رواية المطاريد الفصل الثالث عشر 13 بقلم رباب حسين


رواية المطاريد الفصل الثالث عشر 13 بقلم رباب حسين


أحبك..... بعينين تعشق النظر إليك

أحبك...... بلسانٍ لا يكتفي من الغزل بك

أحبك..... إلى ما بعد الحب

ففي حبك أشتاقك رُغماََ عن قلبي

وأهيم بك رُغماََ عن عقلي

سأظل أحبك حتى تمل مني.... 

وإن مللت أخبرني.....

كي أحبك من جديد....

منقول

كانت رهف تشاهد يحيى وعينيها تنطق بكل حروف العشق وهو يحاول علاج قدمها وبعد أن وضع رباط ضاغط على قدمها نظر إليها وقال : كدة لسة بتوجعك؟!

توقف عن الحديث عندما وجدها تنظر إليه في هيام فابتسم لها وقال : مالك...... بتبصيلي كده ليه؟!.... بتعاكسيني؟!

رهف : أنا من ساعة ما عرفتك يا يحيى وأنا بعاكسك

ضحك يحيى وقال : واخد بالي..... تعالي بقي نشوف وش القمر ده

اقترب منها وبدأ بوضع مطهر على جروح وجهها وكريم الكدمات وهي فقط تنظر إليه وعندما إنتهى قال : على فكرة لو فضلتي تبصيلي كدة مش هيحصل خير..... إنتي تعبانة وأنا مش عايز أضغط عليكي

رهف : الصراحة مش قادرة أبعد عيني عنك..... ١٥ سنة يا يحيى مستنية أشوفك وأتكلم معاك وتبقى جنبي وليا من غير خوف ولا زعل

يحيى : ولما حصل كنتي عايزة تسيبيني

رهف : إنت فاكر إني كنت هعمل كدة بسهولة يعني؟!

يحيى : يعني مكنتيش هتسيبيني؟!

رهف : لو كنت حسيت إني السبب في حزنك أو زعلك أو تخسر سمعتك في وسط أهلك وأهل بلدك كنت مشيت من غير تردد

نظر لها يحيى في عشق وقال : إنتي أهلي يا رهف ومش عايز حد غيرك في حياتي..... ولو خيروني أبعد عنك عشان نفسي هقولهم أقتلوني بس متبعدش عني يوم كمان.... إنتي متعرفيش أنا كنت عايش إزاى من غيرك ولما شفتك حسيت أن قلبي عرف معنى الحياة تاني..... أوعديني إن مهما حصل متسيبنيش

رهف : مش مصدقة.... بجد مش مصدقة.... يحيى نطق يا ناس!!!....إنت عارف أنا كان عندي أمل أن رؤساء أمريكا اللي منحوتين على جبل راشمور ينطقو لكن إنت لا

ضحك يحيى وقال : يا ساتر للدرجة ديه؟!

رهف : وأكتر بجد..... يحيى أنا أكتر حاجة كانت مضيقاني طول الفترة ديه هو إني مسمعتش حتى كلمة بحبك منك

وضع يحيى يده على شعرها وقال : بحبك..... من أول مرة عيني جت عليكي وأنا بحبك..... يمكن مسمعتيهاش مني بس قولتها بيني وبين نفسي كتير أوي لدرجة إني رفضت حد يشاركك الحب ده

اقترب منها يحيى وقبلها ولكن شعر بأنها تتألم من الجروح التي بوجهها فابتعد عنها وقال وهو يغمض عينيه ويضع جبهته على جبهتها : روحي إرتاحي شوية ونامي وأنا هنزل تحت أطمنهم عليكي

أماءت له رهف وقبل جبهتها وأعطي لها مسكن ودثرها بالفراش ونزل إلى أسفل..... وجد عمر غاضب ويطلب من حازم أن يأخذ رهف معه عندما علم أن هذا الأختطاف تم من قبل وقال : وأنا إيه اللي يضمنلي إن محدش يخطفها تاني؟!

اقترب يحيى منه وقال : محدش هيقدر يلمسها يا عمي..... وبعدين خلاص الجبل مبقاش فيه مطاريد ورماح بقى تحت إيدي وعمار اللي عمل فيها كدة زمان بكرة يفوق ويتحاسب على أخطاء كتير

عمر : لا..... برده أنا مش مطمن عليها..... يا أبني ده كان فاضل لحظات وتضيع البت

يحيى : أنا قادر أحمي مراتي كويس جداََ وأوعدك أن محدش هيلمسها تاني

عزام : أنا خابر إنك جلجان عليها بس خلاص دلوك مفيش خطر على أهل البلد كلياتهم مش بتك بس

هدأ عمر قليلاََ وقال حازم : رهف أصلاََ مش هتقبل تسيب يحيى يا بابا وكفاية اللي حصلهم زمان مش عايزين نبقى سبب فراقهم تاني

جلس عمر يفكر وقال : بنتي أمانة عندك يا يحيى حافظ عليها

يحيى : في عينيا يا عمي متخافش عليها

جلسو جميعاََ وبعد قليل نظرت هبة إلى يحيى وقالت : هو أنا ممكن أطلع أطمن عليها؟!

يحيى : هي نامت شوية..... متخافوش هي كويسة وهسيبهالكم بقى تخلو بالكم منها عشان أنا رايح القسم...... لازم أحقق مع رماح بنفسي عشان أقفل القضايا اللى مفتوحة بسببه وأهم قضية قتل مهران

عزام : لو عليا عايز أجتلهم بيدي

يحيى : تاني يا أبوي..... ما قولنا الكلام ده قدم ومش عايزين ندخل في نقاش تاني

عزام في غضب : كيف يعني يجتل أبوي وأخوى وأهملهم أكديه من غير ما أخد طاري منيهم؟!

يحيى : عشان فيه قانون يجيب حقك ولو إنت عملت كدة هتخليني أقبض عليك..... عايزني أقبض عليك بإيدي يا أبوي؟!

ضرب عزام بعصاه الأرض وقال : خلاص.... روح عاد وشوف شغلك

ذهب يحيى وتركهم في المنزل وذهب إلى قسم الشرطة وعندما دخل سمع صياح الرجال بالأسفل فنزل إلى الحجز ووجد أحمد يصيح بهم كي يصمتو فوقف يحيى وصاح في غضب : فيه إيه؟! إيه الصوت ده كله؟!

صاح طاهر من داخل غرفة الحجز : سيبينا إكديه أنا والريس رماح دمنا سايل ومفيش حد فيكو فكر يجيبلنا حكيم ولا ياخدنا على مشتشفى

وقف يحيى أمام الباب وقال في غضب : هو أنتو تستاهلو تتعالجو زي البني أمين؟!

طاهر : ليه؟! بهايم إحنا إياك؟!

يحيى : أسوء من البهايم

طاهر : بس ده حجنا زي ما وديت عمار علي المشتشفى ولا الجانون معيطبجش علينا ويطبج على ود عمك بس؟!

عقد يحيى ذراعيه أمام صدره وقال في هدوء : حالة عمار اللي مش إبن عمي خطر وهو دلوقتي في غيبوبة لكن إنت أخرك تروح للدكتور وللأسف الدكتورة اللي موجودة في القرية إنتو خطفتوها وإكيد مش هتقبل إنها تيجي تعالجكم ولا أنا هقبل بده... خليكو بقي تنزفو كدة لحد ما تموتو ونرتاح منكم ومش هتسأل عنكم أساساََ

اقترب رماح من الباب ونظر له في صدمة وقال : إنت عرفت منين إن عمار مش ود عمك؟!

يحيى : لا ده حوار كبير ومحتاجين نتكلم فيه أنا وإنت...... هاته وتعالى على مكتبي يا شويش عطا

ثم صاح في غضب وقال : ولو سمعت صوت واحد في الحجز تاني هنزل بنفسي أقتل اللي بيتكلم وهقول إنه مات في الإشتباك..... فهمين؟

عادو جميعاََ وجلسو بأماكنهم دون إصدار أي صوت وصعد يحيى وأحضر عطا رماح من غرفة الحجز وصعد به إلى مكتب يحيى وجلس ليتم التحقيق معه.... جلس يحيى على مكتبه في شموخ ونظر له بأشمئزاز وبعد أن أدلى بإسمه وسنه وعنوانه قام يحيى بسؤاله : في تاريخ ١٥ أغسطس عام ٢٠٢٤ تم تحريز صفقة سلاح كانت متوجهة للجبل تعرف عنها إيه؟

رماح : مخبرش

زفر يحيى وقال : بشهادة الشهود من الرجالة اللي كانو معاك على الجبل أقرو إنك إنت التاجر في السلاح والممنوعات وفيه كمان حرز في تاريخ ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ كمية ممنوعات من الهيروين تقدر ب ١٥ كيلو

رماح : مخبرش عنيهم حاجة..... عمار هو اللي كان بيجيب البضاعة ديه وبيصرفها

نهض يحيى من على مكتبه ونظر له في غضب وقال : يعني إنت قتلت أبوه وفهمته إن جدي اللي قتله وخدته معاك الجبل وخليته مجرم زيك وكمان بتلبسه كل القضايا ديه؟! يا بجاحتك يا أخي! 

رماح : إنت عتجول إيه ؟! أنا مجتلتش حد

يحيى في غضب : عزت إعترف بكل حاجة...... وكلامه منطقي جداََ مع الأدلة اللي معانا...... إنت اللي قتلت مهران إبن أخوك عشان الدهشان كان هيخليه ريس عليك وأكيد كل ده عشان عارف إنك غبي ونزلت جبت عمار وفهمته إنك بتحميه وإنت في الحقيقة بتبعده عشان ميعرفش الحقيقة ويعرف إنه مش حفيد التهامي وكمان عشان إنت متقدرش تتحكم في كل البلاوي اللي كان الدهشان بيعملها لوحدك لأنك ضعيف ومش بتعرف تفكر صح وموت الدهشان بعد إبنه من الحسرة خلاك تنزل تجيب عمار في ساعتها ولولا عمار كان زمانك واقع في إيدي من بدري بس خلاص عمار وقع وإنت محدش هيقدر ينقذك من تحت إيدي

رماح في إرتباك : أنا معملتش حاجة

يحيى : إنكر زي ما أنت عايز أنا دلوقتي قفلت القضايا اللي عندي كلها وبشهادة المطاريد إنت الراس الكبيرة...... مبروك الإعدام يا رماح

عاد يحيى إلى مكتبه وقال : يحول رماح راضي وباقي رجال المطاريد إلى النيابة العامة بأسيوط..... خده يا عسكري على حجز إنفرادي

أخذ العسكري رماح وأعاده إلى الحجز بعد أن تيقن بأنه لا سبيل أخر لديه..... كاد يحيى أن يذهب إلى منزله بعد أن حرر محضر أخر بخطف رهف ومحاولة الأعتداء عليها وأرفقه مع القضايا السابقة ولكن توقف عندما جاء مكالمة هاتفية بمكتبه فأجاب : يحيى عزام..... إتفضل

عدلي : أيوه يا يحيى باشا

يحيى : إيه يا عدلي فيه أخبار عندك؟

عدلي : يا باشا عمار فاق ولسة كانت الممرضة بتقولي دخلت عشان أتأكد لقيته هرب

وقف يحيى في ذعر وقال : هرب إزاي؟!.... وإنت كنت فين؟ 

عدلي : كنت واقف برا يا باشا بس هو خرج وهو لابس بلطو دكتور وأنا مكنتش أعرف إنه فاق أصلاََ..... ده حتى الممرضة كانت لسة بتقولي إن فيه حاجة في حالته وهي جريت عشان تجيب دكتور أعرف منين إنه فاق وهرب في ساعتها

يحيى : ديه مصيبة..... مصيبة سودا..... ده ميعرفش حاجة وهيطلع يعمل بلاوي..... أقفل لما أشوف هعمل إيه

أنهى يحيى المكالمة وخرج يبحث عن أحمد في مكتبه وأبلغه بما حدث

أحمد : أكيد هيطلع الجبل تاني

يحيى : المشكلة إن العساكر مش كفاية عشان نحاصر الجبل ولو طلبنا تعزيز من مديرية الأمن على ما يجو هيكون هو طلع الجبل ولو ملقاش الرجالة فوق هينزل يعمل بلاوي...... إسمع بكرة الصبح ترحل كل المطاريد ورماح من هنا وتوديهم على النيابة في أسيوط

أحمد : حاضر

يحيى : واطلب عربية حراسة تاخدهم من هنا

أحمد : خلاص يا يحيى متقلقش..... كله خير

أما عمار فقد خرج من المشفى وهو يرتدي معطف الطبيب ثم ذهب إلى أحد المنافذ التجارية لشراء ملابس جديدة حتى لا يشك به أحد وعند الدفع وقف عند البائع وقام بطرق رأسه بأداة حادة على المكتب أمامه وخرج من المكان سريعاََ ثم أخذ سيارة أجرة أهلية ليعود إلى قريته.... وعندما جلس بين الركاب سمع حديثاََ عن القبض عن رجال المطاريد ورماح هذا الصباح وإنتهاء هذا الكابوس الذي هدد أمن القرية منذ زمن فشعر عمار بالغضب وأخذ يفكر ماذا يفعل وأين يذهب ثم نزل من السيارة بعد أن وصل إلى طريق الجبل تحت صياح السائق الذي علم أنه لم يدفع الأجرة وقال أحد الركاب أنه سيدفع الأجرة بدلاََ منه فربما ليس لديه المال ثم صعد عمار الجبل وبحث عنهم ليتأكد ولكن لم يجد أحد قط فذهب إلى المخبأ الذي يضع به سلاحه وأموال رماح التي لا يعلم مكانها غيره ثم أخذ بعضاََ منها ونزل إلى أسفل الجبل في تخفي ووقف أمام منزل يحيى ليراقب ما يحدث..... وجد طفلين يلعبان في حديقة المنزل فتعجب من الأمر ولكن عندما دقق النظر بالفتاة فوجدها تشبه رهف كثيراََ ثم بعد قليل خرج حازم واصطحبهما إلى الداخل فتذكر أنه قد أرسل أحد الرجال إلى الأسكندرية وتيقن أن الحقيقة قد كشفت بعد أن تزوج يحيى من رهف وشعر بالحزن فقد خسر رهف منذ زمن ولكن كان يرفض أن يتركها ليحيى وينتصر عليه في كل شئ فقد أخذ مال والده وورث جده حتى منزله ولذلك قرر أن لا يترك رهف له أيضاََ فقد كان يعشقها من قبله ولكن هي من فضلته عليه ولهذا عاقبها بأسوء أنواع العقاب وعلى الرغم من غضبه من نفسه على ما أقترفه بها ولكنه شعر بأن هذا هو العدل وهذا الجزاء التي تستحقه إلا أنه لم يستطع أن يعتدي عليها فقد طلب من الرجال أن يتصورون معاها فقط دون أن يمسوها بسوء

عاد يحيى إلى المنزل ووجد هبة وأمل مع رهف بالغرفة فجلس مع عزام ويزن وهو شارد الذهن لا يعلم ماذا يفعل هل يخبرهم بأمر هروب عمار؟! تردد يحيى في الأمر فكان عمر يشعر بالقلق على رهف كثيراََ وبهروب الرجل الذي أوقع العداوة بينهم وبين رهف بهذا التسجيل الكاذب فسيجعل عمر يشعر بالقلق أكثر فظل يفكر دون أن يتحدث مع أحد ولاحظ عزام ذلك فقال : مالك يا يحيى؟ ..... لو تعبان يا ولدي جوم إرتاح فوج

يحيى : لا مش تعبان..... أنا كويس

عزام : عملت إيه مع رماح عاد؟!

يحيى : معندوش حاجة يقولها التهم كدة كدة لابساه وهيترحل بكره على النيابة ونخلص منه بقى هو ورجالته

عمر : أتمنى ميحصلش حاجة تاني

يحيى : وأنا كمان

يزن : إنت قلقان من حاجة ولا إيه يا يحيى؟!

يحيى : لا.... لا مفيش حاجة

يزن : طيب كنت عايز أقولك على حاجة

يحيى : موضوع ليلة..... حاضر يا يزن أوعدك نروح ونطلب إيدها..... خدلنا معاد مع أبوها ولا إيه رأيك يا أبوي؟

نظر عزام إلى يزن في غضب قليلاََ ثم قال : بردك خبرته عاد.... يا واد إنت ملهوف على الجواز إكديه ليه؟!

طرق يزن كفه بالأخر وقال : والله يا حج إنتو حيرتوني..... لا اللي عايز يتجوز بسرعة نافع معاكم ولا اللي مش عايز يتجوز نافع معاكم

ضحكو جميعاََ وقالت أمينة : خلاص يا حج عاد... روح وأخطبله البت اللي رايدها

عزام : أنا مش ممانع والله بس الوجت مش مناسب..... أديكي شايفة يحيى من ساعة ما أتزوج وهو مرتاحش يوم واحد بسبب المطاريد طب على الجليلة يستنى عليه يوم يرتاح ولا مرته تصح وتجف على رجليها

يحيى : أنا كويس يا أبوي..... خلينا نروح نخطبهاله ونفرح بيه

تنهد عزام وقال : خلاص يا ولدي اللي تشوفه

يزن : تشكر يا كبير..... بس الصراحة هو أنا كنت عايز أقولك على حوار تاني بس طالما طلعنا بالمصلحة ديه مش هعترض يعني

يحيى : عايز إيه تاني؟!

يزن : لا مش أنا اللي عايز...... خالد كلمني النهاردة وطلب مني أخد رأيك في حاجة كدة هو مكسوف يعني يكلمك فيها

تعجب يحيى وقال : خالد مكسوف مني أنا؟!.... يعني مكسوف مني صاحب عمره ومش مكسوف منك...... وده إيه بقى اللى يكسف؟!

يزن : عايز يتجوز أمل

نظر له يحيى في تعجب وقال عزام : واه..... على طول إكديه؟!

يزن : بص يا أبوي هو واضح إنه بيفكر في الموضوع من بدري بس هو كان بيظبط أموره عشان لما يجي يتقدم نقبله يعني..... إنت عارف إن خالد ملوش حد وعايش لوحده ومتربي وسطنا بس هو على أد حاله يعني

عزام : عبيط الواد ديه..... ده عشان متربي وسطنا هوافج عليه على طول..... عشان عارف إنه عياخد باله منيها زين

يحيى : غريب..... ده كان بيقولي إنه بيحب واحدة من وهو صغير ونفسه يتجوزها..... معقول يكون قصده أمل ولا واحدة تانية ومحصلش نصيب

يزن : لا معرفش..... على العموم كلم إنت صاحبك وأفهم منه

يحيى : أشوف رأي أمل الأول وبكره بقي أكلمه عشان بجد أنا تعبان جداََ وعايز أنام

أمينة : مش هتاكل يا ولدي

يحيى : كلت أنا وأحمد وإحنا بنقفل المحاضر

صعد يحيى إلى غرفته وأرشد يزن عمر وحازم إلي غرف الضيوف كي ينامو فيها ونزلت هبة بعد نام سليم ورهف في غرفة أمل التي أصرت على تركهما بالغرفة ونامت بجوارهما وذهبت هبة إلى غرفة حازم ونامت أيضاََ أما يحيى فبدل ثيابه وجلس بالفراش بجانب رهف التي كانت تنظر إليه في سعادة وقالت : أنا مجبتش هدومك هنا ماما أمينة اللي جابتها

ضحك يحيى وقال : يعني إنتي مكنتيش عايزة الهدوم هنا يعني؟!.... أنزل أنام تحت؟! 

رهف : أعملها وأنا أنزل لبابا وأقوله أنا جاية معاك إسكندرية

يحيى : بطلي تهدديني بكلام مش هتقدرى تعمليه

رهف : باين عليا بكدب صح؟!

يحيى : أوي..... تعالي بقي لما أشوف رجلك

رهف : لا خلاص مش وجعاني وخدت دوا كمان خليت يزن يجيبه من الصيدلية ريح رجلي خالص

يحيى : طيب أنا هموت وأنام بجد مش قادر

أغلق يحيى الضوء واستلقى بجسده على الفراش ثم جذب رهف إلى أحضانه وتوسدت ذراعه وقبض عليها بكلتا ذراعيه إبتسمت رهف وقالت : مش ههرب يا يحيى على فكرة

يحيى : لا إنتي مش مضمونة..... وبعدين أنا نفسي أخدك في حضني كدة من زمان فا متحاوليش إتعودي على كدة

إبتسمت رهف وقالت : حاضر

يحيى : تعرفي إن ريحتك وحشاني

رهف : سبحان الله..... كنت مش طايقها

يحيى : خالص على فكرة.... أنا قلت كدة عشان تبعدي لأني كنت بمنع نفسي بالعافية إني مخدكيش في حضني.... وبعدين كنتي عمالة تلمسي جسمي وإنتى بتغيري على الجرح لدرجة إني كان نفسي أقولك أنا سامحتك ويلا نتجوز

ضحكت رهف وقالت : يعني كنت بتبعدني خوفاََ على نفسك مني

يحيى : فعلاََ ده حقيقي..... صمت يحيى قليلاََ ثم تنهد وقال : عارفة نفسي في إيه؟! 

رهف : إيه؟!.... يارب يكون اللي في بالي

ضحك يحيى وقال : لا إنتي تعبانة..... نفسي بجد أمحي الليلة اللي قضيناها في بيت عمي مهران

رفعت رهف رأسها قليلاََ ونظرت إليه وقالت : ليه؟! 

أجاب يحيى في حزن : قلت كلام رخم أوي وكنت بعاملك بطريقة وحشة عشان أداري حبي ليكي مع إني كنت ناوي بعد ما تبقي مراتي رسمي إني أسامحك بجد وأقولك إني مش هطلقك أبداََ..... بجد يا رهف شكراََ إنك منعتيني إني أعاملك بعنف كدة...... أنا مكنتش هسامح نفسي أبداََ لو عاملتك كدة

رهف : عارفة عشان كدة وقفتك..... وكمان كنت خايفة ومتوترة وإنت مش بتحاول تهديني ولا تطمني

يحيى : حقك عليا حبيبتي

وضعت رهف يدها على فمه وقالت : كفاية إعتذارات وكفاية تفكير في اللى حصل وخلينا نفكر في اللي جي وننسي كل اللي عدى

حركت رهف يدها على فمه وهي تنظر إلى عينيه ثم اقتربت منه قليلاََ فقال يحيى : بلاش.... إنتي تعبانة

رهف : لا مش تعبانة

اقتربت منه ولم يستطع يحيى أن يمنع نفسه عنها أكثر فقد كان يريد أن يعوضها عن هذه الليلة وتكون هذه هي أول ليلة حقيقة معاََ فقط هو وهي دون ماضي دون الم وحزن دون عذاب

في الصباح وعندما تم وضع المطاريد ورماح فيسيارة الترحيل وتحت إشراف الأمن وصعد أحمد بجانب السائق وفي منتصف الطريق تم إطلاق الرصاص من بعيد على أحد أطارات السيارة التي تنقل المتهمين فحاول السائق تفادي الأصطدام بسيارة الأمن التي أمامه ولكن دون جدوى فقد أصطدم بها وانقلبت السيارة وانحرفت سيارة المتهمين عن الطريق ونزل أحمد ليرى من أصاب السيارة وعندما نزل أُصيب بطلق ناري وسقط أرضاَ.





تعليقات