رواية في سبيل صهيب الفصل العشرون 20 بقلم لبنى دراز


رواية في سبيل صهيب الفصل العشرون 20 والاخير بقلم لبنى دراز


فـ مرسى علم

صهيب بعد ما خلص تجهيز المكان زى ما كان بيحلم بيه، دخل الشاليه خد شاور وغير هدومه، وطلع وقف قدام المراية، قلبه بيخبط فـ صدره بعنف كأنه عايز يهرب من بين ضلوعه، ملامح وشه كلها قلق، وعيونه فيها لمعة فرحة غريبة ومش مفهومة، سرح شعره وهذب دقنه، ورش برفانه، وهو بيبص لنفسه بيحاول يهدّي ضربات قلبه وكل شوية يبص فـ ساعته، حاسس ان الوقت واقف، والدقايق بطيئة أوي بتمشي بالعافية، وخرج من الشاليه، وقف قدّام البحر، عينيه ع المية، بس عقله وقلبه مشغولين بحكاية تانية خالص، فضل يعد الثواني والدقايق كأنهم عمر، وقف يكلم نفسه بنبرة توتر بيحاول يخبّيه: فى ايه مالك؟ اللى يشوفك وانت متوتر كدا يقول انك اول مرة تشوفها.

قلبه رد عليه بتوتر واضح: اتأخرت أوي كدا ليه؟

عقله بتهكم: ما تهدى شوية يا عم النحنوح، دلوقتي تلاقيها جاية، بس اتقل حبة.

قلبه بنفاذ صبر: اتقل ايه بس، انا ما بقاش عندي ذرة صبر، تفتكر اتصل بجدي اعرف منه هي وصلت فين؟

فضل الحوار داير بين قلبه وعقله، وهو واقف فـ مكانه، حاسس إن كل حاجة حواليه ساكنة إلا جواه، وفجأة، سمع صوت الطيارة، رفع راسه بسرعة، عينيه اتعلقت بـ السما، شافها جاية بتقرب، وكل ما بتقرب، قلبه بيدق أكتر، كأنها أول مرة يقابلها فـ حياته، ضربات قلبه بقت عنيفة، نفسه مش منتظم، حاول يهدى، يلم شتات روحه، لكن فشل، لأن اللي جاي مش مجرد لحظة عادية، دي لحظة بـ عمره كله.

عند سبيل

بعد ما وصلت الطيارة وقبل ما تهبط جات لها رسالة أخيرة: بصي من الشباك.

سبيل نفذت الأمر وهى مستسلمة تماما، وبمجرد ما بصت من الشباك، شافت اللى رد لها روحها، كلمة بحبك مكتوبة كبيرة وبالخط العريض، ومتحاوطة بشموع إلكترونية، بعدها الطيارة بعدت شوية عن المكان عشان تنزل فـ المكان المخصص لهبوطها، سبيل ابتدت تربط الاحداث ببعض وقبل ما تلحق تفهم حاجة، رن تليفونها بمكالمة فيديو فتحتها بلهفة وشافت جدها وهو بيضحك لدرجة ان عينه دمعت من كتر الضحك، بصت له بغيظ: بقى تيجي منك انت؟! تعمل كدا فيا؟ ماشي يا جدو!!

عمران من بين ضحكه: وانا مالي ياختي، هو اللى عايز يفاجئك عشان يصالحك.

سبيل بصت له برفعة حاجب: جدووو، مبروم ع مبروم ما يرولش.

عمران قهقه وبنظرة مليانة سخرية: ما انتي اللى غبية، اعملك ايه؟ توقعت انك هتفهمي، ههههههههههه.

سبيل بغيظ: افهم ايه بس؟ وانت بتقولي صهيب وصهيل فـ خطر.

عمران بنبرة حنونة: انسي يا حبيبتى، وانزلي قضي ليلة سعيدة ع البحر مع حبيبك، اتصافوا وافتحوا صفحة جديدة.. وبص لها بمشاكسة: وإياكي تسمحيله يقرب منك او حتى يلمسك، فاهمة؟

سبيل ضيقت عينيها وبنبرة مندهشة: يعنى ايه بقى؟ مش فاهمة.

عمران ابتسم بمكر: اسمعي يا بت اللى بقوله وانتى ساكتة، وخدي بالك، هعرف وانا قاعد مكانى كل اللى بيحصل بينكم.

سبيل برفعة حاجب: يا سلام يا سي جدو، هتعرف ازاى بقى؟

عمران زادت ضحكته: هو انتي بس اللي عندك عفاريت؟! انا كمان عندي عفاريت، ومطلوقين وراكم بيقولولي كل اخباركم، يللا يا حبيبتي، الطيارة هبطت، قومي اجري ع جوزك، عيشوا حياتكم، وانبسطوا سوا.

قفلت سبيل المكالمة مع جدها ونزلت جري من الطيارة وشافت ممر طويل من عند السلم مفروش بسجادة حمرا وع الجانبين شموع إلكترونية منورة، مشيت فـ الممر وكل خطوة بتاخدها قلبها بيدق بقوة، بس المرة دي دقاته مختلفة، مش دقات خوف او قلق، لأ، دقات فرحة وسعادة، أخيرا بعد سنين عذاب، قلبها هيرتاح ويفرح، أخيرا حلم حياتها هيتحقق وتبدأ تعيش حياتها مع اللى اتمناه قلبها، فضلت ماشية، لحد ما وصلت عند آخر حرف من كلمة بحبك، ولمحته وهو بيقرب منها، خـtـف عيونها بطلته الساحرة، وابتسامته اللى زلزلت كيانها.

اما صهيب كان واقف عند اول حرف فـ الكلمة، وبمجرد ما هبطت الطيارة وهو هيتجنن نفسه يجري عليها وياخدها فـ حضنه ويخبيها بين ضلوعه، بس كان لازم يصبر شوية، اول ما شافها بتقرب ومشيت وسط حروف الكلمة المكتوبة، سرقت قلبه بابتسامتها وجمالها اللى خـtـف أنفاسه، بدأ يتحرك هو كمان وحاسس ان قلبه بيرفرف جوة صدره، لحد ما اتقابلوا فـ نصها بالظبط، قرب منها وعيونه بتلمع لمعة غريبة وفجأة، كل اللى كان راسمه فـ خياله طار، وقف شوية ساكت، عيونهم اتقابلت فـ نظرة طويلة، كل الأصوات اللي حواليهم أختفت ومافيش غير صوت انفاسهم ودقات قلوبهم وبس، قرب منها خطوة كمان وطلع علبة صغيرة من جيب البدلة، فتحها ومد إيده بيها قدامها، وبنبرة صوت مبحوح: تقبلي تكوني حبيبتي ومراتي أم ولادي وتمشي معايا المشوار الطويل لنهاية العمر؟ تقبليني شريك لحياتك ورفيق دربك يا سبيل؟ تقبليني أكون ونيسك فـ طريقك؟ تقبلي أكون سندك وأمانك وحمايتك، يا سندي وأماني وحمايتي؟ تسمحي لي بمكان فـ دنيتك، يا كل دنيتي؟

سبيل شافته بيقدم لها هديته، وبيعرض عليها تشاركه حياته، دموعها زادت غصب عنها وهى مش مصدقة ولا مستوعبة اللى بتسمعه، جسمها كله ارتعش، وضربات قلبها زادت لدرجة ان هو شايفها، حطت إيدها ع قلبها تحاول تهديه، وهزت راسها بالموافقة وهى بتبتسم من بين دموعها من غير ما تنطق بكلمة.

صهيب مسك إيد سبيل الشمال ولبسها الدبلة والخاتم اللى فـ العلبة، وبعدها باس إيدها وجبينها، وهمس بصوت عاشق: بحبك يا أجمل حاجة حصلت لي فـ حياتي، بحبك يا عمري اللى فات وعمري اللى جاي، بحبك يا أول وآخر وأجمل حب عشته وبعيشه وهعيش فيه اللى باقي من عمري.

سبيل أخيرا اتكلمت صوتها خرج مهزوز من بين دموعها: طب واللى فات؟

صهيب قرب منها أكتر مسك وشها بين كفوفه، بيمسح لها دموعها بصوابعه، وعيونه متعلقة بعيونها وبنبرة صوت مليانة بصدق مشاعره: اللى فات؟! كان سراب، وهم، إنما انتي الحقيقة الوحيدة فـ حياتي يا سبيلي.

سبيل غمضت عينيها بتحاول تهدي ضربات قلبها، وفتحتهم ببطء وهى بتهمس بالكلمة اللى خبتها جواها سنين، لأول مرة وبصوت مبحوح: بحبك.

صهيب عينيه لمعت بسعادة وبنبرة شقية: قولتي ايه؟ ما سمعتش، قولي تاني كدا؟!

سبيل ابتسمت بخجل وعيونها اتعلقت بعيونه وهمست: بحبك يا حلم عشت عمري استناه، بحبك يا أجمل دعوة فـ صلاتي، بحبك يا أملي وظني ويقيني فـ الحياة.

صهيب اتجنن فجأة وصرخ مرة واحدة، وبغيظ مصطنع: طب أعمل ايه انا دلوقتي؟! بعد الكلام الحلو ده؟ أه منك يا جدي كان لازم يعني تكتفني بشرطك الصعب ده؟!

سبيل بمجرد ما شافته بالحالة دي، انـfـجرت ضحكتها من جوة قلبها، ضحكة طالعة عالية وصافية، كأنها كانت محبوسة سنين وأخيرا لقت طريقها لـ النور، ضحكت لدرجة ان دموعها لمعت فـ عينيها.

صهيب شرد فـ ضحكتها اللى نورت وشها وزادتها جمال فوق جمالها، وفجأة اتجنن وبنبرة مجنونة: لااااا، أعملي معروف، انا مش حمل الضحكة دي، انا مستحمل بالعافية.

سبيل مازالت بتضحك، وبنبرة خجولة لكنها فيها شوية سخرية: أهدى يا حبيبى عفاريت جدو حوالينا، يروحوا يبلغوه، نلاقيه واقف فوق دماغنا قبل ما نتحرك من مكاننا.

صهيب بص لها برفعة حاجب وابتسامة شقية: طب بذمتك انتي؟! ينفع أهدى وامسك نفسي بعد الكلام الحلو ده؟! ولا الضحكة اللى نورت الدنيا فـ عز الليل دي؟ أيعقل؟!

سبيل بخجل وبصوت واطي اقرب للهمس: هو احنا هنفضل واقفين هنا؟

صهيب مسك إيدها، شبّك صوابعه فـ صوابعها، ورجع بيها من نفس الطريق فوق حروف الكلمة لحد ما وصل عند ترابيزة ع البحر، عليها اكتر اكلات هى بتحبها وبمجرد ما قعدوا، اشتغلت حواليهم الشموع الشر*ارية، وأكتر أغنية بتحبها سبيل.

غمض عينيك وإحلم معايا
وهات إيديك وإحضن هوايا
غمض عينيك وإحلم معايا
وهات إيديك وإحضن هوايا

وبمجرد ما اشتغلت الأغنية، سبيل دموعها نزلت وهى عيونها متعلقة بعيونه، وحاطة ايديها ع الترابيزة وبتغني معاها: إحضن هوايا لأبعد حد
وألمس معايا خدود الورد
لا نجوم وليل ولا سما ولا أرض
ده إحنا في دنيا لوحدنا.
دوقني شوق دوق الغرام
غمض عينيك وفي حضني نام
قول فالهوا من غير كلام
ده إحنا أتخلقنا لبعضنا.

صهيب مسك إيدها، وبالإيد التانية بيمسح لها دموعها وبيغني هو كمان مع الأغنية: ليلة غرام نحلم ندوب،
من غير كلام تحكي القلوب،
خدني لهواك ده إحنا يا دوب
باب الهوى مفتوح لنا.
غمض عينيك وإحلم معايا
وهات إيديك وإحضن هوايا
غمض عينيك، عينيك وإحلم معايا، وهات إيديك وإحضن هوايا.

قام فجأة وشدها لحضنه بكل قوته كأنه عايز يخبيها بين ضلوعه وبصوت مبحوح: ليه الدموع دي يا حبيبتي؟

سبيل اتنهدت تنهيدة طويلة ودموعها نازلة وبنبرة مش مصدقة: طول عمري كنت بحلم باليوم ده، كنت بتمنى أنك تخـtـفني بنفس الطريقة دي، ونكون سوا فـ مكان زى ده، ونسمع نفس الأغنية دي، انا بجد مش مصدقة، انت ازاى عرفت اللى عشت عمري كله أفكر فيه؟! وقدرت ازاى تنفذه بالسرعة دى؟!

ابتسم صهيب وافتكر جده لما خطط معاه كل حاجة، واتنهد براحة: تفتكري هيكون ازاى يعني؟!

الاتنين نطقوها فـ نفس الوقت وهما بيضحكوا: أكيد جدو، مافيش غيره.
 
كملوا الأغنية ورقصوا سوا ع نغماتها بعد ما طلبوا يسمعوها مرة تانية، وفضلوا ع الحالة دي وقت كبير، نسيوا الدنيا حواليهم، وكل ما تخلص الأغنية يشغلوها تاني ويرقصوا، عليها.

___________________

فـ القاهرة
قصر عمران الشهاوي

فـ نفس الوقت، سامية كانت قاعدة وهي شايلة صهيل ومعاها فاطمة والبنات، كلهم قلقانين ع سبيل وصهيب اللى اتأخروا، وموبايلاتهم مقفولة، ومش عارفين يتصرفوا.

خرج عمران من المكتب وهو مبسوط بعد ما اطمن ع سبيل وصهيب، وبص لهم باستغراب، ونبرته كلها قلق: مالكم قاعدين كدا ليه؟ وفين الباقيين؟

فاطمة بملامح كلها خوف وقلق: كلهم فوق من بعد الغدا، بس صهيب وسبيل لحد دلوقتي لسة ما رجعوش، وتليفوناتهم مقفولة.

عمران ابتسم بمكر: عارف، سيبوهم فـ حالهم، الله يعينهم ع اللى هما فيه.

سامية بصت له باستغراب ونبرة قلق: قصدك ايه يا بابا؟! هما جرالهم حاجة؟!

عمران كتم ضحكته ورسم ع ملامحه الجدية: لأ لسة، بس أكيد هيجرالهم.. وبهمس لنفسه سمعته شاهندة: ده لو ما كانش صهيب اتشل فيها.

قربت منه شاهندة وهمست جنب ودنه: اقفش، عملت فيهم ايه يا عسل انت يشلهم؟!

