×

رواية زواج تحت التجربة الفصل السادس عشر 16 بقلم رباب حسين


رواية زواج تحت التجربة الفصل السادس عشر 16 بقلم رباب حسين



من منا لا يكره الظلم..... فرب العباد حرمه على نفسه وعلى عباده..... وإن أصابك جحيم الظلم يومًا لا تفكر بإن الإنتقام هو طوق النجاة فالقصاص مباح في الحرب أما في الحياة فكل ظلم يقع لابد من أن يرتد إلى صاحبه يومًا ما فهذا هو عدل الله على الأرض فانتظر حتى تنقشع غيوم القهر وتشعر بالسكينة تسكن قلبك وجرحك يندمل دون عناء.....
لا تجعل الإنتقام يحولك من إنس إلى وحش فليس عليك أن يظهر لك أنياب لتحارب عدوك وإن كان هناك وحوش في هيئة بشر فكل قوي جبار يوجد من هو أقوى منه فتحل بقوتك البشرية التي وضعها الله بداخلك وانتظر القصاص الإلهي.... فقط أجلس وشاهد وستتعجب من قدرته....

في غرفة مغلقة يجلس وحش ينتظر الإشارة ليخرج أنيابه التي صنعها لنفسه ولا يدري بأنه أصبح أكثر وحشية ممن أذاه قبلا..... لا يرى سوى إنتقامه ونسي أن ينظر إلى نفسه بالمرآة ليرى بشاعة وجهه الحقيقي..... يعمل ليلًا ونهارًا لكي يصبح أقوى ويستطيع التغلب على خالد الذي أصبح يقف عقبة أمامه وأصبحت مثاليته تصيب أيهم بالغضب أكثر فكيف يدافع عن هؤلاء البشر ولا يرى حقيقتهم فقد قام بمنحه قوة هائلة ليقف معه يدًا بيد في مواجهتهم ولكنه ترك يده بأول الطريق ووقف يردعه عنهم ويحميهم وأخذ قرار بأن يتغلب عليه حتى يصل إلى مبتغاه ولكن سوف يقوم بإختبار مثاليتيه أولًا...
كان أيهم يقوم بتعديل المصل مرة أخرى وهو يجلس ويستمع إلى العائلة داخل المنزل ثم سمع صوت خالد يدخل المنزل فترك ما بيده وسمع كل ما خططو إليه ثم علم أن أولاد الألفي سيغادرون المنزل غدًا فابتسم إبتسامة مرعبة وتوجه إلى المصل وقام بأخد جرعة أخرى وأخذ يتخبط بالمكان من شدة ألم رأسه وصرخ صرخة مدوية دخلت رنا على آثارها الغرفة فوجدته في قمة غضبة وبرزت عروق جسده التي تحولت إلى اللون الأرجواني الذي يميل إلى الأزرق فوقفت تنظر إليه في رعب وتشعر بالعجز عن مساعدته.... أخذ يتخبط في ألم حتى سقط فاقدًا للوعي.... قامت رنا بمحاولة إفاقته ليستعيد وعيه وظل هكذا حنى الصباح...... كانت ليلة قاسية عليهما فظلت تراوده الكوابيس المرعبة وقضت رنا الليلة في بكاء على ما حل بأيهم صديق عمرها وحبيب طفولتها التي قضت حياتها بأكلمها بجواره فكان الصديق والأب والزوج والحبيب..... كان محور حياتها وعلمت أنها ستفقده والخوف من الفقد جعلها في حالة يرثى لها فقد فقدت عائلتها بأكملها دفعة واحدة وتخشى أن تفقده أيضًا
حل الصباح واستعاد أيهم وعيه ونظر بجواره فوجد رنا تنظر إليها وعينيها يكسوها اللون الأحمر آثر البكاء فنهض بصعوبة وأمسك يدها وجذبها إليه وضمها بين أحضانه ورتب على ظهرها وقال : أنا كويس يا حبيبتي متخافيش
رنا في بكاء : كفاية كدة يا أيهم..... كفاية أرجوك..... أنا خايفة لا مرعوبة أخسرك.... إنت عارف إني مليش غيرك ومن غيرك هضيع
