثغره: اهاااا، انا فاهمك اكتر من نفسك يا حبيبتي وعارف يتفكري في ايه، علشان كده توقعت انك هتعملي كده فأمنتك وأمنت نفسي كويس ومرضتش اضغط عليكي وامنعك تمشي مع اني كنت اقدر اعمل كده بسهوله ، بس قلت احسسك انك حره وتقدري تعملي اللي انت عاوزاه خصوصاً بعد ما غلط فيكي....
بس تبقي تحت عيني علشان ابقي مطمن عليكي وادخل في الوقت المناسب لو حسيتك مش في آمان ..
سالته مستفسره: طب ازااااي..:
نظر الي عينيها بحب ثم انحدرت نظراته نحو عنقها الطويل المزين بسلسال ذهبي به دلايه علي هيئه حرف عين كبيره والتي قد البسها لها قبل رحيلها بيوم عندما دلف الي حجرتها ووجدها تغظ في نوم عميق ، فالبسها لها وقبل جبينها معتذراً ورحل ...
اتسعت عينيها علي اخرها ووضعت يدها علي السلسال حول عنقها هاتفه بصدمه: السلسة!!!
انت حاطط فيها .....
اجاب بدلاً عنها: فيها جهاز تتبع صغير جداً ودقيق جداً ببتعمل مخصوص والقفل بتاع السلسلة له شفره معينه هي اللي تفتحه علشان الجهاز يفضل شغال واقدر اعرف مكانك فين يالظبط.....
وضعت يدها علي راسها عندما شعرت بان الارض تدور بها من غرابه حديثه وسالته بعدم فهم: لييييه
ليه كل ده....
اجابها بصدق: علشان بعشقك ، علشان بخاف عليكي
وبخاف لاخسرك وتبعدي عني ، وخوفي ده هو اللي ببحركني وبيخاليني اتصرف يجنون وخصوصاً بعد اللي حصل ....
نظرت له بضياع فهي في هذه اللحظه تشعر بتخبط وتمزق شديد بين عشقه ومسامحته وعشقها له ومعاقبته علي ما فعله بها...
هتفت تساله بنبره مشوشه : وليه رجعت دلوقتي طالما كنت عارف مكاني من اول يوم...
اجابها بصدق وهو ينظر داخل عينيها : علشان اكون جبت لك حقك من كل واحد اذاكي واذاني .....
سالت دمعه علي وجنتها وهي تنظر له بحزن والآلم يمزق قلبها: عاااصم ....
همسها باسمه بتلك النبره اهلكت حصونه ، مد يده يمسح دمعتها برقه وهتفت بنبره عاشقه: قلب وعمر عاصم ...
تعالي نرجع ببتنا مع ولادنا ونبدأ من جديد ونعوض اللي فاتنا ،العمر خلاص مفيهوش قد اللي راح ..
نظرت له بضياع لا تعرف اي طريق تختار ، تعشقه وتتمني قربه ولكنها تريد ان تثأر لكرامتها وقلبها وكبرياؤها المجروح منه حتي لو كان العذر حبه لها...
.........................
انتهي الفصل الثامن والثلاثون.....
قراءة ممتعه......
في انتظار ارائكم وتعليقاتكم...... عرض أقل
الفصل الاخير .....
عادت معه بعد ضغط كبير منه والحاح من الست أمنه
علي ضروره العوده معه ومسامحته فهو يحبها وفعل ما فعله من اجلها!!!
فرضخت لضغطهم عليها ولكن بشروطها !!!
فقد اشترطت عليه ان لا تعود الي ذلك المنزل مره اخري فهي اصبحت تكرهه بشده ولها به ذكريات سيئة، فرضخ عاصم لشرطها وانتقلوا للعيش في شقته التي كان يعيش فيها من قبل وقام بييع منزلهم ويشرع في شراء بديل له...
كما انها لازالت تخفي عليه خبر حملها رغم اعتراض ايهاب ووالدته علي ذلك الا انهم لا يملكون سوا الموافقه علي رايها فهي حياتها في الاول والاخر....
................
تجلس سوارفي غرفتها تتحدث في الهاتف مع ملك...
ايوه زي ما بقولك كده بالظبط ، بقالي اسبوعين من ساعه لما رجعنا وانا مش بشوفه ولا بخاليه يشوفني خالص ، قاعده في اوضتي علي طول واول ما بيرجع بقفل الباب عليا وهو بينام في اوضه تانيه وام ابراهيم هي المرسال ما بينا....
ضحكت ملك بشده علي ما تفعله صديقتها مع زوجها: يا جبروتك يا شيخه بقي قاعده مع الرجل في بيت واحد وبقالك اسبوعين لا بتشوفيه ولا بتكلميه!!!
ده انت جباره ، اومال فين وحشني اوي يا ملك، بحبه اوي يا ملك ،وحشني حضنه يا ملك...
كانت تقلد طريقه سوار عندما كانت تنحدث معها عن عاصم ...
اجابتها سوار بحنق: الله اعمل ايه طيب ما هو فعلا بحبه وبموت فيه ووحشني اوووي، بس ده ما يمنعش اني لازم اخاليه يقول حقي برقبتي ويعرف ان اللي عمله ده مش هعديه كده بالساهل وكل حاجه تمشي زي ما هو عاوز...
طب ولحد امتي هتفضلي مخبيه عليه انك حامل ؟؟ سالتها ملك مستفهمه بوضوح...
زمت سوار شفتيها بأسف واجابتها بحزن: مش عارفه يا ملك ، بجد مش عارفه هقوله ازاي وكل يوم بطني يتكبر عن اللي قبله بشكل غريب اول مره يحصل لي كده ده انا لسه هبدأ في الشهر الثالث وبطني كأني في الخامس ، ده انا بحمد ربنا اني قاعده في اوضتي لا بشوفه ولا بيشوفني والا كان زمانه عرف علي طول ، لاني كمان وشي منفخ وباين عليا الحمل.
ده غير ايهاب اللي زعق لي اخر مره وقالي لازم اروح له او اروح للدكتوره بتاعتي علشان لازم اعمل سونار علشان يطمن علي وضع الرحم ...
تحدثت ملك بجديه: لازم يا سوار يعرف ولازم تسمعي كلام ايهاب العند مش علي حساب صحتك وصحه اللي في بطنك...
هتفت سوار باقتناع : معاكي حق ، انا هتصرف في اسرع وقت...
ظلوا يتحدثوا معاً لفتره طويله ثم اغلقت الخط معها ومددت جسدها علي الفراش وما هي دقائق وذهبت في ثبات عميق ، تاركه خلفها بركان مشتعل يقف خلف بابها واستمع الي مكالمتها مع ملك!!!!
دلف الي غرفته وهو يكاد يصاب بالجنون !!!
هل ما سمعه حقيقه؟؟؟ هل عوضه الله مره اخري ؟؟؟
وقف وسط الغرفه يلهث بانفعال لا يعرف ماذا يجب عليه ان يفعل؟؟
اخرج هاتفه وطلب رقم ايهاب الذي اجابه علي الفور.
تحدث عاصم قائلاً دون مقدمات: عاوز اعرف كل حاجه عن حمل سوار ووضعها الصحي بالتفصيل...
ساله ايهاب بشك: مين اللي قالك؟؟
اجابه عاصم بعصبيه: اظن المهم اني اعرف حاله مراتي مش مهم بقي عرفت منين ولا ازاي المهم اني عرفت في الاخر ، ولا انت ايه رايك يا ... يا دكتور.
قال اخر جمله بتهكم واضح ، جعل ايهاب يستشيط غيظاً منه ولكنه اعطاه عذره فهو يريد الاطمئنان علي زوجته...
قص عليه ايهاب بالتفصيل حاله سوار الصحيه وما يجب عليها اتباعه وشدد علي ضروره زيارتها للطبيبه في اسرع وقت لمتابعه حالتها فهي تعتبر من حالات الحمل الخطره!!!
استمع له عاصم باهتمام وقلبه يؤلمه من القلق والخوف عليها ، فتابع حديثه قائلاً: طب انا عاوزه تساعدني وتنفذ اللي هقولك عليه بالظبط...
.............................
بعد يومين....
كانت سوار تجلس في السياره يقودها السائق الي تلك المشفي التي آمرها ايهاب بضروره الذهاب اليها لتتابع مع طبيبه نسائيه زميلته تعمل هناك....
وصلت الي المشفي وتوجهت الي عياده الطبيبه النسائيه والتي اكدت لها ان هناك حجز باسمها الي جانب توصيه خاصه من جانب دكتور ايهاب بشأنها
ولكن عليها الانتظار قليلاً ريثما يحين دورها ووجهتها نحو غرفه الانتظار !!!
دلفت الي غرفه الانتظار كانت خاليه ولا يوجد بها احداً سواها ، جلست علي الاريكه الجلديه الموضوعه في الغرقه ومددت اقدامها للامام التي اصبحت تؤلمها من اقل مجهود ، واسترخت في جلستها واضعه راسها علي ظهر الاريكيه مما جعل بروز بطنها يظهر بشكل واضح رغم ملابسها الواسعه التي ترتديها...
