
رواية إنتقام الجزء الثاني الفصل السادس عشر 16 والاخير بقلم رباب حسين
ما هذه الدنيا إلا خدعة ففي لحظة تنقلب الأحوال فلا تظن أن هناك شيئاََ يدوم للأبد فكل شئ وله نهاية حتى الألم واليأس والحزن سوف ينتهي يوماََ ما وسوف تشرق شمس يومٍ جديد يحمل بين ثناياه أمل يضئ حياتك بنور الراحة والطمأنينة فلا تفقد الأمل أبداََ فإن رب العباد يأتي بالخير دائماََ ولا تظن أن الحياة تعطيك ظهرها لترحل عنها بل لتفتح لك أبواباََ جديدة لم تكن في الحسبان
بينما أنا أضع جسدي أمام من ظننت أنني أحبها كي أنقذها وجدت عينين تنظران لي بلهفة وخوف لم أكن أتخيل أن أرى هذه النظرة أبداََ
... فظننت أن الحب لن يدق باب قلبي مجدداََ وسأظل وحيداََ طوال حياتي
سقط جاسر أرضاََ بعدما أصيب في ظهره ونظر إلى وعد التي تصيح بإسمه في فزع وفجأة وجد مريم تقترب منه ويبدو على وجهها الصدمة والخوف ثم هبطت بجواره تنظر إليه في لهفة لا يعلم ماذا شعر به في هذه اللحظة فهناك سعادة دبت بقلبه حين رآها هكذا....قام الضابط بطلب سياراتين إسعاف لكلاََ من جاسر ومجدي وفي أثناء إنتظارهم وصل زين إلى موقع الحادث ووجد تجمع من السيارات وشعر أن هناك خطباً ما فصف سيارته إلى جانب الطريق وهبط منها يركض إلا أن وصل إلى مكان الحادث ووجد جاسر فاقد الوعي بين يدي وعد وفتاة أخرى فركض إليهم ووقف أمام وعد والدموع متجمعة داخل عينيه وما أن لاحظته نظرت له في خوف ولاحظ زين إرتعاش جسدها فهبط على قدميه وضمها بذراعه وهو ينظر إلى جاسر ويتحسس نبضه بيده الأخرى..... وضعت وعد وجهها في عنقه وأغمضت عينيها بشدة وهي تبكي وعندما أحس زين نبض جاسر بيده أخذ يرتب على ظهرها حتى تهدأ وهو يقول : عايش يا وعد.... عايش يا حبيبتي متخافيش..... هنلحقه إن شاء الله
مريم في صياح : إستعجلو الإسعاف يا جماعة قبل ما يروح مننا
ظل زين يهدأ من روع وعد وهو يكتم دماء جاسر بيده وينظر إليه في حزن وخوف شديد من خسارته فهو مهما كان في مكانة أخيه وكان يدعو بداخله أن يعود إلي الحياة فقد فرقت بينهما ويخاف أن يكون الموت هو الفراق الأبدي.... ظل ينظر إليه والدموع تنساب على وجهه حتى وصلت سيارة الإسعاف وأخذو جاسر ووصلت سيارة أخرى وأخذو مجدي ومعه حراسة أمنيه حتى لا يستطيع الهرب من الشرطة وعادو إلى شرم الشيخ مرة أخرى..... أخذ زين وعد ومريم بسيارته ولحق بجاسر وعندما دخل إلى المشفى توجهوه به إلى غرفة العمليات وقام زين بالإتصال بيامن وأخبره بما حدث حتى يطمئن من بالمنزل وكان يامن يجلس في قصر نصار مع العائلة جميعاََ وعندما سمع الخبر عاد إليهم وقال في حزن : زين وصلهم
وقف نصار الذي كاد أن يتوقف قلبه جراء ما حدث اليوم فقد حاول الإتصال بمريم ولكن لم تستقبل المكالمة قط وظل يتصل ولكن دون جدوى حتى جاء يامن وأخبره بما يحدث هناك ولكن شعور القلق على وعد كان مسيطر عليه وعلى جميع الأسرة ثم قال نصار في فزع عندما رأي الحزن يخيم على وجه يامن : حصل حاجة يا إبني؟!!!
نكث يامن رأسه يحاول أن يسيطر على دموع عينيه ثم نظر إلى شهد التي اقتربت منه فأمسك يدها وقال : جاسر إتصاب في ضهره وهو دلوقتي في العمليات في شرم الشيخ
وقفت سناء في ذعر وظلت تبكي وتصيح : إبني...... حصله إيه؟..... قولي يا يامن جراله إيه؟
يامن في حزن وهو يتشبث بشهد التي تبكي على كتفه : الراجل اللي خطف وعد كان هيقتلها وجاسر حماها
جلست سناء في صدمة وأخذت تضرب رجليها بيدها وهي تنوح : يا حبيبي يا إبني...... بلاش يارب تاخده مني...... يارب رحمتك..... رجعهولي يارب متاخدوش مني
ركضت إليها غادة وجلست بجوارها وهي تبكي وقالت : إهدي يا سناء إن شاء الله تكون حاجة بسيطة ويقوم بالسلامة
نصار : حضرو العربيات هنطلع كلنا على شرم الشيخ
ثم ذهب إلى الطابق العلوي ولحقو به جميعاََ واستعدو للسفر وحضرو أغراضهم في حقائب وقامت غادة بأخذ ثياب لزين أيضاََ وذهبو في سيارة نصار وأخذ يامن شهد في سيارته التي لم تكف عن البكاء وظل طوال الطريق يهدأ من روعها وأوصي نصار سعيدة بأن تهتم بجومانا وتقدم لها الطعام والملابس النظيفة ولا تتركها دون رعاية.....أما زين فتوجه إلى وعد التي تجلس أمام غرفة العمليات تنظر إلى الباب في خوف وتوتر وتدعو الله أن تسير العملية الجراحية بسلام ويعود جاسر إلى أسرته سالماََ وبجوارها مريم التي لا تعلم لما شعرت بهذا الحزن عندما رأت جاسر ملقى على الأرض ومن الممكن أن يفارق الحياة في أي لحظة فقد كان يمزح ويتكلم معها منذ قليل وأنظر الآن كيف أنقلب حاله إلى هذا الأمر المؤسف ..... اقترب زين من وعد وقال : أخيراََ لقيتك
نظرت له وعد في غضب وقالت : لو سمحت متستغلش الموقف وتتكلم معايا
نظرت لها مريم ونهضت من جانبها لتتركهما يتحدثا معاََ وأردف زين قائلاََ : أنا مش بستغل الموقف أنا جي مخصوص عشان أتكلم معاكي
نظرت له وتحدث بسخرية : والله..... ولسة فاكر تيجي تتكلم معايا
جلس زين بجوارها وقال : أنا كنت هنا في نفس اليوم اللي إنتي رجعتي فيه وفضلت أدور عليكي عشان أرجعك بيتك
إبتسمت وعد وقالت : ترجعني؟!!!! ليه عايزني أعيش مع ضرتي في بيت واحد؟
زين : ضرة مين؟...... إنتي مفيش غيرك في حياتي ولا في قلبي ولا في عقلي
نظرت له وعد في غضب وقالت : لا ما أنا مش هصدق الكلام ده تاني...... الكلام ده كان ممكن يضحك عليا بيه زمان لكن دلوقتي لا إنسى
زين : والله والله ما فيه حد في حياتي غيرك
وعد في غضب : يا إبني بقى بطل كدب..... أنا شيفاك وإنت بتتجوز بعيني
أخرج زين ورقة من معطفه وقال لها : ديه ورقة طلاق جومانا...... أنا طلقتها في نفس اليوم
أخذتها وعد ونظرت بها ثم عقدت حاجبيها وقالت : طيب وإنت إتجوزتها ليه من الأساس
زفر زين وقال : هحكيلك
أما علي فكان يجلس في المنزل وحده وينظر إلى صورة منى المعلقة على الحائط في حزن ثم نظر حوله ووجد أن المنزل أصبح فارغاََ فكل من كان به ذهب في مكان أخر والقلق على جومانا يزيد في قلبه..... ظل ينتظر حتى يصل مجدي إلى المنزل وبينما هو ينتظر دخل غرفة المكتب وبدأ يبحث بين الكتب عن كتاب يقرأه..... وقعت عينيه على كتاب قديم وتذكر أن أمه كانت تحب هذا الكتاب جداََ فأخذه وجلس ليتصفحه...... وبعد وقت وقع عينيه على ورقة كتبت بها منى شيئاََ بخط يدها فنظر إلى ما كتبت وقرأه : "ما أصعب أن تعيش في الخداع طوال عمرك فقد أفنيت عمري مع من أذاني متصنعاََ أنه يداوي جرحي"
فتح علي عينيه في صدمة فلم يستوعب ما قرأ وأراد أن يبحث عن حقيقة الأمر فظل يفتح أدراج المكتب ليبحث عن أي شئٍ أخر ولكن وجد أحد الأدراج مغلقاََ بالمفتاح فذهب وأحضر سكين من المطبخ وعاد وأخذ يحاول فتح الدرج وووجد به بعض الملفات الخاصة بالعمل وبأخر ملف وجد صوراََ لعامر وزين وبعض الأورق الخاصة لهما وأسفله وجد ورقة مطوية ففتحها علي وقرئها : " أنا خلاص إنتهيت وإنت السبب يا منصور ولو كانت صدمتي في اللي حصلي زمان كبيرة فصدمتي من اللي إنت عملته أكبر بكتير
أنا عرفت كل حاجة وربنا كشفك قدامي ومن غير مجهود لما جالي الراجل اللي كان معايا في الصور يعترف بكل حاجة عشان يصلح غلطته اللي عملها في حقي زمان قبل ما يموت بسبب السرطان وقالي إن إنت اللي طلبت منه يعمل فيا كدة مش نصار وعرفت ساعتها أد إيه أنا كنت مغفلة إني فكرت إن إنت الوحيد اللي وقفت جنبي وساعدتني بعد ما اتخلى عني أهلي وأقرب الناس ليا اللي صدقو الصور
إنت خسرتني كل الناس اللي يعرفوني وخليتني أعيش منبوذة بدفع تمن غلطة معملتهاش عشان أنانيتك وعشان تخليني جنبك غصب عني بس خلاص لحد كدة وكفاية أنا هموت نفسي عشان أحرمك مني زي ما حرمتني من عامر اللي محبتش حد غيره
اه يا منصور أنا محبتش حد غير عامر وكنت بحاول أكدب عليك في كل مرة عشان كنت فاكرة إن ليك جميل عليا مش هقدر أرده أبداََ بس دلوقتي أنا أقدر أقولهالك وأنا مرتاحة
أنا بكرهك يا منصور وبكره نفسي إني عيشت معاك كل السنين ديه"
إنسابت دموع علي على وجهه وهو يقرأ ما كتبته أمه وعلم أن أبيه خدعها كي تكون له وهو من قام بهذه المكيدة كي يتركها عامر ويتزوجها هو..... جلس علي في حزن وهو يقرأ ما كتبته منى مراراَََ وتكراراََ ولا يصدق عينيه ثم أخذ يفكر بما عمل وكيف كان منصور يزرع الغضب في قلبه تجاه عائلة نصار واستغله واستغل جومانا فقط للإنتقام وليرضي إحساس الغضب الذي يجتاح قلبه وأن برغم كل هذه المدة التي عاشتها أمه معه ولكن قلبها لم ينبض له قط وتذكر عندما كان والده دائماََ ينظر إلى صورة منى ويقول : "لو كنتي حبتيني شوية بس كان زمان عامر عايش"
أغمض علي عينيه في حزن وألم وهو يتذكر كل الأعمال الشنيعة التي فعلها وهو يظن أن منى تركته وتركت أخته وانتحرت فقط لأنها لم تستطع مقاومة إحساس الظلم الذي وقع عليها بسبب عائلة نصار مما جعله يفعل أي شئ ليأخذ بثأرها وقرر أن يرجع عما كان يفعل ويترك هذا الإنتقام وسوف يذهب غداََ لمواجهة أبيه بما علم
كانت وعد تستمع لما يقوله زين وعلمت الحقيقة كلها وما حدث معه منذ أن تركت المنزل فقالت : بس أنا شفتك وإنت ماسك إيديها في المكتب
زين : هي حطت إيديها عليا وأنا كنت ببعدهم مش أكتر وكنت بقولها إني بحبك ولا يمكن أخونك
وعد : وأنا المفروض أصدقك؟
زين : لو كنت عايزها وعيني منها مكنتش طلقتها في نفس اليوم
وعد : ما يمكن إتجوزتها عشان تصلح غلطتك
زفر زين وقال : يا وعد بقولك هي اللي سرقت ورق الأرض وأبوها سجني معقولة هفكر فيها أصلاََ.....وبعدين إنتي إزاى تقولي حاجة زي كدة؟.... ده ظنك فيا إني ممكن أعمل كدة؟
وعد : والله الصور اللي شفتها تخليني أظن فيك كدة مش بمزاجي
زفر زين وقال : الصور ديه خالتي سناء اللي بعتتها عشان تفرق بين شهد ويامن وبيني أنا وإنتي
فتحت وعد عينيها في صدمة وقالت : لا مش ممكن...... هي اه مش بطيقني بس مش للدرجة ديه
زين : أنا بردة مصدقتش لما يامن قالي ولا صدقت كمان لما عرفت منه إن هي اللي خلت جاسر يقرب منك عشان يبعدك عني وعشان جاسر يضمن إنه يبقي ليه نصيب في شركة جدي
ثم اقترب منها وأمسك يدها بين يديه ونظر في عينيها بصدق وقال : وعد أرجوكي صدقيني..... أنا عمري ما خنتك ولا عمري هخونك ولا هلمس واحدة غيرك ولا عايز واحدة غيرك في حياتي..... أنا بحبك يا وعد وإنتي عارفة كدة كويس
وعد : عارفة يا زين..... بس إنت مش قادر تنسى اللي عملته معاك في الأول
زين : بعد ما حسيت إنك ممكن تضيعي مني تاني نسيت كل حاجة حصلتلي في حياتي كلها ومبقتش أفكر غير إنك تبقى معايا وليا أنا بس ومش عايزك تبعدي تاني ولا أعيش من غيرك...... أنا أسف على اللي عملته وقولتله ساعة موضوع جاسر وأوعدك عمري ما هجرحك بكلمة تاني
بكت وعد وقالت : أنا اللي أسفة عشان مقولتش الحقيقة..... مهما كان خوفي من اللي هيحصل كان لازم أقولك وكان لازم أبقى صريحة معاك..... بس أنا معرفتش أقول حاجة زي كدة أبداََ ليك..... بس خلاص بعد كده هقول كل حاجة
قبل زين يدها وقال : متخافيش من أي حاجة طول ما أنا جنبك وطالما معملتيش حاجة غلط قولي ومتخافيش
أماءت له وعد وهي تنظر في عينيه في حزن فقال زين : وحشتيني أوي أوي
وعد : وإنت كمان...... بس إسمع بقى أنا لو شفتك واقف تاني وعامل فيها عريس ومعلق واحدة تانية في دراعك أنا مش مسئولة عن اللي هيحصل..... المرة الجاية هقتلك
زين : يلهوي لا وعلى إيه الطيب أحسن..... على العموم لو حبيت أعملها تاني مش هعملها في القصر بقى
قامت وعد بضربه في كتفه وضحك زين وقال : بهزر والله
وعد : دمك تقيل
وقعت عين زين على مريم التي تقف أمام غرفة العمليات في قلق فتعجب من هذا وقال : هي واقفة قلقانة كدة ليه؟!!!
وعد في تعجب : معرفش..... وكمان حصل حاجة غريبة......لما جاسر أضرب ووقع في الأرض بص عليها وهي جاية بتجري عليه وضحكلها وبعدين غمض عينه
عقد زين حاجبيه وقال : إيه يعني حب من أول نظرة
وعد : مش عارفة..... على العموم لما يخرج جاسر بالسلامة هنفهم
زين : متقلقيش الدكتور قالي إن الرصاصة في كتفه يعني سليمة وهيقوم منها إن شاء الله
بعد قليل خرج الطبيب وطمئنهم على جاسر ونقل إلى غرفة بالمشفى وأخبرهم بأنه سوف يستيقظ بالصباح ولا داعي ليمكثو بالمشفى.... أطمئنو عليه ورآه زين وهو نائم وشعر بالراحة أن حالته مستقرة وفقط يحتاج إلى بعض الوقت ليتعافى وخرجو من الغرفة جميعاََ وقالت مريم : أنا لازم أروح..... بابا قلقان عليا وعمال يتصل بيا والوقت إتأخر أوي
زين : بصراحة أنا مش عارف أشكرك إزاى على اللي إنتي عملتيه لحد دلوقتي ووقفتك معانا وخوفك على وعد.... لو تسمحيلي أوصلك بس
نظرت مريم إلى وعد وأمسكت يدها وقالت : العفو على إيه ده أنا مبسوطة أوي إنها رجعت بالسلامة..... ومبسوطة إنكم إتصالحتو
نظر زين ووعد إلى بعضهما في سعادة ثم تحركو جميعاََ إلى السيارة وقام زين بالإتصال بيامن الذي يقود سيارته خلف سيارة نصار وطمئنه زين بأن جاسر حالته مستقرة وأنه عائد إلى الشاليه الآن وأخبر يامن هذا الخبر إلى نصار وشهد التى تجلس بجواره تدعو الله أن يعود أخاها سالماََ إليها.... عاد زين ووعد إلى الشاليه بعد أن أوصل مريم إلى منزلها وأخذت وعد أغراضها..... بدلو ثيابهما ثم قامت وعد بإعداد الطعام لهما وبعد أن تناولاه ذهبا إلى غرفة النوم وضم زين وعد إلى صدره وأغلق عينيه في سعادة وإطمئنان وهو يحمد الله على عودتها له سالمة ثم أغمض كلاََ منهما عينيه في سعادة وناما
في الصباح إستيقظ زين على أصوات طرق الباب فنهض من الفراش وذهب مسرعاََ ليفتح ووجد نصار وباقي العائلة قد وصلو وما أن رأت سناء زين أمسكت يده في بكاء وقالت : وديني لجاسر يا زين أبوس أيدك
زين : حاضر يا خالتو..... هغير بس هدومي ونروح سوا...... متقلقيش والله هو كويس وهيرجع بالسلامة إن شاء الله
خرجت وعد ونظرو جميعاََ إليها وركضت إلى جدها نصار الذي قام بإحتضانها وهو يبكي وقال : كدة يا وعد تغيبي كدة وتبعدي عني من غير ما تكلميني؟
وعد : حقك عليا يا جدي...... مكنتش عارفة إيه اللي بيحصل
غادة : مهما يحصل إوعى تسيبي بيتك أبداََ.... هو يمشي لكن إنتي لا
تعجب زين وقال : يا سلااام..... أنا أمشي مش مهم يعني..... خلاص هي أهم مني دلوقتي يا ماما؟ ...... ماشي يا ست الكل
نصار : يلا غير هدومك يا زين خلينا نروح المستشفى
ذهب زين ولحقت به وعد بعد أن إحتضنت غادة وشهد وبدلا ثيابهما وذهبو جميعاََ إلى المشفى...... كانت مريم تجلس أمام جاسر الذي مازال نائم ولم يستيقظ بعد وتنظر إليه وكأنها ترسم ملامحه بعقلها وبعد قليل فتح جاسر عينيه ووجدها تجلس أمامه وتبتسم إليه إبتسامة بريئة وقالت : حمد الله على السلامة
حاول جاسر أن يعتدل في جلسته ولكن أوقفته مريم بعد أن تألم قليلاََ وقالت : لا لا..... متتحركش كده لسة جرحك جديد
أسند جاسر رأسه على الوسادة في ألم ثم نظر إليها وقال : وعد كويسة؟
مريم : اه....وزين جيه إمبارح وخدها علي الشاليه بعد ما أطمئنو عليك وعرفو إن حالتك كويسة الحمد الله
نظر لها جاسر في تعجب وقال : وإنتي مروحتيش ليه زيهم؟..... مقدرتيش تيسبيني صح؟..... أنا عارف مش هتقدرى تقاومي جمالي وأنا نايم
قالت مريم في سخرية : جمالك؟!!!!.... تصدق فعلاََ زي ما قلت الشكل مش كل حاجة..... وإنت نايم كنت برئ وكنت صعبان عليا لكن لما صحيت وإتكلمت إفتكرت غلاستك ورخامتك ودلوقتي عايزة أضرب نفسي ميت جزمة عشان جيت أطمن عليك...... على العموم إنت فهمت غلط أنا روحت وجيت من شوية
جاسر : يخرب بيت طولة لسانك يا شيخة..... يا بت إنتي مش شايفة فرق السن بينا ما تحترمي نفسك شوية
مريم : ما هو الإحترام مش بالسن للأسف ياما ناس كبيرة عقلها زي العيل الصغير زيك كدة يعني
جاسر : والله لو ما اتلميتي لهقوم أضربك..... أنا عقلي عقل عيال؟!!!
مريم : اه..... بدل ما تشكرني إني جيت أطمن عليك...... بس أنا غلطانة وهمشي
جاسر في تسرع : لا إستني بس..... أنا..... أنا عايز أسألك على حاجة؟!!!
مريم : خير
قطع حديثهما دخول العائلة واقتربت شهد وسناء وقامتا بإحتضان جاسر وهما يبكيان فقال جاسر : بس بتعيطو ليه؟!!! أنا كويس والله مفيش حاجة
نصار : الحمد لله يا إبني إنك بخير..... ربنا يرجعك بيتك بالسلامة يارب
زين وهو يبتسم له : طبعاََ بيته مستنيه عشان نرجع نعيش تحت سقف واحد زي زمان ونعمل الخطوبة بقى اللى مش عايزة تتم ديه
نظر جاسر إلى شهد وقال لها في سعادة : هتم يا حبيبتي وهتبقي أحلى عروسة
نظرت مريم إليه في حزن وظنت أن شهد خطيبته فنكثت رأسها أرضاََ ولاحظت وعد وجودها فذهبت إليها وضمتها بيدها ثم نظرت إلى جاسر وقالت : أنا مش عارفة أشكرك إزاى يا جاسر؟..... لولاك كان زماني ميتة
جاسر : متقوليش كدة يا وعد...... الحمد لله إنك بخير وجت سليمة الحمد لله
يامن : والله بما إننا كلنا موجودين والجو حلو أوي ما تيجو نعمل الخطوبة هنا
ضحك زين وقال : المستعجل على طول
يامن : يا عم مستعجل إيه بس؟!!! ده أنا كنت عايزها دخلة مش خطوبة
جاسر : كمان..... طيب على إيه خدها واطلعو على المأذون وروحو عادي
يامن : طيب ما فكرة حلوة..... يلا يا شهد
نظرت له شهد وهي تضحك وسط دموعها وقالت : مفيش أي حاجة هتم غير لما جاسر يقوم بالسلامة
نظر جاسر إلى شهد وابتسم لها ووقعت عينيه على مريم التي إبتسمت في سعادة عندما تأكدت أن من تضمه هكذا هي شهد أخته وشعر جاسر بأنه لا يستطيع أن يبعد عينيه عنها وهي تبتسم هكذا
وعد : ديه مريم يا جدي
نصار : أهلاََ يا بنتي..... شكراََ على وقفتك جنب وعد ومساعدتك لجاسر
مريم في خجل : على إيه يا نصار باشا وعد ديه بقت زي أختي وربنا يعلم حبيتها أد إيه
جاسر : يا سلام على البراءة..... لو نفضل نتكلم كدة على طول
نظرت مريم له في غضب وقالت : هو إنت لازم تعلق وخلاص وتحرق دمي
جاسر : اه...... عشان إنتي لسانك طويل أصلاََ وأنا عارف الوش ده إتخدعت فيه قبل كدة وبعدين لقيت وراه مبرد مش لسان
مريم : شايفة يا وعد..... كل أما أتكلم يفضل يقولي كلام يحرق دمي
وعد : ليه يا جاسر كدة؟.... ديه مريم طيبة والله أوي
مريم : قوليله
جاسر : أنا مشفتش طيبة بصراحة..... أنا شفت واحدة زي القمر وخطفت نظري كدة في ثانية وفجأة ضربت في وشي كلام زي الرصاص
إبتسمت مريم وهي تستمع إلى حديثه ثم شعرت بالضيق عندما أنهى ما يقول بهذه الطريقة فقالت : طيب أنا عموماََ عملت اللي عليا وجيت أطمن عليك بس واضح إني غلطت فا همشي
أمسكت شهد يدها وقالت : إستني بس...... متزعليش منه والله هو جاسر لما بيحب حد بيهزر معاه كدة...... بكرة تتعودي على هزاره
مريم : وأنا هتعود على هزاره ليه أنا ماشية وخلاص إنتو هترجعو القاهرة ومش هنشوف بعض تاني يعني
جاسر : مش أنا نويت أنقل إقامتي هنا.....
أصل قلبي دق لواحدة ساكنة قريب
إبتسمت شهد ووعد وقالت لها شهد : مش بقولك...... شكلنا هنعمل خطوبتين مش واحدة يا يامن
ضحكو جميعاََ وقال نصار : ربنا يزود أفراحنا يارب
تم التحقيق مع مجدي الذي إعترف بأن علي الراوي من حرضه وأيضاََ أدلي زين شهادته بأن علي إعترف له بأنه وراء حادث الخطف وأمر زين سعيدة بأن تخرج جومانا من القصر وتتركها دون قيود وأبلغتها أن زين قد طلقها بالفعل فعادت إلى منزل منصور ووجدت علي يجلس في البهو وهو يمسك الرسالة الأخيرة لوالدته أمسكت بها وقرأتها وصدمت مما رأت وأخذت تبكي على ما مرت به أمها طوال عمرها وشعرت بالندم على ما فعلت مع زين ووعد وقص لها علي ما حل بمنصور وبعد قليل إقتحمت الشرطة المنزل وأخذت علي إلى التحقيق واعترف بما فعل فأراد أن يدفع ثمن أخطائه وليبدأ حياة جديدة..... أما وعد فقد طلبت من المحامي تقديم طلب بعمل تحليل نسب لها مع منار كي تثبت ما فعلته سمر من تزوير وتنال عقابها الحقيقي على ما فعلت بها لتلحق بإخيها الذي زج بالسجن ليدفع ثمن ما أرتكبه من جرائم
بعد عدة أيام تعافي جاسر قليلاََ وذهب بالفعل لمقابلة مرسي وطلب الزواج من مريم ووافقت وبرغم السعادة التي كانا يشعران بها إلا أنهما مازالا يتشاجران معاََ دائماََ وسط ضحكات العائلة جميعاََ عليهما وقررا أن يقوما بعمل حفلة الخطبة لكل من يامن وشهد وجاسر ومريم في شرم الشيخ على شط البحر في حفل صغير ملئ بالحب وكانت سناء تقف تنظر إليهما وشعرت بأن السعادة حقاََ ليست في المال فنظرة الحب الصادقة بعيون أولادها والسعادة التي تظهر عليهما كانت كفيلة بأن تمحي ما كانت تفكر به من قبل وذلك بعد أن شعرت بأن جاسر كاد أن يتركها ويذهب والخطر كان يحيط به أيقنت أن المال لا يشتري السعادة وإنما الرضا هو السلام النفسي للروح
في حفل الخطبة وقد تزينتا العروستان بثوب بسيط أنيق ورقصو جميعاََ على نغمات هادئة واقترب زين من وعد وأمسك يدها وجذبها إليه لتتمايل بين يديه في عشق وهو ينظر إليها ويقول : مش مسموحلك بعد كدة تبعدي عني تاني
وعد : ولا قلبي هيسمحلي أبعد عنك تاني
زين : دوختيني وتعبتيني
وعد : أستاهل يتعب عشاني على فكرة
إبتسمت زين وقال : من حقك تدلعي والله..... هو فيه زيك في الدنيا...... ده إنتي اللي خطفتي قلبي وعقلي من أول نظرة وبقيتي وعدي أنا
تعالا صوت ضحكات وعد فقال زين : ياااااوعداااي
قد يأتي عوض الله بعد شقاء الإنتظار وإذا طال الأمد فدائماََ تذكر إن بعد العسر يسرا
تمت بحمد الله
وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك