رواية بيت العجايب الفصل التاسع 9 والعاشر 10 بقلم سهام العدل


رواية بيت العجايب الفصل التاسع 9 والعاشر 10 بقلم سهام العدل


  أوقف سيارته أما المستشفى ونزل وجدها تنتظره… فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها جميلة بيضاء بعينين زرقاوتين وبعض النمش متناثر في وجهها… اقترب منها وجد علامات الانفعال بادية على وجهها…
🔹 مروان بغيظ مكتوم : ينفع اللي عملتيه ده ياسارة؟
🔹 سارة بانفعال : اتجوزت يامروان… اتجوزت….
🔹 مروان بصوت منخفض : اهدي ياسارة مش عايز فضايح في المستشفى… أنتي إزاي تهدديني انك تجيلي الشقة؟!
🔹 سارة : خلاص فهمني مقولتش ليه انك هتتجوز النهاردة.
🔹 مروان بانفعال مكتوم : أنتي مجنونة ياسارة… مش أنا حكيلك على كل حاجة.
🔹 سارة ببكاء :بس انت مقولتليش انك هتتجوز النهاردة.
🔹 مروان بلطف : ياحبيبتي أنا مرضتش أزعلك… قولت هبقي امهد لك الأمور…بس ممكن اعرف عرفتي منين.
🔹 سارة وهي تمسح دموعها : أدهم ابن عمك منزل صورتك بالبدلة على صفحتك وبيهنيك.
🔹 مروان : أوك ارجعي نبطشيتك وبكرة نبقى نتكلم.
🔹 سارة بفزع تمسكه من ذراعه : أنت رايح فين؟
🔹 مروان وهو يتنهد: راجع ياسارة.
🔹 سارة بتوسل : لا يامروان… مش هتمشي… وعايزة اعرف انت لمست البنت دي ولا لاء.
🔹 مروان بنفاذ صبر : هو أنا لحقت ياسارة… أنا سايب البنت بفستان الفرح.
🔹 سارة بتنهيدة : الحمد لله… خلاص تعالي نروح الشقة… أنا هستأذن وامشي.
🔹 مروان وهو يزيح يدها : أنتي مجنونة ياسارة… انا لازم ارجع.
🔹 سارة بعصبية : مش هترجع يامروان… ومش هتلمس البنت دي.
🔹 مروان بهدوء : شوفي ياسارة.. الشيء ده هيحصل عاجلاً أو آجلاً.. يبقى بهدوء كده تتقبلي الأمر من غير مشاكل.
🔹 سارة : أنا تقبلت الوضع بس عشان قولتلي إن كده هتقدر تواجه أهلك بيا وتعلن جوازنا بما أنك أنت كمان متجوز … إنما تنام معاها وتعيش معاها مش هقبل بكده يامروان.
🔹 مروان بتذمر: والبنت دي ذنبها إيه ياسارة؟!!
🔹 سارة : وأنا ذنبي إيه يامروان… ( واقتربت منه بدلال) مروان أنا بحبك.. مش قادرة اتخيل انك ممكن تكون مع غيري.
🔹 التفت حوله ثم ابتعد عنها وقال : راعي ياسارة اننا في المستشفي ومحدش عارف حاجه.
🔹 سارة : يبقى تيجي معايا نروح الشقة وناخد راحتنا هناك.

◾ تدق جيهان جرس الشقة بعدما تركت الحفل فجأة متحججة لأمها بمرض صديقتها المفاجئ وذهابها إلى المستشفى… فتح الباب لها كريم واستقبلها بدموعه : جيهان انتي جيتي كنت خايف متعرفيش العنوان.
🔹 جيهان بلهفة : كريم… البقاء لله ياحبيبي.
🔹 نظر لها كريم نظرة شملتها من أسفلها حتى أعلاها وهي ترتدي فستانها الأزرق التي حضرت به الحفل.. ثم قال : تعالى ياجي جي ادخلي.
🔹 دخلت جيهان معه المنزل ثم أغلق الباب خلفها بإحكام… دخلت جيهان وجدت الشقة فارغة… ظنت ان أحدا ما سيكون بالشقة مع كريم لظروف وفاة والدته… أنتابتها الريبة من نظراته… ولكنها انتظرت قليلا : هو أنت لوحدك هنا؟
🔹 كريم بحزن مصطنع : الكل في المستشفي معاها، بيخلصوا الإجراءات.
🔹 جيهان وقفت بتحرج : طب همشي أنا وبعدين هبقي اكلمك اطمن عليك.
🔹 وقف ومسكها وضمها قائلاً : متسيبنيش ياجيهان… أنا محتاجلك.
🔹 كانت تخلص نفسها منه بصعوبة ولكنها لاحظت أن لمساته غير بريئة… شعرت بالرعب منه وقالت بصوت مرتعش : معلش ياكريم… ماما هتقلق عليا… جذبها بعنف وبدأ يمرر يده على جسدها بطريقة مقززة وقائلا لها بتوسل : أنا بحبك ياجيهان… وبصراحة انتي زي القمر النهاردة وانا مش قادر امنع نفسي عنك… ارجوكي ياجي جي.
🔹 جيهان وهي تتلعثم قائلة : كـ.. كـ.. ـكـ.. كريم أرجوك مينفعش كده حرام… أما نتجوز..
🔹 كريم بإصرار ألا يتركها : طب ماإحنا هنتجوز… أوعدك إن أنا هتقدملك… يعني أنتي كده كده مراتي.
🔹 وجدت جيهان أنها إن لم تستسلم سيأخذ منها مايريد بالعنف،،، فقالت له بنبرة مرتعشة : طب ممكن كوباية ليمون أصل حاسة إني دايخة.
🔹 كريم : عيوني لك يا قلبي… ثواني وجايلك.

◾ بعدما انتهى الزفاف وأوصل العروسين عش الزوجية… أخذ السيارة وسار بها بلا هدى… وأمامه لقطات الزفاف وكتب الكتاب… يلوم نفسه هي الآن زوجة أخيه… لابد أن ينساها… أجبر نفسه وأتقن دور الأخ السعيد بزفاف أخيه وأخته.. لايعلم أحد أنه يتمزق بداخله.. ولكـن النسيان واجب لامحالة… قطع شروده رنات متقطعة من هاتفه… لم يبالي في البداية فمزاجه الآن لم يسمح له بالحديث مع أحد… ولكن الرنات لم تتوقف ثم سمع صوت رسالة،، فأخرج هاتفه من جيب سترته ووجد الرنات المتقطعة من جيهان ثم فتح الرسالة وجد «معاذ الحقني أنا عند كريم في الشقة وخايفة أوي مش مطمناله،، العنوان….»
🔹 لكمَ معاذ مقود السيارة بعنف ثم قال بانفعال شديد : غبية ياجيهان… غبية.

◾ بدلت فستانها الأبيض بيجامة من الستان وظلت تنتظره طوال الليل… ورغم حزنها وكسرة فرحتها كانت تلتمس له العذر نظراً لظروف مهنته،،، شعرت بالقلق عليه فحاولت الاتصال به مرات عديدة ولم تجد إجابة وبعد إصرارها الشديد سمعت صوته مبحوحاً : ألوووو.
🔹 وسيلة بقلق : مروان مالك.. صوتك متغير ليه… طمني عليك.
🔹 مروان : لا أبدا… شوية برد.
🔹 وسيلة بلهفة: ألف سلامة عليك… طب اتأخرت ليه؟؟
🔹 مروان : معلش كان لازم افضل جمب الحالة لحد ماتستقر بس انا مش هتأخر.
🔹 وسيلة : أهم حاجة إنك بخير… تيجي بالسلامة.
🔹 مروان : سلام.

◾ عاد لها بكوبٍ من الليمون المثلج فأخذته بإبتسامة ممتنة له :متشكرة ياكريم.
🔹 كريم بفرحة : أنا اللي متشكر… مكنتش اعرف انك بتحبيني كده ياجي جي.
🔹 نظرت له نظرة عميقة علمت منها مدى كذبه… الآن سعيداً ويبتسم بعدما كذب عليها… اتصل عليها يبكي لموت والدته و يستنجد بها لتكون بجواره والآن سعيد وفرِح لأنها ستمنحه جسدها فيما يغضب الله… كانت ترتشف الليمون ببطىء وتدعو الله أن يستجيب لها معاذ وينقذها… تتمنى أن يكون قد فتح رسالتها… ولكنها تثق به… تثق أنه سيأتي وينقذها..
🔹 انتقل كريم من مجلسه أمامها إلى جوارها… انتابها الرعب مرة أخرى لقربه الشديد منها… ولكنها تحاول أن تداري ذلك حتى لاينكشف أمرها…
= هو لم يعلم كيف قطع هذه المسافة في دقائق.. طوال الطريق لم يرى أمامه سوي صورة ذلك القذر وهو عائماً في دمه… أقسم إن كان فعل بها شيئاً سيقتله… وصل إلى العنوان المذكور في الرسالة وصعد درجات السلم في ثواني ثم طرق باب الشقة بعنف شديد.
🔹 فُزِعَ كريم من صوت طرقات على الباب،،، فوقف مشدوهاً : مين اللي هيجي دلوقتي؟
🔹 أحست جيهان أن روحها قد رُدِت إليها عندما سمعت طرقات الإنقاذ تدوي في المكان.
🔹 اقترب كريم من الباب وسأل بريبة: مين؟
🔹 معاذ بعصبية : إفتح يازفت.. إفتح أصل أبلغ عنك الشرطة.
🔹 فتح كريم الباب… فصدمه معاذ بلكمة قوية سددها إلى عينه… والتفت يبحث بعينيه عن جيهان… عندما وقعت عينه عليها هرولت اليه تحتمي به… أخذ تحت ذراعه وقال لها بلهفة: طمنيني إنتي كويسة؟… فأومأت برأسها وتساقطت الدموع من عينيها.
🔹 معاذ بحيرة وانفعال: انطقي… عمل فيكي حاجه الحيوان ده.
🔹 قالت من بين دموعها : لا..
🔹 كريم بعصبية : أنت اللي حيوان عشان تقتحم بيوت الناس بالشكل ده.
🔹 ترك جيهان وهم للكمه مرة أخرى : أمسكت بيده جيهان… أرجوك يامعاذ ياللا نمشي من هنا… كفاية كده..
🔹 نظر له معاذ بغلٍ شديد ثم جذبها من يدها ونزل بها.

◾ عندما ركبت جيهان السيارة بجانب معاذ أطلقت لدموعها العنان… كانت تبكي بحرقة… دموعها تسيل دون توقف… دموع ندم وحسرة وخذلان… تركها تبكي وفضل ألا يتحدث حتى تهدأ.. فهو الآخر مازال انفعاله مسيطر عليه.. اقترب من المنزل بالسيارة فنظر إليها وقال لها بلهجة عنيفة : أمسحي دموعك دي وأنزلي.
🔹 كانت خجلة من فعلتها… لم يكن لديها الجرأة أن تنظر له… ولكنها تريد أن تبرر له ذهابها إلى هناك فبدأت الكلام :أأأنا.. أنا كـنت عـ…
🔹 قاطعها قائلا لها بانفعال : أنتي إنسانة غبية… غبية ورخيصة… و اتفضلي انزلي وبكرة تكوني عندي في المكتب في العنوان ده… وأخرج بطاقة بها العنوان وأعطاها لها….
🔹 أخذته ونزلت تهرول باكية…..

◾ ملأت الشمس الدنيا بأشعتها الذهبية ومروان مازال غائباً عنها… انتظرت كثيرا حتى غلبها النوم وهي جالسة على الكرسي المقابل لباب الشقة.
🔹 عاد مروان من أحضان حبيبته التي حرمه منها أهله واضطر أن يتزوجها دون علم أحد حتى تستقر أموره ويعلن عن زواجه منها… ولكنه أمتلك من الأنانية مايجعله أن يأخذ وسيلة سلماً للوصول إلى هدفه… فتح باب الشقة وجدها تغط في النوم جالسة تنتظره… أغلق الباب بهدوء وجر كرسياً وجلس أمامها ينظر لها قائلاً في نفسه : صدقيني ياوسيلة إني مكنتش ناوي أظلمك… منكرش إني اتجوزتك عشان يوم ماأعلن زواجي من سارة… أكون سبق ليا الجواز زيها… بس أنا كمان حبيت انفذ وصية عمي وطلب جدي… تخيلت إني هقدر أوازن الأمور… لكن سارة أعلنت الحرب من أول يوم… وللأسف الربح هيكون من نصيبها لأنها عارفة انها حُبي الوحيد ونقطة ضعفي وبتلعب بالنقطة دي… وللأسف حسبتها غلط…. قطع شروده استيقاظ وسيلة : مروان… أنت جيت؟
🔹 وقف مروان وقاله بجموده المعتاد: أيوة جيت… نايمة ليه كده؟
🔹 وسيلة : كنت بستناك… ونمت غصب عني.
🔹 مروان : بعد كده لو اتأخرت ابقى نامي… ظروف شغلي مش مضمونة… وتركها واتجهه ناحية الغرفة
🔹 شعرت وسيلة بالكسرة فهو لم يبدِ لها أي إهتمام كعروس جديدة.. وجامد كما هو… حتى لم يعتذر عن تأخيره وتركه لها بفستان الزفاف… ومع ذلك ساقها قلبها خلفه لتسأله : أجهز الفطار نفطر سوا.
🔹 مروان وهو يفك أزرار قميصه : أنا فطرت افطري أنتي… أنا منمتش طول الليل ومحتاج ارتاح…
🔹 ردت عليه بحزن واضح في صوتها : ارتاح… وتركت له الغرفة وخرجت…

◾ استيقظت جوري من النوم وجدت أختها تجلس على السرير المجاور لها عيناها منتفخة إثر بكاء دام طوال الليل… لاتنكر جوري أنها استيقظت أكثر من مرة على صوت بكائها ولكنها لم تبالي وتعود للنوم مرة أخرى… جوري تعلم جيداً أن أختها خانتها وأبعدتها عن كريم وتعلقت هي به فقد سمعت لهما أكثر من مكالمة أثناء تتبعها لجيهان حين تبعد وتتحدث معه،، ومنذ حينها وهي فقدت ثقتها التامة بها وأصبحت تتجاهلها دائماً… فقد صُدمت في أختها الوحيدة… جاءتها الطعنة من أقرب الناس لها… لاتعلم هي الأخرى أنه ذئب بشري وكان يلعب عليهما ليقع إحداهما في شباكه… لم يعرف الحب طريقاً إلى قلبه…
🔹 نهضت جوري وأمسكت المنشفة ودخلت الحمام ثم خرجت بعد دقائق ووقفت أمام المرآة… فرأت إنعكاس جيهان في المرآة تجلس القرفصاء وتضع رأسها بين رجليها… إنتاب جوري الفضول من حالتها فسألتها ببرود : عاملة في نفسك ليه كده… هو كريم خلي بك ولا إيه؟
🔹 انتبهت جيهان عندما سمعت اسم كريم فرفعت رأسها وقالت بتلعثم: مين اللي دخل كريم دلوقتي؟
🔹 التفتت لها جوري وهي تمشط شعرها قائلة : أنتي فاكرة إني معرفش حاجة… أنا عارفة انك على علاقة بكريم.. لكن من يوم ماكذبتيني اما قولتلك انه فعلا بيكلمني وبيحبني وقولتي اني دي أوهام مراهقتي… من وقتها وأنا سيبتك تتأكدي بنفسك… ثم جلست بجوارها على الفراش لتقول لها بتشفي : وعلى فكرة أنا مش زعلانة عشانك… بالعكس أنا فرحانة فيكي… وعمري ماهسامحك… ومش زعلانة عليه بالعكس… لكن زعلانة من طعنة الأخت اللي وجعتني وسابت أثر عمره ماهيروح…. ثم تركت لها الغرفة وخرجت.
🔹 ارتفع نشيج بكاء جيهان مرة أخرى… فهي المخطئة الوحيدة… هو فهمها أنه لم يكن له أي علاقة بجوري ولم يلمح لها بشيء رغم انه انسان قذر… ومن الجانب الآخر بدأ ينصب شباكه على جيهان ويوقعها في غرامه… هي الآن لاتبكي عليه بل تبكي على نفسها التي دُهست تحت أقدام هذا الخسيس… وعلى صورتها التي تشوهت أمام معاذ… فمازالت كلمت (رخيصة) منه تتردد بتواصل في أذنها… مما يجعلها تحتقر نفسها أكثر وأكثر.

◾ جلست تشرب قهوتها بجوار النافذة الزجاجية… تتأمل الشوارع المزدحمة بالناس… فكل من يمر يحوي بداخله هموماً لا حصر لها… تعلم أن الدنيا دار ابتلاء… ولكن ماذا فعلت في حياتها لتُكسر فرحتها بهذا الشكل… حافظت على نفسها كثيراً من أجل رضا الله ومن أجل أن يمن عليها بمن ملك قلبها ولكنها الآن مُحبطة… كيف له أن يعاملها بهذا الحمود والبرود وهي عروسة أمس… لم يعطيها أي إهتمام وكأن لاوجود لها… هل أخطأت بالموافقة على الزواج منه رغم أنها تعلم إنه لا يحبها… أسئلة كثيرة كادت أن تفتك برأسها ولكن بينما هي هائمة بين أفكارها وفنجان قهوتها… وجدته يمسح على ذراعها : وسيلة… وسيلة.
🔹 وسيلة بفزع:هاااا… مروان!!!
🔹 ابتسم ثم سألها : إيه مالك أنا بنادي من وقت طويل… فينك؟
🔹 وسيلة وهي تنظر لابتسامته : أنا… أنا كنت سرحانة شوية.
🔹 مروان بابتسامة : طب ممكن نعطلك شوية وتعمليلي قهوة.
🔹 وسيلة بسعادة : حاضر دقيقة واحدة… وهمت متجهة للمطبخ فأوقفها : وسيلة… التفت له : اتغديتي؟.. حركت رأسها نافية… فاستأنف : طب جهزي الغدا نتغدى سوي… ردت بحماس : دقايق ويكون جاهز.

= بعد أن ذهبت تنهد مروان تنهيدة عميقة… تذكر حلمه بعمه وجدي وهو يلتقي به في حديقة منزلهم… وعندما رآه ابتهج وناداه ولكن عمه نظر له نظرة خيبة أمل ولم يبالي به وتركه وذهب… وماأزاد الثقل على كاهله عندما نادي عليها ولم تستجب فنهض يبحث عنها في الشقة ووجدها شاردة حزينة… الدموع تملأ عينيها… فهو يعلم جيدا أنه سبب هذه الدموع… ولكنه الآن وضع نفسه بين حجري الراحية وهو المطحون بينهما… قطع شروده رنين هاتفه باسم (الدكتورة سارة) لم يرد ووضعه على وضع الصامت… ونهض إلى المطبخ حيث توجد وسيلة ووقف خلفها وأمسك كتفيها وقال لها :محتاجة مساعدة؟
🔹 انتفضت وزادت دقات قلبها… لم تستطع الرد ولكنها تريد أن تستغل هذه اللحظة التاريخية : مروان مهتم بمساعدتها… ابتلعت ريقها وأخذت شهيقا وأخرجت زفيرا وقالت متصنعة المرح لتخفي خجلها : أيوة جهز المخلل والسلطة معايا… أدارها مروان حتى أصبح وجهها أمامه… احمرت خجلا من نظراته وارتفعت دقات قلبها ثم أمسك يدها وقال لها : تعالى معايا…
🔹قالت له وهي في حالة يرثي لها من الخجل والتوتر : على فين…
🔹 جذبها من يدها قائلا : تعالى بس وأنا هقولك……..

🔹قالت له وهي في حالة يرثي لها من الخجل والتوتر : على فين…
🔹 جذبها من يدها قائلا : تعالى بس وأنا هقولك……..
🔹أخذها على غرفة نومهما.. وبعدما دخلا الغرفة أجلسها على الفراش وجلس جوارها وأمعن فيها النظر بإعجاب… كانت وسيلة تبتلع ريقها من فرط توترها… اقترب منها ومسح بيده على شعرها بإعجاب ثم اقترب من أذنها هامساً: تعرفي إنك طلعتي أجمل بكتير وأنتي بشعرك… نظرت له بسعادة من ثنائه على جمالها.
🔹 هو الآخر شعر بالراحة عندما وجد نظرة الرضى والسعادة في عينيها بدلاً من نظرة الحزن الذي رآها منذ قليل … لذا قرر أن ينهي مانوي فعله … ولكن قطع شروده جرس الباب.
🔹 انتفضت وسيلة قائلة : ياترى مين؟
🔹 مروان بهدوء : خليكي وانا هشوف مين.
=خرج مروان من الغرفة… وفتح الباب ليجده أمجد…
🔹 مروان : أمجد… مالك… تعالي ادخل.
🔹 أمجد بلهفة وفزع : تعالى أنت معايا ميان في المستشفي.
🔹 مروان بقلق: مالها ميان… ومستشفى إيه؟؟؟
🔹 أمجد : تعبت ووقعت فجأة وحاولنا نتصل بك مبتردش ووسيلة مغلق… نقلناها المستشفى اللي انت شغال فيها… وعمي طلب مني اجي أعرفك.
🔹 مروان : طب دقايق هلبس ونازل… تعالي ادخل.
🔹 أمجد : لا انا هسبقك… وابقى تعالي… سلام.
🔹 مروان بتوتر : سلام.
🔹 دخل مروان وفتح الخزانة…. وسيلة: مين يامروان اللي كان بيرن.
🔹 مروان : أمجد بيقول ميان في المستشفي.
🔹 وسيلة بقلق : ليه… مالها؟؟
🔹 مروان وهو يخرج ثيابه: مش عارف… لسه هنزل اشوف فيه إيه؟
🔹 وسيلة : أنا جاية معاك.

◾ في المستشفي… الجو مشحون بكثير من القلق والتوتر وترقد ميان على سرير أبيض شاحبة الوجه والهالات السوداء تخطي عينها ويدها متصلة بزجاجة تقطر ببطء متصلة بيدها… يدخل مروان وخلفه وسيلة… ويقترب منها ويمسك يدها ويفحصها بقلق : مين اللي دخلها وعملتوا إيه وازاي سابينها كده…. ويضغط على زر الاستدعاء…
🔹 ممدوح بحزن: في دكتور يابني جه وكشف عليها اسمه خالد واخذوا منها عينة دم.
🔹 جاءت ممرضة مسرعة تدخل الغرفة : خير فيه حاجة؟
🔹 مروان بعصبية : فين نتيجة التحاليل وهاتيلي سونار.
🔹 الممرضة : النتيجة لسه مظهرتش وحضرتك ممكن ننقلها أوضة الكشف لأنه ممنوع ننقل السونار.
🔹 مروان بعصبية : المستشفى كلها تتنقل هنا… أنتي اتجننتي… دي أختي…
🔹 دخل طبيب يكبر مروان بأعوام…أمسك كتف مروان : ممكن تهدي يامروان واللي عايزة هيتعمل…
🔹 مروان بعصبية أقل : دكتور خالد أنت مش شايف حالتها.
🔹 خالد بهدوء : تأكد إن اتعملها اللازم وهنكشف سونار ونستني التحاليل.
🔹الممرضة بتساؤل : يعني اعمل إيه دلوقتي يادكتور.
🔹 خالد بهدوء : سيبيها اما المحلول يخلص هنكشف سونار.
🔹 مروان بقلق: طب ممكن نستعجل التحاليل.
🔹 خالد : هياخد شوية وقت يامروان.
🔹 وسيلة تجلس بجوارها على الجانب الآخر وتمسك يدها : خلاص يامروان اهدي واصبر.
🔹 مروان اتجه ناحية والدته التي تجلس باكية : اهدي ياماما … مفيش حاجه هي كويسة.
🔹 منال بدموع : أنا اللي غلطانة… بقالها فترة تعبانة ومتغيرة وأما قولتلها نكشف نطمن قالت إن هي كويسة… أنا اللي أهملتها (وزاد بكائها)
🔹 وسيلة : متزعليش نفسك ياطنط هي أن شاء الله هتبقى كويسة… خير ياحبيبتي متقلقيش.
🔹 دخل أدهم فجأة الغرفة وقال وهو يلتقط أنفاسه : ميان… مالها ميان… واقترب منها ينظر لها بحزن ولهفة ويقول لوسيلة : مالها ميان ياوسيلة.. مالها؟
🔹 وسيلة بتعجب من حال أدهم : كويسة ياأدهم… اهدي.
🔹 أدهم بحزن بادي: أمال إيه اللي حصلها… فيها إيه…طمنوني عليها.
🔹 نظر له مروان بحيرة وريبة : اهدي ياأدهم…
🔹 استدرك أدهم موقفه… فشعر بالحرج ثم قال : أنا بس قلقت عليها… يارب يكون خير.
🔹 تحركت ميان بتعب وهي تهذي : مهند… مهند.
🔹 وسيلة بلهفة : ميان… أنتي كويسة؟

◾تجلس أحلام باكية في شقتها وبجوارها زوجها أحمد في حالة قلق شديدة: ها ياأحلام مفيش أخبار عن آثار؟؟
🔹 أحلام ببكاء : لا ياأحمد أسبوعين معرفش عنها حاجة وتلفوناتها كلها مغلقة… حتى حساب الفيس اتقفل.
🔹 أحمد بقلق: جوزها نفس الوضع مش عارف عنه أي حاجة.
🔹 أحلام : وإحنا هنفضل ساكتين كده… أنا هتجنن ياأحمد.
🔹 أحمد : ربنا يسهل بكرة هبعت أسأل في المستشفي اللي كان شغال فيها… بس هنزل دلوقتي لممدوح عشان أطمن على ميان.

◾ مر الكثير من الوقت حتى جاءت الممرضة تستدعي مروان للدكتور خالد… ذهب إليه مروان في حالة قلق…
🔹 مروان : خير يادكتور خالد… نتيجة الدم ظهرت؟
🔹 خالد : أيوة يامروان… بعد السونار والتحاليل أختك عندها فشل كلوي.
🔹 مروان بذهول : إيه!!!.... إزاي وفجأة كده؟
🔹 خالد بهدوء : لا طبعا مش فجأة ولكن كان فيه إهمال شديد.
🔹 مروان بتساؤل : طب هتخضع للغسيل ولا هتحتاج زرع.
🔹 خالد : لو فيه زرع هيكون أفضل.
🔹 مروان بحزن : متشكر يادكتور خالد… بعد إذنك.
🔹 خرج وجد وسيلة تقف على باب الغرفة تنتظر خروجه… عندما رأته : خير يامروان… طمني.
🔹 مروان بحزن : عندها فشل كلوي ياوسيلة.
🔹شهقت وسيلة ووضعت يدها على فمها من الصدمة ودمعت عيناها: إيه!!
🔹 مروان بتحذير : اهدي ومش عايز قلق عشان نفسيتها متتأثرش.
🔹 هزت وسيلة رأسها بالطاعة ودمعت عيناها وتركها مروان ودخل لميان… جاءها أدهم قلقاً: طمنيني ياوسيلة.
🔹 وسيلة بعينين دامعتين : فشل كلوي ياأدهم.

◾ في مكتب معاذ تجلس جيهان منذ ساعتين وهو يعمل بجد في تجهيزه ولم يعطها إهتمام.
هي تجلس مُحرجة وقلقة في نفس الوقت… ولم تستطع أن تبدأ بالحديث… فهي منذ ليلة أمس وهي مترددة في مجيئها كما طلب منها… تستحي أن تنظر له بعدما حدث…
🔹 أخيراً شد أحد الكراسي وجلس بالقرب منها ونظر لها قائلاً بغيظ: تعرفي اني منمتش طول الليل بسببك وفكرت كام مرة إني أنزل أضربك.
🔹 جيهان بصوت متحشرج ودموع تملأ مقلتيها : أأأنا آسفة… آسفة بجد على اللي حصل.
🔹 معاذ بصوت غليظ: وهو أسفك ده كان هينفع بإيه لو كان الحيوان ده عمل فيكي حاجة.
🔹 نظرت للأرض وصمتت ودموعها تتساقط في صمت.
🔹 أطلق سبابته ثم وضعه على رأسها قائلاً بانفعال : وعقلك ده كان فين وأنتي ريحاله برجلك لحد عنده… قوليلي… كان فين… ثم تنهد ورفع وجهها بيده واستكمل : عارفة ياجيهان البنت اللي بتروح لشاب بيته احنا الشباب بنقول عليها إيه… عارفة ولا مش عارفة؟؟
🔹 انفجرت في البكاء قائلة : كفاية يامعاذ… أرجوك كفاية… كنت غبية ومُغيبة… مكنتش فاهمة ولا عارفة… صدقته اما قال إن أمه ماتت.. ضحك عليا… خدعني…
🔹 معاذ : وأنتي ليه تمشي ورا كلامه… أنا مش طلبت منك تبعدي عنه… ليه ياجيهان… أنا نصحتك… كنت خايف عليكي.
🔹 جيهان ببكاء : صدقته… صدقت كلامه… معاذ أنا عشت من غير أب… فرحت بيه و باحتوائه ليا ومكنتش عارفة إن كل ده تمثيل وخداع… سامحني يامعاذ… سامحني انا بحترمك ومش عايزة انزل من نظرك.
🔹 هدأ معاذ وشعر ناحيتها بالشفقة : خلاص اوعديني نبقى اخوات ومتخبيش عليا حاجة… وتتعلمي من اللي حصل
🔹 جيهان بفرحة: أوعدك بس انت سامحتني؟
🔹 معاذ بابتسامة… سامحتك بس زي مااتفقنا لو احتاجتيني في أي وقت أنا موجود… اتفقنا؟
🔹 جيهان بابتسامة من بين دموعها : اتفقنا.
🔹 رن هاتفه برقم مروان فنظر له وشرد لثواني ثم فتح الخط وتصنع المرح : صباحية مباركة ياعريس.
🔹……………………
🔹 معاذ بقلق : إيه… ميان… أنا جاي حالا.
🔹 جيهان بقلق : مالها ميان؟
🔹 معاذ بقلق : في المستشفى… ارجعي أنتي البيت على طول.
🔹 جيهان وهي تنهض تجمع كتبها : أنا جاية معاك لها.

◾ في المساء… يجلس الجميع ماعدا الكبار في الغرفة… بعد إلحاح من معاذ ووائل على مغادرتهم… وأدهم الذي اختفى بعيون دامعة منذ أخبرته وسيلة بمرض ميان….
🔹 تجلس ميان مستلقية على بعض الوسائد.. تقول بصوت متعب : أرجوك يامروان… خد وسيلة وامشي.
🔹 وسيلة : هو أنتي يابنتي شيلاني… أنا مش هسيبك.
🔹 مروان : ريحي نفسك ياميان… أنا ورايا شوية حاجات هعملها هنا في المستشفي… ووائل هياخد الباقي ويمشي.
🔹 معاذ بإصرار : أنا مش هسيبها… هفضل معاها..
🔹 ميان : مروان أنتوا فرحكم كان امبارح… روحوا ومعاذ هيفضل.
🔹 وسيلة مستدعية المرح : أنا مش سيباكي هفضل معاكي لحد ما مروان يخلص شغله.
🔹 مروان : ياللا يامعاذ عشان بنات عمتك اتأخرتوا.

= مرت ساعات بسيطة وغفت ميان وكانت وسيلة تجلس تعبث بهاتفها … دخلت عليهما طبيبة ترتدي الزي الخاص بالأطباء تمشي بخيلاء واضعة يدها في جيبها…
🔹… السلام عليكم..
🔹 وسيلة : وعليكم السلام.
🔹… دي غرفة أخت الدكتور مروان؟
🔹 وسيلة : أيوة… بس هي نامت.
🔹قلقت ميان على الصوت فتسائلت :فيه حاجة ياوسيلة؟
🔹 وسيلة : أيوة فيه دكتورة جاية تشوفك.
🔹 ابتسمت لها ميان بتعب.. فاقتربت منها الطبيبة : ألف سلامة عليكي.
🔹 وسيلة : الله يسلمك ياحبيبتي… هي لها أدوية دلوقتي؟
🔹…. لا حضرتك فهمتي غلط… أنا الدكتورة سارة أخصائية عظام في المستشفي… جاية بس اطمن على أخت مروان.
🔹 وسيلة : تشرفنا ياحبيبتي… وأشارت لها على الكرسي المجاور… اتفضلي ارتاحي.
🔹 جلست سارة : متشكرة جدا… ياترى حد مقصر هنا معاكوا؟
🔹 وسيلة : لا أبدا بالعكس… دول قايمين بالواجب وزيادة.
🔹 سارة : تمام… بس متعرفتش بيكي.
🔹 وسيلة : أنا وسيلة بنت عم ميان وزوجة مروان.
🔹 جحظت عيني سارة وهبت واقفة… في نفس الوقت دخل مروان يحمل كيساً بلاستيكياً فيه بعض الأطعمة… ولكنه صُدِم عندما رأي سارة في الغرفة… هرب الدم من عروقه عندما نظر لها ووجد الشر في عينيها… فهو رغم عشقه لها ولكنه يعلم أن طيشها وجنونها يفوق أي احتمال.
🔹 نظرت له وسيلة بحب قائلة : تعالى يامروان… الدكتورة سارة زميلتك جت تطمن على ميان.
🔹دخل مروان ووضع الكيس على أحد الكراسي وقال : إزيك ياسارة.
🔹 سارة بجمود : تشرفت بمعرفة مراتك يامروان.
🔹 مروان بنظرات مُحذِرة : متشكر ياسارة اتفضلي على نبطشيتك.
🔹 خرجت سارة والغيظ يتملكها من الغرفة دون رد…
🔹 وسيلة بعتاب : ليه كده يامروان… جاية تعمل واجب تزعق فيها؟
🔹 مروان ومازال التوتر يتملكه : وسيلة… متدخليش في حاجة متخصكيش.
🔹 نظرت له نظرة مكسورة : آسفة.
🔹 مروان : خدي اتعشى واعطي لميان نص كيس عصير بس…
🔹 همَّ ليخرج أوقفته وسيلة : طب تعالي اتعشى.
🔹 مروان دون أن يلتفت : مليش نفس… وتركها وخرج.

◾ مرت أيام عديدة ومازالت ميان في المستشفي ووسيلة لا تتركها إلا قليلاً.. كانت في قمة الحزن لرفض الجميع أن تتبرع لميان بإحدى كليتها فبعد الفحص لم يتطابق مع ميان كل من مروان ومعاذ ووسيلة سوي وسيلة… ميان كانت أول الرافضين.
🔹 مروان في أسوأ حالاته النفسية بسبب حالة ميان وقد قدم إعلاناً عن متبرع بمقابل مادي….
🔹 بينما تمشط وسيلة شعر ميان طُرِق باب الغرفة… غطت ميان شعرها بحجابها وقالت وسيلة : ادخل.
🔹 دخل الدكتور خالد وفي يديه ملف : ازي الآنسة ميان النهاردة.
🔹 ميان بإرهاق : الحمد لله كويسة.
🔹 خالد : طب جيت افرحكم… الحمد لله لقينا متبرع مطابق تماما وبصحة جيدة… الآنسة ميان تجهز عشان هنعمل الزرع في أقرب وقت.
🔹 وسيلة بفرحة : اللهم لك الحمد… ده أحسن خبر يادكتور… مروان عِرف؟
🔹 خالد : لا… دا أنا قولت هلاقيه هنا.
🔹 وسيلة : طيب يادكتور متشكرين جدا لحضرتك… أنا هعرفه.
🔹 خالد : طب بعد إذنكم…
🔹 وسيلة : اتفضل.
🔹 ميان بفرحة أمل : يعني هبقي كويسة ياوسيلة.
🔹 احتضنتها وسيلة : هتبقى أحلي البنات ياميون.
🔹 خرجت وسيلة من الغرفة تبحث عن مروان لتعطيه البشري… وبعدما سئلت إحدى الممرضات أشارت لها على غرفة وأكدت له بوجوده فيها.
🔹 اقتربت وسيلة وفتحت الباب مبتسمة :مـروان…الحمد...ثم وقفت متعجبة مما رأت… رأت مروان يقف محتضناً بذراعه الأيمن وسط سارة وبيده اليسرى يمسح عينيها.
🔹 عندما رآها مروان ترك سارة من هول المفاجأة وقال وهو يجلي حنجرته : وسيلة!!
🔹 فكرت وسيلة أن توليهما ظهرها وترجع… فهي الآن تشعر بحرقة في قلبها… الشك والغيرة ينهشان قلبها وعقلها… نظراته لسارة كلها حب واحتواء… أيعقل ماتفكر به… هزت رأسها وحاولت أن تتصنع الثبات… اقتربت منه وقالت بهدوء مصطنع : كنت عايزاك يامروان.
🔹 هز مروان رأسه قائلا : أوك.. جاي وترك سارة وذهب معها.
🔹 ظن مروان أن وسيلة ستقيم الدنيا وتقعدها مما رأت أو أقل شيء ستنهال عليه بالأسئلة كباقي النساء إذا كُنَّ مكانها.
🔹 وسيلة تحاول أن تتماسك بقوة… تريد أن توجه له الكثير من الأسئلة ولكنها رأت من الأفضل ألا تشحن الجو بينهما في المستشفي.
🔹 ظل مروان على سكوته.. يريد أن يسألها ماذا كانت تريد ولكنه يخشى أن تتكلم وتسأله عما رأت وحينها سيكون في وضعا ًلايحسد عليه ولكن قطع تفكيره… وسيلة بصوت مجروح : مبروك الدكتور خالد قال إنه خلاص في متبرع متطابق لميان.
🔹 مروان بفرحة : بجد… اللهم لك الحمد… بس مين ده وهياخد كام؟
🔹 وسيلة : معرفش التفاصيل… الدكتور خالد مقالش غير كده.

◾ بعد يومين الجميع مجتمع حول ميان في الغرفة قبل دخولها غرفة العمليات…
🔹 منال ببكاء : تقومي بالسلامة يا بنتي.
🔹 فريال : إن شاء الله هتقوم وتنور البيت تاني.
🔹 دخلت الممرضة : اتفضلي ياآنسة… عشان تجهزي للعملية.
🔹 خرجت ميان ومعها وسيلة أمام غرفة العمليات…
🔹 الدكتور خالد: معلش اجهزي على إما المتبرع يوصل… اتفضلي ادخلي…
🔹 اقترب منها مروان واخذها تحت ذراعه : مالك بترتعشي ليه؟
🔹 ميان بصوت مرعوب : خايفة أوي يامروان.
🔹 مروان مطمئناً لها : خايفة وأنا معاكي… مش هسيبك لحظة.
🔹 أخذها وذهب بها ليدخلا الغرفة ولكن أوقفتهم وسيلة : ميان.
🔹 واندفعت ناحيتها تحضتنها وتبكي مما أبكي ميان هي الأخرى : مستنياكي ياميان… اخرجيلي بالسلامة… مقدرش أعيش من غيرك.
🔹 مروان متعجباً من كمية الحنان والعطاء التي تحمله وسيلة للجميع… دموعها دموع حانية وحضنها لميان كأنها ابنتها… ابعدها مروان عنها ومال عليها هامساً : كده هتقلقيها أكتر ياوسيلة.
🔹 وسيلة وهي تمسح دموعها : ميون حبيبة قلبي متتاخريش عليا… وقبلتها في وجنتها وعادت للغرفة.




تعليقات