
رواية حور الأسد الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سهام محمود
سارة مفكرة: ممممم عندك حق خلاص طيب احنا وصلنا لأننا وقفنا من دقيقة على فكرة.
سيف: ماشي انا هسيبك عشان نسيت حاجة في العربية عدي لحد خمسة و بعد كدة ابقي ادخلي لجوة تمام؟.
سارة تومىء: تمام.
ترك يدها لتبدأ بالعد و تنتهي ثم أزاحت العصبة من على عيناها فترمش قليلا لتعتاد على الرؤية فلم تجد سيف بجوارها فتنظر حولها لكنها تنهدت ثم قررت الدخول فتحت الباب فتجد المكان مظلما و حالك السواد!!، دلفت الى الداخل و بدأت تنادي بخفة قائلة:
سارة: حووور؟!، ماما انتوا فين يا جماعة؟!، الله هي ايه الحكاية؟!.
سارت نحو غرفة الجلوس و كانت الاضواء مغلقة تنهدت ثم كانت ستعود لتصعد لاعلى لكنها تفاجات بالأنوار تشتعل و صوت فرقعة تصدر من اعلى راسها يليه سقوط زينة كثيفة فوق راسها و ملابسها مما جعلها تشهق بسعادة و تبسط كلا كفي يديها و تتلقى الزينة عليهما فترفع راسها و تجد سيف يحمل في يده كيكة الاحتفال و يتجه نحوها و خلفها بقيودة العائلة يغنون:
" سنة حلوة يا جميل....سنة حلوة يا جميل....سنة حلوة سنة حلوة....سنة حلوة يا سارة.... يلا حالم بالم بالم حيوا ابوها الفاصات ..... يوم ميلادوا الليلة من أسعد الايام.... هييييييييييييي".
وقف امامها سيف و البقية يردودن الأغنية مع التصفيق الحار و صوت حور المزعج العالي ثم نفخت سارة لتطفئ الشمعة في وسط الكيكة و من ثم يليه تصغير حور بطريقة همجية مما جعل الجميع يتوقف و تمر لحظة صمت عليهم و هم ينظرون إليها فتنزل كفيها و تضعهم خلف ظهرها و تبتسم بارتباك نحوهم ثم تحدثت بصوت منزعج من نظراتهم:
حور: ايه يا جماعة دي مكنتش صفارة اصفرها الله خلاص المرة الجاية خبقى اعمل حسابي أنه اجيب معايا صفارة الحكم عشان اصفر بيها لأنه انتوا مينفعش معاكم غير كدة اساسا و ان شاء الله عدي كل واحد فيكم كرت طرد عشان متبصوش البصة دي تاني عليا.
ما زالوا على حالهم فتتنهد بخيبة أمل فيغيروا أنظارهم نحو سارة فتبتسم بخبث شديد و رفعت كف يدها اليمنى و بدأت تزغرط بصوت عالي لكنها رنانة و جميلة:
حور: لولولولولولولولولولولولولولولولولولولولولوليي.
هاه بقى كدة احسن ولا لا؟!.
تنفست بسرعة ثم طرحت عليهم هذا السؤال و تترقب ردة فعلهم الصادمة نحوها فتحدث هلال صارخا بسبب طفولتها:
هلال: يا بنت المجنونة انا واقف جنبك و طبلة ودني اتخرمت و جالها تصدع من كتر صوتك المزعج دا مش كفاية جنان بقى جننتيني معاكي الله يعقلك بقى اهمدي شوية.
حور ببساطة: على فكرة أنا عارفة انك بتقول الكلام دا من ورا قلبك عشان انت بتحبني صح يا هيلو مش كدة؟!.
غمزت في اخر حديثها مما جعله يريد ضربها بعكازه لكنه أشار إلى اسد قائلا:
هلال: ربنا يعينك على ما بلاك يا ابني ربنا يعينك يا اسد يا ابن سيف.
