رواية رحلة عذاب الفصل التاسع 9 بقلم اسماء العذب


رواية رحلة عذاب الفصل التاسع 9 بقلم اسماء العذب




"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 

مروه كانت لسه موجوده في البلكونه والساعه قرب تيجي عشره ..واصحاب عاصم لسه موجودين 

وهي من كتر الجوع والعطش شفايفها لقت ناشفه وحلقها ..حتي مكنتش قادره تكح من كتر ما حلقها ناشف ..وبطنها مش مبطله أصوات دليل علي جوعها الشديد 

وقفت على سور البلكونه وبقت تبص علي الرايح والجاي يمكن تنسي الجوع والعطش شويه لحد ما الناس اللي جوه دول يمشوا 
كان فيه عيال صغيره بيفرقعوا بُمب وصواريخ 

والزينه شكلها خطييير علي البيوت في الليل..وهلال رمضان مزين السما بجماله الخاطف 

جمال من نوع خاص ...جمال يشوفه القلب قبل العين
جمال روحاني 

مرووه ابتسمت وهي بتشوف العيال بيجروا بسرعه بعد ما رموا البُمب علي واحد ماشي عشان يفرقع تحت رجله 

ضحكت بخفوت لما لاقت الراجل ركب الهوا من الخضه ووقع كل اللي في ايده 

بعدها التفت للعيال ومن عصبيته شتمهم وزعق فيهم 
اتنهدت بقله حيله وهي شايفه كل الناس بتطلع وتدخل وتروح كل حته ..وهي هنا محبوسة 

رجعت قعدت تاني وبقت تسمع أصوات كتير متداخله 
قربت ودنها من خرم الباب وبقت تسمع اللي بيتقال 
لاقت ان اصحاب عاصم بيستأذنوا عشان يمشوا 
وعاصم بيقولهم يقعدوا شويه وان العزومه دي مش محسوبه وكلمات كتير 

لحد ما الأصوات كلها اختفت 
ثواني ولاقت باب البلكونه اخيرا بيتفتح ويطل عليها وش عاصم اللي بسمته اختفت اول ما شافها 

عاصم بنبره صوت عاديه: 
ادخلي المطبخ لمي الكركبه اللي حصلت وكلي اي حاجه بدل ما شكلك هتقعي من قله الاكل كده 

مروه بصتله وكانت بتدور في عيونه علي اي شفقه ..اي رحمه ..لو حتي شعور بالذنب عشان حبستها بالطريقه دي...لكن مفيش 

:فوقي يا مروه انتي نسيتي انتي مين فوقي وعيشي  بلاش عبط

قالت كده لنفسها وهزت رأسها وخرجت براحه وهي حاسه بدوخة من قله الاكل 

دخلت المطبخ لاقت الأطباق اللي أكلوا فيها لسه موجوده علي طربيزه المطبخ وكل حاجه في حاله كركبه 

دخلت بسرعه واخدت البواقي حطتها في طبق ولانهم كانوا كتار كان فيه بواقي كتيره..يعني اكل كتير لمروه 

بعدها جابت كوبايه عصير وكام بلحه وبقت تفطر اخيرا 
وحاجه بارده دخلت ريقها اللي نشف وبقي صحرا 
بعدها دخلت علي الاكل وبقت تاكل بسرعه بنفس الطريقه الي كانت في الحلم ..بس ده مش ذنبها..كانت بيتاكل كده من شده جوعها 

هي وبتاكل سمعت صوت جاي من الشباك ..بصت عليه لاقت قطه واقفه وبتنونو 
مروه راحت لها وفتحت الشباك..القطه بصت علي الاكل وبقت تنونو 

مروه بقت تكلمها بصوت زي ما تكون فهماها

مروه ببسمه: 
جعانه؟ عاوزه تاكلي ؟ تعالي انا معايا اكل كتير ..تقدري تاكلي معايا 

مروه بعدت من عند الشباك والقطه دخلت وبقت تلف في المكان ..
بسرعه مروه جابت طبق وحطت لها اكل عشان تاكل 
القطت قربت من الطبق وشمت فيه وبقت تاكل 
بينما مروه بصتلها بحنان وبقت تملس بأيدها علي شعر القطه 

مره بحنان: 
باين عليكي جعانه ..كولي متخافيش انا مش بكره حد وكل ما تكوني جعانه تعالي ..هأكلك حتي ولو علي حساب نفسي 

عاصم كان واقف قدام المطبخ وسامع هي بتكلم القطه ازاي وطريقه كلامها اللي مبينه انها عمر الغل ما دخل قلبها ولا الكره عرف طريقه 

القطه خلصت اكل وبقت تمونو وهي باصه لمروه ..بعدها قربت منها وبقت تتمسح فيها كأنها بتشكرها ومروه ملست عليها بحنان 
بعدها القطه راحت ناحيه الشباك وخرجت زي ما جات 

مروه وقفت وراحت عندها وبقت تكلمها زي ما تكون فهماها 

:ابقي تعالي تاني..انا هستناكي.. متخافيش ..انا معاكي ..انا جنبك وهساعدك عشان انا حاسه بيكي لاني ملقياش حد جنبي ولا عمري لاقيت..

القطه بصتلها ونونوت وكأنها بترد عليها ..بعدها ساعتها ومشت 
مروه ابتسمت وقفلت الشباك بتاع المنور ورجعت تكمل اكل 
بس انتبهت لعاصم اللي كان واقف وشاف ده كله

مروه :
هو حضرتك محتاج مني حاجه اعملها 

عاصم فاق من شروده فيها واتكلم بتوتر ملحوظ

:وهعوز منك ايه يعني ..لا  مش عاوز حاجه ولا حاجه ..انا خارج من البيت وكنت معدي عادي 

بعدها سابها ومشي 
مروه هزت كتافها بمعني ماشي وكملت اكل ..بعدها بقت تلم الكركبه اللي حصلت دي كلها 

بعد ما اخيرا بطنها اتملت ودخلها الزاد 

..... 

منال بعد ما أهلها خلصوا اكل ..كانت موجودة في المطبخ مع امها وهي بتعرف منها اخر المستجدات 

منال بمسكنه:
 وبس يا ماما من ساعه ما مشيت وانا زي ما انتي شايفه كده ..بقيت مرمطون لكل البيت 
حتي يوسف مبقاش زي الاول ومش بيكلمنا وطول الوقت قالب وشه وبيعيط عليها وعلي مش مقدر اني بتعب عشانه هو والعيال طول اليوم ولو لاقاني مش مظبطه حالي ومستنيه علي سنجه عشره يقلب وشه هو التاني 

امها شهقت وضربت علي صدرها بخضه واتكلمت بتحذير

:إوعي..إوعي يا منال إلا جوزك ..ده لازم يلاقي ملكه قدامه اول ما يدخل تلبسي احسن لبس وتحطي احسن مكياج وترشي احلي عطر ..لازم تكوني ملللللكه والا وقتها هيبص بره ولو حد غلطه هيقول انك انتي اللي مقصره 

منال بصتلها بخوف وسابت اللي في ايدها وبقت تتكلم بقلق

:معقول يا ماما اللي بتقوليه ده..معقول علي يبص بره ويفكر يتجوز عليا في يوم من الايام 

الأم بثقه:
وهو انا بجيب كلام من عندي..ما ده اللي بيحصل..الراجل لو لاقي مراته مش مهتمه بيه ولا ببيته وعياله وكل تفصيله في حياته بيلاقيها حجه ويروح يتسرمح بره وممكن واحده تلوف عليه وتاخده علي المأذون ومش بعيد يجيبها هنا عندك ويقولك انها هتعيش معاكي 

منال بخوف:
يا نهار اسود يا نهار اسود ..طب فهميني يا ماما المفروض اعمل ايه ..انا مش ملاحقه علي الشغل بتاع البيت من كنس لمسح لطبخ لغسيل ومذاكرة العيال 
مش ملاحقه ويادوب بخلص ده كله بترمي علي السرير مش بحس بنفسي ..وعلي بدأ يشتكي فعلا من العاده دي ومش عجباه 

الام بضيق:
يابنتي ما تطلبي ليكي واحده تيجي تنضف البيت كل اسبوع..هي اللي تكنس وتمسح وتغسل حتي الاكل خليها تطبخ اكل الأسبوع كله ويتحط في التلاجه ولما تحتاجي حاجه خرجيها بالطلب وبكده هتلاقي وقت لجوزك وعيالك بلاش خيابه  ..

منال بتشوش: 
ماهو انا كنت بفكر في كده فعلا ..اصل انا خلاص مبقتش قادره علي الوضع ده...انا أم لتلت عيال يا ماما وكلهم صغيرين ومحتاجين رعايه واهتمام والوقت والمجهود بتاعي مش مساعدين 

الام بغيظ:
انا مش عارفه ايه اللي هفك في دماغك وخلاكي توافقي جوزك علي موضوع مروه ده ..مش كان زمانها مريحاكي من الشقي ده كله يابنتي 

منال سكتت وبصت قدامها وعيونها بتلمع ببريق غريب 

منال بشرود:
اصل فيه حاجه في دماغي لو حصلت ..كل حاجه هتتظبط وترجع احسن من الاول ..بس الصبر ..الصبر حلو برضوا 

.....

تاني يوم عاصم راح الشغل عادي وفي دماغه الخطه اللي هينفذها
اول ما دخل مكتبه اتصل علي مديره ماهر وطلب منه إجتماع ضروري ويجمع فيه كل المسؤولين والمحاسبين عشان هو عرف الفلوس الناقصه راحت فين 

قفل التليفون وعيونه بتلمع بالشر 

عاصم بوعيد :
بقي فاكرني مش عارف اللي فيها يا يا ايمن وعارف انك بتزوغ مني لحد ما تلاقيلي تصريفه وتخرج انت منها زي الشعره من العجين ..صحيح يا ولاد عويل ولسانه طويل ..بس إن ما ندمتك ما ابقي انا 

عاصم خرج وراح لمكتب حامد ومنه وكل المسؤولين وبلغهم بأجتماع طارئ ومستناش ان المدير يبلغهم 
بعدها رجع علي مكتبه واتأكد من الورق المطلوب كله واستني لحد ما ايمن يجي ماهو واحد 

زيه اكيد مش هييجي علي معاده 
دقايق وكان داخل ايمن ومعاه خطيبته سلمي 
عاصم بصلها بغل ووعيد وهو شايفها متعلقه في دراع ايمن زي ما يكون هيطير منها 

ايمن بص لعاصم وبان علي ملامحه القلق 
خصوصا بعد ما عاصم ابتسم له بطريقه مش مريحه 
عاصم قرب عليه وهو الخبث وضح في عيونه وبيتكلم بتمثل مبتزل 

:ايمن باشا كويس انك جيت ..مستر ماهر طالب الكل لاجتماع طارئ ..اصل خلاص لاقينا المختلس وهنقول علي اسمه في الاجتماع وهنفضحه هو وشركائه عشان ينطردوا شر طرده من الشركه بعد ما ما مستر ماهر يسقط عنهم كل حقوقهم بسبب المبلغ اللي اختلسوه 
وممكن كمان الموضوع يوصل للبوليس..تعالي انت بس دي باينها هتبقي حفله جامده فحت 

عاصم سابهم ومشي بعد ما عرف ان كلامه جاب نتيجته وهو شايف ايمن الد م هارب من وشه وأطرافه بتترعش من الرعب

 وهو بيتخيل شكله وهو بيتكشف قدامم الكل بصفته مختلس وحرامي..حتي سلمي هتسيبه وتفشل معاه لما تعرف اللي عمله 
ثواني وجع الساعي يبلغه بموضوع الاجتماع وسلمي معاه 
ومن نظرات ايمن الزايغه وخوفه الواضح عرفت انه ليه يد في الموضوع..

لكنها عملت نفسها من بنها لحد ماتعرف ايه علاقته بموضوع الاختلاس ..بس من شكى ايمن عرفت ان الموضوع كبير وانه طرف اساسي فيه 

سلمي في سرها:
ايه يا ايمن شكلك طلعت بأيد طويله ولا ظروفك ايه ...ربنا يستر بقي وميحصلش حاجه قدام الكل ..وإلا ساعتها برستيجي مش هسيمح ليا اني اكمل معاك حتي ولو كنت هتورث باباك بكره ..كله إلا شكلي قدام لكل 

اتحركت مع ايمن لاوضه الاجتماعات وقعدت جنبه وكل مادا حالته بتسوء من شده توتره 

علي عكس حاله عاصم اللي كان قاعد براحه وفارد نفسه في الكرسي وبسمه ثقه ونصر مرسومه علي شفايفه
دقايق قليله وكان الكل متجمع في المكان 

اتكلم صاحب الشركه ماهر 
:ها يا عاصم ..تقدر تقول للكل سبب تجميعهم هنا ايه 

عاصم بثقه:
اوي اوي يا حضرتك ..

اخد نفس طويل وهو بيزيد من توتر الأجواء وكمل

:الحقيقة ان زي ما كله عارف ان في آخر اجتماع اتعمل 
وبعد مراجعه الحسابات اكتشفنا إن في فلوس ناقصه من الوارادت وكانت هتحصل مشكله ساعتها...بس الحمد لله ان مديرنا مستر ماهر متفهم جدا وعطاني الفرصه عشان ادافع عن نفسي لاني كنت اول واحد مشكوك فيه لان دي شغلتي..بس الحمد لله بعد ما دورت واتقصيت واتحققت قدرت اوصل للفلوس اللي راحت دي راحت فين وازاي ..واهم حاجه مين اللي اخدها

عاصم سكت ومرر نظراته بين الكل ..لكن هو قاصد اتنين بعينهم 

ماهر بجمود:
ياتري مين دول يا عاصم اللي عملوا كده ..تقدر تقول قدام الكل 

عاصم بص لأيمن وغمز ليه بخفاء بس سلمي شافته 
وكمل 

:الحقيقة يا مستر ماهر ان الشخص ده قريب منك جدا ومش هتكون مبسوط ابدا وانت بتعرف هو مين ..وانا مكنتش احب ابدا ان الموضوع يتم بالشكل ده ..بس الموضوع يمسني ويمس كرامتي ...عشان كده انا أسف لاملك اللي هيخيب اول ما تسمع الاسم 

سكت وبص حواليه للكل اللي كانت ملامحهم محفزه بشكل واضح ..بص علي ايمن لاقاه بيعرق وعيونه زايغه  والرعب باين عليه
 
عاصم فجر قنبلته وقال:
المختلس الاول هنا سيادتك هو مستر مجدي ابن عم حضرتك ..ومش بس كده ..ده كمان معاه للأسف الشديد ابن حضرتك مستر ايمن..بس احب اقولك ان مستر ايمن متورط في الموضوع لان حسب الأوراق اللي معايا اللي اخد الحصه الأكبر من الفلوس المختلسه هو ابن عم حضرتك وابنك واخد الحصه الاقل ..وده كله تثبته الأوراق والمستندات والكشوفات البنكيه اللي قدام حضرتك 

لحظه سكوت مرت علي الكل وهم مش مصدقين اللي سمعوه 
كل الأنظار اتوجهت للاثنين من الكل ماعدا ماهر المدير 

:ك كداب علي فكره ..أنا..انا ما عملتش كده ..ده كداب يا ماهر إوعي تصدقه ..ده عاوز يقلبك علبا اما وابنك عشان يطلع منها هو ..لانه اكيد هو اللي عملها 

مجدي قال كده وهو بيحاول ينفد نفسه بأي طريقه من اللي حصل 

ماهر بصله بجمود ورفع قدامه ورق وسارو عليه وهو بيتكلم بحسره هلي أهله اللي غشوه 

:طب تقدر تفهمني الورق ده بيقول ايه ..طب تقدر تقولي المبلغ ده دخل حسابك ازاي بين يوم وليله زانت كنت لسه مرتبك متحول علي نفس الحساب من يومين 
طب تقدر تقولي ازاي في نفس اليوم اللي هيتم فيه حساب المكاسب بتاعه الشركه خلال الشهر ده ...ونفس الكلام بينطبق عليك يا ايمن..ممكن تفهموني 

ايمن بلع ريقه وبان لسه هيفتح بقه عشان يتكلم بس لسانه مش مساعده وهو حاسس انه اتشل 
عشان كده قفله تاني 

ماهر وقف وبقي يزعق في الاتنين بغضب جحيمي 

:بتستغفلوني..فاكريني هفيه..ده انا مشغلكم معايا عشان استقوي بيكم وانتم اهلي وناسي تقومو تغدروا بيا وتختلسوا فلوسي لحسابكم 
لييييييييه ..قصرررررت معاك يا ايمن ولا انت يا مجدي في ايه ..كنتو طلبتو مني حاجه وقولت لا 

ايمن بندم: 
يابابا انا..

:بلا بابا بلا زفت ..اخرس خالص مسمعش صوتك يا واطي ..لا وعمال ترمي الجريمه عي غيرك وبتتكلم وانت محموق ومحروق اوي علي ابوك اللي مستغفلينه وسارقين فلوسه ..وانت اصلا اللي عامل كده ...
ماشي بالمثل اللي بيقول تق/تل القت/يل وتمشي في جنازته ..أما انك بجح بجد ومعندكش د م 

ايمن بص لمجدي بسرعه وهو بيشاور ليه برأسه 
مجدي اتكلم وهو مجبر ومتوتر

:ايمن ..ايمن ملوش دخل يا ماهر ..انا اللي عملت كل ده لوحدي ..ايمن اكتشف تنا عملت ايه وحاول يمنعني..بس كان فات الأوان والفلوس اتسجلت ومكنش ينفع نرجعها ..ساعتها انا وهو ندمنا اوي صدقني ..خصوصا هو لانه سكت ومتكلمش..لكنه سكت عشات عارف العلاقه بيني وبينك عامله ازاي وأننا اكتر من اخوات ..وعرف انك ممكن تتصدم لو عرفت اللي انا عملته ..وانا انا استحرمت الفلوس اللي اخدتها واديت نصها لأيمن وهو وافق لانه اصلا فلوسك اللي كنت ناوي تديها ليه عشان يكمل باقي التشطيبات في الفيلا بتاعته ..وباقي المبلغ كنت هديه ليه علي دفعات بشرط انه مياخدش منك مليم ..ويكتفي بالفلوس اللي معاه 

ماهر بحسره :
وانت عملت كده ليه يا مجدي ..كنت محتاج ايه وانا حرمتك منه ..كان نفسك في ايه ومش قادر تجيبه عشان تمد ايدك 

مجدي بندم :
قناعه ..كان نفسي في شوبه قناعه عشان ارضي باللي معايا ومبصش للي مع غيري 
مكنش نفسي في حاجه ..بس شيطاني كان دايما يوسوس ليا أن انت ليه يبقي معاك شركه واتنين والفلوس دي كلها وانا حتت موظف عندك ..ليه انت تبقي الكل في الكل وانا في الضل مش ظاهر 
ليه انت تكون مستر ماهر صاحب الشركه وانا مجدي المحاسب اللي ابن عمه شفق عليه من بعد ما فلس وجابه يشتغل معاه 
بس والله يا ماهر انا تُبت وعرفت غلطي واقتنعت ان دي ارزاق وربنا مقسمها ورضيت بقسمتي 
وندمت علي اللي عملته ..انا قولت ده كله عشان ارضي ضميري وعارف أن خلاص مبقاش ليا عيش هنا وانا راضي بقرارك..حتي لو بلغت عني راضي وصدقني مش هزعل  ..أنا بس مش عاوزك تظلم ابنك..صدقني هو ملهوش ذنب ..هو كان بيحاول يصحح غلطي عشان انت ما تزعلش 

مجدي وقف وقرب من ماهر وباس راسه واتكلم بندم عرف يرسمه كويس علي وشه 

:حقك علي راسي يا ابن عمي..ومهما كان عايزك ليا انا راضي وهتلقاه بسعه صدر كمان 

ماهر وقف وبص لمجدي بعدها حول نظره لابنه وساب الكل وخرج بره الشركه كلها 

مجدي بص في الارض واتنهد بعدها خرج هو التاني 
تحت نظرات الكل ونظرات عاصم الساخره وهو عارف انهم بيمثلوا وان كل اللي اتقال ده كدب 
الكل انسحب من الاوضه وخرج واحد ورا التاني من غير كلمه حتي سلمي 

ومبقاش غير عاصم وأيمن 

عاصم بصله ببمسه جانبيه ساخره ووقف عشان يخرج 
لكن ايمن قرب من عاصم قبل ما يخرج وهمس جنب ودنه بشر
 
:وحياه أمي ما هسيبك با عاصم..وزي ما خليت اللي ما يشتري يتفرج عليا النهارده..هخلي الشويخ منك بشلن ..استني انت بس وشوف ايمن هيعمل فيك ايه

عاصم ببرود وهمس:
اللي بيعمل ما بيقولش واللي بيقول ما بيعملش..وانت كل اوراقك محروقه يا ايموني..يعني لما تيجي تعمل حاجه هتلاقيني سابقك بخطوه ..بس المره الجايه مش هسمي عليك ..هضرب طوالي وافتكر أن انت اللي بدأت
لما حاولت تلبس التهمه فيا عشان تسرحني من شغلي اللي وصلتله بتعبي مش زيك يا ابن صاحب الشركه 

ايمن سابه ومشي بعد ما عاصم قال كده ...بس نظرات ايمن مكنتش مريحه ابدا...الغل كان واضح في عيونه 

.....

كان عدي حوالي نص رمضان والحال هو هو 
مفيش حاجه جديده غير أن مروه بتحاول تتجنب عصبيه جوزها عشان ميقلبش عليها وهي ما صدقت حست انها لأول مره عارفه تتنفس شويه 

لان عاصم كان بيتحاشها تماما في رمضان ..حتي يوم الخميس لغاه لحد ما رمضان يخلص 

وبقت تتفرج علي التلفزيون معاه ..هو اكيد مش بتقعد جنبه 
هي بتقعد علي الارض جنب الكنبه وتتفرج وساعات بيغلبها النوم وتنام علي نفسها 

كان وقت الفطار ومروه مجهزه كل حاجه كالعاده 
خرج عاصم من الاوضه بعد ما صحي من النوم 
كان فاضل حوالي ساعه علي الفطار 

مروه سابته بيعافر مع نفسه وخرجت البلكونه تتفرج علي الناس الرايحه والجايه بعد ما قعده زهقتها 
حطت ايدها علي خدها وهي بتراقب الناس ..اي حد رايح اي حد جاي عينها مع الكل 

كانت بتفكيرها البسيط بتسأل 
:هو الناس دي عايشه ازاي ..وحياتهم عامله ازاي 
ياتري عندهم مشاكل ..طب هم بياكلوا ايه ..بياكلوا زي عاصم كده ولا زي علي ومنال ..عاصم بياكل بالشوكه والسكينة..بس منال وعلي مش بياكلو بالسكينة بياكلوا بالمعلقه عادي وساعات الشوكه ...

سكت وبصت لنفسها زي ما تكون بتكلم شخص تاني جواها وبيرد عليها 

:طب ياتري في حد زيي كده..غلبان وعلي قد حاله ..انا مش وحه ومش عاوزه اكون وحشه دايمة بسمع كلام الناس وبحاول ارضي اي حد ..حتي لو زعلني او ضربني مش مهم المهم يكون راضي عني 

سكتت واتكلمت للشخص اللي جواها برجاء 

:طب هو انا في يوم ممكن حد يحبني ..اي حد مش فارقه ..نفسي اشوف اي حد بيبص ليا بحب ..اي حد 

هزت راسها برفض للفكرة واتكلمت بطريقه بتبين انها فاقده الثقه بشكل كلي في نفسها 

مروه برفض:
لا لا وهو انا اللي زيي بيتحب ..كان علي اخويا حبني ..هو مش اخويا والمفروض يحبني ..بس لا هو معملش كده ..حتي لما كنت صغيره مكنش حد بيحبني
والعيال مكنتش ترضي تلعبني معاها ويضربوني 
اكيد دلوقتي محدش هيحبني ..

سكتت ودموعها وقفت ومعاها أفكارها بعدها بصت لتحت تاني لاقت ولد تقريبا عنده خمستاشر سنه شايل عيل صغير باين انه اخوه ..بعدها ميل علي خده وباسه بحب وهو بيبتسم ليه والولد الصغير بيضحك ليه 

بلعت ريقها وافتكرت لما كانت صغيره وكانت بتخاف تقرب من علي بأي شكل من الأشكال 
لأنه كان ما بيصدق يلاقي فرصه يضربها ..وبيخترع حجج عشان يعمل كده 

عمرها ما شافته بيبتسم ليها حتي ولو من باب السخريه 
عمرها ما سمعت منه كلمه عدله متوجهه ليها 
إلا كان دايما بيمطرها بكلام زي السم 

:طب انتي ليه ما تجربيش تعملي حاجات جديدة وتغيري من نفسك عشان الناس تحبك ..ليه ما تحاوليش تعملي اللي هم عاوزينه عشان يحبوكي ..او حتي يقبلوكي ومع الوقت الحب هيجي ..ابدأي من عاصم مثلا ومن بعد عاصم ممكن تتعرفي علي ناس تانيه تحبك 

مروه عيونها لمعت من الفكره اللي جات علي هيئه سؤال في دماغها 

مروه بفرحه:
ايوه صح انا لسه معملش كده ...لو عملت كل اللي الناس عاوزينه وخليتهم مرتاحين اكيد هيحبوني وممكن يبقي عندي اصحاب زي ما بشوف..اي حد ..مش مهم..اي حد وخلاص النهم احس ان فيه حد بيحبني او علي الاقل طايقني 

اتعدلت في وقفتها وبصت وراها لعاصم اللي عمال يدور
حوالين نفسه ومش عارفه بيعمل ايه 

مروه بتفكير طفولي:
خلاص انا هحاول أقرب من عاصم واخليه يحبني وهعمله كل اللي عاوزه مهما كان هو ايه 
بس اهم حاجه يحبني زي ما علي بيحب منال ..وساعتها ممكن يخليني اتفرج علي التلفزيون عادي او ممكن يخليني..ممكن يخليني..ممكن يعرف صحابه عليا وميتكسفش مني..

سكتت بصت لشكلها واتكلمت بأحباط

:بس ازاي انا شكلي وحش اوي ..وهدومي وحشه هي كمان ..اكيد مش هيعمل كده طول ما شكلي عامل كده ..اكيد هيتكسف 

سكتت وفكرت في حل عشان يبقي عندها هدوم احسن من اللي عندها ..وفي وسط ده كله اندمجت ونسيت معاد الفطار وعاصم وكل حاجه وكل تفكيرها ازاي تبقي بني ادمه عاديه وازاي تخلي الناس تتقبلها من غير ما حد يعاير عاصم بيها لانها مراته وهو الشاب الحلو الغني اللي بيلبس احلي لبس وياكل احلي اكل وراكب احلي عربيه 

مروه بأحباط: 
تدةجيب منين لبس ..انا مش معايا غير الهدوم الوحشة دي ..حتي مفيش ناس هنا تديني هدومها القديمه يمكن ساعتها كنت لاقيت حاجه تنفع تتلبس قدام الناس ساعتها ..بس مفيش ..حتي عاصم مش بيخليني اخرج او اقابل حد ..

مروه عمرها ما تخيلت ولا جه علي بالها انها تلبس هدوم جديدة..ببساطه لان ده عمره ما حصل ..طول عمرها بتلبس هدوم غيرها بعد ما تبقي قديمه 

حتي لو كان فيهم حاجه تنفع تتلبس وشكلها عدل..كانت منال تاخدها منها وتديها اكتر هدوم قديمه ودايبه ومفيهاش رمق ..وتخليها تلبسها ..من صغرها وهي طول عمرها بتلبس القديم والمقطع والمرقع والمستعمل..عمرها ما كان عندها هدوم جديدة من ساعه ما كانت طفله رضيعه ..عشان كده عمر ما خطر علي بالها انها تطلب من حد انها تلبس هدوم جديدة او حتي تطلب انها تشتري ولو طرحه لنفسها ..خصوصا لوو كان الحد اللي هتطلب منه ده هو علي اخوها ومراته منال 

مروه بأحباط: 
طب اطلب منه انه يجبلي هدوم صحابه الللي قدمت عليهم ..لا لا لا ايه اللي بقوله ده ..اكيد لا ..ما ساعتها ممكن صحابه يشوفو اللبس ده عليا ويعرفوه وساعتها عاصم هيتكسف ويستعر مني  اكتر

بصت حواليها بقله حيله واتنهدت بعدها بصت علي شكل السما لاقت ان الغروب قرب ..اتحركت ناحيه المطبخ وبدأت تسخن الاكل عشان تحطه علي السفره 

دقايق وكل حاجه كانت جاهزه والاكل مرصوص وعاصم شغل التلفزيون وبقي في حس في البيت بعد ما مكنش فيه غير صوت الأطباق والمعالق اللي مروه بتطبخ بيها 

مروه خرجت وراحت البلكونه وبقت تبص علي الناس اللي بتوزع عصير وتمر للي للناس اللي في الشارع عشان مش هيلحقوا يفطروا والمغرب هتأذن عليهم في الطريق 

ثواني وكان آذان المغرب بيكبر في الجامع القريب منهم 
دخلت جوه لاقت عاصم ابتدي يفطر وهي المفروض تستناه لحد ما يخلص عشان تعرف تفطر بعد ما تاخد الاكل للمطبخ 

مروه قربت منه بتردد وهي بتفكر في كلامها عن ان عاصم لازم يحبها 

مروه بتردد: 
هو انا ينفع اقعد افطر معاك 

يتبع.... 

                    الفصل العاشر من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة