
الوقت لا يمضي، كأنه مشلول مثلها. الجدران الأربعة تضيق حولها ببطء، كأنها تُطحن بين صمتها وبين الخوف الذي يكبر في صدرها كوحشٍ كاسر.
جسدها في الزاوية، ملتف على نفسه كجنين يحتمي من عالم لم يعد آمنًا..... عيناها معلّقتان بالباب المغلق.... كل صرير..... كل همسة... كل حركة خارج الغرفة تزرع فيها رعبًا جديدًا.
كانت تعرف الخوف من قبل..... لكن هذا؟ هذا شيء آخر..... هذا خوف لا يملك ملامح، لا يجيء فجأة ليذهب، بل ينهشها ببطء، كسكين باردة
تشعر بأن جسدها لم يعد ملكها، كأن الهواء نفسه يهددها، كأن نظرة في عيون خاطفيها تقول ما لم يُقال بعد...
تفكّر "هل سيحدث؟ متى؟ كيف؟"
ثم ترتجف من فكرة أنها تفكر أصلًا
هل سيُنقذها أحد؟
هل ستنجو؟
هل يمكن للإنسان أن يعود كما كان بعد أن عاش على حافة الذبح؟
لا دمعة تنزل.... لا صوت يخرج..... فقط قلبها يدق ويدق، كأنه يريد أن يفرّ وحده ويتركها خلفه
ظلت ريماس تنظر إلى الباب المغلق أمامها بعد أن خرج منه هذا الرجل الغامض وسمعته وهو يلفظ بالكلمة التي دبت في أوصالها الخوف وارتعش جسدها في صدمة ترتقب دخوله مرة أخرى كإنتظار المحكوم عليه بالموت وترقب دخول السياف ليقطع رأسه وينهي حياته.... تجمدت أوصالها فتشعر بأن الدماء لم تعد تجري في جسدها وبرودة الجو جعلت جسدها على وشك التجمد
أما ريان فخرج عقب أن سمع ما قاله أسعد من بعيد ولاحظ خوف ريماس مما سمعت وإنكماش جسدها ثم تحدث بصوت منخفض : بابا إنت موافق على اللي بيقوله أسعد ده؟
أغلق أسعد سماعة الهاتف الخارجية ليمنع عبد القادر من التحدث وقال في غضب : أنا اللي قولت إنك تخطفها وبقولك دلوقتي تعمل فيها كدة
ريان : وإنت عارف كويس إني مش هعمل كدة..... إنتو قولتو عايزين تنقذو الشركة والإندماج ميحصلش بين الشركتين وطلبتو مساعدتي وأنا وافقت على الخطف لكن إغتصاب لا....دور على أي طريقة تانية..... وبعدين إغتصابها هيفيدك في إيه في شغلك؟
أسعد في إرتباك : أأأ... أكيد يعني مش هيرضي يتجوزها لو حصل فيها كدة وتبقى كل حاجة باظت
ريان : وأضيع البت اللي ملهاش ذنب ديه....إسمع يا أسعد اللى إنت طالبه ده مش هيحصل ولو فيها موتى محدش هيلمسها والبت ديه هترجع بيت أبوها بكرة
أنهى ريان المكالمة ونظر أسعد إلى والده في غضب وقال : عجبك كدة؟! البيه بيقولي لا
عبد القادر : إهدى بس يا أسعد..... ما أنت عارف إن ريان مش هيعمل كدة..... إذا كان بيوافق إنه يساعدنا فا ده عشان عارف إن إحنا كويسين لكن لو عرف نيتنا إيه هتبقى مصيبة..... دور على حل تاني
أسعد في غضب : حل إيه؟!... إنت عارف إن مفيش حل تاني عشان نقدر نكسر سليم ونوقف الدمج اللى هيجيب شركتنا الأرض ذي ما جابها قبل كدة..... وأنا مش عايز أي حاجة منه غير إنه يعمل فيها كدة إن شالله بعد كدة يتجوزها بس إنت فاهم إن ريان لازم ينفذ بنفسه
عبد القادر : وأنا قولتلك من الأول ريان مش هيوافق..... أنا عارفه كويس
أسعد : هو اللي عامل فيها شريف ومثالي في زمن محدش فيه كدة..... هو مش فاهم الناس بقت عاملة إزاى..... قاعد في إسكندرية قدام البحر وفلوسه بتروحله كل شهر في حسابه ولا عارف القرش ده بيجي إزاى..... بس لا هينفذ يعني هينفذ ولو منفذش هقتله بإيدي
عبد القادر : بس بطل كلام ملوش لازمة..... خلينا نشوف حل تاني
أسعد : بقولك عايز يرجع البت بكرة..... هلحق أعمل إيه أنا
عبد القادر : أنا هكلمه بكرة وأخليه يسيب البت معاه كام يوم لحد أما نشوف طريقة
زفر أسعد وجلس على الكرسي في غضب وقال : عيل غبي
دخل ريان الغرفة وعندما رأته ريماس بدأت في البكاء وأخذت تترجاه وتقول : لا..... لا أرجوك متعملش كدة..... أرجوك متضيعش مستقبلي..... أنا مخطوبة ولو عملت فيا كدة هيسيبني وبابا هيروح فيها
كل هذا وريان يقترب منها في بطئ دون أن يتحدث وعندما سمع أنها مخطوبة عقد حاجبيه قليلاً ثم توقف وقال : إنتي مخطوبة؟
ريماس : اه
شعر ريان بالحزن داخل صدره ولا يعلم ما السبب..... إذًا هي مخطوبة ومن المؤكد أنها تحبه وقلبها ملكه.....أغمض عينيه في حزن قليلًا ثم عاد يقترب منها وهي تحاول جاهدًا أن تبتعد عنه وتحرك كلتا يديها المقيدة معًا محاولةً منها أن تدفعه بعيداً عنها فأمسك ريان يدها وقال : إهدي.....مش هعملك حاجة..... مش أنا اللي ألمس بنت من غير رضاها وكمان مش حلالي
هدأت ريماس ونظرت له في عينيه وشعرت بألفة وقالت : بس أنا سمعتك وإنت بتقول....
قاطعها ريان وقال : هما طلبو وأنا منفذتش
ريماس : وإنت شغال كدة ليه أصلا؟.... إنت شكلك إبن ناس يعني
ريان : وإنتي شفتي شكلي إزاى تحت القناع ده؟
ريماس : روحك وأخلاقك اللي بتتكلم بيها كاشفاك من جواك..... واحد غيرك كان وافق وضيعني وكمان كان خد فلوس فوق البيعة
نظر إليها ريان يتأمل ملامحها في هدوء فهي حقاً جميلة وزادت جمالًا عندما فتحت عينيها التي تجعلك تتسائل ما هذا اللون؟ تذكر ما قالته بأنها مخطوبة وشعر بالحزن أكثر وقال بهدوء : مش فارق معايا الفلوس ولا ديه شغلتي..... أنا مضطر مش أكتر
أمسك ريان الشريط اللاصق وأخذ قطعة منه ووضعه على فمها مرة أخرى فكلما تحدثت وسمع صوتها كلما تعلق نظره بها أكثر وظلت هي تحرك رأسها يمينًا ويسارًا وتقول : لا...... لا
وضع ريان اللاصق عنوة ثم قال : صوتك عالي وممكن حد يسمعك وأنا مش عايز أئذي حد بسببك
وقف ريان ليخرج من الغرفة ولكن أخذت ريماس تهمهم كي ينزع الشريط عنها وشعر بالضيق فأراد أن يتركها تذهب ولكن قد تأخر الوقت كثيرًا فقرر أن تنام هنا اليوم وفي الصباح تعود إلى منزلها فالتفت إليها في غضب وقال : مش عايز أسمع صوت..... وبكرة هسيبك تمشي
شعرت ريماس بصوته الغاضب فصمتت وخرج ريان من الغرفة وهو يشعر بالضيق..... لما يشعر بهذا الحزن لمجرد أن علم أنها مخطوبة؟! هل أصابني العشق؟ لا.... لا.... تبًا لك أيها القلب فلماذا اختارتها هي دون غيرها؟! فالآن من المستحيل أن تكون لي.
كان السيوفي يشعر بالقلق فلم تعد ريماس حتى الآن وحاول الإتصال بها كثيرًا ولكن هاتفها مغلق.... ظل يجوب بالبهو ذهابًا وإيابًا حتى قرر أن يتصل بسليم يطلب مساعدته أو ربما كانت معه وبالفعل إتصل به...... كان سليم يجلس في أحد الملاهي الليلية مع أحد الفتيات التي ترتمي بين أحضانه أثر المشروب..... إنتبه سليم إلى إضاءة الهاتف يعلن عن مكالمة فنظر به وجده السيوفي فزفر في ضيق وقال للفتاة بجواره : إستني هرد على التليفون
أخذ سليم الهاتف وخرج من الملهى وحاول أن يبتعد عن الضوضاء وتلقى المكالمة : أيوة يا عمي
السيوفي في توتر : سليم..... هي.... هي ريماس معاك؟!
سليم متعجبًا : معايا فين؟!.... لا أنا مشفتش ريماس من الصبح، ليه هي مرجعتش البيت لسة؟!
السيوفي : لا مرجعتش وأنا هموت من القلق عليها..... ديه عمرها ما أتأخرت كدة وإتصلت بالشركة قالولي خرجت من بدري، أنا خايف يكون جرالها حاجة.....ساعدني يا إبني ندور عليها
سليم : طيب أنا جيلك يا عمي
أنهى سليم المكالمة وأتصل بعوني وأخبره بما يحدث وأمره عوني بالذهاب إليه والبحث عنها
كانت ريماس تجلس على الفراش وتنظر إلى النافذة المكسورة وتشعر ببرودة الجو وبدأ جسدها يرتعش ولا تقوى أن تصيح له حتى يأتي إليها وظلت تبحث بعينيها عن غطاء في الغرفة ولكن لم تجد وظلت ترتعش من البرد..... وصل سليم إلى منزل السيوفي وفتح له وقال في ذعر : خير يا عمي..... لسة مرجعتش؟!
السيوفي وهو على وشك البكاء : لا مرجعتش..... مفيش حل غير إني أبلغ الشرطة
سليم : مش هيتحركو إلا بعد ٢٤ ساعة إلا لو جالك تهديد من حد أو تكون متأكد إنها مخطوفة
السيوفي في ذعر : مخطوفة!!! لا لا..... مين هيخطفها بس؟ديه عمرها ما أذت حد في حياتها
أمسك سليم ذراعه وأجلسه على الكرسي وقال : إهدى بس يا عمي إن شاء الله خير..... طيب هي خدت عربيتها النهاردة؟
السيوفي : لا.... إنت وصلتها الشغل فا أكيد كانت هترجع في تاكسي ومخدتش عربية من الشركة
سليم في غضب : ليه مخدتش عربية من الشركة طيب؟
السيوفي : عشان العربيات ديه للشغل وهي بترفض تاخدهم لإستخدام شخصي يمكن حد يحتاجهم الصبح
قبض سليم على شعره بعنف محاولةً لتهدئة أعصابه فهو يشعر بأنها مثالية جدًا وهذا ما يبغضه دائمًا وقال : مش مهم يعني..... على الأقل كنا عرفنا هي فين
أخذ يفكر قليلًا ثم قال : أنا أعرف حد في الداخلية ممكن يفيدني ويحاول يدور عليها من غير محضر..... عشان نكسب وقت ولو فيه حاجة نلحق نتصرف
السيوفي : ماشي كلمه يا إبني
إتصل سليم بالضابط وطلب مساعدته بصفة شخصية وظل ينتظر مكالمة منه حتى حل الصباح...... وجاءه إتصال منه فأجاب على الفور والسيوفي يقف بجانبه ويتمسك بذراعه كطفل يتعلق بذراع أمه خوفًا من الضياع وسط الزحام
سليم : يعني إيه؟!.... إنت قصدك إنها أتخطفت؟!
أستمع سليم قليلًا ثم أنهى المكالمة ونظر إلى السيوفي الذي كاد أن يسقط أرضًا وقال : الكاميرات اللي في أول الشارع صورت حد بيشدها وهي متخدرة وخدها في عربيته ومشي
السيوفي في صدمة : لا..... لا مش ممكن.... مين هيعمل كدة فيها و ليه؟
سليم : إنت متأكد إنك ملكش عداوة مع حد؟
السيوفي : لا نهائي...... تكون إتخطفت لتجارة الأعضاء؟
سليم : لا لا.....صاحبي بيقولي إن اللي خطفها كان قاعد مستني قدام البيت لحد وصلت وأول ما نزلت من العربية راحلها..... يعني قاصدها هي بالذات
السيوفي : أنا هروح القسم أعمل محضر لازم ندور عليها يشوفو بقى المرور ويتابعو العربية مفيش إلا الحل ده
ذهب السيوفي ليرتدي ثيابه وذهب مع سليم إلى قسم الشرطة وحرر محضر بالواقعة
إستيقظ ريان وارتدى القناع مرة أخرى وفتح باب الغرفة وجد ريماس تنام منكمشة على نفسها وترتعش بشدة فشعر بالقلق عليها فاقترب منها ووضع يده على جبهتها وشعر بأن حرارتها مرتفعة حاول إيقاظها عدة مرات ولكن لم تستجيب فنزع عنها الشريط اللاصق وفك قيدها وخرج يبحث عن غطاء لها فلم يجد وظل يجوب بالمنزل في توتر وقلق ولا يعلم ماذا يفعل معها ثم قرر أن يذهب ليحضر بعض الأدوية لها وبعض الأغطية.... عاد بعد وقت وفتح الغطاء ووضعه عليها ثم بدأ في عمل كمادات لها حتى تنخفض الحرارة قليلًا لتستيقظ ثم وقع نظره على النافذة وجدها مكسورة فأغلق عينيه في غضب من نفسه فكان عليه تفقد الغرفة جيدًا قبل أن ينام..... ظل بجوارها حتى بدأت حرارتها تنخفض وظل يتأمل ملامح وجهها يحفرها داخل قلبه حتى لا ينساها أبدًا فلأول مرة يشعر بأن الفراق أمر مؤلم كثيرًا فقد سمع عن عذاب الحب والفراق ولكن لم يتخيل أنه سيشعر بهما معًا في ذات الوقت فقد رآها بيوم وعليه توديعها باليوم التالي وإلى الأبد فلا أمل للقائهما مرة أخرى وأيضًا هي ملك لغيره..... وضع يده على شعرها يتحسسه بحنان ثم لمس وجنتها، إنها ناعمة حقًا وظهر على وجهه إبتسامة للحظة ولكن أختفت فجأة ونزع يده من عليها سريعًا ثم خرج من الغرفة وأخذ يتنفس بسرعة فحاول أن يهدأ نفسه وأغلق عينيه ثم إنتبه إلى صوت الهاتف فذهب ليتلقى المكالمة
ريان : نعم
عبد القادر : أنا عارف إنك زعلان
ريان : بابا أنا مش عارف إنت إزاى تطلب مني كدة بجد؟
عبد القادر : ديه دماغ أسعد مش أنا
ريان : وإنت موافق
عبد القادر : لا مش موافق ومش عايزك تعمل حاجة ليها خالص وزي ما اتفقنا سيبها معاك كام يوم متروحهاش النهارده
ريان : أنا كدة كدة مش هقدر أخليها تمشي...... هي عيانة وسخنة وأنا قاعد جنبها
عبد القادر : طيب..... على العموم متزعلش من أسعد إنت عارف إن اللي حصله زمان مأثر عليه
ريان : بابا أنا عارف كويس السبب وحافظه صم..... ديه أكتر حاجة سمعتها في حياتي من ساعة ما اتولدت..... على العموم أنا ولا زعلان ولا بقيت بزعل منه خلاص
تنهد عبد القادر وقال : طيب خلي بالك من ريماس ماشي
نظر ريان نحو باب الغرفة في حزن وقال : متقلقش عليها
أنهى ريان المكالمة ثم استمع إلى صوت أنينها فارتدى القناع سريعًا ودخل الغرفة وجدها بدأت تستعيد وعيها فاقترب منها ورفع رأسها على يده وحاول أن يعطيها بعض الماء فشربت قليلًا ثم أعطاها الدواء ودثرها جيدًا بالفراش ونامت مرة أخرى..... ظل يجلس بجوارها يتابع حرارتها ويقوم بعمل كمادات لخفض الحرارة حتى حل الليل وبدأت ريماس تفتح عينيها ببطء فاقترب منها ونظر إليها وقال : إنتي كويسة؟
أماءت له بنعم فوضع وسادة خلف ظهرها كي تتكأ عليها ثم أجلسها ونظر لها بحنان وقال : أنا أسف كان لازم أخد بالي من الشباك المكسور ده..... ليه مندهتيش عليا عشان أجيبلك غطا لو بردانة كدة؟
تجمعت الدموع داخل عينيها وقالت : إنت إتعصبت عليا وأنا خوفت منك وخوفت حد يسمعني ويتأذي بسببي
أغلق ريان عينيه في ندم وتنهد بقوة وقال : أنا أسف..... حقك عليا
ريماس : مش قولتلي هتسيبني أمشي النهاردة
ريان : أسيبك تمشي وإنتي كدة..... لا طبعًا أول لما تخفي هسيبك تمشي
ريماس : بابا كدة هتلاقيه قلقان عليا أوي..... أنا خايفة عليه أرجوك سيبني أمشي
ريان : حاضر..... هعملك كل اللي إنتي عايزاه بس تاكلي الأول..... أنا مكلتش حاجة من الصبح ومستنيكي تصحي
نظرت بجوارها ووجدت إناء كبير وبه محارم ونظرت إلى الغطاء وجدته جديد لم يستخدم بعد وأيضًا الأدوية فتعجبت منه ونظرت إليه وقالت : هو إنت بجد خاطفني؟
ريان : إيه السؤال ده؟
ريماس : أصل إنت بتعاملني كويس أوي وخايف عليا وبتعالجني ومكلتش ومستنيني أصحى عشان تاكل معايا..... لا تكون معجب بيا وخاطفني عشان زعلان إني أتخطبت؟
إبتسم ريان قليلًا وقال : لا مش كدة للأسف..... بس حتى لو خاطفك أكيد مش هسيبك تموتي وأقعد أتفرج عليكي
ريماس : ده العصابات بقى قلبهم رهيف أوي
ضحك ريان دون صوت لاحظت ريماس عينيه تبتسم فمدت يدها تحاول نزع القناع عن وجهه فأمسك يدها سريعًا ونظر إليها في ذعر فقالت ريماس : أنا بس عايزة أشوفك..... متخافش لما أمشي من هنا مش هعترف عليك...... ده أنت حتى بتعاملني زي ما اكون بنتك ولا حبيبتك
إرتبك ريان من حديثها وشعر كأنها ترى ما بقلبه فنظر داخل عينيها وتاه بهما كأنه فقد إحساسه بالزمن والمكان ثم وقف فجأةً وقال : أنا هروح أجيب أكل..... تحبي تاكلي إيه؟
ريماس : وكمان هختار..... مش بقولك خطف جديد
ريان : أكيد مش هأكلك على ذوقي مش يمكن عندك حساسية من أكل معين
أخفضت ريماس رأسها قليلًا وتذكرت سليم وهو يطلب لها العصير دون سؤالها حتى ثم أعادت النظر إلى ريان وقالت : عايزة برجر
ريان : لحمة ولا فراخ؟
ريماس : فراخ
ذهب ريان من أمامها كأنه يهرب فقالت له بصوت مرتفع : مش هتربط إيدي؟
نظر لها ريان فأردفت : مش يمكن أهرب منك؟
فخرج ريان من الغرفة وأغلقها من الخارج بالمفتاح ثم نزع القناع وحاول أن يسيطر على أنفاسه المتصاعدة فهي جميلة حقًا ولا يستطيع مقاومتها أكثر ثم خرج من المنزل
بعد وقت سمعت ريماس صوت غلق الباب الخارجي فعلمت أنه قاد عاد ظلت تنظر إلى الباب حتى دخل منه فنظرت له ثم وجدته لا يحمل الطعام فقالت : إيه ملقتش محلات هنا؟
ظل ينظر إليها ولا يتحدث ثم أخذ يقترب منها ببطء وعينيه تتأملها وأنفاسه تتصاعد ثم جلس بجوارها ووضع يده على وجهها يتحسس وجنتها الناعمة تحت نظرات ريماس التي لا تفهم ماذا يفعل فأمسك يده وقالت : فيه حاجة؟
أماء لها بنعم ثم اقترب منها أكثر ووضع أنامله على ثغرها وينظر إليها في عشق ثم وضع يده داخل شعرها واستنشقه بقوة.... شعرت ريماس بالخوف قليلًا منه وقالت : إنت بتعمل إيه؟.... إنت قلت إنك مش هتلمسني صح؟..... إبعد لو سمحت
نظر لها داخل عينيها وأماء لها بلا ثم أمسك المعطف الذي ترتديه ونزعه بقوة عنها فصرخت ريماس في خوف وقالت وهي تبكي : لا..... أرجوك متعمليش حاجة..... أنا وثقت فيك
لم يستمع إليها وحاول نزع ثيابها وهي تصرخ حتى ينجدها أحد فأمسك الشريط اللاصق ووضع جزء منه على فمها وظلت تنظر إليه في ذعر وتصرخ وتبكي وهو يستمر في نزع ملابسها عنها وشعرت بأن نهايتها قد أصبحت وشيكة وستخسر كل شئ.