رواية زوجة أخى الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14 بقلم سهام صادق


رواية زوجة أخى الفصل الثالث عشر 13 والرابع عشر 14 بقلم سهام صادق


الفصل الثالث عشر
كانت كلماته الخافته لها كالمخدر أفقدتها صوابها .. ليعيد بكلماته ثانية قائلا : حتي لو ملبستهوش يازهره ، فأنا تخيلتك وانتي لبسهولي 
وعندما لم يجد منها أستجابه ، مد أحد ذراعيه ليُحاوط خصرها ... ويُقربها منه أكثر .. ليتأمل بريق عينيها التائهه له وهمس : متخافيش مني يازهره ، انا عمري ماهأذيكي .. عمري ماهأذي بنت ضحت بنفسها عشان تفرح والدتها المريضه بيها عشان تشوفها عروسه رغم انها عارفه ان الشخص اللي أهلها شايفينه مُناسب طلع شخص مُخادع .. وتنهد بهدوء ليُتابع بحديثه : انتي أمانه هنا معايا يازهره ، ولعبتي السخيفه أنتهت من زمان صدقيني .. فسيبي نفسك للمشاعر اللي بقيت متأكد انها بتحرك حاجات جواكي زي بالظبط
وعندما وجدها تغلق عينيها بشده .. وكأنها تهرب من شئ .. رفع كفيها ليحتويهم بين أيديه وقبلهم بدفئ .. وابتسم بحنان عندما وجدها تفتح عينيها اليه تتأمله بعمق
ليُخرجها هو من أطار شرودها الذي يضعها دوما فيه .. ومع أبتسامه ماكره أخرج ذلك الفستان من حقيبته وامسكه قائلا : هبقي أديه للسكرتيره بتاعتي ، وأمري لله
فوجد ملامح وجهها قد انكمشت ... ليجدها تجذب الفستان من يده .. وتبتعد عنه وهي تُتمتم : اصلا الفستان عجبني
ليضحك هو علي مظرها هذا .. فزوجته قد أصابها داء الغيره ..
شريف :طب خلاص هديها باقي الهدوم اللي مش عجباكي
فيجدها تقف ساكنه امام غُرفتها ، ثم ألتفت نحوه .. لتأتي ناحية الحقائب وتأخذهم جميعهم دون أن تنطق بكلمه
عائده الي غرفتها ثانية لتغلقها عليها .. مُتنهده بضعف : انتي حبيتي شريف يازهره ولا أيه
وأتجهت نحو مرآت غرفتها لتتأمل هيئتها .. فوجهها مُحمر من تلك المشاعر الهائجه داخلها وقلبها ينبض بقوه .. وايديها ترتعش حتي اعينها تلمع بسعاده وهي حقا تبتسم ..
لتضع بيدها علي قلبها قائله : انا فعلا حبيته
وعندما بدأ قلبها وعقلها يخفقان بتلك الحقيقه .. تذكرته
تذكرت ذلك العائق الذي سيجعلها خائنه لو علم شريف بأن حبيبها السابق كان أخيه
...................................................................
وعندما بدأت بتذوق طعم عصيرها الطازج .. وجدته يردف داخل ذلك المكان الذي اعتادوا علي مُقابلاتهم فيه دوما
ليقترب منها حازم بملامح جاده وهو يُصارع بعض الاسئله التي تقتحم عقله .. فجلس علي الكرسي المُقابل لها ليتأمل ملامحها التي أحبها دوما..
فتلمع عين جميله بسعاده وهي تتسأل : اكيد وافقت اننا نسافر ياحازم ونشتغل مع شريف .. انا قولت انك مش هتضيع الفرصه ديه مننا
لتصدمه لهفتها .. وهو يُطالعها بألم ..فقناع الحب قد سقط اخيراً عن وجه حبيبته فأين الحب هذا الذي خدعه
ليتسأل بألم : ليه عايزانا نسافر ياجميله ، اشمعنا دلوقتي
فيتعلثم باقي الحديث في حقله لينطق أخيراً : ليه لما شريف اتجوز زهره حياتنا اتغيرت
لتنطفئ تلك اللمعه في عينيها وتُصارع عقلها الذي اصبح يصور لها دوما انها كانت تستحق ان تكون زوجه شريف وليس زهره اختها .. ولكن
فيتأملها حازم للحظات وهو يطرد ذلك الشعور الذي بداخله .. فعقله يخبره انها اصبحت لا تريده ولا تراه ذلك الزوج الذي سيحقق لها أحلامها ويجعلها تعيش حياة الرفاهيه .. ولكن قلبها كان يُدافع عنها ليخبره .. بأن جميله حبيبته لن تكون هكذا فهي حبيبته وستظل حبيبته
حازم : ردي عليا ياجميله ، ارجوكي انا تعبت ... فين حبنا فين أحلامنا اننا هنبني حياتنا سوا لحد ماننجح
فهمست هي بتهكم : احلام مين اللي نحققها في البلد ديه ياحازم .. هنفضل موظفين لحد امتا .. ليه شريف يبقي هو مالك الشركه واحنا نشتغل عنده ..
ليقف حازم مصدوماً من حديثها هذا .. وهو يهمس بعدم تصديق : انتي مش جميله اللي حبيتها ولا عمرك هتكوني هي للأسف ..
وتركها وانصرف وهو لا يُصدق .. بأن اول ريح هدمت حبهم
...................................................................
نظر الي معالم وجهها السعيده بعدما انتهت من مُحادثة والدته واخته لتُخبره بحب : ماما مني ونسرين وحشوني اووي ياهشام .. متاخد اجازه ونروح نقعد معاهم شويه
ليبتسم اليها هشام بضعف .. ويمدّ اليها احد ذراعيه التي سطحها علي الاريكه .. فتلمع عينيها بسعاده وتقترب منها لتجلس في أحضانه قائله : انت اجمل راجل في الدنيا
فيضمها اليه هشام بقوه ورفع بوجهها اليه .. ليري زهره مكانها تُطالعه بحب .. واقترب منها يُقبلها بمشاعر هائجه
وفجأه أبتعد عنها بأنفاس متقطعه ليري نظرات نهي اليه العاشقه ...
.................................................................
وقفت علي أطراف أناملها تربط له رابطة عنقه بهدوء.. حتي انتهت قائله بسعاده :خلصت
فلمعت عين شريف بالمشاغبه وهو يُطالعها بتفحص : ماانتي طلعتي شاطره اه وبتتعلمي بسرعه
فأبتسمت زهره اليه والسعاده تملئ قلبها.. فهي أصبحت لا تُفكر في شئ سوا ذلك الحب الذي اخيراً اعترفت به
فأقترب منها شريف أكثر وحاوطها بذراعيه قائلا :بكره معزومين عند رامز شريكي
فطالعته زهره بهدوء.. وهي تُحرك رأسها اليه بالإيجاب
وأفلتت جسدها منه بخجل .. وكادت أن تفر من امامه كعادتها
الا انها وجدته يُحاصرها بمشاغبه اصبح يعشقها معها قائلا :متحضريش الفطار انا هخلص لبس واطلع احضره
فنظرت الي أناقته التي لم تري مثلها سوا علي الشاشات
وأبتسمت قائله : هتدخل المطبخ بمنظرك ده
فتأملها شريف ضاحكاً : انتي ناسيه اني كنت عايش لوحدي.. وربط علي وجنتيها بخفه قائلا : متخافيش بحافظ علي اناقتي حتي وانا في المطبخ
لتهرب من أمامه سريعا وهي تُتمتم بخفوت: ايه الراجل ده
فتصل همساتها اليه .. ليضحك قائلا :سمعتك علي فكره
فتسرع زهره في خطواتها بهروله وهي لا تُصدق بأنها تعيش في هذه الحياه مع شخص لو كان أحد اخبرها عنه ما كانت تُصدق .. فشريف ليس بشلال الجليد الذي كانت تظنه عندما خُطبت اليه .. انه رجلا اخر اصبح .. ولكن لماذا اصبح يُعاملها هكذا ؟
ليأتي شريف من خلفها هامساً : يلا ياسرحانه علي المطبخ ..عشان نحضر الفطار سوا
فألتفت اليه بمشاغبه وبمرح قائله : انت قولت انك اللي هتحضره .. مش نحضره
فضحك علي مشاغبتها التي لاول مره تظهرها أمامه ورفع أحد حاجبيه قائلا : القطه طلعلها صوت
فأبتسمت اليه بخفه وهي تسير أمامها قائله : وبتخربش كمان
وماكان منه سوا ان امسكها بأحد ذراعيه ليقربها منه .. فأصطدمت بصدره .. لتُخدرها رائحة عطره الفائحه بعذوبه
ومال عليها بخفه ليلتقط من شفتيه قبله هادئه .. ثم تركها مُبتسماً وهو يُدندن مُتجها نحو المطبخ .. وقد لمعت عيناه بسعاده .. فهو قد وجد فيها ما كان يبحث عنه طويلا
فهمس بداخله : انتي ناقيه وجميله اوي يازهره
اما هي فوقفت ساكنه في مكانها لا تقوي علي الحركه .. وتحسست شفتاها بأطراف أناملها حتي وجدت نفسها تبتسم وهي تهمس : الراجل ده هيموتني .. هو ازاي كده
..................................................................
أنهت فطارها هي وصغيرها ... لتنظر اليه بحب قائله : اشرب اللبن ياشريف
ليمتقع وجه صغيرها ولكن سريعا ما أستجاب لطلبها .. فحملت حقيبتها ومسكت يده قائله وهي تضع بعض اقلام الألوان الخاصه به : واسمع كلام الميس في الحضانه ، ماشي ياحبيبي
ليُحرك الصغير رأسه اليها قائلا : حاضر
فأبتسمت اليه .. وهي تشعر بالرضي من حالها ، وكل ذكريات حياتها الماضيه تطفو في خيالها .. بدايه من حبها لشريف أبن خالتها لزواجها من رجلا كما يقولون عليه جاهز من كل شئ الا ان تحولت حياتها الزوجيه لنفور وكرهه حتي موت زوجها ويُتم طفلها وعيشها بمفردها في شقتها التي حمدت الله بأن الديوان التي كانت علي زوجها لم تصل الي تلك الشقه .. فتمتمت بخفوت : الله يرحمك ياأشرف
فأمسكت بيد طفلها ليُغادروا شقتهم .. ليرن هاتفها فجأه.. فنظرت الي المتصل فوجدت والدتها ،ووضعت الهاتف علي أحد اذنيها بعد ان ضغطت علي زر الاجابه قائله : ايوه ياماما ازيك
ليأتيها صوت والدتها المُعاتب: يامريم يابنتي ريحيني وتعالي عيشي معايا انا وابوكي .. وسيبي الشغل ده .. معاش ابوكي يابنتي هيكفينا .. وربنا يخلينا فارس اخوكي مش هيخليكي محتاجه حاجه ولا انتي ولا أبنك
لتنظر مريم الي صغيرها الذي يقف يُطالعها بنظراته الطفوليه قائله وهي تُداعب خصلات شعره الناعمه: ياماما ياحببتي انا مبسطوطه بحياتي كده وراضيه عن نفسي .. سبيني ارجوكي أبدء حياه جديده مع نفسي .. واصرف علي ابني من تعبي .. مريم البنت اللي عايزه كل حاجه ليها خلاص انتهت ياماما
فأتاها صوت والدتها الضعيف وهي تُخبرها : طب تعالي انتي وشريف اتغدوا معانا النهارده ، بقالي اسبوع مشوفتكوش
لتفتح مريم باب شقتها وهي تُهاتفها قائله : حاضر ياماما
وما انا اغلقت والدتها معها .. حتي اغلقت هي باب شقتها
لتتنهد براحه وهو تشد علي يد طفلها قائله : مش هضيعك انت كمان من ايدي ، مبقاش ليا حد غيرك في الدنيا
...................................................................
وقفت تتأمل زوجها وصديقه وهم يتمازحون بالحديث .. حتي أقترب منها رامز ببتسامه هادئه قائلا : اهلا مدام زهره
لتبتسم اليه زهره ، فنظر رامز لصديقه قائلا : شريف صديق عمري .. واكتر من أخ
فأبتسم شريف بود وهو يربط علي كتف صديقه .. قائلا : رامز والده أماراتي ووالدته مصريه يازهره
لتنظر اليه زهره قائله : وازاي أتعرفوا علي بعض
ليضحك كل من شريف ورامز علي سؤالها هذا .. حتي قال رامز : كانت السكرتيره بتاعته ..والدي كان راجل عصبي وهي كانت اكتر حد أستحمله وهووب حبها واتجوزها وتوته توته خلصت الحدوده
فضحكت زهره لتلقائيه هذا الرجل .. حتي نظر هو حوله قائلا : هتفضلوا واقفين كده
فتأملت زهره تلك الحديقه الجميله حولها ورأت بعض الازهار الجميله المزروعه بعنايه .. فتركتهم وذهبت الي هناك
وماكان من رامز سو أن نظر الي صديقه قائلا بخبث : انا عرفت دلوقتي ليه حالك بقي كده .. بس أهنيك ياشريك علي اختيارك احسنت
فأبتسم شريف قائلا :عقبالك يارامز ، اما اشوفك كده متجوز .. ومبطل سرمحه مع الستات
فضحك رامز بهدوء وهو يشتت شعره قائلا بقلق : جيداء جايه ياشريف
فنظر شريف لصديقه بضيق قائلا : انا مش قولتلك تفهمها تبعد عني واني اتجوزت وبحب مراتي
فتنهد رامز قائلا : البنت بتحبك ياشريف اعملها ايه ، ومكنتش مصدقه انك اتجوزت.. فقولت اعزمها علي الغدا النهارده عشان تصدق وتبطل توهم نفسها
فتأفف شريف بحنق قائلا : هي امتا رجعت من سويسرا اصلا..
وقبل ان يُكمل شريف باقي عباراته .. وجد أحدهم يضع بيده علي اعينه ويهمس : وحشتني كتير ياشريف ، اشتقتلك حبيبي
فأنصدم شريف من فعلتها هذه ، وابعدها عنه بقوه .. لتقع عيناه في تلك اللحظه علي زهره التي كانت تمسك بعض الازهار وتشم رائحتهم وهي مغمضه العينين ولم تلاحظ اي شئ
فتركهم شريف وتجه نحوها قائلا بحنان :زهره بتشم زهره ، واحتضنها بذراعيه بقوه قائلا : عجبك المكان
فحركت زهره رأسها بالأيجاب، وهمست قائله بخجل : ابعد ايدك ياشريف ، صاحبك ومراته بيبصوا علينا ..
فأبتسم شريف لخجلها هذا الذي افتقده طيلة مكوسه هنا قائلا : وفيها ايه مراتي وانا حر
وابعد ذراعيه عنها ليمسك وجهها قائلا : ياسلام عليكي لما بتتكثفي .. بكون نفسي
واقترب من اذنها هامسا بكلمه جعلتها تبعد عنه بخجل
فضحك أكثر .. من أرتباكها هذا وخجلها من عبارته التي اخبرها فيه بأن يُريد تقبيلها الان
وبعدما هدأت دقات قلبها من الخجل نظرت اليه قائله : عسوله اووي مرات رامز ياشريف ، تعالا نروحلهم عشان اسلم عليها .. اخيرا هلاقي ست اتكلم معاها واصاحبها
...............................................................
نظرت جيداء نحو زهره بحقد قائله : شريف اتجوز ديه ازاي .. انا هي اجمل مني في ايه يارامز
فنظر اليها رامز بضيق قائلا : خلاص بقي ياجيداء .. انتي كنتي عايزه تشوفيه وتتأكدي انه اتجوز واه ياستي اتجوز
فلمعت عين جيداء بالغضب وهو تُتمتم : انا بحب شريف يارامز وانت عارف كده .. ليه مقولتليش انه رجع مصر عشان يتجوز
فنظر اليها رامز بترقب قائلا :يعني كنتي هتعملي ايه ياجيداء .. هتغصبيه انه يتجوزك ، جيداء فوقي بقي من الوهم اللي انتي عايشه فيه .. وتعالي يلا عشان تتعرفي علي زهره
وعندما وجدوهم يقتربوا منهم .. همس اليها رامز قائلا : جيداء بلاش تهور .. ارجوكي عشان شريف ميزعلش
فلمعت عين جيداء بغضب وهي لا تُصدق بأن حبيبها قد تزوج من امرأه لا يقال عنها انها بأمرأه .. ونظرت الي الورود التي تحملها زهره قائله : بكره هتعرف مين اللي تستحق تكون مراتك ياشريف .. مش الفلاحه اللي جبتها معاك من مصر
..................................................................
جلس حازم يُتابع اعماله .. الي ان وجدها تقف امامه قائله : بشمهندس حازم ، ممكن اسألك عن حاجه
وبسطت اللوحه التي كانت بيدها امامه وبدأت تسأله عن ما تُريد معرفته الي ان وجدته يخبرها بكل شئ .. فرفع وجه نحوها ليسألها قائلا : فهمتي يابشمهندسه
فوجدها تُطالعه بشرود الي ان قال : في حاجه يابشمهندسه
فأخفضت فرحه رأسها ارضاً قائله : لا ولا حاجه ، اصل ..
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها وتخبره بأنه يشبه احداً عزيز علي قلبها يُذكرها دوما به .. استجمعت قواه واخذت اللوحه وفرت من امامه وهي تتذكر من كان عالمها وحياتها التي انطفئت بعد رحيله
..................................................................
جلسوا يتناولون الطعام .. بطريقه لم تعتد عليها زهره
فخجلت من نفسها لانها لا تستطيع ان تكون مثل جيداء بأناقتها ..ورغم ذلك أحبتها وشعرت بأنها وجدت أحداً من بلدها فجيداء والدها مصري اما والدتها فرنسية الاصل .. وقد ورثت عنها الجمال الاوروبي
ورفعت وجهها نحو جيداء التي تُطالعها بنظرات لم تفهمها اهي حب اما كرهه
ليقطع شرودها صوت شريف وهو يسألها: مبتكليش ليه ياحببتي ، الاكل مش عجبك ولا ايه
فنظرت اليه زهره بصدمه .. وهي تسمع منه كلمه حبيبته أمامهم جميعاً .. فشعرت بأنها كالفراشه تطير علي زهور الربيع .. وسريعا تلاشت صدمتها ليحل محلها لمعان عينيها
وعندما لاحظ شريف شرودها ربط علي احد ايديها .. بحنان
لتُطالعهم نظرات رامز المُحبه لهم .. اما جيداء كانت تقضم شفتيها بحقد .. وتطرق بشوكتها في طبقها بغل الي ان لمعت عيناها قائله : بس قوليلي يازهره ازاي لفتي نظر شريف ليكي وانتي يعني مافكيش اي حاجه تلفت اي راجل وخاصة لما يكون الراجل ده شريف
فعم الصمت للحظات .. قبل ان
يتبع بأذن الله
*********

#الفصل_١٤

الفصل الرابع عشر
فعم الصمت للحظات قبل أن يُلجمها هو بحديثه الدافئ 
فقد كانت كلماته كالبلسم الذي جعلها تشعر بأن أهانة جيداء لها كالغيمه التي هبط بعدها قطرات المطر لتروي قلبها العطش .. فكيف لا يرتوي قلبها وهي تسمعه يخبر جيداء بأنه هو من شعر بالفخر عندما وجدها تقبل عرضه بالزواج به فبوجودها بجانبه قد اكتمل هو
وبعدها وجدته يسحب يدها أمامهم ليُقابلها .. قائلا بجديه وهو يُنهضها : شكرا علي العزومه يارامز
ونظر الي جيداء بطرف عينيه وهو يُخبرها بنظراته .. بأنها بالنسبه اليه لا شئ
.................................................................
عندما وصلوا الي منزلهم .. وجدته يحتضنها بقوه قائلا: انا اسف يازهره
فأبتعدت عنه زهره بأعين لامعه وهي تُعيد علي ذهنها كلماته التي جعلتها تشعر وكأنها ملكه ..
زهره : محلصش حاجه ياشريف ، انا مش زعلانه صدقني .. وابتسمت برضي وهي تُتابع بحديثها : ربنا يخليك ليا
فتأملها شريف للحظات وهو يري لمعه عينيها .. مبتسماً بحنان : ويخليكي ليا ياعمري
وجذبها نحوه ليحتضن وجهها بين كفيه وهو يهمس بجديه : جيداء كانت بتحبني يازهره وكانت فكراني اني ممكن اتجوزها في يوم
فطالعته زهره بصدمه وابتعدت عنه قائله : ازاي بتحبك وهي مرات صاحبك
فأبتسم رغم عنه .. فهو توقع منها حديث غير ذلك تماماً ولكن حبيبته ناقية القلب لا تنظر للأمور كما اعتاد من باقيه النساء اللاتي عرفهم طيلة غربته سواء عمل او صداقات
شريف : ومين قالك انها مرات رامز ، جيداء مجرد صديقه
فحدقت به طويلا بنظرات بلهاء قائله : ازاي صديقه .. هو انت مصاحب ستات ياشريف
وماكان منه سواء ان ضمها اليه ضاحكا بقوه : مجرد صداقه شغل مش أكتر وفي حدود العمل .. انتي ناسيه اني صاحب شركه وطبيعة عملي بتكون مع الجنسين سواء راجل او ست
فتمتمت هي بخفوت :يعني محبتش حد فيهم قبل كده
ليرفع هو وجهها الصافي بأطراف أنامله قائلا بجديه : حياتي هنا كان ليها هدف واحد بس يازهره ، اني اشتغل وأوصل لحلمي ..
وابتعد عنها ليجلس علي احد الارائك مُتذكرا.. كيف كان ينحت في الصخر من اجل ان يصل لتلك المكانه ويُصبح رجل اعمال ناجحاً..
وسمعت صوته الجامد وهو يتذكر حياته السابقه قائلا بتنهد : اوعي تكوني فاكره يازهره اني اتولدت من عيله غنيه
وابتسم ساخراً : او طلعت السلم من اخره
وتابع حديثه : انا تعبت في حياتي جدا يازهره ..8 سنين غربه، حياتي شغل في الشغل لحد ما ربنا كرمني واقدرت اكون انا
فكانت كلماته اليها كالفخر الذي جعلها تشعر بأنها تزوجت رجلا حقا .. وتذكرت تلك اللحظه هشام الذي تخلي عنها من اجل طموحاته ولم يراها سوا أبنه رجلا عادي لن يجعله يصل .. اما زوجته فأبنه رجلا غني جعلته يصل لطموحاته واحلامه سريعا .. فتنهدت بشرود وهمست داخل نفسها : يااا الفرق واضح اوي يازهره بين هشام وشريف ..
واقتربت منه لتجلس علي تلك الاريكه بجانبه .. ودون شعور منها وجدت نفسها تمسك يده بقوه قائله : انا فرحانه اوي اني مراتك ياشريف
فلتف اليها شريف بحنان وهو لا يُصدق بأن زوجته أصبحت تتحرر من خجلها وتتعامل معه بتلك الطيبه والنقاء .. فأبتسم اليها بحب وأحتضنها بين ذراعيه هامسا بمشاغبه فقد أشتاق ان يري ارتباكها وخجلها
شريف بخبث: مش ناويه تلبسي من الهدوم اللي جبناها يازهره
وعندما وجدها تفلت جسدها من بين ذراعيه .. حررها برفق ليري ارتباكها .. فغمز اليها بطرف أعينه قائلا : ده انا زي جوزك حتي يازهره
لتقف زهره سريعا ، وهي لا تُصدق بأنه يتحول سريعا من رجل هادئ .. لرجلا مُشاكس .. ولكن كل مابه اصبح يجعلها تجن
فضحك بقوه وهو يراها تركض نحو غرفتها قائلا : اهربي ، اهربي يازهره ..
...................................................................
اما هي جلست علي فراشها تستمع الي دقات قلبها الهائج كأمواج البحر ، لتبتسم بسعاده لما يحدث معها
فيرن هاتفها فجأه فتنظر الي المتصل دون تصديق .. فصديقتها بئر اسرارها تُهاتفها
فهتفت بسعاده : اهلا بصديقتي الندله
ليأتيها صوت ريم قائله بعتاب : ندله مين .. ده انتي اللي ندله ،من ساعه ماسافرتي مع جوزك نستيني
فوجدت زهره نفسها تُخبرها بسعاده : انا مبسوطه اوي ياريم ، شريف طيب وحنين اووي ..
فتمتمت ريم بسعاده : ربنا يسعدك يازهره ياحببتي ، مش قولتلك ربنا هيعوضك خير..
وفجأه صاحت ريم بصوت قوي قائله : رصيدي خلاص ضاع ،انا كان مالي ومال الدولي
فضحكت زهره علي صديقتها .. حتي تابعت ريم قائله : بت يازهره ادخلي علي الفيس بقي .. انتي من ساعه
وكادت ان تُكمل عباراتها صمتت قائله : مش عايزه افكرك باللي فات .. بس انتي خلاص بدأتي حياه جديده .. وانا بيتي كده هيتخرب من الاتصال الدولي ده
فضحكت زهره علي مزاح صديقتها رغم انه ذكرها بمأساتها مع هشام الا انها نفضت كل ذكري لها معه سريعا قائله : طب اقفلي وانا هتصل بيكي ياستي ..
فهتفت صديقتها بمزاح قائله : طبعا لازم انتي تتصلي ، مش بقيتي مرات واحد غني
لتضحك زهره قائله بصدق: عايزاني اخرب بيت جوزي حبيبي
فيدخل شريف في تلك اللحظه وصدي عباراتها مازال عالقاً بذهنه ، فتصمرت زهره للحظات ولكن سريعا ماأدركت وجود صديقتها علي الهاتف
لتُخبرها ريم : انا هقفل بقي يازهره ، كفايه عليكي كده
وعندما وجدت ريم قد اغلقت الخط ارتبكت من وجوده قائله : ديه ريم
فحرك شريف رأسه بتفهم ليضحك : طب مالك بتقوليها وانتي مُرتبكه كده
واقترب منها قائلا بدفئ: ريم ديه اقرب صديقه ليكي مش كده
لتبتسم اليه زهره بهدوء : اه وبعتبرها زي جميله ويمكن اكتر كمان
فتأمل شريف نظراتها التي حزنت عندما تذكرت صديقتها وضمها اليه قائلا بحنان : معلش ياحببتي انا عارف اني اخدتك من اهلك وصحابك
فشعرت بلمسات ايديه الدافئه علي ظهرها وهمست بصوت لم يصل اليه : انا بحبك اووي ياشريف
...................................................................
جلس حازم بجانب خالته قائلا بجمود : خير ياخالتي في حاجه كنتي عايزاها مني
لتجلس نعمه بجانبه وهي تربط علي احد كفيه قائله : اوعي تسيب بنت خالتك ياحازم، جميله طايشه وطموحاته كتير بس هي بتحبك ياابن اختي
فهمس حازم اليها بشك قائلا: بتحبني
وعندما وجد ملامح التعب ظهرت علي وجه خالته تنهد قائلا : متخافيش ياخالتي عمري ماهسيب جميله الا لو هي سابتني
فتنهدت نعمه قائله بتعب: انا مش عارفه البت ديه بقيت ازاي كده
وتابعت عباراتها بأسي وبحسن نيه : ديه بقيت تحقد علي أختها حتي مبترضاش تكلمها ولا تسأل عنها .. وزهره ياحبة عيني ديما تسأل عنها وتتصل بيها ولا بترد عليها حتي ..هو ايه اللي حصلها انا مش فاهمه
ليُطالع هو خالتها بصمت وكل كلمه تُأكد له شكوكه .. فجميله كانت ترغب بزوج مثل شريف وحبيب يُدللها ويُلبي رغباتها مثله
...................................................................
نظر هشام الي معالم وجه زوجته المُرهقه بسبب الحمل فهي لم يتبقي علي ولادتها سوا شهراً ونصف قائلا بحنان وهو يحتضنها : لو مش عايزه تروحي حفلة جواز والدك ، خلاص يانهي بلاش
لتُطالعه نهي بأسي وقد فاض قلبها من كل تلك الذكريات المؤلمه بسبب ما دمره فيها أباها بزواجه الدائم .. فهو لم يكن اب بل كان مجرد بنك تأخذ منه الاول فقط .. اما حنان الاباء الذي كانت دوما تسمعه من رفيقاتها حتي حكايات زوجها عن والده لم تشعر بها يوماً
فتشبثب بقميصه بقوه وهي تهمس : اوعي تعمل مع بنتنا كده ياهشام لو مت .. ارجوك
فأبعدها عنه هشام بقلق قائلا : متقوليش كده يانهي ، هنربي بنتنا سوا وهندلعها وهنكون أسره جميله
ومع كل كلمه كان ينطقها كان يتذكرها .. وهو يُخبرها في رسائلهم اليوميه بهذا .. ولكن
افاق من شروده سريعا بعد ان ادخله شيطانه في منطقه محظوره ، فضم نهي اليه قائلا : ايه رأيك نسافر عند ماما ونسرين .. واه تغيري جو
فأرتسمت السعاده علي وجهها قائله بعشق : بجد ياهشام
وعانقته وهي تلف ذراعيها حول عنقه .. واقتربت من شفتيه لتُقبلهما بحب جارف .. وعشق ليس له مثيل فهو بالنسبه لها عالمها بأكمله
وعندما بدء يستجيب لقُبلتها .. كان شيطانه يصور له أخيه وهو يقف مثله ويُقبل زهره
فأنتفض بألم .. وانفاس مُتقطعه .. ونظرات نهي تُحاوطه فوضع بيده علي بطنها المُنتفخه قائلا: ربنا يخليكم ليا
...................................................................
وقفت تخبره ببرنامج عمله اليوم بملامح جاده وهي خافضه برأسها نحو جهاز التابليت المُدون عليه برنامجهم من أجتماعات وصفقات .. ليتحسس حاتم ذقنه وهو يُتابعها بأعين كالصقر وهو يتذكر يوم أن رأها منذ خمس سنوات في أحد الحفلات وقد خطفت أنفاسه من اللحظه الاولي التي رأها بها .. ولكن الصدمه قد حطمت خفقان قلبه الذي لاول مره يخفق لأمرأه .. فقد كانت مُتزوجه
فرفعت مريم بوجهها قائله بجمود : مستر حاتم حضرتك معايا
فنظر اليها حاتم قليلا .. ثم عاد لجموده وبروده قائلا : اتفضلي علي مكتبك ياأستاذه
فطالعته مريم بضيق وهي تُغادر مكتبه مُتمتمه : انسان بارد
فسمع حاتم صوت همساتها ورغم انه من المفترض يغضب من فعلتها هذه الا انه وجد نفسه يبتسم
قائلا بتوبيخ لنفسه: فوق ياحاتم ، مريم ست متجوزه .. وكمان ايه الهبل اللي انت فيه ازاي لسا فاكر واحده مشوفتهاش غير مره واحده .. وكمان الحب في حياتك يابن الصاوي لاء .. فاهم .. مش هتكرر نفس مأساة والدك
...................................................................
وضعت بفنجان قهوته امامه ، ثم أمسكت بكوب الشاي الخاص بها لتردف الي حجرتها ...
فطالعها شريف من خلف حاسوبه قائلا : خليكي هنا يازهره
فوقفت زهره تُطالعه بأرتباك قائله : هدخل اوضتي عشان معطلكش واسيبك تشوف شغلك
ورغم شعوره بالضيق .. من انفرادها دوما بغرفتها بعيدا عنه الا انه نظر اليها بهدوء : مين قالك وجودك بيعطلني ، بالعكس انا هكون مرتاح وانتي جانبي
فطالعته زهره بأبتسامه صافيه قد رُسمت علي محياها ، من اجله فقط وجلست ترتشف من كوبها قائله : طب يلا أشتغل
فبادلها شريف ببتسامه حنونه وهو يستمد قوة صبره من اجل ان لا يرتكب حماقه .. فهو أصبح يُريد بشده أن تُصبح زوجته حقا امام الله ولكن لايُريد فعل ذلك الا برغبتها
فهمس بصوت دافئ : حابب ابص عليكي شويه ولا عندك مانع
فضحكت زهره علي عباراته قائله بمرح قد خلقه هو بداخلها : لاء معنديش ، بس هتدفع كام
فتأملها هو بعذوبه ورفع أحد حاجبيه قائلا : هو بقي فيها كده يازهره !
فحركت زهره برأسها اليها ضاحكه قائله بخجل : ايوه
فترك شريف حاسوبه جانباً واقترب منها بملامح مُشاغبه .. وطالعها قليلا قائلا : وانا موافق ياستي
فلم تصدق هي فعلته ، الا عندما أبتعد عنها بأبتسامه خبيثه .. ويتأمل شفتيها التي انتهي من ارتشاف مذاقها
وعندما لاحظ أحمرار وجهها ، ضحك بسعاده قائلا : تحبي أدفع مُقابل نظرتي ليكي تاني ، ولا ..
فرمشت زهره بأعينها قليلا وهي تُطالعه بأرتباك مصحوب بالخجل قائله بتعلثم : لاء خلاص ياشريف
فتعالت ضحكته بسعاده حتي تذكر شيئاً قائلا : صحيح انا قدمتلك في دوره تصميم للأزياء هنا يازهره ..
فوقفت زهره أمامه وهي لا تُصدق بما تفوه به .. قائله بسعاده طفوليه : بجد ياشريف ، بجد
وعندما حرك اليها رأسه بالأيجاب قفزت كالطفله مصفقه بأيديها قائله بسعاده : انت اجمل راجل في الدنيا
وانقضت عليه كالقطه تحتضنه بقوه .. وهي تهمس دون وعي : انا بحبك اووي ياشريف !






تعليقات