رواية المطاريد الفصل الرابع 4 بقلم رباب حسين


رواية المطاريد الفصل الرابع 4 بقلم رباب حسين


تلك النظرة.....تلك العيون.....تلك الإبتسامة
وقفت حائراََ أمامهم أتأمل ملامح وجهها البرئ وعينيها الساحرة وعلى الرغم من تعجبي من جرائتها إلا أنني وقعت أسيراََ لها..... تركتني ودخلت المركز العلمي وظللت أنظر إليها وصدى كلماتها يدوي في أذناي
"متتأخرش كدة تاني عشان كنت بدور عليك"
كانت تبحث عني؟!! أيعقل أن تكون أحبتني بهذه السرعة؟!!! لا..... لا.... من الممكن أنها تمزح.... صعدت خلفها ودخلت إلى القاعة وعندما رأتني مرة أخرى نظرت إلى وابتسمت ولم أستطع أن أمنع نفسي عن النظر إليها وبعد قليل جاء عمار إبن عمي وصديقي وجلس بجواري..... لاحظت أنه ليس على ما يرام وكان سريع الغضب للغاية ولم أعرف ما السبب وفي أثناء المحاضرة كانت تتلاقى أعيننا معاََ حتى إنتهينا وخرجنا من المركز وكنت أقف بالخارج في عتمة الليل والمطر الغزير فلم أستطع السير في هذا المناخ وبعد قليل وجدتها تتحدث إلى فنظرت خلفي فقالت : إمسك الجاكت ده أنا مش محتاجاه
وضعته على يدي وذهبت سريعاََ تحت المطر ظللت أنظر إليها وهي تمضي حتى إلتفتت إلي وشعرها الأشقر يتطاير على وجهها المبتسم لي ثم صاحت عالياََ : هستناك
إبتسمت رغماََ عني حتى غابت عن أنظاري..... كم عشقتها حقاََ وكم جرحتني!!!! جرحي لا يلتئم رغم أنني لم أراها منذ هذا اليوم المشئوم وها هي تعيد فتح جراحي مرة أخرى فأدهى المصائب غدرٌ قبله ثقة وأقبح الظلم صدٌ بعد إقبال.... وهي غدرت بي ولا أرى نفسي ظالماً بصدها فهذه عقوبتك أيتها الخائنة
كان يحيى يجلس بالفراش بعد أن أستيقظ قبيل الليل ويتذكر ما حدث اليوم وما قاله لها وكيف إمتلئت عينيها بالدموع وظل شارد يفكر لما كانت تتحدث هكذا؟.... بعد قليل دخلت أمينة وهي تحمل الطعام له ووضعته أمامه وطلبت منه يأكل جيداََ وأخبرته أن خالد صديقه ينتظر بالخارج ويطلب رؤيته وسمح له يحيى بالدخول وبعد أن أطمئن عليه جلس بجواره وهو يأكل وقال له
خالد : قولي صحيح يا يحيى هو الدكتورة ديه تعرفك منين؟!
نظر له يحيى في هدوء وقال : كانت معايا في ثانوي
خالد : أمممم.... بس كانت ملهوفة عليك أوي كدة ليه؟!!
نظر له يحيى وقال : وهتبقى ملهوفة عليا ليه يعني؟!
خالد : معرفش بس فعلاََ كانت ملهوفة عليك جداََ لدرجة إني حسيت إني شايف واحدة مخضوضة على حبيبها اللي بيموت قدامها يعني
قاطع حديثهما طرق الباب فسمح يحيى للطارق بالدخول وإذا برهف تدخل الغرفة ووقفت عند الباب وقالت في حزن : معاد الدوا تسمحلي أدخل؟! 
أماء لها يحيى بالدخول ووقف خالد جانباََ حتى تعطيه رهف الأدوية وبعد أن تناوله قالت له : عايزة أقيس الحرارة
يحيى : لا ملوش لزوم.... إتفضلي
رهف : لازم أتابع الحرارة لو سمحت
يحيى : وأنا قلت إني كويس..... إتفضلي
قاطع حديثهما صوت رنين هاتف رهف فنظرت به وأجابت على الفور : أيوة يا دكتور أيهم
أيهم : أنا أسف يا رهف معرفتش أرد عليكي لما إتصلتي النهاردة
 رهف: مفيش مشكلة يا دكتور أنا إتصلت بحضرتك عشان أطلب منك تبعت دكتور تاني مكاني
أيهم في قلق : أنا عرفت حقيقة الوضع عندك وبجد إتضايقت أوى إني بعتك هناك..... إنتي كويسة ولا بيحصل إيه عندك؟ 
رهف : أيوة أنا مكنتش متوقعة إن الوضع كدة أنا كمان بس أنا تمام يا دكتور متقلقش عليا
أيهم : أنا أسف يا رهف بجد..... لو عايزة تسيبي المكان عندك مفيش مشكلة
رهف : مفيش داعي للإعتذار يا دكتور..... على العموم أنا هستنى لحد ما حضرتك تشوف حد غيري
أيهم : أنا أصلاََ مفتقد حد يضايقني في الشغل زي ما بتعملي يعني
إبتسمت رهف وقالت : متقلقش هرجع وأضايق حضرتك تاني عادي
أيهم : ياريت والله..... على العموم أنا هدور على دكتور يقدر يسد في الوضع ده وأبعتهولك في أسرع وقت
أنهت رهف المكالمة وهي مبتسمة بعد أن شكرت أيهم ووقعت عينيها على يحيى الذي يتابعها وهي تتحدث وقال وهو يكبح غضبه : لو خلصتي مرقعة إتفضلي برا
رهف في تعجب : مرقعة؟!!
يحيى : اه.... إيه الجديد يعني؟ .... برا لو سمحتي
نظرت له رهف في غضب ثم ذهبت من الغرفة..... نظر خالد إلى يحيى في تعجب وقال : لسة برده مصر إنها كانت معاك في ثانوي بس
زفر يحيى وقال : سيبك من الهبل ده وتعالى قولي أخبار الأرض إيه
خالد : كله تمام ويزن كان معايا متقلقش على الشغل بس أنا سمعت حاجة كدة
يحيى : خير
خالد : الراجل اللي إنت قتلته النهاردة ده بيقولو إنه أقرب حد لعمار
يحيى : وبعدين
خالد : أنا قلقان من رد فعله خصوصاََ إنك راقد كدة..... خايف يعمل حاجة ومحدش هيوقفه
يحيى : يعمل اللي يعمله..... مش فارق معايا وبعدين أي حاجة هتحصل هعرف من القسم ورقدتي مش هتمنعني إني أفضل أحمي الناس اللي برا ديه
خالد في حزن : صعبان عليا أوي يا يحيى إن إنتو بقيتو كدة
يحيى في غضب : هو السبب..... راح رمى نفسه في حضن المجرمين لحد ما بقى زيهم وقتل جدي..... خلاص يا خالد عمار اللي كنت أعرفه زمان مات.... اللي فوق في الجبل ده عدوي ولسة طاري عنده ومخدتوش
خالد : أنا بس مستغرب ليه يعمل كده ويقتل جده...... معقولة إشاعة واحدة تخليه يقتله من غير دليل واحد حتى 
يحيى : مش الإشاعة بس يا خالد..... عمار طمع في ثروة جدي ولما عرف إنه مكتبش حاجة ليه من الثروة قتله
خالد : وهو منعه ليه من الورث يا يحيى؟ ما ديه حاجة مش مفهومة
يحيى : الله أعلم..... جدي مقلش لحد فينا إيه سبب اللي عمله ده
ظلا يتحدثان معاََ أما رهف فعادت إلى غرفتها وهي تشعر بالضيق من حديث يحيى معها بعد قليل دخلت أمينة وابتسمت لها وقالت : مش عتاكلي يا بتي؟!! 
رهف : تسلمي مش جعانة
أمينة : واه..... كيف عاد؟! 
رهف : بصراحة أنا تعبانة أوي وعايزة أنام
أمينة : خلاص كلي وبعدين نامي..... أنا خابرة إنك مستغربة وضع البلد وشكلك عايزة تهوربي بس يا بتي متخافيش منينا وإنتي إهنيه في أمان..... طول ما إنتي في بيت التهامية ويحيى التهامي موجود متخافيش واصل
نظرت رهف أرضاََ في حزن وكأنها تتمنى أن يحميها يحيى من العالم أجمع وليس من المطاريد فقط.... لاحظت أمينة شرودها فقالت : بكرة لما تجعدي معانا عتطمني
سمعت رهف أصوات بالشارع خارج المنزل فنظرت من النافذة واقتربت أيضاََ أمينة تنظر معها ووجدو بعض رجال البلدة يركضون بالخارج فخرجت أمينة مسرعة ولحقت بها رهف ونزلا إلى أسفل وجدتا عزام ويزن يخرجان من المنزل ثم عاد يزن بعد قليل وقال : بيقولو المطاريد حرقو القسم
خرج يحيى من الغرفة واستمع لما يقوله يزن وفتح عينيه في صدمة ثم إتجه إلى الباب ولكن وقفت رهف أمامه وقالت في غضب : إنت رايح فين؟!! 
يحيى في غضب : إوعي من قدامي
رهف : لا مش هتحرك من هنا ولا أنت كمان يا يحيى.... إتفضل جوا الأوضة لو سمحت
اقترب منها يحيى في غضب وقال : محدش هنا يقدر يقف في وشي ويأمرني أعمل حاجة..... وسعي يا رهف من قدامي
نظرت له رهف في تحدي وقالت : أنا الدكتورة بتاعتك وبقولك ترجع أوضتك دلوقتي...... الحريقة حصلت وخلاص وأهل البلد هيتصرفو إنت بقى هتخرج تعمل إيه بحالتك ديه ولا أنت فاكر إني مش عارفة إنك تعبان وبتمثل إنك سليم ومش موجوع...... إرجع الأوضة فوراََ يا يحيى
وقفو جميعاََ ونظرو لرهف في تعجب فكيف تتحدث مع يحيى هكذا والأغرب أن يحيى ينظر إليها ولا يجيب
يحيى : متنسيش نفسك وأعرفي إنتي بتكلمي مين كويس..... إتفضلي وسعي من قدامي
تقدمت رهف منه وقالت : وأنا قلت يا يحيى مش هتخرج وإنت عارفني كويس عنيدة ومبيهمنيش حد ومش وهسمحلك تخرج برا البيت ده غير لما تخف نهائي..... إتفضل إرجع أوضتك
تدخل عزام عندما رأى أن الحديث يشتد بينهما وقال : يا ولدي الدكتورة معها حج.... الرجالة عيطفو الحريج وخلاص عاد..... وبعدين لما تصح إبجي أعمل اللي رايده
أمينة : الله يرضى عليكي يا ولدي إرجع على فرشتك لحد ما تطيب وإسمع كلام الدكتورة بتاعتك عاد
كل هذا ويحيى ينظر إلى رهف في غضب وهي تبادله بنظرات صارمة وعلم أنها لن تتراجع عن قرارها فهي حقاََ عنيدة وهو يعلم ذلك جيداََ..... جذب خالد يحيى من يده وأمسك يزن ذراعه الأخر ودخلو إلى الغرفة وكان يحيى في قمة غضبه فأخذ المزهرية وأطاح بها إلى الحائط فقال خالد : إهدي يا يحيى..... هي خايفة عليك ومعاها حق..... إنت لسة عامل عملية إمبارح
جلس يحيى ويزفر في غضب حتى هدأ قليلاََ ثم قال يزن : هو إنت تعرفها منين يا يحيى؟!! 
نظر يحيى إليه ولاحظ نظرات خالد المتعجبة أيضاََ فقال : هو كل شوية حد يسألني السؤال ده؟! 
يزن : لا أصل بجد أول مرة أشوف حد يقف قصادك كدة وبعدين كلامها بين إنكم تعرفو بعض من زمان
زفر يحيى وقال : إطلع برا وسيبني لوحدي
خالد : نفسي في مرة يا أخي تتكلم معانا زي البني أدمين.... هتخسر حاجة لو حكيت اللي في قلبك
يزن : ميبقاش يحيى لو حكى
جذب يزن خالد من يده وخرجا من الغرفة وظل يحيى جالس على الفراش وبرغم غضبه من حديثها إلا أنه شعر بالإشتياق إليها أكثر فهو أعجب بشخصيتها القوية بالسابق وأنها لا تهاب أحداََ.... نفض الأفكار من رأسه متذكراََ المشاهد التي رآها في التسجيل فأغمض عينيه في ألم وشد على يديه في غضب عارم ثم قام بالإتصال بالضابط المسئول عن قسم الشرطة ليطمئن عليهم أما رهف فنظرت إليهم ولاحظت نظراتهم المتعجبة فصعدت إلى غرفتها وبعد قليل صعدت أمل وهي تحمل الطعام بيدها ووضعته على الطاولة في الغرفة وقالت : جبتلك الأكل عشان أكيد مكلتيش حاجة
رهف : شكراََ يا أمل
جلست رهف تتناول الطعام وهي تلاحظ نظرات أمل إليها وكأنها تريد أن تسألها عن شئ وقالت : قولي يا أمل عايزك تسألي عن إيه؟
أمل : هو إنتي تعرفي يحيى منين؟
رهف : مش مهم..... ممكن تسيبني أكل عشان عايزة أنام
شعرت أمل بالإحراج ولاحظت رهف ذلك فزفرت في ممل وقالت : أنا أسفة يا أمل..... أنا أصلي بقالي فترة مش بتكلم مع حد غير في الشغل ولا ليا أصحاب ولا قرايب فتلاقي كلامي كله بقى دبش ورخم كدة
إبتسمت أمل وقالت : ولا يهمك..... بس بصراحة أول مرة أشوف يحيى كدة..... يا سلام لو يحصل اللي في بالي
عقدت رهف حاجبيها وقالت : اللي هو إيه؟!
أمل : تتجوزي إنتي ويحيى يعني..... إنتي مش متخيلة كم المشاكل اللي بتحصل لما بابا بيضغط عليه عشان يشوف عروسة...... ياااااه البيت بيبقى زي الحريقة.... أصل يحيى مرة واحدة كده كره الستات كلهم من غير سبب فجأة حاله إتبدل..... يعني جيه فترة في أخر ثانوي عام كان بيتكلم عن الجواز وكدة وفجأة الموضوع مبقاش يجي على دماغه نهائي
صمتت رهف وهي تفكر فهي تعلم جيداََ أنها وراء ذلك التحول فقالت : لا أنا مش بفكر في الجواز خالص وبعدين أنا كلها كام يوم وهمشي
أمل : بصراحة يا رهف إنتي أمورة أوي ومش عارفة ليه لما وقفتي إتكلمتي قدامه كدة حسيت إنكم لايقين على بعض وبعدين أول مرة يحيى يسمع كلام حد
رهف : هو سمع الكلام عشان مصلحته وهو فعلاََ تعبان حتى لو مش بيظهر ده
قطع حديثهما أصوات ضرب الأعيرة النارية بالخارج فخرج يحيى من الغرفة وهو يصيح : كله ينزل على الأرض
نفذ جميع من بالمنزل أوامره وكانت رهف تمسك بأمل أسفل النافذة وعلي وجهها علامات الرعب فقالت لأمل : إنتو عايشين كدة إزاى بجد؟!
ثم توقف ضرب الرصاص وسمعو صوت بالخارج عمار : كنت فاكر إني هشوفك عند القسم يا يحيى.... بس واضح إنك بقيت جبان...... وأحسنلك تبعد عن عيني اليومين دول عشان دم مرعي هيرجع يعني هيرجع
تعجبت رهف من الصوت وشعرت بأنه مألوف فوقفت تنظر من النافذة وأثناء حديث عمار وقعت عينيه عليها ففتحهما في صدمة وقال في صوت غير مسموع : رهف!!!!
لاحظ عزت نظرات عمار وصمته المفاجأ فاقترب منه بالفرس وقال : يلا يا عمار..... مش عايزين الموضوع يكبر أكتر من إكديه
عمار وهو مازال ينظر إلى رهف في تعجب وهي تبادله ذات النظرات فقال : إيه اللي جابها هنا ديه؟!
عزت : ديه الدكتورة الجديدة في المستوصف
خرج يحيى ووقف أمام عمار وقال في غضب : جي تدافع عن مرعي وتحرق القسم بسببه وإنت قاتل جدك بإيدك يا عمار...... بدل ما تيجي تدافع عن دمه سلم نفسك وأدفع تمن عملتك الهباب ديه
نظر عمار له في غضب وقال : مش هتخلص مني بسهولة كدة يا يحيى...... ودم أبويا وحقي في ورث جدك هاخده يعني هاخده مهما طال الزمن...... واه جاي أدافع عن دم مرعي اللي كان أخويا بجد مش أول لما الفلوس دخلت بينا إداني ضهره وخلاني عدوه
يحيى في غضب : أنا مديتلكش ضهري عشان الفلوس..... أنا أديتك ضهري لما قتلت جدي وبقى بيني وبينك طار...... إنت اللي قتلت جدك عشان الفلوس ونسيت إننا دم واحد وجي دلوقتي تهددني قدام بيتي
عمار : مش بيتك لوحدك يا يحيى..... ده بيت التهامية كلهم..... وأنا واحد منهم ولا نسيت...... أنا عمار مهران التهامي وهفضل واقف قدام عيلة التهامية كلها لحد ما أرجع حقي منكم كلكم وأخر تحذير ليك يا يحيى...... متقفش في طريقي تاني عشان المرة الجاية مش هاجي أتكلم لا..... هخلي السلاح هو اللي يتكلم
يحيى : إنت أجبن بكتير من إنك ترفع سلاحك في وشي يا عمار..... ولو فكرت تعملها هتلاقي سلاحي سابق سلاحك..... أنا لحد دلوقتي صابر عليك وعايزك تاخد جزائك بالقانون ولولاك كان زماني مخلص على المطاريد كلهم..... أرجع لعقلك يا عمار وسلم نفسك مش عايز اللي بينا يخلص بقتل
عمار : اللي بينا لو خلص بقتل هيبقى بموتك إنت مش أنا..... وأخر مرة هحذرك تقتل حد من رجالتي تاني
ذهب عمار بالفرس وهو ينظر إلى النافذة بالأعلى ولاحظ يحيى نظراته فرفع رأسه ينظر إلى أعلى فوجد رهف تطل من النافذة فصعد إليها في غضب ودخل الغرفة ففزعت أمل من هيئته ووقف أمام رهف وقال : إطلعي برا يا أمل
خرجت أمل تركض من أمامه خشيةََ من غضبه ثم نظر يحيى إلى رهف وقال : إنتي واقفة عندك في الشباك ليه؟!
رهف : حسيت إن الصوت مش غريب عليا وطلع شكي في محله..... هو إزاى عمار بقى من المطاريد؟!
يحيى في غضب : شئ ميخصكيش..... هو أنا مش قلت كله ينزل لتحت عشان محدش يتصاب...... وبعدين إيه اللي موقفك برا وتخليه يشوفك..... إنتي عايزة تخلي شكلي زفت قدام الناس وخلاص
رهف في تعجب : هو أنا لو وقفت في الشباك يبقى شكلك زفت؟!
يحيى : لا وجودك هنا في بيتي هو اللي زفت..... واحدة زيك تقعد في بيت التهامية تجيب العار للعيلة كلها
تجمعت الدموع في عين رهف ولم تستطع التحمل أكثر من ذلك فصاحت به في غضب وقالت : كفاية بقى تجريح وإهانات..... أنا مش هسمحلك تتكلم معايا ولا عليا كدة تاني..... إوعى تكون فاكر إني مش برد عليك عشان مكسوفة ولا مش قادرة أدافع عن نفسي..... أنا مش برد عشان مش مجبرة أحسن صورتي قدام واحد زيك إستغل ضعفي وإني لجئتله في عز أذمتي وفي الأخر كان أول واحد بايعني
يحيى في صدمة : أنا اللي بعتك؟!!!.... ده إنتي ضحكتي عليا الناس كلها وطلعتيني مغفل..... ده أنا كرهت نفسي وكرهت الستات كلهم بسببك وإنتي جاية دلوقتي تقوليله إستغلتني...... أنا اللي إستغليتك ولا إنتي اللي لعبتي عليا.... وبعدين مين قال إنك مش مجبرة تدافعي عن نفسك..... إتفضلي قوليلي الفيديو ده حصل إزاى وليه؟
رهف : شئ ميخصكش
يحيى في غضب : إنتي عايزة توصلي لإيه أنا مش فاهم بجد
رهف : أصل أنا مهما أقول مش هتصدقني ومش هتسمعني أصلاََ زي ما مسمعتنيش زمان
يحيى : إنتي بردة مصرة إنك مظلومة..... طيب إثبتيلي ده
رهف : أثبته إزاى يعني مش فاهمة؟!
أمسك يحيى ذراعها وجذبها إليه وقال : مفيش غير طريقة واحدة
دفعت رهف يده في غضب وقالت : مش هيحصل اللي في دماغك يا يحيى..... مش هتلمسني بالطريقة القذرة ديه..... عايز تتأكد مفيش غير حل واحد
يحيى : إيه هو؟!
رهف : تتجوزني
ضحك يحيى في إستهزاء وقال : أتجوزك؟!.... هنا في الصعيد..... عشان تبقي الفضيحة فضحتين صح؟!
رهف : يبقى تنسى الموضوع كله وتتعامل معايا على إني الدكتورة بتاعتك وبس وتنسى أي حاجة حصلت بينا زمان وهي كلها يومين ودكتور أيهم هيبعت حد مكاني ومش هتشوف وشي تاني..... وإتفضل إرجع على أوضتك وياريت تبطل حركة وعصبية شوية
كاد يحيى أن يوافق على طلبها فهو برغم ما يشعر به إلا أن رغبته في أن تكون بين يديه تزداد ويحاول أن يسيطر على قلبه الذي لم يدق بالعشق سوى لها ولكن كبريائه يمنعه من الاقتراب منها والموافقة على هذا وأيضاََ يخشى أن يتأكد بنفسه أنها خائنة فذهب من أمامها كي يسيطر على مشاعره وأغلق الباب خلفه بعنف وعاد إلى غرفته.



تعليقات