كان يقف خلف ستار موجود في احد اركان الغرفه يشاهدها من خلفها...
ارتجف قلبه داخل صدره عندما رآها تضع يدها علي بطنها تمررها عليها بحنان وهي تحدثها بهمس وصل اليه واضحاً...
يا تري انت ولد ولا بنت ،بس انا نفسي تطلع ولد علشان ابوك صعيدي واكيد بيحب الولاد، وكمان جدك اكيد نفسه في حفيد ولد من ابنه الكبير...
عارف علي قد ما انا بحب بابي علي قد ما انا زعلانه منه وغصب عني اني لسه معرفتوش بوجودك ، وعارفه كمان انه هيطير من الفرحه لما يعرف ان انا حامل وهحقق له حلمه انه يكون اب لطفل انا أمه...
بس بستاهل علشان بابي زعل مامي اوي وكمان قسي عليها جامد حتي لو كان تمثيل وعلشان خايف عليا زي ما بيقول بس برضه كفايه انه جاب واحده تغيظني وتحرق دمي ....
واهون عليكي تحرميني اعيش اجمل لحظات في عمري وانا بعيد عنك... قلبك بقي قاسي عليا اوي يا قلب عاصم ... هتف بهذه الكلمات بنبره حزينه وهو يقف امامها يكاد يلتهمها بنظراته....
شهقت مجفله من وجوده المفاجئ وهتفت تساله بعدم استيعاب: انت عرفت مكاني منين انت بتراقبني !!!
وبعدين انت مش قلت للولاد انك مسافر ؟؟؟
ويا تري حاطط لي جهاز تتبع في هدومي كمان ولا ايه ؟؟؟؟
ركع علي ركبيته جالساً امامها يحدثها بهدوء: اهدي طيب علشان الانفعال غلط عليكي وانا هفهمك...
قالت بانفعال وهي تحاول الوقوف حتي ترحل: مش عاوزه افهم ولا اعرف حاجه منك..
وضع يديه علي زراعيها يمنعها من الوقوف هاتفاً باعتراض :لا هتسمعي ، العند مش في كل حاجه ، وكفايه اوي اني هعدي موضوع انك مخبيه عليا انك حامل ..
قالت بانفعال مماثل: انا حره اعمل اللي انا عاوزاه واقول اللي انا عاوزاه، ثم اضافت بنبره متهكمه:
اصلي مخبيه عليك علشان خايفه عليك ..
كبح جماح غضبه وتحدث بحنق: انت بترديهالي يعني شايفه ان الاتنين زي بعض ، اني اخاف عليكي واحاول احميكي من خطر وصل لحد اوضه نومي وممكن يضيعك مني بسهوله زي انك تحرميني من اني اعرف انك حامل !!!
ثم سالها بتهكم : وكنتي حضرتك هتخابي عليا لحد امتي ولا هو العند وصل انك تعندي علي حساب صحتك وصحه اللي في بطنك...
ويا ستي طالما كرهاني وكارهه وجودي معاكي اوي كده انا هبعد عنك خالص واعمل لك اللي انت عاوزاه.
دب القلق في قلبها من كلماته وسالته بتوجس : قصدك ايه !!!
ثم تابعت تتحدث بغيره : اه تلاقيك ناوي تتجوز المره دي بجد مش تمثيل زي المره اللي فاتت.
كتم ضحكته بصعوبه علي غيرتها الواضحه وسالها بمكر : غيرانه عليا...
تحدثت كاذبه: وانا اغير عليك ليه ان شاء الله...
جلس علي الاريكه جانبها يكاد يكون ملتصق بها ووضع زراعه علي كتفها يحيطها به وهتف بنبره لعوب: غيرانه علشان جوزك حبيبك مثلاً..
قالت بعناد كاذب وهي تزيح يده من عليها: ولا جوزي ولا حبيبي...
احكم زراعه عليها وهتف بصوت اجش : انا لحد علمي انك لسه مراتي ومطلقتكيش ومش هطلقك وحبيبك لان انا مش جايب الكلام ده من عندي ، انتي اللي لسه قايله كده لما كنتي بتكلمي ابني اللي في بطنك... قال اخر كلمه وهو يضع يده الاخري فوق بطنها البارز بشكل واضح يتحسسه بحميميه...
عضت علي شفتيها تلعن نفسها وتلعن غباؤها الذي جعلها تتحدث بكلام اخذه عليها واضافت كاذبه بنبره متلعثمه: داااا داااا كلام كدب كنت بقوله للبيبي كده علشان يعني الاطفال بتحس وكده....
ضحك بصخب علي تلعثمها وجعلت الضحكه ملامحه شديده الوسامه مما جعلها تكاد تلتهمه بنظراتها فهي اشتاقت لملامحه وكل شيء به ...
قرب وجهه من وجهها وهمس بنبره عاشقه: كدابه يا قلب عاصم ، انا بجري في دمك زي ماانتي بتجري في دمي ، بس انا اللي سايبك بمزاجي . ثم طبع قبله رقيقه سريعه علي جانب عنقها وجذبها من يديها يحثها علي النهوض متجهاً نحو عياده الطبيبه ...
يالله علشان ندخل نطمن عليكي وعلي البيبي...
دلفوا معاً الي مكتب الطبيبه وقامت بالكشف علي سوار واخبرتهم انها حامل بتؤام ولكنهم رفضوا معرفه جنس الجنين وكانت في منتصف الشهر الثالت وشددت علي ضروره الراحه لها لان وضع الرحم غير مستقر ...
واخذ عاصم يسألها عن اشياء عديده مما جعلها تشعر بالسعاده لاهتمامه الشديد بها وبسلامتها ...
طوال طريق عودتهم الي المنزل لم يتحدثوا بشيء
فعاصم بالرغم من سعادته بخبر حملها ليس في طفل واحد بل اثنين الا انه يشعر بالرعب والخوف الشديد عليها فهو لن يحتمل فكره ان يصيبها اي مكروه...
اما سوار فكانت تكاد تلمس النجوم من سعادتها ،
فقد كرمها الله وعوضها ورزقها بطفلين من معشوقها فاخذت تدعي وتشكر الله في سرها علي عطيته لها..
فهي كانت لا تصدق ما سمعته من الطبيبه عندما اخبرتها انها تحمل داخل احشاؤها تؤام ...
وصلوا الي منزلهم واستقلوا المصعد قاصدين شقتهم
انفتح باب المصعد وقبل ان تضع قدمها خارجه ،
وجدت نفسها تطير في الهواء محموله علي زراعيه
تعلقت بعنقه كرد فعل طببعي حتي لا تسقط من بين زراعيه وهتفت بحنق: ايه اللي انت بتعمله ده ممكن تنزلي لوسمحت.!!!
رمقها بطرف عينه دون ان يرد عليها وتابع خطواته نحو شقتهم راسماً الجمود واللامبالاه علي وجهه...
فتحت لهم ام ابراهيم الباب وابتسمت علي منظرهم ودعت الله داخلها ان يصلح بينهم .../
دلف الي حجرتها واغلق الباب خلفه بقدمه ، وضعها علي الفراش برفق واراح جسدها للخلف ممداً جسدها علي الفراش...
كانت لاتزال متعلقه بعنقه تحاول ان تنعم بدفيء احضانه في هذه الدقائق القليلة !!!
نظرت الي وجهه الذي كان قريباً منها يدرجه كبيره ، تطلعت اليه بنظرات لائمه بادلها ايايها بأخري عاشقه ولكن بها لمحه من القلق والاسف!!!
طبع قبله مطوله علي جبينها وهمس بنبره متحشرجه من فرط المشاعر التي تعصف بداخله: ربنا يخاليكي ليا يا قلب عاصم ...
اعتدل ووضع كف يده علي بطنها التي تحمل اطفاله وتحسسها بحب ثم مال عليها يطبع قبل رقيقه متفرقه عليها ...
لمعت عينها بالدموع تأثراً من تلك الحركه ولم تستطع ان تمنع نفسها من البكاء فتعالت شهقاتها واجهشت ببكاء مرير فهي تتعذب تريده وتريد قربه ولكن كرامتها تأبي مسامحته....
اقترب منها بفزع من حالتها فهو لم يفعل لها ما يضايقها ولكنه شعر بوخزه داخل صدره عندما فسر سبب بكاؤها انها لا تريده ولا تريد قربه ..
ابتلع غصته واقترب منها يضمها الي صدره يربط عليها يخفف عنها ويهدئها ...
اهدي يا حبيبتي ، انا اسف والله خلاص مش هضايقك بوجودي معاكي تاني ، انا هبعد واسيبك لحد ما تهدي وتقوليلي خلاص انك هديتي وقدرتي تنسي.،
بس بطلي عياط علشان الدكتوره قالت الانفعال والعصبيه غلط عليكي ....
ازدادت في بكاؤها بسبب كلماته فهو بريد ان يريحها ولكن بعده عنها سيزيد من عذابها اكثر...
تحدثت ببكاء ؛ انا تعبت والله تعبت ومش قادره استحمل اكتر من كده../
حدثها بنبره حزينه: طب عاوزاني اعمل ايه علشان اريحك وانا اعمله ، اطلبي مني اي حاجه غير اني اطلقك وابعد عنك لاني مش هقدر والله ما هقدر ..
كفايه الثلاث شهور اللي بعدتي عني فيهم ، كنت بموت فيهم من كل حاجه ..
بعدك عني وعدم وجودك جنبي تحتويني وتاخديني جوه حضنك تهوني عليا وانا شايف لحمي ودمي بيتأمر عليا علشان يأذيني ويوجعني ...
بس اتحملت وقلت اسيبك تهدي وتستجمعي نفسك علشان عارف اني جيت عليكي وجرحتك ...
اتحرمت منك واستحملت بعدك عني وانتي ماسكه خنجر بتضربيه في قلبي في كل مره تقوليلي فيها طلقني ،استحملت انك تقعدي في ببت في رجل غيري بيشوفك وبيكلمك وبيشوف ضحكتك وانا محروم منك
بس قلت تستاهل اللي يجرالك ده علشان انت حسبتها غلط . واكبر قلم اخدته منك لما سمعتك بالصدفه وانتي بتكلمي ملك وعرفت انك مخبيه عليا انك حامل ، ومع ذلك كتمت زعلي جوايا وقلت انتي عندي اهم وسيبها تاخد حقها منك ...
بس خلاص تعبت ومش قادر اتحمل رفضك ليا كل ده انا محتاج لك ، محتاج سوار اللي حبتها وعشقتها ، محتاج ارتاح في حضنها وارمي كل همومي عند بابها زي ما كنت بعمل ....
كان يتحدث بنبره تقطر حزناً وآلماً وقد فاض به ولم يعد يتحمل بعد وجفاء اكثر من ذلك...
اتنفضت من داخل اخضانه وهاجمته بشراسه وهي تضربه بقبضتيها بعنف علي صدره متناسيه تحذيرات الطبيبه لها بعدم الانفعال....
هتفت تتحدث بنبره شرسه: وانا اللي طلعت الشريره في الروايه خلاص ومعذباك معايا، انت استحملت كل ده علشان تجيب لي حقي زي ما بتقول.!!!!
طب مين هيجيب لي حقي منك انت ، حق وجع قلبي وانت بتقولي ان انا خونتك وقتلت ابني بايديا، حق كرامتي لما بتقولي هتجوز عليكي وجايب واحده وسخه تتمرقع وتتمسخر قدامي عليك علشان تقهرني ، حق جسمي اللي اغتصبته واخدت حقك مني غصب عني....
كانت تضربه علي صدره بعنف والدموع تسيل علي وجنتيها وصدرها يعلو ويهبط بانفعال شديد ،...
كبل زراعيها بقبضتيه وهتف بنبره منفعله: غلط قلت لك مليون مره غلط وبحاول اعمل اللي اقدر عليه علشان اعوضك بس انتي مش مدياني فرصه، علي طول بعداني عنك وبتتعاملي معايا بجفا..
وبعدين انا ما اعتصبتكيش لان مفيش رجل بيغتصب مراته ، انا كنت زي المجنون لما لقيت واحد جاي بيطلب ايدك مني ، كل اللي كنت حاسس بيه نار قايده جوايا والحاجه الوحيده اللي كانت هتطفيها اني احس بيكي بين ايديا ، انك لسه ملكي زي ما انتي ، كل حاجه فيكي ملكي ...
وضع جبهته علي جبهتها وتحدث بتعب: لو بتشوفي نفسك زي ما بشوفك هتعرفي ان كان معايا حق في كل اللي عملته علشان بحبك ومش عاوز حاجه من الدنيا دي كلها غير اني اعيش واموت وانا في حضنك.
انهارت حصونها بعد سماعها لكلماته العاشقه ولكنها شعرت بوخزه مؤلمه داخل صدرها عندما تحدث عن الموت!!!
وضعت كف يدها علي ثغره تمنعه من استكمال حديثه
وهتفت بزعر: بعد الشر عليك اوعي تجيب سيره الموت علي لسانك تاني ، انا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك ربنا يخاليك ليا يا حبيبي ....
تاأوه بصوت عالي وهو يضمها من خصرها يقربها منه بقوه وينقص علي شفتيها يقبله بجوع ينهل من شهد شفتيها التي حُرم منها واشتاق الي مذاقها حد الجنون...
ظل يقبلها ويقبلها وكأن شفتيها هي الترياق التي ستشفي كل جروح روحه ...
فصل القبله اخيراً بعدما انقطعت انفاسهم وتحدث بلهاث وهو ينظر اليها وهو مغمضه العين مستمتعاً بتأثيره عليها: بعشقك يا قلب وعمر عاصم...
فتحت عيناها ببطيء وهالها كم المشاعر التي تفيض من عينيه ولم تستطع الصمود امامها اكثر من ذلك واطلقت العنان لمشاعرها نحوه وهتفت بنبره عاشقه تجيبه : وانا معرفتش العشق الا معاك وعلي ايديك يا حياه قلب سوار.....
لم يجد ما يعير عن مدي سعادته برجوعها اليه كما كانت دوماً عاشقه راغبه معطاءه ، الا بتلاحم روحيهما معاً قبل جسديهما واخذها في جوله من جولات عشقه المحموم ولكنه كان هاديء مراعي حنون الي ابعد حد كابحاً جموحه عنها حتي لا يؤذيها ويؤذي حملها .......
.................
بعد مرور اربع شهور ....
كانت سوار تجلس علي الفراش تستند بظهرها علي صدر عاصم الجالس خلفها واضعاً اياها بين قدميه ،
فهي منذ شهرها الخامس وهي لا تستطيع الجلوس او النوم الا بهذه الطريقه ...
وعلي الرغم من الآلم الذي يشعر به عاصم في ظهره ورقبته بسبب تلك الجلسه الا انه لا يقارن بتعبها طوال فتره الحمل فهو مستعد ان يدفع حياته ثمناً لراحتها ....
كان يطعمها قطع الفاكهه في فمها ويقبل ثغرها كلما ترفض ان تتناول اي شيء منه ، فهي اصبحت في منتصف الشهر السابع وهو خائف عليها بشده فالطلبيبه اخبرته باحتمال ولادتها مبكراً نظراً لحاله رحمها المجهده...
تحدثت سوار بنبره متآلمه ولكنها تحاول ان تبدو طببعيه حتي لا تقلقه فوق قلقه عليها: كفايه يا حبيبي مش قادره اكل اكتر من كده....
عاصم بنبره معاتبه: يا حبيبتي انت ما ما اكلتيش حاجه من الصبح ، علشان خاطري كلي شويه ...
ازاحت يده بعنف وتحدثت بانفعال: قلت لك مش قادره كفايه بقي ؟!!
نظر لها باستغراب وسالها : مالك يا سوار في ايه..
انهارت في البكاء ولم تستطع تحمل آلام ظهرها واسفل بطنها : تعبااااانه اووووي حاسه اني بولد ..
قفز من علي الفراش وعلامات الهلع مرتسمه علي وجهه : اااايه بتولدي طب ازاي ، حاسه بايه ، انا هطلب الدكتوره وهنروح علي المستشفى علي طول.
كان يدور حول نفسه لا يعرف كيفيه التصرف!!!
ارتدي ملابسه علي عجاله وحدث عدي يخبره ان يأتي اليه لانه لن يستطع القياده وهو بتلك الحاله ، كما تحدث مع الطبيبه وابلغها بحالتها التي آمرته ان يحضرها الي المشفي علي الفور وهي ستكون بانتظاره.....
حملها بين ذراعيه بحمايه ونزل الي عدي الذي قاد بسرعه منطلقاً نحو المشفي...
وصل الي المشفي في وقت قباسي ووجد الطبيبه في انتظاره ومعها فريقها الطبي وادخلوها علي الفور الي غرفه العمليات..،،
مر ساعتين وهو يكاد يصاب بأزمه قلبيه من شده الخوف والقلق فلم يخرج احد لكي يطمئنه عليها فهي كانت متعبه بشده وتبكي من شده الآلم ....
دقائق وانفتح الباب وظهرت الطبببه من خلفه تخلع القناع الطبي من علي وجهها وهي تبتسم باشراق..
هرع عاصم اليها مهرولاً يسألها باهتمام: طمنيني يا دكتوره سوار خالتها ايه؟؟
ابتسمت الطبيبه بحبور وهي تجيبه: الحمد الله مدام سوار زي الفل هي في الافاقه دلوقتي وهتطلع علي اوضتها علي طول ..
والحمد الله ربنا كرمك بولدين زي القمر وبنوته صغنونه كانت مستخبيه ورا اخواتها ومش شايفنها في السونار !!!!
ادمعت عين عاصم من الفرحه وهتف بعدم تصديق: ثلاثه... سوار جابت لي ثلاثه ولدين وبنت...
الدكتوره بابتسامه: الف مبروك ويتربوا في عزك انت ومامتهم بس هما هيفضلوا في الحضانه علشان هما مولودين قبل معادهم ، هما مؤشراتهم الحيويه كويسه بس لازم يفضلوا في الحضانه اسبوع علي الاقل .، الف مبروك مره تانيه..عن اذنكم ...
خر عاصم ساجداً لله يشكره علي نعمته وعوضه وعلي سلامه زوجته واولاده...
اقترب عدي منه معانقاً اياه باخوه هاتفاً بفرحه حقيقه: الف مبروك يا عاصم ، الف مبروك يا صاحبي يتربوا في عزك ان شاء الله...
بادله عاصم الحضن ياقوي منه هاتفاً بفرحه: الله يبارك فيك يا عدي عقبالك يا صاحبي...
بعد ساعتين ، ابتدت سوار تفوق وتسترجع كامل وعيها ، شعرت به يوزع قبلات علي كامل وجهها وثغرها وصوته الحنون ينادي عليها ...
فتحت عينيها وهي تجيبه بضعف: حبيبي...
عاصم بعشق : قلب وعمر حبيبك حمد الله علي سلامتك يا ام الولاد ...
سوار بصوت ضعيف: شوفتهم واطمنت عليهم.، ولدين ولا بنتين ..
نفي عاصم براسه هاتفاً: مقدرتش غير لما اطمن عليكي الاول وبعدين هما في الحضانه بس الدكتوره طمنتي عليهم وعلي وضعهم وده شيء طببعي علشان اتولدوا قبل معادهم..
ثم قبلها قبله صغيره علي ثغرها هاتفاً بعيون تلمع من السعاده: الحمد الله ربنا رضانا وكرمنا اخر كرم ، وبقي عندنا ولدين وبنت زي القمر ..
تحدثت بدهشه : ولدين وبنت ، انا كنت حامل في ثلاثه...ثم هتفت براحه: الحمد الله يا رب...
قبل يدها بعمق : ربنا يخاليكي ليا وليهم يا روحي انتي احلي حاجه حصلت لي في حياتي....
في صباح اليوم التالي ...كان جناح سوار ممتليء باهل عاصم اللذين حضروا مسرعين فور علمهم بولاده سوار ، وكذلك هشام شقيقها واسرته، والست آمنه وملك وايهاب، وام ابراهيم وآسر وسيلا...
كان الجميع يشعرون بالسعاده من اجل عاصم وسوار فقد اكرمهم الله وعوضهم وعادت الحياه بينهم كما كانت..
تحدث الحج سليم بفرحه حقيقه الي ولده: الف مبروك يا ولدي ربنا يبارك لك فيهم ويطرح لك البركه فيهم...
قبل عاصم يد والده باحترام قائلا: يتربوا في عزك وخيرك انتي والحاجه دهب يا ابوعاصم ...
ربط الحج سليم علي كتف ولده بفخر داعياً الله ان يحفظه له ...
تخدثت الحاجه دهب بسعاده وهي تقبل سوار من خدها : مش ناويين تجولوا هتسموا الولاد ايه ويعدين اني عاوزه اشوفهم وآملي عيني منيهم...
جلس عاصم بجانب سوار ضامماً اياها داخل حضنه ناظراً اليها متحدثاً بحب :سوار هي اللي هتسميهم .
نظرت له بعيون تلمع عشقاً وتحدثت : انا من اول ما حملت وانا نفسي لو ربنا اكرمني بولد عاوزه اسميه
سليم علي اسم بابا الحج ..
ابتسم الحج سليم باتساع وتحدث بفرحه شديده: ربنا يكرم اصلك يا غاليه يا بنت الغالي ..
ضمها عاصم الي صدره بعشق هاتفاً بسعاده: هو في احلي من اسم سليم يا ام سليم..
ثم كرر الاسم يتذوق حلاوته: سليم عاصم سليم ابوهيبه!!!
فخامه الاسم تكفي ....
ضحك الجميع علي مزحته واضافت سوار : والولد التاني هنا تحدث آسر سريعاً: مراد!!
اعجب عاصم بالاسم وتحدث موافقاً: مراد عاصم سليم ابوهيبه...
انا مقدرش اقولك لا يا آسر ده اخوك وانت حر فيه سميه زي ما انت عاوز ...
البنت بقي انت اللي هتسميها.. قالتها سوار الي عاصم ....
تحدثت الحاجه دهب سريعاً هاتفه بحب حقيقي لسوار: سميها سوار علي اسم امها علشان يبجي عندينا سوار الكبيره والصغيره..
رفض عاصم اقتراح والدته: لا معلش يا ام عاصم انا عندي سوار واحده بس هي سوار قلبي .
شعرت سوار بالحرج من كلماته الجريئه امام الجميع
اكمل عاصم حديثه: انا قررت خلاص هسميها ايه
مفيش احلي ولا اغلي من اسم الحاجه دهب علشان يكون اسم بنتي: دهب عاصم سليم ابوهيبه...
وانا موافقه... قالتها سوار وهي تحتضن الحاجه دهب بحب فهي تحبها مثل والدتها واكثر ..
دمعت عين الحاجه دهب بتآثر وهي تضم سوار وعاصم داخل صدرها وهي تدعو لهم بأن يديم الله عليهم السعاده والهناء....
.....................
بعد شهر في الصعيد....
اقام الحج سليم عقيقه لاحفاده اولاد ابنه البكري، واقام سرادق كبير تذبح فيه الذبائح وقام باطعام نجع الهيباويه من اصغر فرد الي اكبر فرد ، وكان يشرف علي الذبائح واعداد الولائم بنفسه وسط دعوات الاهالي له ولابنه واحفاده .....
دلف عاصم الي جناحه في سرايا والده ووجد سوار ترضع مراد من ثديها بعد ان قامت بارضاع اخواته..
تحدث عاصم بغيره وهو يقترب منها يرمقها بغيظ هي وابنه: انا مش فاهم الواد ده ليه مش بيحب يرضع من الببرونه زي اخواته ، ليه علي طول قافش في صدرك وبيحب يرضع منك ، لا وبيطول وبيتمزج بروح امه...
ضحكت سوار علي غيرته الواضحه قائله: حرام عليك يا عاصم انت غيران منه ولا ايه، ده موري صغير ولازم يرضع من مامته حبيبته، مش كده يا موري يا قلب مامي...
هتف يقلد طريقه كلامها بغيظ: موري ومامي ..
لا بقولك ايه انا مش عاوزك تدلعيهم وتبوظيهم انا عاوزهم رجاله زي ابوهم وجدهم ...
ويعدين بصراحه اه غيران منه الواد ده شقي وصايع وبيحب يمسك في صدرك وهو بيرضع حتي مش بيرضع بادب وهو ساكت .،،
شايفه بيعمل ايه!!!اشار الي ابنه الذي كان يرضع منها ويضع يده علي صدرها كانه ممسكاً به..
تعالت ضحكاتها عليه قائله: انت بتغير من ابنك ،ده طفل صغير.
قال معترفاً: ايوه بغير عاجبك ولا مش عاجبك ، جسمك ده ملكي انا وبس مش معني ان هو ابنك انه يشاركني فيه وبعدين ما يبقي زي اخواته وياخد الببرونه ويسبني انا اقوم بالدور ده بداله!!!
قالها وهو يغمز لها بطرف عينه بوقاحه....
حركت سوار راسها بياس منه ومن افعاله/انت مش هتبطل قله ادب ابداً ..
قالتها وهي تتحرك تضع مراد الذي ذهب في ثبات عميق بجانب اخوته...
اختضن خصرها من الخلف وهو يقبل عنقها بشغف هامساً بعشق : وحشتيني...
اسندت راسها علي صدره تضم جسدها لجسده هاتفه بشوق : وانت كمان وحشتني اوي ..
ادار جسدها اليه متحدثاً بعشق: مش مصدق ان ربنا كرمني وعوضني بيكي وبولادنا بعد العمر ده كله وكل اللي شوفته وعيشته ...
في لحظه بقي عندي زوجه بعشقها وبقيت اب لخمس ولاد يعد ما كنت بتمني ضفر طفل واحد.
الحمد لله والشكر لله...
تحدث سوار ينبره عاشقه: وانا كمان بعد ما كنت فاكره ان حياتي وقفت بعد تجربتي السابقه ، لقيتك انتي وعشقتك وخاليتني اعيش معاك احلي ايام عمري،ربنا ما يحرمني من وجودك في حياتي يا حبيبي...
ولا يحرمني منك يا قلبي وعمري، انت الانسانه الوحيده اللي قدرت تدخل قلبي من غير استأذان وخالتيه ينبض ليكي لوحدك وهيفضل ليكي لوحدك لحد اخر لحظه في عمري...
انهي كلامه بقبله محموحه علي شفتيها يقبلها بعشق وشوق لا ينضب ولا يقل بل يزداد مع مرور الزمن..
تمت بحمد الله
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا
وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك