رواية زوجة أخى الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 بقلم سهام صادق


رواية زوجة أخى الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 بقلم سهام صادق



الفصل الخامس و العشرون
أحست بأنها تُسارع كابوسً.. لتُغمض عينيها للحظات ثم عادت لتفتحهم ثانية لعله يكون حقاً كابوسً...
وتفيق علي صوت جميله ثانية وهي تُخبرها بنفاذ صبر : شكل شريف مش غالي عليكي يازهره وعايزه تنهي حياتكم
لتُمسك يد جميله بخوف وهي ترتجف قائله :
حرام عليكي ياجميله متعمليش فيا كده ، قولي انك بتضحكي عليا ومش هتأذيني .. ده انتي أختي عارفه يعني ايه أختي
لتجلس جميله بهدوء وهي لا تُشعر بطفيف وجع بسيط علي أختها ولكن حقدها وحبها للتملك قد طغي علي كل شئ ..وابتسمت ببرود : علي فكره انتي أنانيه يازهره
فتُطالعها زهره بصدمه .. وهي تُتمتم بخفوت : انا أنانيه ياجميله ، قوليلي طيب موقف اتصرفت معاكي في بأنانيه .. ارجوكي ياجميله متضيعيش شريف من أيدي انا ماصدقت احب حد ويحبني
فوقفت جميله بضيق وهي تري تمسك أختها بزوجها .. فبالتأكيد هو رجلا لا يُعوض ..واقتربت منها أكثر لتنظر الي عينيها قائله بجمود : ايوه أنانيه عارفه ليه ، عشان مش شايفه غير سعادتك بس .. عايزه الزوج والحبيب القديم يبقوا حوليكي ..
لتتطلع اليها زهره بتلهف وهي تتنهد بضعف : انا مش عايزه غير شريف ياجميله .. هشام كان ندرس وانتهي من حياتي خلاص ... ارجوكي ياجميله بلاش تضيعي الحاجه اللي نورت حياتي من جديد ..
وتابعت برجاء : ده انتي حبيتي وعارفه يعني ايه حب.. فاكره حبك لحازم
وعندما أستمعت الي اسم حازم .. وتذكرت انها اذا خسرت تلك اللعبه أيضا ستضيع وسيضيع كل شئ ..لتصرخ بغضب : من غير كلام كتير ، هتساعديني ولا شريف يعرف كل حاجه وهو اللي يقرر اذا كان هيكمل حياته معاكي ولا
وربطت علي ذراعها بخبث وهي تُتابع : يطلقك ، ولا تكوني انتي اتهنيتي في حياتك ولا انا اطول حاجه واه نقعد نونس بعض
ثم ضحكت بقوه واكملت بسخريه : بس انتي بقي يازهره ياحببتي لو خسرتي شريف هترجعي البنت الضعيفه الهابله ..اما انا ممكن اقدر ارجع حازم ليا من تاني
لتشعر زهره بثقل قدميها وهي تتخيل معرفه شريف بكل شئ .. وتركه لها فهمست بضعف وهي تغمض عينيها : حاضر ياجميله هساعدك ...
فأبتسمت جميله بنصر وتذكرت نصائح صديقتها بأن تمكث مع اختها في شقتها مُتحججه بعدم ترك أختها بمفردها بعد رحيل زوجها .. وان تعمل مع هشام في أسرع وقت حتي لا يكون قد فاق من صدمة وفاة زوجته وتهتم بطفلته كي يري مدي حبها اليها فيثق بها سريعاً ويتزوجوا
لتري جميله كل هذا في خيالها وهي تتخيل هشام زوجها .. فرغم ان شريف اعجبها في بداية خطبته لأختها .. الا ان هشام لا يقل عنه شئ .. فأثنيهم رجلان مُكتملان في نظرها بكل شئ وسامة ومال ورجوله طاغيه تجعل اي أمرأه تحسد زوجتهم عليهما
ثم أحتضنت زهره التي كانت دموعها تتساقط بغزاره من صدمتها في تصرفات اختها وهمست : انتي كده اختي حببتي يازهره ، وبكره نرجع نعيش في نفس البيت انتي مع شريف وانا مع هشام ..
ثم أبتعدت عنها لتمسح دموعها بيدها : لما جوزك يسافر .. تقولي لماما ان اجي اقعد معاكي واوعي تقولك تعالي أقعدي معانا هنا توفقي لاء طبعا فهميها انك هتفضلي مع حماتك سامعه يازهره ياحببتي
ليخرج صوت زهره اخيراً وقد شعرت بأنها لا تري سوا شيطانً يتحدث بلسان اختها : ربنا يسامحك ياجميله !
وانصرفت وهي تُجفف دموعها .. لترحل وهي مصدومه بعد أن انطفئت سعادتها
...................................................................
صعدوا الي شقتهم بعدما انتهت جلستهم العائليه من وداع ووصايه ودعوات حماتها اليها بالذريه الصالحه .. لتشعر بملمس يديه علي ذراعيها بعدما اغلق باب شقتهم ليتسأل بقلق : من ساعة ماتصلتي بيا عشان اخدك من عند بيت اهلك وانتي فيكي حاجه يازهره ، حتي واحنا تحت بنتعشا
فضلتي ساكته انا قولت يمكن مكسوفه من مجدي جوز نسرين ..
وتذكر إحراجها لاخيه عندما كانوا يتناولون القهوه
فشردت هي في كلماتها التي لم تُصدق بأنها خرجت منها لتجرح شخص...فعندما جأت سيرة زوجته الراحله
أخبرته بأنها لم تشعر حزنه عليها وكأنه احس بالراحه عندما رحلت رغم انها تري مدي حزنه عليها وأصبح يُجبح حزنه من اجل طفلته ووالدته التي تحزن علي حزنه ..
ولكن كل ماحدث معها اليوم جعلها تكرهه بشده وتري فيه السبب الاساسي لذلك الماضي الذليل الذي اقتحم حياتها ووجدته مُرتبط بحاضرها ومستقبلها ..
وفاقت من شرودها علي عتاب شريف الهادئ : بس انتي جرحتي هشام يازهره !
لتلتف اليه زهره بأعين باكيه وارتمت علي صدره ليضمها بذراعيها قائلا : هووس ، انا اسف يازهره .. خلاص محصلش حاجه
وتابع حديثه بدفئ : عشان كده انا بقول ان فيه حاجه حصلتلك وانتي عند اهلك
لتهمس زهره ببكاء : مش عايزه اسافر ياشريف ، مشبعتش من بابا وماما
فأبعدها عن احضانه ، لينظر اليها بقلق قائلا : بس انتي عارفه ان مينفعش افضل اكتر من كده ، انا لولا رامز بدالي كانت الشركه والصفقات باظت ..
لتُطالعه زهره بأرتجاف قائله : سافر انت وانا هفضل هنا
فأبتعد عنها ليسير عدة خطوات وهو يمسح علي شعره قائلا بتنهد : زهره ده مكنش قرارك امبارح ، انتي ناسيه كمان دروس التصميم بتاعتك
لتخفض زهره رأسها أرضا قائله بفتور : مش مهم !
فأخذ يُطالعها قليلا بصمت ، ثم ضمها اليه ليهمس في اذنيها بحنان : ولو قولتلك لاء يازهره
فتشبثت بقميصه بقوه وهي تود ان تخبره بأن ياخذها معه جبراً ولا يعود ثانيه وتذكرت كلام جميله .. فتنهدت برجاء : ارجوك ياشريف خليني هنا لفتره ، ارجوك
وعندما شعر بأنها تحتاج الي والديها فتنهد قائلا : هما اسبوعين بس هتفضلي فيهم هنا .. وهبعتلك تذكرتك وتحصليني
وربط علي وجنتيها وهو يشعر بالضيق بأنه سيتركها ويعود بمفرده فهي اصبحت جزء من روحه .. وكادت ان تعترض
الا انه اشاره بأصبعه اليها تحذيراً جعلها تصمت ..
ليُخبرها بجمود : بدل مااخليها ولا يوم .. مفهوم
ثم تركها وانصرف وهو يشعر بالأختناق
...................................................................
جلس هشام علي فراشه بألم وهو يتذكر حديث زهره معه ونظرت الكرهه التي لأول مره يراها فيها حقا .. فاليوم عرف معني الكرهه وبالأخص من شخص كان يومً مُتعلق بك كالمجنون .. ليتهد بحرقه وندم : اشمعنا انتي يازهره اللي تكوني مرات اخويا ..
وتابع عباراته بألم ممزوج بحسره : القدر عايز ديما يفكرني بغلطات الماضي ...
وتذكر كلماتها التي كانت دوماً تُخبره بها
انت اللي علمتني يعني ايه حب ياهشام ..خلتني اشوف نفسي بنت بتتحب !
وافاق من شروده سريعا وهو يُلعن عقله الذي يُذكره بالماضي وينسي بأن من يُفكر بها هي زوجة اخيه الاكبر
...................................................................
قصت جميله كل شئ علي منه بعدما ذهبت اليها في شقتها التي تقنطها بمفردها وظلت تُنفث دخان سيجارتها التي اعتادت عليها واصبحت تهرب الي صديقتها لكي تشرب براحه معها .. لتنظر اليها منه بتسأل قائله : وانتي ندمانه علي اللي هتعمليه في اختك ياجميله
لتطفئ جميله تلك السيجاره التي بيدها ، ثم اشعلت غيرها بعد ان ناولتها منه أيها وقد اصبح شعورها بالذنب يقل وتنهدت :اندم ليه وانا مش هأذيها هي اختي ولازم تساعدني ولا هو حلو ليها ووحش ليا .. يعني تكون مظبطه الاتنين ومتظبطنيش حتي بواحد
ثم شعرت بدوار رأسها .. فنظرت الي السيجاره التي بيدها قائله : هو الحشيش عمل شغل معايا ولا ايه
فضحكت منه بنصر بما وصلت اليها .. فهي أصبحت نسختها في كل شئ .. لتُكمل جميله عباراتها قائله :
بس زهره اختي انا عمري مأذيها.... انا بس عارفه انها ضعيفه فبهددها وهي هتسمع كلامي لحد مااتجوز بس هشام
لتُطالعها منه وهي تشعر بالقرف منها ومن افعالها.. فحتي لو كانت هي صديقة سوء تسعي لتدميرها ..فنوايا صديقتها وأنانيتها هما من ساعدوها بأن تُحقق ماتُريد
ونظرت اليها لتجدها ، تُطفئ السيجاره التي بيدها وتُحاول النهوض قائله : اعمليلي فنجان قهوه يامنه الله يخليكي
عشان اظبط دماغي واقوم اروح البيت لاحسن حجج التأخير في الشغل خلصت وماما وقفالي علي الواحده!
ونهضت بثقل .. لتضحك منه بسخريه : اغسلي سنانك بس المرادي كويس ، وخدي دوش والبسي هدومك بتاعت الشغل
ثم طالعت البيجامه خاصتها التي ترتديها جميله خوفاً من أن تشم والدتها رائحة الملابس ويفتضح أمرها
وأكملت سخريتها :جميله بنت الناس المحترمه بقيت تخاف
...................................................................
جلس أمامها وعلي وجهه علامات التسأل في طلبها لقدومه اليها من أجل رؤيته ... وتنهد بقلق قائلا : ايه الامر المهم اللي طلبتيني عشانه يافرحه
لتنظر اليه فرحه بعمق وهي لا تُصدق فعلتها هذه .. ففجأة شعرت بأنها تُريد مُهاتفته والتخفيف عنه وخاصة عندما علمت من فارس بأنه قد ترك خطيبته وحب عمره ..فشعرت بأن حزنه وشروده هذه الفتره بسبب ذلك
وتنهدت بدفئ : انت !
ليُطالعها حازم بنظرات غير مستوعبه لما تتفوه به قائلا بجمود : هتقولي اللي طلبتيني عشانه يافرحه ولا اقوم .. وكاد ان ينهض ويتركه
الا انه وجدها تضع بيدها علي يده وهي تتأمل نظرات اعينه الحزينه قائله برجاء : عايزه اخفف عنك وجعك ممكن
فيتأملها حازم بتهكم وهو غير مُصدق بأن أحداً يهتم لامره وهو قد قضي حياته يفني دون مُقابل .. لتبتسم اليه ابتسامه لاول مره يراها علي وجهها الحزين دوماً بعد ان سحبت يدها عن يده بخجل ثم همست :
انا حاسه بيك ياحازم ، فضفض ليا واعتبرني بير غويط هترمي أسرارك فيه وعمره ماهيخونك
ثم اكملت حديثها ضاحكه: او اعتبرني بحر ياسيدي
ليضحك حازم علي مزاحها الذي لاول مره يراه .. ونظر اليه ببتسامه صادقه قائلا : اول مره اشوفك بتضحكي يافرحه
فشعرت فرحه بالخجل من كلماته ثم أخفضت برأسها أرضا .. ليتنهد حازم قائلا : انا كويس يافرحه متقلقيش .. الايام بتداوي وجعنا
لتُطالعه هي بأسي .. ونظرت اليه بأعين دامعه .. لتبدء في قص عليه حكايتها وكأنها هي من كانت تُريد ان تُفصح عن وجعها الذي يعلم هو جزء منه !
...................................................................
اقتربت منه بتسأل وهي تشعر بالضيق من نفسها قائله :
مش هتنام ياشريف !
ليرفع شريف وجهه اليها قائلا : مش جايلي نوم يازهره
فجلست بجانبه وهي تهمس بأسف : لازم تنام عشان ميعاد طيارتك بكره
ليُطالعها هو بجمود .. لتمسك هي بيده تُقبلها بعشق قائله : عارف انا بحب قد ايه
فنظر اليها شريف بصمت .. ليجدها تُكمل باقي عباراتها ببتسامه دافئه : حب مش عارفه اوصفه ليك .. بس كل اللي بقيت عارفاه اني من غيرك ممكن احس اني مش عايشه
وطالعها دون ان يتفوه بكلمه ليجعلها تُكمل كلماتها التي ذبذبت قلبه .. فقربت يده التي مازالت تضمها بين كفيها ووضعتها علي قلبها وهمست بعشق :
زمان وانا طفله كنت شايفه ان كل بنت فينا ليها فارس هيكون ليها هي بس .. فارس هياخدها من الدنيا كلها وتكون ليه هو بس كل ماكنت بكبر كنت بلاقي ان كل ده وهم ولا فيه فارس ولا فيه لكل بنت فينا حبيب منتظر ..
ودمعت عيناها بندم : لحد ماجيه حد اهتم بيا شويه ، وحسسني ان ليا وجود ..
وتابعت حديثها : كنت بشوف حكاية جميله وحازم وأقول لنفسي ما الحياه اللي اتمنتيها موجوده وفي حب وفي انسان ممكن يحبك وتشوفي الدنيا بعنيه .. ضعفت شويه بس فوقت علي درس منستهوش
ان الحب ده رزق جميل اووي ، وان ربنا عمره ماهيمنع عني رزقه الا لو مكنش خير ليا .. وان استعجالي لرزقي مش حرمان منه لأمنيه أتمنتها.. بالعكس هو كان مخبيلي فرحتي اللي ممكن تبكيني من الفرحه
ثم تنهدت بعشق : انا في كل سجده في صلاتي بحمده ان رزقي أتأخر شويه .. لأن في النهايه اتجوزت أجمل وأحن وأحسن راجل في الدنيا
ومدّت بكفيها نحو وجهه لتُلامسه قائله بأمتنان : انا شوفت يعني ايه حب معاك ، انت عوضتني عن كل حاجه .. انت نعمه كبيره اووي عليا وعرفت منها ان اد ايه ربنا بيحبني
فلمعت عيناه وهو يستمع اليها ..ورغم ضيقه في اللحظه التي ذكرت فيه الشخص الذي اوهمها بالحب وخذلها الا انه شعر بخفقان قلبه وهو يراها تبثه حبها .. فضمها اليه وهو يهمس بعشق : وبتعيطي ليه دلوقتي وانتي بتوصفيلي قد أيه بتحبيني
وتابع حديثه بمرح كي يُسيطر علي نبضات قلبه :
ولا مكونش استاهل الحب ده ياستي
فحركت زهره رأسها قائله : انت تستاهل روحي وقلبي وعقلي وكل حاجه ياحبيبي
فأبعدها عنه قليلا ليهمس أمام شفتيها : عارفه عايزه اعمل فيكي ايه دلوقتي
فطالعته بعشق .. ليتنهد قائلا : اخبيكي جوايا ..
وتنفس ببطئ : خطفتي نفسي يازهره
ومال عليها ليُقبلها بعشق ....
...................................................................
منذ ان اخبرته بموافقتها علي الزواج واخبرها بأنه قد قبل أستقالتها من الشركه... لم يسأل عنها رغم انها علمت من والديها بأن زفافهم سيكون بعد اسبوعين من الان وستذهب هي اليه بطفلها للبنان لتعيش فتره هناك معه ..
ورغم شعورها بالدهشه لهذا القرار الغريب .. وهذه المُعامله التي قد جفت ... فهي قد ظنت بأنها عندما أخبرته علي موافقتها بالزواج منه سيبثها بحبه الفريد من نوعه .. حبه الذي ظل سنون بسبب لقاء واحد جاء في حفلاً
وتنهدت بألم : مش حاتم الصاوي اللي يعبر عن حبه يامريم ودمعت عيناها وهي تُتمتم : انتي اصلا متستهليش الحب .. انتي انسانه خاينه ومريضه
وقذفت بهاتفها أرضاً وهي تشعر بالأختناق من حياه جديده تجهل مصيرها فيها !
...................................................................
تلملمت بسعاده علي ذراعه وغمرت وجهها في صدره
لتفتح عيناها بحب وهي تتذكر ليلتهم التي شعرت فيها وكأنها تعيش في عالم اخر ولكن سريعا ماتذكرت عدم ذهابها معه بسبب تهديد جميله اليها .. فتحولت ملامحها للحزن
ورفعت وجهها لتتأمله بحب .. وظلت تتأمله لفتره وهي لا تُصدق بأنها لن تنعم بدفئه ووجودها بجانبه لفتره لا تعلم مُدتها
فالقرار اصبح بيد جميله اختها والسبب بأنها لن تستطع بأن تُخبره بحقيقه ان اخيه هو من أوهمها بالحب يوماً
فخوفها من فقدانه زادها ضعفً
ولامست وجهه بأناملها .. لتجده يفتح عيناه الناعسه وهو يبتسم ثم ضمها اليه ثانية قائلا : مش هسافر من غيرك يازهره
فشعرت بالذعر من قراره ، فبالتأكيد بعد ليلة أمس ومادار بينهم من مشاعر قويه لن يتركها ...
وكادت ان تتفوه بكلمات مُعترضه تُذكره بحجتها الكاذبه عن رغبتها في مكوثها فتره هنا من أجل والديها
فوجدته يهمس بُقرب أذنها بدفئ : ابقي عبيط لو سافرت من غيرك.... !
يتبع بأذن الله
********  

#الفصل_٢٦

الفصل السادس و العشرون
جلست علي فراشها بشرود وهي تتذكر أخر ليله قضتها بين أحضانه فتنهدت بحنين وهي تُخبر نفسها بأشتياق :
وحشتني أوي ياشريف
لتشعر بأهتزاز هاتفها بجانبها .. ونظرت الي رقم المتصل بلهفه وشوق وألتقطت هاتفها سريعا لتجيب بأشتياق :
بقالي ساعه مستنيه تتصل بيا ياشريف
ليأتيها صوت شريف الضاحك والذي يتخلله العتاب : لو كنت وحشتك ياهانم .. مكنتيش سبتيني اسبوعين بحالهم
ثم تنهد بشوق وهي يتذكر يوم سفرهم وتعب والدها فجأه .. ورغم مكوثه يومان أخران ليطمئن علي حماه ، الا ان أعماله والاوراق التي تنتظر توقيعه كان لا بد ان يذهب
وهمس بدفئ : كفايه كده يازهره وتعالي ، انا هحجزلك علي طياره بكره
لتتذكر زهره تهديد جميله المُستمر ...وهتفت بتعلثم :
بابا لسا تعبان ياحبيبي ، ومقدرش اسيبه
فتحولت نبرة صوته للجمود ليخبرها بضيق : انا لسا مكلم عمي يازهره وطمني علي صحته.. زهره انتي من قبل تعب عمي وانتي عايزه تقعدي في ايه يازهره مالك
ليرتجف صوتها وهي تهمس بضعف : انا مش حابه الغربه ياشريف
فمتقع وجه وهي يتذكر رغبتها منذ يومان بعد ان هاتفته باكيه تطلب منه ان يأتي ويأخذها معه ولا يفترقوا مهما كان ..اما اليوم تخبره بأنها لا تُريد الذهاب اليه
ليُهاتفها بضيق رغبة في عقابها : طيب يازهره اعملي اللي يريحك
وقبل ان تنطق بكلمه اخري تُبرر له اضطرابها هذه الفتره .. وجدته يغلق الهاتف في وجهها
لتسقط دموعها دون شعور .. فتجد والدتها تفتح الباب وأردفت اليها بضجر قائله : سافري لجوزك يازهره .. انا مش ناقصه تتطلقي انتي كمان وتيجي تقعدي جنبي زي اختك
فرفعت زهره وجهها نحو والدتها .. لتخبرها والدتها بضيق : حالك بقي مش عجبني ولا انتي ولا اختك
وهتفت بقلق : وايه حكاية وجود اختك عند حماتك ديما ، وشغلها مع اخو جوزك ...
لتُطالع زهره والدتها قائله : ياماما جميله سابت شغلها ، وطلبت من شريف يعينها في فرع شركته اللي هنا وهشام اخوه شريك فيها
ليمتقع وجه والدتها .. وهي تتفحصها بشك وتركتها
وهي تُتمتم : اما اشوف اخرتها معاكم ايه!
...................................................................
نظرت مريم الي طفلها وهو يُغادر مع المُربيه بعد ان ضمه لصدره وكأنه طفله ...لتقع عيناها في عينيه لتجدها قد أصبحت خاليه من أي شعور .. فمن يراه مع طفلها عندما وصلت الي هنا مع سائقه الذي أصطحبها من المطار يشعر بأن لديه عاطفه وليس كما تصوره برجل الجليد .. ولكن معها قد عاد رجل الجليد ثانية
ليُشعل حاتم سيجارته ويبدأ في بث دخانها بعشوائيه حتي تمتم بتهكم وهو يتفحصها : نورتي بيتك ياعروسه
لتُقابل نظراته ببرود وهي تُتمتم : عروسه
فأقترب منها حاتم بعد أن أطفئ سيجارته .. وتنفس بعمق .. ليُطالعها بنظرات ساخره : هي العروسه زعلانه ولا ايه
وتابع حديثه بتهكم : اممم ، يمكن زعلانه عشان مروحتش جبتها من المطار .. ولا يمكن زعلانه عشان متعملهاش فرح
لتبتسم اليه مريم بشرود وهي تري صوره من صور زوجها الراحل عندما بدأ يكرهها وشعر بندم بسبب زيجته منها ..
ورفعت بعينيها نحوه قائله : عايزه اطلع اشوف شريف
فيضحك حاتم بقوه وهو يتفحصها .. واقترب من أذناها ليهمس بخبث : وهو في عروسه برضوه تسيب جوزها من اول ليله
وسحبها من يدها ليصعد بها نحو غرفتهما وهو يُتمتم بغضب : اما دفعتك تمن حبك ليه يامريم ..!
...................................................................
جلست جميله بجانب زهره هامسه بضيق : انا تعبت من هشام ده هو فاكر نفسه مين
ثم لمعت عيناها بغضب وهي تُطالعها : اوعي تكوني لسا علي علاقه بيه ومقرطسني
لتلمع عين زهره بالدموع وهي لا تُصدق بأن أختها اصبحت هكذا فهمست بضعف : عايزاني اعملك ايه ياجميله .. انا بساعدك علي قد مابقدر وباخدك معايا عند حماتي كل يوم وبقيت اخليكي تهتمي ببنته وخليت شريف يشغلك معاه في الشركه اعمل ايه تاني قوليلي حرام عليكي ..
وتذكرت غضب شريف منها وعدم رده عليها عقابً لها
لتُطالعها جميله بخبث قائله : شكل كده شريف مش راضي عنك ياست زهره
وضحكت بقوه وهي تتفحص معالم وجهها وهي تتنهد بتأفف : لدرجادي كان بيحب مراته !
لتتأملها زهره بأسف علي حالها قائله : واحد مراته لسا مكملتش شهرين علي وفاتها عايزاه يفكر يحب ويتجوز ازاي
فأقتربت منها جميله بتسأل : تفتكري يازهره مجرد وقت يعني
لتتطلع زهره اليها وهي تراها بأنسانه أخري غير أختها قائله : انتي أتغيرتي ليه ياجميله ، انتي مكنتيش كده
وبعدما أشاحت جميله وجهها عنها ، عادت تُطالعها :
ايه يازهره غيرانه علي حبيبك القديم .. انتي اللي اتغيرتي وبقيتي انانيه
وتأففت بضيق وهي تتفحصها بحقد وتتذكر حديث صديقتها منه : لو كانت زهره انتي كان زمانه حن ونسي كمان مراته .. انتي عايزه تحسسيني ان في راجل وفيّ
وسار بذهنه الفتره التي اقتربت فيها منه .. ومعاملته البارده اليها
حتي نظراته دوماً جامده نحوها عكس نظراته التي كانت تراها في عينيه عندما تكن زهره معها ... ليزداد غضبها وهي تُتمتم : ماانا مش هسيب هشام كمان يضيع مني !
..................................................................
كان يدور بكرسي مكتبه وهو يفكر بشرود ليسمع صوت أقدام نسائيه فيظن بأنها ايميلا سكرتيرته .. ليهتف بتنهد : ايميلا لو سامحتي مش عايز اي شغل دلوقتي
لتبتسم جيداء .. وهي تقترب من كرسيه وتهمس : شريف حبيبي اشتقتلك
ليلتف شريف بكرسيه ناظراً بضيق الي ملابسها الشبه عاريه قائلا بتأفف : لو جايه نتكلم في حاجه تخص حملة الدعايا الجديده ، فرامز عندك روحيله
ليمتقع وجه جيداء بضيق من معاملته البارده اليها منذ ان تزوج .. ولكن قد عاد الامل اليها ثانية عندما عاد من دونها ورجعت خطوه للخلف قائله بزعل مصطنع :
ليه بتبعد عني شريف ..
وعادت تقترب منه ثانية وكادت ان تميل عليه لتقبله .. فأزاحها بذراعيه قائلا بضيق : جيداء حاسبي علي تصرفاتك
واشار بيده اليها من اجل ان تخرج الا انها همست بأسف مصطنع : خلاص شريف جيداء مش هتضايقك تاني ..
ليردف اليهم رامز في تلك اللحظه وهو يُطالعهم .. قائلا : ايه ياجماعه مالكم في ايه
فألتفت نحوه جيداء بدلال قائله : شريف مو راضي اننا نتعشي كلنا سوا رامز
ليضحك رامز قائلا وهو يغمز لصديقه : شريف بقي راجل ملتزم ياجيداء انسي شريف بتاع زمان .. الجواز خلاص غيره .. عقبالي يارب
ثم نظر الي جيداء بخبث : وعقبالك انتي كمان !
ليُطالعهم شريف وهو ينظر في هاتفه ليجد رساله اخري من زهره تترجاه بأن يُجيب عليها
...................................................................
أقتربت فرحه من حازم أكثر وأصبحت تشعر نحوه شعوراً غريبً ليس شبيه بذلك الشعور الذي ظنته ففي البدايه كانت تظن بأنها تري فيه من أحبت ولكن تلك الفرحه التي أصبحت في عينيها جعلتها تشعر بأن شعوراً جديدً دخل قلبها
لتسير بفنجاني القهوه داخل مكتبه .. فتجده يُدخن بشرود
فتنحنحت حرجاً وهي تهمس : ديه السيجار العشرين علي الفكره
ليُطالعها حازم بهدوء .. وهو يبتسم قائلا : بتعديلي عدد السجاير اللي بشربها يافرحه
لتضع فرحه بفنجان القهوه أمامه .. وتأخذ فنجانها لتُغادر مكتبه الذي يخنقها من تلك الرائحه قائله قبل أن تنصرف : لما تعمل إعاده تهويه لمكتبك ابقي اجيلك يابشمهندس
ليطفئ حازم سيجارته ناظراً اليها بعمق لتهمس هي برجاء : حاول تبطلها ياحازم .. وقبل ان تُكمل باقي عباراتها
ذكرته بجميله عندما كانت تترجاه هكذا وقد ترك التدخين لأجلها .. ولكن اليوم اخذ علبه سجائره واخرج بأخري ليُدخنها قائلا ببرود لم يقصده : شكراً علي القهوه يافرحه !
لتُطالعه هي بأسي علي حاله الذي يتغير سريعاً وخاصة معها
...................................................................
اصطدمت به وهو يُغادر حجرة طفلته ..لترفع جميله وجهها اليه قائله : اسفه
ليُطالعها هشام بجمود وهو ينصرف من امامها دون رد فعل .. فتتعبه جميله بنظراتها بحنق وهي تُتمتم : عامله لبنت داده وبرضوه بارد .. اعملك ايه أكتر من كده
وأنتبهت علي صوت حماة أختها .. لتذهب اليها ببتسامه قائله : نعم ياماما مني
لتبتسم اليها حماة اختها بحب وقد أحبتها كزهره قائله بدفئ :
بتيجي من شغلك لهنا ياحببتي عشان تهتمي بنهي وتعبينك معانا ، أحنا خلاص قررنا نجبلها مربيه عشان تراعيها
وتنهدت بأسف : نسرين هتسافر مع جوزه عشان حماتها تعبانه ، وانا ست كبيره مقدرش أن أرعيها لوحدي
لتُقاطع جميله باقي عباراتها قائله بلهفه : مُربيه ايه بس ياماما مني انتي مبتسمعيش علي اللي بيحصل من المربيات
وظلت تقص اليها بعض الحكايات التي سمعتها من أصدقائها عن المُربيات ..
لتُطالعها مني بصدمه : ياساتر يارب في ناس كده !
لتُحرك جميله رأسها بالايجاب وعلي وجهها علامات الراحه بعد ان وجدت تأثير كلامها عليها ..
ثم تنهدت قائله : طب هنعمل ايه يابنتي ...
لتجلس جميله بجانبها قائله : انا موجود اه متشغليش بالك ، ولا أنا مش زي زهره
لتُطالعها مني بحب : ربنا يخليكي يابنتي !
...................................................................
تسطح هشام علي فراشه بتعب وهو يتذكر اللحظات التي جمعته بزوجته الراحله وتنهد بتعب وهو يشرد في حكاية زهره والقرار الذي اتأخذه .. لتأتي صورة جميله في ذهنه ليبتسم بضيق وهو يعلم مغزي أفعالها هذه ...
...................................................................
شعرت مريم بلمست يديه علي شعرها وجسدها .. لتغمض عينيها مصطنعه النوم ، فمنذ ليلتهم الاولي والتي كانت تظن بأنه سيأخذ حقوقه منها بالقوه وجدته يُغادر الحجره سريعا ليتركها تطالع الفراغ الذي تركه بشرود ... وحينما قررت أن تذهب لطفلها وجدته في غرفته يُلاعبه ويمازحه
لتفتح عينيها عندما سمعت صوته الجامد : عارف انك صاحيه يامريم !
فألتفت نحوه تُطالعه بشرود .. ليُطالع هو شفتيها ونظرات أعينها الحائره حتي مال عليها ليقبلها بقوه جعلتها تأن من الألم
ووضعت بيدها علي صدره لتبعده عنها
ليبتعد عنها حاتم وهو يجذب خصلات شعرها بين أنامله ليصفعها قائلا :
ماانتي لسا بتحبيه مش كده
فظنت أنه يتحدث عن زوجها .. ليلجمها بعباراته الاخيره :
بس هو رفضك ياهانم ، وعشان كده وفقتي علي الجواز مني !
لتغمض عينيها بألم .. فأقترب منها حاتم بتوعد : صحيتي حاتم الصاوي من جديد يامريم...
...................................................................
جلست جميله بجانب صديقتها لتُنفس عن يأسها بقربها منه
لتضحك منه قائله : وانتي فاكراه حازم ياجميله ولا ايه
فتطالعها جميله ببرود ..وهي لا تُصدق بأنها اصبحت تلهث خلف رجلا من اجل أرضائه بعد ان كانوا هم من يفعلون ذلك
لتتأملها منه قائله : متشغليني معاكي في الشركه ياجميله
لتبتسم اليها جميله قائله بهروب :
هو انتي فاكره ان الشركه بتاعتي ولا ايه يامنه .. خليكي في شغلك احسن صدقيني
لتتفصحها منها بشك وهي تعلم أن هذا سيكون ردها .. فجميله ليست بالشخصيه السهله لتجعلها تقترب من شئ تُخطط له
فلمعت عين منه بالوعيد وهي تُفكر كيف ستعمل في الشركه معها لتهدم لها ماتُريد !
...................................................................
خرج شريف من البنايه الضخمه التي بها شركته .. و صار ناحية سيارته المصطفه ليجد جيداء تقترب منه بأعين باكيه وترتمي في أحضانه متشبثه به قائله : قالي هيقتلني ياشريف
ليبعدها عنه شريف بعد أن تلمص من تشبثها القوي به ، ناظراً اليه دون فهم : اهدي ياجيداء وفهميني في ايه
لتخبره هي بأرتجاف عن مُهاتفة ذلك الرجل الذي عرفته بعدما تزوج هو وتركها .. ليحدث بينهم علاقه وبعد ان ملت منه وارادت الابتعاد عنه .. اصبح يُهددها ..
فطالعها شريف بأشمئزاز من أفعالها قائلا ببرود : انا كتير حظرتك ياجيداء عن افعالك ديه
وانسحب من أمامها ليتركها تقف ببتسامه بعدما رن هاتفها بأحدي الرسالات لتنظر الي الصوره التي ألتقطها لها أحدهم وهي بين ذراعيه وتذكرت زهره بشماته وهي تُفكر في بث الشكوك بينهم !
...................................................................
ذهبت زهره الي شقة والدة زوجها من أجل الاطمئنان عليها فهي منذ خمسة ايام لم تذهب هناك متحججه بحاجه والديها اليها .. رغم ان حجتها كانت من اجل ان تبتعد عن مخطط جميله
لتفتح اليها الخادمه الجديد التي لأول مره تراها ..وتسألت عن وجود والدة زوجها لتُشير اليها الخادمه عن مكوثها في حجرة الصغيره .. لتدخل غرفة الصغيره وهمست بدفئ :
ازيك ياماما
لتلتف اليها مني سريعا قائله بلهفه : كويس انك جيتي يازهره ، نهي عندها تطعيم النهارده .. والمفروض هشام كان يجي من ساعه عشان ياخدها بس اتأخر وبتصل بيه علي تليفونه مش بيرد عليا
لتُطالعها زهره بهدوء ونظرة الي حماتها بأشفاق وتنهدت قائله : خلاص ياماما انا هوديها
فأبتسمت اليها مني بحب وربطت علي كتفها بحنان قائله : مش عارفه يازهره مبقتش عارفه اتصرف معها ، مع اني ربيت تلاته.. بخاف عليها اوي يابنتي
لتُطالعها زهره بتفهم ، ونظرت الي الصغيره التي بدأت ملامحها تتضح ووجدتها تبتسم اليها ونواغزها تظهر واقتربت منها تحملها برفق قائله لها: مدام لبسين وجهزين يلا بينا ياست نهي
لتنظر اليهم مني بحنان مُتذكره مجئ جميله اليهم كل يوم قائله : انا مش عارفه أرد جمايلكم فين انتي وجميله يازهره .. جميله كل يوم بتيجي تطمن عليها وعليا
لتقف زهره مصدومه من أقتراب أختها حتي من حماتها
ثم تحركت ببطئ والصغيره بين ذراعيها
وعندما وقفت امام باب الشقه لتُغادر وجدت هشام يردف بتلهف ناظراً الي والدته بأسف : معلش ياماما كان عندي اجتماع مهم ، خلصته وجيت علطول
ونظر الي زهره التي أخفضت بأعينها أرضا قائلا بهدوء : ازيك يازهره
فتمتمت زهره بخفوت : الحمدلله
وأقترب منها ليمدّ بذراعيه كي يحمل صغيرته ..قائلا :انا هاخدها المستشفي
لتنظر اليه والدته : خد زهره معاك ياهشام .. ولا ايه يازهره
فشعرت زهره بالاحراج من طلب حماتها رغم انها كانت سعيده من تخليص هشام لها من وجودهم سوياً
فتنهد هشام وحمل الطفله منها ... لتخبرها حماتها بود:
روحي معاهم يازهره !
لتسير زهره بفتور خلفه وما من لحظات كانت تركب بجواره السياره والصغيره علي قدميها التي ترتجف من وجودها معه ليتأملها هشام بطرف عينيه فيجد نظراتها مصوبه نحو الطريق تارة وتارة أخري تُداعب أنامل طفلته .. ليتنهد تنهيده قويه قائلا :
مسافرتيش مع شريف ليه يازهره !





تعليقات