رواية عهد الغرام 3 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم محمد محمد علي

رواية عهد الغرام 3

الفصل الثالث والعشرون 23

بقلم محمد محمد علي


#أسيرة_في_مملكة_عشقه

في عتمة الليل، وقفت تلات عربيات سودا من غير نمر قدام الفيلا الكبيرة بتاعة عيلة غزل في باريس. الأنوار الأمامية كانت مطفية، وخرج منها رجالة لابسين إسود، ملامحهم جامدة، وإيديهم تحت الجواكت ماسكة سلاح. وراهم، قاعد لورانزو في عربية فخمة، بيدخن سيجار ببرود، وجنبه تارا اللي كانت بتعدل روجها في المراية، وعينيها فيها شرار من الحماس.


لورانزو (بصوت هادي لكنه مليان تهديد):

"أخيرًا… بعد كل المدة دي، بقت في إيدي يا غزل."


تارا (بتضحك بخبث وهي بصَّة على الفيلا):

"مش مصدقة إن ماركو كان بيحميها طول الوقت… كان لازم نعرف من زمان!"


لورانزو (بيضحك بسخرية):

"ماركو كان شاطر… بس مكنش أشطر مني."


بص لورانزو ناحية رجّالته اللي واقفين مستنيين أوامره.


لورانزو (بلهجة آمرة وحادة):

"خشوا… خدوا البنت من غير صوت، ومش عايز أي دليل وراكم. خلال دقايق عايزها قدامي هنا."


هزوا الرجالة راسهم بإشارة الموافقة، واتحركوا بسرعة ناحيه القصر. بمهارة عالية، عطلوا الكاميرات، وفتحوا البوابة الخلفية بهدوء. سالفاتوري، إيده اليمين، رفع سلاحه وهو داخل على الفيلا بحذر.


سالفاتوري (بهمس عبر جهاز اللاسلكي):

"إحنا جوه… مفيش أي حركة لحد دلوقتي، شكلهم نايمين."


اتحركوا ناحية أوضة غزل في الدور العلوي، وواحد منهم فتح الباب بعنف، والتانين وجّهوا سلاحهم ناحيه السرير… لكنه كان فاضي!


سالفاتوري (بصدمة وهو بيتلفت حواليه بسرعة):

"إزاي… البنت مش هنا!"


لحظة توتر وسكون… بعدها، صوت حد من الرجالة جالهم من اللاسلكي.


أحد الرجال (بصوت مضطرب):

"البيت فاضي… مفيش حد هنا خالص!"


برا، لورانزو رمى السيجار من الغضب، وعينيه مولعة نار.


لورانزو (بيصرخ بغضب):

"يعني إيه مش هنا؟!"


تارا (بتحس إن في حاجة غلط، وهي حاضنة دراعها بقلق):

"لورانزو… واضح إننا وقعنا في فخ."


لورانزو قبض على تليفونه واتصل بمصدره جوه باريس.


لورانزو (بصوت تقيل ومرعب):

"البنت فين؟ اتكلم حالًا!"


على الخط التاني، جه الرد الصادم…


المصدر (بصوت متوتر وخايف):

"غزل مش في باريس… سافرت مصر من الفجر!"


لحظة سكون قاتلة… بعدها، لورانزو فجَّر التليفون بإيده من شدة الغضب، وتارا ابتسمت بسخرية.


تارا (بهدوء وهي بتهمس):

"سبقونا بخطوة."


لورانكزو (بياخد نفس عميق، وابتسامة شريرة بتظهر على وشه):

"مايهمنيش… مصر مش بعيدة، وغزل مش هتستخبى مني للأبد."


رفع وشه، وعينيه مليانة غضب… بس المرة دي، مش ناوي يسيبها تهرب تاني

*********************

مقر المخابرات الفرنسية – غرفة الاجتماعات السرية


في غرفة مضاءة بإضاءة خافتة، يجلس سليم الشرقاوي وغيث بجوار بعضهما، ملامحهما مشدودة لكن بها بعض الارتياح. أمامهما الضابط جاسر الحديدي، يتابع شاشة كبيرة تُظهر آخر البيانات عن الرحلة التي كانت تقل غزل ووالدتها ميار إلى مصر. بجوار جاسر، يقف الضابط ماركو، عاقدًا ذراعيه، وعيناه تراقبان الشاشة بتركيز.


جاسر (يبتسم وهو يغلق الشاشة):

"تم تأكيد وصول الطائرة للقاهرة… غزل ووالدتها في أمان."


سليم (يتنفس بارتياح لأول مرة منذ أيام، ثم يغمض عينيه لثوانٍ):

"الحمد لله… أخيرًا، أهي في أمان بعيد عن الأوساخ اللي بيطاردوها."


غيث (يتكئ للخلف، يمسح وجهه بيده):

"كان لازم أبقى معاها… مش قادر أستوعب إني سبتها تروح لوحدها."


ماركو (بصوت هادئ لكنه حازم):

"وجودك هنا مهم، غيث. المافيا مش هتسكت بعد اللي حصل، ولورانزو دلوقتي بيفور من الغضب… لازم نكون خطوة قدامه."


سليم (بحدة وهو يوجه نظره لماركو):

"إيه الخطوة الجاية؟ أنا مش ناوي أقف مكتوف الإيدين، الراجل ده لعب مع الشخص الغلط!"


جاسر (بهدوء مدروس):

"إحنا رصدنا تحركات رجالة لورانزو، وبعد فشلهم في باريس، أكيد هيفكروا يبعثوا حد على مصر. بس إحنا هنكون مستعدين ليهم هناك."


ماركو (ينظر نحو الشاشة وهو يفكر):

"لورانزو مش شخص بيقبل الهزيمة بسهولة… توقعي إنه هيحاول حاجة جديدة، يمكن مش مجرد اختطاف، لكن ضغط على العيلة بطرق تانية."


غيث (يميل للأمام، عينيه تشتعل بالغضب):

"يعني لازم أكون هناك… لازم أكون جنب غزل لو حاولوا أي حاجة!"


سليم (يضع يده على كتف غيث بحزم، لكنه بصوت هادئ):

"غيث، أنا مقدر قلقك، بس إحنا بنحارب ناس ما تعرفش الرحمة. لازم نلعبها صح، مش بانفعال."


ماركو (بابتسامة خفيفة وهو ينظر لغيث):

"سليم عنده حق، بس متقلقش… أنا ضامن إن غزل مش هتكون لوحدها هناك. وإحنا هنا، هنضمن إن لورانزو ما يقدرش يتحرك بحرية زي الأول."


لحظة صمت تمر، ثم يأخذ سليم نفسًا عميقًا، قبل أن ينهض من كرسيه وينظر إلى الرجال الثلاثة حوله.


سليم (بصوت قوي وواثق):

"كويس إن بنتي وصلت مصر بأمان… بس لسه الحرب مخلصتش."


يتبادلون النظرات، وكل واحد فيهم يدرك أن المعركة مع لورانزو لم تنتهِ بعد… بل بدأت للتو

*********************

في مصر في فيلا العائلة – بهو الاستقبال


مع دخول غزل ووالدتها ميار من الباب الرئيسي، دوى صوت الفرح في المكان. أفراد العائلة كانوا جميعًا في انتظارهم، وبمجرد أن وقفت غزل عند المدخل، انطلقت الأصوات والهتافات تعبر عن الشوق والحب.


الجد الأكبر نادر (يرفع يده عاليًا ويبتسم بفخر):

"حمد لله على السلامة، يا روح جدك… وحشتينا، يا بنتي!"


الجد عادل (يقترب منها بخطوات هادئة وعينيه تلمعان تأثرًا):

"وأخيرًا، نورتي البيت يا غزل… البيت كان وحش من غيرك."


صفاء (زوجة عادل، تحتضنها بقوة وهي تدمع):

"حبيبة قلب تيتة… وحشتيني يا روحي! كنتي فين كل ده؟"


محمود (والد ميار، بصوته الحنون):

"وأخيرًا رجعتي لنا يا بنتي… كنت خايف عليكي، بس الحمد لله إني شوفتك بعيني."


مها (زوجة محمود، تمسك يد غزل بحب):

"بسم الله ما شاء الله، بقت قمر أكتر، وزادت حلاوتها… شكل الحمل زادك نور!"


ادهم (خال غزل، يمازحها وهو يعقد ذراعيه):

"مش عايزة تقولي إنك هربتي مننا شهرين كمان بعد شهر العسل؟ ده كتير، والله!"


سيف (خال غزل، يضحك وهو يربت على رأسها):

"أنا شخصيًا مش هسامحك على الغياب الطويل ده، هتدخلي المطبخ تعوضينا بوجبة محترمة!"


مازن (خال غزل، يميل نحوها ويغمز لها):

"بصراحة، ميار كانت بتحاول تخفف علينا، بس محدش بيعرف يعوض مكانك، يا غزالة العيلة!"


زين (عم غزل، يعقد حاجبيه بمزاح):

"فين جوزك؟ سابك لوحدك وجري؟ ولا هو عارف إننا مش هنسيبك تخرجي تاني؟"


إياد (يضحك وهو يفتح ذراعيه لاستقبالها):

"تعالي، تعالي، لازم تاخدي أحضان تعويض عن كل الوقت اللي غبتيه!"


رهف (بفرحة حقيقية، تقف بجانب حبيبة):

"وأخيرًا! البيت كله كان فاضي بدونك، والله."


حبيبة (تمسك يدها بحنان):

"حمد لله على سلامتك يا روحي… وحشتينا أوي!"


سليم الابن (ابن عم غزل، يبتسم):

"أنا شخصيًا كنت مستني أشوف ملامحك وإنتي داخلة… كنت متأكد إنك هتعيطي من الفرحة!"


ميار الابنة (ابنة خال غزل، تمسك يدها):

"غزل، كان نفسي أكون معاكي هناك! مش قادرة أصدق إنك رجعتي أخيرًا."


فجأة، اقتحم الأطفال المشهد وهم يركضون نحو غزل بحماس شديد!


سارة (  تقفز بسعادة):

" غزل،  غزل! أخيرًا رجعتي!"


محمد ( يضحك وهو يمد يده ليشدها من معصمها):

"إحنا محضرين لك مفاجآت كتير، بس لازم تقولي لنا كنتي بتعملي إيه كل ده!"


أحمد ( يرفع يديه عاليًا يطلب منها أن تحمله):

"شيليني، شيليني!"


عمر ( يعقد ذراعيه بمزاح):

"أنا خلاص، مش مسامحك، شهرين بعيد عني؟ أنا زعلان رسمي!"


ماجد ( يجري نحوها بعشوائية ثم يقع في حضنها):

"غز غز!"


ادهم الصغير  يمسك يدها ويبتسم بحب):

"وحشتيني يا أختي… البيت من غيرك كان ساكت أوي."


مازن الصغير  ينظر لها بعينين لامعتين):

"هو إحنا هنخرج بكرة؟ عشان تعوضينا؟"


حور ( تمسك طرف فستانها وتهمس لها):

"أنا عايزة أنام معاكي الليلة!"


زياد (ابن عم ميار أم غزل يقف بجانبهم مبتسمًا وهو يراقب المشهد):

"مش محتاجين نقول حاجة… واضح إنك كنتي مفقودة جدًا!"


ميار الصغيرة ( بنت زياد تمسك يدها):

"أنا عايزة أحكي لك على كل اللي فات وأسمع كل اللي حصل معاك!"


ملك ( تضحك وهي تحاول تهدئة الأطفال):

"يا ولاد، سيبوها تاخد نفسها الأول!"


وسط هذا الجو الدافئ والمليء بالمحبة، كانت غزل تشعر بأنها حقًا عادت إلى أحضان عائلتها… حيث الأمان، والحب، والانتماء

*********************

سارة ( تضع يدها على خصرها وتنظر إلى غزل بتمعن):

"أولًا، حمد لله على السلامة يا  غزل… بس ثانية واحدة، لازم نتكلم في حاجة مهمة جدًا!"


غزل (تبتسم وهي تنحني قليلًا لمستواها):

"إيه يا فاشونيستا العيلة؟ إيه الموضوع الخطير؟"


سارة (تعقد ذراعيها وتنظر لها بجدية):

"إنتي مش معقول تفضلي شهرين برا وترجعي من غير ما تجيبي لي هدايا موضة من فرنسا! أنا كنت مستنية شنطة جديدة أو على الأقل حاجة شيك!"


غزل (تضحك وهي تمسك خدها بحب):

"يا بنتي، إنتي صغيرة على الحاجات دي! بس ما تقلقيش، عندي لك مفاجأة هتعجبك جدًا!"


سارة (تفتح عينيها بحماس):

"بجد؟ إيه هي؟ شنطة ماركة؟ نظارة شمسية؟ ولا فستان فرنسي شيك؟"


غزل (تغمز لها):

"مش هقولك دلوقتي، لازم تستني لحد ما أفتح الشنط، بس أوعدك إنك هتحبيها!"


سارة (تقفز بسعادة):

"يااااي! كنت عارفة إنك مش هتخذليني، دايمًا عندك ذوق يا  غزل!"


مازن الصغير ( يعقد حاجبيه بمزاح):

"يعني هي تاخد هدية وأنا لأ؟ فين العدل؟"


سارة (تضع يدها على كتفه وتتكلم بأسلوب متعالٍ):

"حبيبي، الموضة ليها ناسها، وده مش مجالك! خليني أنا وأميرة الأناقة نتكلم بقى!"


الجميع يضحك على حديث سارة، بينما غزل تشعر بالسعادة الحقيقية وهي ترى عائلتها تملأ المكان بالفرح والدفء

************************

(فجأة يُفتح باب الفيلا وتدخل دارين، تحمل بعض الأكياس من التسوق، تبدو أنيقة كعادتها، وعندما ترى غزل تتوقف في مكانها بصدمة، ثم تترك الأكياس جانبًا وتركض نحوها بحماس.)


دارين (بصوت عالٍ ومليء بالشوق):

"غزل!! يا بنتي وحشتينيي!!"


(تحتضنها بقوة، وكأنها لم تصدق أنها تراها من جديد.)


غزل (تضحك بسعادة وهي ترد العناق):

"دارينوو! إنتي كمان وحشتيني جدًا جدًا!"


دارين (تمسك بوجه غزل بحنان، وعيناها تلمعان):

"إنتي بجد قصرتي معايا، يعني شهرين ما شفتكيش، وكمان رجعتي فجأة من غير ما تقوليلي؟"


سارة (تضع يدها على خصرها وتتدخل بمرح):

"مامي، عادي بقى، أنا برضو كنت زعلانة، بس  غزل جابت لي هدية موضة من فرنسا، فسامحتها!"


دارين (تنظر إلى غزل بمزاح):

"آه، طالما اشترت لك هدية، خلاص يبقى كل شيء تمام؟"


غزل (تضحك):

"طبعًا، إنتي عارفة إن الأميرة الصغيرة دي أهم زبونة عندي في الموضة!"


دارين (تغمز لها):

"ما هو ده العشم، بس قوليلي، فين هديتي أنا؟ أنا برضو مش أقل من بنتي!"


غزل (تضحك وتربت على كتفها):

"طبعًا عندك هدية، بس لازم تصبري زي الباقي!"


دارين (تضع يدها على قلبها بمبالغة):

"طب خلاص، هسامحك المرة دي، بس مش هسمح بأي تأخير تاني في الزيارات!"


(يضحك الجميع، بينما الأطفال يتجمعون حول غزل، وكل فرد في العائلة يشعر بالسعادة بعودة ابنتهم الغالية، والجو يمتلئ بالحب والدفء.)

*********************

(بينما الجميع يضحكون ويحتفلون بعودة غزل، يُفتح الباب مجددًا، ويدخل العم محمد بابتسامته الهادئة، تتبعه زوجته زينب بملامحها المتعجرفة، وخلفهما تقى وعامر.)


محمد (بصوت دافئ وهو يفتح ذراعيه لغزل):

"حمد لله على سلامتك يا حبيبة عمك! نورتِ مصر ونورتِ البيت."


غزل (تبتسم بحب وهي تحتضنه):

"الله يسلمك يا عمو، وحشتني جدًا!"


(قبل أن تكمل حديثها، تتدخل زينب بصوتها المتعجرف وهي ترفع حاجبها):

"رجعتي أخيرًا… بس غريبة، ليه رجعتي لوحدك؟ فين جوزك؟"


(يسود صمت لثوانٍ، وتبادل البعض النظرات بانزعاج من طريقتها، لكن غزل حافظت على ابتسامتها الهادئة.)


غزل (بهدوء):

"غيث لسه في فرنسا مع بابا."


زينب (تبتسم بسخرية):

"أيوه أكيد… عنده أشغاله هناك، أصل الحياة مش سهلة لما الواحد يكون من مستوى… مختلف!"


(تتغير الأجواء قليلًا، والبعض ينظر إلى زينب بانزعاج واضح، بينما عامر يحاول كسر التوتر.)


عامر (يبتسم وهو ينظر إلى غزل):

"هو إحنا هنفضل واقفين؟ أنا شايف إن لازم نعمل حفلة صغيرة على شرف عودة غزل!"


تقى (بحماس):

"فكرة جميلة، غزل وحشتنا جدًا ولازم نحتفل بيها!"


زينب (تلف عينيها بملل):

"حفلة إيه بس؟ رجعت من سفر مش من حرب!"


(صفاء جدة غزل من ناحية الأب تتدخل بحزم، محاولة إنهاء حديث زينب بطريقة لبقة.)


صفاء:

"غزل بنتنا وحشتنا، والاحتفال بيها مش محتاج سبب. وبعدين إحنا عيلة، يعني بنفرح لبعض، مش كده يا زينب؟"


(زينب تتنهد وتتكلف ابتسامة مزيفة.)

"طبعًا، طبعًا… فرحانين بيها أكيد."

*********************

(بينما الجو مليء بالترحيب والفرح، يُفتح الباب مجددًا، ويدخل رمزي وشيرلين، والدا غيث، برفقة ابنهما أمجد الصغير، الذي ينظر حوله بحماس.)


رمزي (بابتسامة دافئة وهو يقترب من غزل):

"حمد لله على سلامتك يا بنتي، وحشتينا جدًا."


غزل (بسعادة وهي تعانقه باحترام):

"الله يسلمك يا عمي، وأنا كمان وحشتوني كلكم."


شيرلين (بفرحة وهي تمسك بيد غزل بحنان):

"حبيبتي غزل، أخيرًا رجعتي، البيت كان ناقص من غيرك!"


(أمجد، شقيق غيث الصغير، يركض نحو غزل وهو يرفع يديه بحماس.)


أمجد:

"غزوووول! وحشتيني أوي!"


غزل (تضحك وهي تحمله):

"وأنت كمان يا أمجد! كبرت بقى، بقينا في نفس الطول تقريبًا!"


أمجد (يفتح عينيه باندهاش):

"بجد؟! يعني خلاص بقيت راجل؟"


(الجميع يضحك على براءة أمجد، بينما شيرلين تمسح على رأسه بحنان.)


شيرلين:

"طب وإحنا مالناش حضن بقى ولا إيه؟"


(تضحك غزل وتحتضن شيرلين بمودة، بينما رمزي ينظر إليها بحنان.)


(قبل أن يستمر الحديث، تتدخل زينب بصوت متعجرف وهي تضع يديها على خصرها.)


زينب:

"هو غيث لسه في فرنسا؟ يعني ساب مراته لوحدها ورجع؟"


(تنظر إليها شيرلين بنظرة هادئة لكن حازمة، ثم تبتسم برقي.)


شيرلين:

"غيث مش سايب غزل، هو بيحميها، وده أهم بكتير من أي حاجة تانية."


(زينب تهمس بسخرية: "حماية ولا ظروف…؟"، لكن أحدًا لا يعيرها اهتمامًا، بينما صفاء جدة غزل تتدخل لتعيد الأجواء الإيجابية.)


صفاء:

"خلاص بقى، كفاية كلام! النهارده يوم فرحة، ولازم نحتفل بعودة غزل وميار، ووجود رمزي وشيرلين زوّد الفرحة!"


(يهتف الأطفال بحماس: "حفلة! حفلة!"، بينما أمجد يقفز بسعادة بين غزل وسارة.)


أمجد:

"أنا عاوز كيك! وممكن ألعب معكم؟"


سارة (تبتسم بمكر):

"طب على شرط، تلبس بدلة شيك علشان تبقى أنيق زينا!"


(الجميع يضحك، بينما غزل تنظر إلى عائلتها الممتدة وتشعر بدفء لا يُقدر بثمن، رغم كل ما مرت به، فهي أخيرًا في المكان الذي تنتمي إليه.)

********************

في  فرنسا – فيلا فاخرة في ضواحي باريس


(تجلس تارا على أريكة مخملية فاخرة، ساقًا فوق ساق، وهي تلعب بخاتمها الذهبي بينما تراقب لورانزو الذي كان يسير جيئة وذهابًا بغضب واضح، يدخن سيجارًا غليظًا. رماد السيجار يتساقط في المنفضة الزجاجية الثقيلة، بينما عيناه تضيقان بحدة، يفكر في خطوته التالية.)


تارا (بصوت متململ وهي تتأفف):

"صدقني، لو كنت استمعت لي من البداية، كنا خلصنا منها وهي في إيطاليا!"


لورانزو (يتوقف فجأة وينظر إليها بحدة):

"لو كنتِ أذكى قليلًا، لكنتِ فهمتِ أن التخلص من غزل ليس مجرد عملية قتل وانتهى الأمر… إنها لعبة شطرنج، وكل خطوة لازم تكون محسوبة!"


(تارا تعقد ذراعيها وتبتسم بسخرية.)


تارا:

"وهل حسبتَ أن المخابرات ستسبقك بخطوة؟ أم أن ماركو الذكي هو الذي أفلتها من بين يديك؟"


(يضرب لورانزو الطاولة الزجاجية أمامه بقبضته، فيرتجف كأس الويسكي عليها، ثم يقترب منها ببطء، عينيه تشتعلان غضبًا.)


لورانزو (بصوت منخفض لكن مخيف):

"أنتِ تستمتعين باستفزازي، أليس كذلك؟ لكن دعيني أخبرك شيئًا… لا أحد يهرب مني، لا غزل، ولا ماركو، ولا حتى هؤلاء الحمقى الذين يحاولون حمايتها."


(تارا ترفع حاجبها باستفزاز، لكنها تظل صامتة، بينما يبتعد لورانزو عنها ويرمي السيجار في المنفضة.)


لورانزو:

"غزل عادت لمصر… لكن هذا لا يعني أنها بأمان، بل بالعكس، وجودها هناك يجعلها أكثر عرضة للخطر."


تارا (تبتسم بمكر):

"تقصد أن أعداءها في مصر أكثر مما تتخيل؟"


لورانزو (يبتسم ابتسامة شيطانية):

"تمامًا… ولا تنسي أن المال قادر على فتح أي باب، حتى أبواب العائلات المحصنة."


(تارا تضحك ضحكة خفيفة وهي تميل للأمام، عينيها تتألقان بالمكر.)


تارا:

"إذن… ما خطتك الجديدة؟"


(لورانزو يلتقط هاتفه، ويضغط على رقم معين، ثم ينتظر للحظات قبل أن يقول بنبرة باردة ولكن حاسمة.)


لورانزو:

"أريد رجالًا في القاهرة… لا، ليس أي رجال… أريد الأفضل، من يستطيعون التسلل إلى أي مكان دون أن يُكشفوا. نحن لا نريد أن نقتلها… ليس بعد. نريد أن نشعرها بأنها مطاردة… مرعوبة… حتى تصبح فريسة سهلة بين أيدينا."


(يُنهي المكالمة، ثم يلتفت إلى تارا، التي كانت تتابعه باهتمام.)


لورانزو (بابتسامة باردة):

"وهذه المرة، لن يكون هناك أي مهرب."


(تارا تبتسم بدورها، وهي تتخيل الرعب في عيني غزل عندما تدرك أنها ليست بأمان حتى في بلدها… الحرب لم تنتهِ بعد، بل بدأت للتو.)

*********************


(لورانزو يجلس على كرسيه الجلدي الضخم، يستمتع بلمعان سيجاره الجديد بين أصابعه، بينما تارا مستلقية على الأريكة المخملية، تتفحص أظافرها بملل. فجأة، يرن هاتف لورانزو برقم مجهول. يضيّق عينيه بحذر، ثم يجيب بعد لحظات من التردد.)


لورانزو (بصوت حذر):

"من المتصل؟"


الصوت على الطرف الآخر (هادئ، واثق، لكنه يحمل نبرة غامضة):

"شخص مهتم بعقد صفقة معك، لورانزو."


(يلقي لورانزو نظرة سريعة على تارا، التي رفعت حاجبها بفضول، ثم يستقيم في جلسته، يميل بجسده للأمام.)


لورانزو (بهدوء مخيف):

"وأي نوع من الصفقات قد يجمعني بشخص لا يجرؤ حتى على ذكر اسمه؟"


الصوت المجهول (بضحكة خافتة):

"لنقل أن لدينا عدوًا مشتركًا… غزل الشرقاوي."


(تضيّق تارا عينيها، وتجلس منتبهة، بينما لورانزو يضغط على السيجار بين أصابعه، الفضول يزداد في نبرته.)


لورانزو:

"أنت تتحدث بثقة كأنك تعرفها جيدًا."


الصوت المجهول:

"بل أعرفها أكثر مما تتخيل… وأعرف كيف أوصلها لك، لكن مقابل شيء بسيط."


لورانزو (يبتسم بخبث):

"وما الذي تريده مقابل هذه الخدمة العظيمة؟"


الصوت المجهول:

"أنا أريد سقوطها… وأنت تريدها بين يديك. أعتقد أننا يمكننا أن نساعد بعضنا البعض، أليس كذلك؟"


(لورانزو يبادل تارا نظرة طويلة، ثم يبتسم ابتسامة باردة، قبل أن يرد بنبرة مشبعة بالخبث.)


لورانزو:

"أحب الأشخاص الذين يعرفون ما يريدون… حسنًا، يا مجهول، سأستمع إليك… أخبرني، كيف سنجعل غزل تدفع الثمن؟"


(الصوت المجهول يضحك بخفوت قبل أن يبدأ بالكلام، بينما على الطرف الآخر من العالم، لم تكن غزل تعلم أن الخطر قد تسلل إلى أقرب دائرة حولها… والخيانة لم تأتِ من الغرباء.)

*********************


(لورانزو يميل بجسده للأمام، أصابعه تعبث بسيجاره بينما تارا تحدق في الهاتف بفضول. الصمت يخيّم للحظة، قبل أن يتكلم الصوت المجهول مرة أخرى، بنبرة واثقة ولكن مشوبة بشيء من التسلية.)


الصوت المجهول:

"غزل الآن تعيش في راحة وسط عائلتها الكبيرة، محاطة بأشخاص يثقون بها ويحبونها… لكن الثقة يمكن أن تكون سلاحًا قاتلًا، أليس كذلك؟"


(تارا تضيق عينيها، ثم تبتسم ابتسامة جانبية وهي تستند بمرفقها على الأريكة، متحمسة لما تسمعه.)


لورانزو (بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة تهديد):

"أنت تتحدث وكأنك أحد هؤلاء الأشخاص…"


الصوت المجهول (بضحكة خافتة):

"لنفترض أنني كنت هناك عندما استقبلوها بالأحضان… رأيت كيف اشتاقوا إليها، وكيف فرحوا بعودتها، وكيف…" (يتوقف للحظة ثم يضيف بصوت خافت ولكن لاذع) "كيف اعتقدت أنها بأمان."


(لورانزو يبتسم بخبث، بينما تارا تضع ساقًا فوق الأخرى، تحدق في الهاتف وكأنها تحاول فك هذا اللغز.)


لورانزو:

"أنت تثير اهتمامي أكثر فأكثر… استمر."


الصوت المجهول:

"لنقل فقط أنني شخص قريب… قريب جدًا، لدرجة أن غزل لو سمعت صوتي الآن، لما شكت لحظة في أنني بجانبها، أحميها…" (يضحك ضحكة خفيفة، ثم يضيف بسخرية) "لكنني لست كذلك."


(تارا تضع يدها على فمها، عيناها تتسعان ببطء، بينما لورانزو يرفع حاجبه، مدركًا أنه أمام خائن من داخل العائلة نفسها.)


لورانزو (ببطء، وكأنه يستمتع بالكشف):

"أنت لست غريبًا عنها… بل شخص وثقت به."


الصوت المجهول:

"تمامًا."


(تتسع ابتسامة لورانزو، بينما تارا تضحك بهدوء، تدرك أنه قد حصلوا على مفتاح خطوتهم القادمة… هذه المرة، غزل لن ترى الضربة قادمة، لأنها ستأتي من الداخل.).


        الفصل الرابع والعشرون من هنا 

    لقراءة جميع فصول الرواية من هنا 

تعليقات