رواية عشق بلا رحمة الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14 بقلم دينا إبراهيم

رواية عشق بلا رحمة الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14 بقلم دينا إبراهيم


مر الاسبوع سريعا وجاء موعد عقد قرانهم ،دون ان يتصل مصطفي ب سمر لانشغاله باعماله او هذا ما يحاول اقناع نفسه به ...

 فقد اراد ان يتجاهلها ليري ان كانت ستهاتفه اوليختبر مشاعرها نحوه ويتأكد من وجود مشاعى اخري ولو بسيطه غير العناد ناحيته الا ان حبيبته العنيده والغبيه ظنت انه مل من قبل ان يرتبط واخذت مخيلتها تحيك لها كيف يعيش هذا الهمجي حياته وسط رجال ونساء والله اعلم كم من النساء وشعرت بانه مجبر عليها ولكنها تعود لتقنع نفسها بانه قد تقدم قبل ان يعلم بمشاكلهم ...

 كانت تشعر بغضب شديد واكثر هذا الغضب موجه لنفسها علي الاهتمام فلتتركه ليتعفن حتي ، تندم كلما هاتفت غاده بحجه الاطمئنان عليها والسؤال عنه ...

اخذت قرارها بان ذلك الزواج صوري فقط لاراحه والدتها وانتهاء محنتهم وبعد ذلك  يذهب كلا الي طريقه ولا تعتقد انه سيمانع بل سيوافق بلمح البصر..كم هو حقير يتلاعب بها وبمشاعرها...زفرت بعنف .....

سمر لنفسها : تستاهلي عشان غبيه وطول عمرك بتثقي بكل حد وكمان سمحتي انه يلمسك ولو لمسه صغيرة اكيد شافني رخيصه !! ازاي تعملي كده في نفسك غبيه !!


دخلت والدتها لتشهق بصدمه ...

-انتي لسه ما جهزتيش ،اتأخرنا ياسمر بلاش دلع قومي بسرعه انا جهزت الفستان والميك اب !!!

ردت سمر بملل : احنا لسه 9 الصبح يا ماماي اتأخرنا ازاي بس ؟!

تأففت سلوي بغيظ لتقول...

-خلي عندك ذوق ما انتي عارفه اني هساعد طنطك منال ، مش معقول كتب الكتاب عندهم و كمان تدبس وتشيل الليله لوحدها !!

-اوووف خلاص يا مامتي هلبس الجينز والتي شيرت ده وابقي جهزا انا خذت شاور اول ما صحيت !!

في الطريق وقبل ان تخطو داخل بيت مصطفي  وصلتها رساله ...فتحت الهاتف لتقرأ محتواها ففوجأت برساله منه ...محتواها....

-انتي اللي جبتي لنفسك !!

خرج الهواء من فمها المفتوح بضحكه ساخره بصدمه .....

سمر لنفسها : كمان بيهددني ، ماشي يا مصطفي يا انا يا انت !!

لتهز رأسها بانكار بالتأكيد هو لا محال ،طالما تشعر كالنمله بجواره !!


...............

في المساء جلست العروستان في انتظار المأذون وندي ترتدي فستان احمر كرسمة الحوريه يبرز فتنتها وانوثتها لتبدو بالفعل كالحوريه ...اما سمر فقد برز جمالها الملائكي و رونقها البرئ الخلاب بطريقه مبهره بفستان اوف وايت طويل نسبيا ضيق عند الصدر وحتي خصرها المنحوت ببراعه من الخالق لينزل الفستان بكلوش فضفاض يظهرها كالزهرة في البستان ....

تم عقد قران مصطفي اولا باعتباره البكر و تبعه بلال الذي كاد ان يغشي عليه من السعاده ....

علت الزغاريط في الحارة من داخل منزلهم وخارجه ، من سيدات الحارة اللواتي يقمن بالواجب فرحا بابناء كبيرهم وحاميهم .....

حتي سلوي تعلمت كيف تطلق زغروطه عاليه فرحا بابنتها ؛ ادمعت عينيها وتمنت لو كان عصام والد سمر معها وتذكرت حديثه الطويل مع مصطفي علي الهاتف وهدوئه النسبي بعدها ، فقد اخذ مصطفي عهد وهو يحدث عصام مع امام مراد بانه اذا لم يستطع اسعاد سمر قبل زفافهم فانه سيحلها من ذلك العقد !!

هذا ما اخبرهم به مراد بعد ان طلب زوجها التحدث معه بعيدا عن مسامع زوجته ...الا ان مراد قد طمئنها بحديثهم المجدي !!!

وقفت منال في منتصف الردهه تطلق زغروطه عاليه وهي تحتضن مصطفي و سمر معا وحرصت علي اظهار حنانها وحبها له قبل ابنها بلال الذي ضحك علي اهمالها حتي لا تشعر مصطفي بفقدان والدته وكأن ذلك سيجدي بشئ فهو لن ينسي والدته و لومه لنفسه علي فقدانها ....

قبلت منال مصطفي و سمر وقالت بحب وحنان ....

-مبرووووووك يا حبيبي ، مبرووووك يا حبايبي ربنا يباركلكم ويسعدكم ..

ثم توجهت واعاده الكرا مع ندي و بلال  ...بينما خافت ندي النظر الي والدتها التي تشعر بعيونها الغاضبه تحرقها !!

دخلت احدي النساء بمبخره كبيرة تبخرهم ....والفضول والابتسامه ظاهره جدا علي وجه سمر التي تشهد ذلك لاول مره ....

وقفت منال تجذب سمر الي منتصف الغرفه وتخبرها بان تبقي مكانها لتأتي بمصطفي امامها وتقول ....

-يلا يا مصطفي لف سبع مرات حوالين عروستك !!

ضحك بلال وكان اول من اظهر اعتراضه وهو يري نظره الرعب علي وجه مصطفي ..فقال بضحك ...

-ايه يا ماما ده كتب كتاب مش سبوع !!

تأففت منال وهي تجيبه ....

-اسكت انت ملكش دعوة !! وبعدين العادة دي بتضمن انك تدخل الحب في قلب عروستك طول العمر وانك علي قلبها مهما حصل !!

قابل مصطفي عيون سمر وكأنه يخبرها بأقباله علي فعل ذلك بالرغم من خرافتها وعدم تصديقه لها ولكنه علي استعداد لفعل اي شئ لكسبها !!

اقترب منها بينما تسمرت هي واحمرت خجلا من تقدمه الذي لم يتوقف حتي وقف بجانبها تماما وتلامس كتفيهما او بمعني اصح اخر كتفها بوسط ذراعه القاسي كالحجر ....


اتسعت عيناها وشعرت بان جسدها قد شل من كميه الكهرباء التي صعقتها من ملامسته ، 

كان مصطفي في عالم اخر وهو يتفحصها امام الجميع دون خجل .. بدأ لفاته حولها وذراعه يلامس ذراعها ليستكمل لفته ليتبعه ظهرها ثم كتفها الاخر و عضمه الترقوه فوق صدرها ....

كادت تسيح كالزبد ليس لافعاله فقط ؛ بل من نظراته كلما مر من امامها والتقت عينيهما تلك الوعود الجريئة التي تعهدها منه !! 

هز دياب رأسه علي كشوف وجه ابنه الذي لا يستطيع وصفه سوي بالغشومية !! فالان سيتأكد للجميع مقدار حبه لها ...ابتسم في نفسه وهو يتحدث بينه وبين نفسه مع والدة مصطفي ....

دياب بحزن : كان نفسي تشوفي اليوم ده يا حاجه بس اللي عند ربنا احسن من اللي هنا !! كان زمان ضحكتك ملت المكان ده وايدك سبقاكي وانتي بتهزئي الواد ابنك !!

وقف ليتوجه الي الداخل حتي لايري احد دموعه المهدده بالنزول ...


انتهت اخر لفه وانتهت معها انفاس سمر ، وهي تشعر بالحرارة تنبثق من وجهها ورقبتها واذنيها !!

طبع قبله علي جبينها برقه صدمتها ،ثم اخذ بيدها ليجلسوا علي الاريكه ...

جاء دور بلال الذي كان اكثر تلاعبا مع ندي بغمزاته وقبلاته الطائرة ....التي اخجلتها ولم تستطع كبح ابتسامتها التي تظهرها بمظهر الملهوفه وتحرجها ولكن ما باليد حيله ...

زغرطت منال مرة اخيرة قبل ان تقول بسعاده....

- يلا يا عرسان العشا جاهز في الاوضه عشان تقعدوا شويه !!

