رواية المجنونة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم عبدالرحيم كمال


رواية المجنونة

الفصل الثامن والثلاثون 38

بقلم عبدالرحيم كمال


كان داخل بشـويش عشـان لو بتغـفى ، ميقلقش نومـتها بس فاجأه وجود زينب بتشد خصلة من شعرها و إيدها اليمين على خصرها و بتلومها بدرامية .. 


   " زاي معـاذ بيه يبقى أبوكي و متعـرفينيش مش بقينا صحاب و بالإمارة بعتيلي قلب فاخر محادثة ما بينـا بس لو مكنتيش تعبـانة كنت هديكي بالجزمة .. " 


   مطت شفايفها .. 


   " بالراحة على شعـري يا زينب كـل ده و لسا واخدة بالك مـن اني تعبانة .. " 


   شدتـها بالراحة بس هي بتحب تعـمل دراما و فضلت تئن .. 


   " مسمعـش صوتك ، و زي الهبلة كنت خايفـة عليكي من ادم لازم أخاف ع ادم منك ، طيب نفـترض خبيتـي ليه مصارحتنيش بعدها  لما بقينـا صحاب ؟.. " 


   " يمكن عشان مسالتنيش .. " 


   " هعـرف منين اني لازم اسال .. " 


   بوزت ..


   " و هعـرف منين اني لازم أقلك بالراحة على شعري طيب ، بصي وراكي بابا واقف .. "  


   " فاكـراني عبيطة ، الكلمتـين دول هيمـشـو عليا ابدا مش خايفـة منه ولا يفـرق معايا هعمل فيكي اللي انـا عايزاه ، العوض بس على خوفي عليكي من آدم .. "  


   " سمعتها يا بابا بتقول مش خايفـة منك .. " 


   " عارفة بتشتغلينـي مفـيش حـ .. " 


   لفت تثبتلها انه مفـيش حد لقته فعلا واقف عند البـاب ، ابتسمت بتوتر ، افتكرت الشعر اللي لسا بين صوابعـها سابته و بتسرحهـولها بإديها ..


   زينب بتاتأة .. 


   " معـاذ بيه ، شعرها كان منكوش و بعملهولها مش كده يا ليـن يلا قوليله .. " 


   معـاذ بالعافية قادر ييتحكم في جدية ملامحه .. 


   " طيب كملو تسـريح .. " 


   بمجرد ما طلع سمـع صوت زينب نبـرته بتترفع تانـي _ مقلتليش ليـه انه معـاذ بيه فالاوضة _ بنتـه ردت عليها _ قلتلك مصدقـتيش اعملك ايه .. خلاص .. خلاص بالراحة على شعـري .. _


   ابتسـم ..


   " اخيرا لقـيتي صاحبة تنسيكي وحدتك .. " 


طلعت من المشفـى بعد يومـين و معاذ فضل ملازمـها فالبيت مصر ياخد باله منها و بصعوبة أقنعته يرجع لشغله بس ممشيش غير لما تاكد انها فطرت باس راسـها وصاهم متطلعش و ياخدو بالهـم منها 


   ليـن بتاكل طبق سلطة فواكي مغصوبة ، اكـد عليها لو رجع عرف انها مكملتوش هيزعل ، حست بنظرات بتخترقـها حاولت تتجاهلها مقدرتش ..


   " لو عايزة تقـولي حاجة يا بسـمة اتفضلي .. " 


   مـريم ردت .. 


   " مش عايزة تقـول حاجة يا بنتـي كملي اكلك .. " 


   بسـمة .. 


   " متبصليش كده يا فريدة لو منطقتش هتنفخ زي البالـونة بعدها هنفجر دنا مستنيه معـاذ من أسبوع يروح شغله شفـتو قلتلكم انها مش بنته كان معايا حق .. " 


   مريم باندفاع ..


   " فالنهـاية يبقى عمـها و ابوها قانونيا و هو معتبرها بنتـه و مش  بيتحمل الغلط عليها .. " 


   بسمـة ..


   " بس ميمنعش انها مش بنته وقعت عليه من السـما فجاة لزقت فيه اكيد داخلة على طمع .. " 


   فريـدة بتشد على ضروسها .. 


   " طمع ايه يا بسمة ؟.. ابوها وارث زي معـاذ و معاه فلوس تولعي فيها متخلصش .. " 


   " طيب سابت ابـوها و جاية تدور على عمـها ليه ؟.. " 


   سمية رددت وراها ..


   " ايوه لـيه ؟.. " 


   مـريم بغيظ .. 


   " و انت مالك يا سمـية ؟.. " 


   سمـية كشرت .. 


   " مالها سمية بسمة سألت الاول ولا عشان سمية هبلة و هتعرفي تسكتيها .. " 


   ليـن قاطعت احاديثهم الجانبية .. 


   " ايوه انـا دورت عليه و حشرت نفـسي فحياته ولو فضولك مش مريحك و عاوزة تعرفي السبب .. " 


   قبل ما يطلبو منـها متاخدش على خاطرها من كلام بسـمة كانت خبطت المعلقة في الطربيزة و قامت ادتهم ضهـرها ، قلعت قميص البيجامة ورتهم ظهرها .. 


   " اتمـنى الآجابة ديه تكون أشبعت فضـولك .. " 


الاربعة مصدومين حتى مـريم لي شافته من قبل رجعت اندهشت  من وضع ضهرها مستوعبوش و هي ببساطة لبـست و رجعت على الكرسي قعدت تكمـل أكل .. 


   فريدة بلعت ريقـها ، سالت بدون وعي منـها .. 


   " ابوكي عمـل فيكي كده ؟.. " 


   ليـن رفعت وشها عن الطبق ، بصت لفـريدة مبتسمة .. 


   " بصراحة لا ، انا عملت كده فنفـسي .. " 


   الصدمـة ديه كـانت اكـبر و أقوى مستحيل حد يستحمـل ضـ.رب يسيب الاثر لي شافوه من شوية فما بالك يضـ. رب نفـسه بوحشيه و بكامل ارادته ..


  " يضـ .ربني يجي ولا حاجة جنب الحالة لي وصلني لها ضـ .ربت نفـسي و مكنتش حاسـة بالوجع ، يعني متخيلين كمـية الحب اللي كان اللي انت سميتيه ابويـا بيديهالي .. " 


   مكنوش عارفين ينطقو يقـوللها ايه ، ضحكت .. 


   " مالك ساكتة يا بسمـة ، ايوه صح هربت من مهاب أكثر من مرة  و كل مرة بيلاقيني بضطر أرجع لجحيمه من اول و جديد و قررت ألاقي طريقة تخلصني منه و الطريقـة كانت جوزك يعنـي عمي .. "


   مريـم قاطعتها .. 


   " كفـاية عليكي كده يا بنتـي ، خلاص هي فهمت .. " 


   ليـن اعترضت .. 


   " هي بتحب تشـبع فضولـها بالتفـاصيل ، دورت في مكـتبه لقيت معلومات عن اخوه لي محدش كان داري عنه و مذكـور فالملف انه مبيخلفش ، حتى عنوان بيته مكـتوب بس المعلومات كانت قديمة  اتعذبت شوي للقيته بس صار بابا ببساطة ، شفـتي .. "


   قامت بعدما خلصت الطبـق .. 


   " صح محدش بيختـار اهله ، بس انا اخترت اخترت معـاذ يكون بابا و هيكون غصب عن أي حد .. " 


مشيت و سابتلهم فيضان من المشاعـر خصوصا الإحساس بالذنب لدرجة مطلعوش من اوضهم ولا قدرو يبصو فوشها مريم بس اللي أكلتها الغدا بإيدها و خلتها تشرب أدويتـها .. 


   بتتفرجع على التلفـزيون و بمجرد ما لمحتـه داخل قامت تتنطط و حضنته جامد .. 


   " بالراحة يا لين متعرفيش تقعدي عاقلة ، مش نزلت على الشغل و انا بوصي فيكي متتعبيش نفـسك .. " 


   مطت شفايفـها .. 


   " وحشتنـي .. " 


   ضحك .. 


   " بايـن هتاكلي دماغـي عشان اعملك اللي انت عايـزاه ، هاتي من الآخر و قولـيلي عايزه ايه .. " 


   عبست وشها .. 


   " ظلم يا بيه ، فاكر لما قلتلك بحبك قد الكاميرا و عدساتها ، انت اللي قفلتها فوشي يومـها .. " 


   برفعـة حاجب .. 


   " افهم انك مش عايـزة حاجة ؟.. " 


   بتلعب بصوابعـها ..


   " لا عايـزة ، بس انت عرفت زاي .. " 


   ضحك ..


   " حفضت تصرفـاتك هاتي قوليلي بنتي نفسها فايه أعملهولها ولا جبهـولها .. " 


ترددت تقوم كانت متوقعـة ردت فعله بمجرد ما قالت له انها عايزة تطلع من البيت ثار عليها مش هيسمح يرميها فالخطر ثانـي ما دام مهـاب برا .. 


   مفيش قوة هتغـير قراره ، بس هي ليها رأي ثاني بتعـرف تستغل نقط ضعفه .. 


   " حتى انت هتحبسنـي في البيت زيه ، هـربت منه عشان اعيش مش على أساس هتعرف تحميني منه .. " 


    نبرتـها زعزعت صرامته ، نبرته لانت تلقـائي .. 


   " بس انا مش هعـرف اكون جنبك ديمـا عشان أحميكي ، انا مش عايز أحبسك بس مش عايزك تتـأذي .. "  


   " طلبت منك بس نطلع شوية نشم هوا و هتكون معـايا معملتش كل اللي عملته عشان أهرب ، و اتحبس تاني .. " 


   معـاذ حب يلهيها و يغـير مجرى الحديث .. 


   " مقلتليش خليتي العربية توقف فنص الطريق زاي ، عدنـان قلي انك لما كـنت ماشية مع مهاب و فنيته يسفـرك برا البلد يدور ع اي طريقة يكلمني بيـها يدلني على مكانك ، هما فغيابك قدرو يتحكمو فالاوضاع تخانقو مع رجاله و جابو منهـم التلفون و العـربية و هما فالطريق لعندك بعـثولي الموقع .. " 


   " عجلات العـربية تفـرغت مرتين و فالمـرتين انا رميت المسامير حوالينها حاولت اخرهم على قد ما أقدر .. " 


   كشر .. 


   " جبتي منين المسامير .. " 


   " من شنطتـي كنت بلم فيها مستلزمات الهـروب طول الفترة للي كنا قاعدين فيها فالفـيلا مسامير شوك سكـ . ينة ، اي حاجة ممكن  تساعدني لميتـها .. "


   ضربها على راسها بس بالراحة .. 


   " بس معـرفتيش تقطعي الطريق بالراحة او تستنينـي انا أجيلك كنت هتروحي منـي .. " 


   حضنته .. 


   " كنت واحشني اوي اوي ، على سيرة انك واحشني قلتهالك قبل  عشان توافق على طلعتي من البيت ، بس فضلت تتوهني كاشفتك انا .. " 


مقتنعش بس اتجبر يعملها لي تعوزه ميهنش عليه زعلها أخدها هي  و زوجاته الاربعة على كافي كانت مبسـوطة لحد ما شافت عدنـان و شمـس مع بعض هنـاك ..


   مـريم شاورت على الطربيزة اللي هما قاعـدين فيها ..


   " اللي هناك ده مش عدنـان ، البنت معـاه مش فاكرة اسمها كانت جت على بيتنـا .. " 


   معـاذ رد ..


   " شمـس بنت مهـاب بتعمل ايه مع عدنـان .. " 


بتبص عليهم بغـل ، اضايقت من فكـرة وجوده مـع شمـس ، يعرفها منين أساسا عشان يقعد معاها ، انزعجت من الإحسـاس خدت من اول طربيزة قابلتها  المنيـو غطت بيه وشـها و راحت قعدت قريب منهم ..


   معـاذ ملقاش نفسه إلا حاطط المنيـو على وشه و قاعد معاهم ع الطربيزة ..


   همـس ..


   " هي ديه اخرتك يا معـاذ ، لاحق الستـات .. " 


   سمـية همست ..


   " ممكن تهدى شـوية يا حبيبـي مبسمعـش أي حاجة .. " 


   معـاذ بغيظ .. 


   " ده اللي ناقص تسكينـي يا سمية ، هتسمـعي ايه هما منطقـوش بحرف من لما قعدنـا .. " 


   سمية بغبـاء ..


   " بجد كنت فاكـرة وذاني بايظه و انا اللي مش سامعـة .. "


   معـاذ مسح وشه .. 


   " يا رب صبرنـي .. " 


مركزين معـاهم و أول ما لمح معـاذ الجرسون جاي عليهـم شاور له يرجع ، قاطع الصمت الطويل جملة عدنـان ..


   " من يـوم ما شفتك في بيت عمـي معـاذ ، متمسحتيش من بالي يا شمس ...


          الفصل التاسع والثلاثون من هنا    

       لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات