
رواية حور الأسد الفصل الثالث 3 بقلم سهام محمود
ها هو الأن يقود متجها إلى قصره مفكرا في موضوع ما ليمسك المقود بيده اليسرى و يده اليمنى إتجهت نحو جيب سترته الداخلية مخرجا منها هاتفه و يضغط على رقم سيف و يضعه على أذنه منتظرا رد الأخر....سمع صوته قائلا:
سيف: أهلا يا كينج.
رد عليه أسد مباشرة:
أسد: أنا جاي بكرة لبيت جدي يا سيف.
ليبتسم سيف و يقول بفرح:
سيف: والله طيب كويس يا أسد دا أنت بقالك سنين مرحتش هناك.
أسد بغموض: ما أنا عارف بس هغير جو هناك و في حاجة كدة هعملها.
سيف بإستغراب: حاجة!!...حاجة إيه دي؟.
أسد: هتعرف بعدين يا سيف...سلام دلوقتي عشان في حاجة أعملها كدة.
سيف: ماشي سلام.
أغلق أسد هاتفه ليرجعه بداخل جيب سترته ليصل إلى قصره لتفتح البوابة الألكترونية...ليوقفها و يخرج منها و يغلق الباب خلفه.... وقف أمام الباب الحديدي ليخرج مجموعة المفاتيح من جيب بنطاله و يمسك بمفتاح الباب ليفتح به الباب و يدخل مغلقا إياه خلفه....إتجه إلى السلم ليصعد عليه ليقاطعه صوت نفس الخادم الذي حدثه صباحا ليقف أسد و يقول الخادم:
الخادم بإحترام: أسد بيه الغدا جاهز زي ما حضرتك طلبت.
أسد: ماشي.
أكمل طريقه صاعدا لأعلى دخل إلى جناحه الخاص ليبدأ بنزع ثيابه و إتجه إلى الحمام ليستحم بماء بارد ليريح أعصابه المشدودة.... توضئ و نشف جسده من الماء و لم يبقى إلا شعره الذي ينقط ماءا خفيفا على أكتافه العريضة لتنساب بحرية على طول ظهره المشدود.
إرتدى بنطالا قطني رمادي اللون و خرج من الحمام ليلتقط من خزانته تيشرتا أسود اللون مظهرا عضلات يده و صدره ليبدأ هو بإداء فرضه.
إنتهى لينزل لأسفل و يجلس على طاولة الطعام الطويلة جدا ليجلس على المقدمة و يبدأ بتناول طعامه بهدوء.
...........................................
:حووووووووووووووور.
نطق ذلك صوتا أنثوي من خلال الهاتف التي تمسكه لتبعده قليلا عن أذنها بلامبالاة و هي تتناول بعضا من الفشار بينما تستمع إلى أحد الأفلام الكرتونية لترد حور بغضب :
حور: يخربيت كدة طبلة ودني إتخرمت يا بت أنتي.
لترد الأخرى بتهكم واضح من صوتها:
:بقى يا جزمة بقالك يومين لا بتتصلي ولا تسألي ليه يختي تكونيش شوفتيلك واحد و خلاكي تتوهي في هواه.
حور بملل: لا يا سوسو كل الحكاية إنه تلفوني وقع في المية الحمد لله إني لحقت الخط قبل ما ضرب.
:طيب يختي عندي ليكي خبر معرفش إذا حلو ولا وحش.
حور بنفاذ صبر: إيه هو يا سارة.
سارة بقهقة: مالك كدة يا بت بصلتك محروقه كدة لييه؟؟.
صرخت حور: سااارة هتقولي يا أخرة صبري ولا أقفل في وشك التلفون؟؟.
كتمت سارة ضحكتها بصعوبة لتقول:
سارة: لا لا خلاص هقولك و النعمة.
حور: هاا إيه هو.
سارة بهدوء: نردين جات مصر إمبارح.
إنتفضت حور من مكانها ليسقط وعاء الفشار من حضنها لتقول بصدمة و قد توقعت سارة ردة فعلها:
حور: سردين... قصدي نردين جات يا نهاااار إسوح.
سارة: ايوة و إحنا بكرة رايحين بيت جدي و هما هيكونوا هناك.
جلست حور مرة أخرى على الأريكة لتقول بفرح:
حور: طيب كويس إنه أنتي جاية عشان إحنا بردو هنروح بكرة على بيت جدي.
سارة: طيب حزري فزري مين هيجي تاني هناااك.
إستغربت حور لتعقد حاجبيها و بدأت بحك اعلى رأسها مفكرة لتقول بيأس:
حور: مين تاني مفيش حد غيرنا يا صرصور.
إبتسمت سارة: لا هيجي أسد كمان هناك.
ما أن سمعت حور إسمه تجدمت و إتسعت عيناها بصدمة تنفسها إضطرب و دقات قلبها أصبحت متسارعة و معدتها بدأت تؤلمها بخفة...صمتت لتستغرب سارة و تقول:
سارة: حوور إنتي سمعاني....حووور.
حور: هااا.
سارة: هااا إيه يا بنتي بقولك أسد جاي و إنتي تقوليلي هااا.
أغمضت حور عيناها عدة مرات لتستعيد نفسها المشتتة لتقول بهدوء:
حور: مش غريبة إنه يجي بعد السنين دي كلها يا سارة.
سارة: هي أه غريبة بس أحسن عشان يغير جو دا هو شديد حبيتين و هاري نفسه في شغل الشركة ليل و نهار مفيش إلا اليومين دول إلي مفيش فيهم شغل كتير و دا كويس.
ردت حور مهمهمة :
حور: طيب يا حب روحي أمشي دلوقتي عشان أنضف البيت عشان ماما مش موجودة لحسن تنفوخني...و شكلها هتبقى إجازة زفت بسبب سردين يووه قصدي نردين.
سارة مقهقهة: ههههه لا متخافيش طالما إحنا بعيد عنها و ملناش دعوة بيها خلاص.
حور: على قولك...طيب سلام يا مزة.
سارة: سلام يا قلب المزة.