
رواية وقعت في دائرة الشر الفصل الخامس 5 بقلم هبة نبيل
بين الحقيقة والخيال
في صباح يوم جديد، استفاقت فرح على ضوء أشعة الشمس التي تسللت من بين الستائر، تضيء الغرفة بلطف. تنهدت ببطء، محاولة تذكّر شيءٍ مما حدث ، لكن ذاكرتها كانت كأنها صفحة بيضاء. نظرت حولها فوجدت نفسها في غرفة مجهولة، ثم ابتسمت عندما ادركت وجودها في هذا المكان لكن شعورًا غريبًا بالراحة انتابها أمضت فرح ثلاث ليالي هادئه منذ ان خطت منزل حسام على الرغم من كثرة الأسئلة التي كانت تدور في ذهنها.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم نظرت إلى يارا التي كانت تجلس بالقرب منها، وابتسمت لها ابتسامة عفوية وهي تقول :
"صباح الخير يا يارا."
يارا ابتسمت بردود فعل خفيفة:
صباح النور يا فرح، حسّة بأيه النهاردة؟"
فرح وهي تحاول الابتسام: مفيش جديد، بس الحمد لله، كله تمام."
يارا بقلق وقد لاحظت الملامح المتعبة على وجه فرح:
لو عايزة تفضلي هنا تاني النهاردة، مفيش مشكلة، إحنا كلنا موجودين وجاسر مش هيقدر يتكلم تقريبا حسام عرف يهندل بابا ويقنعه
فرح هزت رأسها ببطء:
أنا مش عايزة أكون عبء عليكم... بس انا خايفه، مش فاكرة حاجة خالص، كأني بعيش يومي من غير ماضي."
يارا بتعاطف:
"أنا فاهمة، بس احنا معاكي، وكل حاجه هتبقى تمام إن شاء الله. وبعدين إنتي مش لوحدك...
وفي الخارج، كان حسام يتحدث مع فادي ومحمد بعد نصف ساعه من مجيئهم اليه
حسام بنبره حازمه:
بصو انا جبتكو هنا عشان اللي هقوله مينفعش يتقال في المكتب هناك
ده غير انه حوار شخصي وانتو اقرب اتنين ليا
محمد: خير يا حسام قلقتنا؟
فادي: في حاجه ولا ايه؟
حسام:
بختصار في حوار كده ظروف معينه دخلتني فيه وحوار شكله مش سهل
ساد الصمت قليلا وتبادل محمد وفادي النظرات لبعضهم البعض في قلق ثم كسر فادي هذا الصمت وقال...
فادي: حوار ايه؟
حسام:
هقولكم بس اسمعوني كويس....
وفي المطبخ بعد ان حضر سامي إلي المنزل دخل سريعا إلي المطبخ وهو يقول...
الحقيني بسرعه بأي لقمه جعان اوي يا صفصف
صفية بضحك وحنان:
ياحبيبي يابني من عيني ايه هي عزه مابتأكلكوش في البيت ولا ايه؟
سامي: مانتي عارفه اللي فيها هي بتعرف تطبخ اصلا
صفيه وهي تخبطه على راسه خبطه خفيفه:
يا واد احترم نفسك شويه وقوم يلا حضر معايا الفطار انت عايز تأكل على الجاهز ، وحاول أن يخفف الأجواء بتعليق فكاهي، "يعني بجد، لو ما كانش في دبدوب في الدنيا دي، ما كنتش هصدق إن في حد ممكن يضحك كده." اول مرة الاقي حد في البيت ده ينصفني ويحب الدباديب زيي
يوسف يدخل المطبخ وهو يحمل كوبًا من القهوة في يداه:
"ما هو لو ما كانش الدبدوب ده، كنت هتدور على حاجة تانية، صح؟" اصلك عيل فراك طول عمرك
فرح، التي كانت قد دخلت لتوها إلى المطبخ وسمعت ما يدور انفجرت ضاحكة:
"أيوة، أكيد هتدور على أي حاجة غيره، بس عشان الناس هنا مش متعودين على الضحك، مش عارفين يتعاملوا معاك."
يارا بمزاح:
نعم ياست فرح ايش تقصدي بكلامك ده ايش تقصدي
حسام، الذي دخل خلفها إلى المطبخ، نظر إليها بحذر، ثم قال: "فرح، لو احتجتي أي حاجة، أنا هنا. وفيه حاجة عايز أتكلم معاكي فيها بعد شوية."
فرح، وقد بدا عليها قليل من الارتباك: "فيه إيه؟"
حسام بنبرة جادة:
"فيه حاجات لازم نفهمها عن الماضي بتاعك، عن الحاجات اللي إنتي مش فاكرها خمسه كده وتعالي... قالها وهو رافع احدي حاجبيه وهو ينظر ل سامي ثم رحل....
وفي تلك اللحظة، رن جرس باب المنزل معلنه عن قدوم ضيف جديد كان الكل يداه مشغولتان في احضار الفطور فا تركتهم فرح وذهبت هي لفتح الباب دون ان ينتبه اليها... وعندما فتحت وجدت فتاة بنفس عمر يارا تقف امامها فاقالت ببتسامه: ايوه مين؟
الفتاة بتسأول :
هو مش ده برضو بيت يارا ولا انا دماغي سوحتني تاني يالهوي على دماغي ياما؟
فرح بضحك:
لا لا هو فعلا بيت يارا تعالي ادخلي صحبتها صح؟
الفتاة: ايوه
فرح: اسمك ايه؟
الفتاة ببتسامه: اسمي نرمين وانتي؟ انا اول مرة اشوفك اوعي تكوني سارة قربتهم اللي عايشه بره؟
فرح برتباك: لا انا اسمي فرح
يارا: مش هتبطلي رغي ابدا يا نيرو ادخلي تعالي دي ياستي تبقي فرح قربتنا بس مش ساره المهم ان انتي دايما بتيجي على اي وجبه ادخلي المطبخ انتي وانا جايه ورايكي...
فرح: لذيذه اوي صحبتك
يارا: دي لذيذه لاحول ولا قوة الا بالله
ليه بس تظلمي اللذاده يابنتي
فرح بضحك: ليه بس دي شكلها لطيف اوي؟
يارا بمزاح وهي ترفع حاجبيها: انتي تاني برضو؟ بس هعديها عشان لسه متعرفهاش بس بكرا تصدقي كلامي لما تعرفيها ومتخلهاش تاخد عليكي عشان لو خدت عليكي هتشوفي ايام فله اسأليني انا
فرح بضحك: طب يلا نكمل الفطار
يارا: يلا
في مكان اخر.... داخل منزل فرح الاصلي في احدي المناطق الشعبيه البسيطه كانت تجلس الجدة مع ندي اخت فرح الصغيره التي تدرس في صفها الثالث من الثاويه العامه وهم امامهم الفطار ولكن كما احضروه لم ياكله منه شيئا وعلى وجههم علامات الحزن...كسرت الجدة الصمت قائلا:
الجدة: كلي ياحبيبتي
ندي بحزن: والله يا تيتا مليش نفس كلي انتي عشان بس تأخدي الدوا
الجده: والله هتفرج وهنلاقيها انا متاكده انها عايشه
ندي بنبره يملؤها البكاء: يارب يا تيتا انا هموت لو فرح حصلها حاجه انا حتي بفكر انزل بوست ع الميديا يمكن حد يكون شافها يدلنا
الجدة بحيره: والله يابنتي مش عارفه يمكن تكون الخطوة كويسه لكن في نفس الوقت خايفه يكون ليها ضرر
ندي: ضرر في اي بس يا تيتا الخطوة دي انا متأكده انها هتقربنا منها نجرب مش هنخسر حاجه لو جربنا
الجدة: وماله يابنتي اعملي اللي انتي عايزاه يمكن نعرف عنها اي حاجه تطمنا
في هذه اللحظات وعندما كانت ندي مندمجه في كتابه الصيغه اللي هتنزلها رن جرس باب المنزل معلنه عن قدوم ضيف ذهبت ندي وهي منهمكه في الكتابه وفتحت الباب دون حتي ان تنظر من هو الطارق دخلت فتاة في منتصف العشرينات متوسطه القامه شعرها طويل مجعد قليلا وترتدي نظاره طبيه وهي تقول بأهتمام شديد: ها مفيش اخبار جديدة؟
لم تلقي رد لتطرح السؤال مجددا...
ندي وهي منهمكه في الكتابه: ادخلي يا نهي انتي مش غريبه تعالي واقفلي الباب
بالفعل دخلت نهي إلي المنزل واغلقت خلفها الباب وذهبت وجلست بجانب الجدة وهي تقول: معرفتوش لسه اي حاجه عن فرح؟
الجدة: لسه والله يابنتي
نهي بيأس: ياربي طب وبعدين؟
ندي بانتباه بعد ان انتهت من كتابه الصيغه:
اديني اهو هعمل خطوة ممكن تقربنا
نهي برتباك مفاجئ: هتعملي ايه؟
ندي وقد احست برتباكها المفاجئ:
مفيش كتبت بوست وهنزله انتي مالك ارتبكتي كده ليه؟
نهي بنفي شديد: لا طبعا اوعي تعملي كده امسحي البوست ده اوعي تنزليه
ندي بشك: في ايه يا نهي مالك؟ انتي تعرفي حاجه؟
نهي بتردد: لا بس...
ندي: بس ايه كملي؟
نهي: مفيش حاجه اطمني بس بلاش حوار البوست ده لان ممكن بدل ما يفيد يضر
ندي وقد احست ان نهي تعرف شئ وتخفيه ولكن قررت ان لا تضغط عليها...
وفي المساء، بينما كانت فرح تجلس في الحديقة الصغيرة خلف المنزل مع يارا ونرمين وظلو يضحكون سويا وظلت يارا تشاكس نرمين بمرح شعرت فرح براحة نفسيه وجو عائلي افتقدته بشده ثم فاقت على صوت حسام وهو يريدها ان تذهب معه ذهبت اليه بالفعل ودخلو المنزل ومنه الي غرفه المعيشه لتتفاجئ فرح بوجود شخصين اخرين..
تعالي يا فرح... قالها حسام وهو يجلس بجانب اصدقائه جلست فرح بجانبه على استحياء ووجها يعلو علامات القلق وهي تقول:
فرح: ايوه يا حسام... قالتها وهي تنظر لأصدقائه بريبه
حسام ببتسامه ليطمنها وقد قرأ افكارها: متقلقيش دول اقرب اتنين ليا وجم عشان يساعدونا ده محمد عبقري اكترونيات ده ممكن يقدر يخترق اي جهاز في اي وقت واي مكان حتي لو في الهند ممكن يساعدنا نجيب اي معلومات تفيدنا وممكن يعرف تاريخك من قبل الحادثه الذكاء الاصطناعي مسبش حاجه وده فادي المفتش كرومبو في نفسه مبيسبش حاجه الا ولازم يعرفها دودة كتب وهوايته الوحيدة هي المطالعه والاستكشاف
وده ممكن يعرف لنا مين وراه الراجل اللي بيراقبك ده غير ان انتي كان معاكي في الشنطه ملف كبير اوي كده ومعاه فلاشه محبناش نفتحو الا في وجودك وبموافقتك
فرح بترحيب: اه اهلا بيكم واسفه اني هتعبكم معايا
فادي ومحمد في نفس اللحظه:لا طبعا متقوليش كده
حسام: لا دول جدعان اوي متقلقيش ممكن نفتح الملف يا فرح؟
فرح: ايوه طبعا ممكن
فتح حسام الحقيبه واخرج منها الملف ثم رجع واغلق الحقيبه وبدأ بفتح الملف وقرأته ثم نظر لهم جميعا بعيون متسعه من الصدمه
الثلاث بفضول: في ايه...؟