
رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 ج2 بقلم آيلا
تحركت يدها بسلاسة لتضعها على فخذ الجالس إلى جوارها أسفل الطاولة دون أن يشعر بها أحد، طالعها أدهم بصد.مة من جر.أتها لثوانٍ قبل أن يميل ليهمس إليها:
_مش شايفة إنه لسه بدري على الكلام دا؟! دا النهاردا أول يوم نشوف بعض فيه حتى.
أنهى حديثه ليسحب يدها و يبعدها عنه، لم يعجبها تصرفه لذا تحدثت:
_مش لسه بدري ولا حاجة، دا اللي بيحصل بين كل المخطوبين دلوقتي عادي مش فاهمة ايه مش.كلتك يعني...
طالعها بحاجب مرفوع قبل أن يتكلم:
_أستاذة رهف، ممكن أسألك سؤال؟
همهمت بابتسامة ليتحدث:
_هو حضرتك مش مسلمة؟ فين حجابك؟
قلبت عينيها بملل قبل أن تجيبه:
_أنا مش حابة ألبسه...عادي دي حرية شخصية.
ابتسم أدهم بسخر.ية:
_هو الحجاب عندكم بقى حرية شخصية دلوقتي؟
لم يمنحها فرصة لتجيب بمزيد من الهر.اء، نهض من جوارها ليسير ناحية والده قبل أن يتحدث:
_بابا، ازاي عايزني أتجوز واحدة زي دي؟ حضرتك مش شايف شكلها عامل ازاي؟
نظر والده باتجاهها للحظة قبل أن يعود ليتحدث:
_ماله شكلها؟ ما البنت زي القمر أهي.
تأوه أدهم بملل:
_بابا، دي مش لابسة الحجاب حتى! و فستانها شوية و هيفر.تك من على جسمها من كتر ما هو ض.يق!
_و ماله؟ كل البنات دلوقتي بتعمل كدا، أهو يوم خطوبتها و سيبها تتبسط براحتها متبقاش بو.مة، أهم حاجة إنها بنت ناس و محترمة.
ابتسم بسخر.ية قبل أن يجيب:
_محترمة جداً اه ! عن إذن حضرتك أنا ماشي..
سحبه والده من ذراعه بقو.ة قبل أن يتحدث بصر.امة:
_إياكش تفكر تعمل حاجة تق.لل مننا قدام الناس، فاهم؟! كله بسببك انت..ما هو لو كنت جيت معايا من البداية لما قابلت أهلها و شفتها مكنتش اتصد.مت دلوقتي...
تحدث أدهم بغ.ضب:
_و حضرتك ليه رايح تخطبلي لوحدك من الأساس؟ أنا العريس ولا انت؟!
_أدهم! اعقل كدا و روح اقعد جمب خطيبتك مش هتكلم تاني أن...
قاطعه أدهم:
_لا..
طالعه والده بصد.مة قبل أن يتحدث:
_أفندم؟!
_بقول لا، مش هخطبها، انت والدي و كلامك فوق راسي لكن قراراتي في الحياة ميحقلكش تدخل فيها و خصوصاً إني كبير مش صغير...
ض.غط والده على ك.تفه بغض.ب ليتحدث بينما ي.جز على أسنا.نه بغ.يظ:
_أنا اللي اتدخلت ولحقتك كذا مرة من كذا مص.يبة دلوقتي مبقاش ليا الح.ق أتد.خل في حياتك؟ بمزاجك هو؟!
_بابا من فضلك افهمني، أنا اللي هعيش معاها أنا اللي...
قاطعه والده:
_هتخطبها و هتتجوزوا.
طالعه أدهم بعدم تصديق من إصر.اره، لذا في النهاية سار إلى حيث كانت تجلس العروس ليتحدث بصوت عالٍ و جهوري:
_جماعة، أنا متجوز و عندي بنت، كل دا سوء تفاهم عشان بابا مكانش يعرف، أنا آسف جداً بس أنا مضطر ألغي الخطوبة.
تج.مد والده في مكانه بعدم استيعاب و كذا جميع الحضور، استغل أدهم صد.متهم المبدأية ليسير باتجاه الباب و يخرج سريعاً و ما إن صار بالخارج حتى تنفس الصعداء، نزل إلى الأسفل ليستقل سيارته قبل أن يجد هاتفه يرن باتصال، في البداية ظنه والده لذا كان على وشك إغلاقه لكنه تفاجئ بكون الظا.بط مازن من يتصل به لذا أجاب:
_ألو يا مازن في حاجة؟
_أيوا، قدرنا نوصل لمعلومات مهمة جداً في قض.ية الصيدلاني، لما تخلص الخطوبة كلمني.
تحدث أدهم بسرعة قبل أن يغلق:
_استنى، خلاص مفيش خطوبة، اتكلم دلوقتي أنا سامعك..
_عرفنا إن مصدر بضاعة الصيدلاني واحد اسمه السياف و النهاردا هيق...
قاطعه أدهم بصد.مة:
_السياف؟! انت متأكد من اللي بتقوله دا؟
أجاب مازن بارتباك من نبرة أدهم التي تحولت إلى نبرة جادة فجأة:
_أ..أيوا، هضحك عليك ليه يعني؟
_طيب ثواني و أبقى عندك حالاً.
أغلق أدهم الهاتف و ألقاه بعيداً ليبتسم إبتسامة واسعة سرعان ما تحولت إلى ضحك مر.تفع، لا زال لا يصدق ما سمعه، لقد وجده...أخيراً بعد كل تلك السنوات من البحث، وجد ياسر الح.قير أخيراً!
_____________________
في المستشفى:
_شوية بس و تطلع، أبوه حا.بسه و مو.صي محدش يدخله خالص؛ بس عشان صعبا.ن عليا بس إنه محبو.س جوا وحده كدا هسيبك المرادي!
تحدث العامل بينما يقود أنس باتجاه غرفة مروان قبل أن يفتح قفلها ليترك أنس وحده أمام الباب الذي ما زال مغلقاً.
طرق أنس باب الغرفة في جناح المر.ضى الخاص في المستشفى مرتين قبل أن يفتح الباب و يدلف إلى الداخل و ما إن وقعت عيناه على المشهد الذي قابله حتى وسعهما بصدمة.
كان مروان مك.بلاً في السرير بأصفا.د حد.يدية من يديه و قدميه بينما كان وجهه هز.يلاً و شا.حباً للغاية، لقد بدا و كأنه كان قد عاد للحيا.ة من الق.بر للتو!
ما إن لمحه مروان و لاحظ الدهشة على وجهه حتى تحدث بسخر.ية:
_بعد محاولة الإنت.حار السابعة توصلوا أخيراً للحل دا، شكلي مض.حك مش كدا؟! عارف إنك شمتا.ن متحاولش تمسك نفسك، اضحك بصوت عالي و سمعني...
ابتلع أنس قبل أن يتحدث أخيراً:
_م..مروان أنا...أنا مكنتش جاي عشان أش.مت فيك!
_اومال جاي ليه إن شاء الله؟
_كنت غايب من المدرسة فترة و لما سألت عليك قالولي إنك تعبا.ن في المستشفى فجيت عشان أتطمن عليك.
ابتسم مروان بسخر.ية:
_انت؟! جاي تطمن عليا أنا؟! متخلينيش أضحك، اطلع و خد الباب في يدك لو سمحت.
تجاهله أنس بينما يقترب من سريره ليسحب كرسياً و يجلس عليه قبل أن يتحدث بحز.ن حقيقي:
_ر..ربنا يرحمها، البقاء لله..
نظر إليه مروان بصد.مة قبل أن تمتلأ عيناه بالدموع و من ثم بدأ في الصر.اخ بغ.ضب فجأة:
_اخر.س! متقولش كدا، ريم لسه عا.يشة، سامع بقولك ايه؟ لسه عا.يشة!
نظر إليه أنس قبل أن يتحدث:
_و لما هي لسه عايشة بتحاول تق.تل نف.سك ليه؟!
أنزل مروان وجهه للأسفل و ازدادت دمو.عه و شهقا.ته قبل أن يجيب:
_عشان...عشان خا.يف أطلع ملقهاش موجودة!
استنشق ما.ء أن.فه قبل أن يكمل:
_اللي حصل كان بسببي، لو كنت وقفت شوية...لو كنت سمعتها، لو متسرعتش من البداية، لو بس...لو......
أمسك أنس بوجهه ليرفعه ناحيته قبل أن يتحدث بصر.امة:
_لو من الشيطا.ن! اللي حصل حصل و مش هتقدر ترجع حاجة، ريم ما.تت عشان دا كان عمرها و خل.ص مش بسبب حد، فاهم؟!
ابتلع مروان حلقه بصعو.بة بينما توجه أنس لأصفا.د يديه و قدميه و بدأ في تجربة المفا.تيح بحوزته واحداً تلو الآخر حتى نجح في فتح الأ.قفال كلها أخيراً.
طالع مروان يديه التي تحر.رت بصد.مة لثوانٍ قبل أن ينطق:
_ا..ازاي عملت كدا؟ جبت المفا.تيح دي منين؟
أجاب أنس بابتسامة:
_كنت عارف إنك محبو.س بالفعل و أخدت المفاتيح من العامل و هو ماشي من غير ما ياخد باله...
صمت قليلاً ليحك رقبته بإحر.اج قبل أن يكمل:
_على الرغم من إني مكنتش متوقع توصل للدرجة دي يعني....
عقد مروان حاجبيه معاً باستغراب قبل أن يسأله:
_بس ليه عملت كدا؟ ليه فكتهم؟
ابتسم أنس قبل أن يجيبه:
_عشان هاخدك لمكان.
_____________________
خبطت على الباب مرتين و استنيت شوية لغاية ما اتفتح، ظهر ياسر و هو مبتسم قبل ما يتكلم:
_الصيدلاني! عميلنا المتميز، متعرفش كنت متحمس عشان أقابلك بنفسي قد ايه.
ابتسمت تحت الهودي بجانبية قبل ما أرد بصوت حاولت أخليه خ.شن شوية:
_دا حضرتك اللي متعرفش أنا كنت متحمس عشان أقابلك قد ايه.
كنت بحرك يدي بشويش عشان أمسك السلا.ح من غير ما يحسوا بس قبل ما أقدر أوصله اتكلم ياسر فجأة:
_لا ما هو واضح فعلاً، امس.كوه!
وسعت عيني بصد.مة لما اتنين طلعوا حاصر.وني فجأة و مسكوا إيديا الاتنين ، قرب ياسر ناحيتي و هو بيتكلم:
_فاكرني معرفش إن الصديلاني ما.ت و إنها كانت بنت أصلاً؟ أنا كنت بجا.ريك عشان أعرف انت مين و عايز ايه بس مش أكتر!
بلعت ريقي بق.لق و هو قرب مني أكتر قبل ما يرفع كابتشوه الهودي من على وشي و راسي بسرعة و أول ما شافني وسع عيونه بصد.مة في البداية قبل ما يبتسم.
_اي دا؟ يمنى عندنا مرة واحدة؟ كنا جيبنا سيرة مليو.ن جنيه يا راجل أحسن.
اتكلم و هو بيوجه كلامه لواحد تاني قبل ما يبدأوا يض.حكوا هم الإتنين بصوت عالي فجأة و أنا استغربت، اشمعنى كانوا بيتكلموا عني دلوقتي؟
قرب ياسر ناحيتي قبل ما يخلع الطر.حة الصغيرة اللي كانت على راسي تحت الكابتشوه و اتكلم أول ما شاف شعري القصير:
_اه...ليه قصتيه كدا بس؟ خسا.رة، كان شعرك أكتر حاجة بحبها.
فكرته هيبعد لكنه لف فجأة و س.حبني من شعري جا.مد، قرب وشه ناحيتي و اتكلم بن.برة حا.دة و مخ.يفة و هو بيشاور على عينه اللي كان عليها ر.قعة:
_شايفة دي؟ دي بسبب الظا.بط بتاعك اللي كنتي بتخو.نيني معاه يا هانم!
بلعت ريقي و اتكلمت بسخر.ية:
_ل..لسه ليك عين تتكلم بعد المنظر اللي شفتك فيه آخر مرة انت و صاحبتي؟ إذا كان في خا.ين هنا فهو انت مش أنا...
لط.شني بالق.لم جا.مد قبل ما يحاول يج.رني من شع.ري على الأرض بس مقدرش بسبب طوله القصير فس.حبني من دراعي لغاية ما ر.ماني على الأرض قدام الراجل التاني و اتكلم:
_عارفة مين دا؟ دا واحد عنده استعداد يعمل أي حاجة عشان يا.خدك و يومها لولا إنك خن.تيني و فت.نتي للظا.بط بتاعك علينا كان زماني بع.تك ليه من زمان...
ابتسم بجا.نبية و وطى جمبي على الأرض قبل ما يهمس في ودني:
_بس عارفة ايه الجميل في الموضوع؟ إنه لسه برضو لغاية دلوقتي مستعد يعمل أي حاجة عشان يا.خدك...
وقف كلام فجأة لما لاحظ إني مكنتش راضية أرفع راسي من على الأرض، س.حب ش.عري عشان يج.برني أرفع راسي و أبص ناحية الراجل قبل ما يكمل:
_شايفة نظر.اته ناحيتك عاملة ازاي؟ كأنه كل.ب سعر.ان مستعد يه.جم في أي لحظة، حتى و انتي ح.تة جر.بوعة مش أكتر...
بلعت ريقي بخو.ف و هو بدأ يضحك باستمتا.ع.
لقراءة جميع فصول الرواية من هنا