رواية المجنونة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم عبدالرحيم كمال


رواية المجنونة

الفصل الواحد والعشرون 21

بقلم عبدالرحيم كمال


سايق العـربية راجع لعندها ، لقاها في حضن واحد غـريب مقدرش دماغه يستوعب ، المـوقف حسسه بإحساس مفهمش طبيعـته بس خنقه ..


   عدنـان لغى الوعي من تفكـيره و نزل يهجـم على اللي قدامه من غير ما يسأل هـو مين حتى _ " ليــــــــــن .. " 


   " ليـن نورعـيني لازم امشي دلوقتي أوعـدك اني هرجع متعييش و خدي بالك من نفسك .. " 


بيـرجع خطوات كبـار لورا و مع كـل كلمة صوته بيعلى جري هربـان بعدها من عدنـان اللي لثـاني مرة معرفش يمسكة اتعـرف عليه هـو نفـسه اللي دخلها أوضة المشفـى ..  


   عدنـان بيشتم في سـره راجع و في إيده جاكيت الراجل الهـربان كان مسكه من جاكـيته بس فلت مـنه ، قومها و زعق _ " مين اللي كنت في حضنه ده ؟.. 


   ليـن مسحت باقي آثار دمعها و لسا كم شهقة بتفلت من بقـها كل شوية ، مدت إيدها تاخد منـه الجاكيت _ " اديهـولي .. " 


   عدنـان بتريقة _ " اديهولك ؟.. عاوزه تشمي فيه ريحته .. " 


   ليـن مش هاممـها توضحله أي حاجة ، عيونـها بس على الجاكيت عاوزه تاخده منه _ " قلتلك اديهـولي .. " 


   عدنـان رمى جاكيت على الأرض قعد يرفس فيه بعصبية يشفـي غليله ماسـك إيدها مسمحلهاش لها توطـى الارض تجيبه _ " مـش هامـك غير قطعـة القماش الزبـالة ديه .. " 


انضغـطت جامد جية شمـس توثر علاقتها مع مـريم ، دلوقتـي اللي هي فيه ، اتخنقت بقت تفرك في صدرها و تشد في شعرها صوتت


   " سيبـوني في حالي ، ملكوش دعوة بيـا ، سيبــــوني فحالي .. " 


   عدنـان خاف عليها ، تصرفاتها مكـنتش طبيعية _ " طيب خلاص اهـدي .. " 


قرفصت عـلى الارض دفنت وشها بين ركبـها ثاني ، مبقـاش عارف يتصرف معاها ، واقف جنبـها زي الحارس بيـاخد باله منها لبيـن ما يجي معـاذ ..


   معـاذ نزل من العـربية بعـد اتصال عدنـان اجا على طـول _ " فيه إيه مالها ليـن .. " 


   عدنـان تنهـد بيحاول يضبط أعصابه _ " انـا حاولت اقنعـها نرجع البيت مسمعتش مني .. " 


   معـاذ مسح على راسـها _ " ليــن .. " 


   ليـن رفعت وشها بهدوء ، كأنـها ضايعة و قاعدة تستـوعب الوضع قامت حضنته _ " بـابـا .. " 


   معـاذ شدها على صدره جامـد _ " إيه وصلها الحـالة ديه ؟.. " 


أخد منه جواب السـؤال شوية تفكـير بس قرر يخبي عنـه موضوع الراجل ، حكاله الجزء المتعلق بجية شمس ، استأذن يمـشي يشوف شغله ، معـاذ استوقفه .. 


   " خليك بعـيد عن بنـتي يا عدنـان هتغـاضى عن المـوضوع المـرة ديه بمزاجي بس مش هيحصل المـرة الجاية .. " 


ماسـك إيدها داخل ويـاها من بـاب البيت و نظراتـها تلقـاني راحت  ناحية مـريم  تتأكد انـها لسا زعلانة فمشيت تراضيها من غـير تردد


   ليـن ببراءة زي طفلة جالها استدعاء ولي أمـر من الحضانة بعدما تشاقت حست بالذنب و راجعة تعـتذر من الميس _ " مـريم ، اسفة مكنش قصدي .. " 


   مـريم شاورت على خدها خلت ليـن تبوسها _ " كده سمـاح .. " 


   بسـمة _ " بص الهبلة سامحتـها .. " 


   معـاذ بحدة _ " فايه يا بسـمة ، ايه اللي مضايقـك بـدل ما تحكي في ضهري بقـيتي تحكي قدامي و تفـرضي سيطرتك في وجـودي ده اللي ناقص .. "  


   بسـمة اتلبكت _ " حبيبـي مش قصدي .. " 


   معـاذ بصرامة ، رافع صباع التحذير _ " اسمعوني كـويس السيرة  ديه هتتقـفل و اللي حصل اليوم تنسـوه محدش يجيب سـيرته ولا يسأل عـنه و البنت اللي اجت مـش عايز المـح رجلها بتدعس بيتي مفـهوم ؟.. " 


   السكوت كـان الجواب ..


   على صوتـه _ " مفهـــــوم ؟.. " 


   الاربعـة في صـوت واحد _ " مفهـوم .. " 


   " اتمـنى و الا مـش هيحصل خيـر .. ( نبرته تغـرت مية و تمـانين درجة ) اطمني محدش هيعـرف يدايقك ولا يلمس شعـرة منك في وجودي .. " 


   ليـن همست لمريم بمجرد ما مشي بلعت ريقـها _ " بابا بيخوفني أحيانا .. "  


   مـريم _ " انت لـسا شفـتي حاجة ربنـا يستـرك من عصبيته ، ليـه نظرة بتشل من كـثر ما بتخوف .. " 


فمسا اليوم اللي بعـده ، بعدما مخها موقفـش تفكير فيه و جاكـيته اللي عدنـان شاله من الارض  خده و هـو ماشي ، هي مصرة ترجـع الأثر اللي سابه مـمكن يخفف اشيـاقها بعد غياب دام سنين و لقـاء متعـرفش هيحصل متى تاني .. 


   ليـن بمجرد ما رجع أبـوها من شغله نطت فوشـه لابسة مستعـدة للطلعة _ " بـابـا بص أنا جهزتلك نفـسي عشان منتأخرش زيـادة يلا نمشي .. " 


   معـاذ استغرب _ " على فين ؟.. " 


   فـريدة _ " ما تسيبي الراجل يقعد ، خليه ياخد نفـسه الاول .. " 


   ليـن شدته من ايده قعـدته و خلته ياخد نفـس _ " اهو قعد ، اهو خد نفـس يلا نمـشي .. "  


   معـاذ ضحك على تصرفها و مستغـربه ، زاي بتتنطط و متحمـسة للطلعة _ " على فين طيب ؟.. " 


   ليـن همست في وذنـه _ " ع الدرس .. " 


   معاذ فهـم قصدها طلعـها على الجنينـة يتكلمـو على انفـراد اتلبك لام نفـسه انه مفـاتحهاش في المـوضوع قبـل _ " ليـن عدنـان مش هيديكي الدروس .. "  


   ليـن الروحة على بيته كانت بالنسبالـها حجة لتقدر ترجع جاكيت فرصتها بتضيع ، كشـرت _ " انسحب .. " 


   معـاذ بهدوء _ " هشفلك واحد غـيره .. "


   ليـن قاطعته _ " فهمت ملوش لزوم مش هسمـح لحد تاني غـيره يعرف ، كفـاية .. " 


   معـاذ لف وشها تبصله ، حاوط كفوفها بين اديه _ " لين اسمعيني يا بنتي .. " 


   ليـن دارية بنقطة ضعـفه بتحاول تضغـط عليه بيها عشان يوافق يمشو بيت عدنـان _ " حتى انت هتعـمل زيه هتحبسنـي في البيت و تمنعني أطلع ، خايف يقـولو بنت معـاذ جاهلة و مبتفـهمش طيب ليه خليتني اتأمل كـثير .. " 


   الخذلان اللي مالي نبرتـها قطع قلبه مـية حتة ..


   " متخفـش مش هزعل منك هي غلطتي .. " 


قامت لفتله ظهـرها بتمـشي بالراحة مغمضة عيونـها على امل ينده عليها ، معلقة كل آمالـها على لعبة العواطف اللي لعبتـها من شوية و خايفة يكون كاشفـها ..


   " ليــــن .. " 


   ابتسـمت " جايالك يا عدنـان ...


       الفصل الثاني والعشرون من هنا 


تعليقات