رواية حب غير معلن الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هبة نبيل


رواية حب غير معلن الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هبة نبيل



المشهد 1 – المستشفى / ليلًا

(الغرفة هادئة، الضوء خافت، صوت جهاز نبض القلب يكسر الصمت. عز جالس بجانب غرام وهو ممسك بيدها الاثنان، عيونه مرهقة، وملامحه بها خوف حقيقي لأول مرة.)

عز (بصوت مبحوح ومكسور):
"يا أغبى واحدة عرفتها… نطيتي كده؟ من غير ما تفكري؟ ده أنا… أنا اللي قلبه بيقف لو حاجه فيكي مسها الهوا."

(سكت قليلا وهو ينظر لملامحها الهادية، يتحرك بإيده ويبعد خصلة من شعرها عن وجهها ثم اكمل حديثه بعتاب قائلا...)

عز ( بعتاب ):
"كنتي مستنياني أقولها..؟ طيب كنتِ هتسمعيها ازاي وإنتي نايمة كده؟"

(تنهيدة طويلة… صمت مفاجئ… احدي اصابع غرام تتحرك بخفة، ثم ترتعش شفايفها ببطء وهي تفتح عيناها.)

غرام (بهمس):
"أنا اللي بحبك… يا غبي…"

(عز يتجمد مكانه لحظة، ثم ينفجر في نوبة ضحك وهو يخبّي بينها دموعه، يقبل يداها ويقترب منها ليقبل جبينها…سبقتيني كمان في دي الحقيقه مطولتيش كتير تعبتي بصراحه طب افتحي عنيكي أكتر بقي واسمعيها مني."

غرام (بضحكة تعبانة):
"قولها… قبل ما اسرح تاني

عز (بثبات):
"أنا بحبك يا غرام… وقلبي محسش بفرحه غير وانتي فيه مش بطمن الي وانتي جمبي عقلي مبيركزش وانتي بعيد بس الحقيقه اني كنت عايز اغيظك شويه 

(عيونها تدمع، وتبتسم رغم التعب… لحظة حب صادقة وسط وجع الأيام.)

---

المشهد 2 – ممر المستشفى / بعد دقائق

(يأتي محمود ومليكه وسهي ليطمئنه على غرام ليتفاجئه الثلاث بوجود عز بالداخل من زجاج الغرفه....) 

محمود (ببتسامه): شايفين..؟ 

مليكة (بحزن مصطنع):
"ياخساره جينا متأخر ملحقناش اللقطه من الاول تفتكروا يكون اعترف

سهي (بنبرة هادئة): اكيد انتي مش شايفه بيبصو لبعض ازاي بس غرام دي بت جامدة بصراحه واقعه زي دي كانت تجيب اجلها البت بسبع ترواح

محمود (وهو ينظر لسهي بحب مخفي): وليه متقوليش ان الحب بيصنع المعجزات وانها فاقت بسرعه وبقدره من ربنا عشان تفضل جمبه وتواجه معاه 

مليكة (وقد فهمت مغزي كلام اخيها وهي تنظر له ثم تقول بنبره ساخرا ولكن مرحة): الحب ولع في الدره وشكلها كده فيها ثنائي جديد 

سهي(غيرت مجري الحديث بنوع من التوتر وقد فهمت تلميح مليكه): تعرفو برغم فرحتنا ان "فاخر مات… وده كان لازم يحصل من بدري اصلا بس اللي جاي صعب خصوصا بعد ظهور التلقيحه اللي جالنا ده…"

محمود (بتفاؤل):
"بس عز أقوى من ما أنتي متخيله… اتخلق للمواجِهَة."

(يتبادلوا نظرات صامتة، متفقة… ثم يقرروا يدخلوا ليطمئنه على غرام.)

---

المشهد 3 – السيرك / صباح اليوم التالي

(الفرقة كلها في حالة ترقب، عزيز يتجول في السيرك وهو يرتدي بدلة فاقعة وألوانها صارخة، ويرتدي ايضا نظارة شمس كبيرة، وبيده دفتر صغير يدوّن فيه ملاحظات.)

محمود (يهمس لسُهى):
"هو ده اللي واخد نص السيرك؟ ده كأنه خارج من كرتون."

سُهى:
"بس غني… والناس الغنية أوقات بتفكر بطريقة ملهاش تفسير."

محمود ( بدهشه من طريقه تفكرها): غني...؟ هي مش بغني ولا فقر يا سهي كل القصه انه راجل عايز يشترينا بفلوسه انتي ترضي انك تكوني تحت رحمة راجل هايف زي ده عشان بس غني ومعاه فلوس ترضي تتجوزي واحد عشان بس غني؟ 

سهي: والله لو حتي عبيط وهيستتني كده ويخليني مش محتاجه حاجه ياسلام ممكن اتغاضي عادي عن اي حاجه...! 

محمود بغضب مفاجئ وهو ينهض من جانبها: مكنتش اعرف ان تفكيرك كده انا اسف ليكي ولنفسي 

سهي: اي ده وانت مضايق ليه اصلا اي الهبل ده انت يابني مش هجري وراك استني في ايه...؟  يا محمود يوووه

(عزيز يقف امامهم فجأة)

عزيز (بصوت عالي):
"أنا قررت أعمل تغيير في الجدول… فقرة خاصة بيّا، وباسمي، وبأفكاري!"

مليكة (بسخرية):
"فقرة إيه حضرتك؟ هتعمل سحر؟ ولا هتطير؟"

عزيز (بغرور):
"لأ، هركب حصان وهدخل أغني… وأوزع بالونات."

(الفرقة كلها تتبادل نظرات ذهول… ثم فجأة، ضحكة عالية تنطلق من أحد العاملين، وبعدها ينهار الجميع في ضحك مكتوم.)

---

المشهد 4 – غرفة إجتماعات السيرك / عز يواجه عزيز

(عز يدخل المكان، ويقف أمام عزيز بوجه متجمد لا يحمل اي تعابير ولا مجاملة.)

عز: "لو على الورق، أنت شريك… بس لو على العقل، السيرك ده مش لعبة." واللي بيحصل ده ملوش غير معني واحد وان ده اسمه عبث 

عزيز (بابتسامة مستفزة):
"أنا مش بلعب… أنا عايز شغل يمتع الناس. لو مش عاجبك… أشتري الباقي وطيركم كلكم."

عز (نبرة متحدية): سيبك بقي من الاسطوانه المشروخه دي زهقت منها انت مش هتعرف تعمل حاجه اصلا سيبك من الكلام ده كله واسمعني كويس عايزك في حاجه تانيه خالص

عزيز: حاجه ايه...؟ 

عز (بنبره حازمه): تعرف ايه عن حادثه منال يا استاذ عزيز 

عزيز (بتفاجئ): ياااااه ده موضوع قديم اوي ده انت كنت لسه وقتها عيل صغير 

عز: ما علينا وهحاول اتخطي جملتك الاخيرة دي... انا سؤالي محدد ومتحولش تنكر لان ظابط الشرطة هو اللي رشح اسمك ليا من قبل ما اشوفك قالي انك تعرف كل الشغل اللي كان بين فاخر واكرم نصار وان في حد تاني اكبر منكم كلكم بيلعب من وراه الكواليس الاول كنت فاكرها نجوي بس طلعت هي كمان اداه زي فاخر مش هما العقل المدبر انا لازم اوصل للحقيقه ساعدني وانا ممكن اعملك كل اللي انت عايزه مين حرض نجوي انها تقتل امي ومين وراه كل اللي بيحصل لنا ده..؟ 

عزيز (بنبره جديه لأول مرة) هقولك... اسمعني كويس ياعز... 

---

المشهد 5 – غرفة غرام / مع سُهى

غرام (بوجه مرهق وهي تلبس حامل لذراعها الذي وضع في الجبس بعد ان خرجت من المشفي بواسطه عز وسهي):

"أنا لسه مش قادرة أقوم، بس دماغي مش قادرة تسكت ولا تستوعب… هو الراجل الهايف ده بجد عايز يسيطر علينا احنا..؟"

سُهى: "واضح… وبيحاول يكسب الناس بالهبل اللي بيعمله."

غرام (بغضب):
"بس عز لازم ميتهزش… وهو محتاج حد يقف جنبه، وأنا هنا… بس حاسة إني بعيدة."

سُهى (بهدوء):
"مش بعيده ولا حاجه مانتي جمبه اهو وبكرا تخفي وترجعي احسن من الاول وتورينا ابدعاتك بس ابوس ايدك من غير تهور اديكي شايفه نتيجه تهورك…مقولتليش صح هو اعترافلك ولا لسه...؟ 

(غرام تبتسم برقة، تحاول تجلس ولكن تتألم قليلا و لكنها تقاوم.): نطق الحجر اخيرا متعرفيش قد اي يا سهي انا فرحانه دلوقتي هبقي جمبه من غير اي قيود الاول كان كل شويه يحرق دمي ويقولي انتي زي مليكه اختي الصغيره ونينينيني عيل رخم بس بحبه

سهي: مانتي ارخم منه وجننتيه برضو لحد ما جاب اخره وقالهالك

غرام: طيب ياختي يلا بينا ساعديني اقوم نروح نشوفهم بيعمله ايه..؟ 

سهي(وهي تساعد غرام على الوقوف: يلا بينا تعالي

---

المشهد 6 – لحظات كوميدية / خطة تطفيش عزيز

(محمود، مليكة، وتنضم لهم غرام وسهي، وشاب جديد من الفريق بيجتمعوا سرًا.)

