
رواية جمعتنا الذكريات الفصل التاسع عشر 19 بقلم حنين شريف
قاسم راح ناحيه درج مكتبه وطلع ورقه واداها لسليم وقال بأنفعال:
شوف ..شوف شهاده الميلاد بتاعتي مكتوب الاب سعد الهادي والام عبير فايز الهادي ، الحقيقه الي سعد مخبيه عليك وعليكم كلكم ، سعد ما اتجوزش ساره ، ساره ماتت قبل ما يتجوزوا وكل حاجه قالها كانت مجرد خيال في خيال!!....
سليم بعدم إستعاب:
لا..الي حصل هو ان سعد سجلك بأسم عبير علشان مش عايز يعرفك موضوع ساره...لكن..
قاطع كلامه قاسم بأنفعال:
افهم بقي!....سعد كل ده بيضحك عليك، مفيش اي حاجه من الي قالها صح ، كله كدب في كدب..ولو مش مصدقني تقدر تروح لسعد وتواجهه ، شوف بقي هيقولك ايه.....
سليم مشي من بيت قاسم بذهول ، مش عارف يصدق مين ، يصدق ابوه ولا يصدق جده الي قعد كل عمره يسمعله ويسمع لحكاياته هو وساره
فلاش بااااااااااااك
سليم كان قاعد جمب سعد قدام النيل
سليم بتسأل:
صحيح يا سعد ، انا شوفت شهاده ميلاد بابا ولقيت اسم الام هو عبير فايز الهادي ، هو مش المفروض ان يبقي باسم ساره ؟..
سعد وقد ظهر عليه بعض التوتر
اه..ما هو..انا قولت انه اسجل قاسم بأسمها علشان قاسم ميعرفش بموت والدته ، ده اكيد كان هيأثر عليه ، وانا كنت فاكر ان عبير هتبقاله ام ، مكنتش متوقع ان عبير تطلع بالشر ده..
سليم بضيق
انا مش عارف انت ازاي اتجوزت عبير دي ...
سعد
كانت حيه ، حيه وانا السبب في دخولها....
بااااااااااااك
سليم لم يكن مقتنع كثيرا بحديث سعد
سليم لنفسه:
يعني ايه ، كده في احتمالي يكون سعد كداب او عبير هي الي بتكدب ، بس ممكن اعرف الحقيقه منين ، مش قادر اروح لسعد واواجهه ، مش قادر اصدق انه ممكن يكون سعد كداب ، بس في نفس الوقت ..هعرف منين الحقيقه ، ياااه..عمري ما تخيلت اني ممكن اتحط في موقف زي ده ، يا اما جدي الي بيكدب يا اما ابويا.
_______________
محمد بنفس الحنيه
قوليلي يا حبيبتي لو انت مش مرتاحه نفضها سيره من دلوقتي
ايه فجاه ارتمت بحضن والدها وبكت
محمد بقلق علي بنته
مالك يا حبيبتي ، مالك بس ...
جلس يمسح علي شعرها ابنته حتي تهدأ
بعد فتره
ايه بعدت عن والدها ، محمد بقلق
مالك يا حبيبتي ايه الي حصل؟...
ايه وهي بتمسح دموعها
مفيش انا بس تعبانه شويه...
محمد بنفي
ايه قوليلي ايه الي حصل ، عز ضايقك في حاجه؟..
ايه بدموع
لا يا بابا ، المشكله مش ف عز.. المشكله فيا انا ..
محمد
ايه انت مش موافقه...؟
ايه هزت راسها بنفي ، محمد قال:
طيب لو انت مش عايزاه ليه مقولتيش من الاول ، ليه مرفضيش
ايه بدموع
علشان كنت فاكره اني كده هقدر انسي كل حاجه ، انا غلطت ، و
بعترف بغلطي ، بس صدقني ده مش بأيدي
محمد بجديه
والعمل بقي ، الخطوبه مبقلهاش يومين ..
ايه مسحت دموعها
خلاص يا بابا ..انا كويسه
محمد اتنهد بحزن علي حال ابنته
____________
عند سعد كان جالس مع كريم في احد الكافيهات القريبه من النيل
كريم
بس انت غريب والله يا سعد..
سعد ارتش رشفه من الشاي
ليه بس...
كريم
يعني مش قادر اصدق ان في بني ادم ممكن يفضل متمسك بحد للدرجه دي ، ده انت حتي لما اتجوزت منسيتش ساره ، ده انت فضلت تكتب عنها ، ازاي في حد ممكن يعمل كده...
سعد ابتسم وقال:
انا وساره في حجات كتيره اوي بينا مستحيل تتنسي ، مهما العمر يعدي هفضل فاكرها ، الانسان لما يحب اوي مبيعرفش ينسي ، وانا حبيت ساره من كل قلبي وعلشان كده مستحيل انساها ، قلبي وعقلي اختاره ساره..مابالك بقي لما القلب والعقل يختاره شخص"وما اعظم الحب عندما يتفق عليه العقل والقلب"
كريم ابتسم
والله لسه زي ما انت يا سعد
سعد ابتسم وقال:
بس اهم حاجه انك بتتكلم وانت بذات نفسك معرفتش تنسي فريده...
كريم ملامحه اتحولت الي الغضب وقال:
سعد بلاش تجيب السيره دي...
سعد ابتسم بأستفزاز
يعني انت تجيب سيره حبيبتي عادي بس مش عايز اجيب سيرتها..
كريم ببعض من الغضب
انت عارف ان فيه فرق كبير اوي بينا ، انت حبيت ساره بجد وهي حبيتك اوي وعيشته مع بعض اجمل ايام ،( ظهرت علي ملامح سعد بعض من الحزن ، كريم تابع) بس انا حبيت واتضح اني كنت مغفل لما حبيت واحده زي دي ..
تابع كريم
اقولك احسن..خلينا نقفل علي السيره دي
ساد الصمت بينهم ، قاطع الصمت ده ضحك كريم ، سعد بص لكريم بأستغراب
انت كويس يا كريم، بتضحك لوحدك...؟..
كريم وقف ضحك وقال:
افتكرت اول تعمل بينا...
سعد ضحك هو الاخر علي ذكرياتهم
فلاش بااااااااااااك
سعد
هي فين دلوقتي ؟...
كريم ابتسم بكسره
مع جوزها....
سعد بذهول
نعم؟!...
ازاي يعني
كريم قال بنرفزه وكانه فاق وحس هو بيقول ايه
انت هتصاحبني ولا ايه..!..، بقولك ايه انت حتي هنا تشوف الكلمتين الي انا كاتبهم وتمشي ، مش جاي تتعرف علي حياتي..
سعد اتصدم من تحول كريم المفاجئ ، كريم راح يجيب ورقه وقال لسعد
اقرأ دي ، دي مجموعه حجات انا كاتبها ، اقرأ كده ....
سعد فتح الورقه وكان مكتوب فيه"اتعلم ما هو اجمل شعور...واحسنهم...عندما تتحدث مع شخص بدون توقف....وهو لايفعل اي شئ سوي الاستماع اليك باهتمام...لا يتفوه بشئ...يستمع اليك فقط....بأهتمام ...وانت تقول كل شئ بداخلك......لا تخاف ..ولا تفكر في الذي تقوله..فقط تخرج كل الذي في قلبك..."
(هذا هو ما نريده... احيانا كثيره نكون لسنا بحاجه للنصائح...فقط بحاجه الي البوح بكل شئ بداخلنا....♥️♥️)
"اتذكر اليوم الذي رايتها فيه ، اتذكره وكانه البارحه، اتذكر كل تفصيل فيه ... اتذكر ردائها ، اتذكر شعرها المبعثر ، لاذكر صوت بكائها ، اتذكر عيونها الممزوجه بدموع ، كانت تلمع ..تلمع مثل نجمه في السماء وسط الظلام الداكن ، رايتها وياليتي لم اراها ، ياليتيني لم اتأمل في بحور عينيها ، ياليتيني لم اتعلم مساعده المحتاج ، ياليتيني لم ألقاها في ذلك اليوم ، ياليتني لم اسمح لقلبي بالنبض ، ياليتيني ويا الف ياليتني ..لكن وماذا يفيد الندم وها انا ذا لازلت اتنفس باسمها..."
"لا تلم الاخرين بأنهم لا يستمعون اليك ، بل لم نفسك لانك من قررت ان تحيط نفسك بالفاشلين"
قرأ سعد كتابات كريم وقال بتكبر مزيف
يعني مش وحش...
كريم رفع حاجبه بسخريه
ده الي هو بجد..
سعد روح بيته بعد ما قرر انه يشارك كريم في كتاب ، راح غرفته
سعد استرخي علي السرير بتعب ، لكنه قال لنفسه :
كريم ده غريب جدا ، زي ما يكون عنده كذه شخصيه في بعض ، كتاباته غريبه ، شويه يتكلم عن احساسه بالوحده وعدم الاهتمام وشويه تانيه يتكلم عن حبه ، شويه يرجع لطبيعته المغروره والمتكبره ، حقيقي كريم ده اغرب انسان شوفته....