رواية بين الحرب والحب الفصل السابع عشر 17 بقلم شيماء ماهر


بين الحرب والحب البارت السابع عشر الأخير



"حين تنتهي الحرب… يبدأ الحب."


فيلا آسر – بعد أسبوع

البيت مختلف. الهدوء مريح، والدفء واضح في كل ركن، جميلة تقف في المطبخ تحاول أن تتعلم أول وصفه بسيطة، ريحة خفيفة خارجة من الإبريق، بينما آسر يدخل من الباب بابتسامة.

آسر (بضحك):
"واضح إن في جريمة بتحصل هنا… ريحة الشاي محروقة؟"

جميلة (بضحكة مرتبكة):
"كنت بحاول أعمله بطريقتك… بس شكلي حرقت المية قبل ما تغلي."

آسر (يقترب منها وياخد الكوب):
"وإيه يعني؟ أنا هشربه حتى لو مرّ… أهم حاجة إنك جربتي."

يبتسمان، وقلوبهم الآن لا تخشي الماضي.. 

---

منزل مالك – نفس اليوم

أسيل تقف أمام المرآه، ترتب شالها. إيدها بترتعش شوية قبل أول زيارة رسمية لبيت ليلى بعد الجواز. مالك بيقف وراها.

مالك (بحنان):
"إنتي مش رايحة معركة… إنتي رايحة لأمي، ومفيش حد هيقدر يكرهك."

أسيل (بصوت واطي):
"بس هي مش بتحبني، مالك… وأنا مش عايزة أكون سبب في بعدكم."

مالك:
"انتي سبب في إني لقيت نفسي… والباقي هيجي مع الوقت."

---

منزل جلال وليلى – بعد ساعة

أسيل وصلت، وليلى بنفسها فتحت الباب. لحظة صمت، نظرات متبادلة.

ليلى (ببرود مهذب):
"اتفضلي، يا أسيل."

أسيل (بهدوء واضح):
"أنا مش جاية آخد ابنك… أنا جاية أكون جزء من عيلتكم، لو قبلتيني."

ليلى سكتت، وبعدين نظرت ليها نظرة طويلة، قبل ما ترد بصوت خافت:

ليلى:
"أنا مش هكدب… لسه قلبي مش مفتوحلك، بس شجاعتك خلتيني أحترمك. ودي بداية مش بطالة."

نظرة خفيفة، بداية قبول… وأمل جديد.

---

فيلا آسر – مساء

آسر وجميلة قاعدين على الشرفة، الغروب بيغرق السماء بلون برتقالي حالم.

جميلة (بصوت رائق):
"عمري ما كنت أتخيل إن السلام ده هييجي بعد كل العواصف دي."

آسر:
"وإحنا لسه في أول الطريق… بس المرة دي، الطريق لينا إحنا."

---

قاعة المحكمة

يزن، فؤاد العشماوي وسمية واقفين في قفص الاتهام. وجوههم شاحبة، نظراتهم مكسورة.

القاضي (بصوت حاسم):
"الحكم: السجن المؤبد لكل المتورطين بتهمة الاتجار بالمخدرات، والخطف، وغسيل الأموال."

العدالة اتنفذت. الماضي اتقفل… أخيرًا.

---

شقة سارة وسلمى – بعد سفرهم

البيت ساكت، لكن الجو تقيل. سارة قاعدة على الكنبة، عنيها على صورة قديمة ليهم مع سمية. سلمى واقفة قدام الشباك، ساكتة.

سارة (بهمس):
"إحنا كنا بنكرَهها… بنكره جميلة، وهي كانت بتستحمل."

سلمى (بهدوء):
"أكتر حاجة بتوجعني… إننا كنا شبه أمنا من غير ما نحس. كذب، وغل، ونظرة فوقية."

سارة (دمعة تنزل):
"كنت بقول إنها بتتمسكن… وهي كانت بتقاوم تنهار."

سلمى:
"جميلة انتصرت علينا كلنا… مش بس بالحب، انتصرت لأنها ما اتغيرتش رغم قسوتنا."

سارة:
"هنرجع لها؟"

سلمى:
"لأ… دي قصة لازم نقفلها باحترام. ومش كل غلط نقدر نصلّحه… بس نقدر ما نكرّروش."

---

ليلة هادية – بعد أيام

آسر وجميلة قاعدين في الصالة، والموسيقى ناعمة في الخلفية. آسر حط راسه على كتفها.

آسر:
"حاسس إني تعبت… لكن التعب ده طعمه مختلف."

جميلة (بتضحك بخفة):
"زي التعب بعد الجري؟ لما توصل، بس قلبك لسه بيدق جامد."

آسر:
"بالظبط… وصلت، بس لسه مش مصدق إنك جنبي."

جميلة:
"أنا هنا… وهفضل."

يمد إيده، يمسك إيدها، وينظرلها بحب حقيقي. 

آسر:
"أنا ممكن أعيش العمر كله في اللحظة دي… ومش أندم."

---

لقطات النهاية

جميلة وآسر بيزرعوا أول شجرة في حديقة بيتهم.

مالك وأسيل في نزهة مع ليلى وجلال، وليلى بتضحك ضحكة خفيفة لأول مرة.

فيديو صغير من موبايل آسر، بيصوّر جميلة وهي بتقول:
"دي مش نهاية حكايتنا… دي بس البداية."

البيت اللي كان شاهد على الدموع، أصبح مليء ضحك هادي، موسيقى ناعمة، وصوت خطوات جميلة وهي تسير في الحديقة…
وفي إيدها فنجان قهوة، وبطنها الصغيرة بدأت تظهر.

آسر يأتي من وراها، يقف بجنبها، وينظرلها بعين كلها امتنان.

آسر (بهدوء):
"كل مرة ببصلك… بحس إن ربنا نجّاني من الدنيا علشان أوصلك."

جميلة (بنظرة دافية):
"وكل مرة بصحى، بحمد ربنا إنه خلاك تكون أماني بعد خوف، وحبي بعد جرح."

آسر يقرب منها أكتر، يحط إيده على بطنها:

آسر:
"تفتكري هي بنت ولا ولد؟"

جميلة (بضحكة ناعمة):
"أياً كان… أهم حاجة يطلع شبهك في الطيبة، ومش شبهي في العند."
---
يظهر البحر في الخلفية، آسر ومالك جنب جميلة، وأسيل بتضحك وهي بتصوّرهم.

صوت جميلة (من بعيد كراوي للقصه):
"الحرب أخدت مننا كتير… بس الحب، رجّعنا لنفسنا.
اللي بيحب من قلبه، دايمًا بينتصر.
واللي بيحارب على النور… عمره ما يخاف من العتمة."


                    تمت بحمد الله 

 

وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 



وايضا زورو صفحتنا سما للروايات 


 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك





تعليقات