
بقلم شيماء ماهر
في شركة نصار جروب، كان التوتر لا يزال يملأ الأجواء بعد المشادة الكلامية بين آسر وجميلة. نظرات الدهشة ما زالت مرتسمة على وجوه الموظفين، بينما وقفت جميلة تحاول استيعاب الحقيقة… الرجل الذي اصطدمت به وأهانته هو صاحب الشركة نفسه!
لكن بدلًا من التراجع، رفعت رأسها بتحدٍّ، وضمت الملفات إلى صدرها ثم استدارت دون أن تنطق بكلمة، متجهة إلى مكتبها.
مالك بابتسامة جانبية: "يومك بدأ بنار يا صاحبي!"
آسر بحدة: "اسكت يا مالك، مش ناقص غلاستك!" ثم أضاف بنبرة ساخرة وهو ينظر إلى باب مكتب جميلة المغلق: "البنت دي مش هتكمل يوم هنا!"
لكن هل كانت جميلة تفكر في الاستسلام؟ بالطبع لا!
---
في مكتب جميلة
دخلت جميلة إلى مكتبها وهي تحاول تهدئة أنفاسها. وضعت الأوراق على المكتب وجلست، لكنها لم تستطع منع نفسها من التوتر. كيف ستتعامل مع هذا الرجل المتعجرف يوميًا؟
لم تمضِ سوى لحظات حتى فُتح الباب بعنف، لتجد أمامها رجلًا أنيقًا يحمل بعض الملفات.
أحمد، مسؤول الموارد البشرية، قال بابتسامة: "آسف على اللي حصل، آسر بيه شخصيته قوية شوية، بس لو التزمتي بالشغل، كل حاجة هتمشي كويس."
جميلة بتنهيدة: "أنا مش خايفة منه، بس طريقته مستفزة جدًا!"
أحمد ضاحكًا: "ما تقلقيش، مش أول مرة حد يقول كده!" ثم مد يده بالملفات: "دي شغلك الأول، مطلوب منك ترتبيها وتجهزي تقرير عن أهم الصفقات الحالية."
جميلة بحماس: "تمام، هبدأ فورًا!"
---
في مكتب آسر
كان آسر يجلس على مكتبه، يحاول التركيز في عمله لكنه لم يستطع نسيان جرأة جميلة. قليلون هم من يتحدثون معه بهذه الطريقة، وهي بالتأكيد لم تكن تعرف مع من تتعامل!
رنّ الهاتف الداخلي، فرفع السماعة.
مالك بمرح: "شكلك لسه بتفكر فيها، مش كده؟"
آسر ببرود: "في إيه يا مالك؟"
مالك: "ولا حاجة، بس شكلك لقيت اللي يوقفك عند حدك!"
أغلق آسر الهاتف دون رد، ثم ضغط على الزر الداخلي ليطلب جميلة.
---
في مكتب جميلة
سمعت صوت الهاتف الداخلي، فردّت بسرعة.
آسر ببرود: "ادخلي حالًا."
زفرت جميلة بضيق قبل أن تنهض وتتجه إلى مكتبه.
دخلت بثبات، قائلة: "نعم؟"
نظر إليها آسر بحدة: "أولًا، لما أدخلك مكتبي، تردي باحترام وتنتظري لما أسمح لك بالكلام. مفهوم؟"
رفعت حاجبها بتحدٍّ: "وأنا مش متعودة حد يكلمني بالأوامر."
اتسعت عيناه قليلًا من جرأتها، لكنه أخفى دهشته سريعًا.
آسر بلهجة صارمة: "أنا مش هسمح بأي تصرف غير احترافي هنا. لو مش قادرة تشتغلي في جو محترف، الباب مفتوح!"
جميلة بثقة: "أنا هنا للشغل، مش للمشاكل، لكني مش هقبل حد يعاملني كأني أقل منه!"
ساد صمت مشحون بينهما، قبل أن يمد آسر يده بملف: "ده تقرير لازم يكون جاهز خلال ساعتين."
أخذته جميلة دون أن تنطق بحرف، ثم استدارت وخرجت.
راقبها آسر بابتسامة خفيفة لم يستطع منعها… يبدو أن الأيام القادمة ستكون مثيرة!
---
في اليوم التالي – دعوة غير متوقعة
بينما كانت جميلة تعمل في مكتبها، فُتح الباب ليظهر مالك نصار، يحمل مغلفًا أنيقًا.
مالك بابتسامة: "مفاجأة صغيرة ليكي."
جميلة بتوجس: "إيه ده؟"
مدّ لها المغلف، فأخذته وفتحته ببطء، لتجد دعوة لحفلة رجال الأعمال!
نظرت إلى مالك بريبة: "إنت بتلعب لعبة ولا إيه؟"
مالك ضاحكًا: "اعتبريها ترحيبًا بيكي في الشركة… وآسر نفسه وافق على إنك تحضري!"
تجمدت في مكانها… هل هذا يعني أن آسر وافق فعلًا، أم أن هناك سرًا وراء هذه الدعوة؟
لكن ما لم تكن تعلمه، هو أن تلك الحفلة… ستكون بداية مرحلة جديدة تمامًا في حياتها!
يتبع…