
رواية مازال القلب ينبض الفصل الرابع عشر 14 والاخير بقلم ميادة يوسف
فى المستشفى
ا غرفة هادئة في المستشفى، الضوء خافت، صوت الأجهزة شغال، وليد الشامي (مازن) راقد على السرير، في غيبوبة، شكله مرهق جدًا. ناهد واقفة عند الباب، بتاخد نفسها بالعافية.
ناهد (بهمس):
يااااه يا وليد باشا... إزاي كده؟
سبحان الله ( فى سرها ، بقى ده ، وليد باشا ، الطول والعرض ، المرض قضى عليه )
(تدخل، تقف عند السرير، تشوفه نايم ومابيتحركش. تنهار دموعها وتنزل على ركبها جنب السرير، تمسك إيده وتبوسها بحرقة)
قوم يا مازن... قوم... ده أنت اللي قومّتني من تحت الصفر...
قوم، قولّي اى كلمه ، اى حاجه ، زعق اشخط اضرب فيا ، طب قوم شوف انا بقيت ايه بفضل الله وفضلك وأفتخر بيا، زي ما كنت بتقول انا عايز اكون فخور بيكى.......
(بتعيط وراسها على إيده، الباب بيتفتح، فريدة تدخل بهدوء، بتتفاجئ بالمشهد.)
فريدة (بصدمة):
إنتي مين؟! بتعملي إيه هنا؟!
(ناهد تقوم بهدوء، تمسح دموعها، صوتها متهدج لكنه ثابت.)
ناهد:
أنا... ناهد.
ناهد اللي وليد باشا سحبها من الضلمة…
اللي وقفني على رجلي، وفتحلي طريق نظيف أعيش فيه…
أنا مدينة له بكل لحظة شرف بعيشها ، اقصد وتحط وشها فى الأرض، مدينه له بحياتي كلها .
(فريدة تهز راسها ببطء، بصوت هادي فيه استيعاب):
آه… إنتي ناهد…
أخبار المطعم إيه؟ يارب يكون شغال حلو ؟
ناهد (بنبرة امتنان حزينة):
شغال… وربنا بيكرمنا… ولسه على اسمه…
بس عمري ما نسيت إنه صاحب الفضل…
حتى وأنا بعيدة… هو عمره ما خرج من قلبي.
(صوت ضعيف يتقطع في الغرفة…)
مازن (بصوت واهن جدًا):
فريدة…
فريدة…
إنتي فين يا فريدة…
(فريدة تقرب بسرعة، تمسك إيده، عنيها تتملي دموع وهي تبتسم له بحنية.)
فريدة:
أنا هنا يا مازن… أنا جنبك…
(ناهد واقفة تتفرج، ملامحها فيها ألم، لكنها مبتسمه بشجن.)
مازن (بعيون شبه مغمضة):
__فريدة ، اوعى تسبيني، خليكى هنا .....
(ناهد تبص له، وبعدين تبص لفريدة، بعيون كلها دموع ، تدعى ربنا ،يارب اشفيه.)
ناهد: ( صوت داخلى ، بتقول لنفسها )
أنا وصلت اللي كنت عايزة أوصله…
تطمنت عليه…
وسبت له اللي بيحبها… اللي تستاهله.
(تمشي بهدوء من الغرفة، بدون ما تبص وراها ، تفتح الباب ، وتطلع تقعد على الكرسى قدام الغرفه ، وهى بتبكى .....
__ بيعدى، اسبوع على نفس الوضع ، وناهد تقريبا ، مش بتسيب المكان ، وفريدة تحت رجل مازن
وفى يوم .........
غرفة المستشفى – الإضاءة هادية، صوت الأجهزة الطبيّة شغال. مازن يفتح عينه ببطء، يلاقي فريدة قاعدة على الكرسي جنبه، مرهقة، نايمة نص نومة، لكنه يهمس بصوت واهن.
مازن (بصوت واطي وضعيف):
فريدة...
(فريدة ترفع راسها بسرعة، تمسك إيده بحنان، عنيها تتملي دموع.)
فريدة (وهي بتحاول تبتسم):
أنا هنا يا مازن... أنا جنبك...
كنت مستنياك تصحى، كل يوم بدعيلك تقوم بالسلامة...
مازن (يحاول يبتسم، لكن تعبه واضح):
سامحيني يا فريدة...
تعبتك معايا، وعيشتك وسط المستشفيات، كان المفروض تبقى أيامنا أحلى من كده...
فريدة (تهز راسها ودموعها بتنزل):
أحلى من كده إيه؟
ده وجودك في حياتي هو أجمل حاجة حصلتلي...
أنا مش عايزة غيرك، حتى لو في تعب، حتى لو في مرض...
مازن (بيغمض عينه لحظة، يتنفس بصعوبة):
بس لو تعبت تاني... أو بعدت...
عايزك تفتكريني بالخير...
قوليلهم مازن كان بيحبك...
فريدة (بترجف وهي تمسك إيده) اقول لمين ؟
مازن ::
ماتقولش كده، إنت هتقوم، وهتعوضني عن كل حاجة...
مازن... مازن انت سامعنى؟
(صوته يختفي، نفسه يتقل، ملامحه تتغير، عنيه بتثبت في السقف، كأنه بيسيب الدنيا بهدوء.)
فريدة (بصوت مرتعش):
مازن؟
(تقوم بسرعة، تميل على وشه، تحاول تحس نفسه)
مازن! مازن رد عليا!!
(بتصرخ):
دكتور! دكتور بسرعة!!
(الدكتور يدخل بسرعة ومعاه الفريق الطبي، ناهد كانت قاعدة برا أول ما سمعت الصوت قامت وجرَت وراهم، وقفت على الباب.)
الدكتور (يكشف بسرعة، يحاول يسمع النبض، يحط السماعة، يفضل لحظات صامت، وبعدين يبص لفريدة):
...
البقاء لله.
(فريدة تتجمد لحظة، وبعدين تنهار على الأرض، تصرخ وتعيط بحرقة، تمسك إيده وتبوسها.)
فريدة (وهي بتصرخ):
لاااااااااا... مازن! قوم! مازن إرجعلي!!
كنت لسه بتكلمني... كنت لسه معايا!!
(ناهد تقف على الباب، تبكي بصوت مكتوم، تحط إيدها على بوقها علشان تكتم شهقتها، وتبص لجواه بعينين كلها دموع وحزن ......
(شهاب بيجري في ممرات المستشفى، بعد ما سمع صوت الصريخ، قلبه بيدق بسرعة، بيوصل قدام الغرفة...)
شهاب (بقلق وخوف):
فريدة!
مازن!
في إيه؟!
(يشوف الدكتور واقف، وناهد منهارة، وفريدة قاعدة على الأرض ماسكة إيد مازن وبتبكي بحرقة، يوقف متجمّد لحظة، بيحس إن الدنيا لفت بيه.)
شهاب (بصوت مبحوح):
مات؟...
هو... هو فعلاً...؟!
(الدكتور يهز راسه بصمت، وشهاب يغمض عنيه لحظة، ياخد نفس عميق كأنه بيحاول يصدّق.)
شهاب (بهمس):
راح...
أخويا راح...
(يقرب من فريدة، يحط إيده على كتفها، وهي بتعيط وتقول:)
فريدة (بصوت متقطع):
كان لسه بيكلمني...
كان لسه بيقولي افتكريني بالخير، وقولى لهم انه بيحبنى ، هما مين ، مين
ما قالش إنه هيمشي دلوقتي...
شهاب (بيحاول يكون ثابت، صوته مليان وجع):
هو عمره ما هيمشي مننا...
روحه لسه هنا...
كلمة حلوة قالها، خير عمله، ضحكة سابها في وش حد... كل ده هيعيش بيه.
(يبص على مازن، يلمح ملامحه الهادية بعد الرحيل، يقف ثواني، وبعدها يتنهد.)
شهاب:
أنا هخلّي بالي من كل حاجة، فريدة...
هكمّل اللي هو ماقدرش يكمّله...
بس إنتي لازم تقفي على رجلك، عشانه.
(يبص لناهد، تلمح نظراته، يهز راسه ليها باحترام، كأنه بيقول: أنا عارف غلاوته عندك.)
شهاب:
أنا هروح أخلّص الإجراءات...
**(يمشي وهو بيجر رجليه، تقيلة كأنها مش راضية تتحرك، يخرج من الغرفة.)
عند باب "خروج الموتى"،
النقالة ماشية، متغطية بالكفن الأبيض، وفريدة واقفة ناحية الباب، ناهد واقفة على الجنب التاني، عنيهم على الجثمان، وكل واحدة شايفة شخص مختلف...
فريدة (بهمس، وهي بتنهار):
مازن...
ده مش وداع...
إنت جوايا... جوا قلبي...
(ناهد تهمس، بصوت مخنوق وهي بتعيط):
وليد باشا...
كنت النور في عز العتمه اللى كنت عايشه فيها ، كنت سند ، ورغم القسوة كنت حبيب .
(فريدة تقع من طولها، شهاب يلحقها، وناهد تنهار على الحيطة، تبكي وهي حاطة وشها في كفوفها... صوت أذان بيبدأ يتسمع بعيد، كأنه بيعلن بداية رحله جديدة)
شهاب ، يأمر بعدم تحرك عربيه الموتى ، ويشيل فريدة ، ويدخل بيها المستشفى ، ينادي بصوت عالى ، على الدكتور ، وامها بتجرى ورا شهاب وتصرخ على بنتها ، يسلم فريدة للدكتور ، ويروح يدفن مازن
#_بقلم_ميادة_يوسف
باك .....
هدى :: ام فريدة ، قاعده قدام غرفه فريدة فى المستشفى ، بيجى شهاب ، يسلم عليها
شهاب :: ايه ، ياامى ، لسه رافضه الرجوع ؟
___ انا قبلت الدكتور ، وقلى الحل فى ايدها ، ادخل اشوفها عن اذنك ..
فريدة ::: ( صوت داخلى ، لسه بتكلم نفسها )
ايه ده ، فيه قلب جوايا ، تسكت ، تسمع ، لا دول قلبين ، لسه فيه نبض جوايا ، مين انا حاسه ، فى حاجه بتتحرك
شهاب ::: يدخل ، يشد الكرسى ، يقعد جنبها ، ويكلمها ، (فريدة) انا عارف انك سمعانى ، قومى بقى ، انتى أقوى من كدة ، عدى ، على وفاة المرحوم تلات شهور ، كفايه ، ولادك عايزينك، محتاجين ماما معهم ، أقوى، انتى قربتى تولدى ، وانتى رافضه الرجوع ، الصدمات بتقوينا، مش بتنهينا ووووو
فريدة ::: تلات شهور، ايه انا حامل ، ولادى ، ده صوت شهاب ....
يفضل ، قاعد جنبها يحكى ويتكلم ، يروح فى النوم على الكرسى جنبها ، وعند اذان الفجر ، تفتح فريدة عيونها ،
___ تلاقى شهاب نايم على الكرسى، وابوها على الكنبه ، تنادي، بابا ، بابا
ينتبه، ( ماهر، شهاب) فى نفس اللحظه ، يقوموا يجروا عليها ....
ماهر :::( بدموع ) حمدلله على السلامه حبيبة قلبى ، حبيبة ابوكى ، انادى الدكتور
شهاب ::: واقف ، مبتسم ، بس عيونه بتبكى ، ومش لاقى كلام يعبر عن اللى جواه.
□■□■♡♡ بعد كام شهر
هدى :::: لولوووووووى، الف مبروك ياحبيبتى ، يتربوا فى عزك ، يخليكى ليهم ، زى القمر
فريدة::: الله يبارك فيكي يا ماما ، هما فين عايزة اشوفهم
شهاب الله يبارك له ، جدع طيب وابن حلال مش سابنا لحظه ، اخدهم على الحضانه ، هاروح اشوف ، ينفع يجوا لك
اقول للدكتور .....
بعد وقت ...
شهاب ::: حمدلله على السلامه، سمى الله ، ها هتسميهم ايه ؟
فريدة ::: مازن ووليد عبدالرحمن الشامى.
شهاب ::: طبعا ، يبارك فيهم ويحفظهم . حلوين الله اكبر
هدى :: طب يابنتى ، نغير مازن ، هيبقى مازن مازن ؟!
فريدة ::: اه ، ياماما ..
■■■■■ بعد شهر
هدى ::: بتلبسى وملبسه العيال ، رايحه فين كدة ، على الصبح ، يافريدة ؟
فريدة ::: اول مشوار لى معهم ، نروح نزور ابوهم .
ماهر :: يابنتى ، انتى لسه تعبانه من الميلاد ؟
___ طب لما تشدى حيلك
فريدة ::: لاء يابابا ، لازم اروح المشوار ده
___ ونزلت ، وخرجت من الفيلا ، لاقت شهاب
نزل من العربيه ، صباح الخير، طفشين على فين ، انا جاى اخد البوسه بتعتى منهم .
فريدة :: رايحه ، لمازن
شهاب ::: اه ومالوا ، بس يعنى مش لما تشدى حيلك
فريدة ::: حتى انت ؟
شهاب :: حس الكلمه ، لاء انا معك يالا
وصلوا المقابر .....
فريدة ::: وقفت ، تقرأ الفاتحه لمازن وبتكلمه
فريدة (بصوت متهدج، وعيونها مليانة دموع):
جيت يا مازن...
جيت أعرّفك على ولادك... أول مرة يزورا أبوهم، وانت أول مرة تشوفهم من قبرك
مازن ووليد عبدالرحمن الشامى ولادك ، دول اللى وقلتلى عليهم ، ابقى قوليلهم قدة ايه كنت بحبك صح ....
لسه فاكرة كل لحظة، كل ضحكة، كل كلمة وعدتني بيها.
مكنتش لوحدي وأنا بولدهم... كنت معايا، في قلبي، في روحي.
هما نبضك اللي لسه عايش...
وانا على وعدي، هفضل أحكي لهم عنك،
عن الراجل اللي علّمني يعنى إيه حب حقيقي... أول لمسه وهمسه ، ونظرة حب كانت انت ، أول الحكايات ، والبدايات كانت انت ، ارتاح ياحبيبى ونام مستريح، واطمن ، عمرى ما هنساك ، ابدا ....
وهما هيكبروا ويقولوا "بابا مازن كان بطل".
شهاب ، كان واقف بعيد ، وسايب لها مساحه من الخصوصيه ، بصت له ، ونادت عليه ، قرب عليها ، وشال ولد وهى ولد ، خرجت قدامه ، وهو وقف ، يبص على القبر ،( مازن ) سامحنى ، انا بحبها ، قبل ما اعرف انها مراتك ، اظن كل أسبوع بجى ازورك واكلمك فى الموضوع دة ، وعيالك فى عنيا ، سلام
___ خرج ، وبص لفريدة ، هاتى وليد هنا جنب اخوه
فريدة :: ايش عرفك أن ده وليد ؟
شهاب :::: هو انا هتوه عنهم انتوا اللى خليتوا عندى ..
تمت بحمد الله
وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
وايضا زورو صفحتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك