رواية غرام الفارس الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18بقلم فاطمة محمد


رواية غرام الفارس الفصل السابع عشر 17 والثامن عشر 18 بقلم فاطمة محمد


الفصل السابع عشر

تشنجت عضلات وجهه و أردف نبيل و هو يجز علي أسنانه: أنتي بتقولي إيه يا غادة
غادة بتنهيدة: بقولك اللي حصل يا نبيل، أنا ساعتها مكلمتش عشان عارفة أنه محدش فيكو هيصدقني و ده اللي سكتني، و صدقني أنا كنت عاوزه أققولكوا من زمان، كريم ده ميستهلش غرام
نبيل و ينظر حوله و بعدها أقترب منها و أمسكها من ذراعيها و أردف: الكلام ده مش عاوزك تقوليه قدام حد و
قاطعته غادة و هي تنظر إليه بعيون متسعه و أردفت بصدمه: يعني إيه يا نبيل أنت هتسكت، أوعي تكون مش مصدقني، أنا والله، ورحمه أبويا مش بكدب
نبيل و هو يردف بهدوء عكس النيران التي أشتعلت بداخله و تتآكله: مين اللي قال أني مش مصدقك، و الحركه دي مش هعديها علي خير، بس في نفس الوقت مش عاوز غرام تأخذ خبر بالكلام ده
نظرت غادة له نظره طويله و بعدها أردفت: ماشي يا نبيل بعد إذنك هروح أكمل شغلي
وما لبثت أن تتحرك حتي أوقفها نبيل و أمسكها من مرفقيها: مفيش شغل ليكو بعد كده أنتي و والدتك، و هخلي الشغالين يحضرلكو أوضه في الدوار بدل الاوضه اللي قعدين فيها
حركت غاده رأسها بنفي و أردفت: لا مفيش داعي للاوضه و
قاطعها نبيل و هو يردف: غاده أنتي هتبقي مراتي و اكيد هتتنقلي في اوضتي و والدتك مينفعش تفضل قاعده في الاوضه كده لوحدها احنا هنحضرلها أوضه و ما كادت أن تجاوبه حتي سمعت صوت غاضب من خلفها و هو يردف: عملتيها يا غاده عملتيها و حبستيه عاوزه تخلصي منه مش كده
نظر لها كلا من غادة و نبيل و نظر لها نبيل بغضب حجيمي و هو يردف بصياح: شروق أتكلمي بأدب أنتي سمعه
فنظرت له شروق بغل و غيظ أما غادة فأردفت بهدوء: أنا معملتش حاجه أخوكي هو اللي
نظر لها نبيل و هو يقاطعها بقوله: غاده روحي أوضتك أنتي مش مضطره تشرحي لحد روحي علي أوضتك
أؤمات له غاده و تحركت من أمامهم فنظرت شروق لنبيل و أردفت: أوعي تصدق وش الملايكه اللي هي مصدراه ده، غاده دي مفيش اخبث منها، أنت مخدوع فيها حبك ليها عاميك، غاده مش سهله، فكرك أن وليد فعلاً خطفها زي مهي ما قالت، غاده راحت تقابله في البيت في مزاجها و دي مش أول مره، من ساعه ما اتنقلت هنا هي و خالتي و أنا بسمعهم بيتفقوا عشان يتقابلوا في بيتها القديم هي خالتي، هي مش بتحبك هي بتحب وليد بس هي عشان واطيه حبت فلوسك اكتر و باعت أخويا، وليد لما كان بيمد أيده عليها فده من حبه ليها و عشان رفضها انهم يتجوزا رغم أنه عارف و واثق أنها بتحبه
نبيل و هو يقترب منه و عينيه تشتعل: أنتي بتقولي إيه يا بت إنتي، إنتي فاكره أنه أنا ممكن أصدق كلامك ده تبقي بتحلمي
شروق بسخريه: والله عايزه تصدق صدق مش عايز أنت خر، أنا بس حبيت أفتح عيونك و تشوف حقيقتها
ثم أدارت له ظهرها و أرتسمت أبتسامه خبيثه علي وجهها فهي تعلم بأنها بتلك الطريقه قد زرعت الشك بقلب نبيل
أما نبيل فظل ينظر أمامه يفكر بحديثها و لكنه سريعاً ما نفض تلك الافكار فغليه الا يصدق شروق فهو يعلم بحبها له و كرهها و غيرتها لغاده اذن فعليه الا يصدقها و لكن ماذا يفعل المحب اذازرعت بذور الشك بقلبه
زفر بضيق ثم أخرج هاتفه و هاتف أحد أصدقائه الذي يعمل بالنيابه: الو علي أزيك أخبارك إيه
علي: يااااه يا نبيل ليك وحشه يا راجل
نبيل بابتسامه لم تصل لعينيه فتفكيره الان مشتت: تمام يا علي بقولك يا علي كنت محتاج منك خدمه
علي: أؤمرني يا نبيل
نبيل: يعني بصراحه محتاج شويه معلومات عن واحد و قولت مفيش غيرك هيجبهالي، و الحقيقه انا محتاج المعلومات في في أسرع وقت
علي بابتسامه: عيوني يا نبيل أنت عارف ان الموضوع ده سهل بالنسبالي، و انا علي بكره بالكتير أوي هكون جايبلك المعلومات اللي محتاجها
نبيل بأمتنان: تمام يا علي و أنا هستني مكالمه منك
علي باستفسار: اسمه إيه
نبيل بتنهيده: كريم، كريم البنا
_____________________
في مكتب ريتاج
كانت تحدث كريم بالهاتف و تصيح عليه
ريتاج بغضب: أنت حيوان يا كريم، أنت ازاي تعمل كده، انت بوظت كل حاجه االه يخربيت غبائك، و بعدين ملقتش غير الشغاله
كريم و هو يشعر بالندم يتأكله بسبب خسارته لغرام التي بات متأكدا منها: مكنتش أعرف يا ريتاج، مكنتش أعرف انها هتعرف، لو كنت اعرف كان مستحيل اعمل كده، انا خسرت غرام
ريتاج بغضب: خسرتها عشان غبي، انت بوظتنلنا كل اللي عملنا، أنا حقيقي مشفتش في غبائك، دلوقتي طبعا هتطلب تطلق منك، و بعدين هترجع لفارس، و يبقا و لا كأننا عملنا حاجه، أسمع يا كريم اوعي تطلق غرام أنت سامع
كريم بغضب: أنتي مبتفهميش يا ريتاج بقولك بخسر غرام مطلقهاش ازاي يعني، أنا كده كده هحاول أصلح اللي حصل، أنا غبي ضيعتها بأيدي
تأففت ريتاج و أردفت: أققفل يا كريم اققفل خليني أفكر في حل
أغلقت معه الهاتف و جحدت عينيها بصدمه عندما وجدت فارس يدلف الغرفه و علي وجهه أبتسامه سخريه و يصفق بيديه لها: لا برافو يا ريتاج برافو، أحييكي علي ذكائك، ده أنا شكيت في غرام و مشكتش فيكي
أبتلعت ريتاج ريقها و أردفت بتلعثم: فارس أنت فاهم غلط أنا أنا
فارس بتهكم: أنا فعلا كنت فاهم غلط و الحمد ربنا وراني حقيقتك القذره و كشفك قدامي
ثم أقترب منها و أردف: أنتي متتخيليش أنا بحس بالذنب قد إيه ناحيتك بس الحمد لله طلعتي تستاهلي اللي عملته فيكي، بس عارفه الغلط مش منك الغلط كان مني أنا في الاول لاني وثقت فيكي و كنت فاكر انك ممكن تحبيلي الخير، أنا كنت غبي أووي
ثم تنهد و رفع يديه و مسح علي وجهه و يشعر بسعاده بداخله فهو قد علم بأن غرام ستنفصل عن كريم فنظر لريتاح و أردف: أنا هصفي شغلي و هرجع بلدي و هرجع لاهلي
نهضت ريتاج من علي المكتب و اتجهت ناحيته و هي تردف بغضب: في ستين داهيه يا فارس، أوعي تكون فاكر أنك بكده هترجع لغرام و تعيشو في سعاده تبقا بتحلم، كريم مش هيطلقها أنت سامع مش هيطلقها، و عشان تبقا عارف كريم ده قذر و وسخ و أنت كان ممكن تكشف حقيقته و تمنع جوازته من غرام بس انا اللي خليت مازن كدب عليك و قالك انه كريم مفيش غبار عليه معأنه عليه أكتر من قضيه أغتصاب يعني من الاخر كريم ده نسوانجي و بيحب الستات، شوفت بقا أنا عملت فيكو ايه
حجدت عين فارس و أردفت بوعيد و هو يرفع سبابته: اللي عملتيه ده مش هيعدي بالساهل انتي سامعه و مازن ده هدفعه التمن كويس أوي
___________________
في منزل عامر و مي