و هنا انفجر الجميع ضحكا عليهم و لم يتمالكوا أنفسهم اكثر من ذلك، تقدمت حور و أعطت الهدية ل سارة ثم اردفت محتضنة إياها:
حور: حبيبة قلبي كل سنة و انتي طيبة و عقبال ما اشوفك و انتي في بطنك زتونة كدة هاه.
خجلت سارة من حديثها هذا فتقرصها من ذراعها بينما عاد سيف بعد أن وضع الكيكة على الطاولة المزينة و هنأ اسد شقيقته و الجميع هنأ سارة فتتحدث بينما الجميع مجتمع حولهم:
سارة: و بمناسبة المناسبة السعيدة دي احب اقولكم أنه انا حاااامل.
سيف بصدمة: بتقولي ايه؟!.
حور بسعادة: هتبقي ماما و انا هبقى عمتو و بابا هيبقى جد و ماما هتبقى جدة و هيلو هيبقى جد الجد و اسد هيبقى خال؟!.
سارة تومئ: أيوة هتبقوا كل دا.
صرخت حور بسعادة تقفز هنا و هناك بينما الجميع سعيد ثم تسقط في أحضان اسد و تقول:
حور: انا هبقى عمة و انت خال هيييييييييه ي سلام بركاتك يا رب.
حاوط جسدها بيديه محتضنا اياها ثم تحدث بهدوء:
اسد: ماشي خلاص عرفت اني هبقى خال ممكن تبطلي جنان وتروحي تباركيلها؟.
دفعته بعيدا عنها بعد ان تذكرت ما فعله بها ثم اتجهت بوجه محمر نحو سارة التي اخذتها في احضانها بسرعة بينما هو ابتسم على حالها الذي اربكه سريعا لم يبقى واقفا لوهلة ثم اتجه نحو سيف يهنئه بمثل هذه المناسبة الجميلة بصراحة سيف مغمورا بالسعادة الشديدة.
ابتعد اسد عنهم قليلا عندما سمع اهتزاز هاتفه الذي كان بجيبه ليخرجه ثم ينظر الى الرسالة فيجدها من رقم غريب فتحها باستغراب ثم وجد صورا ل حور كانت بين احضان شخصا ما و تبدو عليها السعادة بينما تبكي لم يفهم ما هذا الذي امامه ليقلب في عدة الصور التي هي امامه و ينظر بصدمة لم يصدق ما تراه عيناه نظر الى ظهر حور التي تتحدث بسعادة مع سارة لكن بعد برهة صدح صوت رجولي في الارجاء فيلتفت الجميع نحو مصدر هذا الصوت الذي اردف قائلا:
عزت: عاملين ايه يا جماعة؟؟!.
لحظة صمت مرت على الجميع بينما على اسد و حور بصدمة نظر نحو حور ليرى كيف هي ردة فعلها ليجدها صدمة ممزوجة بالسعادة اعاد نظره اليه ليجد ان الجميع يرحب به كانه فردا من العائلة لكنه لا يعرف من هو ولا حتى يمتلك اي ذكريات معه.
لم يخرج من صدمته بعد ليتلقى الثانية و هي عندما احتضنت ذلك الرجل مرة اخرى امام اسد الذي ينظر لهم بصدمة لكن هذه الصدمة تدريجيا بدات تتحول الى غضب عارم فيصرخ بصوت جوهري صم اذان الجميع حتى انه جعل حور تنتفض بشدة بين احضان عزت لتعلم بان الاسوء قادم ابتعدت عن عزت بسرعة لتجد نفسها تجذب من يدها بقوة جعلتها تان ثم صرخت هي و سارة عندما وجدت اسد يلكم عزت بقوة ليطيحه ارضا ثم قال بهدوء ارتعش بدن
عزت من نيرته التي كانت مثل فحيح الافعى:
اسد: اياك تفكر مرة تانية انك تلمس مراتي انت فاهم ولا افهمك انا؟؟!.
استقام ثم جذب حور نحوه و خرج من القصر متجاهلا صياح الجميع من خلفه و حتى حور التي تخبره بان يبطئ قليلا لكن لا حياة لمن تنادي الغضب اعماه كليا لدرجة انه دفع حور داخل سيارته بعنف شديد ثم اتجه نحو مقعده بسرعة شديدة و اغلق الباب بعنف ثم بدا يقود بسرعة شديدة لدرجة ان الاطارات اصدرت صوت احتكاك عالي جدا فترتد حور بقوة على الكرسي ثواني معدودة و كان اسد خارج حدود القصر باكمله و لم تخرج حور من صدمتها.
لم تكن تتوقع نردين بان خطتها تسير بهذا الشكل المذهل و ايضا لم تكن تتوقع بان عزت على معرفة بالعائلة هذه كانت صدمة بالنسبة لها و قوية ايضا..... وجدت سيف يساعده على النهوض ثم اجلسه على الاريكة ثم تحدث ل والدته:
سيف: ماما ممكن تجيبي علبة الاسعافات؟؟.
رضوى: ماشي يا ابني دقيقة و هتبقى عندك.
رحلت رضوى لكي تجلب ما طلبه سيف بينما تلمس عزت مكان لكمة اسد وكان الدم يسيل من فمه مسح فمه ثم قهقه بخفة و من ثم تاوه متالما و اردف قائلا:
عزت: دي طلعت ايده تقيلة بشكل مش عارف ازاي؟.
سيف: انت بتضحك على نفسك يا اهبل؟؟!.
عزت: مش اول مرة على فكرة انا دلوقتي خايف على حور منه لانه هو ميعرفنيش يا سيف.
سيف: لا متخافش على حور تلاقيها قالتله.
عزت: ممكن.
اما عند حور و اسد في السيارة الذي كان يقود ب همجية و عنف مفرطين اردفت حور قائلة بقلق:
حور: اسد خفف السرعة شوية.
اسد بغضب جحيمي: انتي تسكتي خالص فاهمة.
ارتجفت من نبرته تلك فتصمت في هذه اللحظة لتقرر بانها سوف تستفسر منه على ما حصل في القصر و ما هو سبب غضبه... نظرت الى الطريق الذي يمر بجانبها في لمح البصر لتعلم بانهم في طريق العودة الى قصره الكئيب تنهدت بانزعاج ثم القت براسها على ظهر الكرسي.... في مجرد ربع ساعة كانوا قد وصلوا الى القصر ليفتح الحراس الباب له ثم توقف امام القصر نزل من السيارة و ترك باب السيارة مفتوحا و اتجه نحوها بسرعة رهيبة ثم فتح الباب من جهتها و جذبها بعنف من معصمها ثم اتجه نحو الباب ليفتحه بقوة ساحقة ثم دفعها بقوة وكادت ان تسقط على وجهها لكنها ثبتت نفسها بصعوبة بالغة ثم استدارت نحوه بقوة و سالت بانزعاج قائلة:
حور: ممكن اعرف ايه السبب الي خلاك تبقى بالهمجية دي و تضرب عزت؟؟!.
ارتجف جسده مرة اخرى عندما نطقت باسم ذلك الرجل ابتسامة مجنونة اعتلت وجهه و ب ملامح سوداوية ترعب حور بشدة ثم اردف ب همس فحيح قائلا:
اسد: يبقى انتي تعرفيه و بتتجرائي انك تنطقي اسمه قدامي كمان؟؟!.
ردت حور بقوة عكس ما بداخلها حيث كيانها يرتجف خوفا من ابتسامته الشيطانية تلك:
حور: ايوة اعرفه و بعدين ازاي متجراش و انطق باسمه و انا اساسا اعرفه قبل ما اعرفك.
صفعة؟؟! نعم صوت الصفعة دوى في ارجاء المكان و كانت هذه قد تلقتها حور من اسد لدرجة ان وجهها قد التف الى الجهة الاخرى و قد سال خطا من الدماء بجانب شفتيها فتضع كف يدها تلقائيا على وجنتها و استشعرت حرارة وجنتها التي اصبحت حمراء و ايضا قد احست بالدم على جانب شفتيها ثم سمعته يردف بجنون هستيري:
اسد: و ليكي عين انك تقولي كدة من غير كسوف؟؟ و حتى في الصور دي كمان كنتي بتحضنيه و بنفس اللبس اللي كنتي خرجتي بيه النهاردة.
اخرج هاتفه و يفتح مجلد الصور لكي يريها اياها
رفعت وجهها نحوه ثم نظرت له بنظرات لا تعلم ان كانت كراهية ام انزعاج نظرات ليس لها تفسير البتة ثم نظرت الى الصور و اردفت قائلة:
حور: اكيد هيبقى ليا عين انه اقول كدة ومن غير ما اتكسف كمان يا استاذ و اكيد هحضنه زي ما انت شفت في الصور.
لم يحتمل حديثها الذي يطعن رجولته ليرفع يده ناويا صفعها مرة اخرى لكنها اوقفته تصدمه بكلمتين فقط:
حور: لانه اخويا.
انزل يده بينما تتردد في ذهنه كلمة "اخويا" و يتمتم بها بهمس صادم:
اسد: اخوكي؟؟! ازاي اخوكي؟؟.
حور صارخة: ايوة اخويا في الرضاعة يا اسد اخويا في الرضاعة فاهم انا بقول ايه؟.
صمت لمدة برهة مرت بينهم بينما هي بدات بالبكاء المرير لكنها تحدثت من بين دموعها صارخة:
حور: دا اخويا عزت الي برة مصر و هو دلوقتي يتيم الاب و الام انا اكيد هحضنه و اخليه يمسك ايدي ويعمل كل حاجة بيعملها معايا سيف لاني اخته و لو هو مكنش اخويا انا مكنتش هخليه يلمسني حتى او اخليه يفكر لمجرد التفكير بس لاني بنت بحافظ على نفسي و على شرفي قبل كل حاجة انت ممكن تتوقعها في تفكيرك.
صمتت قليلا بينما شهقات منفلتة خرجت منها من دون وعي او ادراك منها رفعت اصبعها في وجهه ثم قالت:
حور: اياك انك تفكر فيا التفكير القذر دا مرة تانية لاني مش زي البنات الي عرفتهم قبل مني يا اسد فاهم و كمان اياك تفكر انك ترفع ايدك او تمدها عليا من غير ما تفهم ايه الي بيحصل.
استدارت راحلة بخطوات مهرولة على طول السلم و اتجهت نحو غرفة بجانب الجناح لتفتح بابها و تغلقه خلفها بقوة ومن ثم بالمفتاح فتخر ساقطة تبكي بحرقة بسبب ما حدث هل فعلا يفكر فيها هذا التفكير المشين؟؟..... ارتمت على السرير و تكمل بكاءها المرير الذي يقطع قلبمن يسمعه و شهقاتها التي ترتجف لها القلوب.
بينما هو بالاسفل يقف مصدوما ثواني تمر عليه مثل السنوات لكي تبدا وتيرة تنفسه بالتزايد ومن ثم صرخ بغضب هز جدران القصر من قوته ليمسك باحدى المزهريات الزجاجية ليرميها في عرض الحائط فتتهشم الى قطع صغيرة جدا فيصعد للاعلى ثم سمع صوت بكاءها الذي المه لدرجة مخيفة حاول فتح الباب لكن لا فائدة ظل يطرق الباب بقوة و يقول بندم شديد:
اسد: حور افتحي انا اسف بجد مش عارف ايه الي حصل افتحي ارجوكي؟؟.
كرر توسلاته في ان تفتح له الباب لكنها لم ترد عليه بل ازداد بكاءها ليستسلم ذاهبا الى جناحه و يفتح الباب ثم يغلقه بقوة سقط بجانب السرير يفكر ماليا في ما حدث و ماذا فعل.... نظر الى يده اليمنى ليجدها ترتجف لانه اليد التي ضربها بها انزل راسه يائسا من كثرة تفكيره من فعلته المشينة تلك.