رواية رحلة عذاب الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسماء العذب


رواية رحلة عذاب الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسماء العذب




 "جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 

عاصم حرك نظره من عليها ووجهه علي الطبق اللي في ايدها واللي هي مقرباه منه 

شال عينه من علي الطبق وبصلها من جديد واتكلم بهدوء ما قبل العاصفه 

:وانتي اخدتي إذن من مين عشان تعملي حاجه من دماغك وتتصرفي علي هواكي 

مروه اتراجعت لورا بعد سؤاله وبلعت ريقها بصعوبه ورغم أنها لسه مستحميه مايه ساقعه انعشتها لكنها حست ان الجو ناااار من بعد سؤاله من شده خوفها 

متعرفش إمته وازاي لاقت ايد عاصم ماسكه شعرها بعنف وهو بيشده واتكلم بعصبية 

:جري ايه يابت..انتي ختسوقي فيها ولا ايه..ولا تكونيش حاسبه نفسك مراتي بجد ..انتي ياحلوه هنا خدامه ..خدامه..ولو ضاقت عليا بجيبك لمزاجي من وقت للتاني..

شد شعرها اكتر وبقي يحركها بعنف أشد..لدرجه مروه حست أن راسها هتتقلع في ايده وهو كمل

: إنما بقي شيطانك يوزك ويقولك انك ليكي كلمه ولا صوت في ام البيت ده ..يبقي كتبتي نهايتك بأيدك 

سابها وزقها بعيد ووقعت في الارض علي بطنها والطبق اللي في ايدها وكله اتدلق في الارض
 
قرب منها ورفع صباعه بتحذير 

:عارفه لو لاقيتك بتتصرفي من دماغك تاني ولا بتحاولي تعملي نفسك بني ادمه عليا ..هقطع خبرك من الدنيا كلها وارميكي في الشارع مع الكلاب اللي انتي شبههم وواحده منهم فاهمه 

مروه بعياط :
انا ..انا بس كنت كنت 

عاصم بجنون :
كنتي ايه ..عاوزه تثبتي ايه باللي بتعمليه ..انتي مش شايفه نفسك ولا شايفه شكلك وحركاتك..يا شيخه ده انا بشوف خدم كتير عند الناس ولما اجي اقارن بينك وبينهم الاقي إنك انتي متنفعيش تشتغلي خدامه عند الخدم دول ..ولا هو انا عشان شفقت عليكي واتجوزتك ورحمتك من اخوكي ومراته هتفتكري إني بيدوب في هواكي ..ده انا بكره شوفتك وبكره شكلك وبكره اسمك وبكره صوتك وبكرهك كلك علي بعضك وانتي اصلا جايه عليا بخساره 

مروه كانت بتسمعه ودموعها نازله شلالات من قسوه كلماته عليها 
وقفت وقربت منه واتكلمت بنفس مكسوره وبشهقات

:انا ..انا اسفه ومش هعمل كده تاني ..انا ..انا 

سكتت وبصتله بوش شاحب زي ماتكون بتنازع للحياة 
وكملت

:انا بس افتكرت ان حضرتك ممكن في يوم تتقبلني وتعاملني زي ما علي بيعامل منال..بس انا ..انا غلطانه ومش بفهم ..اصل ازاي واحد زيك هيبص لوحده زيي 
خدامه ..انا اسفه مش هتتكرر تاني 

عاصم رفع ايده واتكلم بتحذير:
يكون احسن لو عرفتي قيمتك كويس وعرفتي تتعاملي مع اسيادك بطريقة احسن عشان مترجعيش تعيطي زي دلوقتي 

سابها ومشي وهي بقت واقفه مكانها تبص لطيفه بخواء وقلب مكسور للمره الألف بعد المليون 

.....

:علي عوزاك في موضوع 

علي بصلها وقلب عيونه بملل وكمل فرجه علي التلفزيون لأنه عارفها هتقول ايه 

علي بملل: 
بعدين يا منال ..بعدين 

منال نفخت بضيق وبصتله بغيظ بعدها قعدت جنبه ومسكت الريموت منه وقفلت التلفزيون  ربعت ايديها بحسم 

علي اتنفس بضيق وبصلهاا برفعه حاجب واتكلم ببسمة سمجه 

: نعم يا روحي عاوزه ايه ..اتحفيني 

منال حمحمت وحاولت تهدي ورسمت ملامح بريئه مش لاقيه مع شخصيتها وقالت 

:كنت عاوزه اقولك اننا نج

:لا 

قاطعها علي بملل واخد الريموت منها وفتح التلفزيون من تاني وكمل تقليب بين القنوات 

لكنه سمع صوت منال اللي اتغير ميه وتمانين درجه لما قالت 

:هو ايه اللي لأ مش لما تسمع انا عاوزه أقوى ايه وبعدين ابقي اقبل ولا أرفض 

علي اتكلم من غير ما يبصلها 

:ماهو انا عارف انتي عاوزه تطلبي ايه ..ليكي خمستاشر يوم مش بتطلبي غير الطلب ده ...خدامه مش هتدخل بيتي يا منال ..احنا داخلين علي مشروع كبير وقرض ومحتاجين كل جنيه وانا مش هروح ارميلي تلات أربع آلاف كل شهر لوحده بتعمل شغل البيت وانا متجوز ومعايا ست المفروض دي شغلتها 

منال بردح:
نعععععم ..هو انت متجوزني عشان الخدمه 

علي اتنهد وبصلها وابتسم بأصفرار 
:يا حبيبتي انا مقولتش كده...بس انتي ما شاء الله يعني صحتك كويسه ولا انتي شغاله ولا معاكي وظيفه وطول اليوم في البيت مش بتعملي حاجه ..اقوم اجيبلك خدامه تخدمك وانتي اصلا موراكيش حاجه ..طب ده كلام ناس عاقلين 

منال دبدبت برجليها في الارض قال يعني ايه بتدلع واتكلمت  بعناد 

:مليش دعوه بقي انى وسطي اتقطم من الشغل اللي مش بيخلص ده ..انا عاوزه علي الاقل حد يساعدني شويه خليني اعرف ابص لنفسي واهتم بيها زي زمان 

علي بملل:
ايوه يعني انا المفروض اعمل ايه دلوقتي 

كانت لسه هتتكلم لكنه كمل برفض

:ومتقوليش اجيب خدامه 

منال ذمت شفايفها وربعت ايديها وسكتت وبصت قدامها بغضب 
علي اتنهد وقرب منها وحاول يرضيها 

علي بهدوء: 
يا حبيبتي افهميني..مش ولادنا اولي بالفلوس دي ..وانتي عارفه اننا داخلين علي مرحله جديده في حياتنا عاوزين نخطط ليها كويس اوي .. ومحتاجين كل جنيه عشان المشروع..ده احنا لسه ورانا قروض ومصاريف بنيان واجور عمال ومواااااال طويل اوي اوي 

يعني كل جنيه احنا اولي بيه وعيالنا كمان اولي بيه ..يعمي دلوقتي افرض جبتلك خدامه ولطشت نص المرتب بتاعي ..هنعيش منين ولا حتي هندبر أمورنا ازاي..لكن انتي يا حبيبتي ده دورك كا زوجه بتحب جوزها انك تخدميه هو وعيالك وتشوفي ايه ناقصنا..هو انتي جديده في عالم المتجوزين يا منال ولا ايه ما كلها بتعمل كده...وبعدين يا ستي ليكي عندي كل شهر  ألف جنيه مصروف خاص بيكي انتي تتصرفي فيه براحتك 
وملوش دعوه بمصروف البيت ..هااا بقي مرضيه يا روح قلبي 

منال فرحت لما سمعت انه هيديها فلوس وكأنها محتاجه ومش بتاخد اللي عوزاه 

مثلت الرضا وقالت

:يا حبيبي انا مش قصدي اني اخد فلوس ولا حاجه ...انا بس صعبان عليا انت..انا بقيت بتعب ومش مهتمه بيك خالص وبقيت مهله فيك جدا

منال قربت منه بدلع وحطت ايدها علي صدره وتكلمت بمسكنه وقله حيله مصطنعه

:ده حتي انا جبت قميص جديد مخصوص عشانك ومكنش عندي الوقت اني البسه واريه ليك ..
عشان تعرف بس ان شغل البيت 
مفرق ما بينا..وانا كانت بس عاوزه اكون فاضيه ليك وللعيال 

كانت لسه هيشيل ايدها علي تبت عليها وبص حواليه بخبث وسأل

:هو فاضل قد ايه علي السحور 

منال بدلع :
فاضل حوالي ساعتين ..بس بتسأل ليه 

قرب منها اكتر واتكلم بمكر

:لا ابدا بس كنت عاوزك توريني القميص ده..مش يمكن ما يعجبنيش مثلا..وقتها لازم ترجعيه 

:طب ولو عجبك

علي بخبث :
لا ساعتها بقي الكلام يختلف 

بص حواليه لاقي البيت هادي من عياله وعرف انهم نامو 
بص لمنال واتكلم بتلميح وهو بيغمز

:طب قومي انتي جهزي الجو وانا هحصلك 

..... 

ومرت الايام علي ده الحال 
وبعد ما مروه كان عندها امل ان عاصم ممكن في يوم يتقبلها فقدت الأمل ده من رد فعله الاخير 

هو يأمر وهي مش مطلوب منها غير تقول حاضر ونعم وماشي ..بس كانت صحبتها الجديده بتسليها

وتيجي تشقر عليها من وقت للتاني وتشاركها الاكل اوقات كتيره ..خصوصا ان عاصم كان بيخرج يفطر بره في العزومات بتاعه أصحابه ويسيبها هي في البيت لوحدها أو مع صحبتها القطه 

مروه في الوقت ده محاولتش تقرب من عاصم تاني بعد آخر مره ورضيت بقدرها اللي اصلا كانت راضيه بيه من زمان ..بس حياتها الجديده مع عاصم خلتها تفكر انها ممكن تبقي زي منال لو سمعت كلامه 

مع انها مكنتش تقدر تعصيه وإلا ساعتها كان اللي بيحصل علي ايدين علي كان هيتكرر علي ايدين عاصم 

كل اللي كان نفسها فيه انها تحس انها انسانه زي بقيه الخلق 
لكن تعمل ايه وهي كبرت وكل اللي حواليها محسسنها انها اقل منزله من باقي البشر..زيها زي الحمار بيشتغل ليل مع نهار ولو في يوم اشتكي ولا تعب بياخد بالكرباج وبيشتغل برضوا 

حتي ام ولا اب مش عندها..امها ما تت وهي طفله عندها شهور 
وابوها من زعله عليها المرض  ركبه وبقي قعيد في الفرشه وهي عندها خمس سنين 

ومن يومها استلمها علي وأمه اللي كانت بتعاملها أسوء من علي نفسه 

ومن بعد مو ت أمه اخدها علي ومراته  ومن بعدهم اخدها عاصم 
طفله عندها خمس سنين كانت بتتكوي بالنا ر وتنام جعانه بسبب جحود مرات ابوها واخوها 

وابوها نفسه مكنش ليه حول ولا قوة وهو طول اليوم محبوس في اوضه وقاعد علي السرير 

طفله صغيره انحرمت من التعليم ومن ابسط حقوقها 
لولا ان الحاجه سميه قدمتلها علي المدرسه الابتدائية واتكفلت بالمصاريف كان زمانها مش بتعرف تفك الخط 

لكنها مكملتش التعليم ..وتكمله ازاي وهي دايما بتروح بهدوم مقطعه ووسخه عشان مكنش فيه حد يهتم بيها 

حتي كراريس ولا شنطه مدرسه كويسه مكنش فيه 
كانت الناس بتجيب حاجه عيالها القديمه وتديها ليها ..لكن لانها كانت قديمه مكنتش بتكون متحمله وبتتقطع بسرعه 

والبنات دايما تتريق عليها وعلي شكلها وشعرها المنكوش ..حتي مكنش فيه واحده منهم بتلعب معاها ولا عمرها بقي ليها صاحبه 
ولما جات منال بعد ما كانت بتتعذ ب مره ولا اثنين في اليوم ..بقي يومها كله عذاااااب علي ايدين مرات اخوها 

ودلوقتي الدور علي عاصم عشان  يفش فيها غلط السنين ويطلع عليها كرهه لسلمي 

ولو عرفوا اللي بيعملوه ده عقابه ايه عند ربنا كانوا اتقو الله فيها وفي ضعفها 

..... 

يوم الوقفة 

مروه كانت شغاله علي ايد ورجل ..من طلعه النهار مبطلتش حركه رغم أنها صايمه وتعبانه لكن رغم ده كله كانت عماله تغني وهي مبسوطه..

مروه بفرحه:
غنوا معايا غنوا ..قولو ورايا قولو ..كتر يارب في اعيادنا واطرح فيها البركه وزيد ..جانا العيد أهو جانا العيد ..جانا العيد أهو جانا العيد 
اهلا اهلا بالعيد مرحب مرحب بالعيد 

كملت غني وهي بتنشف البيت بعد ما مسحته وبقي فُله
عاصم في الوقت ده كان داخل ومعاه كحك العيد وكل مستلزماته عشان يوم بكره 

لاقي مروه عماله تغني ومندمجه جدا في الغنا والضحكه مرسومه علي وشها 

عاصم دخل ومهتمش يقلع جزمته ولا ان جزمته ممكن توسخ الارض اللي مروه بتنضف فيها من الصبح 

حط الأكياس اللي في  ايده علي الطربيزه وقعد 
مروه قربت منه ومسحت ايديها من المايه في عبايتها المقطعه اللي عاصم قطعها قبل كده وهي خيطتها ورقعتها ورجعت تلبسها من تاني بس خلتها للخدمه بس 

عاصم :
دي حاجه العيد ..رتبيها عشان بكره وشوفي وراكي ايه 

مروه بصتله بتردد وكانت عاوزه تسأله عن حاجه 

عاصم من بصه واحده فهم هي عاوزه ايه واتكلم بملل 

:عاوزه ايه 

مروه: 
هو حضرتك ..يعني حضرتك بتروح تصلي العيد ولا بتفضل في البيت 

عاصم بسؤالها رجع بالزمن لورا وافتكر لما كان صغير وكان لسه أهله عايشين وكان دايما أهله يروحو يصلوا العيد في الجامع ومن بعدها يرجعوا البيت يفطروا وبعدها يقضوا باقي اليوم بره بيتفسحوا

:يلا عاصم بابا هياخدنا نتفسح ونلعب 

عاصم بص لأمه وابتسم واتكلم بفرحه 

:بجد يا ماما..طب انا عاوز اروح جنينه الحيوان واأكل
الأسد لحمه 

:حاضر يا حبيبي هنعمل كل اللي انت عاوزه ..هو احنا يعني عندنا كام عاصم ..بس توعدني إنك كل عيد تصحي بدري وتخليك ولد شاطر وتروح تصلي العيد عشان تكون ماشي وبركه ربنا معاك وحرساك 

عاصم بسعادة: 
حاضر يا ماما 

عاصم ابتسم وفاق من شروده وبص لمروه اللي كانت بتبصله بأستغراب من سكوته وابتسامته 

بعدها لاقته بيهز رأسه بمعني ايوه وقال
:ايوه بروح اصلي العيد فيها ايه يعني 

مروه بسعاده: 
لا مفهاش حاجه ابدا 

بعدها اخدت الأكياس وراحت تكمل اللي بتعمله عشان تلحق تخلص وتنام شويه قبل الصلاه 

.....

في يوم العيد

عاصم كان خارج من البيت بعد 

ما لبس واتجهز للصلاة لحد ما قاطعه صوت بيقول بلهفه من وراه
 
:يلا انا جاهزه 
عاصم التفت وراه لاقي مروه لابسه وواقفه باين عليها الفرحه والحماس بصلها بأستهزاء وسأل :

جاهزه لايه إن شاء الله 

مروه بطفوله: 
عشان ننزل نصلي العيد ونتفسح بعدها
ونشوف الناس...ده النهارده العيد 

عاصم قلب وشه وبص عليها من فوق وتحت واتكلم بسخريه 

:وانتي فاكره اني ممكن اخرج معاكي  بشكلك العره ده ...انتي مجنونه يا بت 

مروه بأستغراب وزعل وهي بتبص علي شكلها

:ماله شكلي انا ...انا استحميت وسرحت شعري ...وغسلت الملحفه بتاعتي من امبارح

عاصم عوج بقه وهو بيبص عليها وبيحاول يعرف إذا كانت بتتكلم جد ولا لا ...لكن ملامحها كان باين عليها انها بتتكلم جد 

عاصم بجمود وتريقه
: وانتي فاهمه انك لما تستحمي وتنضفي جسمك الجربان وتسرحي شعرك المقمل وتغسلي العبايه المزيته بتاعتك هوافق واخدك معايا وأخرج بيكي قدام الناس 

مروه بصت عليه والدموع محبوسه في عيونها وكلامه صاب قلبها من جوه وهي كل مادا وبتحس انها اقل من باقي البشر 

مروه بحزن وشفايف ممدوده زي الأطفال

: انا جسمي مش جربان..انا بستحمي كل يوم ...هو صحيح اخد ضرب كتير اوي ولسه هياخد بس مش جربان
وشعري مش مقمل انا بسرحه كل يوم بعد ما استحمي ...هو صحيح استحمل شد كتييييير اوي ويمكن مش بحطله حاجات من الغاليه اللي بسمع عنها دي وبحط له زيت من بتاع الاكل ...لكنه مش مقمل 
وملحفتي مش مزيته هي صحيح قديمه اوي بس مش مزيته ولا مبقعه ولو كان عندي غيرها أو احسن منها اكيد كنت هلبسها...لكن مش عندي وده مش ذنبي 

عاصم ضم شفايفه باستياء بعد كلامها وحس انه غلطان 
لكن مرضيش يعترف بكده او حتي يعتذر منها 

عاصم بجمود:
بت ...اخفي من وشي ...النهارده العيد ومش عاوز شكلك العكر ده يعكر ليا اليوم ...خشي اتلقحي جوه علي بال ما انزل اصلي العيد وحضري الفطار علي بال ما اجي عشان عاوز افطر وأخرج علي طول اشم شويه هوا واتفسح 

مروه بغصه: 
طب...طب وانا 

عاصم برفعه حاجب:
 انتي ايه

مروه بأستعطاف:
 انا كمان عاوزه اخرج اتفسح واصلي العيد ...طب اقولك انت اكيد مش عاوز تاخدني عشان محدش يعرف اني معاك.. انا...انا ممكن اروح جامع غير اللي انت رايح عليه واول ما يخلص الصلاة اجي انا بسرعه البيت احضر الفطار...وبكده محدش هيعرف اني تبعك او اقربلك 

عاصم بحده:
هي كلمه قولتها خروج مفيش ...انتي عوزاني اخليكي تخرجي وتفضحيني قدام الناس اللي في الحته ويعرفوا انك مراتي ...اتلحدي هنا وكلمه كمان منك هخليكي تقضي العيد تعيطي فاهمه؟ ؟؟

بعدها خرج من البيت من غير ما يستني ردها 
مروه اتنفضت من صوت رزع الباب العالي وفضلت واقفه مكانها تبص عليه وهي بتفكر ليه محدش بيحبها في الدنيا دي ابدا ...

معقول مفيش اي مخلوق بين الناس دي كلها حبها أو مهتم بيها أو حتي فكر فيها في لحظه من اللحظات ..ده كان تفكيرها 
لحد ما اتحركت من قدام الباب وراحت ناحيه الكيس اللي بتشيل فيه هدومها وخلعت الملحفه ولبست مكانها عبايه حمرة وباين عليها انها قديمه 

لكن تعتبر احسن حاجه في كل اللبس اللي بتلبسه لأنها مش مقطوعه أو باين عليها خياطه 

بعدها اتحركت وهي بتجر رجليها 
ناحيه البلكونه وهي بتسمع تكبيرات العيد وتردد معاها ودموعها بتنزل بقهر 

والقهر زاد وهي بتشوف من البلكونه الناس ماشيه وهم رايحين يصلوا صلاه العيد 

بنات باين عليهم أصحاب وأم وعيالها ورجاله واطفالهم 
وشباب باين انهم اصحاب 

لكن هي مفيش اي حد ليها ابدا مفتكرها في اليوم ده 
هي مكنتش طالبه كتير...كل اللي كانت عيزاه انها تخرج تصلي العيد وتشوف الناس والأجواء عامله ازاي وتنبسط زي كل الناس في اليوم ده
 
لكن حتي الطلب ده كتير عليها ومينفعش تعمل كده 
ببساطه لانها مروه ام هدوم مقطعه ومرقعه وقديمه تعر اي حد يمشي جنبها 

أو يمكن لأنها مروه اللي بتخدم في البيوت وبتنضف من ورا الناس 
ولا يمكن عشان مروه اللي عندها توحد والناس بتقول عليها عبيطه ومبتفهمش حاجه 

لما البكا غلبها دخلت جوه البيت وشغلت التلفزيون 
اكيد عاصم مش هيعمل مشكله لو هي فتحته يوم العيد ..وحتي لو  عمل  مش هتفرق كتير ..جابت قناه من القنوات بتعرض صلاه العيد بث مباشر من مسجد من المساجد

وشكل الناس والأطفال مع التكبيرات برد نار قلبها شويه 
بعدها راحت جابت 

سجاده صلاه كانت لقيتها هي وبتنضف وفرشتها بأتجاه القبله ولبست حجاب واتوضت وبقت تصلي مع الصوت اللي خارج من التلفزيون...هو صحيح مش زي الصلاه في المسجد بطريقه مباشره...لكن اهو كل واحد بيشتغل بالمتوفر عنده 

بقت تكبر وكل تكبيره كانت بتمسح علي قلبها وتهديها شويه وإلا  كان زمانها عامله حاجه في نفسها من اللي شافته 

خلصت صلاة وسلمت ..بصت علي التلفزيون لاقت الناس كلها بتسلم علي بعض وكل واحد بيعيد علي التاني ..بصت حواليها للبيت الفاضي اللي مفهوش صريخ ابن يومين غيرها 

رغم عنها ملامحها بقت تعيسة وباين عليها الحزن وهي شايفه الناس كتيررر جدا وبيحتفلوا وبلالين بتنزل عليهم من السما وناس تانيه بتوزع حلويات وملبس وناس تانيه بتدي بلالين للأطفال 
كانت لوحه جميله سبحان من سواها ..السعاده بتنطق من كل الوشوش والضحكه مرسومه علي شفايف الكل 
ماعداها هي ..مروه 

اتحركت من مكانها وهي بتجر رجليها جر وراحت ناحيه المطبخ تجهز فطار لعاصم 

دقايق وكل حاجه كانت جاهزه 
كانت رايحه ناحيه البلكونه عشان تتفرج علي العيد اللي محرومه منه 

لكنها لاقت عاصم داخل وااضحكه مرسومه علي وشه وهو بيتكلم في التليفون بسعاده وعيونه بتلمع 

بصتله بملامح وشها اللي دبلت مره واحده كأنها بقي عندها سبعين  سنه مش بنت في أوائل العشرينات 

ده حتي ما عيدش عليها ولا وجه ليها كلام ..كل اللي عمله انه قعد علي السفره وبدأ ياكل وهو مكمل كلام علي التلفون 

وش مروه الزعل بقي واضح عليه لدرجه ان الاعمي ممكن يشوفه 
سابته بيفطر وراحت ناحيه البلكونه وبقت تبص علي الناس ورجليها بتفرك وتطلع وتنزل ومش واقفه مرتاحه خالص ..وهي شايفه كل الناس فرحانه وبتضحك وطالعه تتفسح بينما هي هنا مش بتعمل حاجه غير انها شاربه المُر في كاسات 

رجعت المطبخ وجهزت ضيافه العيد والكحك والترمس ..كل حاجه جهزتها وزينتها وسندتها علي الرخامة عشان تخرجها اول ما عاصم يخلص اكل 

ثواني وعاصم خلص اكل 
طلعت بره وبقت تلم الدنيا...جابت البواقي وحطتها في طبق ..بس لما بصت ليها حست انها مش عاوزه تاكل وملهاش نفس 

ركبتها علي جنب وجابت الضيافة والكحك وطلعت بيه بره وحطتهم قدام عاصم اللي كان بيتفرج علي التلفزيون ومشاهد العيد 

مروه سندت كل حاجه قدامه وراحت قعدت في الارض 
عند باب البلكونه وسندت راسها علي الحيطه ..وحرفيا كان شكلها زي اللي كبرت عمر علي عمرها من زعلها اللي واضح للاعمي علي وشها 

عاصم رفع عيونه ليها لاقاها قاعده وقرأ ملامح وشها 
حمحم بصوت عالي عشان يلفت انتباهها 
مروه بصتله تشوف يمكن محتاج حاجه 

عاصم بأستغراب: 
انتي مش هتفطري 

هزت راسها شمال ويمين بمعني لا وقالت 

:حاسه نفسي مش جعانه عشان كده مش هاكل 

عاصم بصلها واتكلم بسخريه 

:غريبه ده انتي لو اتحطيتي علي وليمه لوحدك تخلصيها ..

مروه بصت في الارض وسكتت 

حمحم مره تانيه وبص قدامه علي الكحك والتسالي والحاجات المرصوصه وشاور بأيديه 

:طب تعالي خدي كحك ولا اي حاجه ليكي كوليها عشان متقعيش من طولك وتشيليني ذنبك وتتحسبي علينا بني ادمه ..واعملي حسابك اللي هتاخديه دلوقتي هو نصيبك ملكيش تاني..إلا لو بواقي ممكن تاخديها 

مروه وقفت وقربت منه وبصت للطبق ومهتمتش واخدت واحده بس بشكل عشوائي ورجعت قعدت مكانها في الارض تحت انظار عاصم اللي استغرب حالتها ..وهو من معاشرته ليها عرف انها مهما تزعل ولا مهما يحصل مش بيأثر فيها وبتاكل عادي 

مروه بصت للكحكه اللي في ايدها وحطتها علي شفايفها بس مش قادره تاكل منها حته ولا حتي تدوقها ولو طانت في موقف غير ده كان زمانها أكلتها واخدت كتير بدل واحده بس 

نزلتها من تاني ووقفت بضعف وراحت البلكونه تتفرج علي الناس 
عاصم كان متابعها واستغرابه زاد من حالتها وشكلها اللي باين عليه ضعيف كأن طاقتها خلصت مره واحده 
هز كتافه بلا اهتمام وطلع تليفونه وبقي يعمل اتصالات كتيره ويعيد علي ناس 

بينما مروه فضلت في البلكونه ساعه والتانيه لحد ما تعبت من الوقفه وراحت تقعد في الارض تاني ولسه الكحكه في ايدها 
كانت عامله زي العيل اليتيم في يوم عيد ..وده كان
حالها قولا وفعلا...بنت يتيمه ملهاش حد 

قعدت وضمت رجليها لصدرها وبصت للي في ايدها 
حاولت تاكل بس لما جات تقطم منها حته كانت 
يادوب قد قطمه عصفور 

نص ساعه كمان ولاقت عاصم دخل الاوضه 
اتحركت وراه ووقفت علي الباب وسألت بصوت حزين

:هو حضرتك هتتغدي ايه النهارده..الورقه مش مكتوب فيها حاجه
 
عاصم بصلها واتكلم:
مش بتغدي في البيت ..بخرج اتغدا بره وممكن اتعشى بره برضوا 

هزت راسها وجابت الفرشه بتاعتها وفرشتها واتكلمت 
بضعف 

:طب انا..انا هنام ..لو احتجت حاجه مني ..انا دايما في خدمه اسيادي 

عاصم بصلها وميعرفش ليه قلبه وجعه عليها وحس انه لو سابها علي حالها ده ممكن يحصلها حاجه 

مروه نامت علي ضهرها وغمضت عنيها وفي صداع غريب بقت حاسه بيه 

فتحت عيونها لاقت عاصم واقف وبيبصلها من فوق 

عاصم ببسمة: 
يلا هنخرج 

يتبع.... 


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة