
رواية عهد الغرام 3
الفصل السابع والعشرون 27 الخاتمه
بقلم محمد محمد علي
في طريقهم إلى الموقع المجهول
(السيارات تتحرك بسرعة في موكب منظم، سليم الشرقاوي يقود سيارته بجانب سيارة غيث، وعيناه تشتعلان بالغضب والتركيز. في السيارة الأخرى، يجلس أدهم بجوار ماركو الذي يراقب الخرائط على الشاشة، بينما يجلس سيف ومازن في الخلف، مستعدين لأي طارئ.)
سليم (يتحدث عبر سماعة البلوتوث إلى الجميع):
"إحنا قربنا… ماركو، أي تحديث؟"
ماركو (بتركيز، وهو ينظر إلى الشاشة أمامه):
"المكان فعلاً في منطقة مهجورة، بس فيه حركة حوالين المبنى… واضح إنهم مش مستنين حد يجي."
أدهم (بصوت حاد):
"هنفاجئهم… مفيش فرصة إنهم ياخدوا خطوة قبلنا."
غيث (من سيارته، بصوت هادئ لكنه يحمل تهديدًا واضحًا):
"أنا مش مهتم هم مين، أو ليه عملوا كده… المهم إنهم هيشوفوا أسوأ كابوس في حياتهم الليلة."
جاسر (عبر اللاسلكي، بنبرة حازمة):
"لازم نتصرف بذكاء، مش مجرد اندفاع… أي خطأ ممكن يعرض البنات للخطر."
أوس (بهدوء قاتل، وهو يمسك بسلاحه في السيارة بجوار كريم):
"خطة ولا مش خطة، أنا مش هخرج من المكان ده غير ومعايا غزل وميار، وسلامتهم مضمونة."
تارا (تنظر إلى ماركو، ثم تتحدث بجدية):
"أنا متأكدة إن لورانزو مش غبي، أكيد مجهز حاجة… لازم نكون مستعدين لأي فخ."
ماركو (يحدق في الخريطة مرة أخرى):
"فيه طريق جانبي ممكن يدخلنا للمبنى بدون ما يلاحظونا… لكن هتكون مخاطرة."
سيف (بحزم، وهو يتحدث لأول مرة منذ بدء الرحلة):
"هنخاطر، بس مش هنديهم فرصة ياخدوا خطوة قبلنا."
هشام (بصوت هادئ، لكنه مليء بالغضب):
"أنا مش هستنى لحظة واحدة… غزل وميار في خطر، ومش هسمح بحاجة تحصل لهم."
عامر (من سيارته، عبر اللاسلكي):
"أنا وناسنا قريبين، هنكون دعم إضافي لو الأمور خرجت عن السيطرة."
(سليم يضرب بيده على عجلة القيادة، ثم يرفع عينيه بحدة وهو يرى المكان يقترب في الأفق.)
سليم (بصوت يحمل وعيدًا خطيرًا):
"لورانزو… جه وقت الحساب."
(السيارات تبطئ عند الاقتراب من المكان، الجميع يستعد للنزول، والأسلحة مخبأة لكن الأيدي مستعدة… الآن، بدأ العد التنازلي للمواجهة الحاسمة.)
*******************
أمام المبنى المهجور – الاستعداد للاقتحام
(السيارات تتوقف على بعد أمتار من المبنى، الجميع يخرج بسرعة لكن بحذر. الأجواء مشحونة بالتوتر، والأعين تترقب أي حركة. سليم الشرقاوي يتقدم، تتبعه مجموعة الرجال، بينما جاسر الحديدي ينسق مع فريقه عبر اللاسلكي.)
جاسر (بصوت حازم وهو ينظر للجميع):
"المكان عليه حراسة، بس عددهم مش كبير… نقدر نسيطر عليهم بسرعة لو تحركنا صح."
أدهم (يصكّ أسنانه بغضب، ينظر إلى المبنى وكأنه يريد تحطيمه بقبضته):
"أنا مش هستنى، أي حد يقف في طريقي هيندم!"
غيث (بهدوء خطير، وهو يتفقد سلاحه):
"محدش هيقرب من غزل وميار، واللي يفكر يلمسهم هيدفع التمن."
ماركو (يضع سماعة في أذنه، وهو يراقب الكاميرات الحرارية عبر جهازه):
"فيه أربع حراس بالخارج، واثنين عند المدخل الرئيسي… بس جوه المبنى مش واضح، لازم نكون مستعدين لأي مفاجأة."
سليم ابن عم غزل (بحدة وهو ينظر لأدهم، والد ميار):
"إحنا لازم نتحرك دلوقتي، أي تأخير ممكن يعرضهم للخطر."
تارا (تتحدث بسرعة وهي تراقب اللاسلكي):
"لورانزو مش غبي، أكيد مجهز فخ… مش لازم نندفع بدون خطة."
أوس (يمسك بسلاحه، يتحدث ببرود قاتل):
"الخطة الوحيدة اللي تهمني دلوقتي هي إننا ندخل ونطلع بالبنات بأسرع وقت."
سيف (ينظر إلى جاسر):
*"جاهزين؟"
جاسر (يهز رأسه، ثم يعطي الإشارة لفريقه):
"جاهزين… على الإشارة، نتحرك."
(في لحظة، تنطلق المجموعة نحو المبنى، التحركات دقيقة ومنظمة، القلوب تدق بقوة… لقد بدأ الهجوم، والمواجهة أصبحت حتمية.)
*****************
داخل المبنى المهجور – لحظة المواجهة
(يقتحم أدهم وزين وسيف المكان بقوة، أصوات الطلقات المكتومة تملأ الأجواء وهم يتخلصون من الحراس بسرعة. أدهم يندفع بجنون، يفتح أحد الأبواب بعنف… ثم يتجمد في مكانه، عيناه تتسعان بصدمة قاتلة.)
(في الداخل، كانت غزل وميار مقيدتين، لكن ما صدمهم لم يكن مجرد رؤيتهما على هذا الحال… بل رؤية ولاء، واقفة بجانب لورانزو، تبتسم بانتصار.)
أدهم (بصوت مبحوح من الصدمة):
"ولاء…؟!"
سيف (يتجمد في مكانه، ينظر إليها بعدم تصديق):
"مستحيل…!"
زين (يمسك مسدسه بقوة، وجهه معتم وهو يحاول استيعاب الحقيقة):
"إنتِ… اللي ورا كل ده؟!"
(على الجانب الآخر، كانت غزل تراقبهم ببرود، بينما ميار تبكي بصمت، لكنها لم تكن مصدومة… بل مجروحة أكثر من أي شيء آخر.)
ميار (بصوت ضعيف لكنه يحمل وجعًا عميقًا):
"كنت مستنية اللحظة دي… كنت مستنية أشوفكوا وإنتوا بتكتشفوا الحقيقة بنفسكوا."
أدهم (ينظر إلى ابنته بحدة، صوته يحمل توترًا لا إراديًا):
"ميار… إنتِ كنتِ عارفة؟!
ميار (تهز رأسها ببطء، والدموع تلمع في عينيها):
"كان نفسي تكون غلطة… بس ماما خانتنا بجد."
ولاء (تضحك بسخرية، تعقد ذراعيها، وتنظر إليهم جميعًا بلا اكتراث):
"ما شاء الله… شاطرين، بس متأخر أوي!"
أدهم (يتقدم خطوة، صوته يرتجف من الغضب):
"إزاي؟! إزاي تعملي كده؟!
ولاء (تتظاهر بالتفكير، ثم تهز كتفيها بلا مبالاة):
"ببساطة… زهقت من دور الزوجة الطيبة، زهقت من حياتي معاك، ومن العيلة دي كلها!"
زين (يحدق بها ببرود، لكنه يتحدث بصوت منخفض يحمل اشمئزازًا واضحًا):
"إنتِ خاينة… خانتي جوزك، خانتي بنتك… خانتي العيلة اللي استقبلتك كواحدة منها."
سيف (بغضب مكبوت، عينيه تشتعلان):
"كل ده عشان إيه؟! عشان فلوس؟! سلطة؟!
ولاء (تبتسم بازدراء):
"عشان نفسي… وعشانكم أنتم متستاهلوش حاجة!"
غزل (تقاطعها ببرود، تنظر إليها باشمئزاز):
"وعشان كده بعتينا؟… عشان شعورك الناقص؟"
ولاء (ترفع حاجبها بسخرية):
"بعتكوا؟ لا يا حبيبتي، أنا بس رتبت الأمور بالطريقة اللي تناسبني."
لورانزو (يضحك بخبث، وهو يضع يده على كتف ولاء بمكر):
"ولاء اختارت الجانب الصح… على عكسكم!"
أدهم (بصوت منخفض لكنه يحمل خطورة قاتلة):
"الجانب الصح؟… (يضحك بسخرية مظلمة، ثم يرفع عينيه نحوها بحدة) ده آخر يوم ليكي كزوجتي، وآخر يوم ليكي كأم… لأنكِ خلاص متِّي بالنسبالي."
ولاء (تتجمد للحظة، لكنها تخفي توترها بابتسامة متعجرفة):
"اتركني لو تقدر… بس صدقني، مش هتخرجوا من هنا سالمين."
سيف (يرفع مسدسه نحوها مباشرة):
"ده اللي هنشوفه!"
(قبل أن تتحرك ولاء أو لورانزو، يقتحم غيث وسليم وآخرون المكان، أصوات الطلقات تُسمع في الخلفية… لقد بدأ الهجوم الحقيقي!)
******************
(دويّ الطلقات يملأ المكان بينما تقتحم المجموعة بقيادة سليم الشرقاوي، غيث، وأوس، يتبعهم رمزي، كريم، مصطفى، وسليم ابن عم غزل. على الجانب الآخر، يحاصر جاسر الحديدي، ماركو، وتارا المكان من الخارج، ينسقون مع القوات الخاصة لإغلاق جميع المخارج.)
(داخل الغرفة، تقف غزل وميار مقيدتين، بينما ولاء تقف بجانب لورانزو الذي يدرك أن اللعبة انتهت، لكن في عينيه نظرة التحدي الأخيرة.)
—
سليم الشرقاوي (صوته زئيري، عيناه تشتعلان بغضب قاتل):
"غزل!!!"
(يركض سليم نحو ابنته، عينيه تبحثان عنها بجنون، بينما ينطلق أدهم نحو ميار، يقطع الحبال بسرعة، يحتضنها بقوة، ودموع القهر تلمع في عينيه.)
غزل (بصوت هادئ، لكنها تبتسم بسخرية):
"أتأخرت شوية يا بابا."
سليم (يمسك وجهها، عينيه تفيض بالغضب والقلق):
"أنتِ كويسة؟ حد أذاكِ؟"
غزل (تهز رأسها، ثم تهمس):
"مش أنا اللي اتأذيت، بص حواليك."
(يستدير سليم، عينيه تقعان على ولاء الواقفة بجانب لورانزو، نظرتها متحدية، لكنه يرى فيها شيئًا آخر… ارتباك خفي.)
—
غيث (بصوت خشن وهو يمسك وجه غزل، يتحقق بنفسه أنها سليمة):
"أقسم بالله، كنت هقتل العالم لو جرالكِ حاجة!"
أوس (بعيون غاضبة، لكنه يراقب الوضع بحذر):
"لسه مخلصناش…"
ماركو (يدخل الغرفة مع تارا وجاسر، مسدساتهم مرفوعة، وجوههم باردة، لكن نظراتهم لا تترك لورانزو):
"لورانزو… انتهت اللعبة."
(لورانزو يضحك بمرارة، ينظر إلى ماركو ثم إلى جاسر، قبل أن يوجه نظره إلى سليم.)
لورانزو (بصوت ساخر، لكن عينيه مليئتان بالهزيمة):
"أتعرف ماذا يا سليم؟ كنت أتمنى أن أراك تنهار… أن أراك تتوسل… لكنك أقوى مما توقعت."
سليم (بصوت خطير، ملامحه نارية):
"وهتدفع تمن كل حاجة عملتها."
(يبتسم لورانزو، ثم ببطء، يرفع مسدسه… لكن بدلًا من تصويبه نحو أحدهم، يضعه على صدغه.)
ميار (تصرخ فجأة، تدرك نواياه):
"لاااا!"
ماركو (يتقدم، يحاول منعه):
"لورانزو، لا تفعلها!"
لورانزو (يبتسم بابتسامة باهتة، عينيه تلمعان بجنون اللحظة الأخيرة):
"لا أحد يسجن الذئب… الذئب يقرر كيف ينتهي."
(قبل أن يتمكن أحد من الوصول إليه… يضغط الزناد. دويّ الطلقة يهز الغرفة. جسده يسقط على الأرض بلا حياة، بينما تنتشر بقعة الدم سريعًا تحته.)
—
(صمت قاتل يسيطر على المكان… الجميع متجمدون، حتى ولاء التي كانت تحاول التماسك، يبدو أنها لم تكن تتوقع هذه النهاية.)
(سليم ينظر إلى جثة لورانزو ببرود، قبل أن يرفع عينيه إلى جاسر الحديدي.)
سليم (بصوت هادئ لكنه مميت):
"ولاء… دورها مجاش لسه."
(ترتجف ولاء للحظة، ثم تحاول السيطرة على نفسها، لكنها تدرك أن الجميع يحدقون بها وكأنهم يوشكون على تمزيقها… لأنها لم تعد جزءًا من العائلة بعد الآن.)
*****************
(الصمت لا يزال يخيم على الغرفة بعد انتحار لورانزو، لكن كل العيون الآن تركز على شخص آخر… ولاء.)
(وجهها شاحب، عيناها تتنقلان بين الرجال المحيطين بها، تحاول التماسك، لكنها ترى في نظراتهم نهاية لا مهرب منها.)
—
أدهم (يأخذ خطوة للأمام، صوته منخفض لكنه يحمل قوة العاصفة):
"ليه يا ولاء؟ ليه عملتي كده؟"
(وجهه مزيج من الغضب، الألم، والخذلان. لم يكن يتوقع يومًا أن تكون زوجته، أم ابنته، هي من ستطعنه في ظهره.)
ولاء (تضحك بسخرية مشوبة بالمرارة، لكنها تبدو كأنها تخاطب نفسها أكثر من الآخرين):
"ليه؟ عشان عمري ما كنت جزء منكم… دايمًا كنت مجرد مرات أدهم، أم ميار، مالهاش قيمة وسطكم."
سيف (باحتقار، ناظرًا إليها وكأنها قذارة تحت حذائه):
"وأي قيمة لقيتيها لما بعتينا؟ لما سلمتي بنتك للمجرمين؟"
ميار (تصرخ، الدموع تغرق وجهها، لكن صوتها يحمل خليطًا من الحزن والكره):
"إزاي؟ إزاي تعملي فيا كده وأنا بنتك؟ كنتِ هتسيبيني في إيدهم عشان إيه؟!"
(تتجمد ولاء للحظة عند كلمات ميار، وكأنها تستوعب حجم جرمها… لكنها تحاول التماسك، تنظر حولها، تبحث عن مخرج.)
زين (بهدوء قاتل، عينيه تضيقان بخطورة):
"مفيش مخرج… انتهيتي."
—
(قبل أن تتاح الفرصة لأحد للقبض عليها، تتحرك ولاء بسرعة، تسحب المسدس من جيبها، تصوبه نحو رأس ميار… محاولة استخدام ابنتها كرهينة.)
ولاء (بصوت هستيري):
"محدش يقرب!!"
(الجميع يتجمد، لكن العيون تزداد سوادًا، وكل من في الغرفة بات مستعدًا لتمزيقها لو مست شعرة من ميار.)
أدهم (بصوت مميت، ملامحه لم تعد تحمل أي شفقة):
"حتى في اللحظة الأخيرة، بتثبتي إنك بلا قلب."
(قبل أن تتمكن ولاء من فعل أي شيء، تنطلق طلقة واحدة… رصاصة تخترق يدها، تجعل المسدس يسقط أرضًا. تصرخ بألم، تمسك يدها النازفة، وتنظر في رعب لمن أطلق النار عليها.)
(سليم الشرقاوي يخفض مسدسه ببرود، وكأن ما فعله لم يكن أكثر من إزالة حشرة مزعجة.)
سليم (بصوت بارد كالصقيع):
"خلاص، لعبتك خلصت."
(تهوي ولاء على ركبتيها، تبكي بصمت، تدرك أن النهاية اقتربت، وأن الجميع سيتخلون عنها.)
(جاسر الحديدي يتقدم، يعطي إشارة للضباط الذين دخلوا مع القوات، فيقيدونها بالأصفاد، بينما ماركو ينظر إليها باشمئزاز.)
ماركو (باحتقار):
"خيانة زي دي في بلدي عقوبتها ما بتكونش بسيطة… استعدي، لأن الجحيم اللي كنتِ ناوية ترسلي غيرك ليه، هو اللي هتعيشي فيه."
(تارا تقترب، تهمس لها بكلمات أخيرة قبل أن يسحبوها بعيدًا.)
تارا (ببرود ساخر):
"لورانزو على الأقل كان عنده شرف يموت على إيده… لكن أنتِ؟ هتتعفني في سجن مظلم، تنسي إنك كنتِ بني آدم أصلاً."
—
(يتم اقتياد ولاء مكبلة، بينما تنظر ميار إليها للمرة الأخيرة… لكنها هذه المرة، لم تبكِ. فقط نظرت إليها بعيون شخص تعلم الدرس جيدًا، ثم استدارت، وارتمت في أحضان والدها.)
(أما غزل، فوقفت بجوار والدها، نظرت إلى جسد لورانزو المسجى، ثم إلى الباب الذي خرجت منه ولاء، قبل أن تهمس لنفسها بصوت خافت، لكن قوي.)
"كل واحد فيهم خد النهاية اللي يستحقها."
******************
(في قاعة الاجتماعات الكبرى داخل شركة العائلة، اجتمع الجميع بعد انتهاء الأزمة. التعب واضح على وجوههم، لكن الراحة التي شعروا بها بعد استعادة غزل وميار كانت جلية.)
(سليم الشرقاوي يجلس على رأس الطاولة، عينيه تراقبان الجميع، لكن أكثر من يجذبه هما غزل وميار، اللتان تجلسان بجواره، تحيط بهما العائلة بحماية لم تكن أقوى يومًا.)
—
أدهم (بصوت هادئ لكنه يحمل تعبًا شديدًا، بينما يضع يده على كتف ابنته):
"أنا لحد دلوقتي مش مستوعب إن كل ده حصل… إن مراتي كانت السبب في كل المصايب دي!"
(يسود الصمت للحظة، الجميع يعلم أن وقع الخيانة كان الأصعب على أدهم.)
زين (بهدوء، لكن نبرته حادة):
"المهم دلوقتي إننا خلصنا من الحثالة دول… ولاء خدت جزاءها، ولورانزو مات، ومفيش حد تاني هيهددنا."
سيف (بعينين ضيقتين، يميل للأمام، يضع مرفقيه على الطاولة):
"بس ده ميمنعش إننا لازم نفضل حذرين… الموضوع خلَّف آثار، ولازم نتأكد إن مفيش بقايا ليه."
(ينظر إلى جاسر الحديدي، الذي كان يجلس بجانب ماركو، بينما تارا واقفة خلفهم بذراعين معقودتين.)
—
جاسر (بصوت هادئ، لكنه مليء بالسلطة):
"متقلقوش… كل اللي كان ليه علاقة بيهم تحت المراقبة. أي حركة مشبوهة هتتوقف فورًا."
ماركو (بابتسامة خفيفة، لكنه جاد):
"الشرطة الإيطالية كمان مش هتسيب أي حد كان شريك للورانزو… القضية دي مش هتنتهي بسهولة بالنسبة لهم."
تارا (تتكلم لأول مرة، ناظرة إلى غزل وميار):
"أنا شخصيًا كنت معجبة بشجاعتكم… مش أي حد يواجه الوضع اللي كنتوا فيه بالهدوء ده."
(ميار تخفض رأسها، لا تزال متأثرة، بينما غزل تبتسم بثقة، ترفع حاجبها وهي تنظر إلى تارا.)
غزل (بنبرة ساخرة، لكنها تحمل شجاعة حقيقية):
"أصلهم فاكرين إنهم يقدروا يكسّرونا… بس هما ميعرفوش إحنا مين."
(يضحك بعضهم بخفة، لكن الجميع يدرك أن كلامها حقيقي… لم يكن أحد في هذه العائلة لينكسر بسهولة.)
—
(لكن بينما بدأ الجو يهدأ قليلًا، ضرب غيث الطاولة فجأة، صوته كان حادًا لدرجة جعلت الجميع يصمت وينظر إليه.)
غيث (بعينين تقدحان شرارًا، ناظراً مباشرة إلى غزل):
"وأنتِ! لسه عندك الجرأة تتكلمي بثقة كده بعد اللي حصل؟"
(غزل تفتح فمها بدهشة، لم تكن تتوقع هذا الهجوم، لكن قبل أن تتكلم، تابع غيث بغضب لم يحاول حتى السيطرة عليه.)
غيث (صوته يرتفع، ينهض من مقعده، يشير إليها بغضب):
"إزاي تفكري تلعبي دور البطلة في وسط المجرمين؟ كنتِ ناوية تستفزيهم لحد ما يقتلوك؟!"
(غزل تشهق بخفة، لم تعتد أن تراه غاضبًا بهذا الشكل، بينما بقية الرجال ينظرون لبعضهم البعض، بعضهم يحاول إخفاء ابتسامته الطفيفة، والبعض الآخر يرى أن غيث لديه كل الحق.)
ياسمين (بهمس لشغف، بينما تراقب المشهد بحماس):
"شكلها هتتاخد علقة محترمة النهاردة."
شغف (تبتسم بخفة، تهمس لها):
"أصلًا تستاهل… لعبت بالنار بزيادة."
غزل (تنظر إلى غيث بعيون واسعة، ثم ترفع حاجبها بتحدٍّ، تحاول التماسك رغم إحساسها بالذنب):
"طيب، كنت عايزني أعمل إيه؟ أقعد أعيط زي ميار؟"
(ميار تنتفض بجانبها، تعقد حاجبيها وتضربها على ذراعها بخفة، بينما يتمتم سليم ابن عمها وهو يمسك جبهته بإحباط: "دي مش هتعقل أبدًا.")
غيث (يزيد غضبه، يقترب أكثر، صوته أكثر انخفاضًا لكن أكثر تهديدًا):
"لا… كنت عايزك تبقي عاقلة! تفكري قبل ما تتكلمي، قبل ما تستفزي مجرمين ممكن ينهوا حياتك بثانية!"
(غزل تبتلع ريقها، تدرك أنه محق… لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها وقتها.)
—
(سليم الشرقاوي يرفع يده بإشارة بسيطة، فيصمت الجميع، حتى غيث يتوقف عن الكلام، لكن أنفاسه لا تزال غاضبة.)
سليم (بهدوء، لكن صوته يحمل حزمًا خطيرًا):
"غيث عنده حق… وأنا مش هعدي اللي حصل ده بالساهل."
(غزل تشعر بالقشعريرة تسري في عمودها الفقري، تدرك أن عواقب تهورها لم تنتهِ بعد.)
سليم (ينظر إليها مباشرة، ثم إلى ميار):
"لكن في نفس الوقت… أنا فخور بيكم، اتعاملتوا مع الوضع بشجاعة، حتى لو كان تهور في بعض اللحظات."
(يعود الغضب ليهدأ، لكن الجو يبقى مشحونًا.)
—
(بعد ساعة، تكون الأجواء أخف، البعض بدأ يتحدث عن أشياء أخرى، يحاولون إخراج التوتر من الجو.)
(ميار تبقى قريبة من والدها سليم، بينما ياسمين وشغف تحاولان تهدئة غزل، لكن غيث لا يزال يرسل لها نظرات تحذيرية بين الحين والآخر.)
(أما جاسر، ماركو، وتارا، فقد وقفوا بعيدًا، يراقبون العائلة بنظرات مختلفة… ماركو يبتسم بخفة، تارا تعقد ذراعيها، بينما جاسر فقط يكتفي بمراقبة المشهد بصمت.)
ماركو (بهمس، وهو يبتسم لتارا):
"العيلة دي مجنونة… بس بحب طريقتهم في حماية بعضهم."
تارا (بتنهيدة، تهز رأسها لكنها تبتسم قليلاً):
"وأنا اللي كنت فاكرة إن عندنا دراما في المخابرات."
(يضحك ماركو بخفة، بينما جاسر يبتسم أخيرًا، ينظر إلى المشهد أمامه ويدرك أن هذه العائلة قد تكون قوية، لكنها قبل كل شيء… مترابطة بطريقة لن يستطيع أي عدو كسرها.)
******************
(في قصر الشرقاوي، حيث اجتمعت العائلة بأكملها بعد الأحداث الصعبة التي مرت بها غزل وميار، لكنهم قرروا جميعًا عدم إخبار الكبار بما حدث، على الأقل في الوقت الحالي. الجو مليء بالدفء والضحك، الجميع سعداء برؤية بعضهم البعض مجددًا، خاصة أن غزل وميار عادتا سالمتين.)
(في منتصف قاعة الطعام الفسيحة، امتدت طاولة العشاء الطويلة، حيث جلس الجميع في أماكنهم المعتادة. الجد الأكبر، نادر الشرقاوي، كان يجلس على رأس الطاولة، وبجانبه ولديه عادل ومحمد. الأطفال يجلسون معًا في نهاية الطاولة، بينما البالغون موزعون في أماكنهم المعتادة.)
—
نادر الشرقاوي (بابتسامة دافئة، وهو ينظر إلى الجميع):
"ما شاء الله، كل العيلة مجتمعين النهاردة… دي حاجة بتفرّح القلب!"
عادل الشرقاوي (يضحك وهو ينظر إلى والده):
"أكيد يا حاج، لكن أنا ملاحظ إن في حد متحمس للأكل أكتر من الكلام."
(يشير إلى مازن الصغير، شقيق غزل، الذي كان يلتهم الطعام بحماس، بينما حور تجلس بجانبه، تقلده بحماسة.)
حور (بوجه ممتلئ بالطعام، ترفع يدها):
"الأكل لذيذ جدًا!"
(يضحك الجميع، بينما تنظر ميار، والدة غزل، إلى ابنها مازن بضحكة خفيفة، وتمسح فمه بمنديل.)
—
صفاء (الجدة، تنظر إلى غزل وميار بحنان، تمسك بأيديهنّ):
"وحشتونا جدًا يا بنات، حسيتوا كده إني فقدت بنتين مش واحدة."
مريم الصاوي (توافقها الرأي، وهي تمسك بيد ميار):
"فعلاً… ما نقدرش نتحمل غيابكم عن العيلة، لازم تقضوا وقت أطول معانا."
(غزل تبتسم بخفة، تحاول إخفاء التوتر، بينما ميار تتظاهر بالسعادة، رغم نظراتها الحذرة لأبيها أدهم وخالها سيف.)
—
أدهم شقيق غزل يعلق بسخرية
أدهم (12 سنة، يغمغم وهو يأكل):
"ملاك مين يا بنتي؟ أنتِ شيطان العيلة!"
مازن الصغير (يرفع يده بحماسة):
"وأنا كمان!"
(يعم الضحك مرة أخرى، بينما سيف الصاوي ينظر إلى شقيقته ميار ويهمس لها بحذر.)
سيف (بصوت منخفض):
"متأكدة إنهم كويسين؟ مش ملاحظ حاجة غريبة؟"
ميار (تبتسم له بثقة، تهمس بصوت منخفض):
"كل حاجة تمام، متقلقش… خلينا نستمتع بالوقت ده."
—
(نادر الشرقاوي ينظر إلى عائلته بسعادة، ثم يرفع صوته، ليجذب انتباه الجميع.)
نادر (بصوت دافئ):
"أنا فخور بكل واحد فيكم… العيلة دي أغلى حاجة عندي، ولازم دايمًا نحافظ عليها."
(الجميع يبتسم، بينما غزل تسرق نظرة سريعة إلى والدها سليم، الذي كان يراقبها بصمت، عيناه تحملان ألف سؤال لم تسأله بعد.)
(لكنها قررت أن تؤجل الإجابات… الليلة، على الأقل، كانت ليلة سلام وسعادة للعائلة.)
****************
في فيلا غيث وغزل بعد انتهاء الوليمة
(بعد ليلة طويلة مليئة بالضحك ولمّة العائلة، عادت غزل مع غيث إلى فيلتهما. الأجواء في الخارج كانت هادئة، والسماء مليئة بالنجوم. دخلت غزل إلى المنزل وهي تخلع حذاءها، تتنهد براحة، بينما غيث يتبعها، يراقبها بصمت، عينيه تحملان مشاعر دافئة.)
—
غزل (بإرهاق، وهي تسترخي على الأريكة):
"أخيرًا… حسيت إن اليوم مش هيخلص أبدًا!"
غيث (يضحك وهو يجلس بجانبها، يمد يده ليمسح خصلة من شعرها سقطت على وجهها):
"كان يوم طويل فعلًا… بس الأهم إنكِ بخير، ووسط عيلتك."
غزل (تبتسم بخفة، تتكئ برأسها على كتفه):
"أنتَ كنت خايف عليا النهاردة، مش كده؟"
غيث (يضم يدها بين يديه، صوته دافئ وهادئ):
"مش بس خايف… أنا كنت مجنون من القلق عليكِ، غزل. لو كان حصل لكِ حاجة، مش عارف كنت هقدر أعيش إزاي."
—
(غزل ترفع رأسها قليلًا، تنظر إلى عينيه العميقتين، ترى فيهما الحب الصادق الذي اعتادت عليه منه.)
غزل (بابتسامة ماكرة، تحاول تخفيف الجو العاطفي):
"يعني لو كنت مت، كنت هتتجوز تاني؟"
غيث (يرفع حاجبه، يضحك بخفة، ثم يقرب وجهه منها هامسًا):
"إنتِ شايفة إني أقدر أحب حد غيرك؟ إنتِ جنّيتي عقلي، غزل."
(يشدها نحوه بلطف، يلف ذراعيه حولها بحنان، ثم يهمس قرب أذنها.)
غيث: "إنتِ حياتي كلها."
(غزل تشعر بقلبها ينبض بسرعة، رغم محاولتها التظاهر بالقوة، إلا أن قربه منها يجعلها تفقد السيطرة على مشاعرها.)
غزل (بهمس): "وأنتَ روحي، غيث."
(يضغط غيث على خصرها قليلًا ليقربها منه أكثر، ثم يطبع قبلة دافئة على جبينها، بينما تغمض عينيها بسعادة، تشعر بالأمان بين ذراعيه.)
—
(تتراجع غزل قليلًا وتنظر إليه بمكر.)
غزل: "طيب، يلا قوم… عايزة آيس كريم!"
غيث (ينظر إليها بعدم تصديق): "إيه؟ بعد كل اللحظة الدرامية دي، عايزة آيس كريم؟"
غزل (تضحك وهي تنهض بسرعة): "طبعًا، دي حاجة مهمة جدًا!"
(غيث ينهض وراءها وهو يضحك، يهز رأسه باستسلام، ثم يسحبها من خصرها فجأة، يجعلها تصطدم بصدره.)
غيث (بهمس): "هنجيب آيس كريم… بس بعد ما آخد حقي الأول."
(يقبلها على خدها بحنان، بينما غزل تضحك بخجل، ثم تهرب منه سريعًا، متجهة إلى المطبخ، تاركة خلفها قلبًا عاشقًا لا يرى في الدنيا سوى حبها.)
********************
بعد شهر
(الأيام بتجري بسرعة، وعدّى شهر على اللي حصل، والدنيا بقت هادية ومليانة راحة. النهاردة، العيلة كلها متجمعة في جنينة الفيلا الكبيرة، الأشجار حوالين المكان عاملة جو جميل، والضحك مالي الأجواء. السفرة مليانة أكل من كل شكل ولون، والأطفال بيجروا حواليهم بسعادة.)
(الجد الأكبر، الحاج نادر الشرقاوي، قاعد في كرسيه المفضل، باصص لولاده وأحفاده بابتسامة رضا، وجد غزل محمود الصاوي قاعد جنبه بيشارك معاه الكلام وهو مبسوط.)
الحاج نادر (باصص للكل بفخر):
"والله مفيش أحلى من اللحظة دي… الواحد يشوف عيلته حواليه، في أمان وسعادة، دي أحسن نعمة من ربنا."
الحاج محمود (بيهز راسه وهو بيضحك):
"معاك حق يا نادر… ربنا يديمها علينا ويحفظكم كلكم يا ولادي."
(غزل قاعدة بين أبوها وأمها، وغيث ماسك إيدها تحت الترابيزة وهو بيضغط عليها بحنية. فجأة، مازن، أخوها الصغير، بيجري وهو ماسك طبق مليان حلويات، لكن أدهم بيشده قبل ما يهرب.)
أدهم (بيهزر معاه):
"إنت فاكر نفسك هتسرق الحلو كده من غير ما حد ياخد باله؟"
مازن (مدافعًا عن نفسه):
"ده حقي يا عم! أنا طفل، والطفل لازم ياكل حلويات!"
(الكل بيتحك، وحور الصغيرة بتحاول تنط علشان تاخد حتة حلوة هي كمان.)
(سليم، أبو غزل، باصص لها وهو شايفها سعيدة أكتر من الأول. بيحط إيده على راسها بحنان.)
سليم (بابتسامة دافية):
"شايفك مبسوطة أكتر من الأول، ودي أكتر حاجة تفرّحني."
غزل (باصصة له بحب وهي ماسكة إيده):
"وجودكم حواليا هو اللي مخليني كده، بابي."
(غيث بيبص لهم وهو مبتسم، وبيقرّب من غزل يهمس لها.)
غيث: "ووجودي؟ مش هو اللي بيخليكي أسعد؟"
غزل (بتضحك وهي ماسكة إيده):
"طبعًا… إنت حبيبي الأول والأخير."
(غيث بيبتسم وهو بيقرب منها شوية، مستمتع باللحظة الجميلة دي.)
(في وسط الفرحة، الجدة صفاء بترفع كباية العصير وتقترح نخب للعيلة.)
الجدة صفاء:
"يلا نرفع الكاسات… للعيلة ولمّتنا الجميلة، وإن شاء الله الفرحة تكبر مع الوقت."
(الكل بيرفع كوباياته، بيبتسموا لبعض بحب، بيتبادلوا النظرات الدافية، والأطفال بيصفقوا بحماس. في اللحظة دي، غزل بتحس إن السعادة مش بس في قصة حب، لكن في العيلة اللي بتحميها، والزوج اللي بيحبها، والإحساس بالأمان اللي هي فيه وسطهم.)
(بتبص للسماء، النجوم بتلمع بهدوء، وبتهمس لنفسها وهي مبتسمة.)
"هي دي السعادة الحقيقية… وده بيتي بجد..
تمت بحمد الله