رواية المجنونة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم عبدالرحيم كمال


رواية المجنونة

الفصل الخامس والثلاثون 35

بقلم عبدالرحيم كمال


نفـس إحساس الوجع و الخوف للطفلة اللي مكمـلتش الثمـن سنين و اللي حصل من ثلطاشر سنة ، بيعيد نفـسه .. 


   " بصـي جبتلك ايه ؟ البنبوني بالنكهة اللي بتحبيها ، بابا اداهولي عشان أجيبه ليكي .. " 


   مطت شفايفـها بعدما خدت العلبة و ضمنتـها لصدرها .. 


   " بتكـذبي عليا يا شمـس بابا بيجبهالك انت و انت بتدهـالي ، هو اصلا مبيحبنيش مبيجبليش حاجات حلوة زيك حتى مبيسبكـيش تلعبي معايا .. " 


   شهقت بدرامية ..


   " يعـني انا كذابة يا ليـن ، خلاص زعلت منك .. " 


   حضنتها بلهفـة ..


   " لا متزعليش مني ، بس لما هو بيجبهـالي لي مش بيدهالي على طول يبقى هي بتاعتك حتى مش بتجي تلعـبي معايا غير لما بـابـا يمـشي .. " 


   " أولا انت عارفة مبحبش نوع البنبـوني ده و حتـى بابا عارف ما دام بيجيبه أكـيد ليكي ، ثانيا بهـرب من المذاكـرة من وراه لعـيونك عشان العب معـاكي لو بابا عرف هيشوحني .. " 


   سبلت عيونـها ..


   " ليه مبيجيش يشـوفني ولا بياخدني مشـاوير طب ممكن انزل افطر معاكو ع الطربيزة الكبيرة لي تحت مبحبش اكل في اوضتي لوحدي .. " 


   شمس خدت العبوة ، فتحت وحدة بنبـوني حطتها في بقـها بنية انها تلهيها ..


   " طعـمها عامل زاي ؟.. " 


   " حلوة أوي .. " 


   " طيب خلينـا نلعب قبل ما بـابـا يرجع .. " 


مسابوش لعـبة إلا ولعبوها بينبسطو بفـترة مبتجيش غـير كل فين و فين لما بيصحلهم يلعـبو سوى و شمـس بتعمل كل للي تقدر عليه عشان تسعد أختها بتحاول تنسيها اهمال ابوها ليـها حتى لو ساعة تعيشها طفولتها ..


   بتنهـج ..


   " ليـن ، خلاص تعبت .. خلينـا نوقف لعب نرتاح شـوية .. " 


   ليـن بتشدها من إيدها بعد ما قعـدت ..


   " بابا هيجي بعد شوية خلينـا نلعب شـوية ثانيين عشان خاطري يا شمـس ، عشان خاطري .. " 


   ابتسمت و شدت خدها .. 


   " حاضر ، هو انـا اقدر ارفض لك طلب ، نلعب ايه ثـاني ؟.. " 


   " بالكرة .. " 


    و هما بيلعبو بالكرة زي ما طلبت ، شمـس من غـير قصد ضربتها جامد و نطت من السـور لبرا .. 


   " الكرة بتاعـتي ، شمـس الكرة بتاعتي طلعت لبـرا .. " 


   " خلاص اهـدي ، هروح اجيب عمـو الحارس يطلع يجبهالنـا .. " 


   ليـن راحت جري ناحية البـاب ..


   " هطلع اجيبها لوحدي .. " 


   شمـس مسمحتلهاش .. 


   " لا يا ليـن ، هنده على عمـو هو هيجيبها .. " 


   بتتنطط مصرة تطلع ..


   " لبين ما يجـي ، ولاد الجيران هياخدولي الكرة بتاعـتي بـابـا هو اللي جابهـالي .. " 


مكنش عندها حل غير انـها تطلع تجيبهالـها ، فتحت الباب و طلبت منها تفضل جوا طلعت تدور على الكـرة لمحتها في الناحية الثـانية


   " الحمد لله لقـيتها ، ليـن كانت هتزعل اوي لو ضيعـتها .. " 


جريت تجيبها مبسوطة ، مخدتش بالـها من العـربية كانت نتخبطها لولا ليـن اللي مقدرتش تستنى زي ما اتطلب منها بمجرد ما شافتها في خطر مترددتش تدفشها بعيد ، اتخبطت بدالـها ..  


   العـربية اللي خبطتهم بتاعت مهـاب اللي اتصدم من المشـهد نزل جري على بنتـه .. 


   مهـاب مرعوب ..


   " شمـس بنتي ، شمس افتحي عنيكي .. يا روحـي .. " 


   ليـن الغرقانة فدمـ ـها  ، مـوجوعة و خايفـة رفعت إيديها ناحيته  مكلفش نفسه يبص لها حتى مكـنش هامه غير شمس ميحصلهاش حاجة مش مهـم ليـن .. 


   همست .. 


   " بـابـا .. " 


   كانت عايزاه بس يجي يطمنـها و مجاش غرقت فالظلمة لوحدها  مستسلمة للمـ.. ـوت ..


                                                                       ......................

المشهـد بيعيد نفـسه بس الفرق لما رفعت إيدها لقت معـاذ ماسكها صوابعه بتترعش و هي بتتحط على خدها ، زعـق ..


   " حد يطلب الإسعاف بسـرعة .. " 


   نبرته اهـتزت و هو بيكلمـها ..


   " ليـن ، متغمضيش عنيكي ، خليكي معـايا ، متغمضيش .. " 


   همست بوهن .. 


   " بـا .. بـا .. " 


   عيونه دمعـو ..


   " انا معاكي يا روح بـابـا ، بصيلي ، اصبري شـوية عشـان خاطري يا ليـن ، عارف انك موجوعة بس استحملي ، انا بنتـي قوية هتقوم و هنرجع على البيت .. " 


   مهـاب قاعد ع ركبه جنبـها مصدوم ، مش عارف يقرب منـها بس بيردد كلمتين على لسانه ..


   " انا السبب .. انا السبب .. انا السبب .. " 


   معـاذ مكمل رغي بيحاول يخليها صاحيه .. 


   " هنرجع البيت عند مـريم ، انت وحشتيها اوي و عيطت فغيابك وعدتها هرجعك في ايدي مش هتصغريني قدامها و تخليني اخلف وعدي صح ؟.. " 


   حاولت تعمل اللي قلها عليه و تفضل بصاله بس مقدرتش ، شوي شوي غمضت عينيها و ارتخت ايدها مبقتش قادرو تمسك ايده ..


        الفصل السادس والثلاثون من هنا    

   لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات