
رواية حور الأسد الفصل الثلاثون 30 بقلم سهام محمود
بعد مضي يومان لم يتحدث فيهما أحد إلى الأخر هو بمضي وقته في العمل كالعادة بينما حور تمضي وقتها في اللعب مع ليث في الحديقة و مشاهدة أفلام الأكشن الكوميدية مع بعض الرسم المعماري في دفترها الصغير و أخيرا تحضير وجبة الطعام للأسد البارد!!.
رن هاتفها بينما تجلس مشاهدة التلفاز و تتناول بعضا من حبات الفشار امسكت هاتفها ثم سمعت صوتها القائل:
سارة: حوووووور.
حور بملل: ناااااااااعم؟!!.
سارة بحقد: نعمة ترفسك يا بعيدة.
حور: ربنا يسامحك يا صرصور.
سارة بتنهد: و يسامح الجميع يا اختي المهم دلوقتي مش النهاردة الخميس؟!.
حور بخبث: لييييلة أبليس و هنلعب و نقول خالاويص ههههههه.
سارة بخجل: يا قليلة الأدب يا حور دماغك راحت حتة تانية.
حور بضحك: أنا بهزر معاكي يا بت مالك ماشي النهاردة الخميس و بكرة الجمعة على خير في حاجة؟!.
سارة بحماس: أييوة في و حاجة حلوة كمان.
حور بشك: صوتك المتحمس دا مش مريحني أبدا خير اللهم إجعله خير!!.
سارة: سيف اتكلم مع اسد عشان تيجوا تقضوا يوم الجمعة و السبت كله معانا في البيت.
حور بتردد: و.......و هو موافقش صح؟.
سارة بحزن مصطنع: هو يا حور بصراحة أنا مكنتش عايزة اقولك بس....
اراحت ظهرها بخيبة أمل ثو تحدثت بحزن و سرعان ما ظهر على وجهها:
حور: لا خلاص مش مهم تقولي يا سارة ما هو أسد و انا عارفاه..
قاطعتها سارة بصراخ:
سارة: أسد موااااااااافق يا هبلة.
وقفت حور على الاريكة بسرعة و تحدثت بعدم تصديق:
حور: أنتي قلتي إيه؟!.
سارة: بقولك ان اسد وافق..
بدأت الأبتسامة تظهر رويدا رويدا على وجهها لكنها تحدثت مرة اخرى بغباء بالطبع لن تصدق فهي منذ ان عادة من شهر البصل كما لقبته و هي لم تخرج من القصر الكئيب:
حور: بذمتك عيدي تاني!!.
سارة بضحك: بقولك أنك أنتي هتيجي و أسد موافق.
حور بصراخ: هيييييييييييه أسد وااااافق هيييييييه.
من حماستها و فرحتها المفرطة القت بالهاتف بعيدا ثم بدات بالصراخ المتواصل و رفع يديها لاعلى كأن فريق النادي الأهلي إنتصر على فريق نادي الزمالك صاحت سارة باسمها عدة مرات لكنها لم تجد ردا فأغلقت الهاتف متنهدة بأبتسامة لكن في الجهة الأخرى بعد أن كان ليث نائما إستيقظ بفزع من صراخ حور المتحمس التي قفزت من على الأريكة إلى الأرضية ثم تركض بين ارجاء القصر بفرحة وجدت الباب يفتح لتجد أسد يدخل منه بوجه خالي من التعابير لكنها و من دون تفكير إتجهت نحوه صارخة بفرحة مما جعلت مندهش من تغيرها هذا و لم يستفق من الصدمة الاولى ليتلقى الثانية عندما قفزت محتضنة إياه متعلقة بعنقه مثل القرد و حاوطت خصره بقدميها ليلف يديه حول خصرها و ظهرها خشية من أن تسقط و كانت تقول بسعادة غير مدركة للوضع:
حور: شكرا شكرا شكرا ليك بجد يا أسد.
أسد: شكرا على إيه أنا مش فاهم حاجة يا حور؟؟!.
ابعدت وجهها عن وجهه ثم تحدثت بأبتسامة سعيدة للغاية:
حور: شكرا لأنك وافقت على إنه نروح نقضي الأجازة في بيت هيلو بجد شكرا أنت مش عارف انا فرحانة قد إيه دلوقتي.
أسد: طيب كويس إنك فرحانة و كويس إنك كلمتيني كمان.
إحتضنته و هي لم تستوعب ما قاله حتى اه صحيح نسيت ان اقول لكم ان حور لم تكن محجبة بل أطلقت العنان لشعرها الطويل تخيلوا معي تلك اللحظات التي مرت قبل قليل و هي تجري و شعرها يتحرك بأنسيابية و غير هذا هي في هذه اللحظة يحملها أسد و شعرها يصل إلى ركبتي أسد تماما يا رفاق حسنا أطلت عليكم في المدة نعود لموضوعنا الأساسي^-^!!.
عادت إلى إحتضانه بينما هو شد على حضنها برفق و اغلق عيناه سامحا لرئتيه بأستنشاق أكبر قدرا من عبير شعرها الذي يفوح في الأرجاء بقوة لكنه فتح عيناه عندما شعر بإرتعاشة قوية تجري في جسدها عقد حاجبيه بإستغراب اما هي وضعت كل يدا من يديها على اكتافه و ابعدت نفسها بقوة نظرت بوجه صادم مع أعين متسعة بظرافة و كانت ستصرخ إلا إنه رفع إبهامه الأيمن إلى مستوى شفتيه يشير إليها بالصمت و هي تلقائيا كررت حركته و تهز برأسها لاعلى و أسفل مع وضع إبهامها الايمن على منتصف شفتيها أنزلها هو بهدوء ثم نظر إلى وجهها و عيناها المختلفة بهدوء شديد ثم بصمت أشد رحل من أمامها مثل النسمة العبقة!!.
€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€
أخرج هاتفه من جيب سترته التي يخفي بها وجهه بينما هو جالسا في إحدى المقاهي بدأ بفعل حركات مضحكة لكنه في الحقيقة يحاول أن يتذكر رقم هاتف أحدا ما و بعد برهة من الوقت تذكره ليبدأ بكتابة الرقم و وضعه على مستوى أذنه منتظرا إجابة الطرف الأخر:
---: السلام عليكم.
رضوى بإستغراب: و عليكم السلام مين معايا؟!.
--- بعبوس: لا كدة عيب يا ماما رضوى بالسرعة دي نستيني بردو!!.
رضوى متذكرة: ههههه معلش يا أبني حقك عليا أنت عامل و مامتك عاملة إيه؟!.
تحدثت بسعادة عارمة عندما عرفته فيرد عليها بإبتسامة مبهمة يلعب بطرف سترته:
---: ماما تعيشي أنت يا ماما رضوى.
شهقت رضوى بقوة غير مصدقة لما تسمعه أذناها كيف حدث هذا لم تنتظر كثيرا لتسأله بنبرة حزينة و قد أدمعت عيناها بالفعل:
رضوى: إزاي دا حصل؟ و أمتى و أنت متصلتش بيا ليه ؟!.
---: أزاي ف دا بسبب المرض إلي أنتي كنتي تعرفيه و أمتى دا من سنتين و نص و متصلتش ليه لأنه أنا في الفترة إلي فاتت مكنتش هنا كنت برة مصر عشان الشركة بتاعت بابا الله يرحمه.
رضوى بحزن: يا حبيبي يا أبني و أنت دلوقتي فين؟؟!.
--: أنا في القاهرة عند واحد صاحبي.
رضوى بسعادة: طيب كويس أحنا أستقرينا في بيت جدك هلال عشان لما تحب تيجي تعال على البيت و هتلاقينا كلنا موجودين.
---: حاااضر يا ماما رضوى هبقى أزوركم إن شاء الله.
رضوى: إن شاء الله يا حبيبي.
---: سيف و حور عاملين إيه؟؟!
رضوى: عقبالك كدة يا حبيبي هما أتجوزوا.
إنفتحت عيناه بصدمة ثم تحدث بنفس النبرة:
---: بجد يا ماما رضوى إمتى الكلام دا؟.
رضوى: من مدة تلات أسابيع كدة.
---: أه و الله و كبرتوا يا عيال كبرتوا خلاص انا يوم كدة و هبقى أجي عندكم.
رضوى: تشرف و تنور يا حبيبي في أي وقت البيت بيتك.
---: تسلمي يا ماما رضوى.
رضوى: الله يسلمك يا حبيبي.
تحدثا لعدة دقائق اخرى معا ثم أغلق معها المكالمة أمسك بفنجان القهوة الذي أمامه ليرتشف منه قليلا ثم تركه وقف ليضع الحساب على الطاولة ثم ذهب نحو سيارته يقودها نحو منزله.
¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥¤¥
وضعت كأس الماء أمامه ثم تحدثت بهدوء:
حور: أنا هروح أحضر الشنطة بتاعتي و الشنطة بتاعتك.
أسد ببرود: لا أنتي هتحضري شنطة وحدة بس.
حور بغباء: واحدة؟! إلي هو إزاي يعني دا؟!!.
أسد ناظرا لها: يعني إنك تحضري لبسي و لبسك في شنطة واحدة إيه إلي مش مفهوم في الي انا قلته؟!.
عقدت ساعديها اسفل صدرها بغيظ طفولي ف تردف قائلة:
حور: لا مفهوم كل إلي قلته عن إذنك.
أسد: أتفضلي.
سارت بسرعة نحو الجناح بينما هو بدأ بتناول وجبة غداءه.
€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€¤€
دلفت إلى المقهى بخطوات متكبرة كعادتها لا شيء جديد جلست على إحدى الطاولات ثم رفعت يدها مشيرة للنادل بأن يأتي فيسير نحوها فسألها بأحترام:
النادل: أتفضلي طلبات حضرتك إيه؟!.
نردين: هاتلي فنجان قهوة بسرعة.
النادل بأحترام: حاضر ثواني هيبقى قدام حضرتك.
و من دون كلمة شكرا ذهب النادل يؤدي عمله أما هي ف بالفعل ثواني قليلة مرت ليأتي فنجان القهوة أمامها نظرت في ساعة يدها بعجل ثم تذمرت بإنزعاج لكنها رأته يدخل المقهى متجها نحوها بإبتسامة خبيثة فيجلس أمامها لتقول بغضب:
نردين: إيه إلي أخرك يا زفت لحد دلوقتي؟؟!.
كرم بإنزعاج: زحمة يا نردين زحمة.
ضيقت عيناها بشك ثم أومئت لتشير إلى النادل ثانية فيأتي لتقول:
نردين: كاسة عصير مانجا مسقعة بسرعة.
النادل: حاضر.
ذهب النادل ف يريح كرم ظهره على ظهر الكرسي ثم تحدث:
كرم: هاه عايزة مني إيه؟!.
نردين: عايزة منك خدمة تعملهالي اليومين الجايين دول.
كرم: ماشي بس إيدك على الحلاوة الاول و بعد كدة افهم إيه المطلوب مني بالضبط عشان يتنفذ صح.
نردين تومئ: مفيش أسهل من كدة.
قطع حديثهم عندما اتى النادل واضعا كأسا من العصير أمام كرم الذي أمسكه بعد رحيل النادل ليرتشف منه رشفة سريعة بسرعة و هي في المقابل أخذت رشفة من فنجان قهوتها ثم قالت:
نردين: أنا عايزاك تراقب وحدة و تبقى وراها زي ظلها تماما متسبهاش ثانية وحدة.
كرم: ماشي معاكي صورة ليها.
نردين: معايا خد اهيه.
اعطته صورة ل حور فيصفر كرم بإعجاب و إندهاش من جمال حور فيقول:
كرم: يا بنت الأييييه إيه الجمال دا أنا اول مرة أشوف وحدة بجمالها مين البنت دي يا نردين.
إنزعجت بشدة من حديثه لتزفر بغضب ثم اردفت كأنها غير مهتمة:
نردين: دي حور بنت عمي.
كرم: امممم ماشي هي فين دلوقتي عشان أبدأ مهمتي أنا بقى.
نردين: هي حاليا مش هنا بس لما انا أرن عليك و اقولك إنها هنا تيجي على العنوان إلي هبعتهولك و تبدأ تراقبها فاهم.
كرم: سهلة يا جميل إيدك على الحلاوة.
اخرجت من حقيبتها مبلغا من النقود ثم تحدثت:
نردين: الباقي بعد ما تخلص المهمة فاهم؟؟!.
كرم يومئ: ماشي متخافيش و متحطيش في بالك خااالص.
نردين: أما نشوف أخرتها معاك.
أستمرت بإرتشاف قهوتها ببرود و هو يعد النقود بسعادة و يشرب عصيره هكذا هي حالهم حاليا.
إلى ماذا تخططين يا نردين هذه المرة يا ترى؟