كانت مي تقف بالمطبخ و السعاده تعترمها و ظلت تحمد ربتا علي ذلك الزوج و ظلت تناجيه حتي تدم سعادتها و بعد مرور بعد الوقت أنهت أعداد الطعام و دلفت غرفتها حتي تبدل ملابسها و أثناء أخرجها لملابسها من الخزانه وجدت صوره محمد بين ملابسها فأخرجتها و تنهدت لا تعلم ماذا تفعل بتلك الصوره و لكن كل ما تعلمه بأن عليها أن تخفي و تخرج تلك الصوره من حياتها، فوضعتها علي الفراش و أبدلت ملابسها و بعدها مسكت الصوره و دلفت بها الي المطبخ و فتحت صندوق القمامه و أردفت مع نفسها و هي تلقي بالصوره لا تستطع تمزيقها أو احراقها فقط ستكفتفي بالتخلص منها: أنا آسفه يا محمد بس لو عامر لقي الصوره دي هتحصل مشاكل بيني و بينه و أنا مش عاوزه كده
ثم تنهدت و خرجت من المطبخ و وضبطت السفره و اثناء تحضيرها سمعت صوت جرس الباب فأتسعت ابتسامتها و ذهبت مهروله و فتحت الباب و لكن اختفت أبتسامتها تدريجياً عندما وجدت حفيظه أمامها
حفيظه بسخريه: ايه يا حبيبتي مش هتقوليلي اتفضلي و لا اي
مي بتنهيده: لا ازاي اتفضلي
دلفت حفيظه الي الداخل و هي تنظر للمنزل و تمصمص شفتيها و بعدها اردفت: هو عامر لسه مجاش
مي ببرود: زمانه جاي اتغضلي اقعدي
حفيظه بتهكم: منا هتفضل يا حبيبتي ده بيت ابني
و ما لبثت أن تجلس حتي وجدت باب المنزل يفتح و يدلف منه عامر
حفيظه و هي تتجهه ناحيه عامر و اردفت ببكاء مزيف: ابني حبيبي وحشتني يا قلب امك
عامر و هو ينظر لمي: و أنتي كمان يا أمي عامله اي
حفيظه: هكون عامله ازاي يعني و أنت سايب البيت، مش هترجع يا حبيبي بقا البيت، البيت وحش من غيرك
عامر و هو يزفر بضيق: أمي أنتي عارفه كويس أنا سبت البيت ليه مفيش داعي نفتح الموصوع ده تاني
حفيظه و هي تجز علي اسنانها: يعني مفيش فايده مش هترجع بيتك
عامر و هو يحتضن مي التي تقف و تتابع الحديث بصمت: ده بقا بيتي من انهارده يا أمي
حفيظه بابتسامه مصطنعه: طيب حيث كده بقا أنا اللي هقعد معاكو يومين اصلك وحشتني اووي
نظرت مي لعامر فنظر عامر لوالدته: و ماله تنوري يا أمي مش كده يا مي
مي بتأييد: أكيد البيت بيتك برضو
سعد عامر من حديث مي و أردف: طيب أنا هدخل أغير هدومي و اجي نتغدا سوا
فاردفت مي بأبتسامه: ماشي يا حبيبي
و بعد مرور بعض الوقت
نهضت حفيظه و هي تردف: تسلم أيدك يا مرات ابني
مي بهدوء: الف هنا و شفا
عامر: الف هنا يا امي
دلفت حفيظه الي المطبخ و غسلت يديها و وقفت بالمطبخ تفكر في خطوتها القادمه و بعدها تنهدت و ما كادت تخرج حتي وجد منديل واقع علي ارضيه المطبخ فتأففت و انخفضت و امسكت بذاك المنديل و فتحت الصندوق القمامه و رمته به و ما كادت تغلق القمامه حتي لمحت صوره لمي تجمعها مع شاب ما فأتسعت أبتسامتها و أمسكت الصوره بلهفه شديده و بعدها وضعت تلك الصوره بصدرها و خرجت من المطبخ و هي تعلم ما الذي عليها فعله
_________________
في منزل غرام و كريم
في غرفه غرام
كانت جالسه علي الفراش و إسراء في أحضانها و هي تربت علي شعرها بحنان تشعر بالشفقه تجاه تلك الفتاه و أثناء ذلك سمعت صوت طرقات علي الباب فنهضت بهدوء و فتحت الباب و دفعت كريم للخلف و أغلقت الباب خلفها
غرام بتبويخ غاضب: إيه في إيه بتخبط ليه
كريم و هو يبتلع ريقه: غرام لو سنحتي اسمعيني،أنا عارفه انه أنا غلط بس أنا هتغير والله هتغير عشانك أنا مش عاوز أخسرك، أنا أسف أرجوكي سامحيني
غرام بقسوه: مستحيل يا كريم مستحيل أسامحك،كلمه أسامحك دي تشيلها من قاموسك،انا مستحيل انسي اللي عملته في البت الغلبانه دي،أنت إيه مفيش في قلبك شفقه و لا رحمه
كريم و هو لا يعلم لما لا يريد أن تفارقه غرام و لكن كل ما يعلمه الان أن روحه تنسحب منه: و أنا صلحت غلطي و عملت اللي انتي عاوزاه أجوكي انتي جوازنا فرصه،احنا لسه عرسان جداد
لكزته غرام بكتفيه و هي تردف بغيظ: و انت كنت قدرت أنه أحنا عرسان ها انت قدرت ده يا حيوان،اسمع يا كريم بكره تحيب الماذون أنت سامع و لا لا
ثم دلفت للغرفه و اغلقت الباب في وجهه و ظل هو بمكانه يفكر بما يحدث معه فهو لم يسبق له أن شعر بذلك الشعور الذي يشعر به الان و ظله الندم ينهش قلبه و عقله علي ما فعله
________________
في صباح يوم جديد
كان نبيل بمكتبه بالمزرعه ف جاءه مكالمه من صديقه علي
نبيل بقلق: ألو،ايوه يا علي طمني عرفت ايه عنه
علي بأسف: يعني مش عارف أققولك ايه اللي عرفته ميطمنش خالص
نبيل و القلق يزداد داخله: قول يا علي اللي عندك
علي: اسمع يا سيدي كريم ده شغله سليم ميه في الميه بس المشكله مش في شغله،المشكله في حياته الخاصه،ده كان عليه أكتر من قضيه أغتصاب،بس كان كل مره بيطلع منها،ده غير علاقاته النسائيه الكتير،يعني من الاخر كده ده بتاع ستات
ججدت عين نبيل بصدمه لا يصدق ما فعله بأخته و ما دفعها اليه بيديه فاردف بصوت متحشرج: طيب يا علي متشكر جدا
علي: انا في الخدمه يا نبيل،و ياريت لو تخلص أختك منه،اللي زي ده متأمنش أختك عليه
ابتلع نبيل غضه مريره و أردف بصعوبه:  إن شاء الله
اغلق معه نبيل و وضع يده علي وجهه يشعر بالذنب الشديد فنهض من مكانه مهرولا
_________________
في منزل غرام
و بعد أن قام كريم بتطليق إسراء
هبطت غرام من الغرفه و هي تحمل حقيبتها و برفقتهو وسراء. تنزي المغادره بعد أن رفض كريم ان يطلقها فانتبه اليها كريم الذي كان يجاس بالصالون يفكر بحل لتلك المعضله التي لايزال لا يجد لها حل
فنهض بلهفه من مكانه و هو ينظر لحقيبتها: غرام أنتي رايحه فين،أنتي مستحيل تمشي من هنا أنا مش هسمحلك انتي سامعه
غرام و هي تنظر له: تسمح و لا متسمحش انا همشي يعني همشي يلا يا اسراء.
فأوقفها كريم كره اخري: غرام عشان خاطري
غرام بغضب: بلا خاطرك بلا زفت انت ملكش خاطر عندي و مدام انت مرضتش تطلق أهلي هيخلوك تطلقني و غضباً عنك انت سامع
و تحركت مع اسراء و فتحت باب المنزل و كريم خلفهم يحاول منعها و اسراء تشعر بالشماته تجاهه
فوجدت غرام نبيل أمامها فقام نبيل بأزاحتها من طريقه وأمسك كريم و قام بلكمه عده لكمات:  اه ياحيوان انا غلطان اني آمنتك علي أختي، يا كلب يا وسخ
اقتربت غرام منه و قامت بالفصل بينهم و هي تردف: يلا يا نبيل ده ميستهلش
نبيل و هو لا يستمع اليها و أقترب من كريم مره أخري و ظل يسدد له اللكمات
غرام بترجي: نبيل عشان خاطري سبيه ده ميستهلش سيبه
تركه نبيل و وجهه ينزف و ملامحه مغطاه بالدم و حمل الحقيبه عن غرام و تحركوا أمامه
و نبيل خلفهم و عينيه تلمع بالدموع فبسبب حقده و غيرته من فارس قام بتسليمها لشخص مثل كريم
اما كريم فظل مكانه يبكي و دموعه تنساب علي خسارته لغرام الذي أكتشف حبه لها متأخراً
يتبع........

الفصل الثامن عشر
دلفت غرام إلي الدوار برفقه نبيل و إسراء، فأنتبهت إليها والدتها فنهضت من مكانها حتي ترحب بأبنتها، و لكن جذب نظرها تلك الحقيبه التي يحملها نبيل فعقدت حاجبيها و أردفت بهدوء رغم القلق الذي تغلل بقلبها: إيه يا غرام الشنطه دي إنتي
نظر نبيل لوالدته و الندم ينهش قلبه و منعها من أسترسال حديثها عندما أردف: دي شنطه هدومها يا ماما غرام كريم و غرام هينفصلوا
جحدت عين غرام بصدمه و أردفت بصدمه: يعني ايه ينفصلوا هو لعب عيال و لا اي ده مبقلهمش كام يوم مجوزين أنتو أكيد اتجننتوا
جزت غارم علي أسنانها و تشنجت ملامحها و أردفت بغضب طفيف: أنا ابقي مجنونه و لو فضلت يوم كمان مع البني آدم أنتي متعرفيش هو عمل ايه و لا طلع ايه
ازدادت ضربات قلب الام و أردفت بقلق و هي تنظر لنبيل: ايه اللي حصل يا نبيل و كريم ماله
نبيل و هو يبتلع غصه مريره بحلقه و أردف: كريم طلع بني آدم قذر و وسخ يا أمي ثم نظر لاسراء التي تنظر للارض فهز قد فهم من نفسه ما فعله كريم بتلك البريئه و أردف: و أنصحك بلاش تعرفي هو عمل إيه
و ما لبث أن يتحرك حتي جذبته والدته من مرفقيه: إيه اللي حصل يا نبيل، هو أنت ترمي كلمتين و بعدين تطلع تجري، أقف كلمني زي ما بكلمك كده
زفر نبيل بضيق و كادت غرام أن تتحدث فأوقفتها إسراء و هي تردف: أنا هقول لحضرتك كل اللي حصل و ليه غرام هانم سابت البيت
نظرت لها الام و هي تضيق عينيها و أردفت بضيق من تدخلها ذلك غي شئون العائله: و أنتي مالك يا بت أنتي بتدخلي في الكلام ليه
نظرت لها غرام بتأنبيب و أردفت بغضب: لا يا ماما إسراء لازم تدخل لانه هي السبب في أني اكشف كريم علي حقيقته
والداتها بغضب و هي تنظر لاسراء: حقيقه ايه و كلام فارغ ايه انتو بتكلموا بالغاز ليه اتكلموا علطول
غرام بغضب و صياح: حاضر يا ماما مش أنتي عاوزه تعرفي أنا اعرفك و أحب اققولك أنه البني آدم اللي أنا اتجوزته طلع مفيش أوسخ منه و علاقاته النسائيه لا تعد، ده غير قواضي الاغتصاب اللي كانت عليه و كل مره كان بيطلع منها،ثم اخذت نفسا عميقا و اخرجته علي مهل و اكملت و هي تجز علي كل حرف من كلماتها: و ده كله كوم و اللي عمله مع إسراء كوم تاني
جحدت عين غرام و أتسعت علي آخرهم لا تصدق ما وسمعه تتمني أن تكون هذا حلم ليس أكثر من ذلك، و لكن ذلك ليس بحلم بل كابوساً، ثم نظرت لاسراء التي هبطت دموعها علي وجنتيها و بعدها كلا من غرام و نبيل
حتي جاء صوت من خلفهم و هو الاخر لا يصدق ما سمعه للتو، فهو قد خرج من مكتبه علي أصواتهم و أستمع و تابع حديثهم: غرام
التفتت غرام و نظرت لوالدها التي استمع اليهم فأسرعت مهروله الي أحضانه الدافئه الحنونة
فارس بحزن و غضب من نفسه و هو يربت علي شعرها: أنا أسف يا بنتي حقك عليا
غرام و هي تشدد من أحتضانه: انت ملكش دعوه يا بابا هو اللي بني آدم واطي
فارس بتنهيده: انا والاه يا غرام كنت فكره محترم زي ابوه، الله يرحمه لو كان شاف ابنه كان زمانه مات بحسرته
غرام و هي تخرج من أحضانه و أردفت بنبره باكيه: بابا عشان خاطري طلقني منه انا مش عوزاه
فارس بأيماءه: متقلقيش يا غرام مش عاوزك تقلقي طول ما ابوكي عايش أنتي سمعه
ثم رمق كلا من نبيل و زوجته بنظرات خاطفه و ثبتت نظراته علي إسراء فشعر بالشفقه تجاهها و أردف بهدوء و حنان: تعالي يا بنتي
نظرت له اسراء بعيون حمراء كالدم و رأي التردد بعينيها فأؤما له برأسه يشجعها علي القدوم ناحيته
فتحركت اسراء و أقتربت من فارس الذي ما لبثت أن اقتربت حتي أخذها بأحضانه و ربت علي ظهرها و هو يردف: أنتي من أنهارده في أمان و خليكي واثقه من ده، و أحنا من هنا و رايح أهلك و ربنا يقدرنا و نعوضك ففارس يعلم بأن اسراء وحيده لم يبقي لها احد عقب وفاه والدتها
__________________
دلف فارس منزل مازن بعد أن فتح له مازن الذي ظخر التوتر و الارتباك جلياً علي وجهه
مازن بتوتر: أهلا فارس بيه،حضرتك عرفت العنوان منين
فارس و هو ينظر و يلتفت بالمنزل: اللي يسئل ميتوهش،ثم رمق مازن بنظره دبت الرعب بقلبه و أردف فارس: الا قولي يا مازن هو مش أنا اديتك من كام اسم واحد و قولتلك عاوزك تعرفي عنه كل حاجه
ابتلع مازن ريقه و بدأ يتصبب جبينه بالعرق و اردف بارتباك: أيوه و جبت لحضرتك المعلومات االي انت عاوزها و طلع مفيش غبار عليه
ظل فارس يستمع اليه و هو يجز علي اسنانه و تشنجت ملامح وجهه بغضب فلاحظ مازن ذلك فحمحم و أردف بتوتر: اه صحيح حضرتك تحب تشرب حاجه
فارس و هو يقترب منه و عينيه تشع غضب: هو من الشرب ففي شرب،بس أنت اللي هتشرب
ثم انهال عليه بالصفعات و اللكمات و ظل يسبه بسبب ما فعله
فارس بغضب و هو يمسكه من قميصه و مازن علي الارض و هو يتسطحه: بقا انت يا وسخ انت تخدعني انا انت و الوسخه التانيه،و فكرك الموضوع هيعدي بسهوله كده
و ظل يسدد له الضربات واللكمات و بعدها نهض من مكانه و وضع عده نقود بأماكن مختلفه و خرج من المنزل و مازن متكور علي الارضيه لا يشعر بشئ خلفه فالشرطه ستقتحم المكان بعد قليل بعد ان قام فارس بمهاتفتهم و ابلغ عن مازن بتهمه سرقه تلك النقود من خزنته بالشركه
_________________
بعد مرور اسبوعين
اليوم زفاف كلا من نبيل و غاده بعد اصرار من غرام شقيقته علي اتمام تلك الزيجه باسرع وقت،فنبيل كان سيؤجل زفافه بسبب ما حدث مع غرام و لانه ما زال يشعر بالذنب يتآكله و ينهش بقلبه، أما فارس فقد عاد الي الصعيد مرة أخري و استقر بها بعد أن أنهي و اصفي عمله بالقاهره و كم شعر بالراحه و السعاده تتغلغله عندما علم بأن غرام تمكث مع أهلها و لكن ما كان ينغز عليه سعادته هو أصرار كريم علي عدم تطليق غرامه و محاولته للحديث معها أكثر من مره و بكل مره رفضت غرام،و كل ذلك غير ما كان يحدث له من أهلها و المشاجرات التي كانت تحدث بينه و بين نبيل الذي أنهي العمل الذي كان بينهم و كم من مره حاول فارس ان يري غرام و يتحدث معها و لكنها رفضت رفضت قاطع فهي لا تريد روئيته ،أما إسراء فهي لا تزال حبيسه بغرفتها لا تريد أن تري احد او تتحدث مع أحدهم علي الرغم من محاولات غاده و غرام العديده لاخراجها من حالتها تلك،أما غرام فكانت قد أكتشفت نسيانها لبعض اغراضها بمنزل كريم فأنزعجت كثيراو اتفقت مع والدتها أن تذهب معها عندما تذهب الي هناك
في المساء
في منزل عامر و مي
كانت مي تتجهز و علي وجهها أبتسامه مشرقه و كيف الا تكون مشرقه و هي تعيش اسعد أيامها و خصوصا بعد تغير معامله حفيظه معها و أصبحت تعاملها بود و حنان ادهشها و ادهشا عامر ايضا و اصبحت حياتهم اكثر استقراراً فتنهدت براحه و رفعت عينيها تنظر بالمرآه لتجده يقف خلفها و يكاد يكون ملتصقاً بها،فاقترب من أذنيها و لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها البارده مما جعل جسدها ينتفض و أردات ان تلتفت له و لكنه ثبتها و همس لها بعشق جارف: متتحركيش خليكي مكانك
ابتلعت مي ريقها فاقترابه يسبب لها التوتر فأردف عامر علي نفس الهمس و هو يخرج من جيبه علبه قطيفه: السلسله ده عشان الرقبه الحلوه دي
ثم اخرج تلك السلسه التي كانت علي شكل قلبان ملتصقان و قام بالبسها اياها و عقب انتهاءه اقترب من عنقها و لثمه بنهم فابتعدت عنه بتوتر و هي تضع يديها علي السلسال: جميل أووي يا عامر
عامر بأبتسامه و عيون عاشقه: أنتي أجمل يا عيوني
مي و هي تتنهد: طب يلا بقا عشان منتأخرش
ثم تحركت من أمامه سريعاً و أبتسامته هو تزداد و أردف بمكر: يعني هتروحي مني فين يعني
__________________
في المساء
في مجلس السيدات
كانت غاده تجلس بالمنتصف و هي ترتدي فستان زفافها و ابتسامه واسعه علي وجهها و والدتها بجوارها تشعر بالسعاده من أجل ابنتها،أما شروق فكانت تنظر لها بغيره شديده و لكنها لن نستلم و تلك العلاقه ستخرب عاجلاً ام اجلاً و كانت والدتها بجانبها تتطلع علي سعاده شقيقتها و ابنتها و تحسدهما علي ما توصلا اليه ،اما كلا من غرام و اسراء التي حضرت من اجل صديقتها كانت كلا منهما في ملكوت آخر كل واحده تفكر بما حدث معها،اما كلا من منه و ملك و اميره و مي كانوا يجلسون سويا و تفاده ملك الاحتكاك بأميره فهي تشعر بغيره تسيطر عليها كلما رائتها اما مي حاولت الهاء كلا من غرام و اسراء من حزنهم و لكنها لم تفلح بذلك
اما في في مجلس الرجال
كانت سعاده نبيل ناقصهو لكنه اتقن الابتسامه علي وجهه و تفادي النظر تجاه فارس الذي لاحظ تفادي نبيل من معاملته او النظر اليه فعلم بأنه يشعر بالذنب،شعر فارس بالانزعاج من اجل نبيل فاقترب من نبيل
فارس بابتسامه: مبروك يا نبيل الف مبروك
نظر له نبيل و ارف بضيق: شكرا عقبالك
فارس بابتسامه: قريب جدا ان شاء الله متقلقش،ثم رفع يده و ربت علي كتفيه
فنظر نبيل ليديه و نظر حوله و اقترب.من فارس و هو يردف بصوت هامس خافت: أوعي تفتكر انه عشان غرام عاوزه تطلق يبقا الطريق بقا مباح و سهل قدامك،لا فوق انا استحاله اوافق عليك انت سامع
تغيرت معالم وجهه فارس و نظر لنبيل و أ يردف بسخريه: عمرك مهتتغير يا نبيل عمرك
ثم رحل من أمامه،اما نبيل فهو حقا يشعر بالانزعاج و الندم و لكنه لا يريد ان يعطي لفارس فرصته حتي يشمت به و لذلك تحدث بتلك الطريقه و قام باستفزازه
ثم رسم ابتسامه سريعه علي وجهه،و لكنها سريعا ما اختفت عندما لمح وليد يدلف الي مجلس الرجال فعثد حاجبيه و اشتعلت ميرانه و اقترب منه و هو يمسكه من ملابسه
نبيل بغضب: أنت ازاي خرجت انت مش كنت محبوس
اقترب والد نبيل و كذلك اسر و مالك لفض تلك الفضيحه،فانزل نبيل يديه و رسم ابتسامه مصطنعه و نظر لوالده و اردف: خلاص يا جماع مفيش حاجه
نظر له والده بتحذير و تحرك مره اخري برفقه اسر و مالك يرحبون بضيوفهم
اما وليد فابستم بسخريه و اردف: بص يا ابو نسب انا هجاوبك،انا بنت خالتي حبيبتي مهنش عليها تفضل سيباني في الحبس كتير و سحبت الشكوي،عرفت بقا انا طلعت ازاي
اتسعت عين نبيل بصدمه فكيف لغاده ان تفعل مثل تلك الفعله فأؤما براسه و اردف: حسابك معايا بعدين
_________________
دلف نبيل الي غرفته هو و غاده
فوجدها تجلس علي الفراش و الخجل يتملكها فأقترب منها و قام بتحريكهامن علي الفراش وأوقفها امامه،فكانت ننظر بالارض و ابتسامه بسيطه علي محياها فرفع نبيل يديه و مسك ذقنها و اقترب منها و هو يردف بغضب: خرجتي ابن خالتك ليه من الحبس
ابتلعت غاده ريقها و أردفت: نبيل انا
نبيل و هو يمسكها من فكيها: نبيل ايه و زفت ايه،انتي ازاي تعملي كده بعد اللي عمله معاكي،و ازاي مش ترجعيلي في حاجه مهمه زي دي،انطقي
غاده ببكاء: نبيل انا والله غصب عني ماما هي اللي اصرت عليا بعد ما خالتي اترجتها عشان اسحب الشكوي و ماما مقدرتش تقولها لا ده غير انه خالتي حافت انه مش هيقرب مني تاني
نبيل بصياح غاضب: أنتي مجنونه مين ده اللي مش هيقربلك تاني،انتي بحد غبيه مشفتش في غبائك
ثم تركها و خرج من الغرفه و دفع الباب خلفه و هو يتجاهل مناداتها عليه ينوي النوم بغرفه آخري
__________________
كانت غرام تجلس بحديقه الدوار و تنظر للسماء و الهواء يطاير خصلاتها البندقيه و اثناء جلوسها شردت ثلما تصبحت تشؤد دائما لم تفق من شرودها ذلك الا علي صوت فارس بجانبها و هو يردف بهمس
فارس باشتياق و هو يتاملها: وحشتيني
نظرت له غرام و انتفضت من مكانها و نهضت مسرعه فلحق بها فارس و جذبها من ذراعيها و اردف: غرام لو سمحتي عاوز اكلم معاكي في كلام كتير عاوز اققولهولك
غرام و هي تحرر ذراعها: مفيش كلام بيني و بينك عن إذنك
ثم تركته واقفا مكانه يتأفف بحيره لا يعرف ماذا يفعل معها حتي تسامحه
_________________
في منزل كريم
كانت يجلس مكتبه يتجرع تلك المشروبات الكحوليه و يشعر بدوران شديد، يريد أن ينسي غرام و كيف تركته، يتمني أن يعود به الزمن يوما، بل يتمني أن تكون له عائله محبه، ، و لكن هو طوال عمره يتيما بدءا من موت والدته و هو صغير حتي موت والده و بقاءه بمفرده، فاقربائه الوحيدون يقيمون بالخارج و لا يسئلون عنه
سمع صوت جرس المنزل فنهض من مكانه و حالته مغزيه و لا يري الاشياء بوضوح فهناك غمامة سوداء علي عينيه جعلت الروئيه مشوشه فاتجهه ناحيه الباب و هو يردف بلهفه: غرام
فتح البابا بعد ان توصل اليه بصعوبه شديده، و حاول روئيه من يقف أمامه و لكنه لم يستطع تمييز الملامح و لم يستطع ان يحدد ما اذا كان رجل او امراه
و ما لبث ان يتحدث حتي وجد من يدفعه داخل المنزل و اغلق الباب خلفه
__________________
في صباح يوم جديد
وصلت غرام برفقه والدتها امام منزل كريم و ما كادت الام ان تطرق الحرس حتي اردفت غرام
غرام: استني يا ماما،تلاقيه نايم دلوقتي مش عاوزينه يصحي،انا هفتح بالمفتاح
اؤمات لها والدتها و اردفت: ماشي
فتحت غرام باب المنزل و دلفت هي و والدتها الي الداخل و اغلقوا الباب خلفهم و لكن لفت نظرهم ما جلعهم يصرخون بفزع فكريم كان ملقي علي الارضيه مقتول بطلقات من الرصاص.




تعليقات