أبعدها أيهم عنه قليلًا ومرر أصابعه داخل خصلات شعرها وقال : عارف إنك مش حاسة بالنار اللي جوايا..... أنا نفسي أسيب الدنيا كلها وأبقى معاكي بس أنا مش عارف أعيش والألم ده جوا صدري..... مش قادر أنسى منظر أمي وهي بتموت قدام عيني..... عمرك ما هتحسي بوجعي ويارب ما تحسي بيه..... بس أوعدك إنه خلاص هانت فاضل حاجة واحدة وارتاح وأبقى معاكي طول العمر ومش هسيبك لحظة واحدة
أماءت له رنا بنعم فأزال الدموع عن وجهها وقال لها : قومي نامي شوية..... شكلك منمتيش طول الليل..... وأنا خارج ضروري عشان عندي مشوار
رنا : حاضر بس خلي بالك من نفسك..... هستناك
أيهم : حاضر يا حبيبتي.... هرجعلك
نهضت رنا وقبلت وجنته وتركته ودخلت غرفتها لتنام ونهض أيهم وأخد حمام دافئ واستعد لأخر معركة التي ستحسم الأمر نهائيًا 
في الجانب الأخر كان خالد يستعد لتهريب أدم وولاء ووليد ورامي وقام بطلب سيارة كبيرة وطلب من السائق أن ينتظر عند الباب الخلفي للحديقة ثم طلب من الشباب وضع حقائبهم بها وقامو بتوديع باقي العائلة وقال خالد : العربية مش هيبقى فيها غير السواق وإنتو تركبو وتقعدو في العربية من تحت ومحدش يطلع غير لما تبعدو عن البيت نهائي
ولاء : أنا عايزة أعتذرلك وأشكرك قبل ما أمشي..... لولاك محدش عارف كان ممكن أيهم ده هيعمل فينا إيه المرة اللي فاتت
خالد : مفيش داعي للإعتذار أنا مقدر الخوف اللي إنتو كنتو حاسين بيه..... المهم خلي بالكم من نفسكم وإن شاء الله ترجعو البيت قريب وتقدرو تعيشو حياتكم بصورة طبيعية وكمان نفرح بيكي إنتي وأدم
ابتسم أدم وقال : إن شاء الله وأكيد هتبقى معانا في الفرح
خالد : إن شاء الله.... يلا بقى عشان متتأخروش أكتر من كده
قامو بتوديعهم جميعًا وصعدو إلى السيارة ونفذو تعليمات خالد..... خرجت السيارة من المنزل تحت نظرات أيهم الذي يجلس داخل سيارته ثم تتبع السيارة فور خروجها وعاد خالد والعائلة داخل المنزل في إنتظار أي تحرك خارج المنزل ترصده كاميرات المراقبة..... 
على الطريق كان يقود السائق السيارة وبعد وقت تحدث وليد : مش أمان كده نطلع بقى؟
نظر السائق عبر المرايات وقال : أمان..... ثم لاحظ ووجود سيارة خلفه وانتبه أنه قد رآها تتحرك خلفه منذ أن غادر المنزل فقال في عجالة قبل أن يظهرو بالسيارة : استنو
رامي في تعجب : فيه إيه يا عم عوض؟
عوض في خوف : فيه عربية ماشية ورانا وحاسس إنها ماشية ورانا من بدري...... استنو بس أتأكد إذا كان فعلًا حد مراقبنا ولا لا
ظل ينتظرون بالأسفل وحاول عوض مراوغة السيارة وتأكد بإنها تسير خلفهم..... لاحظ أيهم مراوغة السائق له وعلم إنه شك بأمره فزاد من سرعة السيارة ليقف أمام السيارة الأخرى..... حاول عوض أو يمسك بهاتفه ليتصل بخالد ولكن تفاجأ بقطع السيارة للطريق أمامه فترك الهاتف سريعًا وحاول تفادي الإرتطام بها وتوقف بسرعة.... خرج أيهم من السيارة واتجه نحو السائق الذي يحاول الوصول إلى هاتفه تحت صراخ ولاء التي شعرت بالخطر وأخذها أدم بين أحضانه ثم اقترب أيهم من زجاج النافذة التي بجوار السائق ولكمه بيده فتكسر وأمسك رأس عوض الذي ينظر إليه في خوف ودفعها نحو السيارة من الداخل فارتطم بها وفقد الوعي ثم قام برش منوم داخل السيارة ففقدو جميعًا الوعي ثم حملهم كل إثنين معًا على كاتفيه ووضعهم داخل سيارته بعد أن قيد حركتهم ووضع لاصق على فمهم وأخذهم إلى ملجأ الأيتام الذي نشأ به بعد أن أغلق لسنوات وأصبح مبنى مهجور وقام بحبسهم في أحد الغرف
كانت إيمان في المشفى تنهي عملها لتذهب إلى المنزل وقبل أن تخرج تحدثت مع خالد لتطمئن عليه وأخبرته بأنها سوف تعود إلى المنزل.... شعر خالد بأن صوتها يبدو عليه التعب فسألها : حبيبتي صوتك مش عاجبني..... إنتي تعبانة؟.... حاسة بحاجة
شردت إيمان قليلًا فهي تشعر بالإعياء منذ الصباح ولكن لم ترد أن تقلقه أكثر فقالت : لا يا حبيبي أنا بخير
خالد : طيب روحي وخلي بالك من نفسك..... معاكي الحقن إللي فيها المهدأ صح؟
إيمان : اه معايا متقلقش ولو ظهر قدامي هديهاله على طول
خالد : إن شاء الله مش هيظهر.... لما تروحي طمنيني 
أنهت إيمان المكالمة وشردت قليلًا ثم ذهبت إلى مركز التحاليل داخل المشفى وطلبت عمل تحليل للحمل وبعد قليل استلمت النتيجة وعلمت بأنها تحمل بين أحشائها طفلًا من خالد.... وضعت يدها على بطنها في سعادة ثم خرجت من المشفى لتتجه إلى منزل الألفي لتخبر خالد وجهًا بوجه بأنها حامل وعندما خرجت لتوقف سيارة أجرة نظرت إلى الفراغ وتذكرت شيئًا أخفى هذه الابتسامة عن وجهها...... ماذا إن ورث هذا الطفل جينات والده؟..... هل سيصبح مثله أم سيكون طفلًا عاديًا؟
وقفت في حيرة وقررت أن تمشي قليلًا لتفكر ماذا ستفعل والخوف يسيطر عليها حتى ابتعدت عن المشفى ودخلت بشارع جانبي لا يوجد به أحد ثم اقتربت منها سيارة واصطفت على جانب الطريق وخرج منها أيهم وركض خلفها بهدوء ثم وضع قطعة قماش بها مخدر على فمها وغابت عن الوعي بين يديه ثم وضعها بالسيارة وقيد حركتها وأخذها إلى مبنى الملجأ
كان طارق وعزت يجلسان يتحدثان مع خالد بالأسفل ويشعران بالتعجب من إختفاء أيهم الغير مبرر ثم حاول خالد الإتصال بإيمان ولكن وجد هاتفها مغلق وبينما هو يشعر بالقلق عليها ويفكر بالإتصال بوالدها كي يطمئن على وصولها المنزل نزلت ليلى ونورة إلى أسفل ووقفتا أمامهم وقالت ليلى في ذعر وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة من شدة الخوف : طارق الولاد محدش بيرد فيهم ولا عوض....أنا قلقانة جدًا
وقف طارق وعزت وقال : إيه القلق ده..... هيكونو فين؟
قاطع حديثهم إتصال علاء بهاتف خالد الذي استقبل المكالمة على الفور
خالد : أيوه يا علاء باشا
علاء : إنت في فيلا الألفي؟
خالد : اه
علاء : في عربية من عربيات عيلة الألفي واقفة في أول الطريق الصحراوي والسواق مضروب ومغمى عليها قولت أطمن إذا كان فيه حد كان في العربية غير السواق ولا لا؟
وقف خالد في ذعر وقال : أيوة..... العربية كان فيها الشباب...... مفيش حد منهم موجود؟التفو جميعًا حوله ونظرو إليه في ذعر وقال خالد : كده يبقى أيهم خطفهم..... شوف إنت السواق وأبعته على المستشفى وأنا هحاول أوصل لأيهم
أنهى خالد المكالمة ثم نظر إليهم وقص لهم ما قاله علاء ثم قطع حديثه إتصال هاتفي من رقم خاص فأجاب على الفور
خالد : ألو
أيهم في هدوء وثقة : كلهم عندي...... كلهم هنا..... دلوقتي قدامك تختار يا تقتل الناس اللي عندك يا اقتل اللي عندي واحد واحد
فتح خالد عينيه في صدمة ثم قام بتشغيل السماعة الخارجية وقال : أيهم أعقل..... مينفعش اللي إنت بتعمله ده
أيهم : هو قرار ولازم تاخده..... يا تقتل يا اقتل...... أنا عندي ٥ وانت عندك ٥..... قدامك ساعة تفكر وبعدين تختار يا تقتل واحد عندك يا اقتل واحد عندي وخلي بالك أنا هبدأ بأهم حد فيهم...... إيمان
فتح خالد عينيه في صدمة وقال : لا...... إيمان لا يا أيهم..... إيمان ملهاش دعوى بحاجة
أيهم : ليها..... طالما وقفت قصادي وحاميتهم يبقى ليها وإنت اللى دخلت نفسك ودخلتها في الحوار يبقى تستحمل ومش محتاج أفكرك لو بلغت البوليس مش هستنى ساعه زياده وهخلص عليهم كلهم
أنهى أيهم المكالمة ووقفو جميعًا أمامه في رعب وهو يجوب في غضب وبدأ يفقذ السيطرة على غضبه فقال طارق : إهدى يا خالد عشان مفيش حد هيقدر ينقذهم غيرك ولو فقدت أعصابك أو وعيك دلوقتي كلنا هنروح في داهية
نظر له خالد وحاول التنفس بقوة للسيطرة على أعصابه ثم جلس ليفكر ولا يعلم كيف يخرج من هذا المأذق فسوف يخسر إيمان بعد وقت قصير وعليه الإختيار إما موتها أو يصبح قاتل مثل أيهم وفي كلتا الحالتين سوف يفقدها بالتأكيد وبعد أول ساعة إتصل أيهم فتلقى خالد المكالمة وسمع صوت إيمان وهي تبكي وتستغيث فقال أيهم في غضب : أخرسي...... ها يا خالد قررت ولا لسة؟ 
خالد في رجاء : أيهم أرجوك..... بلاش تعمل فينا كده...... إيمان ملهاش دعوى تعالى وخد حقك مني أنا وسيبها هي
أيهم في غضب : هعد لحد ٥ يا أسمع صوت الرصاص من هنا يا تسمعه أنت
لم يجد خالد حل سوى أن يقتل حتى وإن فقد ذاته فلن يفقد إيمان تحت أي ظرف فرفع السلاح في وجه سوزي التي فتحت عينيها في صدمة وأطلق الرصاص فصرخت كلًا من نورة وليلى فقال طارق في غضب : إنت أتجننت؟
رفع خالد السلاح في وجهه وقال : يا هي يا مراتي...... وبعدين محدش فيكم هيخرج من هنا يأما عليكو تختارو يا ولادكم يا انتو..... أنا أخترت إيمان وأظن سوزي مش أهم منها ولا تفرق معاكم
أيهم في سعادة : برافو عليك يا خالد..... كده بقيت دراعي اليمين..... خلص عليهم وأنا هسيب ولادهم وكده يبقى عداني العيب...... هقفل واستنى منك مكالمة تقولي إنك خلصت
خالد : أيهم..... لو أذيت إيمان مش هسيبك تفلت من إيدي فاهم
أيهم : إيمان براءة ناقص الشباب دول ولو مقولتليش إنك خلصت هقتل ولاء
أنهى أيهم المكالمة ونظر إلى إيمان التي تبكي بشدة وقال : كده إنتي براءة..... فاضل الحلوين دول..... أدينا قاعدين بنسمع ونشوف هيقتلهم ولا هقتلكم
نظر إلى أدم التي تحتمي ولاء به ونظر له في غضب فابتسم أيهم ووضع السلاح على المنضدة أمامه وجلس يستمع لما يحدث داخل منزل عائلة الألفي.




       

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة
تعليقات