وقف مصطفي وتنحنح وهو يقول و كأن الامر عاديا ....

-لا يا مرات عمي انا شايف العشا يبقي علي السطح احسن الجو حر هنا ....

ليتدخل بلال مساندا له بقوة.....

-ايوة وكمان الدنيا مكشوفه فوق والهوا يرد الروح واهدي من هنا عشان تاخدوا رحتكم ....

لوت منال شفتيها وقالت بمكر....

-اه يرد الروح وماله يا خويا ، يلا يا غادة شيلي الاكل وطلعي فوق ....

قضبت حاجبيها بغيظ وقالت بتذمر ...

-الله انا مش لسه مخلصه تقديم هي غادة دي الخدامه بتاعتهم...

وبختها مناال لتخرسها...

-بنت عيب ، دول عرسان ، هنخليهم يطلعوها ولا ايه ؟!!....

ليقف مراد في اول ظهور له بعيدا عن مقعده بجوار الباب ...ويقول بحرج...

-انا هساعدكم ، انا اصلا شغال في مطعم ومتعود علي الحاجات دي ....

اتسعت ابتسامه غاده فاستدارت لاخفاءها وهي تقول...

-طالعه اهوه ...

اخذ الاثنان يصعدان بالاطباق و منال تناولها لهم علي السلم ...

اخذوا يتبادلون النظرات والابتسامات الخفيفه  و دائما يقبض عليها مراد تحدق به و كأنها تحلم فاحمرت وجنتيه اكثر ، مع انه معتاد علي مغازله السيدات له لكن معظمهم كبار في السن قليلا وليسوا  كطفله بريئه حتي نظراتها تشعره بتأنيب ضمير رغما عنه !! 

في اخر نزول لهم امسك لها باب السطح لينزلا معا وغاده تفرك في اصابعها وتبلل شفتيها بتوتر...

بينما يتفحصها هو ويستغفر مرارا حتي استجمع شجاعته ليسألها ...

-احم انتي عندك كام سنه ؟

ردت غادة بخجل وخفوت ....

-17 سنه !!

نظر الي الجهه الاخري واغمض عينه بخيبه امل !! فرق7 سنوات بينهم ، هل يعقل ان تنظر له كحبيب مثلا بل هل يعقل ان يوافق احد علي مثل هذه الجريمه !!..

مراد لنفسه : حظك يوم ما تحب تقع في طفله ....

 صعد مصطفي عندما شعر بتأخرهم فقد شعر باطمئنان لعدم اهتمام مراد بسمر كثيرا وتأكد ان لا مشاعر له ناحيتها فقد جعل مصطفي اكثر اهتماماته اليوم هي مراقبه زوجته و تفحصها ومراقبه ملامح مراد للعثور علي اي خطأ او تغيير يشير الي الضيق.... 

اما الان فهو يخشي علي اخته الصغيرة فقد لمح احمرا وجه ذلك المعتوه قبل الصعود اخر مرة !! مما حثه علي الصعود لحمايتها من ذلك الوغد ...

تلجلجت غاده عند رؤيته وتخطته لتدخل الي الشقه ...بينما تنحنح مراد قليلا وهو يقول ...

-مبرووك يا مصطفي عقبال ما تفرح باختك ...

نظر له مصطفي بحده وتهديد ...

-اختي لسه صغيرة عقبال ما افرح بيك الاول ...

هز رأسه وهو ينظف حلقه ثم اتجه الي الداخل  ...

مراد لنفسه : غبي ما تروح تقوله انا برسم علي اختك اسهل !!


دخل مصطفي ورائهم حتي وصل الي سمر و يجذبها من يدها ليصعدا الي اعلي ... سبقهم بلال وندي علي الدرج وسعادتهم ظاهره كالشمس ....

نظر مصطفي بغيظ نحوها مرة بينما بادلته نفس النظرة ...بدل ان تعيش اسعد لحظات حياتها يرمقها بغضب ويغرقها بغروره هذا الوقح !!

ما ان صعدا  حتي نظر بلال الي مصطفي و كأنه يحثه علي الدخول الي قوقعته بالداخل ...

زفر مصطفي و فتح باب الحجره بهدوء و اشار ل سمر بالدخول...

نظرت سمر بتوتر الي الجهه الاخري وقالت...

