رواية غرام الفارس الفصل الثالث 3 والرابع 4 بقلم فاطمة محمد


رواية غرام الفارس الفصل الثالث 3 والرابع 4 بقلم فاطمة محمد


الفصل الثالث
فارس باستغراب : انت بتقول ايه يا جدي ازاي عاوزني اجوزها انت ناسي اني متجوز
ثم اكمل بسخريه:
لا و مش اي واحده دي بنت ابنك يعني حفيدتك
نبيل بمكر فهو يفكر بشئ ما :
مقدمناش حل تاني غيره لو مجوزتهاش عمها مش هيسكت و انت سمعت بودنك انه عاوز يقتلها يا بني و مدام ساعدتها من البدايه يبقا تكمل جميلك بقا و تفضل معها للاخر
فارس و هو يفكر فكلام جده صحيح فهو لن يترك مساعده اي حد من قبل لذلك سينهي معها ما بدأه و سيظل بجانبها
فارس بموافقه : ماشي يا جدي هتجوزها
أماء نبيل له راسه : كنت متاكد انك هتوافق مفضلش دلوقتي الا مرتك لازم تعرفها
نظر لجده و اومأ له و استأذنه للذهاب لمباشره اعماله
بعد رحيل فارس دخل نبيل الدوار ونادي هنيه
هنيه : ايوه يا جنابك انا جيت اهو
نبيل : اطلعي لفرح قوليلها اني عايزها باوضه المكتب
هنيه : حاضر جنابك
دلف نبيل المكتب و جلس علي مكتبه يفكر في شئ ما ثم سمع طرق علي الباب
نبيل : تعالي يا فرح
دلفت فرح : البت هنيه قالتلي انك طلبتني يا جدي
نبيل : قربي يا فرح عاوز اكلم معاكي في موضوع مهم
اغلقت فرح الباب و اقتربت منه بتوجس فجدها لاول مره يطلبها لامر هام
فرح بقلق ظاهر : خير يا جدي قلقتني
نبيل و هو ينظر لها : انتي بقالك قد ايه متجوزه انتي و فارس
ابتلعت فرح ريقها فهي الان تشك فيما يريد الجد الحديث عنه
اردف نبيل قائلا : هقولك انا بقالكم قد ايه بقالكم سنتين و نص يا فرح
سنتين و نص و انا نفسي في حفيد من صلبي انتي بتعرفي زين اني ولادي كلهم جابو بنات مفيش الا مصطفي اللي جاب فارس
فرح بتوتر : ان شاء الله يا جدي هنفرحك قريب انا و فارس بالولد اللي نفسك فيه
ضحك الجد بسخريه : بتضحكي علي مين يا بنت حامد ثم اكمل حديثه الذي صدمها
اوعي تكوني فاكره اني نايم علي وداني و مش عارف انك عندك مشكله و متابعه مع دكتور عشان تعرفي تحملي
فرح بتلعثم : جدي انا
نبيل : انا طول السنتين و نص صابر عليكي يا فرح و مش عاوز اجرحك بس انا يا بنتي مش ضامن عمري و عاوز اشوف حفيدي قبل ما اموت
فرح بخوف : يعني ايه يا جدي
نهض الجد من علي مكتبه و اتجه ناحيتها
نبيل بصرامه : يعني فارس لازمن يجوز عشان يجبلي الحفيد اللي هيشيل اسم عيلتنا و انتي اتعالجي علي اقل من مهلك (علم نبيل منذ اسبوعين من الطبيب المتابع لحاله فرح ان نسبه الحمل مازالت ضعيفه جدا ) و متقلقيش فارس مش هيعرف حاجه عن الموضوع ده
فرح بصدمه : يعني ايه يا جدي الكلام ده انت عاوز فارس يجوز عليا يجوز علي حفيدتك اللي شايله اسمك انت يا جدي اللي عاوز تعمل فيا كده
نبيل : افهمي يا فرح هو هيجوز بس لحد مايجي الحفيد و بعدين انا هتصرف مع ام الواد و نمشيها و انتي اللي هتربي الولد
فرح بصياح : عيله صغيره انا اياك بتضحك عليا بكلمتين مين دي اللي هتقبل انها تمشي و تسيب ابنها ها يا جدي
نبيل بهدوء مخيف : موجوده و اهدي عشان أعرف أفهمك
.................................................................
كانت غرام بغرفتها تبكي علي حالها فهي كانت الفتاه المدلله و المحبه لدي والديها و كانت تعيش في سعاده مع عائلتها حتي جاء اليوم الذي توفي فيها والداها في حادثه سياره و بقيت وحيده فـ اتي عمها و اخذها معه الصعيد حتي تعيش معه و مع ابنه فعمها زوجته متوفاه و لا يوجد لديه اي ابناء سوي بلال و كان ايمن طوال تلك السنوات يعاملها بقسوه فهو كان لا يمر يوم مرور الكرام  الا و يقوم بضربها فهو كان يكرها بشده و لم تشتكي ابدا من معاملته لها و كان يجعلها تعمل مع الخدم في المنزل و لم تشتكي ايضا حتي اليوم الذي جعلها توقع علي اوراق التنازل عن ميراثها له و اليوم الذي هربت فيه منه و من جحيمه
قطع شرودها صوت طرقات علي الباب
غرام : اتفضل
دلفت فاطمه والده فارس
فاطمه بابتسامه : ازيك يا بنتي عامله ايه دلوقت
غرام و هي تبادلها الابتسامه : الحمد لله احسن
فاطمه : طب يلا قومي عشان هنتغدا كلنا مع بعض
غرام برفض فهي لا تريد رؤية فرح بعد ما فعلته معها : لا معلش مش هقدر والله كفايه اوي انكم فاتحين بيتكم ليا مش عارفه اردلكم الجميل ده ازاي
فاطمه : مينفعش متاكليش معانا عمي هو اللي آمر انك لازمن تطلعي تاكلي معانا يلا بقا
وافقت غرام مضطره فهي لا تريد ان تخجل هذه السيده الجميله الحنونة
.................................................................
عاد فارس من عمله و هو غاضب بشده فحديث جده كان صحيح فجميع اهل البلد يتحدثون عنه و عن غرام و عن كيف يفعل الحفيد الوحيد لعيله العمري فعله شنيعه مثل هذه
دلف الدوار و هو ينوي ان يبلغ غرام قرار زواجه بها فهم ليس لديهم حل اخر و لكن العقبه الكبيره ستكون فرح فهي لن تصمت ابدا علي قرار كهذا
دلف فارس الدوار : فوجد فرح في استقباله
فرح بابتسامه : حمدالله علي سلامتك يا حبيبي
تجاهلها فارس فهو لم ينس ما فعلته امس بغرام  و اتجه ناحيه غرفته حتي يبدل ملابسه و ينزل لتناول الطعام مع عائلته
اغتاظت فرح من تجاهله لها و لكنها لم تظهر ذلك وصعدت خلفه و بمجرد ان دلف الغرفه اقتربت منه بدلال و هي تردف
فرح : حبيبي انت لسه زعلان مني انا اسفه بجد على اللي حصل و كمان هتأسف لـ غرام انا غلطت في حقها و مديت ايدي عليها
نظر فارس بترقب : ايه اللي حصل خلاكي غيرتي كلامك مش امبارح كانت عشيقتي و روحتي ضربتيها انتي و خالتي
ابتلعت ريقها و هي تردف : اصل جدي عرف باللي حصل و بعتلي و غلطني و حكالي علي اللي حصل مع غرام و بجد صعبت عليا معقول خالها عاوز يقتلها وهي معملتش حاجه
فارس : طب كويس انك فتحتي الموضوع انا
كاد يكمل فقاطعته فرح و هي بداخلها يغلي و لكنها مجبره علي ذلك : متقولش حاجه جدي قالي كل حاجه و اللي انت شايفه صح اعمله
فارس و هو لا يصدق ما تسمعه اذنيه : انتي واعيه للي بتقوليه ده
فرح بايماءه : اكيد طبعا و يلا بقا غير هدومك عشان تنزل تاكل لقمه
.................................................................
نزل فارس من غرفته برفقه فرح فوجد غرام امامه برفقه والدته فنادي عليها
فارس : غرام
نظرت له فرح بغيرة والعديد من الأسئلة تدور بخلدها
اما عن غرام فنظرت له و لفرح الذي بجانبه
غرام ببراءة كبراءة الأطفال : نعم
ابتلع فارس ريقه ففرح ليست بتلك الرقة والبراءة فهو لم يري امراه بهذه الرقه من قبل
فارس و هو يبتلع ريقه : احم كنت عاوز اكلمك معاكي شويه قبل الغدا
والدته و هي تنظر لفرح : تعالي يا فرح احنا نروح نشوف حطوا الاكل و لا لسه
نظرت فرح لخالتها وكزت على اسنانها  : حاضر يا خالتي
ثم نظرت لغرام:
كنت بس عاوز اعتذر الاول لفرح عن اللي حصل مني
غرام باندهاش فمن يراها و هي تضربها لا يصدق بانها ستعتذر لها
فرح : انا اسفه يا غرام بس لما عرفت ان الناس كلها بتقول انك عشيقه جوزي مقدرتش استحمل
تجمعت الدموع بعين غرام ولاحظ فارس دموعها فوجه حديثه لفرح
فارس بلهجه امره : روحي يلا يا فرح مع امي عقبال ما أكلم مع غرام في موضوع
اومأت له فرح و ذهبت مع والدته

اقترب فارس من غرام و هو يقول : تعالي نروح اوضه المكتب نتكلم

اماءت له براسها و ذهبت معه فدلف هو اولا المكتب و جلس علي الكرسي المقابل للمكتب فدلفت بعده و تركت الباب مفتوح و اقتربت من الكرسي الاخر و جلست عليه

غرام بتوتر :  خير ايه هو الموضوع اللي حضرتك عاوزني فيه

فارس بجديه شديده : غرام دلوقتي البلد كلها بتكلم عني انا و انتي و بيقولو اني انا اللي هربتك يوم الفرح و انه فيه حاجه بينا عشان كدا جبتك هنا الدوار

نزلت دموع غرام و ظلت صامته

اكمل فارس حديثه : و عمك دلوقتي عاوز يقتلك عشان الكلام اللي بيتقال و في نفس الوقت انتي عارفه ان عيلتنا اكبر عائله في الصعيد و اللي حصل ده هيهز صورتنا قدام اهل البلد عشان كدا مقدمناش حل غير ان احنا نتجوز

صدمت غرام واتسعت عيناها وفالت بصدمة واضحة : لا طبعا مينفعش

فارس بغضب : هو ايه اللي مينفعش بقولك مقدمناش حل غير ده و مينفعش ترفضي و بكره هكتب عليكي

غرام : بس انا مش موافقه و اذا كان علي الفضيحه فانا همشي من هنا و مش هقعد هنا و كام يوم و الناس هتنسا اللي حصل

فارس و هو يقترب منها ليقول بصوت كفحيح الافاعي : لا يا غرام محدش هينسا حاجه و انتي مش هتتنقلي من هنا و بكره هجوزك

ابتعد عنها و هو ينظر في عيونها فبادلته النظره و ظلا علي هذا الوضع عده ثواني حتي رفع فارس انامله و اوشك ان يضعها حتي يمسح لها دموعها فقامت غرام بدفع يديه و ابتعدت عنه و خرجت من الغرفه

وقف مكانه مصدوم لا يصدق ما فعلته معه ودفعها له بتلك الطريقة اغمض عينيه بغضب و هو يحاول تهدئه نفسه حتي وجد الباب يفتح مره اخري فنظر للباب فوجدها فرح

فرح باستغراب : يلا يا فارس الاكل اتحط قاعد لوحدك ليه

تجاهلها فارس مره اخري و خرج من الغرفه باتجاه طاوله الطعام

وصل للطاوله وبحث بعينيه عن غرام ليجدها جالسه بجانب شقيقته اميمه وشهد تتحدث معهم فمن الواضح انها تعرفت عليهم (فـ اميمه و شهد يستيقظون بوقت متأخر لذلك كانت هذه المره الاولي الذي يرون فيها غرام فقامت فاطمه بتعريف غرام اليهم فارتاحوا إليها لتقاربهم في السن)

اتجه فارس لمقعده وجلس عليه وفرح بجواره

و ظل يراقب غرام اثناء تناولها الطعام فلاحظ انها شارده فظن انها تفكر في كلامه و لكنه لم يعلم بانها تفكر كيف يمكنها الخروج من هذا الدوار و الهروب من هذا الفارس

اما عن وفاء و فرح فكانو ينظرون لغرام بكره شديد و لكنها لم تلاحظ هذا لعدم تركيزها معهم و لكن من لاحظت نظراتهم لها كانت اميمه و شهد فتبادلوا النظرات فهم لا يعلموا لما ينظرون لها تلك النظرات

 
بعد ان انتهي الجميع من تناول الطعام طلب منهم الجد ان يظلو مكانهم فهو يريد ان يخبرهم بموضوع هام

و بمجرد ان قال الجد هذا نظرت غرام لفارس فوجدته ينظر لها ابتلعت ريقها بتوتر

نبيل : في موضوع لازمن كلكم تعرفوه لانه هيتم بكره

مصطفي : خير يا بوي

وفاء و هي تنظر لغرام بكره : خير يا عمي ايه هو الموضوع

نبيل و هو ينظر للجميع : فارس بكره هيتجوز غرام

نظر الجميع له بصدمه ثم وجهوا انظارهم لفارس و غرام

اردفت وفاء بغضب : يبقا الكلام اللي بيتقال مضبوط و بنت *** تبقا عشيقتك

نهضت من مكانها و هي تحاول الوصول لغرام  والنيل منها وافراغ غضبها بها

وفاء بصراخ : سبوني عليها عاوزني اشوفها بتاخد جوز بنتي منها و اقعد اتفرج عليها

فرح بضيق مصطنع : ايه ياماما اللي بتعمليه ده و بعدين انا موافقه علي الجوازه

نظرت وفاء لابنتها : انتي اتجننتي عاوزه تخلي واحده تشاركك في جوزك

نبيل بغضب : وفاء اطلعي اوضتك

وفاء : بس يا عمي

نبيل بغضب شديد : وفاء

استمعت لحديثه رغمًا عنها وصعدت لغرفتها ليوجهه كلامه للجميع

نبيل : الجوازه دي هتم يعني هتم سواء رضيتو او لا مفهوم

.................................................................

دلفت غرام غرفتها بعدما أخبر الجد للجميع بانها ستتزوج بفارس غدا فاتجهت للفراش و جلست عليه و هي تبكي فهي لا تريد ان تتزوج بتلك الطريقه و لا تريد ان تكون زوجه ثانيه و لا تريد الكثير و الكثير و لكن ليس باليد حيله لتظل تبكي و هي تفكر ماذا تفعل

جففت دموعها و نهضت من علي الفراش و هي تقرر الهروب من هذا المنزل فهذه الزيجه لن تتم

.................................................................

في صباح يوم جديد

كان فارس نائما و يشعر بثقل علي جسده فتح عينيه ليجد فرح تنام علي صدره و تحتضنه بشده فك حصارها من عليه وابعدها عنه و نهض من الفراش و دلف المرحاض و غسل وجهه ليجد نفسه يتذكر غرام و يفكر بها فهو لا يعلم لما يشعر بسعاده تسيطر عليه لأنه سيتزوج بها  فاق لنفسه و نفض هذه الافكار و تجاهل هذا الشعور الذي يشعر به لاول مره

.................................................................

نزل فارس درجات السلم وقابل والدته

فارس و هو يقبل جبهتها : صباح الخير يا امي

فاطمه : صباح النور يا قلب امك

فارس : الفطار جاهز

فاطمه : اه يا حبيبي يلا اومال مراتك فين

فارس بسخريه : كالعاده يعني لسه نايمه

اكمل بتوتر بسيط: عديتي علي غرام انهارده

فاطمه : فكرتني انا كنت رايحه اصحيها عشان تفطر معانا

و بالفعل ذهبت فاطمه و ظلت تطرق علي باب الغرفه و لكنها لم تجد استجابه ففتحت الباب

فاطمه : انتي نومك تقيل ليه انهارده يا

كادت تكمل حتي وجدت الغرفه فارغه خرجت من الغرفه و سألت الخادمه لتخبرها بانهم لم يروها
لتخبرها فاطمه ان يبحثوا عنها و بالفعل ذهبوا للبحث عنها في الدوار و في حديقته و لكنهم لم يجدوها فاخبرو فاطمه بذلك دلفت فاطمه غرفه الطعام سريعا

فاطمه : فارس الحق غرام مش في اوضتها و مش في البيت كله .......

يتبع ........

بقلمي : فاطمة محمد

الفصل الرابع
كانت غرام تجلس علي الطريق المؤدي لخارج الصعيد تنتظر مرور سياره فهي تريد الهروب من هذا المكان و البدايه من جديد و اثناء جلوسها لمحت سياره قادمه فسعدت غرام كثيرا و نهضت من مكانها و ظلت تشاور للسياره حتي يقف سائقها و عند اقتراب السياره و رؤيتها لها بوضوح و روية من بداخلها أخفضت يديها و ابتلعت ريقها بخوف ف بلال هو من يتواجد في السياره
.................................................................
عند فارس
عندما علم فارس من والدته غياب غرام آمر الخدم بالبحث مره اخري عنها و آمر الغفر بالبحث عنها بحديقه الدوار و بعد مرور بعض الوقت اخبروه الخدم بانها بالفعل غير متواجدة بالدوار  فخرج فارس من الدوار بغضب و اتجه ناحيه الغفر
فارس و عضلات وجهه تتشنج : لقيتوها ؟
الغفر : لا جنابك مش موجوده شكلها كده خرجت بره الدوار
فارس بغضب جحيمي و هو يمسك كبير الغفر من ملابسه : انا عاوز افهم انتو لازمتكم ايه هنا ها ازاي متعرفوش هي خرجت و لا لا انا عاوز افهم
احد الغفر بتلعثم : اكيد خرجت بليل و احنا نايمين جنابك
فارس بصوت عالي و غاضب : و هو احنا جايبنكم عشان تحرسونا و لا عشان تنامو يا بهايم
صمت الغفر بخذلان فهو معه كامل الحق فهم لم يقوموا بعملهم على أكمل وجه
فارس بحده و هو يتجه لسيارته : كلكم مطرودين عاوز ارجع ملقيكومش
.................................................................
عند فرح في غرفتها
كادت تطير من السعاده فغريمتها و من كانت ستشاركها زوجها لم تعد موجوده فظلت تضحك بصوت عالي فهي حتي الان لا تصدق بانها تخلصت من غرام بتلك السرعه و السهوله
قاطع تفكيرها فتح الباب بغضب و دخول وفاء
فرح و هي تضع يدها علي صدرها : ايه يا ماما فزعتيني
وفاء و هي تجذبها من ذراعيها : انا عاوزه افهم بقا انتي اواي موافقه ان فارس يتجوز غيرك
فرح بضحكه خبيثه : يجوز ايه بقا ماخلاص العروسه هربت
وفاء بسخريه : و انتي فاكره ان فارس مش هيعرف يلقيها شويه و هتلاقيه داخل الدوار و هي في يده
كزت فرح بغيظ علي اسنانها : هو انتي ليه بتحبي تضايقيني كل ما تشوفيني مبسوطه و لا فرحانه، بتحبى تنكدي عليا ليه ياما
وفاء بغيظ من تصرفات ابنتها : متقلقيش كدا كدا هيتنكد عليكي و انتي شيفاه داخل بيها و بيكتب عليها بليل
فرح بأنفعال : مش هيلاقيها ياما ان شاء الله تكون غارت في داهيه
وفاء بهدوء وحنان زائف : قوليلي يا بنتي انا امك و محدش هيخاف علي مصلحتك غيري مين اللي لاعب في دماغك عشان توافقي فارس يتجوز فاطمة مش كده
فرح و هي تتجه ناحيه الفراش : معنديش حاجه اقولها ياماما و بعدين سبيني انام بقا
نظرت لها وفاء بضيق و خرجت من الغرفه ودفعت الباب خلفها بقوة
.................................................................
تحركت غرام من امام السياره حتي تبتعد و كادت تهرول من امام السياره فنزل بلال بنفس الوقت و هو ينادي عليها مرددًا اسمها
بلال : غرام
هرول خلفها و جذبها من ذراعها
غرام بخوف و تكاد تبكي : بلال بلال بالله عليك  سيبني مش عاوزه ارجع عند عمي ارجوك
بلال و هو يحاول تهدأتها : غرام اهدي خلاص مش هرجعك بس اهدى
نظرت له و هي لا تستوعب كلماته فوجدها بلال هدأت قليلًا فأخفض يده من عليها
نظرت له غرام بعدم تصديق و جففت دموعها التي نزلت من عينيها : انت بتكلم جد يعني انت مش هترجعني عند عمي
أوما لها بلال بموافقه : ايوه يا غرام مش هرجعك متقلقيش بس انتي وقفتك دي خطر افرضي حد من رجاله ابوي هو اللي كان شافك مكنوش هيسيبوكي الا لما يرجعوكي و بعدين انتي بتعملي ايه هنا في الوقت ده انتي مش كنتي في دوار العمري
غرام : انا هربت من الدوار
بلال باستغراب : هربتي ليه
غرام : عاوزين يجوزوني لفارس انهارده
بلال بصدمه : فارس هيتجوزك انتي
بس ده متجوز من بنت عمه
غرام بترجي : ارجوك يا بلال اقف جمبي و لو لمره واحده و ساعدني اهرب من هنا ارجوك
بلال : بس فارس الوحيد اللي هيعرف يحميكي من ابويا يا غرام ابوي عاوز يقتلك
غرام ببكاء : انا مش عارفه عمي بيكرهني كده ليه انا معملتلوش حاجه والله
بلال بخجل من تصرفاته السابقه معها فهو كان يظن ان والده يفعل ما هو صحيح و لكن عندما اخبره والده بانه يريد قتل غرام لا يعلم لما شعر بان ما فعله مسبقا كان غير صحيح بالمرة : بصي يا غرام انا قولتلك اللي عندي انا فارس الوحيد اللي هيحميكي من ابوي اتجوزيه يا غرام
بذات الوقت كان فارس يسير بسيارته علي الطريق و عينيه تبحث عنها ليري من بعيد سياره واقفه في منتصف الطريق و عند اقترابه راي غرام واقفه مع بلال فأسرع من سرعه السياره ووقف بجانبهم و نزل من سيارته
فارس بغضب و هو يرفع سلاحه ضد بلال و يوجهه كلامه له : عاوز منها ايه يا بلال
بلال بهدوء : مش عاوز حاجه يا بن العمري و ياريت تاخدها معاك دلوقت قبل ماحد يشوفها من رجاله ابوي
نظر لغرام وهو يقول لها
بلال : ارجعي معاه الدوار يا غرام
غرام : فارس نزل سلاحك بلال معمليش حاجه متقلقش
انزل فارس سلاحه و هو ينظر لبلال نظرات متفحصه
نظر بلال لفارس : خلي بالك منها يا بن العمري عشان لو ضايقتها مش هتلاقي غيري يوقفلك
فارس بسخريه : انت اللي هتوقفلي نسيت اللي عملته فيها انت و ابوك
بلال : اديك قولت عملته يعني ماضي يا بن العمري
اتجه بلال لسيارته واستقلها و غادر من أمامهم
التفت فارس لغرام و جذبها من ذراعها و ارغمها على صعود سيارته
.................................................................
في سياره فارس
كان يقود و هو غاضب بشده من تصرف غرام و هروبها من الدوار
فارس بغضب : انا عاوز افهم انتي ازاي تهربي كدا و كلنا نايمين افرضي قابلك رجاله عمك عارفه كانو هيعملو فيكي ايه عارفه و لا لا
ظلت غرام تبكي بصمت
نظر فارس فوجدها تبكي
فارس بهدوء بعض الشئ : هربتي ليه يا غرام
فلم ترد عليه ليتتافف فارس و يغضب مره اخري و لكنه هذه المره فضل الصمت و ظل يفكر حتي توصل لاجابه سؤاله
فارس : هربتي عشان مش عاوزه تتجوزيني صح يا غرام
نظرت له غرام
فارس وهو يضرب مقود السيارة براحه يديه : صح و لا لا
غرام : صح
فارس : طيب مدام ده السبب اللي خلاكي تهربي يبقا مفيش جواز مش هجوزك يا غرام خلاص حلو كده
غرام بطريقه طفوليه جعلت فارس ينسي غضبه منها : لا مش حلو عمي هيقتلني لو انت مجوزتنيش و غير كدا عشان اسم عيلتكو برضو
فأكملت غرام
انا موافقه اتجوزك بس ليا شروط
رفع فارس حاجبه بسخريه : شروط !
ايه هي بقا شروط جنابك
غرام بتلعثم و توتر : انت هتفضل في اوضتك مع مراتك و انا افضل في اوضتي يعني جوازنا هيكون صوري
فارس و هو ينظر للطريق : ماشي
غرام و هي تخرج تنهيده : تمام
فارس بضحكه جانبيه : في شروط تاني و لا خلاص كدا
غرام و هي تنظر من نافذة السياره : لا خلاص كدا
.................................................................
دخل فارس الدوار برفقه غرام لتقابلهم فاطمه بلهفه
فاطمه : كنتي فين يا بنتي كده تقلقينا عليكي
غرام بخجل من هذه المراه الحنونه التي تذكرها بوالدتها : انا اسفه يا طنط
اتت وفاء هاتفه : و انتي بقا يا بنت المنشاويه متعوده تخرجي من الدوار كده في نصاص الليالي و لا ايه
نظر فارس لخالته نظره جعلتها تبتلع باقي حديثها
صمتت غرام بخجل من فعلتها و لن تلومها فهي من اعطتهم الفرصه لكي يتحدثو في حقها
فارس : غرام روحي اوضتك و هبعتلك هنيه بالفطار
غرام : بس انا مش جعانه انا هنام و
قاطعها فارس : روحي اوضتك يا غرام و هبعتلك الفطار
نظرت له غرام بغيظ من تحكمه و ذهبت من امامهم متجهه لغرفتها
فارس لوالدته : امي خلي هنيه تحضر الاوضه اللي فوق لغرام
ارتفع حاجبىوفاء وصاحت : ليه بقا ان شاء الله
فارس : عشان غرام هتقعد فيها اكيد مش هتفضل في اوضه الضيوف
فاطمه : ماشي يا بني روح شوف اشغالك و انا هعملك كل اللي انت عاوزه
قبل فارس جبينها و غادر الدوار
و كادت فاطمه ان تذهب لتوقفها وفاء
وفاء : انتي بقا اللي لاعبه في دماغ بنتي و مخلياها موافقه علي المسخره دي
فاطمه بحده : وفاء احترمي نفسك و انتي بتتكلمي معايا متنسيش اني اختك الكبيره
وفاء بغل : منستش يا فاطمه بس الظاهر انك انتي اللي نسيتي و موافقه ان ابنك يجيب ضره لبنتي
فاطمه : ربنا يهديكي يا وفاء ربنا يهديكي يا اختي
و تغادر من امامها لتظل وفاء مكانها تسب و تلعن و تصعد لغرفه ابنتها
.................................................................
صعدت وفاء غرفه ابنتها وفتحت الباب و دخلت الغرفه بعصبيه لتجد ابنتها نائمه فأتجهت ناحيته و قامت بلكزها اثناء نومها و هي تقول لها
وفاء : نفسي افهم انتي موركيش حاجه غير النوم قومي شوفي اللي بيحصل من وراكي
استيقظت فرح من نومها و هي تقول : في ايه ياما انا بعد كده هقفل باب اوضتي عليا
وفاء : قومي شوفي اللي بيحصل تحت
فرح بتذمر : اديني قومت اهو في ايه بقا ايه اللي حاصل يخليكي تصحيني بالمنظر ده
اقتربت وفاء و جلست بجانبها : انا مش قولتلك  ان المحروس هيرجعها
اتسعت عين فرح من الصدمة و هي تقول : انتي بتقولي ايه
وفاء : اللي سمعتيه فارس رجع غرام و هيجوزها بليل و كمان خلي هنيه توضبلها الاوضه اللي في الدور هنا
فرح بغضب : كمان ياربي و انا اللي افتكرت اني خلصت منها
وفاء : احكيلي يا بنتي اللي في دماغك و بدل متفكري لوحدك نفكر سوا
نظرت فرح لها و تفكر فلما لا تخبر والدتها باتفاقها مع جدها فهي ايضا والدتها و ستخاف علي مصلحتها
فرح بتافف : ماشي هحكيلك بس الموضوع ده هيبقا سر يبنا
وفاء : سرك في بير يا حبيبتي قولي بقا في ايه
.................................................................
في المساء
كان الجميع يجتمعون لحضور كتب كتاب فارس و غرام بامر من الجد فهم لم يستطيعو ان يرفضوا ما امر به
و بالفعل بعد مرور بعد الوقت نفذ ما اراده الجد و تم جواز فارس بغرام
نهضت شهد و اميمه و باركو لفارس و غرام و كذلك فعلت فاطمه و مصطفي و احمد و زوجته
اما عن وفاء فهي لم تتحرك من مكانها كانت تنظر لهم نظرات غامضه اما عن فرح فكانت تشتعل من داخلها و لكنها ارادت عدم اظهار
نبيل : يلا يا ولدي خد مرتك و اطلعو اوضتكم
صدمت غرام مما سمعته و نظرت لفارس فهذا ليس ما اتفقا عليه
نظر لها فارس : يلا يا غرام
غرام بغضب طفيف : يلا ايه
فارس بحده : بقولك يلا دلوقتي
صعدت معه الغرفه مجبره و بمجرد ان دخلو الغرفه
التفتت غرام أليه وقالت بضيق: ممكن افهم ايه اللي بيحصل ده مش انا متفقه معاك انك هتفضل مع اوضتك مع مراتك
اجابها فارس على مضض : عدي الليله يا غرام و بعدين متقلقيش مش هقربلك
غرام وهي تبتلع ريقها : ايوه بس انت وافقت علي
قاطعها فارس
غرام كفايه كلام قولتلك مش هقربلك عايزه اكتر من كده إيه
غرام بتوتر : و انا ايه اللي يضمنلي انك مش هتقربلي
كز فارس على اسنانه وأجابها بسخرية : اللي يضمنلك اني بحب مراتي و استحاله ابص لغيرها ارتحتي بقا
غرام بتهكم: بتحبها !
انت لو بتحبها مكنتش فكرت تجوز عليها
نظر فارس لها و اقترب منها و هو يقول : هو انتي مفكره ان دي تتسمي جوازه
ابتلعت غرام ريقها : اومال تتسمي ايه
فارس و هو يبتعد مره اخري : دي مصلحه متبادله
غرام : يعني ؟
فارس و هو يتجه ناحيه الاريكه لينام عليها : يعني انتي اتجوزتيني عشان احميكي من خالك و انا اتجوزتك عشان اسم العيله
نظر لها : فهمتي بقا يعني ايه مصلحه متبادله
أومأت له غرام : اها فهمت ...



تعليقات