
رواية ما لم تخبرنا به الحياة الجزء الثاني الفصل الخامس 5 بقلم آيلا
بصيت على أدهم اللي كان غر.قان في د.مه و مكنتش عارفة أنا بب.كي ليه، مش دا اللي انا عايزاه؟ اخدت حقي منه، انا ليه مش فرحانة دلوقتي؟ ليه حاسة بحر.قة جا.مدة في صدري؟ ليه....ليه قلبي بيو.جعني ؟
لما حاولت أقف و.قعت تاني بسبب رجلي اللي كانت عمالة تتر.عش جامد، حاولت أتمالك نفسي و اتسندت على السرير و وقفت للمرة التانية، جريت و حاولت أطلع برا الأوضة بس السل.سلة منعتني، اتلفتت على المفاتيح في كل حتة لغاية ما لمحتهم على ترابيزة في الصالة قريبة من باب الأوضة، بدأت أدور على أي حاجة أقدر أتناولهم بيها، لفيت الأوضة كلها بس للأسف ملقتش اي حاجة.
قعدت على الأرض باستسلا.م قبل ما ألمح ما.سورة الستارة فجأة، قمت و وقفت على السرير و فضلت أنط لغاية ما و.قعتها، شلت الستاير منها و مديتها لبرا بس طولها مكانش كافي!
اتع.صبت، بدأت أصر.خ و أر.مي الحاجات على الأرض، و في الآخر قعدت أب.كي، رفعت راسي تاني ناحية أدهم قبل ما أبعدها بسرعة عشان مشوفهوش، فجأة شفت بنسة الشعر بتاعتي جمبه و افتكرت إن ريم قبل كدا علمتني ازاي أفتح أقفال، سحبتها، أخدت نفس عميق و بدأت أحاول أفك القفل و مكنتش قادرة أصدق لما لقيت نفسي نجحت فعلاً، خلعته و وقفت ، قررت مبصش على أدهم عشان مضعفش و جريت برا، فتحت باب الشقة و نزلت على السلالام بسرعة، جريت في الشارع من غير وجهة، كل اللي كنت بفكر فيه إني عايزة أبعد بقدر الإمكان عن المكان دا.
____________________
الساعة الثانية ظهراً:
عاد مروان سريعاً إلى منزله ليلقي حقيبته على الأرض و يبدأ البحث عن والدته، وجدها تعد الغداء في المطبخ ليدخل إليها، وقف إلى جوارها و تحمحم قبل أن يتحدث:
_ماما، ممكن أسألك سؤال؟
همهمت والدته بينما تقوم بتناول خيارة لتبدأ في تقط.يعها.
تردد مروان قليلاً قبل أن يسألها:
_ه..هو خالو ق.تل حد زمان و هو صغير؟
توسعت عيون مروة بصد.مة قبل أن تجر.ح إصبعها بغير قصد.
تكلمت بينما تض.غط على إصبعها الناز.ف:
_م..منين جبت الكلام دا؟
_واحد قالي.
_مين اللي قالك؟
تأوه مروان بملل:
_هتفرق يعني مين؟ واحد و خلاص.
تحدثت والدته بح.دة:
_مروان، قولي مين بالظبط اللي قالك الكلام دا؟
ابتلع مروان من نبرة والدته التي تغيرت قبل أن يجيب:
_أ..أنس أيوب، زميلي في المدرسة، هو مش زميلي قوي يعني بس...
توقف مروان عن الحديث و عقد حاجبيه بحيرة عندما رأى ملامح أمه المصد.ومة.
_ماما؟ مالك؟!
رمشت مروة بعينيها مرتين قبل أن تجيبه:
_م..مليش، اسمعني كويس...لكلام دا مش حقيقي و ابعد عن اللي اسمه أنس دا و ملكش دعوة بيه تاني فاهم؟
تراجع مروان للخلف بق.لق:
_ب..بس هو ليه بيقول كدا؟
تحدثت مروة بينما تعود لتق.طيع السلطة بعد أن توقف نز.يف إصبعها نسبياً:
_هيكون بيقول كدا ليه يعني؟! أكيد غير.ان منك و بيح.قد عليك عشان أدهم يبقى خالك.
_ل..لكن أنس مش من النوع دا!
صر.خت فيه مروة بعد أن جر.حت إصبعاً آخراً للمرة الثانية:
_مروان! اطلع برا و سيبني أركز في اللي بعمله!
و على الفور خرج مروان دون أي كلمة أخرى، من رد فعل والدته كان يبدو واضحاً أنها تعلم شيئاً ما لكنها ترفض إخباره!
طالع تاريخ اليوم على هاتفه و قرر تناسي الأمر مؤقتاً بينما يمسك هاتفه ليتصل على ريم و ما إن أجابت تحدث:
_فاضية النهاردا؟ حاولي تقابليني في مكانا.
__________________
كانت ريم تحرك قدميها ذهاباً و إياباً بملل بينما تنتظر مروان في حديقة عامة بها بعض الألعاب القديمة و الصد.ئة، رفعت عينيها ما إن سمعت صوت خطوات تقترب لتجده مروان.
نهضت سريعاً لتحتضنه فاحتضنها بيد واحدة بينما يخفي الأخرى خلف ظهره.
ابتعدت ريم عنه قبل أن تتحدث بغ.ضب طفيف:
_اتأخرت ليه؟ بقالي كتير مستنياك.
ابتسم مروان بينما يبعد خصلة شقراء متمر.دة عن عينها:
_آسف، كان في حاجة لازم أعملها الأول.
صدر صوت نباح من العدم فجأة، تلفتت ريم حولها باستغراب قبل أن يخرج مروان يده من خلف ظهره ليمد إليها صندوقاً مغلفاً بورق هدايا أخضر كلونها المفضل.
وسعت ريم عينيها بذهول:
_بتهزر!!
ابتسم مروان:
_لا مبهزرش، كل سنة و انتِ طيبة يا لوزتي.
أخذت ريم منه الهدية و فتحتها سريعاً لتتفاجئ بجروة صغيرة من نوع الهاسكي.
حملتها بسعادة لتبدأ في التربيت عليها قبل أن يتحدث مروان:
_كنتي دايماً بتقوليلي انك حاسة بالو.حدة، جبتهالك عشان تسليكي و أنا مش موجود.
_أنا بجد فرحانة بيها قوي، هسميها سكوتر.
عقد مروان حاجببه باستغراب.
_ايه الاسم دا؟ انتي كان نفسك في سكوتر يعني؟
ابتسمت ريم:
_لا، شفت ولد معدي بسكوتر من شوية فقررت أسميها كدا.
ضحك مروان لتطالعه ريم بغ.ضب:
_بتضحك ليه؟ انا حرة أسميها ايه و الاسم عاجبني.
_بضحك على عشو.ائيتك..
شهقت ريم بصد.مة:
_بتقول عليا عشوائية؟!
اقترب مروان منها:
_أيوا، انتي عشو.ائية...و أنا بحب عشو.ائيتك دي.
_ماشي، هسيبها تعدي المرادي عشان أنا بس مش فاضيالك...عايزة ألعب مع سكوتر.
_ايه دا ؟ هتب.عيني من أولها؟! لا هاتي أرجعها تاني أحسن.
_ابعد إياكش تلمسها...
كت.ف مروان ذراعيه بغ.ضب مصطنع بينما يراقب ريم تستمر في ملاطفة الجروة و تتعمد تجا.هله قبل أن تنطق فجأة:
_عارف أحلى حاجة فيها ايه؟
_ايه؟
_إنها شبهك.
نظر إليها بحاجبين معقودين علامة على عدم إعجابه بالوضع لتضحك قبل أن تبدأ بالتفسير:
_عيونها زرقا زيك.
_طيب يا ستي اللي تشوفيه، أهم حاجة إنك مبسوطة و راضية.
ابتسمت ريم بينما تحتضن الجروة:
_أيوا، أنا مبسوطة.
فجأة رن هاتفها برقم غريب، ترددت قليلاً قبل أن تفتح الخط و تجيب لتتفاجئ بكونه الطبيب المسئول عن حالة والدتها.
ابتعدت قليلاً عن مروان حتى تستطيع الحديث و ما إن سمعت كلام الطبيب حتى وسعت عينيها بصد.مة عا.جزة عن الإجابة.
________________
بعد ما جريت شوية وقفت في نص الشارع و اتسندت بيدي على ركبي عشان آخد نفسي، شفت عربية آيس كريم جمبي و مش عارفة ليه افتكرت لما أدهم جابلي آيس كريم، جملته اترددت في دماغي:
" أول مرة أشوف فراولة عايزة تاكل فراولة!"
نسمة هوا باردة عدت، افتكرت لما كان مبيت في المستشفى معايا أنا و يارا بتيشرت نص كم في عز البرد و اللي قاله أول ما لمست وشه:
"يدك دافية، بتقوليلي ملمسكيش و دايماً انتي اللي بتبدأي."
افتكرت مرة تاني لما كنت تعبانة في المستشفى و هو كان قاعد جمبي و اتكلم فجأة:
"_يمنى، ممكن أحضنك؟
_لا، مش ممكن.
(حضني برضو)
_آسف، بس انتي وحشتيني جداً."
لفيت لورا، بدأت أجري ناحية العمارة تاني و عيوني عمالة تد.مع، الجزمة اللي كنت لابساها كعبها اتكسر، قلعتها و كملت جري حا.فية.
طلعت الشقة فوق بسرعة، دخلت و لقيت أدهم بدأت شفايفه تبقى زرقا..
قعدت جمبه:
_لا..لا...لا، أدهم...أدهم اصحى...
بدأت أ.هزه جا.مد و أنا بع.يط أكتر:
_ازاي هسامحك لما تمو.ت؟ لسه يارا متعرفش انك باباها اصحى...
بصيت على مكان الجر.ح، لسه المقص في مكانه و قررت اني محركهوش عشان مينز.فش أكتر.
اتلفتت حواليا و أنا مش عارفة أعمل ايه لغاية ما لمحت تيليفونه في جيبه، طلعته و بدأت أجرب صو.ابعه واحد واحد لغاية ما البصمة طابقت واحد فيهم و اتفتح، طلعت جهات الاتصال و اتصلت بأول رقم في وشي و مفيش دقيقة عدت و رد:
_الو يا أدهم، انت فين؟
اتج.مدت لما سمعت صوت أيوب للحظة قبل ما أتكلم بسرعة:
_أرجوك تعالى الحقه!
____________________
في المستشفى:
كان أيوب يقف أمام غرفة العمليا.ت حيث كان يتم إجراء عم.لية جر.احية عا.جلة لأدهم، فقد أص.يب كبده و كان عليهم إز.الة الجزء التالف منه.
نظر إلى يمنى التي كانت تجلس هي الأخرى أمام الباب حا.فية القدمين بينما تستمر في الب.كاء، لقد أصر.ت على المجئ برفقته لذا اضطر لأخذها و هي لم تكلف نفسها حتى عناء ارتداء أي شئ لائق.
تنهد بينما يراها تر.جف من البرد بسبب القميص الأبيض الخفيف فحسب الذي كانت ترتديه، سار باتجاهها و خلع سترته ليضعها على كتفها قبل أن يميل ليتحدث:
_ايه اللي حصل؟
طالعته يمنى بأعين د.امعة دون أن تجيب لذا تحدث مجدداً:
_يمنى، فاكرة اللي حصل ساعة يارا؟ المرة دي الموضوع مش هيعدي بنفس السهولة، أدهم ظا.بط مشهور و لو محكيتليش على اللي حصل مش هقدر أساعدك.
_و..و انت ناوي تساعدني حتى و انت عارف إن انا اللي عملت فيه كدا؟
حك رقبته بارتبا.ك قبل أن يجيب:
_يعني... هو أنا عارف غبا.ء أدهم و أعتقد إن في سبب قوي خلاكي تعملي فيه كدا.
فر.ت د.معة أخرى من عينها قبل أن تجيب:
_أياً كان ايه السبب دا مش هيغير حقيقة إن أنا اللي قت.لته.
تنهد أيوب بملل من عنا.دها:
_اسمعيني يا يمنى، للأسف أدهم لسه مما.تش، انتي باين عليكي انك منها.رة و تعبا.نة روحي البيت دلوقتي و أنا هحاول أدا.ري على اللي حصل مؤقتاً لغاية ما تبقي جاهزة تتكلمي.
_ب..بس أدهم....
_روحي على البيت دلوقتي يا يمنى، أدهم مش هيصحى دلوقتي خالص معاه ربنا.
همت يمنى بالذهاب قبل أن يوقفها مجدداً:
_آه صح، نسيت إنك حا.فية، رايحة فين كدا؟ تعالي...هوصلك أنا.
نظرت يمنى إلى قدميها بتعجب لتدرك فقط للتو أنها لم تكن ترتدي حذاءً.
__________________
نزلت يمنى أمام منزلها بعد أن قام أيوب بإيصالها، أخذ رقم هاتفها قبل أن يتركها و يغادر ليعود إلى أدهم.
فتحت باب شقتها بهدوء و هي مطمئنة أنها لن تجد يارا بالداخل لأن آية كانت تأخذها إلى بيتها أثناء غيابها لتهتم بها.
نظرت إلى نفسها في المرآة و إلى بقع الد.م القليلة التي علقت على ثيابها لتشرع في الب.كاء مجدداً قبل أن تغسل وجهها لتهدأ قليلاً في النهاية.
رن هاتفها باتصال، ظنت أنه أيوب في البداية لكنها عقدت حاجبيها معاً باستغراب عندما وجدتها ريم.
أجابت سريعاً و على الفور أتاها صوت ريم الم.هتز:
_ا.الو يا يمنى، ماما وضعها خط.ير و محتاجين الفلوس عشان تعمل العملية ضروري!
تنهدت يمنى قبل أن تجيب:
_حاضر، خليها تدخل العم.ليات و أنا هتصرف.
اغلقت الخط و تنفست بعمق قبل أن تخرج رقم شهاب و تتصل به:
_الو....