-لا انا هفضل معاهم هنا !!

لم يبالي باجابتها وجذبها من ذراعها يدفعها بلا جهد يذكر الي الداخل !!

شهقت بصدمه وقالت بغيظ ...


-ايه الاسلوب ده وقله الذوق !!

-انا اللي قليل الذوق ولا انتي !!

عقدت ذراعيها تحت صدرها وقالت بابتسامه صفراء....

-انا قليله الذوق ازاي ممكن افهم !!

رد بهدوء وبرود ...

-طبعا قليله الذوق لما يبقي اتنين لسه متجوزين وعايزيين يقعدوا مع بعض لوحدهم لاول مرة زي الناس الطبيعين يعني مش احنا طبعا بعد الشر !!!

احمرت خجلا وقالت بعناد...

-مفيش الكلام ده علي فكرة خالص ...

زفر بقله صبر وقال بضيق ...

-عاوزة تخرجي عندهم اتفضلي !!

تعجبت من استسلامه السريع والغير متوقع وشعرت بهذا المثل (شمه ريحه مش كويسه )...

الا انها عاندت شعورها وتوجهت بثقه تفتح الباب ...

فتحت الباب لتجد بلال يجلس علي مربوعة وندي جاثيه علي ركبتيها امامه ويداها ممسكتان بذراعيه  ويقبلها هو بعنف وشوق شديد صدمها !!..

وضعت يدها علي فمها لتكتم شهقتها وعادت خطوه الي الوراء لاغلاق الباب واستدارت سريعا لتصطدم بذلك الجدار البشري علي هيئه زوجها !!

خجلت اكثر وعادت الي الوراء خطوتين حتي التصقت بالباب بقلق وتوتر مخلوط بخوف بسيط...

لم تعلم ان ظهورها بهذا الخوف والقلق دائما يثير شئ بداخلها لالتهامها وامتلاكها لتصبح كل مشاعرها ملكه هو !!

رفع حاجبه المقطوع من المنتصف بتحدي وهو يقول بمراوغه ...

-ايه دخلتي تاني ليه ، ما تطلعي !!

هزت سمر رأسها بعنف فاصطنع البراءه بالرغم من مشاهدته لما يحدث في الخارج وهو خلفها الا انه قرر اللعب باعصابها قليلا حتي تتعظ وتستمع لكلامه بعد ذلك ...

-مد يده ليمسك مقبض الباب بجوارها ...فامسكت يده برعب وهي تبعدها وتقول ...

-لاااااا مش هطلع انا هفضل هنا ...

نقطه ضعف !! الان اكتشفها طوال حياته ظن ان لا نقطه ضعف بالنسبه له والتي قد تهدد بفقدانه السيطره ولكن تلك الجنيه الصغيرة اثبتت انها بلمسه واحده صغيرة تستطيع هز كيان رجولته بطريقه لم تفعلها سابقه لها او تقترب منها حتي !!

ضاقت عيناه برغبه جامحه بتقبيلها هذه اللحظه فامسك يدها التي تمسكه يزيد ضغطه عليها ...

نظرت له بعيون متسعه ثم الي يده الضخمه والتي تبتلع كلتا يداها ...كيف انقلبت الآية من هي تمسك يده الي هو يمسك بهذه اليد الواحده كلتا يداها !!

جذبت يدها بتوتر وهي تري عينيه العسليه تميل للظلام الحالك ربما غضبا او شعور اخر يقلقها اكثر ....

اقترب منها قاتلا اي مساحه تفصل بينهم ومال بنفسه وهو يترك يداها ليضع واحده علي الباب بجوار رأسها المستند علي الباب بتعب و الاخري رفعها لابعاد شعرها عن وجهها وهو يري شفتيها ترتعش من هول هذه اللحظات عليها ويشعر بمقلتي عينيها تتجه يمينا ويسارا بجنون و جسده يمنع رؤيتها لابعد من ذراعيه بجوارها وصدره ملتصق امامها ، بهدوء وقلب يكاد يتوقف من الدق وضع ذقنه علي اعلي رأسها وهو يشعر بأنفاسها المضطربة والمذهولة علي رقبته ،اغلق عينيه باستمتاع لا مثيل له من قربها هذا ،فانزل بوجهه وهو يلامس وجهها حتي وصل الي اذنها ...فهمس ...

-مش بعرف اعبر عن اللي جوايا ...بس انتي قلبتي حياتي كلها ، مش عارف المفروض افرح ولا اضايق !! بس قربك هو الرغبه الوحيده ليا دلوقتي !!

اغمضت سمر عينيها وتاهت في كلماته التي دائما ما تخطفها من كان يتوقع ان رجل بمثل قوته تخرج منه كلمات بتلك الرقه ولها معاني كثيرة لاي امرأه من لحم و دم !!

خرجت من افكارها وهي تشعر برأسه تتحرك لليسار لتصبح انفاسه في مواجهة انفاسها ...

توقف قلبها عن خفقانه لوهله ثم عاد يخفق لاسفل بشده و سرعه ارهبتها و لكن ليس اكثر من قبلته الاولي لها عندما وضع شفتيه القاسيه الرجوليه مقارنه بشفتيها الناعمتين العذراء التي لم يلمسها احد قبله علي ثغرها الصغير ....

خرجت اخر انفاسها من بين شفتيها بأنين كان كالسكين في احشائه و كأن اخر صبر كان يملكه قد انجرف مع هذا النفس ....ليطبق علي شفتيها وهو يضع يد اسفل رقبتها يقرب وجهها منه اكثر والذراع الاخر يحيط خصرها كاملا لتلتقي اصابعه بجانبه الاخر وهو يعتصرها اليه بشغف و عشق بلا رحمه !!

يتبع

.... تفاعلوووا

#الحلقه_ال14

خرجت من افكارها وهي تشعر برأسه تتحرك لليسار لتصبح انفاسه في مواجهة انفاسها ...

توقف قلبها عن خفقانه لوهله ثم عاد يخفق لاسفل بشده و سرعه ارهبتها و لكن ليس اكثر من قبلته الاولي لها عندما وضع شفتيه القاسيه الرجوليه مقارنه بشفتيها الناعمتين العذراء التي لم يلمسها احد قبله علي ثغرها الصغير ....

خرجت اخر انفاسها من بين شفتيها بأنين كان كالسكين في احشائه و كأن اخر صبر كان يملكه قد انجرف مع هذا النفس ....ليطبق علي شفتيها وهو يضع يد اسفل رقبتها يقرب وجهها منه اكثر والذراع الاخر يحيط خصرها كاملا لتلتقي اصابعه بجانبه الاخر وهو يعتصرها اليه بشغف و عشق بلا رحمه !!

غير ابه بحصونها او خططها بتجاهله تماما ، و بلامبالاتها هي بتلك الخطط والافكار فقد تهات في عالم لم تزوره من قبل ويدها قد ارتفعت تمسك بياقة قميصه دون وعي ..

ظل يخطف انفاسها في قبلات عديدة لا تنقطع سوي للحظات حتي يضمن حصولها علي الهواء في رئتيها فيعيد التهام ثغرها الصغير بين شفتيه الغليظة التي لم ولن تشبع منها  !!

بعد دقائق او ساعات لا يعلم تحديدا ، تركها رغما عنه حتي لا يتهور و يرعبها اكثر من ذلك ،كانت كالخرقة المبللة تماما فرفعها من خصرها قليلا حتي لا تسقط من بين يديه وهو يبتسم لنفسه علي براءتها ووجها الاحمر وعيونها التي ترفض فتحها منذ ان ابتعد  عنها من 5 دقائق ....

نفس رد فعلها عندما رأته للمرة  الاولي وهي تغمض وتخفي عينيها في احضان والدتها وكأنه سيذهب ان لم تراه !!!

ابتسم ومال عليها يقبل وجنتها وقال بصوت يغلب عليه المشاعر.....

-لو فضلتي مغمضه كده هفتكر اني دي دعوة اني اكمل اللي بدأته !!

فتحت عينيها في ثواني ونظرت له برعب وهو يبتسم نصف ابتسامه عادتا ما ترهب اعتي الرجال ولكن الحنو في نظراته قتل ما قد تحتويه من رعب !!

رمشت مرتين ثم نظرت الي اسفل....وضع يده اسفل ذقنها يرفعه ثم قال ...

-حاسه بأيه ؟

حاسه بأيه !!! هل يقتل نفسه الان ام ينتظر لعل القدر يشفق عليه ويأخذ روحه في تلك اللحظة او تنشق الارض وتبلعه من غباءه !!

استمرت في نظراتها لاسفل وقد احمرت اكثر، ما هذا السؤال ؟هي نفسها لا تعرف ما هو شعورها سوي انه يسلب عقلها و قلبها كلما اجتمعا معا ، حاول ازاله ذراعه من حولها واعطاءها بعض المساحه ...

ولكنه قال بمرح غير ابه لمحاولاتها ...

-في كيميا غريبه بينا وبين الباب !!!.

هزت رأسها لتخبره بانها لا تفهم فتركها حتي يرحمها من خجلها قليلا وعقد ذراعيه امامه .... ان كان هذا تصوره عن الرحمه فهو مخطأ تمام فما زادته تلك الحركه الا هيبه و رعبا ليردف....

-مش فاهمه ايه بالظبط !!

تنحنحت وقالت بخفوت ...

-كل كلامك !!!

ضيق عينيه بغيظ وقال ....

-انهي لما قلت اني عايز اقرب منك علي طول ولا انك بتقلبي حياتي  ...

خجلت وقالت بتوتر ...

-اقصد كيميا الباب...

ابتسم بمكر وهو يشير بينهم ....

-مش واخده بالك ان مواقفنا الحلوة ورا الباب بس !!

فهمت  معني حديثه وتذكرت حادثه المكتب خلف بابه والان قبلتها الاولي المسروقه خلف الباب !!

مسروقه نعم ،كما تريد ان تقنع نفسها !! فقد كانت راضيه جدا جدا ، بشكل يجب ان تخجل منه ...ليعاتبها قلبها ولكنه زوجك لما لا ؟؟ ليعود صوت عقلها يذكرها باهماله لها طوال هذا الاسبوع ...

تغيرت ملامح وجهها من الخجل الي الضيق لتقول بصرامه ...

-واضح اني بقلب حياتك وانا قدامك بس غير كده شكليات ....

استدارت لتفتح الباب والخروج ولكنه منعها من ذلك بان وضع يده علي الباب ...فاردف بتحذير..

-بصي يا سمر انا ماليش في شغل الحريم ده وكلامهم ...ومش مستعد اقعد احل في فوازير خليكي واضحه وقولي علي طول في ايه ؟!

عقدت ذراعيها وقد قررت عدم اللف و الدوران فهذه العلاقه ستنتهي عاجلا ام اجلا !!

-انا فهمه كويس اوي ايه الغرض من كتب الكتاب ده !!

عقد ذراعيه هو الاخر قبل ان يقول....

-اتعودي وانتي بتكلميني تبصي في عنيه هي فوق هنا مش في بطني ...

نظرت له بغيظ فاستكمل وهو يهز رأسه وكأنها ارضته الان ....

-غرضه ايه بقا يا ام العريف !!

ردت بكل ثقه وكأنها حلت مشاكل العالم الثالث اجمعه ....

-عشان تحميني طبعا ومتحسش بتأنيب ضمير من نحيه ماما ...

هز رأسه يحاول استوعاب الي اين يتجه هذا الكلام ...

-اه كملي !!

فتحت ذراعيها لترمي بيدها في الهواء وتقول بضيق ...

-بس كده هو انا بحكي حدوته !!!

رفع حاجبيه وقال بهدوء حاد نسبيا....

-ايوة انا مالي ومال امك يعني !!

تأففت وهي تجيب...

-عايز تراضيها عشان ضميرك ما يأنبكش انك اتخليت عنا في ظروف زي دي ....

رفع يده ليحركها امام عينيها وهي تنظر له باستغراب ثم وضع يده علي جبينها يتأكد من كون حرارتها هي المتحدثه ام انه مجرد غباءها ....


اممم لا اثر للحرارة ،الغباء فليكن ، شيئا مشترك بينهم الان !!!!

دفعت يده بغيظ من سخريته فقال بصوت حاد....

-طيب لو  عندي تأنيب ضمير نحيت امك ، كان اولي اتجوزها هي بقا !!

رفعت اصبعها في وجهه بتحذير ...

-اتكلم كويس عن ماما ولم نفسك !!

تجاهلها تماما وكأنها لم تتحدث ليردف ....

-ثانيا انتو مش من بقيت اهلي عشان ابقي عليكم او اتخلي عنكم !!! انا لو واقف جنبكم فده مش عشان ضميري خالص انا واقف معاكم بمزاجي ولاسباب انانيه هدفها اني اوصلك و بعيده تماما عن الافكار النبيله اللي خيالك مصورهالك دي !!!

ردت بغيظ : لا بجد طيب ممكن اعرف متصلتش بيا طول الاسبوع ليه ؟!!!

وضحت الصورة امامه الان فقال بغضب وغيظ كان يحاول كتمانه .....

-وانتي متصلتيش ليه ؟؟؟

نظرت له وكأنه مجنون ...

-واتصل ليه !! انت الراجل !!

-يعني ايه انا الراجل !!! وانتي مش بتتصلي بالزفت مراد !!!

اجابت بغضب وحده  ...

-متقولش زفت وايوة بتصل بس ....

قاطعها بصوت جامد وحاد كالجليد ينذر بصدق شرورة....

-مفيش بس !! وخدي بالك انتي دلوقتي عي ذمتي يعني اي مكالمه زياده ولا حركه واحده غلط من  نحيته هكسر رجليه الاتنين ولو حصل وانتي اللي كلمتيه وعصيتي كلمتي هكسر ايديه ورجليه برده ويبقي انتي السبب !!!

نظرت له برعب وذهول من تهديداته الصادقه بشكل ارعش قلبها...فاخذت نفس عميق حتي لا تجهش في البكاء وتظهر كالطفلة امامه !!...

نظر لها مصطفي بغضب اكثر وهو يري ارتعاش شفتيها ولكن هذه المرة لمحاربه دموعها !!

رفع يده ليلمس رأسه ويهدئها ....الا ان دموعها اخذت تسيل وتنهمر بقوة لتجهش في البكاء بصوت خفيف وشهقات عاليه صدمته !!! هل ارعبها الي هذا الحد ولكنها وقفت بجرأه تهدده منذ دقائق !! هل كل الإناث بهذا الشكل ام جنيته فقط !!!

توتر مصطفي وهو يري بكاءها وشعر بنخزة في قلبه ...رفع ذراعيه ليمسك بكتفيها ويقربها منه فأحتضنها بحنان وكأنها مصنوعه من زجاج قد ينكسر بين يديه في اي لحظه ....

ارادت ازاحته بغضب مرة ولكنه اطبق عليها وقال ...

-بس بقا اهدي ...بتعيطي ليه طيب !!

اجابته بصوت باكي...

-عشان انت بتخوفني وانا مقدرش مكلمش مراد بابا بيتصل بيه اكتر مننا احنا !

زفر بحنق علي تسرعه وقال ...

-لا ماتخافيش علي فكرة انتي مراتي ، انا عمري ما هأذيكي !!!

-بس هتأذي مراد...

شعر بغضبه يرتفع مره اخري فصك علي اسنانه بغيط وهو يقول ...

-يعني كل خوفك علي زفت مراد !!!

اجابت بصدق و صوت متقطع ...

-لا وكمان خوفي اني معرفش اتواصل مع بابا او ان مراد يزهق ويتخلي عنا !!!

وضعت يدها علي وجهها لتستكمل بكاءها ....

فربت علي شعرها برقه تتنافي معه وقال بهدوء وخفوت ...

-متخافيش اه انا مش بطيق مراد ده بس هو اصيل وبيحب ابوكي ...ده غير اني هقلب الدنيا لحد ما ارجع ابوكي ده وعد مني !

نظرت له بشك تبحث عن الصدق في عينيه حتي وجدته فهزت رأسها بالموافقه ، علي ماذا ؟ لا تعلم !!

امسك يدها يقبلها ثم مسح علي وجهها واكمل ...

-ممكن متعيطيش بقا وانا موافق تكلمي مراد بس بشرط!!

نظرت له بقلق وتوتر واحمرت خجلا ...فعلم اين تتجه رأسها ...

فابتسم وقال باصرار....

-تتصلي ليا اكتر منه ولو هتتصلي بيه كلميني قبلها وبعدها ....

-طيب ولو نسيت وكلمتك وانا باكل عادي ولا استني بعده !!!

كان هذا ردها الساخر علي شرطه ولكن نظره حادة منه ،جعلتها تزم شفتيها كالاطفال وتعقد ذراعيها بعد ان مسحت دموعها لتقول...

-خلاص !! اللي انت عايزة ...

كاد ان يخبرها كم يحبها وهي عاقله ولكن دقات الانذار اتته سريعه علي الباب ...

جذبها بعيدا عن الباب وفتحه بسرعه اخذ خطوة للخارج وهي وراءه بينما اتجه بلال الي ندي الذي اصبح وجهها كلون فستانا الاحمر و تتظاهر بالاكل !!!

دق باب السطح مرة ثم فتحته منال وسلوي ...نظرت منال بشك بينهم ثم نظرت الي سلوي و كأنها تطمئنها انه لم يأكل ابنتها !!!

سلوي بخجل بسيط وابتسامه....

-يلا يا سمر اتأخرنا  ، سلمي علي جوزك ويلا ...

رفعت سمر يدها وقلبها يدق من ما حدث للتو وكيف كان سينكشف امرهم وشعرت بخجل وهو يصافحها ويضغط علي يدها ...فقالت بخفوت

-مع السلامه....

-احم مع السلامه ...كلميني قبل ما تنامي !!

هزت رأسها بالموافقه وتوجهت مع والدتها للرحيل ....

يجب عليه ان يسرع اكثر في الحديث مع والده عن حكاية والد سمر ومشاكلهم وامر انتقالهم هنا معهم  والذي كان يأجله حتي يضمنها في عصمته وتحت طوعه !!

غدا بعد مشواره الهام مع ذلك المدلل صاحب الارض المجاورة لهم والذي يلح عليهم بترك الارض لانه ينوي شرائها ولان الجار اولي بالشفعه ولكن ما اغاظه انه ليس مالك الارض الفعلي وانما يبقي قسطا عليه لم يسدده بعد !!!.....

.....................


في مكان ووقت اخر....

رن هاتف سعد فتعرق وتوتر من هذا الرقم الغريب الذي يحفظه عن ظهر قلب !!!

ابتلع ريقه وهو يرد سريعا علي الهاتف ...

-ايوة يا باشا...ازي صحة معاليك ؟!

اغمض عينيه من الرد الذي يسمعه ومسح علي رقبته بتوتر ....

-لا يا باشا ارجوك...فلوسك هتوصلك قريب ...انا في موضوع في ايدي هخلصه بس محتاج وقت قصير وانا هجمعلك المبلغ كله....

تم اغلاق الهاتف في وجهه بعد ان اخبره هذا الباشا بانها فرصته الاخيرة ليشتري عمره من جديد !!

رمي بالزجاجه امامه نحو الحائط لتنكسر مائه قطعه ليصرخ بغيط ويشد في شعراته الرماديه ....

-انا لازم اعمل كل حاجه بنفسي يا اغبيه ؟!!!

انتفضت نادين الجالسه خلف مكتبها من ثورته وانتظرت حتي يهدأ قليلا ....

-سعد باشا مش كده صحتك !!

ليرد بحده وغضب....

-صحة ايه ونيله ايه !!! بقولك هيقتلوني لااا هيقتلونا كلنا ....

اخذت نفس ببرود وانتظرت حتي تهدأ نوبته ، فنظر بحده الي برودها ...واردف ...

-طبعا الهانم مش في دماغها وكل يوم مع واحد شكل لكن نيجي نشتغل ونفكر في حياتي اللي بتضيع ...لاااااااا ازززاي ؟!!!

ردت بهدوء يعكس برودها....

-اولا حياتي الشخصيه ماتخصش حد غيري ، ثانيا لولايا انا مكنتش هتقدر تعمل اي حاجه مع شريكك او توصل للناس الكبيرة دي حتي !!!

اتاكد انك عامل متابعة ليا عشان تشوف باقي الرواية 👈 روايات كاتب الخيال 

نظر لها بغيظ فهي من دبرت بمهارة طريقه وضع اوراق بيضاء بين اوراق عصام باعتبارها المساعده الخاصه بهم !!

ولكنها ايضا السبب في تعرفه علي هؤلاء الناس وعرفته علي اسرع طرق لكسب الاموال ...كان اقصي احلامه ان يمتلك المليون والان لديه بدل المليون 5 الا انهم غير كافيين لانقاذ حياته علي الاقل 15 مليون اخري عليهم لشراء حياته والتخلص من تلك الورطه !



الفصل الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر من هنا 

        لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات