رواية شهد مسموم الفصل الرابع 4 بقلم منال كريم


رواية شهد مسموم الفصل الرابع 4
 بقلم منال كريم



كانت تجلس في المحاضرة ، تحاول نسيان كل ما حدث.

لكن فجأة نظرت أمامه وجدت الشخص التي رأتها في الحمام، نظرت بجانبها لكي تستغيث بسما، وجدتها شبيتها التي رأتها في غرفتها، و صرخت في وجهها.

صرخت شهد بخوف ، ظلت تلتفت في كل الاتجاهات ، لكن لم تجد أحد .
اصبح المكان خالي و مظلم ، نهضت بخوف ، و ذهبت الى الباب لكن لم يفتح.

فجأة اتفتح الباب، لكن خلفها مكان غريب مظلم ، نفق طويل و من على الجهتين نار .

ظلت تركض ، حتي ينتهي هذا النفق،  تلفت يمين ويسار ، أمامها و خلفها، مكان غريب ليست الجامعة ، لا يوجد بشر، هي بمفردها .
 وجدت مرآه أمامها ، كانت الصدمة عندما وجدت نفسها ترتدي ثوب زفاف ، و بدون حجاب ، شعرها الطويل الاسود منسدل على ظهرها .

وقفت بصدمة و هي تبحث عن ثيابها ، تبحث عن حجابها لم تجد شيء.
أكملت سير حتي ينتهي هذا الطريق ، وصلت الى آخر النفق .

كان يوجد باب كبير آخر ، ويقف عليه شخصين يشبهون البشر بملامح الوجهه، لكن هما عملاقة في الطول و الحجم.

فتحوا  الباب على مصراعيه ، و قدموا التحية لشهد، نظرت لهم بتعجب ، و دلفت إلى الداخل.

كان يجلس شخص عملاق بملابس سوداء أمام موقد نار كبير.
و يجلس على جانب شبيتها شهد، و الجانب آخر شبيه يوسف.

كانت  تحاول الحديث، لكن صوتها لا يسمعه أحد.

تحدث الراجل و هو ينظر إلي  شبيه يوسف: هل تقبل الزواج من شهد؟

أجاب : أجل 

ثم نظر إلى شبيهة شهد : هل تقبلين الزواج من يوسف ؟

أجابت : أقبل.

احتضن كف يوسف و شهد معنا ، فوق موقد النار ، أخرج الراجل قطعة حادة و  جرح  يد شهد و يوسف من المعصم، و اختلطت دمائهم في قبل النار.

ثم قال الراجل: تم الزواج.

صرخت شهد تزامنا مع دموعها الشديدة:  أنا شهد و لم أقبل الزواج، أنا شهد و لم أقبل الزواج.

ظلت تسير و هي تصرخ ، و تكرر أنا شهد و لم أقبل الزواج .

لم يجيب عليها أحد ، لكن ينظرون لها و يضحكون عليها باستهزاء.

ظلت تصرخ تصرخ ، بلا فائدة.

نهضت بفزع ، قالت سما بدموع: بسم الله الرحمن الرحيم.

نظرت حوالها بعدم فهم، وجدت نفسها في مسجد الجامعة ، وضعت يديها على رأسها حتي تتأكد من وجود حجابها، نظرت إلى سما بدموع: ماذا حدث ؟ لماذا أنا هنا؟

أجابت بدموع: بعد دقائق من بداية المحاضرة ، صرختي صرخات متعددة ، ثم فقدتي الواعي، جئت معكِ أنا و بعض الفتيات إلى هنا.

لتسأل بتوتر؛ منذ متي و أنا فاقدة الواعي؟

أجابت: ساعة.

قالت بابتسامه ممزوج بدموع : هذا يدل أن ما رأيت كان مجرد كابوس ، أنا لم أتزوج يوسف ، أنا لم أذهب إلى هناك ، أنا لم أتزوج يوسف ، أنا لم أذهب إلى هناك.

كانت تنظر لها بتعجب لتردف بخوف: شهد لم أفهم شيء.

رفعت يديها وضعتها على وجهها و قالت: الحمدلله ، الحمدلله.

لكن نظرت بذعر و هي ترى أثر الجرح الذي كان في يد شبيتها.

لتردف برعشة: أذا أنا كنت هناك، أنا تزوجت يوسف، أنا ذهبت إلى هناك، أنا أصبحت زوجة يوسف.

ظلت تتحدث و كأنها فقدت عقلها، تجمع حوالها بعض الفتيات، يوجد من ينظر شفقة، و يوجد من ينظر  بابتسامة و شماته.

وضعت سما يديها على رأسها ،وظلت تقرأ بعض الآيات القرآنية حتي تهدأ.

بعد وقت 
شهد و سما في طريقهم إلى المنزل.
في سيارة الأجرة

قالت بتعب: سما ، الذي حدث في الجامعة لا أريد بابا و يعلمون عنه شيء.

نظر لها بصدمة ، لتسأل: لماذا؟

قالت و هي تنظر إلى الطريق: سوف يشعرون بالقلق والتوتر.

تحدثت بعصبية: شهد اقبلي الزواج من يوسف، ما حدث اليوم شيء خطير، ماذا ننتظر بعد؟

شهد بدموع: لا افهمك سما، حقا لا افهم، هل اكون في أمان و أنا زوجة هذا الغبي.

صرخت نسيت آمر السائق : هو ليس لها علاقة بكل ذلك.

نظرت لها و صرخت هي الآخرى: لماذا أنتِ متأكدة لهذه الدرجة؟ لماذا دائما تدافعي عن يوسف؟ أريد معرفة ما سبب هذا الإصرار أني أتزوج يوسف؟ هل هو وعدك بنقود أو ماذا؟ 

نظرت لها بصدمة ، وسقطت دموعها من هذا الاتهام الشنيع، هي لا تريد شيء إلا سعادة شيء.

قالت بدموع: السبب هو أني أريد سعادتك، السبب هو  أنا  و الجميع متاكد من يوسف مختلف و أنا أعلم أنه يحبك، و اعذرني شهد في هذا الحديث، هل تعلمين لماذا أريد زواجك من  يوسف، لأن وقع في غرامك مثل ما أنتِ، لا هتم انك بدينة ، لا أهتم أنك فتاة سمراء ، لا أهتم الا بالروح، الجميع كان يطلب منك فقد وزنك إلا هو ، كان دائماً يقول شهد أنتِ جميلة و لا تهتمي، هذا لم يحدث شهد، و الآن أطلب منك الزواج بسبب ما يحدث معك.

و صمتت فترة و هي تحاول السيطرة على دموعها: أنتِ لا تعلمين ماذا كانت حالتي و أنت تصرخين ؟ كنت أموت في الثانية الف مرة و أنتِ فاقدة الوعي ، لكن أنتِ محقاً ، يوسف اعطني نقود حتي أضغط عليكِ لأجل الزواج منه.

ألقت نفسها في حضنها ، لتردف بدموع: أنا آسفة، أنا آسفة، أنا متعبة ، سوف أفقد عقلي بسبب ما يحدث معي، اعتذر سما .

لتردف بابتسامة ممزوج بدموع: يكفي بكاء، سوف اعفو عنكِ.

خرجت من حضنها و مسحت دموعها ، ثم نظروا إلى السائق ، و الآن انتبهوا إلى المكان .

قالت سما: المعذرة 

أجاب بهدوء: لم يحدث شيء.

بعد وقت وصلت السيارة أمام منزل شهد.
هبطت شهد ثم سما.

بدون سابق انذار  قالت بصوت عالي: أحمد.

نظرت شهد لها بغضب: ماذا تفعلين؟

قالت بهدوء: انتظري 

جاء أحمد اخو يوسف و قال : نعم.

سألت سما: أين يوسف؟

أجاب: مسافر منذ فترة.

أومأت رأسها إيجاب و قالت: شكرا حمادة.

أجاب : العفو. 

و رحل 

سألت شهد و هي تدلف إلى باب العمارة و سما خلفها: لم أفهم، ماذا تريدين من يوسف؟

لتردف بهدوء: كنت سوف أقص لها ما حدث؟

لتجيب بنفاذ صبر: لا أعلم من أين هذه الثقة أنه لا يعلم شيء؟ يوسف يعلم كل شيء.

أخذ نفس عميق ، و قالت بهدوء: لا أصدق أن يوسف يفعل ذلك معكِ.

توقفت شهد عن الصعود و نظرت لها بعيون ممتلئة بالدموعِ: من يريد الزواج مني؟ حسين أو يونس ، أو هو ، هذا المدعو يوسف الذي أصبحت لا اكره أحد في حياتها مثلها، من كثرت تكرر اسمها، أصبحت لا أحب هذا الاسم ، كيف حدث كل ذلك؟ لماذا حدث ذلك ؟ الإجابة على كل الأسئلة ، هي أني يوسف لا يتقبل فكرة الرفض ، فقرر فعل ذلك.

ثم أكملت بنظرة غيظ و حقد: هذا يوسف لو آخر راجل في العالم لم أتزوج افضل من الزواج منه.

سألت بهدوء: بالنسبة لما حدث اليوم.

قالت بتحذير: ما حدث لا نتحدث فيه مرة أخرى ، و بالأخص أمام عائلتي، هل تفهمين سما؟

قالت بنفاذ صبر: أجل.

صعدت شهد و سما، بحثت شهد عن فاطمة لكن لم تجد أحد.

قالت بتوتر: أين ماما؟

قالت سما بهدوء: بالتأكيد ذهبت الى السوق.

أومأت رأسها بالموافقة ، لتردف بمزح: سما لماذا أنت هنا ؟

قالت بعصبية: أنا أخطأت لاني اريد الاطمئنان عليكِ، سوف ارحل.

قالت با ابتسامة: كلا من فضلك انتظري بعد وجبة الغداء.

جلست على الأريكة ، لتردف بابتسامة: طالما تريدين ذلك سوف أفعل.

ذهبت جلست بجوارها وضعت رأسها على كتفها، و هي تشعر أنها تلقي عليها كل الهموم التي أثقلت قلبها، لتردف بحب: شكراً سما.

سألت بتعجب: لماذا؟!

لتجيب بحب: أنك في حياتي ، و دائما برفقتي في السراء و الضراء، أجمل شئ في حياتي هو أنتِ و رحمة.

أجابت بمزح: ياليت كانت خالتي تقطن في الإسكندرية ، كنت اذهب لأجل التنزه مثل رحمة، و لم أرى فيلم الرعب خاصتك.

 
نظرت لها بحزن : هل كنت اتحمل ما يحدث بدونك أنت ورحمة؟

قالت بحب: أنا امزح اختي، تأكدي أني دائما معك.

تدلف فاطمة من الخارج و تحمل بعض الاغراض، و ضعت الاغراض على الطاولة، ثم نظرت إلى الفتيات.

لتردف بحب: مرحبا فتيات.

أجابت الفتيات: مرحباً ماما.

سألت بهدوء مصطتنع و هي تخشى سماع حدوث  شيء سيء: كيف حالك شهد؟ هل حدث شيء غريب اليوم؟ اقصد حدث لكِ مكروه.

نهضت وذهبت إليها ، وضعت قبلة على جبينها بحب و قالت: لم يحدث شيء ، أنا بخير ماما، ما حدث كان مجرد خيالات بسب الخوف، إذا أنسي الموضوع.

أجابت بأمل: اتمني حبيبتي.

و أكملت بأمر: هيا فتيات الى المطبخ ، أريد المساعدة.

قالت بحماس: مستعدة.

قالت بهدوء: سوف أبدل ثيابي و أعود.

دلفت فاطمة و سما إلى المطبخ، و ابتدأت فاطمة تنهال بالاسئلة على سما، بخصوص ما حدث في الجامعة؟ 

كانت سما على العهد مع صديقتها،و تكرر لم يحدث شيء.

تجلس على السرير بتعب شديد ، و تشعر أن الهموم الكون في قلبها.

نظرت إلى مكان جرح يديها ، و تسأل نفسها: ما معني هذا الجرح؟ هل هذا دليل أن تم الزواج؟ لا افهم شيء ، و لا أريد الاستلام ، يالله كوني معي ، اعطني القوة ، فأنا ضعيفة و أنت القوي انت تعلم بحالي و غني عن سؤالي.

أخذت نفس عميق و غادرت الغرفة و دلفت إلى الحمام ، لكي تتوضا.
حاولت تكون قوية و تنشي ما حدث.

كانت مغمضة عيونها ، خشيت أن ترى شيء مخيف.

كانت تتوضا ، لاحظت أن الماء لازج ، تفتح عيونها ببطئ ، وضعت يديها على فمها ، حتي تمنع خروج صوتها.

كان وجهها و يديها عبارة عن سوداء ، كانت الماء تنزل سوداء.

أغلقت الماء ثم فتحت ، لكن بدون جدوى.

تحاول مسح هذا السوداء بجنون و تردف بدموع: يكفي ، يكفي ، يكفي.

جلست على الأرض وانهارت من البكاء.

و قالت بعصبية: لقد اكتفيت من كل ذلك، أنا لم أفعل شيء لكل ذلك، ما الجريمة التي ارتكبها حتي يحدث ذلك؟ كل فتاة من حقها تختار شريك حياتها.

عادت الماء إلى طبيعتها.

سجدت و إطالة السجود، فمن لنا إلا الله، بكيت و قالت ما في قلبها.

بعد وقت غادرت الغرفة و ذهبت الى المطبخ و هي تتصرف بشكل طبيعي.

في منزل يوسف
في المنطقة الخاصة بعمل حسين.

تحدث بهدوء: ماذا تريدين ؟

قالت السيدة بتوتر: سيدي أنا متزوجة منذ سنوات طويلة لا استطيع الانجاب، جاءت حتي اطلب منك المساعدة.

نظر لها بخبث ليردف: هذا المكان الصحيح ، سوف أطلب منك بعض الاشياء .

ثم التقط كوب ماء و بدأ يلقي عليه تعويذة، و مد يديه و طلب منها شرب الماء ، و ما هي إلا دقائق و فقدت الواعي.

نظر لها برغبة شديدة.
فهو عندما تأتي سيدة له يعطيها مخدر حتي تفقد الواعي، و يقوم بالاعتداء عليها و عند الاستيقاظ لا تتذكر اي شيء.

هذا عقاب الخطيئة ، عندما الإنسان ينسي الله ، و ينسي أن كل شيء بأمر الله، و نلجأ إلى البشر ، دون اللجوء إلى رب العالمين.

غادرت سما بعد وجبة الغداء ، و دلفت شهد إلى غرفتها، جلست حتي تدرس.

مر وقت و لا تعلم مدته، التقطت الهاتف و نظرت إلى التوقيت ، وجدت أنها الواحد صباحاً.

قالت بابتسامة: ما شاء الله ، درست وقت طويل، أن شاء الله أكون الاولى على الدفعة، الآن اصلي قيام الليل و أخلد الى النوم.

كانت تغادر الغرفة، لكن شعرت بأحد يقف خلفها، تتنفس سريعا، تخشي النظر إلى الخلف، حاولت فتح الباب لكن موصدة بشكل جيد.

لتردف بتلعثم: بسم الله الرحمن الرحيم ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

نزلت عيونها بغزارة ، عندما شعرت  بلمسات على ظهرها.

ألتفت بفزع ، لتردف بصدمة: يوسف.



                 الفصل الخامس من هنا 

تعليقات