عمران رد عليها، وهو بيضحك: أبدا قولتلهم ما يقربـ.... وفجأة بص لها بغيظ مصطنع: وانتي مالك يا بت انتي، امشي اقعدي جنب أختك وانتى ساكتة، يللا.

شاهندة غمزت له بعينها وهى رايحة تقعد جنب يمنى: ماشي يا جدو، مسيري هعرف.

عمران بص لـ سامية اللى توترها باين ع حفيدها اللى مش مبطل عياط: صهيل ماله يا سامية؟

سامية بقلق: مش عارفة يا بابا؟ بقاله ساعة مش ساكت، امه اتأخرت اوى وانا قلقانة عليها هى وصهيب.

عمران بهدوء: قولتلك ما تقلقيش عليهم، وعموما عشان ترتاحوا كلكم، هما مش راجعين دلوقتي خالص، لسة معاهم شهر ع ما يرجعوا.

سامية بدهشة: شهر!! طب وصهيل؟! ده ع صرخة واحدة بقالة شوية ومش فاصل.

عمران بحكمة: الولد ع صرخة واحدة لأنه حس بقلقك وتوترك، وأكيد كلكم نفس الحكاية، عشان كدا مش ساكت، لكن لو هديتوا واطمنتوا، هو كمان هيهدى ويسكت.

فاطمة بصت له برفعة حاجب وفهمت هو عمل ايه، وبنبرة عتاب: من أمتى بتعمل حاجة من غير ما تقولي يا عمران؟

ابتسم لها بعيونه وبنبرة فيها أسف وندم: سامحيني يا غالية اضطريت... 
ورجع بص لـ سامية بجدية: اطمني يا سامية، ابنك ومراته بخير، انسيهم خالص وراعي حفيدك لحد ما يرجعوا.

سامية بتردد: بس يا بابا الولد...

عمران قاطعها بهدوء: ما بسش يا سامية، ايه؟ مش هتعرفي انتى والبنات تخلوا بالكم منه كام يوم لحد ما امه وابوه يرجعوا؟

سامية بنبرة استسلام: حاضر يا بابا، اللى حضرتك تؤمر بيه.

عمران بص لـ شاهندة ويمنى بهدوء: اطلعوا يا بنات، كل واحدة تنده ابوها وأخوها وانزلوا كلكم، بسرعة يللا.

الاتنين بسعادة فـ نفس الوقت: حاضر يا جدو.

وفعلا طلعوا السلالم جري، وبعد شوية نزلوا تاني، ووراهم عادل وعلي ونادر وشهاب.

قرب عادل من عمران بنبرة بقلق: خير يا بابا؟ في حاجة؟

عمران اتنهد بغيظ: هو انا عشان عايز اقعد مع ولادي، لازم يبقى في حاجة.

عادل بنبرة اعتذار: العفو يا بابا، ما قصدش، بس حضرتك دايما فـ الوقت ده، يا فـ المكتب بتقرأ، يا فـ جناحك بترتاح.

عمران بص له بهدوء: ماشي يا سي عادل، انا فعلا طالع ارتاح شوية..
وبص لهم كلهم بمكر: بس قبل ما اطلع، احب اقولكم، بكرة عندنا حفلة كبيرة ومعزومين فيها، ولازم كلكم تكونوا موجودين.

علي باستغراب وبنبرة مندهشة: حفلة ايه دي يا بابا؟! 

عمران بنرفزة مزيفة: وانت مالك يا علي! انتوا تسمعوا اللى بقوله وبس، قولت في حفلة والكل لازم يحضرها!! يعني تقولوا حاضر من غير نقاش. 

علي بنبرة كلها أسف: حاضر يا بابا، وأسف اني سألت حضرتك.

عادل بنبرة قلق وتوتر: فين الحفلة دي يا حاج؟

عمران بنبرة هادية: هتكون فـ أوتيل(...) الساعة 9، ياريت تجهّزوا نفسكم من دلوقتي وترتبوا أموركم...
بص لـ سامية وبنبرة أمر: انزلي الصبح هاتي أشيك بدلة لـ صهيل باشا الشهاوي، عشان يحضر بيها الحفلة، وهسيبلك مبلغ محترم مع فاطمة، تديه لـ محاسن وهدية عشان ينزلوا هما وكل الشغالين وقت الاستراحة بتاعتهم يشتروا هدوم جديدة، عشان هيحضروا معانا الحفلة.

سامية ردت بنبرة اندهاش: حاضر يا بابا.

نادر قرب من شهاب، همس له وهو مش مستوعب اللى بيسمعه: انت فاهم حاجة؟!

شهاب عينه ع عمران، هز راسه، بنفس الهمس وبنبرة كلها حيرة: بحاول افهم ومش عارف اوصل، بس هقول ايه؟! هو ده عمران الشهاوي، ماحدش بيعرف يفهمه.

عمران بص لـ شهاب بمكر: ما تشغلش دماغك كتير، عشان لو قعدت 100 سنة مش هتعرف تفهم دماغي يا ابن عادل.

نادر بذهول: اوبااااا!! هو سمعنا؟! طب ازاى؟! ده انا ما كنتش سامع نفسي؟

عمران مشي لحد السلم، ولف بجسمه لـ نادر بهدوء: بكرة تكبر وتتجوز وتبقى أب، وساعتها هتعرف انا سمعتكم ازاى.
وبص لـ شهاب بنظرة حنونة كلها حب وبنبرة سعيدة: حضّر نفسك، آخر الاسبوع كتب كتابك ع كريمة، وفرحكم الشهر الجاي.

شهاب جري ع جده من فرحته وهو مش مصدق اللى بيسمعه: حضرتك قولت ايه دلوقتى؟ بالله عليك يا جدي، قول اللى قولته ده تاني!! 

عمران سابه وكمل طريقه ع السلم وهو بيبتسم ابتسامة صافية، وبنبرة متهكمة وهو ضهره لـ شهاب: عليه العوض ومنه العوض فـ أحفادي، شهااااب، لو هتفضل متنح كدا كتير، انسى، اعتبرني ما قولتش حاجة، ههههههههههه.

شهاب صرخ بجنان وجري ورا جده ع السلم: لااااا، انسى ايه؟ ده انا ما صدقت، ابوسك منين بس؟! قولّي!! 

عمران ضحك بمكر: ما اعتقدش انك تحب تبوس جدك الخنشور، وفرهم لـ ناس تانية بس بعد الفرح يا فالح مش قبله، هههههه

سابه وكمل طريقه طالع جناحه، وجواه راحة غريبة، إحساس عمره ما حسه من سنين، قلبه بيرتاح لأول مرة من همّ تقيل كان شايله لوحده، ابتسامته البسيطة اللي فضل شايلها لحد ما وصل جناحه، ما كانتش بس فرحة، كانت امتنان جواه إنه شاف اليوم اللي ولاده وأحفاده واقفين فيه جنب بعض، ع قلب رجل واحد، من غير مشاحنات ولا حسد، ومن غير خوف من بكرة، دخل جناحه وقفل الباب وراه بهدوء، لف بعينيه فـ كل ركن فـ الأوضة، بيودّع القلق اللي كان ساكنها، قعد ع كرسيه اللي دايمًا بيقعد فيه، سند ضهره وغمض عينيه، مر فـ باله
حكمة فاطمة وعيونها اللى دايما بتفهمه من نظرة، فرحة صهيب واعترافه بحب سبيل، دموع سبيل وهى شايفة حلمها بيتحقق أخيرا بعد سنين عذاب، صوت شهاب وهو بيجري عليه من الفرحة، ضحكة نادر، لهفة علي، وقلق عادل اللي دايمًا شايل المسؤولية، حب سامية الخالص من أى أحقاد لـ العيلة، يمنى وشاهندة وهما بيجروا عليه دايما ويشاكسوه، صهيل أصغر حفيد واجمل فرحة وامتداد لأسمه، اللحظة اللي كان مستنيها طول عمره، وعاش حياته كلها عشانها، همس لنفسه بصوت واطي: دلوقتي بس أقدر أقول إن عمران الشهاوي لسه بخير، ولسه ليه سند، سكت وساب قلبه يعيش اللحظة...
لحظة الانتصار الحقيقي، اللي ما جاش بـ مال ولا سلطة، لكن بإيدين مترابطين، وعيلة اتجمعت تاني زي زمان ويمكن أحسن كمان.

_____________________

فـ مرسى علم

بعد ما صهيب وسبيل خلصوا رقص وقعدوا اتعشوا سوا ع ضوء الشموع، قاموا اتمشوا ع البحر شوية لحد ما وصلوا لمكان، صهيب كان مجهزه بقلب كبير مرسوم بالشموع، قعدوا جواه، خدها فـ حضنه وناموا ع الرمل وعيونهم اتعلقت بـ السما.

صهيب اتنهد تنهيدة طويلة، ولفّ وشه لـ سبيل بابتسامة هادية وهو بيلعب لها فـ خصلات شعرها: معقول انا كنت أعمى للدرجة دي؟ ازاى ما كنتش شايفك قبل كدا؟

ابتسمت سبيل وبصت له بنظرة كلها شوق وبنبرة عاشقة: عشان كنت شايف البنت الصغيرة اللي اتربت فـ حضن باباك ومامتك، وعاملتها زى شاهندة.

صهيب عيونه اتعلقت بعيونها وبهمس: لو كنت أعرف ان البنت الصغيرة ام ضفاير، هتكبر وتبقى اجمل ست فـ الدنيا، وتحبني الحب ده كله، ما كنتش ضيعت لحظة واحدة من عمري بعيد عنها.

سبيل رجعت بصت بعينيها لـ السما وبتنهيدة: من يوم ما قلبي دق بحبك وانا بتمني اصرخ بالكلمة اللى جوايا، بس كنت ارجع واقول لنفسي، اهدي واستني لما تحسيها منه، ويوم بعد يوم، وسنة ورا سنة كنت بكبر وبيكبر حبك جوايا، وما حسيتش منك اللى يخليني أصرح لك بحبي، كتمته بكل قوتي وأكتفيت منك بنظرة الأخ الكبير... لفّت وشها تاني وبصت له بحزن: بس قلبي وجعني اوي منك لما قولت لـ جدو مستحيل اتجوزها...

صهيب قاطعها ببوسة فوق جبينها وبنبرة ندم: كنت غبي، وجاهل، ما كنتش شايف الحقيقة اللى كل الناس شايفينها.

سبيل بصت له وهى بتضحك وبنبرة سخرية: ايوة، ع رأي شهاب، غبي وحمار كمان.

صهيب اتعدل وقعد وبص لها بحاجب مرفوع: اممممم، بقى انا حمار!! مااااشي

سبيل قعدت بصت له وضحكت بعلو صوتها ومن بين ضحكها: أحلى حمار فـ حياتي يا ناس، ههههههههههه.

صهيب بص لها وهو بيضحك: يا بنتى أرحمي أمي، بطلي تضحكي وتبصي لي كدا، صدقيني هروح فيها!! 

سبيل ما زالت بتضحك وصوت ضحكتها مجلجل: سلامتك يا حبيبى.

صهيب بغيظ: يا بت بقولك بطلي ضحك، انا هموت وندخل سوا جوة الشاليه.

سبيل من بين ضحكها اللى هيجننه: وانا مالي يا اخويا، عايز تدخل، ادخل لوحدك، جدو قالي اوعي جوزك يتحمرش بيكي، وانا بحب اسمع الكلام، ههههههههههه

صهيب بص لها برفعة حاجب وابتسامة غيظ: اه ياختي، اسمعي كلامه انتي، واتشل أنا.
 
سبيل غمزت له وبنبرة كلها دلع: بعد الشر عليك يا هيبو يا حبيبي.

صهيب قرب منها وشدها لحضنه بغيظ: وبعدين معاكي يعني؟ انتي ناوية تجننيني مش كدا؟! بقى انا بقولك اتلمي، وانتي تشليني بزيادة، مش كفاية جدك واللى عامله فيا.

سبيل ابتسمت واستسلمت لحضنه، غمضت عينيها وبتاخد نفس قوي من ريحته، فتحت عينها ببطء وبصت له بحب وبنبرة كلها رجاء: انا بحبك أوي يا صهيب، ممكن ما توجعنيش تاني؟! 

صهيب اتنهد تنهيدة تقيلة وبص لها بنظرة حنونة ونبرة ندم: سامحيني يا أغلى من روحي، حقك ع قلبي، عارفة؟ انا كنت هتجنن لما مشيتي وما كنتش عارف عنك حاجة، قلبت الدنيا عليكي عشان الاقيكي، كنت بقولهم اني بدور عليكي عشان أطلقك واسلمك بإيدي لـ حبيبك، بس كنت بستغرب نفسي، أزاى بقول كدا، وجوايا مش عايز أعمل ده، عايزك تفضلي مراتي، ماكنتش فاهم ليه، ودلوقتي بس فهمت، بس اللى هيجنني، انتى ازاى كنتي فـ مارسيليا وانا سألت عليكي فـ المطار وقالولى ما خرجتيش من مصر.

سبيل ابتسمت ابتسامة هادية: عشان ببساطة انا ماخرجتش من مطار القاهرة.

صهيب باستغراب: ازاى؟

سبيل بهدوء: يا حبيبى انا لما رجعت من باريس نزلت ع مطار شرم الشيخ وطبيعي لان التذكرة ذهاب وعودة، ارجع مع نفس الشركة، من شرم.

صهيب قام وقف وشدها وقفها يتمشوا شوية: طيب، ده بالنسبة لسفرك، بعيدا بقى عن كل الشقلبة اللى عملتيها عشان تكشفي نرمين وسها...

سبيل قاطعته بغيظ: اسمها سلعوة، وما تجيبش سيرتها تاني، عشان انا بغير، مااااشي؟

صهيب اتنهد بابتسامة: حاضر يا عيون وقلب حبيبك، بس بجد عايز اعرف ازاى قدرتي تاخدي شاهندة ويمنى وتخلينا نلفّ حوالين نفسنا بالشكل ده.

سبيل بابتسامة هادية: لما عرفت بتخطيط هاني، حبيت اسبقه بخطوة وقولت لـ جدو، اللى فكرت فيه، وساعتها كلمت شهاب وحكيت له كل حاجة وعرفته بالناس اللي هتساعده، وهو قال لـ شاهندة ويمنى، وخروجهم من القصر يوم مواجهتك بالسلعوة كان بالاتفاق معاه وكنا كلنا ع الفون مع بعض لحد ما اتأكدت انهم فـ أمان.