محمود (بحماس):
"الخطة اسمها: الجنون الممنهج."

مليكة:
"نعمله فقرة على ذوقه… بس نفركشها فوق دماغه!"

غرام: حلو الكلام ده على البركة يلا ننفذ

محمود كان على وشك الذهاب ولكن اتاه صوت من خلفه اوقفه استدار محمود ليراها سُهي نظر لها بحتقار وهم ان يذهب مجددا ولكن سمع صوتها تناديه مرة اخري ليقف ويلتف لها بنظره متجمده لا تحمل اي مشاعر): نعم بتندهيلي ليه..؟ 

سهي: يااااه انت زعلان اوي كده طب انا عملت ايه يستاهل كل ده؟ 

محمود: لو انتي شايفه انك معملتيش حاجه ليه واخده الموضوع على نفسك انا مستعجل لما تبقي تعرفي ابقي تعالي...(رحل محمود بالفعل وتركها ورائه في حاله ذهول) 

المشهد 7_تنفذ الخطة (في السيرك ليلا _وامام الجمهور حيوانات ليست متدربة بشكل جيد ، ألوان مضروبه، أغاني تذاع بصوت نشاز… عزيز يركب الحصان ويقع أول دقيقة وسط ضحك الجمهور الشديد

عزيز (وهو واقع على الأرض):
"اللي حصل ده مؤامرة… مؤامرة فنية!" وانا مش هسكت 

(كل الفرقة تضحك في السر… 

عزيز يقوم وهو يهز بدنه ويقول: "مش مشكلة… الحصان كان متوتر بس!... ثم يأتي ليمسك المكروفون ليغني تصدر منه اصوات نشاز جعلت كل من بالصرح الكبير يصمه اذنهم بشمئزاز والفرقه في حاله ضحك هيستريه ويُحيوا انفسهم على نجاح خططهم... ذهب عزيز ليأخد البلونات ليوزعها على الاطفال ولكن عندما كان يوزعها والاطفال يخذوها بفرحة كانت البلونات تبهت على ايديهم وملابسهم بألوانها فا القوها بوجه مجددا وهم غاضبين كان يمد يداه لهم ليرضيهم ولكن لم يهتم له احد فقط طفلة واحدة هي التي ذهبت اليه وعندما فرح ومد يداه ليسلم عليها قضمت الطفلة ع يداه بأسنانها قضمه قويه اوجعته بشده ترك عزيز ساحه السيرك وذهب إلي مكتبه والذي كان مكتب فاخر من قبل وهو في حالة غاضب عارمه

عز(بندهاش وهو يراه هكذا ويلمح فرقته وهم يضحكون بشده فا يقرر الذهاب والانضمام اليهم.....): انتو عملتو ايه خلاه يطلع بالشكل ده؟ 

غرام(ببراءة): معملناش حاجه علمنا عليه بس  

---

المشهد 8– صدمه غير متوقعه 
كان محمود ذاهب ل سهي ليُصالحها بعد ان راجع قرراته واستجمع قوته ليُصارحها بمشاعرة لمحها تقف وتتحدث في الهاتف فاقترب منها شيئا فا شيئا وفي نيته ان يفاجئها ولكن تبدلت نظرته من الحماس والفرحة إلي صدمه جديدة جعلته يتراجع وهو يسمعها تقول...)  

سهي ( وهي تتحدث مع شخص عبر الهاتف): برضو ممتتش معرفش ماسكه في الدنيا كده ليه انا مش مصدقه واحدة غيرها كان زمانها فرفرت من وقعه زي دي واللي زاد وغطه ان البيه اعترف لها بحبه وخلاها تقوي اكتر بس انا برضو مش هسكت عز ليا انا وبس 

محمود (بصدمه شديده ولكنه تماسك واظهر وجه لا يحمل اي تعابير وهو يقول...) مش هتسكتي ع ايه...؟ 

(سُهي تجمددت في مكانها ولم تسطتيع التحرك ولا النطق وعيونها تتسع من الصدمه) 

المشهد 9– السيرك / عودة التدريب الجاد

(الفرقة كلها تتدرب بحماس، عز واقف يراقب، ويصحّح أخطاء، ويشجع، ويساعد.)

مليكة (واقفه بجانبه تدون ملاحظات) "السيرك بقى له طعم تاني… كأننا بدأنا من جديد."

سُهى (وعيونها تدور يمين ويسار ثم تتثبت على محمود بعد مواجهتهم ):
"المسابقة الجديدة قربت… وإحنا لازم نكسب."

عزيز (داخل فجأة ولكن هذه المرة بنبره أسف وحزن عميق):
"أنا آسف… يمكن كنت غلطان. يمكن أقدر أساعد من غير ما أخرب 

عز (بنظرة محايده):
"إثبت ده… بالأفعال مش بالكلام."

عزيز: كنت فاكر ان اقدر اعمل حاجه انا من صغري بحب السيرك وكان نفسي لما اكبر يبقي عندي سيرك كبير زي بتاع اكرم ده وعشان كده لما حبيت اشارك اكرم هو رفض لكن فاخر وافق وحقق لي حلمي وكتب لي نص السيرك كنت فاكر ان اقدر اقدم حاجات تفرح الناس زيكو لكن للأسف فشلت انا مجيش حاجه جمبكم ولا في مجهدكو 

(تعاطف معه الفرقه لأول مرة وادمعت اعيونهم من شدة التأثر من كلامه وانتابهم شعور بالندم على ما فعلهُ معه وقرروا بأن يصلحه ما افسدوا ويقفه بجانبه هذه المرة ويقدمه له الدعم

محمود (وهو يقف بجانب عزيز ويربط على كتفه ببتسامه لطيفه وهو يقول): انت مافشلتش انت لسه تقدر تعمل حاجات حلوة كتير واحنا معاك وهنساعدك احنا اللي اسفين 

غرام: احنا اسفين يا استاذ عزيز كنا فاكرين انك جاي عشان تشترينا بفلوسك ونفوذك فهمناك غلط هنساعدك وهترجع ثقه الناس دي كلها فيك من تاني معندناش وقت المسابقه الجايه قربت ودي هتبقي اكبر من المسابقه اللي فاتت ولو كسبناها السيرك ده هيبقي اشهر سيرك في مصر بعد السيرك القومي بس لازم نلاقي شباب ودم جديد يشتغلو معانا احنا ناقصنا ناس كتير والعاب كتير هنا لازم ندخل المسابقه دي واحنا معانا كل الامكانيات ويبقي كل لعبه ليها لاعب حقيقي ومتمكن اللي كان مسؤول عن كده هو عم اكرم الله يرحمه بعده السيرك وقع على ايد فاخر لانه مكنش مهتم بيه قد ماكان مهتم بشغل تاني من تحت التربيزه كان عامل السيرك ستار ع شغله القذر

عزيز (بأصرار) وانا اوعدكم ان السيرك ده هيرجع يشتغل من جديد ولو على الناس اللي ناقصه هننزل في كل مكان وندور وانا هبقي الداعم ليكم في اي مبالغ يحتاجها السيرك

عز (ببتسامه): وانا بشكرك على روحك الطيبه دي يا استاذ عزيز وبشكرك برضو على مساعدتي 

(الجميع يُكمل تدريباته، الأمل يرجع ثانيت الي قلوبِهم)

---

المشهد 10 – المحكمة / عصرا

(سلماوي واقف داخل القفص، القاعة ممتلئة، القاضي واقف، والجميع واقفون ايضا في لحظه دخوله... عز يقف في الصف الأول. وبجانبه محمود ومليكه وغرام وخلفهم باقي الفرقه وهم في حالة من القلق والتوتر الشديد )

القاضي(بلهجه سريعه): "بعد الاطلاع على أقوال المتهم و الشهود والأدلة المقدمة… تقرر المحكمة تأجيل النطق بالحكم إلى الجلسة القادمة لعدم وجود ادله كافيه رفعة الجلسه....) 

سلماوي (بصوت ثابت):
"أنا مستني… ومش ندمان. اللي عملته كنت هعمله ألف مرة."

(عز ينظر له بنظرة غاضبة لكن حزينة، والمشهد يتجمد على وجه ثم يقول..) متقلقش يا سلماوي مش هسيبك هوكلك اكبر محامي 

(غرام كانت تنظر ل سلماوي بحزن ومشاعر غريبه تأتيها عندما تنظر له في كل مرة) 

(الصمت… الموسيقى تتحول لنغمة داكنة.)





تعليقات