
رواية بيت العجايب الفصل الثاني والعشرون 22 والثالث والعشرون 23 بقلم سهام العدل
-مروان : حضرتك تعرف سارة منين؟
-الطبيب بتعجب :مش فاهم أنت عايز توصل لإيه؟
-مروان : أنا زوج سارة… واستغربت إنك عارفها… رغم إني أول مرة أشوف حضرتك.
-الطبيب بتلقائية : يبقى حضرتك أكيد متجوزها في خلال الخمس سنين اللي فاتوا… لأن والدة سارة كان عندها ورم ليفي في الرحم وكانت متابعة معايا وكانت سارة وقتها طالبة في كلية الطب… وانا عملتلها استئصال رحم ومن حوالي خمس سنين مشوفتهاش…
-مروان بتعجب : لا أنت أكيد بتقول على حد تاني لأن والدة سارة أنجبت طفل من حوالي ٣ سنين.
-الطبيب بحيرة : هي مش والدتها اسمها سعاد.
-مروان : أيوة اسمها سعاد… بس ممكن تكون متلخبط في التواريخ.
-الطبيب : ماأظنش… لأن أنا ذاكرتي حديدية… (ثم نظر في ساعته وقال) بعد إذنك عندي مرور على الحالات.
-أومأ مروان برأسه مرحباً بانصراف الطبيب ولكنه عقله شارد فيما يحدث… بدأ الشك يتسلل إلى داخله عما تخفيه سارة وأمها.
◾بعد أن عادت إلى المنزل وعلم من فيه بما فعلته… تجلس بين أمها وأخويها باكية إثر توبيخ أمها وأدهم لها…
-أدهم بقسوة : خلاص مات جواكي النازع الديني والانساني للدرجة دي… أنا هتجنن إزاي وصلتي للمرحلة دي… تقتلي نفس ياآثار.
-أحلام بعيون دامعة : طب كنتي عرفيني… دا أنا أقرب الناس لكي… كنت نصحتك ووقفت جمبك… ليه يابنتي كده…
-أمجد بحزن : أنتي عارفة انك كنتي هتموتي فيها وتخسري الدنيا والآخرة… كنتي هتموتي على معصية…
-آثار بإنفعال وببكاء : بااااااس… بس كفاية بقى… محدش حاسس بيا ليه … ياريتني موتت وارتحت… ماأنا عايشة ميتة… وربنا هيسامحني لانه وحده اللي حاسس باللي انا فيه… بتلوميني ياماما… مانا لو كنت عرفتك كنتي رفضتي… وكنتي صممتي ان الحمل يكمل وانا مش عايزاه… مش عايزة حاجة منه… مش عايزة اجيب للدنيا طفل يجي نتيجة غلطة ارتكبتها في حق نفسي… وكمان لو الزفت ده عرف هياخده مني لان ده كان هدفه من الجواز مني… يبقى بجيب نفس تعيش ظلم وحرمان من أم أو أب ياأدهم… ريحته قبل مايجي الدنيا يتعذب فيها ياأدهم… وربنا عالم بيا وقادر يغفر لي…
-أشفق عليها أدهم… فجلس بجانبها وضمها إلى صدره ومسح على شعرها قائلاً : رغم كل ده كان لازم يكون عندك حسن ظن في ربنا وفي تدابيره وإنه له حكمة من كل شيء بيحصلنا… وهو وحده سبحانه بيده مقاليد الأمور يبقى ليه نجزع ونعترض… هو وحده مدبر الأمر ياآثار… لازم تتوبي وتكفري عن الذنب ده وابدأي مع ربنا صفحة جديدة وادعيه وسبحانه لا يرد سائل…
-آثار من بين دموعها : بجد ياأدهم… ربنا هيسامحني ويغفر لي ذنوبي اللي فاتت…
-أدهم بثقة : طبعاً ياآثار سبحانه بيقول :{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}... وقال لنا كمان {ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً}...
-أعتدلت آثار ومسحت دموعها وقالت بإطمئنان : سبحان الله… ماأكرمه علينا… وإحنا عايشين في غفوة… ربنا يغفر لي ويسامحني… وانتوا كمان سامحوني… كسرت فرحتكم النهاردة.
-أدهم بحنان : فرحتي إما ترجعي تنوري زي زمان… وترجع لنا آثار بتاع زمان.
-آثار : أنا بقيت أكره آثار زمان ياأدهم… أنا خلاص هتولد من جديد… وهحاول اتخطى الأزمة دي لحد مااسترد ثقتي في نفسى واقدر أواجه المجتمع.
-أحلام بارتياح : ده كل اللي نتمناه يابنتي بس الأهم تراضي بابا لأنه زعلان منك.
◾ تجلس سارة منفعلة أمام المرآة تصفف شعرها بعدما أبدلت ملابسها بينما يجلس مروان على السرير شارد الذهن وسارة تنظر له من خلال المرآة بكل غيظ.