صهيب بابتسامة شقية: يا خراشي، متجوز زعيمة عصابة، يا ناس.

سبيل برفعة حاجب، ونبرة تحدي: زعيمة عصابة؟! ماشي، ماشي، انا هوريك زعيمة العصابة دي هتعمل فيك ايه!!

صهيب اتنهد تنهيدة خفيفة ووقف قرب منها مسك ايديها الاتنين ورفعهم لشفايفه باسهم ببطء وعيونه متعلقة بعيونها: انا أكيد عملت حاجة حلوة فـ حياتي، عشان ربنا يكافئني بيكي، بحبك يا سبيلي...
قرب منها وهمس بنبرة دافية جنب ودنها: أحببتكِ يا امرأةً أعطتني بلا ثمنِ، خَطَـ*ـفَتْني من نفسي ومن زمني، أهدَتني قلبها وطنِ، وهمستِ لروحي بحنانٍ ما عرفته أبدًا، فصار نبضي لا ينبضُ إلا لكِ علنًا.
أقسمُ…
لو عاد بي العمرُ من أوّله،
لاخترتُكِ عشقًا، وسكنًا، ومأمنًا.

ابتسمت سبيل بخجل، وهى حاسة بكلمات صهيب بتلمس قلبها، رفعت عينيها لـ عينيه فـ نظرة طويلة مليانة حب مالوش وصف: أنتَ من جعلني أرى العالم بألوانٍ جديدة، أنتَ من علّمني أن الحب ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو روح تتنفس فينا، لقد سرقتَني من كل شيء، وتركَتني في عالمٍ لا أريد الخروج منه، عالمٍ مليء بك وحدك، أنتَ ليس فقط ما تمنيتُه، بل أكثر مما حلم به قلبي، وأرقى مما يليق بأحلامي،
أقسمُ لك، لا وجود لي خارج حدودك، ولا حياة لي إن لم تكن أنتَ سكني، ووطني، ومأمني،
لستُ بحاجة لأن يعود الزمان لتختارني، فكل لحظةٍ معك هي ميلادٌ جديد لعشقٍ لا ينتهي.

بعد وقت طويل رجعوا قعدوا جوة القلب المرسوم، غلبهم التعب خدها فـ حضنه وناموا ع الرمل مرة تانية بس المرة دي راحوا فـ نوم عميق كأنهم اول مرة يدوقوا الراحة بعد سنين تعب وانتظار، مر الوقت بسرعة، ولما صحيوا دخلوا الشاليه، أخدوا شاور وفطروا وخرجوا بسرعة ع المطار ركبوا اول طيارة راجعة القاهرة وزى ما قال عمران طلعوا من المطار ع الأوتيل أكدوا الحجز واستلموا مفاتيح الأوض، وبمجرد ما وصلوا قدام اوضهم.

صهيب باس سبيل فـ جبينها وبنظرة عاشق: مضطر أنفذ باقي الشرط واتحرم منك، لحين إشعار أخر من عمران باشا، هتوحشيني وتوحشي عيني وقلبي وعقلي، الشوية اللى هتغيبيهم عني.

سبيل غمضت عينيها تحبس صورته جواها، وبنبرة اشتياق: وانت كمان هتوحشني يا حبيبي.

صهيب بجنان: أنا بقول بلاها شرط، بلاها جدو، وندخل الاوضة سوا، عشان كدا كتير بصراحة.

سبيل بضحك وهي بتزقه ناحية اوضته: أمشي يا مجنون أدخل اوضتك قبل ما نلاقي جدو ع دماغنا.

صهيب اتنهد بحاجب مرفوع وهو بيمسح ع وشه، بنبرة غيظ مصطنع مليانة دلع: مضطر اصبر وامري لله...
بص لها بعيون كلها شوق، وبنبرة دافية تحضن القلب: ادخلي ارتاحي، وخلي بالك من نفسك.

سبيل اكتفت بهزة خفيفة من راسها وسعادة مرسومة ع وشها، من غير ولا كلمة، ويا دوب كانت بتفتح باب أوضتها...

صهيب نده عليها فجأة بصوت كله لهفة: سبيل!!

سبيل وقفت مكانها، ولفّت راسها ناحيته بنعومة: امممممم، نعم

صهيب غمز لها وطبع ع ايده بوسة وطيرهالها فـ الهوا وهمس بصوت حاني: بحبك، بعيش فيكي وليكي وبيكي.

سبيل ضحكت بدلع وهي داخلة الاوضة وبصت له بشقاوة: مجنون.

صهيب رد عليها بضحكة ناعمة: بيكي يا قلبي.

كل واحد فيهم دخل اوضته وقلبه مليان راحة وسعادة، كأنهم أخيرا وصلوا لنهاية السباق منتصرين، صهيب اول ما دخل قعد ع الكرسي وهو حاسس ان قلبه بيخبط فـ صدره بقوة، ابتسم وغمض عينه وذاكرته خدته لـ الليلة اللى فاتت، افتكر صورتها وهي ماشية ناحيته بالفستان الأخضر، اللي خلّى لون عينيها يلمع كأنهم زمرد، وشعرها اللى خصلاته كانت بتطير وقلبه بيطير معاهم، اتنهد تنهيدة طويلة، وبص فـ ساعته بيعد الدقايق والثواني، مستني بس إشارة من جده، أما سبيل دخلت أوضتها حدفت نفسها ع السرير بتنطيط، قلبها بيدق بفرحة ما لهاش وصف، كل تعبها وحزنها، كأنه اتبخر، كل حاجة اتبدلت، الدنيا فـ عينيها اتغيرت، الأرض الصحرا بقت خضرا، والورد فتح، والفراشات بترقص حواليها، كل حاجة بقت زاهية، قعدت تتنطط بسعادة زى طفلة صغيرة فرحانة بلبس العيد، لحد ما غلبها النوم، نامت بعمق، وجواها راحة واطمئنان عمرها ما عرفتهم قبل النهاردة، كأن قلبها أخيرًا لقى المرسى بعد سنين من التوهان، ما كانش مجرد نوم، دي كانت سكينة نادرة، سلام داخلي طبطب ع جرح الأيام، والليلة اللى فاتت زارتها فـ أحلامها بكل تفاصيلها، كأنها بتعيشها من تاني.

صهيب قاعد فـ اوضته، وفكره مشغول بيها، مدّ إيده للموبايل من غير ما يحس، وكان ع وشك يطلع يروح يشوفها، بس فجأة، شاشة الموبايل نورت برسالة من جده، كأن عمران شايفه وقرأ أفكاره: خليك عاقل وافتكر الشرط، لو فكرت تقل عقلك وتدخل اوضتها قبل الوقت المحدد، هعرف، وهتلاقيني فوق راسك باخدها منك ومش هخليك تشوفها تاني...
قرأ الرسالة، وعينيه وسعت من الصدمة، حس إن جده بيراقبه من ورا الحيطان، اتنهد واتنفس بعمق وهمس بغيظ: ده مش بشر...
رجع يقعد مكانه، ووشه فيه مزيج بين الضحك والغلب، وعقله بيترجى قلبه: استحمل، فاضل شوية وبعدها هتبقى ليك، للأبد...
الوقت بيمر عليه تقيل جدا والساعات بطيئة لدرجة مملة، 
كل ما يتهور ويفكر يروح لها، يفتكر الرسالة، يهدى ويستنى، وبعد نص النهار اتفاجئ بخبطة ع باب الاوضة ولما فتح، لقى كوافير رجالي داخل الأوضة، وبنبرة كلها هدوء: أنا هنا بأمر من حد مهم، هافضل مع حضرتك لنهاية اليوم.

خطر فـ بال صهيب، جده مافيش غيره ممكن يعمل الحركة دي، هز راسه للراجل بابتسامة هادية: تمام، اتفضل...
وبالفعل امتثل لأمر جده وسلم نفسه للكوافير وهو بيحاول يفهم اللى بيدور فـ دماغ عمران.

أما سبيل، فـ فضلت نايمة وقت طويل، خايفة تكون بتحلم، خايفة تصحى ع واقع مالوش طعم، صحيت فجأة ع خبطة خفيفة ع الباب، فتحت، لقت نفس البنت الميكب آرتست وأختها، بابتسامتهم المريحة،
سألتهم بدهشة:إزاي عرفتوا مكاني؟!

ضحكت البنت بهدوء: في حد طلب مننا نيجي نجهزك!

فهمت سبيل ان الحد ده جدها، اتنهدت بفرحة واستغراب فـ نفس الوقت: هو مافيش غيره...

وبدأت استعدادات اليوم الغريب تتم...صهيب واقف قدام المراية، بيحاول يظبط كل تفصيلة فيه، وهو لسه مش فاهم هو بيجهز لإيه بالظبط، بس قلبه بيقوله إن اللحظة دي مش عادية، وإن اللي جاي هيفضل محفور جواه طول العمر، وفـ الجهة التانية، سبيل بتتحضر وملامحها بين الشوق والرهبة، جسمها بيرتعش ودمعة فرحة خفيفة لمعت فـ عينيها، مش مصدقة إن الحلم اللي كانت بتدفنه فـ قلبها بقاله سنين، بقى حقيقة بتتنسج بخيوط من فضة حواليها، قبل ما يوصل عمران بساعة، وصلت لـ صهيب بدلة سودة أنيقة جدًا، خامتها فخمة وتفصيلتها ع مقاسه كأنها مصنوعة مخصوص ليه، ومعاها علبة مخملية صغيرة، جواها زراير قميص من الفضة، ودبوس كرافتة مرصع بفصوص ماس ناعمة بتلمع تحت النور، كأنها بتشهد ع لحظة فارقة فـ حياته،
وفـ نفس اللحظة، دخل عند سبيل فستان زفاف أبيض... مش مجرد فستان، لأ، دا إعلان بداية جديدة، ناصعة زي لونه، مليانة أمل ودفا، بكامل أكسسواراته، طرحة طويلة بتتهدّى ع الأرض، وتاج صغير بيرقص فوق المخدة جنبها، وكل تفصيلة فيه بتحكي عن بنت استحقت السعادة بعد سنين حزن ووجع.

صهيب وسبيل... كل واحد فيهم واقف لوحده، بس قلوبهم قربت خلاص تلتقي، فـ يوم شكله عادي، لكن معناه كبير بشكل غير عادي.

مرت الساعة ووصل عمران بكل هيبته المعهودة، شامخ زى عوايده، دخل اوضة صهيب وعينيه بتلمع بدموع مش قادر يخبيها، وقف قدامه لحظة، كأنه بيشوف الحلم اللي بقاله سنين بيزرعه بيكبر قدامه بملامح الرجولة والجاذبية، قرب منه بحنان، مسك وشه بين إيديه وباس جبينه بنبرة دافية: النهاردة بس قلبي هيرتاح، وأقدر انام وانا مطمن، سايب ورايا راجل هيتحمل الأمانة ويكمل مسيرتي من بعدي. 

صهيب ساب دموعه تنزل من غير ما يمنعها، ميّل راسه وباس إيد عمران باحترام وحب: حضرتك الخير والبركة يا جدي، ربنا ما يحرمناش منك أبدا.

ابتسامة هادية ظهرت ع ملامح عمران، وبنبرة فيها شقاوة خفيفة كتم بيها مشاعره: طب يا اخويا، يللا انزل استناني تحت لحد ما انزل لك، امشي.

صهيب بص له بنظرة رجاء ونبرة طفولية فـ نفس الوقت: طب والنبي يا جدي، أشوف سبيل قبل ما انزل، لحظة واحدة بس.

عمران بص له برفعة حاجب وكتم ضحكته بصعوبة: انزل ياض وانت ساكت، ولا أرجع فـ كلامي؟!

صهيب صرخ بغيظ طفولي: لاااااااا، أبوس ايدك، ترجع فـ كلامك ايه!! حااااضر هنزل وانا ساكت، أمري لله.

نزل فعلًا، وهو بيحاول يتخيل شكل سبيل، يتخيل لمعة عينيها لما تشوفه، يتخيل صوتها وهي بتنده باسمه، لكن فجأة، وهو خارج، لقى راجل من المسؤولين عن القاعة مستنيه، ابتسم له بلطف، وقرب منه خده لـ مكان متداري، بعيد عن العيون، وفضل واقف هناك، مستني،
وحس قلبه بيرقص، بيقول له إن اللي جاي مش عادي.

أما عمران، بعد ما نزل صهيب، قلبه سبق خطواته وراح عند سبيل، بنت عمره، وضي عيونه، اللي خـtـفت روحه من أول صرخة ليها فـ الدنيا، خبط ع الباب، ودخل بهدوء، ولما عينه وقعت عليها، انبهر بجمالها، شافها بدر ليلة تمامه، ملكة جمال بفستانها الأبيض كأنها حورية نازلة من السما، وجمالها زاد أضعاف لما التاج زيّن راسها،
قرب منها وفتح لها دراعه دخلها بين أحضانه، ضمها بحنية وباس جبينها بدموع عينيه، وهمس صوت مبحوح: مبروك يا قلبي، من النهاردة في حضن تاني هيشاركني فيكي، وياخدك مني يا بنت قلبي.

سبيل دخلت فـ حضنه كأنها طفلة بتستخبى من بكرة، ابتسمت والدموع لمعت فـ عينيها، بنظرة كلها إصرار: مستحيل حد يقدر ياخدني منك يا جدو...
سكتت لحظة، قبل ما تطلع بشقاوتها المعهودة، وترفع حاجبها، بنبرة فيها هزار: يا عمارة انت الأساس والباقي شنط وكياس.

ضحك عمران بعلو صوته، الضحكة اللي دايمًا بتطلع من قلبه لما تكون هي قدامه، وبنبرة فيها مكر لطيف: اه لو سمعك! يا شقية.

سبيل ضيقت عينها برفعة حاجب وبصت له بتحدي ساخر: هيعمل ايه يعنى؟! وانا معايا غول الشهاوية، ولا يعرف يعمل حاجة!

عمران ضيق عينيه بخبث واضح: خلاص نبعتله نقوله، ونشوف هيعمل ايه؟

سبيل رمشت ببراءة مصطنعة، ونبرة طفلة بتحاول تنقذ نفسها:
خلاص خلاص يا جدو قلبك ابيض، خليه قاعد مكانه، بدل ما يقلب هولاكو، ويعورنا كلنا.

ضحكوا سوا، زي ما متعودين، وطلعت ضحكتهم مجلجلة من قلبهم فيها صدق وفرحة ماتستخباش، بعدها عمران مد إيده لـ سبيل، بإشارة هادية عشان تتعلق فـ دراعه وينزل بيها يسلمها لـ صهيب، اتحركوا سوا وخرجوا من الباب، وكل خطوة بتخطيها سبيل كان قلبها بيدق أسرع، والتوتر جوّاها بيزيد، بس وسط ده كله، كانت حاسة بفرحة مختلفة، عميقة، مشاعرها متلخبطة بين التوتر والحماس، بين الشوق والخجل،
ومع كل خطوة، كانت ترفع عينيها لـ جدها، تسرق منه نظرة أمان، وتستمد منه قوة، كأنه هو السند الحقيقي ليها في اللحظة دي، لحد ما وصلوا عند باب القاعة.

جوة القاعة

صهيب كان واقف فـ مكان متداري، قلبه بيخبط، مش قادر يظبط أنفاسه، وفجأة، الحاجز اللي كان مخبيه اترفع، ولقى نفسه فـ نص القاعة، محاصر بنظرات كل الناس، لمح فـ نظرة سريعة العيلة كلها موجودة... عادل وسامية أخواته شهاب وشاهندة، عمه وولاده، حتى شريف ومراته، فريد وباسيلي، رسلان، كريمة وأهلها، وكمان ناس كتير من رجال الأعمال والناس الكبيرة في البلد، وفـ لحظة فاجئت الكل حتى صهيب نفسه اتفاجئ، اتفتح باب القاعة ودخل عمران ماسك إيد سبيل بطلتها الملائكية، المبهرة، ماشية بخطوات هادية بس واثقة، وهما بيقربوا، خطوة ورا خطوة، ناحية صهيب،
اللي اتسمر مكانه، عينه اتعلقت بيها، ماقدرش يرمش حتى،
كأن الزمن وقف، وأنفاسه خرجت بصعوبة، حس إن قلبه هيخرج من مكانه ويروح لها.

عمران قرب من صهيب وحط إيد سبيل فـ إيده، وبصوت مبحوح مليان شوق وحنية: سلمتك بنت قلبي وضى عيني، مش هوصيك عليها.

صهيب بص له بنظرة كلها احترام وحب، وبنبرة مليانة حزم وصدق: هحطها فـ قلبي يا جدي وأقفل عليها، وصيتك وأمانتك بعمري أفديها، وبروحي أحميها، وعد مني عمري ما هزعلها، ولا أخلي دمعة توصل لـ عينيها.

عمران ابتسم بهدوء، ودمعة صغيرة لمعت فـ طرف عينه: هو ده ظني فيك يا ابن قلبي وتربية دراعي، دايما راجل وقد المسؤولية.

بعدها باس جبين الاتنين وسابهم بإيدين بترتعش من الفرحة، رجع قعد جنب فاطمة ومسك إيدها بحب رفعها لشفايفه وباسها: قولتلك أحفادنا هيرجعوا وايديهم متشبكين فـ بعض، أهو جه اليوم اللى اتمنيناه يا فاطمة.

فاطمة بصت له بنظرة عتاب بسيطة وسعادة كبيرة: رغم اني زعلت منك يا ابن عمي، بس عمري ما شكيت فـ حكمتك ولا قراراتك...
لفّت عينها ناحية أحفادها، شافت صهيب بيبوس جبين سبيل، وبيخطوا اول خطواتهم لطريق سعادتهم اللى هيكملوه سوا، طلعوا ع الاستيدج، اشتغلت المزيكا، وأبتدت لحظاتهم الجميلة، ع أغنية أجمل، وهما بيرقصوا سوا، بيغنوا معاها من قلبهم:
حكايتنا كملت وكان في وعد نفذته وشلتك في عينيا
اسمك واسمي جنب بعض ولآخر عمري شريك فيا
أدي كل صحابنا ومعارفنا جم يتبسطوا معانا الليلة ديا
قلبي من الفرحة عمال يضم حضنك يا حبيبي بحنية
ده كإني في حلم وبقول: "يا سلام، معقول يا قلبي بقينا ليه!"
وهادينا يا دنيتنا بأحلى أيام الفرح ده إحنا أولى بيه
أنا هفضل جنبك وأعيش سنيني معاك يا حبيبي كلها
وهطمن قلبك وأملي عيني بأحلى دنيا أنا شفتها.
أنا في عينيك الحلوين سرحت من إمتى ونفسي تكون ليا
أول ما شفتك أنا أتصالحت مع نفسي وأيامي الجاية
أول مقابلة لو عدى عمر أنا هفضل فاكر تأثيرها
مهما السنين تفوت تمر، صورة مفيش حد يبدلها
ده كإني في حلم وبقول: "يا سلام، معقول يا قلبي بقينا ليه!"
وهادينا يا دنيتنا بأحلى أيام الفرح ده إحنا أولى بيه
أنا هفضل جنبك وأعيش سنيني معاك يا حبيبي كلها
وهطمن قلبك وأملي عيني بأحلى دنيا أنا شفتها

بعد ما خلصت الأغنية، ولسة الكل فـ حالة انبهار، قام عمران من مكانه، وقرب ناحيتهم،
فاجئهم وفاجئ كل الحضور مرة تانية، كان متفق مع مسؤول القاعة من بدري،
وجهّز ترابيزة صغيرة عليها 3 كراسي ومايك، وقف نده ع علي وصهيب يقربوا من الترابيزة، كان وصل المأذون وقعد ع الكرسي اللى فـ النص
قعد علي ع شمال المأذون وصهيب ع يمينه، وبص نحية علي، ونبرة صوته كانت مليانة فخر وهيبة، طلب ايد سبيل منه قدام الناس كلها: ممكن يا عمي تجوزني بنتك؟ عايزها تكون شريكة لحياتي، تكون السكن لـ روحي، تكون الرحمة والمودة لـ قلبي، تكون تاج راسي ونور أيامي، ورفيقة دربي. 

علي ماقدرش يرد ع طول،
دموعه نزلت غصب عنه، قلبه بيرتعش جواه، إحساس كان ميت فيه ورجع يتنفس من جديد، لحظة عمران وصهيب رجّعوا له فيها اللي اتسرق منه من سنين، قام من مكانه، وشد صهيب لحضنه بحب وألم وفرح فـ نفس الوقت، وبصوت بيترعش: موافق أجوزها لك، بس بشرط، تكون لها العوض عن مُر الأيام، تكون لها الضحكة اللي تمحي أى حزن، تكون أمانها، وسندها، وحضنها اللي تطمن فيه، تحافظ ع القلب اللى عاش سنين بيتمناك والنهاردة بقى بين إيديك.

خرج صهيب من حضن علي باس ع راسه وايده ووعده من قلبه انه هيحافظ ع سبيل، رجعوا قعدوا، والمأذون أشهر الجواز من جديد، بس المرة دي كانت مختلفة، المرة دي الوكيل كان علي هو اللى حط إيده فـ إيد صهيب، وسلّمه سبيل.

ولما خلص الإشهار،
صهيب قام بسرعة، وبلهفة قلب عاش مستني اللحظة دي،
خد سبيل فـ حضنه، لف بيها كتير وسط القاعة، وكل اللى حواليهم كانوا بيصقفوا، بس هما مش حاسين ولا سامعين غير دقات قلوبهم، وبهدوء مفاجئ، سكت المكان كله،
وصوته هو اللى ملأ القاعة،
غنى لها من غير موسيقى،
من غير ترتيب، من غير خوف،
غنى بصوته المرتجف من الحب، غنى من قلبه، ليها هي وبس، وعينه فـ عينها، وصوته، بكل دقة من دقات قلبه، بينطق:
حبيبي يا كل الحياة اوعدني إنك تفضل معايا ما تغيبش عني
خد قلبي مني، خليك حاضني لحد النهاية.
ده عيونه دار، جنة ونار، ضحكة نهار أجمل رموش
شدوني ليه وأنا دوبت فيه وإزاي وليه ليه ما تسألوش؟
 الله عليك وأنت 
واقف بين إيديا
ضحكة عينيك بيها
 بنسى الدنيا ديا
الله، الله عليك وأنت
 واقف بين إيديا
ضحكة عينيك بيها 
بنسى الدنيا ديا
لو يوم يغيب يلقى حبيب يحلم معاه آه ويحس بيه
هفضل أنا أحلم هنا يجمعنا يوم وأحضن عينيك
الله عليك وأنت 
واقف بين إيديا
ضحكة عينيك بيها 
بنسى الدنيا ديا
الله، الله عليك وأنت 
واقف بين إيديا
ضحكة عينيك بيها 
بنسى الدنيا ديا.

سبيل بصت له بدموع بتلمع فـ عيونها، قلبها بيدق بسرعة مرعبة، مش مصدقة إن اللحظة دي بقت حقيقة، حبيبها واقف قدامها بيغني لها لوحدها،
والقاعة كلها ساكتة، مستنية رد فعلها، حاسة بعيون الكل متسلطة عليها، وبتبلع ريقها بصعوبة، من كتر الخجل اللى لونه صبّ فـ خدودها ورد، واللي خلى نظرتها تهرب لثواني، قبل ما ترجع تترفع تاني ع عينيه، حاسة كل حاجة حواليها اختفت، وفضل هو، وصوته، ونظرة عينيه اللى حضنتها قبل ما حضنه يلمّها، مدت إيديها بخجل، ولفّتها حوالين رقبته، وهمست بصوت مبحوح: بحبك، بحبك من قبل حتى ما أعرف يعني إيه حب.

اتنهد صهيب بسعادة وبقى هيتجنن ونفسه ياخدها ويجري بيها بعيد عن عيون الكل.

قرب منهم عادل والفرحة باينة فـ ملامحه بارك لهم وباس جبينهم وبنبرة حب: ربنا يسعدكم ويكمل فرحتكم ع خير.

سامية بصت لهم بدموع الفرحة وهى شايلة صهيل وقربت منهم: أخيرا جه اليوم اللى عشت عمري بتمناه، أحضر فرحكم.... وبصت لـ ابنهم اللى بين إيديها بضحك: وأشيل اولادكم.

نط شهاب من وراها وهو بيضحك: واديكي شوفتي اليوم كومبو يا سمسمة اتنين فـ واحد
وبص لـ صهيب غمز له بمكر: الله يسهل له يابا، ناس ليها فسح وسهر وناس تقعد تتحسر

فضلوا يضحكوا ويهزروا وكل الشباب والبنات اتجمعوا حواليهم يغنوا ويرقصوا، وكان فرح اسطوري ولا فـ الخيال.

وقت استراحة البوفيه قرب رسلان من صهيب بتوتر واضح فـ ملامحه ونبرة صوته: بشمهندس صهيب، انا چاى طالب الجُرب منك، وعايز أخطب انسة شاهندة.

صهيب ضيق عينيه وبص له باستغراب، وبنبرة مليانة دهشة: قولت عايز ايه؟! تفتكر الوقت مناسب يا متر؟!

رسلان بص فـ الارض بخجل ونبرة صوته مهزوزة: عارف ان الوجت مش مناسب، انا بجالى فترة متردد أكلمك، لأسباب انت عارفها كويس، بس اللى حوصل فـ مكتبك من يومين خلاني اتشچع واتجدم اطلب يد انسة شاهندة، وجبل ما تجول حاچة، انا من وجت ما شوفتها اول مرة وهي شغلت بالي وسكنت جلبي ولولا كانت مخطوبة وجتها كنت اتجدمت ع طول، لكن هجول ايه عاد!! النصيب بجى، جولت ايه؟

صهيب سكت وبص له بنظرة طويلة فاحصة، وهو بيحرك لسانه جوة بقه، وقبل ما يرد عليه، اشتغلت الموسيقى وابتدى الجزء التاني من الفرح ومسؤول القاعة نده عليه، وأضطر يستأذن ويرجع يكمل ليلته، وساب وراه قلب بيحـtـرق.

رسلان فضل واقف مكانه، نظراته تايهة، وقلبه بيدق دقات متقطعة من القلق، والتوتر اللي عمال يعصره من جواه، كان محتاج بس كلمة، إشارة، حتى نظرة تطمنه، لكن صهيب مشي
وسابه يغلي فـ Nـار الحيرة،
فضل واقف كأن الزمن وقف عنده، القاعة كلها حواليه بتتحول لمشهد تاني، ضحك، وصور، وناس بتسلم ع بعض،
وأطفال بتجري، وهو جوه عقله
صوت واحد بيصرخ: هيوافق؟ ولا لأ؟! شرد فـ دوامة أفكاره وماحسش بالوقت فجأة أكتشف ان الوقت بيمر بسرعة، والفرح اللى كان درب من الخيال خلاص بيخلص، الكل كانوا مبسوطين، واتجمعوا كلهم عشان يتصوروا مع سبيل وصهيب قبل ما يمشوا، واجمل صورة خدوها كانت صورة عمران وهو شايل صهيل،
واقف فـ النص، عن يمينه صهيب، وعن شماله سبيل،
وحواليهم كل العيلة، عادل وسامية، شهاب وشاهندة، وكريمة، شريف ومراته، فريد وباسيلي، وحتى علي اللى عيونه كانت بتضحك وهو بيحضن سبيل من بعيد بعينيه وجنبه يمنى ونادر.
كلهم بيبصوا لبعض بحب،
بحب صادق، مالى الصورة دفء…خلى كل الناس تقول:
دي مش مجرد عيلة…دي قصة حب!
"بعدها ودّعوا سبيل وصهيب، اللى خرجوا من الأوتيل ع المطار ع طول، عشان يبدوا  رحلة شهر العسل، وأول لحظة فـ حياتهم الجديدة، وعيونهم مليانة شوق، وقلوبهم مليانة حب وسند لبعض، ومع أول خطوة خدوها سوا فـ طريقهم الجديد، انتهت كل الأوجاع، وخفّت كل الجراح، وابتدت احلام وآمال بحياة جديدة مليانة حب وسكينة، لـ قلوب أخيرا لقت بعض بعد معاناة.

ها قد انتهت الحكاية كما تنتهي الفصول، لكنها لم تكن نهاية… بل ولادة جديدة لقلوب تعلّمت كيف تُحب وتغفر، توقّفت الكلمات، لا لأن الحروف جفّت،
بل لأن السكون أصدق من الضجيج أحيانًا، في عيونهم وعود، وفي قلوبهم وطن،
وعلى أعتاب الغد… تبدأ حكاية أخرى، بلا وجع، بلا خوف… فقط نبض، ونور، وحب لا يُهزم..



                  تمت بحمد الله


وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 



وايضا زورو صفحتنا سما للروايات 


 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة