
رواية حور الأسد الفصل الثالث عشر 13 بقلم سهام محمود
في الحديقة الخلفية لقصر هلال السيوفي حيث الزينة البيضاء مع اللون الأزرق السماوي و الوردي ممتزجة معه تغطي الحديقة بأكملها مع منصة يوجد فيها كرسيين كبيرين يتسع لشخصين على الجهة اليمنى وضع الكرسي الذي كان باللون الأحمر الخام....و في الجهة اليسرى وضع الكرسي بلون الأزرق الغامق المحيطي.
الأنوار البيضاء تشع من كل مكان في الحديقة و البالونات المعلقة على كل كرسي في كل طاولة و سطح حوض السباحة مغطى به أيضا......في القصر من الداخل حيث تقف حور أمام المرآة و ترتدي حجابها باللون السماوي...فقد إرتدت فستان باللون السماوي المفضل لها و مزين بفصوص من الألماس البراق على منطقة الصدر لينساب بعدها بحرية لأسفل ليغطي قدميها و يلامس الأرض أيضا.
إنتهت من لف حجابها الذي كان بسيط...لم تضع أي شيء على وجهها سوى شفاهها الحمراء بسبب تناولها الشوكولاتة....جلست على طرف السرير لتتنهد للمرة المليون في هذا اليوم....لتفزع من طريقة دخول؟؟...أقصد طريقة إقتحام سارة للغرفة فظهرت أمام حور و كانت ترتدي فستان يشبه فستان حور لكن لونه أحمر مشع و كان جميل جدا و معه حجابه أيضا لم تضع أي مساحيق من التجميل فهي لا تحبها مطلقا مثل حور تماما....و أنهت طلتها تلك بحذاء كعب عالي باللون الفضي لتبدو أطول قليلا.
تحدثت و هي ترى حور جالسة بملل على طرف السرير:
سارة: مش يلا يا حور و لا هتقعدي كدة.
نظرت لقدميها لتجدها حافية لتكمل:
سارة: ولسا ملبستيش جزمتك كمان!!.
حور: لا أصلا معرفش أمشي بيه.
ضحكت سارة: طيب يلا قومي و بطلي لعب عيال يا حور الناس قربت تيجي تحت.
حور بعبوس: والله ما بلعب مش هعرف أمشي خطوة واحدة حتى...عارفة الخطوة؟؟.
قهقهة سارة: عارفاها بس قومي و ألبسيه كدة.
حور: ماشي.
وقفت حور لتخرج من الكيس الأسود حذاء كعب عالي فضي مثل حذاء سارة...إستندت على الحائط لترتديه لتبعد يدها عن الحائط ببطئ.... لتتنهد و نظرت لسارة التي تضع يدها على فمها تحاول كتم ضحكها....عقدت حاجبيها بغضب لتنسى إنها إرتدت الكعب العالي لتمشي نحوها لكن عوضا عن هذا تعرقلت و كانت ستقع إلا إنها أمسكت ب سارة ليسقطا على الأرض معا...نظرا لبعضهما البعض بصدمة مما حدث......إنفجرتا في الضحك الصاخب الذي ملئ أرجاء الغرفة....تحدثت حور بصعوبة من بين ضحكاتها بعد أن إعتدلت:
حور: هو...هو أنا مش قلتلك إني مش هعرف أمشي بيه...و اديكي شوفتي إلي حصل إتكعبلت و وقعنا سوا على الأرض.
سارة: شكلنا بصراحة مسخرة جدا...يلا يلا إخلعيه و خليني أشوفلك حاجة تلبسيها.
حور: ماشي بس خليني أخلع النيلة دا.
نزعت الكعب العالي عن قدماها لتقف و تمسكه بيدها لترفعه و هي تنظر إليه قائلة:
حور: أنا مش عارفة إنتي بتمشي بيه إزاي يا سارة دا بيوجع الرجلين أووي.
أومئت سارة بينما تبحث في أحذية حور:
سارة: أيوة بتوجع بس لازم تلبسيه في بعض الأحيان عشان لبسك يبقى مزبوط يا رورو.
حور بملل: و على إيه ألبسه....جاته نيلة عليه و على إلي إخترعه مش كفاية ست نردين خارمة ودانا بصوت طقطقته طول اليوم في البيت...طق طق طق طق طق لحد ما دماغي أنا إلي طقت.
سارة: هههههههههه خلاص كفاية كلام...شوفي دا كدة؟؟.
حور: ماشي.
أمسكت حور الجذمة من نوع باليه بيضاء من يد سارة لترتديه و من حسن حظها إنه مسطح....سارت به بضع خطوات حول الغرفة بينما ترفع طرف فستانها لتراه بوضوح أكثر.....سألتها سارة بينما تعقد يديها على صدرها:
سارة: هااا إيه رأيك؟؟...كويس؟؟.
حور: مش بطال بس مش مريح زي الكوتشي بردو.
سارة تضع يدها على وجهها: يا بنتي فكك من الكوتشي الله....و يلا بينا ننزل الناس جات تحت كلها شوفي كدة.
توجهت حور نحوها لتقف بجانبها بينما ينظران إلى جميع الحاضرين لتقول بعدم تصديق بينما تحدق بهم:
حور: مش معقول بسرعة كدة؟!!...دي لسا الساعة مجتش 8 حتى!!.
سارة بضحك: ما هي لازم كدة.
إدارت نفسها لتمسك حور من كتفاها و تديرها نحوها لترفع حور نظرها لها لتقول سارة بإبتسامة:
سارة: حور حبيبتي إتني مش هتخلفي بوعدك القديم....الوعد هيتحقق أهوه...إنتي هتتجوزي أسد.
حور بخيبة: متنسيش يا سارة إنه الجوازة دي أصلا بسبب الوصية مش أكتر.
سارة: مش هنسى طبعا....بس إنتي ممكن تخليه يحبك من اول و جديد...حاولي مش إنتي حور إلي تستسلم.
حور بإبتسامة: ماشي هحاول بس بعد الفرح عشان يبقى أحسن.
سارة: ماشي...يلا ننزل.
حور : يلا.
أمسكتا بيد بعضهما البعض ليخرجا من الغرفة و ينزلا من السلم بخطوات متمهلة.
في الأسفل حيث يقف أسد و بجانبه سيف الذا كانا يتحدثان في أمر ما:
سيف: زي ما قلتلك أنا يا أسد مفيش داعي لكل الحراسة دي.
أسد ببرود: سيف أنا قلتلك إيه؟؟.
سيف بملل: حراسة شديدة عشان لو حصل حاجة.
أسد: بس كدة مش محتاج إنه أعيد و أزيد في الموضوع دا.
سيف: ماشي يا كينج....هما البنات إتأخروا لي....
ليصمت سيف بينما ينظر نحو السلم إستغرب أسد من صمت سيف المفاجئ لينظر بحاجبين معقودين في نفس الأتجاه الذي ينظر فيه سيف...لتقع عيناه على شقيقته سارة و حور بجانبها.
أدخل يده في جيب بنطاله الأسود كحركة تلقائية منه بينما ينظر لها....تعلقت عيناه عليها هي و شرد في وجهها الذي يخلو من مستحضرات التجميل نظر إلى فستانها الذي كان قريب من درجة لون عينيها الزرقاء...رفع حاجبه لأنها تبدو كما هي في طول قامتها القصيرة.
سيف الذي صدم من كتلة الجمال التي كانت مثل وردة حمراء جورية....بينما تنزل سارة لمحت سيف لتنظر له...ليغمز لها و على وجهه إبتسامة ساحرة لتخجل هي و تنزل بصرها بسرعة نحو الأرض.
إما حور فكانت منشغلة برفع طرف فستانها لكي لا تتعرقل به أثناء نزولها.
إبتسم أسد بجانبية عندما علم لما تبدو قصيرة بسبب ما ترتديه في قدميها.....أسد كان يرتدي بدلة سوداء كالعادة و عليه قميص أبيض ناصع و لم يرتدي ربطة عنق....و كان قد رفع شعره لأعلى و بدى رجوليا أكثر.....سيف كان يرتدي أيضا بدلة سوداء لكن قميصه كان باللون الأحمر النبيذي و معه ربطة عنق سوداء و رفع شعره لأعلى لينافس أسد في الوسامة.
وقفت حور أمام سيف لتحتضنه و يبادلها الحضن...و إحتضنت سارة أسد ليحتضنها بقوة أكبر منها بقليل.....لتسأله بينما تبتعد عنه:
سارة: هو إنت كلمت ماما يا أسد.
أسد بهدوء: إتصلت عليها كتير بس كان تلفونها مقفول....عشان كدة بعتلها رسالة و أول ما تشوفها أكيد هتتصل علينا.
سارة بحزن: أكيد.
أسد: مش عايزك تزعلي يا سارة النهاردة خطوبتك و لازم تفرحي.
سارة بإبتسامة: حاضر عشان خاطرك يا أسد.
أسد: ايوة كدة هي دي حبيبتي.
دخل هلال و محمد و أحمد إلى القصر ليقول هلال عندما وجدهم واقفين معا:
هلال: يلا يا عيال عشان تلبسوا الخواتم للعرايس و الناس وصلت من بدري و مش عايزين نتأخر.
أربعتهم: حااضر.
خرج أسد و هو ممسك بيد سارة و سيف ممسك بيد حور خلفهم هلال....محمد...احمد....رضوى...نادية و نردين التي كانت غاضبة منذ بداية اليوم.
نظر إليهم جميع الحضور و بدأوا في التصفيق بحرارة و كم تفاجأوا عندما وجودوا سيف يسلم حور لأسد و أسد يسلم سارة لسيف....بدأ الجميع في التهامس لما بينهم عم يحدث....
نظرت حور إلى الحاضرين بتوتر شديد و بدأت بفرك أنامل يديها بشدة حتى أصبحت حمراء و من دون أن تدري كانت تعض على شفتها السفيلة بقوة شديدة....نظر لها أسد ليستغرب من فعلتها هذه و كم غضب عندما رأى شفتيها حمراء و غير ذلك هي تعض على شفتها السفلية...قبض على يده بشدة و أغمض عيناه لوهلة ليفتحهما بحدة ليرفع يده بحركة ما ليأتي خادم و هو يحمل ميكروفون ليقدمه لأسد الذي أمسكه منه ليرفعه إلى مستوى فمه ليبدا صوته الرجولي يدوي في أرجاء المكان:
أسد: أولا مساء الخير...أحب أرحب بيكم في حفلة خطوبة أختي سارة و أبن عمي سيف و خطوبتي أنا و حور بنت عمي....حبيت أعملهالكم مفاجأة و أفأجئكم بكدة و نجحت....سر إني عاوز أخطبها هو أني بحبها....
إستدار نحوها و وضع يده اليسرى في جيب بنطاله ليبتسم لها بجانبية و هو ينظر في عيناها المصدومة.....هي توقفت عن فرك أناملها و توقفت عن عض شفتها لتنظر له بصدمة مما سمعته...كيف يحبها و هو لا يتذكرها حتى؟!!.
أكمل بهدوء:
أسد: هي متعرفش دا في الحقيقة...بس أنا بجد بحبك يا حور و بحبك أووي كمان.
أنزل المايك من يده ليعطيه إلى الخادم...بدأ الجميع في التصفيق بحرارة مرة اخرى.....و سارة و سيف الذين إبتسموا و الجميع معهم....أخرج علبة سوداء قطيفة ليفتحها و يخرج منه خاتم بسيط مرصع بألماس...إما هي لازالت مصدومة....ليمسك يدها اليمنى لتنظر له بينما يضع الخاتم في إصبعها البنصر....لتبدأ رضوى و نادية بالزغاريط التي دوى صوتها في المكان....تحدث سيف و هو يخرج من جيبه علبة حمراء قطيفة و يخرج منه خاتم رقيق و وضع في منتصفه فص ألماس متوسط الحجم و براق:
سيف بإبتسامة: دورنا إحنا بقى ولا إيه؟.
خجلت سارة لتومئ بينما هي منزلة رأسها ليمسك بيدها اليمنى و يضع الخاتم في إصبعها البنصر....ليصفقوا لهم أيضا بحرارة.....جلس سيف و سارة على الكرسي الأحمر.....إما أسد و حور في الكرسي الازرق.
بدأ الحضور في التقدم لهم و يباركوهم....كانت حور تبتسم إبتسامة صفراء لهم و هي تصافح النساء التي يباركون لها بينما تقول لنفسها...