-انتهت سارة وو ضعت الفرشاة بقوة أحدثت ضجيجاً ففزع مروان…
-مروان بفزع: ما بالراحة ياسارة فيه إيه؟؟
-سارة بانفعال : أنت اللي فيه إيه يامروان… عاجبك حياتنا دي… كل يوم علاقتنا بتسوء عن اليوم اللي قبله… كنت فاكرة ان كل مشاكلي في الحياة هتتحل بمجرد علم أهلك بجوازنا… لكن اللي حصل العكس مشاكلنا زادت وعلاقتنا بتسوء…وبعدنا عن بعض…
-قاطعها مروان بتساؤل : أنتي السبب في كل ده… أنتي اللي بتدمري كل حاجة بتهورك وأنانيتك…
-نهضت سارة وتساءلت متعجبة : أنا !!!... أنا يامروان… ليه عملت إيه… كل ده عشان جيت النهاردة خطوبة أختك؟
-مروان بإنفعال : وأنتي شايفة أن دي حاجة بسيطة… أولاً إنتي طلبتي مني الصبح في التليفون انك تحضري معايا وانا اعتذرتلك وقولتلك مينفعش واصبري معايا شوية لحد ما العيلة تتقبل الوضع وبعدها نعمل محاولات وتدخلي معايا البيت… ثانياً وده الأهم : الفستان اللي جيتي به الحفلة النهاردة لايليق بيا ولا بك ولا بالعيلة ياسارة… إزاي تلبس لبس عريان للدرجة دي…
-سارة بتلعثم : أأأنا… أنا عجبني ديزاين الفستان جبته… وقولت ألبسه وأشرفك أدام أهلك… معرفش أنه هيثير الضجة دي كلها… أنا قولت كلكم شهادات جامعية وناس متحضرة… معرفش أنكم هتكبروا الموضوع كده…
قاطعها مروان بجدية : لأن عندنا مباديء وأخلاق… ومفيش واحدة في عيلتنا تجروء تعمل زيك كده.
-سارة بانفعال : دلوقتي أنا اللي غلطانة… دلوقتي بتأنبني أنا… وهناك سيبت الكل يهزأ فيا ومسح بكرامتي الأرض وأنت ولا هنا… أنا زهقت يامروان زهقت وتعبت… من حقي أعيش حياة مستقرة.
-همت مغادرة الغرفة بعصبية فاستوقفها مروان : سااارة.
-التفتت بتذمر : نعم.
-نهض مروان واقترب منها متسائلا : هي صحيح والدتك عاملة استئصال للرحم.
-اصفر وجه سارة وتملك الرعب منها وابتلعت ريقها بصعوبة ثم حاولت أن تظهرت بثباتها : أأيوة فعلا… ليه فيه حاجة ؟
-مروان وقد لاحظ تغير وجهها : من امتى؟
-سارة مبدية انفعالا يخفى توترها : مش فاهمة فيه إيه يامروان؟
-مروان بنبرة حادة :سألتك من إمتى؟
-سارة : مش فاكرة بالظبط… بـ..بـ..بس بعد ماولدت مازن أكيد.
-مروان : لا ياسارة… مامتك عملت العملية من خمس سنين.
-أحست سارة بارتعاش أطرافها.. فجلست على طرف الفراش وألجمتها الصدمة…
-اقترب منها وسألها بحدة : إيه اللي يخلي والدك يطلق والدتك بعد ماأقتربت من الخمسين الا اذا كان فيه مشكلة كبيرة… أو جريمة مثلاً.
-جحظت عيني سارة وقالت بذهول :جريمة!!... قصدك إيه يامروان؟
-مروان : قصدي إيه اللي يخلي أبوكي بعد عشرة السنين دي كلها يطلق أمك وتهون عليه العشرة كده… رغم ان امك ست مسالمة مش بتاع مشاكل...إلا إذا كان فيه سر أو خطيئة.
-احمر وجه سارة من الغيظ وصرخت فيه :خطيئة ايه؟؟ أنت اتجننت… أنت بتتهمني في شرفي يامروان… أنت….
-قاطعها مروان ببرود : وهو أنا ذكرتك؟؟… بس أنتي كده اثبتي شكوكي وان الموضوع يخصك انتي؟
-استدركت انفعالها وقالت : أنت كل اللي في دماغك دي أوهام فاضية ملهاش أساس من الصحة … وأنا هريحك يامروان… فعلاً مازن مش أخويا.
-مروان بتساؤل : أمال ابن مين؟
-سارة بهدوء: طفل ماما اتبنته من ملجأ اما هي وبابا مشاكلهم زادت وكانوا على وشك الطلاق… قالت اني هيجي يوم واتجوز تاني وابعد عنها وبابا كان واخد قرار الطلاق… فقالت يبقى ونيس لها.
-نظر لها مروان متحيراً… بداخله شيء يصدق حديثها وشيء آخر يكذبه ولكنه ليس لديه أي دليل ينفي ماقالته لذا قرر إنهاء الحديث حالياً… حتي يتأكد من صحة كلامها…
◾ توالت الأيام بوتيرة منتظمة حتى مر ثلاثة أشهر وكلٌ في واديه الخاص… وسيلة تذهب إلى عملها في الأقصر وتعود على موعد إجازتها … ومروان يأتي لزيارة والديه وجده زيارة عابرة كلما أتيحت الفرصة له… وعلاقته بسارة تضعف تدريجياً… والشك بداخله أيقظه عن عيوبٍ دائماً كان لايبالي بها… ولا يعطي لها بالاً… بالإضافة أنه مازال يبحث عما يهديء شكوكه تجاهها… أما آثار فقد اقتربت من الله كثيراً وتابت إليه مما جعل الطمأنينة تسكن قلبها… وقررت بدأ حياة جديدة… وبدأت أولى خطوات حياتها العملية وبدأت في التدريب عند أحد الأطباء الماهرين لفترة مؤقتة… حتى تكتسب من خبراته وتستقل بذاتها كطبيبة…وأدهم مشغول طوال الوقت بالعمل صباحاً في شركة الأدوية وبقية النهار في تجهيز شقة الزوجية… يعمل جاهداً حتى لاتطيل المدة ويحظي بميان للأبد… أما معاذ وجيهان فتمر الأيام بينهم على نفس الحال بين مشادات بسيطة من معاذ بسبب جنون جيهان الذي لاحظه الجميع… ولكنه لا يستطيع أن ينكر أنه اعتاد وجودها في حياته… كل يوم تُنهي محاضراتها وتذهب إلى مكتبه تتناول معه الغداء وتمكث بقية اليوم هناك…
◾ اليوم عائدة قبل موعد إجازتها بيومين… فعلت المستحيل كي تعود على هذا الموعد… نزلت من القطار تجر حقيبتها على الرصيف تبحث بعينيها عن وائل… فهي أخبرته منذ الأمس بموعد وصولها… ولكنها تفاجأت عندما رأت معاذ يلوح بيده لها من بعيد ثم يقترب شيئاً فشيء… تملك الخوف منها أن يكون وائل أصابه سوء… وصل إليها وانحني التقط الحقيبة قائلاً : حمد الله على السلامة.
-وسيلة بتلقائية : وائل فين؟
-معاذ بتعجب : هي دي الله يسلمك ولا متشكرة على تعبك يامعاذ ولا اي حاجة ايه يابنتي قلة الذوق دي.
-أدركت وسيلة تسرعها في الرد ثم قالت بحرج : آسفة يامعاذ بس بجد اما ملقتش وائل قلقت خايفة يكون به حاجة… عشان كده عايزة اطمن.
-سار معاذ خارجاً من المحطة ووسيلة بجواره… قال لها مطمئناً :وائل كويس الحمد لله بس أنتي فاجئتيه بميعاد وصولك عشان كده معرفش يسيب الشغل فبعتني… وأنا مروحتش البنك ومكتبي هيتقفل النهاردة وتلات ساعات رايح وتلات ساعات راجع بالعربية عشان خاطر عيون الكونتيسا وسيلة.
-ابتسمت وسيلة قائلة : متشكرة يامعاذ والله تعباك معايا… بس أنتوا عايزين تبقوا إخواتنا الرجالة كده من غير ماتتعبوا معانا وتتحملوا مسئوليتنا.
- وصل معاذ إلى السيارة ففتح بابها الخلفي ووضع الحقيبة… وهو يقول : أصل بصراحة ياوسيلة أنتوا البنات طلباتكم مبتخلصش… وإحنا روحنا قصيرة فحاولوا متزودهاش… ياإما تقعدوا في البيت… ثم فتح باب السيارة الأمامي قائلا : ادخلي… واستدار وجلس على كرسي القيادة وبدأ التحرك…
-قالت وسيلة بتشفي ومكر : الظاهر فيه حد كده مطلع عينك ومجننك وطلباته كتير والكلام ده مش من فراغ.
-معاذ بإبتسامة : قصدك مين يعني؟
-وسيلة : هيكون مين غير جيهان… ولا أنت فاكر اننا مش ملاحظين.
-معاذ : انتوا بس اللي ملاحظين… ده الخبر نزل على الفضائيات… دي ناقص عليها تعمل هاشتاج تطالبني فيه اني اتجوزها وتنشره على الإنترنت.
-انفجرت وسيلة في الضحك : مش للدرجة دي يامعاذ.
-معاذ بتصميم : وأكتر والله دي مجنونة رسمي.
-هدأت ضحكتها ثم قالت : عشان بتحبك يامعاذ.. كل ده عشان بتحبك وأظن أنك كمان بتحبها.
-معاذ بنفي : حب ايه انا مبفكرش في الكلام ده دلوقتي… بس هي اللي مزوداها أوي لما قربت اتخنق.
-تعجبت وسيلة من رد معاذ: أمال ليه معاها في كل مكان ودايما قريب منها.. لما الكل مستني منك إشارة التمام وانك هتخطبها.
-معاذ بتعجب : خطوبة!!... لا طبعاً انا مش مستعجل دلوقتي… ممكن يوم ماأفكر.. هتكون هي على قائمة الاقتراحات… وكمان انا معاها بناء على رغبتها وانا مبحبش ازعلها.
-وسيلة بشرود وحزن : تبقى غلطان لو اتجوزتها او فكرت ترتبط بها لمجرد انها بتحبك… لو فعلا مبتحبهاش إياك تتجوزها يامعاذ… لأن جرحها دلوقتي مصيره يلم إنما لو اتجوزتها وجرحتها هيفضل جرحها ينزف طول العمر.
◾ حلّ المساء ويجلس معاذ شارداً وبيده هاتفه يتصفحه دون تركيز… فإذا برقم أدهم يرن… فتح معاذ الخط : أيوة ياأدهم… عايز إيه؟
-أدهم ببعض القلق : ا يامعاذ أنا في كافيه **** واتسرق مني المحفظة ومش عارف اقوم عشان الحساب… ممكن تجيلي؟
-نهض معاذ وفتح خزانة ملابسه : طبعاً طبعاً عشر دقايق واكون عندك.
-أدهم بامتنان: متشكر يامعاذ في انتظارك… أنا أول ترابيزة في مدخل القاعة.
-بعد دقائق دخل معاذ وترجل حتى وصل لنفس المكان ولكنه لم يجد أدهم… سار خطوات حتى دخل القاعة ولكنه وجدها مظلمة… استدار ليعود مخرجاً هاتفه من جيبه ليتصل على أدهم… فإذا بالضوء يفتح والقاعة مُزينة على أكمل وجه وفتيات العائلة وشبابها في صوت واحد : سنة حلوة ياجميل…
-ابتسم معاذ للجميع فرحاً بما أُعدَّ من أجل الاحتفال بذكري ميلاده...ثم قال : طب مش تعرفوني ياجماعة كنت لبست الحتة اللي على الحبل…
-أمجد بثناء : على وضعك ياميزو.
-اقتربت وسيلة منه بإبتسامتها قائلة : كل سنة وأنت طيب يامعاذ… كبرت وبقيت عجوز وبقي عندك ٣١ سنة.
-معاذ بإبتسامة وغمزة: وأنتي طيبة ياويسو… كلها كام شهر وتحصليني… متستعجليش.
-وسيلة بمزاح ودلال : وإيه المشكلة يابابا… المرأة بيظهر سحرها بعد الثلاثين.
-قاطعهم دخول جيهان بمنضدة متحركة عليها كعكة عيد الميلاد مزينة بصورة معاذ وعلى حوافها الشموع المتراصة…
-ظلت تنظر له بحب حتى اقتربت منه قائلة : كل سنة وانت طيب يا معاذ… وعقبال مية سنة.
-ابتسم معاذ : وأنتي طيبة ياجي جي.
-اقتربت ميان منهم : كل سنة وانت طيب يا حبيبي… ونظرت له بغمزة : جيهان اللي حضرت لكل حاجة…
-تدخلت وسيلة : هي اللي جابتني على ملا وشي.
-معاذ بإمتنان : متشكر ياجي جي… تسلمي.
-ابتسمت جيهان له بعينين لا معتين من فرط حبها له…
-تدخلت جوري : ياللا نطفي الشمع….
-جيهان بإعتراض : لا استنوا… واقتربت من حقيبتها وأخرجت منها علبة صغيرة ملفوفة بورق الهدايا يزينها قلب أحمر صغيرة من القطيفة…
-واقتربت وقدمتها لمعاذ بقلب ترتفع دقاته… اعترضت وسيلة : استنى ياجي جي اما نطفي الشمع…
-جيهان بإصرار : لا قبل الشمع عشان يبقى احتفال واحد….
-تعجب معاذ ثم قال : خلاص سيبوها… مجنونة وأما بتصر على حاجة بتنفذها… أخذها منها معاذ : ميرسي ياجي جي…
-جيهان : افتحها…
-معاذ بإبتسامة : حاضر… بس قوليلي جيبالي إيه…
-جيهان بإصرار : افتح وانت تعرف…
-فتح معاذ متحمساً والكل أيضاً يأخذهم الفضول ولكنه تغير علامات وجهه عندما رأي مابها……..
◾ -فتح معاذ متحمساً والكل أيضاً يأخذهم الفضول ولكنه تغير علامات وجهه عندما رأي مابها زوج من الدبل واحدة ذهبية والأخرى فضية… وقف الجميع بين ذهول وصدمة من جرأتها… أما هو فاحتقن وجهه بالدماء ووسيلة بحكم عشرتها له سنيناً طويلة خشيت مما هو مقدم عليه… فاقتربت من جيهان التي تقف مبتسمة جاهلة بما سينالها بعد قليل ومالت عليها بصوت منخفض : إيه اللي هببتيه ده؟
-تعجبت منها جيهان فقالت : إيه مالها؟؟… ثم أعادت النظر لمعاذ: معجبتكش الهدية؟؟
-تدخلت ميان لتنقذ الموقف : حلوة ياحبيبتي بس….
-استوقفها معاذ قائلاً : لا ياميان مش حلوة… لأن جيهان زودتها أوي… وأنا اتخنقت منها ومن أوضاعها…
-اختفت البهجة من وجه جيهان واحتل الحزن مكانها…
-معاذ بإستهزاء : إيه كلامي زعلك؟؟؟… أصل متجيش دلوقتي وتثبتيلي انك بتحسي… وأنك متأثرة…
-جيهان بعينين دامعتين : أنا مش فاهمة أنت زعلان ليه؟
-معاذ بتعجب : بجد… أنتي مش حاسة باللي بتعمليه… تهورك وجنانك ده فاق كل الحدود ياجيهان…أنا كنت بستحمل جنانك ده لان كان بيبقا بيننا لوحدنا… أما اللي عملتيه النهاردة أوفر أوي… ولو فاكرة إنك كده بتحطيني قدام الأمر الواقع تبقى غلطانة… لاني يوم ماافكر اتجوز هتجوز إنسانة ناضجة وعاقلة يُعتمد عليها… مش إنسانة متهورة زيك متعرفش تتحكم في تصرفاتها…
-وقفت جيهان ودموعها لا تتوقف مذهولة مما تسمعه منه…
-تدخلت جوري بانفعال : ليه كل ده يعني… عشان حبيتك بتكسرها أدام الكل وتيجي عليها… هي فعلا غلطانة عشان اختارت غلط.
-جيهان ببكاء : بس ياجوري…
-ميان : متدخليش ياجوري… واتجهت ناحية معاذ : معاذ ممكن تبقوا تتفاهموا في الكلام ده سوي بعدين…
-معاذ بانفعال : مبقاش فيه بعدين… وأمسك كف جيهان ووضع العلبة فيه وقال : طلب مرفوض ياآنسة جيهان… ومتشكر على الحفلة… واستدار مغادراً من القاعة… تبعه وائل : معاذ… معاذ…. معاذ….
-افترشت جيهان الأرض باكية والتفت حولها بقية الفتيات….
-جوري بدموع : قومي ياجي جي متعيطيش هو اللي ميستاهلكيش….
-قاطعتها وسيلة بجدية : جوري… اسكتي انتي وبطلي لبخ في الكلام...وقومي ياجيهان نرجع البيت…
◾ يجوب الشوارع بسيارته على أعلى سرعة منفعلاً وبجواره وائل الذي أصر ألا يتركه وحده…..
-وائل بانفعال : ماتهدي ياجدع انت كده هتموتنا….
-ينظر معاذ بحنق أمامه ولا يرد….
-وائل : اهدي يامعاذ… الموضوع مش مستاهل اللي أنت عمله ده…
-معاذ بغيظ : غبية… غبية… اضطرتني اهينها أدام الناس واحرجها… مجنونة وغير مسؤولة.
- وائل بتساؤول: هو أنت زعلان منها ولا عليها؟
-معاذ بانفعال : وائل مش ناقصاك ياوائل… وأوقف السيارة فجأةً… وقال برجاء: انزل ياوائل…
-وائل بتعجب : هننزل هنا ليه؟
-معاذ بتوضيح : أنت اللي هتنزل… عايز أفضل لوحدي شوية لو سمحت….
-وائل : حاضر نازل… عيلة مجنونة أقسم بالله.
◾منذ ثلاثة أشهر وهو يبحث عما يهديء شكوكه التي أُيقظت منذ يوم خطوبة ميان… والآن بعد بحثٍ طويل كان قد فقد فيه الأمل عن الوصول إليه وصل إلى عنوانه… يقف الآن أمام أحد البيوت القديمة في إحدى قري محافظات الوجه البحري… يرتب في رأسه الحوار الذي هو قادم من أجله… بعد لحظات دق الجرس وانتظر دقيقة حتى فتح الباب رجل على مشارف الستين من عمره يمتلك نفس عيني سارة وبياض بشرتها يزين جبهته علامة الصلاة …ينظر إلى الطارق بتفحص شامل…. علم من ملامحه أنه الشخص المطلوب.
-مروان : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-الرجل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-مروان : إزيك ياعم عبد السلام… آسف جاي من غير سابق ميعاد.
-عبد السلام : ولا يهمك ياأستاذ… أي خدمة.
-مروان : أنا الدكتور مروان المهدى زوج سارة بنتك.
-نظر له الرجل بريبة ولكنه استقبله بترحيب : أهلا يابني اتفضل….
-دخل معه مروان تلك الشقة ذات الطابع الكلاسيكي البسيط… وجلس مقابلاً له في غرفة مخصصة للضيوف…
-بدأ عبد السلام الحوار : أهلا يادكتور… نورتنا… تشرب إيه؟
-شعر مروان بالراحة والقبول ناحية هذا الرجل… فابتسم قائلاً : متشكر أوي… أنت مش عارف أنا تعبت إزاي عشان أوصلك.
-نظر له الرجل بحيرة وتعجب ثم قال : عجيبة… مسألتش مراتك ليه… كانت هتوفر عليك التعب؟
-مروان ببعض التوتر: أصل بصراحة سارة متعرفش إن أنا جايلك..
-عبد السلام بهدوء: طب خير يابني… اقدر افيدك بحاجة.
-نسي مروان في لحظة ماكان يرتب له لبداية الحديث وشعر بارتباك ولكنه ترك للسانه العنان يترجم مافي عقله بدون تحفظ… فقال: كنت عايز أعرف أنت طلقت أم سارة ليه؟
-عبد السلام بعدم ارتياح : وأنت مسألتش مراتك ولا أمها ليه؟
-مروان : مش عارف أوصل معاهم لحاجة… كل اللي قالوه انك اختلفت معاها زي اي اتنين بيختلفوا والحياة استحالت مابينكم… ومعرفتش اوصل لحاجة.
-عبد السلام بتساؤل :وأنت إيه الحاجة اللي عايز توصلها؟
-مروان بحماس: أنا هحكيلك كل حاجة… سارة فهمتني قبل الجواز إن لها أخ اسمه مازن عنده ٣ سنين… وعرفت من كام شهر ان والدتها عملت استئصال للرحم من حوالي خمس سنين… وقتها حسيت إن فيه شيء مريب في الموضوع وأما واجهتها وضغطت عليها قالت إنه طفل اتبنته أمها عشان يعيش معاها بعد ماقررت تطلقها…
-عبد السلام ببرود : وبعدين؟
-مروان : بصراحة أنا جوايا شيء رافض يصدقها… وفي نفس الوقت مش بإيدي حاجة غير إني أبان لها إني مصدقها لاني مش معايا أي دليل على أي شيء.
-عبد السلام بتساؤل : وإيه اللي مش مخليك مصدقها؟
-مروان بحيرة : مش عارف… بس يمكن عشان مازن فيه بعض ملامح سارة ويمكن تعلق سارة الشديد به مخليني متأكد ٩٠٪ أنها أمه.
-عبد السلام : وأنت جاي لي أنا أفيدك… وأأكد لك شكوكك.
-مروان بتأكيد : أنت لازم تفيدني… لأن أنا شاكك إن طلاقك من والدة سارة سببه الولد ده … لأن تاريخ الطلاق قبل تسجيل شهادة الميلاد بأيام.
-عبد السلام : قوم يابني ارجع لمراتك ومتقلبش في حاجة… طلاقي من سعاد نصيب.
-مروان ببعض الانفعال : إزاي يعني… عايزني ارجع اعيش مع بنتك وانا شاكك ان لها ابن من الحرام.
-انفعل الأب قائلاً : أخرس مش للدرجة دي… منكرش ان بنتي مليانة عيوب بس كله الا الحرام… مازن ابنها من طليقها الأولاني.
-مروان بذهول : يعني مازن ابن بلال!!!
-هدأ الأب قليلا ثم قال : أيوة ابن بلال.
-مروان بحيرة : بس بلال ميعرفش انه له ابن منها… يبقى ليه تخبي عليه.. ليه تحرمه من ابنه؟… دي جريمة وانت شريك فيها عشان وافقت على كده.
-الأب بحزن : أنا موافقتش على كده… بنتي عنيدة واتحدتني ومقدرتش عليها… ووقفت طلاق أمها قصاد كده… وأمها شخصيتها ضعيفة ومتعلقة ببنتها اللي ملهاش غيرها وده اللي خلاها تمشي ورا بنتها وتخرب بيتها.
-مروان : بس انت كنت ممكن تطعن في الشهادة أو أقل شيء كنت عرفت بلال انه له ابن.
-عبد السلام : ومين قالك اني معملتش كده… أنا روحت بيت عيلة بلال عشان اعرفه لقيته سافر وعيلته قابلتي مقابلة وحشة بعد مشاكل بنتي معاهم مقدرتش وقتها اقولهم حاجة… ومنكرش اني ضعفت ومقدرتش أقف قصاد بنتي في المحاكم… عشان كده فضلت البعد عنهم وكملت حياتي لوحدي.
-نهض مروان مغادراً… فأوقفه الأب : ناوي على إيه يابني… إياك تأذيها…
-مروان بتأكيد : ناوي أعمل اللي مقدرتش أنت تعمله.
◾ تجتمعن الفتيات في شقة العمة فريال بعدما أقنعن كل منهن والدتها أنهن يريدن قضاء الليلة سوياً… وكالعادة احتوتهن فريال بحنان واستعملت حنكتها وتركت لهن الشقة وقررت أن تبيت الليلة مع أختها جميلة تاركة إياهن على حريتهن….
-أعدت وسيلة لهن بعض المقرمشات والتسالي اللاتي تخطفن إياها بين بعض المشادات المزاحية بينهن ماعدا جيهان التي تجلس في أحد الجوانب حزينة وعينيها متورمة من كثرة بكاءها… وضعت وسيلة مابيدها واقتربت منها قائلة : يعني احنا النهاردة اتجمعنا عشانك وانتي هتفضلي قاعدة كده… متزعليش نفسك واللي حصل حصل.
-جيهان بحزن : مكنتش اعرف انه قاسي كده.
-وسيلة : بالعكس معاذ عمره ماكان قاسي… بس انتي فاجأتيه وأحرجتيه أدام الكل يامفترية… عمرك شوفتي واحدة تقدم الدبل لواحد.
-جيهان بتبرير : كنت عاملهاله مفاجأة… أصل أنتي مش فاهمة معاذ…
-جلست وسيلة أمامها وقالت : طب فهميني اللي مش فاهمه…
-جيهان بحماس : هو بيحبني وعاوزني … بس هو مش عارف… وأنا عملت كده عشان يتجرأ وياخد الخطوة دي.
-وسيلة بتعجب : أنتي مجنونة يابت… حتى هو لو بيحبك فعلا ومش عارف يحدد مشاعره ناحيتك… تعطيه فرصة يفهمها ويحددها ولا تحاصريه بجنانك ده لحد ماتخنقيه زي ماعملتي…
-جيهان بحيرة : وهو اللي يحب حد يتخنق منه… بالعكس بيتمني قربه طول الوقت… عشان كده مكنتش ببعد عنه.
-وسيلة بتنهيدة : ياحبيبتي افهمي… إحنا البشر مهما حبينا بعض وكنا قريبين من بعض بنبقي دايماً في حاجة للخصوصية والانفراد بالذات… نرتب أمورنا وناخد قرارتنا بطريقة مناسبة وانتي استخدمتي مع معاذ أسلوب غلط.
-جيهان بحزن : يعني كان المفروض اعمل ايه؟
-وسيلة بتوضيح : طالما لفتي نظره لحبك كنتي سيبيه ياخد فرصته ويختبر مشاعره ناحيتك وانتي كمان كنت تعززي نفسك وتكرميها وتخليه يتعب عشان يكتشف شخصيتك ويقرب هو منك…
-جيهان بذهول : يعني كنت ابعد عنه… ماهو كده هينساني والبعيد عن القلب بعيد عن العين.
-وسيلة بنفاذ صبر : لا ياجيهان مش كده وافهمي وبطلي سذاجة… أنا دلوقتي لو جبتلك صندوق صغير مقفول وقولتلك خليه معاكي طول الوقت واتعاملي معاه باهتمام بس إياكي تفتحيه… إيه شعورك وقتها؟
-جيهان : هيبقى جوايا فضول دايما إني اعرف جواه إيه.
-وسيلة : تمام… هو ده اللي عايزة اوصله انتي كنتي بتعاملي معاذ بحكم الشغل… لو كنتي اتعاملتي معاه بروتينية مع بعض الاهتمام أحيانا… هو نفسه كان هيتجذب لكي ويبقى عايز يفهمك ويفهم شخصيتك ومع الوقت هتلاقيه بيقرب ويقرب لحد اما يطلب منك أن عمرك ماتبعدي عنه وبدل ماانتي بتتنططي وراه كده في كل مكان كان هو اللي هيطلبك للجواز عشان تفضلي جمبه طول العمر…
-جيهان بندم : يعني كده خلاص معاذ ضاع مني؟
-وسيلة : لا مش هيضيع إن شاء الله بس أنتي اتعلمي أخطائك وتعملي اللي هقولك عليه.
◾ تقف آثار في شرفة شقة عمتها فريال مرتدية إسدال الصلاة حتى يستر جسدها… تحتسي مشروباً ساخناً بعدما تركت الغرفة عندما أتى ميان اتصال من أدهم… فخرجت لتتركها على راحتها… ظلت شاردة تنظر إلى جمال الحديقة وخضرتها التي أينعت عن قبل… فرأته يعبر بوابة المنزل آتياً من الخارج وعلى وجهه علامات الضيق… ظلت تنظر إليه بتمعن وهو يسير بهدوء حتى يقترب ليصعد الدرج… أصبحت تراه شخصاً آخر عن ذي قبل… طالما رأته وائل الوسيم ذو الشخصية الجادة ولكنها دائماً كانت تتعارض مع طريقة تفكيره المتشددة وهذا ماكان يقلل من انجذابها له… ولكن بعد أن مرت بهذه الفترة العصيبة من حياتها وتجاوزتها اكتشفت أن تفكيره هو الصواب والخطأ كان منها… كان دائماً يختلف معها بسبب زينتها وملابسها الضيقة العارية أحياناً… وهي لم تكن ترى منه ذلك سوي رجعية وتخلف… ولكن بعد أن منَّ الله عليها بقربه وهدايته… أيقنت أنها كانت جاهلة عمياء وظنها أن التحضر في العري واللباس والزينة كان جهل منه وقلة وعي بأمور دينها…
-سار وائل حتى اقترب ولا إرادياً رفع بصره مبتسماً بمجاملة يتفقد من التي تقف في شرفة عمته… ابتسمت هي الأخرى له ولكنه سرعان مازالت ابتسامته عندما تأكد أنها آثار وأخفض بصره ودخل مدخل المنزل ليصعد الدرج….
-شعرت الآن بمعنى الكسرة على حق عندما اختفت ابتسامته ووجدت نظرات الكره في عينيه … ولكن لِمَ تحزن وهي تحصد مازرعته يداها… طالما مااهتم بها عن الجميع وميزها عنهم في اجتماعات العائلة واحتفالاتها ولكنها ماذا فعلت كان تكبرها وعنادها هما الرد الرادع له… وعندما آتاها متمنياً إياها زوجة له أرجعته يلملم أذيال خيبة حبه لمن لاتستحق… لِمَ تشعر الآن بقلبها يُكْوي وهي الجاني لا المجني عليه….
-تساقطت دموعها في صمت على وجهها بغزارة حتى اختلطت بالكوب الممسكة به… وعادت من زحام أفكارها على هز وسيلة لها : آثار… مالك ياحبيبتي؟
-وضعت آثار الكوب جانباً ومسحت دموعها وقالت : مفيش ياوسيلة سرحت شوية.
-وسيلة بحنان : طب مش خلاص قولنا هننسي ونبدأ من جديد وانتي ماشاء الله من غير حسد اتغيرتي وبقيتي واحدة تانية.
-آثار بإبتسامة حزينة : خلاص ياوسيلة أنا مسحت الماضي من حياتي… وأنا فعلا بقيت واحدة تانية عايشة على الدنيا… أنا كنت حارمة نفسي من أحلى حاجة وهي دفء العيلة اللي أنا حاساه وسطكم دلوقتي.
-احتضنتها وسيلة بحب قائلة : ربنا يسعد قلبك ياحبيبتي ويعوضك خير.
-دمعت عيني آثار قائلة : ويسعدك ياحبيبتي أنتي كمان تستاهلي خير الدنيا كله.
-ابتسمت وسيلة : تسلمي ياقلبي… بس إيه الخيانة دي كابتشينو لوحدك… وأنا وبقية اللاجئات اللي جوة دول ملناش نفس.
-ابتسمت آثار :لا والله لقيتك قاعدة مع جيهان قولت اسيبك تهديها وميان مندمجة مع سي أدهم وجوري مدمنة ألعاب الانترنت عايشة في عالمها الخاص… وأنا بصراحة اما بتطلب معايا مبقدرش استنى.
-وسيلة : يبقى كده سماح المرة دي…(ثم استندت على سور الشرفة وأخذت نفساً عميقاً )... بس الجو النهاردة تحفة… أنا من زمان موقفتش في بلكونة البيت…
-آثار بتأكيد : فعلآ تحفة… وظلت كلا منهما شاردة مسلطة عينيها على خضرة الحديقة وأزهارها… ولكن قطع الصمت آثار متسائلة : وسيلة… هو اللي بيحب يقدر يكره؟
-وسيلة وهي مازالت على وضعها : القلب اللي بيحب مبيعرفش يكره ياآثار… القلب اللي بيحب بيتوجع ويتألم إنما ميعرفش الكره….
-آثار: طب ليه اللي يحب مبيسامحش؟
-وسيلة : أصل أكتر حد بيتوجع هو أكتر حد بيحب.
◾ مرت ساعات الليل عليه كأنها دهر… قضاها في سيارته كارهاً رؤيتها أو النظر إليها… وأخيراً أشرقت الشمس لتعلن عن يوم خاص في حياة مروان… كل مايشغل تفكيره الآن كيف خفي عليه هذا الوجه الشيطاني لها… أي جبروت تملكه تلك المرأة لتفعل مافعلته… ولكن بعد تفكير طويل قرر أن يعالج الأمر من وجهته الصحيحة… فأخرج هاتفه وضغط اتصال… وبعد لحظات : أيوة يابلال… أنت فين؟
-..........
-طب ماتسلمش الوردية وتمشي استناني انا ساعة وهكون عندك.
-..........
-أما آجي هتفهم كل حاجة.
◾ بعد مرور ساعة كان يجلس مروان على أحد الكراسي الجلدية مقابلاً لبلال في إحدى غرف الأطباء في المستشفي.
-بلال : فيه إيه يامروان… مالك؟
-مروان بتردد: عايز اتكلم معاك في موضوع مهم.
-بلال بقلق : اتكلم على طول ولا يهمك… قلقتني .
-مروان ببعض التوتر: أنا مش عارف اجيبهالك إزاي… بس هو أنت تعرف ان سارة كانت حامل منك؟
-بلال بتأكيد : أيوة… كانت حامل مني وبعد الطلاق بأسبوعين بلغتني الدكتورة المتابعة لحالتها أن الحمل نزل في الشهر الرابع وهي طلبت منها تبلغني.
-مروان بتساؤل : وأنت صدقت؟
-بلال بتعجب : وليه لاء… طالما الدكتورة نفسها اللي بلغتني.
-أشفق مروان على مسالمة هذا الشخص وأحس بصعوبة من مواجهته بالأمر ولكن لابد من إخباره : طب عايز أقولك يابلال إن ابنك اللي بلغوك انه لم يكتمل… اتولد وعنده ٣ سنين.
-نهض بلال مصدوماً: إيه اللي أنت بتقوله ده… إزاي وأنا معرفش… و… و… أنت عايز توصل لإيه يامروان ولا دي لعبة جديدة منها وأنا معرفش… ماأنا عارفها المكر بيجري في دمها.
-نهض مروان مشفقاً عليه : اهدي يابلال واقعد عشان نتكلم وأنا هحكيلك عن كل حاجة… ولو مش مصدق ممكن تعمل تحليل بسيط تتأكد به….
-جلس بلال وهو على حالة يرثي لها ثم قصّ عليه كل ماحدث منذ أن قابل طبيب النسا حتى عاد من عند عبد السلام والدها...