قصة الثعبان البارت السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27 بقلم فريدة الحلواني


قصة الثعبان

البارت السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27

بقلم فريدة الحلواني


اصعب مواجهه هي التي تكون مع من نحب ...من يهمنا أمره...من نخاف علي غضبه منا


و تلك المواجهه كانت تشغل بال نور ...كيف ستواجه خالتها بخبر زواجها ...كيف ستبرر لها الامر ...هي كل ما تملكه فالدنيا ...ضحت بحياتها كي تربيها و تهتم بها ...كانت علي قدر الامانه التي حملتها منذ ان توفت اختها ....لا تريد أن تحزنها ...بل لا تقوي علي خصامها


بعد العناق الحار بين الثلاثه و عبارات الاشتياق المحمله بالدموع ...و بعد ان اطمأن الجميع علي بعضهم البعض 


نظرت الاء بشك لربيبتها التي تحفظها عن ظهر قلب ...من ملامحها علمت انها تخفي عنها شيءً ليس بهين ...


نظرت لها نظره تحزرها من الكذب ثم قالت : هاااا ...انا سمعاكي 


فركت نور يدها بخوف ثم قالت بتلجلج : اااا...في ايه يا خالتو 


تدخلت هبه فالحديث و هي تنظر لالاء بتوسل الا تقسو عليها ثم قالت : اصبري شويه يا لولو ...كلنا مرهقين و أعصابنا تعبانه مالي حصل 


لم تهتم الاء لكل هذا و قالت بحسم تحت نظرات رامي المغتاظه من قوتها : نووور ...ايه الي مخبياه و مخليكي مش قادره تحطي عينك في عيني ...نظرت لها بشك ثم اكملت : و ايه الي رجعنا القصر تاني ...مش كل حاجه انتهت علي ما اظن 


اغمضت عيناها قهرا ثم شجعت حالها علي التحدث بعد ان سحبت نفسا عميقا كي تهدأ 


تطلعت لها بتوسل ان تفهم ما مرت به ثم قالت : هحكيلك يا خالتو ...بس ارجوكي تفهميني و متزعليش مني ...انا مليش غيرك 


تنهدت بهم ثم قصت عليها كل ما حدث معها منذ ان خرجت من باب القصر الي ان دلفت منه الان 


كانت تحكي بدموع حارقه تنم عن كم الوجع و الاشتياق و العشق الذي تحمله لهذا الغائب 


و الاء...رغم ألم قلبها علي صغيرتها و ما عانته ...الا ان غضبها كان ظاهرا عليها بوضوح رغم عدم مقاطعتها لها إلا حينما قالت : اتجوزت 


انتفضت وقتها و سالت بعدم تصديق : اتجوزتي ...من ورايا 


توسلتها الاخري ان تستمع لها حتي النهايه...و ما كان منها الا ان تشفق علي شهقاتها المرتفعه و تصمت الي ان تنتهي 


و حينما انتهت بالفعل انتفضت الاء من مجلسها و قالت بغضب حقيقي: انتي اكيييد اتجننتي ....اتجوزتي مين هااااا ....مش هلومك انك اتجوزتي من ورايا و حرمتيني من اليوم الي كنت بحلم بيه 


ازاااي ...ده واحد قتال قتله ...كان جاي اصلا عشان يقتلك ...و قبل ما تدافعي عنه ...انا محترمه و مقدره كل الي عمله عشانك ....بس مينفعش ....ليييه تربطي نفسك بواحد زي ده ...حتي مش عارف مصيره ايه ....دانتي اتقدملك دكاتره و ناس من اكبر العائلات ...ليه ده يا نور ليه تخيبي املي فيكي ....ليه تخزليني 


هنا ...و لم تقوي علي التحمل اكثر من ذلك....انفجرت صارخه بحروف خرجت من اعماق قلبه المذبوح الما و خوفا عليه 


دافعت عنه بكل ما تحمله له من عشق تملك منها 


عشان حبيييييته....حبيته يا خالتو 


الاء : كلام فارغ ...محدش بيحب حد بالسرعه دي ...ده مجرد انبهار و هيروح و هتندمي 


نور : انا فعلا هندم...تطلع لها الجميع بصدمه خاصتا رامي الذي لم يحبز التدخل الي النهايه 


اكملت بحروف تقطر عشقا و تصميما علي البقاء معه: هندم علي كل لحظه عشتها من غيره ...هندم علي كل حاجه حلمت بيها زمان و مكنش هو جزء من حلمي 


انا حبيت عيسي يا خالتو ...لا عشقته ...من اول مره شوفته فيها ...حسيت انه بيسرقني من نفسي ...و كل يوم عدي عليا معاه اكدلي ان ده الراجل الي كنت بحلم بيه


بكت بقهر و هي تكمل و لكن امام عيناها يمر كل ما عاشته معه : واحد مريض ...و حماني من نفسه ...واحد قتال قتله زي ما بتقولي و حط روحه فدي حياتي من غير حتي ما يقولي بحبك و لا يعرف شعوري من ناحيته


حبيت راجل ...مقلش بحبك بالكلام و لا جاب لي ورد و دباديب ....راجل كان عامل جسمه درع ليا ....كان بيحميني بجسمه يا خالتو من الرصاص الي متصوب عليااااا


راجل بدل ما يقدم لي شبكه و مهر ....قدم حياته فاديا يا خالتو ...تفتكري هلاقي زيه ...تفتكري حتي لو قولت لنفسي لا يا نور ده مينفعكيش ....هقتنع ....طب باماره ايه هاااااا 


العقل و القلب و المنطق ملقوش حاجه تقول عليه مينفعش ....في عز ما كنا مطاردين و معرضين في اي لحظه للقتل ...انا كنت بنام في امان ....و في عز ما كانو بيجرو ورانا و فاتحين علينا نار جهنم ....برغم اني كنت بصوت بس من جوايا مكنتش خايفه 


عارفه اني حواليه حصن فولاز مفيش حاجه و لا قوه في الدنيا ممكن تخترقه....كنت ببقي خايفه عليه هو ....لاني واثقه ان الرصاص الي متوجه ليا ...هو هياخده مكاني 


قوليلي ...مين ميحبش راجل زي ده ...مين المجنونه الي ممكن تفكر لحظه فالي ينفع و الي مينفعش و هي معاها عيسي يا خالتو


عيسي الي برغم اني مراته علي سنه الله و رسوله ....ملمسنيش ....بس وعدني ببيت دافي و عيال كتير ....وعدني بالأمان برغم انه خايف ...بس انا وعدته انه هيكون احسن اب فالدنيا 


مسحت دموعها بقوه ثم اكملت بإصرار: انا عمري ما قولتلك لا علي حاجه ....و انتي عارفه انك اغلي حد عندي فالدنيا ....بس ارجوكي ...ابوس ايدك ...سيبيلي قلبي يا خالتو ...اوعي تحطيني فاختيار انا مقدرش عليه ....انا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك 


و هموووت لو بعدت عن عيسي ...ارجوكي ...تفهميني و حسي بيا...انا محتجالك يا خالتو ...محتجالك تقويني و تطمنيني ان حبيبي هيرجعلي ...انا خايفه و بردانه من غيره 


مش قادره اتنفس و هو بعيد عني ...خايفه و مرعوبه عليه ...نظرت لها بقهر ثم اكملت : لاني عارفه برغم كل الي عمله ده ...لسه الي جاي اصعب و انه كل خطوه هيخطيها هيكون كل الي شايفه و مصمم عليها....اماني انااااا ....مش هيفكر في نفسه و لا ايه الي ممكن يجراله....لاااااا 


كل الي شاغله و ناوي عليه حتي لو علي حساب حياته ...اني انا اعيش في امان مع كل الي بحبهم 


رغم بكائها علي صغيرتها و تأثرها بما قالته ...الا انها تحلت بالقوه كما اعتادت دائما ...اختطفتها في عناق كانت تعلم انها في اشد الحاجه اليه 


ضمتها باحتواء و قالت بمؤازره : انا معاكي يا حببتي ...بنتي الصغيره ام ضفاير كبرت و عشقت و جه الي خطفها مني 


هيرجع...انا واثقه انه هيرجعلك مش هيقدر يعيش من غيرك ...الي يعمل ده كله عشان حببته...هيعمل اكتر منه عشان يكمل حياته و حلمه معاها ....انا معاكي يا بنتي ...كلنا معاكي و معاه ....اطمني 


و حبيبها شعر بدموعها التي هبطت مثل جمرات النار فوق قلبه لتحرقه ...و تألمه ماذا لو كان معها الان ...لأول مره في حياته يشعر بالعجز ...و ما ادراك بهذا الإحساس القاتل 


شعر ان الجدران تطبق عليه ...لا يستطع التنفس ...حتي كاد ان ينتابه نوبه من نوبات مرضه التي استطاع التخلص منه بعد معاناه و إصرار علي التشافي 


بمجرد ان شعر ان نوبه الانفصام ستاتي له ...و سمع صوت يوسف يلومه...انتفض من مرقده و ظل يضرب راسه بالحائط بقوه و هو يقول بجنون و إصرار: مش هتظهر تااااني...مش هترجع ...مش هسمحلك ....انا عيسي انااااا عيسي 


دخل عليه عمر الذي كان أتيا له يحادثه حول جلسه المحاكمه التي تحدد موعدها 


و حينما رأه علي تلك الحاله ...اقترب منه سريعا و قام بتقييده من الخلف و هو يقول بوجل : عيسي فووووق ...مالك 


هنا ...عاد الي رشده و سكن جسده الذي كان يحاول التخلص من قيد عمر له ...و الذي بدوره تركه بعد شعوره باستكانته 


برقت عين عمر بعدما واجهه و راي الدم يسيل من جبهته ...وفى بهم و قال : ليه كده ...انا سايبك كويس امبارح ...مالك 


تنهد عيسي بهم ثم قال بعد أن سحب مجموعه من المحارم الورقيه و اخذ يمسح الدم المسال علي وجهه : مخنوووق ...حسيت ان الحيطان بتطبق عليا ...مش قادر اتنفس 


ربت عمر علي كتفه بمؤازره ثم قال : هانت يا عيسي ...انا كنت جاي اقولك ان المحاكمه اتحددت...و ان شاء الله الحكم من اول جلسه ....المستندات الي انت قدمتها و شهادتك غير القبض عليهم متلبسين...كل ده لف حبل المشنقة حوالين رقابتهم 


لم يهتم بكل ما سمعه ...بل نظر له بحزن و قال : هي عامله ايه ...و عملت الي وعدتني بيه


ابتسم بهدوء ثم قال : مش هقولك كويسه لانها هتجنن من قلقها عليك ....طلبت من عدنان كتير انه يكلمني عشان تيجي تذورك ....انهارده رجعت القصر هي و اهلها ....و انا ملغم المنطقه حراسه سريه ...مفيش دبانه هتدخل او تخرج من الكومباوند من غير ما تعدي علي رجالتي 


ده من ناحيه وعدي ليك ...اما رامي و مصطفي...رجعو القصر زي ما كان بس زودو إجراءات الامان فيه زي مانت طلبت منهم ....و حسن موجود برجالته هناك مع باقي الحراسه الي تبعك 


تنهد عيسي بارتياح قليلا ثم قال : كان نفسي اكلمها ....نفسي اسمع صوتها ...بس هانت ...هصبر لحد ما احس اني فعلا استاهلها....هصبر لحد ما تعيش في امان من غير ما يكون في اي حاجه تمسها 


و لو ليا عمر ...هعوضها عن كل ده ...بس يا رب تسامحني 


عمر : هتسامحك...انا متاكد ...لما تعرف كل الي عملته ده كان عشانها هي ...اكيد هتسامحك ...نظر له بقوه ثم اكمل : المهم ....انت جاهز 


اليوم ....يوم الفصل ...يوم الانتقام لكل روحٍ ازهقت علي يد هؤلاء الحقراء ...اليوم سيرقد كل من قتل علي يدهم بسلام بعد ان عاد حقهم ممن كانو السبب في إنهاء حياتهم 


كانت القاعه مليئه بالحضور ...منهم أهالي المتهمين و منهم اسطولا من المحامين الذي اتو للدفاع عن هؤلاء الحقراء دون ذره ضمير


و اهمهم كان عيسي ...ذلك العاشق الذي كان يجلس علي جمرا ملتهب ...يتلظي علي نار الاشتياق ...نوره أتيه الان كي تشهد معه و عليهم 


سيراها...سيستمد قوته منها كي يطهر حاله من جميع الاثام التي ارتكبها ...يبتهل الي المولي عز و جل الا تتأخر...فقد اشتاق لها حد ...الموت 


و نوره التي كان كان قلبها يسابق الرياح كي يصل اليه ...تنهدت بارتياح بمجرد وصولها الي المكان الذي سيجمعها مع من عشقته حتي الثماله 


رغم التفاف الكثير من الحرس حولها ...الا ان الرجوله كانت عنوان ...لبدر و عدنان و حسن الذين أنو لضمان حمايتها كما وعدو ذلك الجالس بالداخل


فقد صنعو حولها درعا حاميا من اي رصاصه غدر من الممكن ان تطالها 


و يصاحبها الاء و هبه اللتان حاوطهما رامي و مصطفي بحمايه غير معتمدين علي رجالهم رغم ثقتهم بهم 


و الآن....يفتح الباب ...و تبحث العيون عن ملجاها و ملازها الامن ...ينفصل العاشقان عن العالم بأسره...و قبل ان تتعانق الأجساد...تعانقت القلوب حتي اختلطت دمائها معا 


قبل ان يفكر في الهروله اليها ...و اختطافها في عناق يحطم فيه اضلعها...صاح رجلا بقوه ....محكمه 


اغمضت عيناها قهرا يماثل جنونه لعدم قدرته علي ما كان يتمني فعله. ....هدأ حاله واعدً قلبه ان موعد العناق قد اقترب و لن يقوي احدً علي فصله...اصبر قليلا 


بدأت المحاكمه التي هزت ارجاء الدوله بسبب تورط رجال أعمال و سياسه كبار في تلك الجرائم المشينه 


و بعد ان قام وكيل النيابة بقراءه دوافعه لاتهامهم ...و كان بيانه قوي يهز الأبدان....جاء الموعد مع عيسي 


الذي طلب منه القاضي ان يقسم علي كتاب الله بقول الحق 


و ما كان منه الا ان يضع يده فوق المصحف الشريف بيده مرتعشه و رهبه هزت دواخله ....ثم ينظر للقضاه و يقسم بالله علي قول الحق 


ثم ينظر لنوره بعشقا خالص و يكمل بقسم خرج من اعماق قلبه : اقسم بنور ربنا بعتهولي عشان ينور طريقي و قلبي ...هقول الحق ...مش عشان انا شاهد ملك فالقضية....و لا عشان ملفي المرضي بيحميني من المسائله القانونيه


لاااااا....عشان عايز اطهر نفسي يا نوري ....عايز استحقك...بقولك قدام الدنيا بحالها و مش خجلان....لو تمن عشقي ليكي ان اتعاقب معاهم ...انا موافق ....و هيكون قليل عليكي حتي لو كان الثمن حياتي 


ابعد عينه سريعا بعد اعترافه لها حتي لا يذهب إليها و يبتلع دموعها المنساله علي وجهها ....ثم بدأ يقص كل شيء يعرفه عنهم منذ ان تعرف علي احد رجال المافيا ....الي اللحظه التي اشترك فيها للقبض عليهم 


كل كلمه ...كل اعتراف ...يخرج منه علي قدر تألمه و ندمه علي ما فعله معهم ....علي قدر ما كان يشعر بطهاره روحه و تخلص قلبه من السواد و الظلمه التي كانت تحيط به 


و بعد ان انتهي وسط زهول الحاضرين من تلك الحقائق المشينه ...جاء دور نور في الشهاده 


تحركت للامام بجسد مرتعش ...وقفت في المكان المخصص للشهود..و بعد الادلاء بقسمها....قصت عليهم كل شيء منذ ان أمنها استاذها علي سره ....الي تلك اللحظه التي تقف فيها امامهم جسدا فقط ...اما قلبها و روحها مع ذاك الذي يناظرها بفخر ...و تشجيع 


ساعات و ساعات مرت عليهم داخل القاعه ما بين دفاع واهي و اتهامات قويه مثبته بالادله التي ليس فيها مجالا للشك 


و الآن كان وقت النطق بالحق ...


حكمت المحكمه حضوريا علي جميع المتهمين بالإعدام شنقا ....


صراخ و عويل من المتهمين و ذويهم ...و وعيد من جوزيف و من معه و التهديد ان بلادهم لم تتركهم 


و فرحه عمر و شماتته في ذلك الحقير هشام الذي كان ينكس راسه بمنتهي الذل 


و وسط كل تلك الجلبه ...كان هو ...يدفع كل من يقف في طريقه كي يصل اليها ...تلك التي لم تهتم لاول مره لخالتها و لا هبه و لا اي مخلوقً علي وجه الارض ...بل كانت تحاول الوصول اليه و كأنه في اخر الارض ليس فقط بضع أمتار تفصلها عنه


بمنتهي القوه ...بمنتهي العشق ...و بمنتهي الخوف و الاشتياق الذي عاني منهم في الفتره المنصرمة....حملها بعد ان لف زراعيه حولها ...و بدورها لفت خاصتها حول عنقه و صرخت دون الاهتمام بمن حولها : وحشتني ...كنت هموووت من رعبي عليك ...متبعدش تاني ....مش هسامحك لو بعدت ...


و حبيبها لا يقوي علي التفوه بحرف بعد ان اختنق صوته بسبب دموعه التي حبسها بشق الانفس كي لا تسيل امام الجميع 


كان المشهد حقا مهيب ...الجميع يقف حولهم دون ان يجرؤ احد علي قطع تلك اللحظه ...قدسيتها منعتهم من ذلك 


و لكن العاشق الحكيم قرر أن ينهيها سريعا بعد ان تأكد ان نوره لن تكف عن البكاء


ابعدها بحنو دون ان يفصل عناقه ...مسح دموعها بحنان ثم قال بنبره تقطر عشقا و تصميما علي البقاء: مبقاش في مكان للبكي يا نوري ...الي جاي فرح و بس ...يلا بينا 


كان سؤالا اكثر منه أمر...و بدورها هزت راسها سريعا علامه الموافقه 


بارك لهم الجميع بفرحه ...شكر الثلاث رجال علي ما فعلوه معه رغم عدم معرفتهم به 


مسك كفها بقوه و حمايه و خرج بها من المكان و الذي وجد امامه الكثير و الكثير من وسائل الإعلام التي أتت كي تنقل هذا الحدث الهام 


و وسط الحراسه المشدده التي تلتف حولهم ...و لانه الثعبان ...كان يعلم أن الأمر لن يمر بتلك السهولة 


بينما كان يهبط من فوق الدرج الرخامي ...و الحراسه تحاول إبعاد الصحافيين عنه ...نظر للاعلي و لاحظ انعكاس لضوء الشمس يعلم ماهيته جيدا 


في لمح البصر ...كان يترك يد نور و يقف امامها ...فتح زراعيها و كأنه يستقبل الموت برحابه صدر 


نظر للاعلي كي تكون عينه مثبته في عين القناص الذي أطلق رصاصته بمنتهي الاتقان و التي أصابت قلبه مباشرا ....و المستقبل لها ابتسم يرضي....بل كل الرضي ...ضحي بحياته من أجل نوره


و قبل ان تدرك ما يحدث كان يلتف لها برأسه أثناء سقوطه الاخير و يقول : بحبك


🐍🐍🐍🐍🐍

الفصل السابع العشرون 


بقلم فريدة الحلواني 


صراخ و صدمه و فوضي عارمه سيطرت علي المكان بعد أن تلقي عيسي رصاصه غادرة أصابت قلبه في الصميم


لا تعلم كيف هبطت بجسدها لترفعه فوق ساقيها و هي تصرخ بجنون : عيسي...قووووم ...متسبنيش ....مش هقدر أعيش من غيرك


ضربته فوقه صدره النازف و هي تكمل : قوووم بقي

اتي عمر كي يتحسس نبضه و حينما شعر بضعفه قال بغضب إسعاف بسررررعه نبضه ضعيف


أما عن رامي الذي كاد إن يقع أرضا إلا إن مصطفي قام بأمساكه مع بدر ...فقد كانت حالته صعبه للغايه حتي أنه أصبح غير قادر علي النطق


الالسنه تبتهل بالدعاء ...و قلوبا تنزف الما ...هذا كان حال الجميع و هم يقفون أمام غرفه العمليات القابع داخلها عيسي منذ أكثر من ساعه 


و حينما فتح الباب علي غير العاده بعد تلك المده القصيره ...و وجه الطبيب لا يبشر بالخير ...وقعت القلوب فالأقدام 


خافت نور إن تقترب و تسأل...أحقاقا للحق الجميع كان علي نفس حالتها


تقدم عمر و ساله بوجل : إيه الأخبار يا دكتور ...طمني 

نكس الطبيب رأسه و قال بحزن : اسف حاولنا نعمل الي نقدر عليه بس هو وصل ميت أصلا ...البقاء لله 


وقعت نور أرضا مغشيا عليها فالحال بينما رامي وضع يده فوق قلبه و إلاخر واقعا أيضا...أما مصطفي أصبح مثل الثور الهائج يضرب رأسه و قبضته في الحائط و يصرخ بقهر إن عيسي ما زال حيا ...رفيقه لم يتركه و يرحل


صرخت إلا و هبه و هم يحاولان أفاقت التي غابت عن الحياه دون جدوى 


عمر الذي وقف مبهوتا لا يصدق و لا يقوي علي تحمل ما يحدث حوله ...و عدنان الذي حاول مع حسن تكبيل مصطفي الذي بدأت يداه تنزف دما 


أما بدر و معه بعض الرجال قامو بحمل رامي و الاتجاه به نحو احد الغرف كي يتم الكشف عليه بعد إن فقد وعيه و آخر كلمه تفوه بها : ابني 


ما أصعب فراق الأحبه...بل من كانو بالنسبه لنا حياه كامله ...عجزت حروفي عن وصف المشهد الذي كان مليء بالوجع و الحزن و نكران الواقع 


بعد مرور عدت ساعات أقر الاطباء إن رامي أصيب بزبحه صدريه و يجب أحتجازه في العنايه المركزه إلي إن يتم شفاؤه


أما نور فقد أصيبت بانهيار عصبي حاد و أيضا فقدت القدره علي النطق 


أصبح الآن مصطفي هو من يجب عليه التماسك كي يستطع إيصال رفيقه الي مثواه الأخير...و قد كان 


بعد مرور يومان رفض فيهم مصطفي دفن عيسي الي ان يستطع رامي إن يكون معه ...إذا فعلها في غيابه لن يسامحه أبدأ 


دلف اليه في حجره الرعايه بعد إن سمح له الطبيب بذلك ...نظر له بحزن و دموع لم يقوي علي حبسها ثم قال : مش هينفع يفضل كده يا رامي ...إكرام الميت دفنه 


بكي بحرقه بعد سماع تلك الكلمه التي لم يتخيلها قط ...رد عليه بقهر : ميت ...يعني عيسي مات بجد ...إبني مات بجد ...أعقب قوله ببكاء مرير لم يقوي علي كتمه ...و لن يحاول حتي فعلها 


تمالك مصطفي حاله و قال يتماسك: عمره و خلص ...راح للي أحسن مني و منك ...أنا مش هقدر أئجل الدفن أكتر من كده ...حبيت أقولك عشان متزعلش مني 


نهض رامي بصعوبه و قام بحزب الإسلاك الملتصقه بجسده و هو يقول : و أنا مش هفضل نايم و مكنش مع إبني لاخر لحظه ليه عالدنيا ...أنا جاي معاك 


أما الإجراءات سريعا و جهزت جنازه مهيبه حضرها القاضي و الداني الا نوره ...أين هي ...طريحه الفراش لا تشعر بما حولها بفضل المهدئات التي قرر الاطباء إن تظل تأخذها إلي ان يمتص عقلها الصدمه ...وجدو إن الأفضل لها إن تظل نائمه حتي لأ تصاب بالجنون


انهارت هيبه و الاء ليس حزنا فقط علي الفقيد ...بل علي رامي و مصطفي اللذان كانا يبكيان بأنهيار و هما يضعان بايديهما عيسي داخل قبره....لا يتحمل العقل تلك الفكره رغم أنهم هم من يفعلون ذلك ...و لكن تلك هي الدنيا لن يعمر فيها أحد 


شهران ...مرو عليهم بصعوبه بالغه...يمثل مصطفي و رامي الصمود و لكن داخلهم إنهيار و وجع لا يتحمله بشر 


أما النور الذي أنطفأت منذ رحيل حبيبها ...ها هي اليوم تصمم علي الخروج من المشفي بعد إن تعافت قليلا ...و رغم أن الوقت متاخر كانت تصمم إن تذهب إلي قبره أولآ 


و لكن رامي رفض بشده و قال لها : ارجعي القصر ...أستلمي أمانه عيسي و بعدها أعملي إلي أنتي عيزاه


نظرت له نظره خاليه من الحياه ثم قالت بصوت ضعيف منذ إن عادت لها القدره علي التحدث مره اخري : أمانه إيه 


دمعت عين رامي و هو يقول : أمانه شايلها مع عمر ...وصاه لو حصله حاجه يسلمهالك في ايديكي 


هزت رأسها ببطيء ثم تحركت معه مثل الجسه لا تشعر بما حولها إلي إن وصلت قصره ....دارت بعيناها علي كل شبر به ...حتي لو كانت ذكرياتها معه في هذا المكان بسيطه ...الا أنه يكفي وجود روحه فيه


يعلم الله كيف تحاملت علي نفسها كي تجلس معهم و تسمع ما يقال 


تنهد عمر بهم ثم قال بعد أن أطمأن علي صحتها : المرحوم قبل المحاكمه بيومين اداني الظرف ده 


مد يده بمظروف أبيض صغير مغلق باحكام ثم اكمل: وصاني أديهولك في أيدك ...و كمان أخرج ملف كبير يحتوي علي مجموعه كبيره من الاوراق ثم أكمل : كتبلك كل حاجه ملكه ...الشركه و القصر كل حاجه بقت بأسمك 


هنا لم تتحمل أكثر من ذلك ...بكت بأنهيار و هي تقول بضعف : أنا مش عايزه حاجه ...أنا عايزاه هو ...ضحك عليا ...سابني لوحدي 


أحتضنتها إلا و قالت : اهدئ يا حببتي عشان متتعبيش تاني ...ما صدقنا إنك فوقتي 


رامي : نووووور

انتفضت من صرخته باسمها و نظرت له بخوف فاكمل بصعوبه : وصيه ابني لازم تتنفذ...أعتقد إلي في أيدك ده تسجيل سجله ليكي مخصوص قبل ما يروح يقبض عالكلاب دول 


فتحت الظرف سريعا و بالفعل وجدت داخله فلاشه صغيره ...أنتفضت من مجلسها و هرولت تجاه مكتبه ...أغلقت الباب خلفها ثم جلست خلف المكتب و بأيدي مرتعشه قامت بوضع الفلاشه فالمكان المخصص لها داخل اللاب توب 


و هنا ظهرت لها صورته و هو يبتسم بحلاوه و وداع 

ظلت تمسح عيناها بجنون كي تستطع رؤيته بوضوح


بعدما وجدته يتحدث قائلا بنبره تقطر عشقا يغلفه الوجع : نوري ...متعيطيش عشان خاطري 


لو وصلك التسجيل ده يبقي انا مبقتش موجود في الدنيا 

عايزك تسامحيني ...أنا أضعف من إني أعيش في دنيا أنتي مش فيها 


أنا حبيتك ...لا عشقتك يا نوري ...كنتي ليا نور قضي علي عتمه قلبي ...كنتي ليا حياه جديده أخيرا قدرت أعيشها


كنتي نوري و روحي يا نوري...متزعليش مني ...عيشي حياتك و كملي حلمك ...أنا كتبت لك شركه الأدويه و القصر و كل ما أملك 


أنا عارف إنك قويه و هتتخطي موتي ...هتقفي علي رجلك و هتشتغلي....عيشي يا نوري أشتغلي و أنجحي و أكبري 


تحولت ملامحه الي الإجرام و هو يكمل بغيره حارقه : بس متحبيش غيري ...و لا تتعاملي مع رجاله أصلا ...انا ميت ااااه بس شبحي هيجيلك فى أحلامك يطلع عين أمك 


ابتسمت بغلب من بين دموعها ...و كانه كان يعلم بتلك الابتسامه الحزينه ...اهداها أخري عاشقه يائسه ثم اكمل بحنو : آخر طلب و ارجوكي مترفضهوش...

قولي لرامي وديني عند حبايب عيسي ...خدي بالك منهم دول وصيتي ليكي و أمانه في رقبتك يا ...نور عيسي و جنته ...بحبك 


لا تعلم كم من الوقت التي قضته بالداخل تعيد هذا التسجيل مرارا و تكرارا حتي حفظته عن ظهر قلب ...و حينما شعرت بحالها علي وشك الدخول في نوبه إنهيار ...تمالكت حالها سريعا ثم أتجهت للخارج 


وقعت أمام رامي و قالت : وديني أزوره...بكت و هي تكمل : و بعدها وديني عند حبايبه 


جلست أمام القبر وحيده بعد إن أبتعد رامي و الحرس قليلا عنها ...وضعت رأسها فوقه و قالت بأنهيار : مش مسمحاك...علي قد ما حبيتك كرهتك...انت خاين يا عيسي خاااااين ...خلفت وعدك ليا ...أنا كنت بثق فيك و صدقتك لما قولت مش هتبعد...ضحكت عليا ...طب ليه خلتني أحبك كده


هان عليك وجعي ...بتقول إنك ضعيف و مكنتش هتتحمل بعدي عنك ...طب و أنا مفكرتش فيا ...لييييه كده ليه حرام عليك 

بحبك يا عيسي ...بحبك بس عمري ما هسامحك


و بعد مرور الوقت ذهبت مع رامي دون إن تعلم وجهتها ...أستغربت حينما وجدت السياره تقف أمام دار الايتام 


نظرت لرامي بتساؤل فقال بحزن : الدار دي عملها عيسي من تلت سنين ...محدش يعرف عنها حاجه


كان كل ما ينزل مصر لازم يقضي أكبر وقت مع الولاد ...بيحبوه جدا و بيقولولو يا بابا عيسي


بمجرد ان دلفت منه للداخل ...هرول الأطفال تجاه رامي و جميعهم يسأل بحزن : فين بابا عيسي ...هو نسينا....مش بيجي ليه ...بابا عيسي وحشني 


و الكثير و الكثير من تلك العبارات الصادقه التي خرجت من هؤلاء الملائكه بصدق دون مجامله 


هبطت بجسدها كي تحتضن اكبر عدد منهم ثم قالت بصوت مختنق : معلش هو مسافر و هيرجع تاني ...هو بعتني عشان أبقي معاكم بداله ....لحد ما يرجع 


الأيام تمر ...و الغائب لم يعد ...و هل تعود الأموات الي الحياه 


دلف رامي الي مكتب عيسي الذي أتخذته نور مقرا لها لتدمير أعمال الشركه كما وصاها 


رغم مرور ثماني أشهر علي موته و رغم أنها تمثل الصمود و قامت بتنفيذ كل ما طلبه منها


إلا أنها مازالت تستمع للتسجيل طوال الوقت 


تنهد رامي بهم و قال : بردو بتسمعي التسجيل ...أنتي تقريبا طول اليوم مش بتعملي حاجه غير كده


ردت عليه بنبره خاليه من الحياه : ليه بس أنا مش بنزل الصبح أروح المقابر و بعدها الملجأ و برجع عالشركه أشوف الشغل يبقي ازاي بقي مش بعمل غيره


رامي : فعلا بتعملي كل ده بس و أنتي في العربيه بين كل مشوار و التاني بتسمعيه....و فالشركه طول مانتي قاعده لوحدك بتسمعيه ...يبقي ايه بقي


رغما عنها بكت و هي تقول بحزن: كل ده و بردو واحشني ....ملحقتش أودعه...ملحقتش اعيش معاه و اشبع منه ....أكتر حاجه ندمانه عليها و هفضل طول عمري الوم نفسي اني مسمعتش كلامه و تممت جوازنا


يمكن كنت طلعت حامل في حته منه تعنيني غيابه ...بكت بقهر و هي تكمل : أنا حبيته بجد يا عمو رامي ...بمثل إني عايشه و مكمله....بس من جوايه بموت فاللحظه الف مره و أنا عارفه أنه مبقاش موجود فالدنيا 


تعبت و مش قادره أتحمل بعده أكتر من كده و الله ...غصب عني مش قادره ....مش قادره 

اعقبت قولها في الدخول بنوبه بكاء مرير لم يقوي رامي علي منعه...و كيف يمنعها و هو يبكي دما بدل الدموع علي ولده الذي لم يكن يملك في الحياه غيره 


و في اقصي الارض ...في مكان اشبه بالجحيم يسمي أرض العقارب ...ليس لقبا فقط ...بل هي كذلك 


لا يوجد شبرا فيها خالي من العقارب السامه ...لذا معظم المتواجدين فيه ان لم يموتو من الجوع او التعذيب ...يكون مصيرهم الموت أثر لدغه عقرب سام دون ان يجدو علاجً لها ...ثم تلقي أجسادهم الي وحوش البريه تنهشها نهشا...لا يوجد إنسان وطات قدمه ذلك المكان و خرج منه حيا 


بينما كان جالس فوق الأرض الصخريه يدخن سيجاره في وقت الراحه الذي لا يتعدى العشر دقائق ...وجد ظلا يغطي عليه ...رفع عينه بملل ظنا منه أنه أحدي حراس المكان ...الا أنه أنتفض من مجلسه حينما وجده....ميشيل 


وقف قبالته و قال بعد تصديق : ميشيل ...إيه إلي جابك هنا 


أبتسم بهدوء ثم قال : وحشتني قولت أجي أطمن عليك و أشوفك عملت إيه مع العقارب ...نظر له يتفحص ثم اكمل بمزاح : بس شايف إن صحتك جات علي الأشغال الشاقه...عضلاتك بقت اكبر من دماغك....نظر له بمكر و اكمل : فلت من العقارب ازاي يا تعبان 


ضحك بهم ثم قال : تعبان بقي ...نظر له بغيظ فأكمل : و لا أي حاجه جبت أربع صفائح حديد و مليتهم ميه و حطيت رجول السرير جواهم ...كل ما عقرب يطلع عليهم يقع و يغرق فالميه...بس كده سهله


ضحك ميشيل بصخب ثم قال : كنت مراهن عليك و كسبت الرهان 


نظر له عيسي بتساؤل فاكمل : فاكر لما لجأتلي عشان أعملك إتفاق مع المافيا و بعتلي بيتر صاحب مينا بتاع ايطاليا 


شرد عيسي فيما حدث وقتها جعله يلجأ إلي ميشيل و لم يكن متاكد من موافقته له 


فلاش بااااااك


بعدما قص لنور كل شيء عنه و أعترفت له بحبها بل و دعمها له ...قرر أن يتخلص من كل شيء يربطه بماضيه المشين ...سيبلغ الشرطه عن ذلك التنظيم و الاهم سيضمن حمايه نوره ....و حياته التي يتمني إن يعيشها معها 


بعد إن أخترق جميع حسابات المنظمه السريه و علم كل ما خططو له ...قرر أن يجازف و يحادث أخطر عنصر فيهم 


ارسل رساله الي ميشيل عبر بريده السري مفادها : أنا الثعبان 


تلقي ردا فوري منه : مش هستغرب إنك وصلت لإيميلي الي محدش يعرفه غير الراس الكبيره ...بس إلي فعلا محيرني إنك بتكلمني من غير ما تشفر مكانك ...مش خايف


عيسي : كده موته و كده موته ...أخاف ليه ...أنا عايز أعمل معاك ديل


ميشيل : دانت بتثق فيا بقي ..أمال رفضت الشغل معايا ليه


عيسي : لا مش بثق فيك ...بس مفيش قدامي غيرك ..أقول و لا أقفل و أختصر وقتي و وقتك 


ميشيل : قول 

عيسي : أنا هبلغ عن جوزيف و كل إلي معاه ...و بكلمك عشان أعرفك و متحضرش المزاد 


ميشيل : أنت أتجننت ...ازاي و ليه...كل ده عشانها 

عيسي : انا عقلت...كل ده أيوه عشانها ...أكمل بمغزي : و عشان نفسي أعيش معاها ...مش هقدر أعيش إلي أنت عيشته يا ميشيل ...معتقدش إنك نسيت 


تجهم وجهه غضبا و حزنا و هو يكتب سريعا : عيسي ...أيااااك تدخل فالحته دي أياااك 


عيسي : لا أنا متعمد أفكرك....أفكرك أن جوزيف هو إلي قتل حب حياتك و إلي لحد الآن عايش علي ذكراها و بتتعذب لأنك ببساطه محمل نفسك ذنب موتها ...كنت بتحلم تعيش معاها ...تخلف منها ...و لحد دلوقت مقدرتش تنساها 


دمعت عين ميشيل و هو يقرأ تلك الكلمات التي أعادت شريط ما حدث أمامه عينه 


وجده يكمل برجاء لاول مره : و غلاوتها عندك ...خليني أعيش إلي أنت مقدرتش تعيشه ...أديني الفرصه إلي محدش أدهالك زمان ...ده غير إنك كده أنتقمت مالي كان السبب و في نفس الوقت تتخلص من المنافس الوحيد ليك 


ميشيل : عايز ايه

عيسي : تكلم الراس الكبيره و تعرفه ...و تطلب منه أي حاجه يعملها فيا مقابل أنه يسيبنا نعيش في أمان أنا و هي ...أنا مستعد لاي حاجه الا الموت 


ميشيل : أنت عارف أنهم أصلا خلاص باعو جوزيف و الي معاه عشان ريحتهم فاحت....و عارفين إن المخابرات المصريه حاليا بتطاردو 


عيسي باستغراب : معقول ...يعني شالو الحمايه عنه من غير ما يعرف


ميشيل : بالظبط 

عيسي : يبقي كده مهمتك بقت أسهل 

ميشيل : هحاول بس موعدكش ....أستني مني رساله بالموافقة أو الرفض


و بعد إن ألتقي بعمر و عدنان تلقي رساله من ميشيل مفادها صعوبة إقناع الرئساء...وقتها طلب من صديق بدر ان يحادث عضو المافيا الهام و يتواصل مع ميشيل 


التقيا الاثنان و قامت بفعل الكثير و الكثير كي يحصلو علي العفو لعيسي مقابل أي شيء 


و كان المقابل هو حبس عيسي في أرض العقارب لمده عام ...يقوم فيه بتكسير الحجاره طيله اليوم ...لا يستطع النوم أكثر من خمس ساعات ....حتي الطعام هي وجبه واحده فقط طوال الأربع و عشرين ساعه 


مع تزييف موته ...وافق بصدر رحب و أعتبرها تكفيرا عن زنوبه...أخبر عمر بذلك و ترجاه إلا يعلم أحد حتي رامي لن يخبره ...و قد تم كل شيء في سريه تامه مع التأكيد علي حمايه ميشيل مقابل تلك الخدمه 


باااااك


فاق من شروده بعدما أكمل ميشيل الحديث بفخر : البيج بوص و بيتر كانو مراهنين إنك مش هتكمل شهرين هنا لأن أصلا محدش قدر يكملهم ...و أنا راهنت إنك هتكمل الآخر 


بيتر حكم بينا إنك لو ما موتش قبل تمن شهور ترجع لحياتك و تتعفي من باقي السنه ...و لو موت قبلها هدفع للبوص مليون دولار 


ضحك عيسي بصخب و فرحه عارمه ثم أحتضن ميشيل و قال بعدم تصديق : يعني خلاااص همشي من هنا ....مش مصدق 


أبتعد ميشيل و قال بغيظ مازح : لا صدق مانت زي القطط بسبع أرواح....غامت عينه بحزن و هو يكمل بجديه : أرجع لها ...هتموت عليك ...كل يوم بتروح تزور قبرك و تبكي ....عيش و عوضها عن كل الحزن ده ...عيش إلي أنا مقدرتش أعيشه...يا عيسي..


          البارت الثامن والعشرون من هنا 

     لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات