رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والخمسون 55 والاخير بقلم اسماء العذب


رواية رحلة عذاب الفصل الخامس والخمسون 55 والاخير بقلم اسماء العذب


"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 

منال كانت قاعده وبنتها جنبها ولحد دلوقتي دمعتها منشفتش من ساعه ما عرفت إن بنتها عندها توحد 

منال بحسره 

:بقي بنتي انا عندها توحد..بنتي انا ..ليه ..عملت ايه انا يارب عشان يجرالي ده وأشوف بنتي نور عيني كده ..ده انا طول عمري ماشيه جنب الحيط ومش بأذي حد ولا ليا دعوه بحد 

علي كان بيبصلها بتعب ووجع وغصب عنه ابتسم بسخرية علي كلامها اللي بتقوله ..قال مأذتش حد قال
بص ناحيه البنت الصغيرة اللي بتعيط بصوت واطي هي التانيه لأن بنيتها الجسدية علي قدها ومولوده قبل معادها 

قرب منها براحه وشالها وبقي يطبطب عليها عشان تسكت لحد ما سكتت ..بس عيطت تاني من صوت عياط وولوله منال اللي بتتحسر جنبها 

علي بضيق 
:بس يا منال البنت عماله تعيط من صوت نواحك..خليها ساكته ..كفايا دماغي هتنىفجر من ساعه ما عرفت ..

منال ببكا
:لا ماهو واضح عليك الزعل فعلا ..ده أنت ولا كأن الموضوع فارقلك 

علي بحده
:اعمل ايه يعني اقعد اولول جنب واعيط زي الولايا ..وياتري لو عملت كده ايه هيتغير ..هو سكر ولا ضغط هيتداري..خلاص البنت عندها توحد ..هنعمل ايه يعني..إرادة ربنا ايه هنعترض 

منال بعياط وغل
:بقي بنتي انا عندها توحد وبنت مروه الشحاته تطلع طبيعية ومعندهاش حاجه ..ومش بس كده دي مخلفه بنت حلوه وبعيون خضرا ..ومش بس كده جوزها زي مايكون اتحول وبقي يتمني ليها الرضا ترضي ..عملت ايه يعني عشان نصيبها يكون كده ..بقي بعد ما كنت بتتداس بالرجلين بقت هانم وعايشه عيشه ملوكي ..وانا ..انا بعافر واقاوح عشان نبني لينا حته عماره نأجرها للناس ونستنفع من فلوسها 

علي اتنهد بغضب وسابها وشال البنت ودخل جوه  

..... 

عاصم بص لمروه واتكلم بتحذير وهزار 

:إوعي تكوني حامل يا مروه ...العيال لسه مكملتش سنه وانتي تطلعي حامل...كده هتبقي أرنبة يا ماما 

مروه كانت لسه هترد عليه والكسوف مالي وشها لكن
الدكتور اتكلم بسرعه ونبره الأسف باينه في كلماته لما قال

:للأسف التحاليل والأشعة بتقول إن المدام عندها سرطان 

للحظه الوقت وقف عند الاتنين وهم باصين لبعض بعدم استيعاب للي اتقال 
عاصم حول نظره واتكلم ببسمه غير مصدقه 

:حضرتك قولت ايه 

الدكتور اتنهد وعاد الجمله من الأول 
:للأسف سرطان في الدماغ والحاله متأخره ولازم تاخد جرعات كيماوي وتبتدي علاج في أسرع وقت عشان الحاله متتدهورش أكتر من كده

:هو ..هو حضرتك بتتكلم جد ..يعني مش بهزر..م مروه مراتي عندها سرطان  

جمله قالها عاصم وهو بيتمني الدكتور يكون بيكذب عليه أو بيهزر..أي حاجه غير اللي قاله والحقيقه اللي كفيله تدمره وتدمر عيلته 

بلع ريقه وبص لمروه اللي كانت حالتها غريبه 
كانت مبتسمه وباين علي ملامحها الرضا ..كأنها مبسوطه انها عندها المرض الخبيث ده 

كان فاكر انها خلاص اتمسكت بالدنيا بعد ما ظروفها اتغيرت للأحسن وبقي عندها اللي تخاف عليه بعد ما خلفت 
لكن الظاهر إن الماضي لسه مأثر فيها ولسه طالبه الموووت واهو جالها علي طبق من ذهب والاختبار بأيدها ترفض ولا تقبل ..لكن بنظرتها وبسمتها عرف أنها قابله الموضوع بكى صدر رحب

:يعني انا خلاص همووووت يا دكتور 

قالتها مروه بمنتهي الهدوء خلت عاصم يبصلها بحده واتكلم بغضب غصب عنه 
:مروه ..شغل العيال ده مش وقته..خلي  الدكتور يقول اللي عنده عشان نبتدي رحله علاجك من بدري بدري 

بص للدكتور واتكلم بأعصاب تالفه 
:ك كمل يا دكتور..هنعمل ايه دلوقتي..

الدكتور بقي يشرح ليهم اللي المفروض يتعمل واداهم اسم مستشفى خاصه عشان مروه تتعالج هناك 

الاتنين رجعوا البيت والسكوت هو الحاجه الوحيدة اللي تتسمع 
اول ما دخلوا من باب البيت شافوا المنظر اللي كفيل يخلي قلوبهم تغني من الفرحه 

التؤم قاعدين بيلعبوا ويطلعوا أصوات طفوليه كفيله تخلي القلب يغني من السعادة 
وغالية هي كمان ماسكه عروسة لعبه وبتلعب بيها وتمشط ليها شعرها  

لكن لأن القلوب استكفت المشهد ده مقدرش يرسم حتي ولو بسمه صغيره علي شفايف حد منهم 

عاصم أول ما شاف الحاجه سميه جايه عليهم والبمسه مرسومه علي وشها سابهم وجري علي فوق من غير كلمه بس ملامح وشه لوحدها بتوضح اللي فيه واللي حاسس بيه 

الحاجه سميه بصت لمروه وقربت منها ولسه هتتكلم وتسألها..لكنها لاقت عيالها كلهم أول ما انتبهوا لبها جريوا عليها بسرعه وفرحه وده خلي مروه تتنهد بوجع شديد من فكره فراقهم بعدما اتعلقت بيهم وحبت الدنيا عشانهم وعشان هم فيها 
الحاجه سميه بصتلها رغم ده كله وسألت

: ماله عاصم يامروه ..انتو اتخانقتوا

مروه هزت رأسها بمعني لأ واتكلمت بمنتهي الهدوء 
:لا ..هو بس زعلان عشان انا عيانه 

الحاجه سميه بقلق
:عندك ايه يا بنتي سلامتك 

مروه اتكلمت بمنتهي الهدوء عن مرضها واللي قاله الدكتور 
الحاجه سميه أول ما سمعت اسم المرض ضربت علي صدرها وصرخت برعب 

:يالهوي..س سرطان ..سرطان ازاي يابنتي ده ..ده 

معرفتش تكمل ولا تقول ايه لأن الصدمه لجمت لسانها 
مروه سابت العيال يرجعوا يلعبوا في الارض وقربت منها وحضنتها بحب وحنان واتكلمت

:انا مش زعلانه يا حاجه ...والله انا راضيه جدا ..ده قضاء ربنا وانى مش معترضه ..انا بس هطلع اصالح عاصم واجيبه عشان ينزل يتعشي مينفعش ينام جعان ..ممكن تاخدي بالك من العيال كام دقيقه 

الحاجه سميه مكنتش مركزه معاها ولسه في صدمتها 
مروه سابتها وطلعت فوق لاقت الاوضه مضلمه وعاصم نايم علي السرير بهدوم مغيرهاش ومديها ضهره

قربت منه براحه لحد ما بقت لازقه في ضهره واتكلمت بصوت واطي 

:عاصم ..عاصم قوم 

لكن مفيش رد غير شوبه شهقات خافته ولما ركزت اكتر لقت أن جسم عاصم بيتهز 
بسرعه عرفت انه بيعيط 

حاولت تخليه يتعدل عشان تواجه وشه لكنه مرضاش 
لحد ما نزلت من السرير وقابلت وشه الغرقان دموع 

:عاصم..عاصم انت بتعيط 

عاصم محسش بنفسه غير وهو بيشدها لاحضانه بقوه واتكلم بصوت باكي وعالي 

:مش عاوز اخسرك..خليكي معايا يا مروه..انا مش حمل الفراق ...والله ما حمله ولا قده ..خليكي معايا مش هقدر علي بعدك ..

بعد عنها ومسح دموعه بلهفة وبقي يتكلم برجاء خلي مروه تشفق عليه

:مروه انا بحبك انا بحبك والله ومش عاوز غير سلامتك..متسيبنيش يا مروه ابوس ايدك ..ابوس ايدك خليكي معايا ..ولادنا دول مين يربيهم ..مين يحبهم زيك ...خليكي معايا يا مروه..خليكي معانا كلنا وامسكي في الدنيا..مش بعد ما حبينا الدنيا عشان انتي فيها تقومي تروحي..انا مش حمل فراق حد ولا حمل بعاد ...والله تعبت من الفراق ..مش كل ما احب حد يفارقني..خليكي معايا والله ماعايز حاجه تاني
 
مروه قربت منه وحضنته بدموع نزلت غصب عنها لحالته واتكلمت بهمس 

:والله انا عاوزه افضل معاكم وهعمل كل حاجه عشان ده يحصل..بس لو محصلش اعرف إن دي إرادة ربنا 

عاصم مسح عيونه واتكلم بلهفة 
:يعني جاهزه تتعالجي وتروحي للدكتور وتمسكي في الدنيا عشان خاطرنا 

مروه سندت راسها علي راسه وهزت رأسها بدموع واتكلمت
:جاهزه ..طول ما انت في ضهري جاهزه ..بس فيه حاجه عاوزه أعملها الأول 

:حاجه ايه 

.....

:هي دي الأمانة يا علي ..هي دي اللي أمنتك عليها ..هو ده وعدك ليا 

علي كان موجود في مكان اسود وكله ناااار في كل حته وحر جدا جدا جدا..كأنه في فرن 

بص قدامه لاقي ابوه اللي المفروض مااات من سنين طويلة 
كان لابس لبس ابيض وطالع من وشه نور منور المكان المضلم اللي موجودين فيه 

قرب منه واتكلم بنبره حسها موجوعه 

:ده انا مُت وانا بوصيك علي اختك وقولتلك متحسسهاش أنها يتيمة..تقوم انت اللي توجعها اكتر من اليُتم نفسه ..هانت عليك اختك يا علي..هونت انا عليك وانا ببوس ايدك زي العيل الصغير واترجي فيك عشلن تاخد بالك منها وانت وعدتني انك هتعمل كده ..تقوم بدل ما تحميها من الدنيا تروح انت اللي كاسرها وزالالها وتأكل حقها ..بس انا خلاص اتطمنت علي بنتي لانها قريب هتيجي ليا وهنسكن الجنة مع بعض 

بصله بنظره خلت علي يترعب وكمل
:إنما أنت مكانك مع دول  

علي بص مكان ما ابوه بيشاور وشاف ابشع منظر ممكن يشوفه في حياته ومماته حتي

منال وأمه مربوطين بشياطين وفي سلاسل داخله في أجسامهم وجلدهم بيسيح وبيتعذبوا عذاب ملوش وصف من بشاعته 
الاتنين بصوله وهم لسه بيصرخوا من هول العذاب اللي يوقف القلوب وبيشاوروا عليه 

:انت مكانك معانا يا علي ..العذاب هيطول الكل وانت منهم ..انت من اهل جهنم تعال وخد  نصيبك من العذاب 

:لا لا..لا ابعدوا عني انا مش منكم لا لا ..انا مش عاوز اروح معاكم انا 

:علي ..علي اصحي ..يا علي اصحي 

علي فتح عيونه بفزع لقي منال بصاله بقلق وهي بتتكلم عشان تهديه
:اهدي اهدي ..ده مجرد كابوس مفيش حاجه حصلت 

علي يادوب هياخد نفسه لكن اتخشب مكانه والنفس مطلعش لمى سمع صوت آذان الفجر في كل مكان 
هنا اتيقن إن اللي شافه ده مش مجرد حلم ولا حتي كابوس ..دي رؤية واجبه التحقق 

بص لمنال واتكلم بوش مخطوف وهو بيترعش 
:لا ..لا ده مش كابوس ..ده مش كابوس ..انا ..أنا شوفتك ..شوفتك انتي وأمي.. كنتو في النااار ..كنتو بتتعذبوا وفي شياطين متكلبشه معاكم وجلدكم بيسيح والسلاسل داخله فيكم من ورا وطالعه ..طالعه من البُق
بعدها بقيتوا تنادو عليا وتقولي إن ده مصيرنا وكنتو عاوزين تشدوني معاكم عشان اتعذب زيكم ..انا مش ..مش عايز اخش النااار يا منال ..مش عايز ..إ

منال قربت منه وحضنته وهي بتتكلم بقلق

:يا حبيبي اهدي ده مجرد حلم صدقني ..مفيش حاجه هتحصل ..ناااار ايه اللي انت هتدخلها ..هو انت فيه في طيبتك ..اهدي يا حبيبي واستهدي بالله مفيش حاجه حصلت ..انا هقوم اعملك كوبايه لمون تروق د:مك وهتبقي عال 

علي مسك فيها وهز رأسه بمعني لأ وهو بيتكلم برعب
:لا لا متسيبنيش لوحدي ..خليكي معايا

منال هزت راسها بقلق من حالته وضمته لصدرها ومحستش بنفسها وهي بتروح في النوم مره تانيه ومش دريانه بالحر ب اللي بتحصل جوه دماغ علي اللي جسمه عمال يتنفض وعمال تجي ليه تهيئات من الكابوس اللي شافه 

لحد ما جه الصبح والبيت كله صحي ما عدا علي اللي النوم مخبطش علي بابه بعد الرؤية أياها
منال قامت من نومها وهي ناسيه اللي حصل وفاكره إن علي نايم لأنه كان مديها ضهره

عشان كده قامت عادي وراحت تحضر الفطار 
وبعدها راحت لعلي عشان تصحيه لقيته معقول علي السرير وصاحي وعيونه حمراء كأنه بقاله شهور مداقش طعم النوم 
منال ببسمه 

:صباح الخير يا حبيبي..قوم يلا وصحصح عشان تروح شغلك ..وانسي اللي حصل امبارح ده ..ده مجرد كابوس صدقني ..فطفوم يا حبيبي ربنا يهديك ويبعد عنك كل شر 

علي بصلها بتوهان وهز راسه من غير كلام وقام يعمل زي ماهي قالت وفي ظرف دقايق كان جاهز ولبس 
لكن برضوا حالته كانت مختلفه ..كان شكله كأنه مش هو ..كأن الجسم بس هو اللي بتاعه وموجود..لكن روحه مش موجوده 
لسه هيقعد علي طربيزه السفره والباب خبط 

الاتنين بصوا لبعض ومنال راحت تفتح وتشوف مين اللي جاي ليهم في الوقت ده ووراها علي 
لكن ظنونه اتيقنت لما شاف اللي علي الباب 
مروه ..مروه اخته اللي ابوه كان بيوصيه عليها إمبارح 

مروه بصت ليهم واتكلمت ببسمة واسعه وهي متجاهله كلام عاصم كله

:صباح الخير يا علي انت ومنال ...انا جيت عشان افرحكم وملقتش وقت احسن من ده .. وهو بدايه اليوم 

اتكلمت بعيون بتلمع ولهفة وهي موجهه كلامها لعلي
 
:أنا جيتلك النهارده عشان اقولك إنك خلاص هترتاح مني 

علي بصلها بأنفاس هاربه وهي أكدت 

:ايوه متستغربش..انت قريب ممكن ترتاح من شوفتي نهائي ..انا طلعت عيانه يا علي ..عيانه وعندي سرطان وحالتي وحشه ..يعني ممكن اموووت في اي وقت واي لحظه..وانت اكيد خبر زي ده هيفرحك وانا كان نفسي في يوم اشوفك مبسوط مني ..عشان كده لو خبر زي ده هيبسطك فاهو كمان هيبسطني انا ..انا خلاص همشي ومش هبقي موجودة هنا 

:بس بقي يا مرووووه بس

مروه بصت لعاصم اللي زعق فيها بأنهيار وهي كملت وهي بتمد أيدها جوه شنطتها وخرجت فلوس كتير ومدتها لعلي اللي زي ما يكون نزل عليه سهم الله

:بص انا جيبتلك الفلوس دي ..انا قولت ممكن تفرحك هي كمان ..انا لميتهم من سبوع حبيب وحمزه وكل مايكون معايا فلوس زيادة من مصروفي احوشهم خدهم كلهم ..بس ياريت لو مت يعني تيجي جنازتي وتفتر ليا حاجات كويسه عشان انا نفسي اشوف نظره حب واحده من عيونك ...والله ماعاوزه غير بصه فيها حب من عينيك وانا هكون راضيه 

منال علي قد صدمتها من كلام مروه لكنها لما شافت  الفلوس اخدتها منها بسرعه وخبتها في هدومها 

مروه بصت لعلي اللي مش ناطق وبلعت ريقها وافتكرت انه لسه بيكرهها 

بصت لعاصم واتكلمت بأحباط 
:يلا بينا 

يادوب هتتحرك وحست بحاجه بتمسك في رجلها 
بتبص لاقت علي راكع علي ركبه وماسك رجليها بطريقه مريبه ...كانت لسه هتتكلم لكنها سكتت بخضه لما لاقته اتفتح في العياط بطريقه ترعب وهو بيترجي فيها تسامحه 

:سامحيني يا مروه سامحيني..والله كنت عبيط وغبي وابن ستين في سبعين..بس سامحيني...مش عاوز ادخل الناااار ...مش عاوز اروحه هناك ..مش عاوز ..سامحيني ابوس رجلك

وفعلا وطي عشان يبوس رجلها لولا أن مروه منعته وهيومش فاهمه في ايه ..لحد ما الصوره اتضحت من كلمات علي اللي عمال يقولها زي المجنون من بين رجائه 

بعد فتره مروه خلت علي يقف قدامها..لكنها حست أنه واقف بخزي 

اتنهدت واتكلمت بنبره هاديه 
:من زمان وانا نفسي يبقي عندي اخ...اخ بجد مش كلام علي ورق ..طول عمرك بتقول عني الخدامه وعمرك ما ابتسمت في وشي ولا قولتلي كلمه تجبر بخاطري..فاكر يوم فرحك يا علي..اخوات منال البنات اشتروا لبس جديد ولبسوه وعملوا شعرهم حلو ولبسوا تيجان زي الأميرات..وانا ..انا مكنش معايا لبس خالص البسه لفرحك ..كان وقتها عندي عشر سنين ومن هبلي روحت ليكي اقولك إني عاوزه لبس حلو البسه م إني كنت بخاف منك جدا وكنت بتمثل ليا كابوس ..بس مكنش قدامي غيرك ..كنت بقول يمكن في يوم فرحه قلبه يحن ويخليني أفرح ..بص لما قولتلك كده زقيتني برجلك بعيد لحد ما وقعت في الارض ومبصتش عليا حتي وكأنك بتعامل جماد مش بيحس 
ساعتها فضلت اعيط مش عشان زقتيني وايدي اتعورت..لأ عشان معاملتك دي وعشان خوفت متاخدنيش الفرح عشان شكلي مش حلو ..ساعتها مكنش قدامي غير الحاجه سميه

سكتت وكملت بحنين
:أمي وقت ما مكنش عندي أم..جريت عليها وقولتلها وأما بعيط علي مشكلتي وهي ابتسمت وكانت هتروح تجيب ليا لبس جديد ..بس ابنها اتخانق معاها وقالها كلمه لحد دلوقتي مش قادرة انساها ..قالها إذا كان اخوها اللي من دمها مسألش فيها ولا عبرها...احنا نشيل همها ليه وزعق فيا وانا خوفت منه وجريت بعيد ومكنش قدامي حاجه البسها غير الهدوم الللي عندي واللي كنت بشحتها من الناس..قلبت فيهم لحد ما لقيت بنطلون جينز حالته مقبوله وتيشيرت وبسرعه روحت استحميت ولبستهم ..طبعا البيت في الوقت ده مكنش فاضي لأن اهل منال كانوا بيروقوا المكان وكله كان عمال يهش فيا زي الدبانه لحد ما انت روحت تجيب منال من الكوافير والبيت بقي  فاضي وانا بسرعه جبت مشط وسرحت شعري ولبست جزمتي المقطوعة اللي كانت مبينه صوابعي ..لكن رغم ده كله مهتميتش وروحت الفرح وشوفتك هناك ساعتها وانت الفرحه مش سيعاك وهتطير ..كنت عمري ما اشوف بسمتك دي متوجهه ليا ..عمري ..شوفت اخوات منال وقرايبها العيال وهم لابسين لبس حلو وجديد انا كا طفله كان نفسي البس زيه بس ده محصلش..شوفتك وانت بتتصور مع الكل وفرحان وانا كان نفسي أتصور واطلع علي المسرح ..بس خوفت تزقني واقع من فوقيه واتعور تاني عشان كده اكتفيت إني اتفرج من بعيد علي حاجه ..حتي الجاتوه والعصير اللي كانوا بيزوعوه أهل منال أمها مرضيتش تديني منه وبصتلي بكره وانا عيله صغيرة مش فاهمه انتو بتعملوا معايا كده ليه ودموعي بتنزل مني من معاملتكم دي ..لحد ما حسيت بأيد البني ادمه الوحيدة اللي كانت بتحن عفيا وهي بتطبطب علي كتفي وجابتلي جاتوه وعصير وخلتني أكل وانا ساعتها سكت ومزعلتش وكملت الفرح عادي ..لحد ما الفرح خلص وروحنا البيت وانت من غير كلام أول ما لقيت أهل مراتك جايين عشان يوصوك عليها مسكتني من ايدي وحبستني في أوضه مضلمه وقفلت عليا الباب 

علي كل ده كان بيعيط بندم وهو بيفتكر الأيام دي ومروه كمان دموعها نزلت دموع من غير ما تحس وهي بتكمل 

:ساعتها قضيت يومين جوه الاوضه..ولولا ثرثوب النور اللي داخل من تحت عقب الباب كان زماني اتجننت..كنت بعيط من سكات عشان خايفه تضربني ..كنت بعيط من الجوع وانا بقاي يومين مكلتش ولا شربت واعيط من الخوف وانا قاعده في اوضه ضلمه لوحدي ..واعيط عشان عاوزه اخش الحمام ومش عارفه لحد ما عملتها علي نفسي ..وكنت بسمع صوتكم وصوت  ضحككم ..لحد ما فتحت ليا بعد يومين وقولتلي اقوم اروق البيت عشان الضيوف اللي جايين..مسألتش انا عامله ايه ولا جعانه ولا كويسه ولا اي حاجه ..هو بس قومي روقي البيت عشان الضيوف ..تخيل إن دي ذكري واحده ليك عندي من ملايين الذكريات من أول ما وعيت علي الدنيا..بس كلها ذكريات اوحش من بعض ..ودلوقتي جاي تقولي سامحيني..بجد

سكتت وكملت بنبره مختنقه من الدموع وهي بتعيط
:للأسف مقدرتش ازعل منك عشان اسامحك رغم كل اللي بتعمله ..كنت دايما بديك حجج ومبررات واقول إني أنا الغلطانه لحد ما مبقتش شيفاك بتغلط ومش بزعل منك لاني انا اللي جيبت ده لنفسي ..عشان كده مش زعلانه منك يا علي ..والله ما زعلانه 

خلصت كلامها وكانت هتديه ضهرها عشان تمشي..لكنها اتخشبت مكانها لما حست بعلي بيشدها لاحضانه بقوه وهو بيعيط جوه حضنها وبيتأسف بندم شديد تحت نظرات منال المصعوقه 

:سامحيني يا مروه ..والله فوقت يا اختي وتوبت لربنا خلاص ..مش عاوز اخش النااار يا مروه مش عاوز ...انا شوفتهم ..شوفتهم منال وأمي كانوا هناك وشوفتهم وهم بيتعذبوا..مش عاوز اتعذب زيهم سامحيني عشان خاطر عيالك
 
مروه كانت مش مستوعبه لحد دلوقتي انها في أحضان علي ..كان احساس غريب وجديد عليها ..احساس عمرها ما جربته لكنها حست أنه احساس مش وحش ..بالعكس حلو 
التفتت ليه وعلي اتكلم بوجع

:مش هسيبك يا مروه ..مش هسيبك غير لما تقومي بالسلامة واتطمن عليكي وساعتها لو عايزه تطرديني بره حياتك انا موافق ..بس خليني جنبك في فتره مرضك ..انتي لازم تخفي وترجعي زي الأول..لازم 

مروه ببسمه وجع
:للأسف اللي زي مينفعش يدوقوا الفرح...عشان مش مكتوب لينا ..ولما دوقته اديك شوفت اللي حصل ..الدنيا استكترته عليا 

:هتخفي وترجعي احسن من الأول وتفرحي أكتر واكتر ..عشان اللي زيك ميستاهلش غير الفرح وبس ..هعمل كل اللي في أيدي عشان تخفي ..حتي لو دفعت كل اللي حيلتي ..حتي الفلوس اللي في البنك كلها خوديها ليكي ..دي فلوسك انتي ..انتي اللي اشتغلتي بيها وجايه من عرقك 

علي كلمته منال فتحت عنيها بفزع وقلبها وقع من الفكره
لكن عاصم رد عليه  بكره

:خلي فلوسك ليك ..انا مراتي اعرف اصرف عليها واعالجها من حر مالي ..يعني بلاش فتحه الصدر دي 

علي رد عليه بحرقه
:دي مش فتحه صدر ولا منظره ..انا بحاول أصلح حاجه من اللي خربته ..بحاول اعوضها عن كل اللي فات..يمكن ده يصلح شكلي قدام نفسي حتي 

مروه اشفقت عليه واتكلمت ببسمه حزينه 
:خلي فلوسك يا علي ..عاصم هو اللي هيعالجني يعني مفيش داعي ..وانا مسمحاك صدقني ..يعني مفيش داعي تشغل نفسك ..انا هبقي كويسه مادام انت راضي عني ومش زعلان 

علي ببكا
:كلامك بيقطع في قلبي يا مروه ..والله بيقطع في قلبي وانتي عاكسه الدور والمفترض انك انتي اللي تكوني زعلانه مش انا ..هو انتي ازاي طيبه كده إزاي 

مروه معرفتش ترد عليه في حالته دي غير انها حضنته من تاني تحري طعم حضنه وتطبطب عليه بحنيه واتكلمت 

:خلاص عشان تتأكد اني مسمحاك..خليك ملازمني طول فتره تعبي وساعتها هتعرف إني عمري ما زعلت منك ولا هزعل ..

سكتت وكملت بتردد 
:فين العيال وحشوني ونفسي اشوفهم 

بصت لمنال وسألت
:فينهم يا منال 

منال كانت هترد عليها رد ناشف كالعادة..لكن بصه علي ليها خلتها تتكلم ببسمه مصطنعه 

:جوه تلاقيهم بيلبسوا للمدرسه..تعالي ده يوسف هينبسط لما يشوفك 

مروه هزت رأسها ببسمه وبصت لعاصم تاخد منه الأذن واللي بدروه هز راسه ليها ومروه سابتهم ودخلت البيت وسابتهم مع بعض 

عاصم قرب منه واتكلم بجمود وكره
:انا مش بالع ولا كلمه من اللي قولتها..بس لو قربك هيخلي مروه تتحسن فا انا هعصر علي نفسي لمونه واتقبله لحد ما تقوم بالسلامه وساعتها مش هخليها تلمحك..ولو هي نسيت اللي انت عملته ..انا مش هنسي ..ومش هخلي اكبر اذي ليها يدخل حياتها من تاني بعد ما صدقت خليتها اتصلحت وعاشت زيها زي الناس الطبيعية 

علي بدموع
:حقك تقول كده ما انت مشوفتش مني غير كل ردي..لكن والله العظيم انا اتغيرت خلاص وعاوز اكفر عن غلطي ..اديني فرصه يا عاصم ..اديني فرصه واحده مش عايز غيرها 

عاصم بكره
:لو كنت هعمل كده فا ده عشانها هي ..وهي فرصه واحده لو غلطت ..ساعتها تخرج بره حياتنا من غير رجعه 

علي هز راسه وهو لسه بيعيط بطريقه خلت قلب عاصم يرق ليه من شكله ..لكنه نحي مشاعره ومشي من قدامه وراح لمروه 

..... 

الباب خبط علي بيت رندا وكان مفيش غير رندا وامها واختها في البيت 

رندا فتحت شباك الباب الأول عشان تشوف 
لكن عنيها وسعت بفرح لما لقيتها منة
منة بأشتياق 

:وحشتيني يا واطيه ..بقالك اربع شهور واخده إجازه ومش مخليه حد يشوفك 

من غير شعور رندا فتحت الباب بسرعه ولهفة وشوقها وفرحتها بزيارة منة ليها خلتها تنسي كل حاجه 

منة تنحت من المنظر اللي شيفاه ونسيت هي جايه ليه وشاورت علي بطن رندا اللي سبقاها مترين 

:ايه ده يا رندا 

رندا استوعبت اللي عملته لمى شافت نظرات منة المصعوقه ليها
 
اتنهدت بصوت عالي وشاورت علي الصالة واتكملت بتعب

:ممكن بس نقعد الأول وبعدين نتكلم لأني مش قادره أقف

منة هزت راسها عشان تفهم ايه اللي فيه وازاي رندا حامل لحد ما قعدوا وسألت بتحفز 

:هااا بقي قوليلي انتي حامل إزاي ..وازاي محدش يعرف ..واكيد العيل ده ابن حامد مش كده

رندا بحده
:متقوليش اسمه قدامي..مش طايقه اسمع سيرته ولا حد يتكلم عنه قدامي حتي ولو بالتلميح 

منة بجدية شديدة وهدوء 
:رندا ده مش وقت عصبيه ولا خناق..قوليلي ايه حصل ..كل حاجه بالتفصيل..انتي عارفه إني أعقل واحده في شله المعتيه اللي احنا منها يعني لو هتلاقي حل عند حد هيكون أنا...عشان كده احكي في ايه 

رندا اتنهدت بخنقه رهييييييبة لانها هتضطر تحكي وتفتكر مع كل كلمه بتقولها اللي حصل 

:حامد اغتصىبني يا منة ..والحمل ده هو نتيجه اللي حصل 

رد فعل منة كان ابعد ما يكون عن الواقعيه لانها بدل ما تتصدم أو تخاف أو حتي تواسيها لكن رد فعلها كان غير 
منة معملتش حاجه غير الضحك ..الضحك وبس 
فضلت تضحك لحد ما عنيها دمعت واتكلمت من وسط ضحكاتها .

:وامتي ده حصل وفين 

رندا بحقد وغيظ

:لما كنا متجوزين ..قبل ما يطلقني ..عمل عملته وطلقني علي طول ..أهم حاجه 

شاورت علي بطنها الكبيرة واتكلمت بوجع ودموع

:مش كفايه اتحملت ده كله لوحدي ..كمان حصل حمل وهجيب طفل كل ما ابص في وشه افتكر ابوه واللي عمله فيا ..وخايفه اكرهه زي ما بكره أبوه لأنه بيفكرني بيه ..هيفكرني بيه كل ما ابص في وشه ..ياريت كان بأيدي حاجه.. كنت روحت بلغت عنه وعن اللي عمله فيا ..كنت خليته يقضي باقي عمره في الحبس لحد ما يعفن هناك 

منة بجدية 
:رندا انتي اكيد بتهزري.. ده حقه الشرعي ..يعني حتي لو عملتي ايه هيفضل تحت المسمي ده والقانون مش هيعترف بيه لأنك مراته ..فاهمه يعني ايه مراته ..عمرك سمعتي عن واحد اغتىصب مراته 

:يمكن كلامك صح ..بس اكيد الخطف والتهديد ومحاوله أنه يغتىبني انا وانتي قبل ما نتجوز اكيد ساعتها القانون هيعترف بده كله ..وانتي لازم تاخدي حقك منه ..ده هددني بيكي عشان اتجوزه ..هددني لو متجوزتوش هيسلط الرجاله اللي خطفونا انا وانتي انهم يعملوا معاكي حاجات مش كويسه ابدا وكل ده كان هيتصور 

منة بلعت ريقها بتوتر لما افتكرت اللي حصل 
بصت لرندا واتكلمت بخوف 

:رندا..فيه حاجه لازم تعرفيها 

سكتت ومعرفتش تقول ايه او تكمل إزاي لكنها في الاخر اتنهدت واتكلمت 

:انا ..انا كنت عارفه باللي حامد هيعمله ..ودي كلها كانت خطه وانى كنت جزء منها عشان نضغط عليكي تسيبي خطيبك الأول لأنه..لأنه بتاع ستات ولو كنتي اتجوزتيه كان هيخونك كل يوم مع واحده..وانا اتأكدت من ده بنفسي صدقيني ...ده كان واحد واطي ميستهلش ضفرك ..وقبل ما تنفعلي فكري فيها كويس ..انتي انفصلتي عن حامد لأنه خانك وانتم علي البر..وده كان بيخونك علي البر ولو كنتي اتجوزتيه كان خانك في عرض البحر ..ومش بعيد ساعتها كنتي بقيتي بعيال 
بس والله احنا عملنا كل ده لمصلحتك وحامد نظم ..ندم والله ندم شديد انا شوفته بعيوني عشان كده ساعدته ..لأنه يستاهل فرصه تانيه ..

رندا كانت بتبص عليها بعدم تصديق وبقت تهز راسها بمعني مستحيل ومنة كملت

:دلوقتي انتي فيه ما بينكم طفل قرب ينولد ولازم تفكري مره واتنين وعشره انك ترجعي لحامد ..ذنبه ايه الولد ده يجي الدنيا يلاقي أهله معاديين بعض ..حتي حامد مش هيسكت لما يعرف انك مخلفه منه وهروح يطالب بحضانته وممكن يعمل اي تصرف طايش يخلي الكل يندم..فكري في كلامي يا رندا ..انا والله مش عاوزه إلا مصلحتك ..ومفيش حد هيحبك ولا يحافظ عليكي قد حامد ..هو غلط واعترف بغلطه وتاب ومن ساعتها ممشيش في السكه دي تاني ..سامحيه بقي 

رندا حطت ايدها علي بطنها واتكلمت بأنفاس مقطوعه 

:يعني ..يعني انت معاه وعاملين عليا رباطيه..يعني انتي سبب ده كله ولعبتي عليا معاه واستغفلتيني وو.

بطلت كلام وملامح وشها اتقبضت بوجع وبقت تتأوه بخفوت لحد ما مقدرتش تسيطر علي صرخاتها  وبقت تصرخ بصوت عالي خلي منة تتخض عليها وامها واختها اللي كوه يخرجوا جري علي صوت صراخها 

منة برعب
:مالك يا رندا ..انتي بتولدي ..رندا ردي عليا 

رندا مكنش سامعه صوت حد ..كل اللي شاغلها الوجع اللي ضرب جسمها وعاوزه توقفه بأي شكل 

امها واختها بقو يسندوها لحد ما خرجوا بيها من باب الشقه والجيران اتلمت عليهم من صوت الصوات 
منة خرجت تليفونها واتكلمت بصراخ وهي شايفه أهل أم رندا واختها والجيران بيساعدوها عشان تنزل وتروح المستشفى وصراخها مالي المكان 

:حامد الحق رندا بتولد ..الحق يا حامد دي حالتها صعبه خالص وعماله تصرخ انى خايفه عليها اوي 

..... 

علي اخد منال وعياله الأربعه وراح الفيلا بتاعه مروه وعاصم بعد ما عرف العنوان من يوسف اللي راح هناك اكتر من مره 
ومنال ال ما شافت المكان عينها بقت هتطلع عليه وتنحت 

ومروه مصدقتش انهم عندها وكانت الارض مش سيعاها بدخلتهم عليها وهنا قلبها اتطمن علي عيالها لو جرالها حاجه..لأن فيه ناس بتحبهم زي ماهو ظاهر 

وقلبها أخيرا ارتاح لفكره انها ممكن تسيبهم في يوم من الايام 
وابتدت رحلة علاج مروه 

رحلة عذاب انتهت برحله علاج وربنا وحده عاام بعد رحله العلاج هيكون فيه ايه 

هل القصه هتنتهي ومروه تقدر تهزم المرض ولا المرض هيهزمها 
وابتدت تاخد جلسات الكيماوي اللي بقي مع الوقت مأثر عليها وعلي شكلها 

حتي شعرها وقع ومبقاش فيها شعرايه وبقت من غير حواجب ولا رموش  

بقت من غير حاجه ..بقت ست في البطاقه بس 
ده غير انها من أقل مجهود تتعب وتنهج وممكن يغمي عليها 
حتي نظام أكلها كله اتغير ومبقتش تاكل غير الأكل المسلوق بملح قليل جدا وساعات من غير ملح 

..حتي عيالها الصغيرين مبقتش تقدر ترضعهم وبقت يرضعوا لبن صناعي 

بقت مبقاش فيها حيل ولا حركه ولا نفس 
حتي الكلام ممكن تتعب منه لو دخلت في نقاش حاد 
والبيت اللي كان مليان ضحك وفرحه وسعادة 
بقي دهوكله من المحظورات بعد تعبها..كأنها كانت البهجه بتاعه البيت وبتعبها البهجه دي راحت وضاعت وفنت زي ما كب حاجه بتفني 

لكن رغم ده كله كانت مروه راضيه تماما وفي لمحه سعادة ورضا إن واخيرا ربنا هياخدها عنده ..لكن اللي حازز في نفسها أنها هتسيب ولادها التلاته من غير ما تشوفهم بيكبروا وكنت علي يقين انها مش هتقوم منها لكنها بتعمل ده كله عشان ترضي الكل 
وعلي النقيض تماما كان حال عاصم اللي الرعب بقي مالي قلبه من فكره خسارتها بعد ما حياتهم اتحسنت وبقي متيم بيها 

معقول يكون ده انتقام ربنا منه زي ما انتقم من علي ..ماهو اذاها هو كمان ولازم ياخد جزاءه...معقول ده جزاءه..انه يخسرها بعد ما بقي عاشق ليها وميقدرش يتخيل يومه من غيرها ...دلوقتي بقي مهدد انه يعيش حياته الجايه كلها من غيرها 

مكنش بينام الليل من التفكير في الموضوع..وقلبه بيرجف من فكره خسارتها ..من خساره حبه الأول والأخير لأنه قرر إن كل اللي فات مكنش حب ..الحب هو حب مروه وبس 

وعلي نفس المنوال كان حال علي ...إللي مكنش بينام الليل من عيااطه وخوفه 

بقي مش بيعمل حاجه غير الصلاة والصوم وذكر ربنا..مبقاش فارق معاه حاجه غير أنه يقابل ربنا وهو ورقته بيضا ولو كأن لآزم تكون مليانه..يبقي تتملي حسنات وبس...حتي منال مهانتش عليه وبقي يطلع صدقات جاريه بأسمها وينصحها تتقرب من ربنا ويلح عليها 

ببنما هو بقي مش مفارق مروه 
حتي شغله اخد منه إجازه 

مبقاش فيه عقل لأي حاجه غير أن ربنا يرضي عنه وبعدها مروه ..والباقي مش مهم ..حتي منال مبقتش تفرق معاه وعرف أنه لو محدش باله من أعماله نهايته هتكون اوحش من نهايتها 

..... 

علي كان معاه يوسف وبيشتري كل اللي ممكن بنت تحبه وتحتاجه والأهم من ده كله هيدخل الفرحه علي قلبها 
كان بيشتري ليها غزل البنات وحلويات ولبس جديد 

وكل ما يفتكر حاجه كانت محرومه منها يجيبها وفي نفس الوقت قلبه بينعصر علي اللي كان بيعمله فيها وبقي عاوز يو لع في نفسه من غضبه منها  وزعله علي مروه واللي كان بيعمله فيها 

:للدرجه دي مكنتش بني آدم..للدرجه دي انا واحد قاسي ومش بحس ..ومش بعيد كنت اكمل في عمايلي 
..الحاجه الوحيده اللي عملتها صح إني جوزتها لعاصم..وحتي دي كانت نيتي سودا وانا بعملها 

كمل شرا حاجات وجاب العاب ولبس لأولادها 
وطلع علي البيت عندها 

لقي هناك منال موجودة هي وبقيه عياله 
من جواه كان عارف إن منال مش فارق معاها مرض مروه ولا فارق معاها الحلم بتاعه ..اذا كانت مصدقه اصلا اللي شافه 
لكنه بيعمل اللي بيمليه عليه ضميره بعد ما أخيرا فاق وصحي من غيبوبته وبيتمني من كل قلبه ميكونش فاق متأخر 

وعلي طربيزه الأكل الكل اتجمع 
وعاصم يادوب عاصر علي نفسه لمونه عشان يتحمل علي وعيلته معاهم في نفس البيت وتقريبا كل يوم خصوصا مراته اللي مدخله في كل كبيرة وصغيره بطريقه مخلياه عاوز يطردها هي وعيالها بره 

خصوصا البنت الصغيرة اللي مش مبطله بكا 

لكنه بيعمل كده عشان مروه مبسوطه وتلاقي حد تتونس ليه وهو في الشغل ..لأن الحاجه سميه مش بتلاحق علي العيال لوحدها 
واستمر الحال علي كده لحد ما الدكتور طلب أن مروه تقعد في المستشفى عشان حالتها الصحية بقت في النازل ولازمها متابعه دوريه 

.....

منال كانت موجودة في بيتها لوحدها هي والبنت الصغيرة بعد ما الأولاد راحو المدرسه وعلي راح شغله

كانت ماسكه موبايلها وبتحكي لأمها والشماته هتنط من كلامها 

:ايوه يا ماما..ايوه ايوه ..دلوقتي هي محجوزة في المستشفى 

اتنهدت وهي بتتكلم بحماس 
:كنت عارفه إن ربنا مش هيرضي بزعلي ..اكيد ده حقيقي وحق القهر اللي اتقهرته لما عرفت إن الجربوعه دي بقت ساكنه في فلل وبتلبس الماظ ومعاها عيال تشرح القلب ..انتي مشوفتيش عيالها يا ماما مشوفتيش 

منال رجعت بالذاكره لكام شهر عدوا لما كانت رايحه تشتري هدوم العيد للعيال ومعاها علي وكلهم وكانت لسه حامل في الشهور الأخيرة 

لكنها وقفت تشبه علي واحده من بعيد شايله ولد صغير زي القمر حرفيا وهي بتلاعبه

حتي علي هو التاني استغرب ووقف يبص علي اللي بتبص عليه ومقدرش يتعرف علي البنت دي بس كان بيشبه عليها زي منال 
لحد ما الاتنين اتنفضوا بزهول لما لاقو يوسف بيجري عليها وهو بيصرخ بفرحه 

:عمتوووووو

منال فتحت عينها وغمضتها كذا مره تتأكد اذا مانت صاحيه ولا نايمه وبتحلم 

لكن كل حاجه تثبت أنها صاحيه ومفنجله عنيها 
ثواني والصوره وضحت اكتر لما مروه هي التانيه حضنت يوسف وباسته بحب وبقت تتكلم معاه بس علي ومنال مكنوش سامعين حاجه لأن فيه مسافه بينهم مروه بصت لمكان ما يوسف بيشاور وشافت علي ومنال وياسين ومصعب واقفين وكله تنح من شكلها اللي متغير تماما لدرجه إن اخوها ذات نفسه مقدرش يتعرف عليها 
في اللحظه دي جه عاصم وهو شايل ولد تاني وماسك ايد غالية ..لكنه استغرب لما لاقي يوسف مع مروه وبسرعه بص مكان ماهم بيبصوا وشاف اللي مروه شيفاه 

مروه من غير شعور اتحركت ناحيتهم وهي بتتكلم بعاطفه وتردد لما بقت قصادهم 

:ازيكم عاملين ايه ..عامله ايه يا منال 

منال متنحه فيها ولحد دلوقتي مكدبه عنيها وبتقول إن دي مش مروه 

مروه نزلت بنظره لبطن منال واتكلمت بفرحه

:ايه ده انتي حامل ..انا كمان كنت حامل وولدت من كام شهر وخلفت حمزه وحبيب 

خلصت كلامها وهي بتشاور علي الاولاد اللي شيلاهم هي وعاصم اللي واقف بجمود والود وده ياخد مروه يضربها قلمين علي خلقتها يمكن تفوق وتفتكر هم عملوا فيها ايه قبل كده..لكنه اتمالك نفسه عشان ميخسرش ثقتها ويرجع لنقطه الصفر 

منال كانت بتبص عليها وعلي العيال بعيون مفتوحه من الزهول وعدم التصديق..إزاي حلوين كده واي حد يشوفهم يتمني عيال زيهم من حلاوتهم والطعامه اللي هم فيها 

ياسين ابن منال كان بيبص علي العيال بغيره واتكلم بغيره واضحه

:مش حلوين علي فكره وماما حامل دلوقتي وبكره هتجيب لينا نونو أحلي منهم كلهم 

مروه ابتسمت بيأس عليه وقربت منه وهي بتملس علي شعره بحنان

:وماله يا حبيبي..إن شاء الله منال تجيب نونو زي القمر زيك انت واخواتك ..وبعدين باباك ومامتك زي القمر ..يبقي اكيد هيخلفوا عيال قمرات زيكم 

كل ده ومنال وعلي محدش فيهم نطق كلمه مم الصدمه اللي هم فيها 

عاصم قرب علي مروه واتكلم بجمود

:يلا يا حبيبتي لازم نمشي ..مش هنفضل اليوم كله نحكي ونرغي..ورانا مشاوير تانيه 

مروه هزت رأسها بموافقة وودعت الكل ومشيت مع عاصم 

منال رجعت من شرودها علي صوت امها في الموبايل وكل ما تفتكر شكل عيالها وعيشتها اللي اي حد يتمناها تحس انها هتتنقط من الغل وكملت 

:ياااه ياماما متشوفيها دلوقتي..نضفت واتلمعت واتصنفرت وبقت حاجه إيه..عمرك ما تقولي أن دي مروه ..ولا عيالها..نفسي اعرف طالعين لمين دول بعيونهم الخضرا..التلاته عيونهم خضرا..إزاي طيب وأمهم مروه السنكوحه إزاي هطق عاوزه اعرف بجد

منال داست علي سنانها بحقد شديد وهي بتكمل 
سكتت بتسمع كلام امها وافتكرت اللي علي عمال يعمله وقلبت شفايفها بحسره وضيق 

:ولا علي ..اللي من ساعه الحلم اللي شافه وهو حاله متبدل..بعد ما كان يطيق العمي ولا يطيق اسمها بقي كل همه يرضيها وكل ما اكلمه يقولي اختي  للزم أقف معاها في محنتها وكلام مش لايق عليه خالص ..ده مكنش بيكره حاجه في الدنيا دي قد اخته اللي بيتكلم عليها..دلوقتي قال ايه ضميره صحي وعايز يعوضها ويعوض اللي فات ..بس سيبك انتي ..دي أول ما جات ادت علي رزم فلوس كتير قالت إنهم نقطه العيال التؤم ولادها..غير اننا بقينا نروح عندها البيت ..فيلا يا ماما بهواتي اوي اوي ..بتخلني هطق من جنابي من حلاوتها..بس احسن حاجه اننا واخدين عياها حجه وبروح افرشط عندها أنا والعيال واكلين شاربين قاعدين ببلاش..دي حتي ادتني لبس من بتاعها لسه ملبستهوش..حاجات من الغالية اوي دي ..غير الحاجات التانيه...واهو بطلع منها بأي مصلحه بدل وقفه الحال دي ..

:والله وجه اليوم اللي بقيتي تاكلي وتلبسي فضله مروه يا بنتي ..صحيح الدنيا دوارة 

منال بضيق شديد 
:انتي بتقولي ايه يا ماما..هو انا باخد منها البواقي ..دي كلها حاجات جديدة انا بقلبها منها بصنعه لطافه وبسلك منها بأي مصلحه ..يعني مره ناكل عندها ونوفر اكلنا ..ومره اخد منها كام طقم جداد كده وشيك واوفر تمن الكسوه..حتي ساعات بخليها تشتري لعب للعيال مع عيالها واهو نوفر علي قد ما نقدر ..ما انتي عارفه اللي فيها يا ماما والقرض مش مخلي ورانا ولا قدامنا ده غير مصاريف البنت والكشف والليلة دي كلها 

منال كانت بتتكلم ومش واخده بالها باللي بيحصل حواليها وكملت كلام وهي بتتنهد بضيق

:بس من ساعه ما تعبت اوي واتحجزت في المستشفى والمصلحة دي برضوا بطلت ..مش عارفه اعمل ايه ..انتي عارفه انا بفكر العب في دماغها اخليها تكتب حاجه لعلي ..اصل علي عاوز يكتب ليها نص العمارة اللي بنبنيها وانا طبعا مش قادره أقف في وشه ..ده مش شايف غيرها ..عشان كده انا عوزاها تتنازل ليه ..وبفكر كمان اطلع منها بأي مصلحه بحيث لو اتكلت نطلع احنا الكسبانين 

منال كانت في الاوضه بتخرج ليها هدوم عشلن تستحمي بعد ما خلصت أكل في المطبخ ..بس لسه في اكل علي الناااار 
يادوب بتطلع من باب الاوضه ولاقت الناااار ماسكه في البيت كله  موووولعه في الشقه بطريقة ترعب 

بعد حوالي ساعتين 

الكل بص لعلي اللي جاي علي ملا وشه ولاقي تجمع الناس ومطافي واسعاف ورجال بوليس  ..

قلبه وقع في رجليه لما واحد من السكان شاور عليه وهو بيكلم الظابط 

:اهو هو ده صاحب البيت اللي اتحرق يا حضرة الظابط 

الظابط قرب عليه واتكلم بنبره تعاطف
:انت علي محارب صاحب البيت ده 

علي حرفيا الد م كان هرب من عروقه وهو بيبص علي البيت اللي بقي متفحم علي آخره زبي يهز راسه بمعني لأ مستحيل وهو بيتخيل إن حد من ولاده ولا منال حصلهم حاجه 
بص للظابط واتكلم بصوت رايح 

:و ولادي ..ولادي ومراتي..فين 

الظابط بأسف 
:للأسف البيت لما حصلت فيه الحريقه كانت موجودة الأستاذة منال وبنت حضرتك الصغيرة..للأسف البنت ربنا افتكرها والست منال اتحرقت وعمال الإسعاف اخدوها المستشفى بس حالتها حرجه جدا ..لأن مفيش حته في جسمها مطلتهاش الناااار 

من بعد كلام الظابط وميعرفش ايه حصل ..زي ما يكون في عالم تاني ..مش شايف حاجه قدامه غير الحلم الللي شافه ..لأ دي كانت رؤية ..وده نبذه من العذاب اللي ممكن يطول العاصي في الدنيا 

ميعرفش إمتي 
لكن علي وصل المستشفى برجلين بالعافيه شايلينه ولما سأل علي مكان منال راح لحد الاوضه الموجوده فيها 
كان أهلها كلهم هناك ومن شكلهم عرف اللي فيها 
قربت عليه امها وهي بتعيط بحرقه قلب 

:الحق يا علي..منال اتحر قت ..منال اتحر قت سا علي ومبقاش فيها حته سليمه ..ربنا انتقم منها زي ما انت قولت..ربنا خلص حق مروه منها زي ما قولت..حتي بنتها الصغيرة راحت في الحريقه وطالها العذاب وما تت 

وكأنها بتكلم حيطه ..كان لسه غرقان في ذكرياته الموجعه..بس بالنسبة لمروه ..لأنها كانت المظلومه في الحكايه وكان هو الظالم 
كان شايف قدامه كل مره جه عليها وضربها وظلمها واهانها من يوم ما وعيت علي الدنيا وهو ده حاله 

لكنه مش ذنبه ..هو كان بيشوف أمه بتعمل كده وبتكره مروه كره ملوش حدود لمجرد انها بنت ضرتها وفي الاخر كانت تعمل نفسها المجني عليها لما تعيط بحرقه قلب كل ليله وهي بتفتكر إزاي أم مروه الحربايه لفت علي جوزها واتجوزته وخلفت منه مروه عشان تكيدها بعد ما سرقت منها جوزها 

وعلي نفس خطاها كان علي اللي كان بيعمل ده كله واكتر بس من غير ما يبرر لحد ..هو كان بيعمل كده لأن أمه كانت بتعمل كده ..وساعات لو ضميره صحي لكام ثانيه بيبرر عمايله أنه بيعمل كده عشان ينتقم لكل لحظه وجع عاشتها أمه من امها ..

طب ذنب مروه ايه ..مش مهم ..اهو بنخرج الطاقه السلبيه واي كلام مش منطقي بيقوله لنفسه عشان ضميره ميأنبهوش تاني 
لكن حاليا ضميره صاحي زيادة عن اللزوم..بقي صاحي ومحدش عارف ينومه تاني 

في الوقت ده منال خرجت من أوضه العمليات وهي ملفوفه من أولها لاخرها بشاش ابيض محطوط كل سنتي في جسمها ومش ناطقه من فوق ولا تحت ..حتي عنيها مش ظاهرة 

الكل جري علي الدكتور برعب وامها سألت 
:بنتي يادكتور كويسه مش كده ..شوره حروق سطحيه وهتخف وتقوم بالسلامة صح

الدكتور بصلهم بأسف وبلغهم حالتها اللي وقعت قلوب الكل حرفيا بين رجليهم و أم مقدرتش تتحمل الكلمه ووقعت من طولها مغمي عليها 

.....

بعد يومين 

علي راح لمروه تاني يوم وهو بيجر في رجليه جر حرفيا 
بقي حاسس ان عضمه بقي عامل زي الجيلي يادوب قادر يسنده 
حتي مفهوش حيل لأي حاجه ..الكلام بقي يطلع منه بالعافيه 
بقاله يومين مأكلش حاجه ولا داق طعم الزاد 

تحديدا من ساعه ما دفن بنته بأيده وردمها بالتراب
أول ما قابل مروه ابتسم في وشها واتكلم بدموع 

:ربنا انتقملك يا مروه ..ربنا خلص حقك مننا ..كنت بقول للناس كلها انك عندك توحد وافتريت عليكي بالكدب لحد ما خلفت بنت عندها توحد ..بس حتي دي ياريتها فضلت 

الكل كان بيبص علي علي بعدم فهم لكلامه وشكله اللي يخض وعنيه الحمرا 

حتي الحاجه سميه مكنتش تعرف في ايه لانها يعتبر مقيمه مع مروه من ساعه ما تعبت عشان كده متعرفش حصل ايه في المنطقه جديد 

علي ركع علي رجليه قدام رجلين مروه واتكلم بهمس موجوع

:بنتي ماتت يا مروه ..ماتت محروقه زي ما كنت انا بحر قك بالنااار وانتي صغيرة..حتي منال ..اتفحمت وهي عايشه وبقت مشلوله وكل اعصابها ماتت وبقت زي الجثىة ومش هتقدر تتحرك ولا تتكلم ولا تعمل حاجه تاني ..بقت عايشه ومش عايشه ..بقت مشلوله في كل حاجه ..حتي نظرها راح واتعمت ومش هتشوف نور ربنا تاني ..هي دلوقتي حالتها خطر واحتمال تروح مني زي بنتي..ابوس ايدك يا مروه سامحيها عشان متقابلش ربنا وفي حد جوه قلبه ضغينه ليها 

الكل كان بيسمع كلام علي وهم مصعوقين من هول المفاجأة 
منال ؟!

معقوله منال يحصل فيها كده

سؤال سأله عاصم والحاجه سميه لنفسهم..حتي مروه سألت نفس السؤال ومن غير شعور دموعها نزلت عليها بزعل وجسمها اترعش من تخيل المنظر بس 

بصت لعاصم بدموع واتكلمت برعشه

:عاوزه اروحلها يا عاصم ..عاوزه اشوفها ..لازم اتطمن 
عليها ..وديني ليها 

:تروحي فين يا مروه ..انتي حالتك متسمحش انك تخرجي ..انتي حتي مش قادره تقفي علي رجلك ..هو كل اللي طالبه منك انك تسامحيها..قولي انك مسمحاها 

مروه هزت راسها وبقت تعيط بصوت وهي بتترجي فيه

:عشان خاطر غالية خودي اشوف منال ..عاوزه اتطمن عليها واقولها إني مسمحاها..والله انا سامحتها من زمان خالص ..مم ساعه ما اتجوزتك وانا مش شايله منها اي حاجه ..بس لازم اقولها ليها في وشها عشان تبقي حجه ليها يوم القيامة ومتتعاقبش..مش عوزاها تتعاقب علي ذنب انا مسامحه فيه ..خودني ليها ارجوك 

عاصم بص للحاجه سميه وهز رأسه ليها وهو بيسألها عن رأيها..بينما الحاجه سميه هزتله راسها بمعني يعمل زي ماهي عايزه 
عاصم بص لعلي وشكله المنهار وراح يطلب إذن الدكتور عشان يشوف فيه خطر عليها ولا لا

مروه قربت من علي وحضنته براحه من كتفه وخلته يقوم من الأرض وبقت تواسيه علي مصابه 

:ربنا يصبرك يا علي ..ربنا يصبر قلبك علي ضناك ويقوم منال بالسلامة ليك وتخف وترجع زي الأول ..دلوقتي الطب اختلف وتر ترجع زي زمان ..وإن شاء الله تقوم منها وترجع احسن من الأول انت بس اتفائل خير

علي مع كل كلمه كان بيحس إن فيه خنىجر بينغرز في قلبه ..حنيتها وحنانها وطيبه قلبها مخلي الندم ياكل فيه حي ودموعه بقت مش ناشفه من عنيه وهو بيسأل نفسه لما ده عقاب منال اللي مش من لحم مروه ..اومال عقابه هو ايه وهم من نفس الضهر ..اكيد موته هيكون ابشع من انه يتصورها..

:صحيح يمهل ولا يهمل..يمهل ولا يهمل ..ربنا انتقملك منها وانا كمان جزء من الانتقام ده طالني لما خسرت بنتي الوحيدة..زي ما كنت بهددك إني اخد بنتك ارميها ومش هتشوفيها تاني ربنا اخد بنتي مني ..زي ما طنت بقول عنك متوحده ..ربنا اداني بنت عندها توحد ..زي ما كنت بتحين الفرصه عشان ادوقك المُر والسعك بالناااار ...اعز ما ليا النااار اكلتهم أكل....شربت من نفس الكاس اللي كنت بذقيكي منه ..شربت منه واستكفيت 
بس الكأس لسه فيه تاني ولازم اشرب تاني ..انا عقابي عند ربنا كبير ومنتهاش..اكيد ربنا هينتقم مني في عيالي ..يارب هم ملهمش ذنب ...يارب انت عالم إني افتريت وظلمت بس عيالي ملهمش ذنب ولا دخل ..يارب انتقم مني ?

"جلّ الَّذي سَمّاك أحمَد واصطَفاكَ
عَلىٰ البَريّة أن تَكون رَسُولا" ﷺ 

:صحيح يمهل ولا يهمل..يمهل ولا يهمل ..ربنا انتقملك منها وانا كمان جزء من الانتقام ده طالني لما خسرت بنتي الوحيدة..زي ما كنت بهددك إني اخد بنتك ارميها ومش هتشوفيها تاني ربنا اخد بنتي مني ..زي ما طنت بقول عنك متوحده ..ربنا اداني بنت عندها توحد ..زي ما كنت بتحين الفرصه عشان ادوقك المُر والسعك بالناااار ...اعز ما ليا النااار اكلتهم أكل....شربت من نفس الكاس اللي كنت بذقيكي منه ..شربت منه واستكفيت 
بس الكأس لسه فيه تاني ولازم اشرب تاني ..انا عقابي عند ربنا كبير ومنتهاش..اكيد ربنا هينتقم مني في عيالي ..يارب هم ملهمش ذنب ...يارب انت عالم إني افتريت وظلمت بس عيالي ملهمش ذنب ولا دخل ..يارب انتقم مني بس ارحم عيالي دول صغيرين 
آآآآآآه 

حرفيا ده كان حال علي اللي مكنش لينزل منه دمعه واحده حتي ولو من باب الصدفه..دلوقتي الدموع مش بتفارق عنيه ..بقي يعيط قدام اي حد وفي أي وقت وكل اللي مخوفه عذاب ربنا ليه وعقابه 

بينما مروه كانت بتطبطب عليه بعجز ودموعها بتنزل منها علي حاله اللي وصله وزعله ..وعلي بنته الصغيرة اللي مكملتش كام شهر ويادوب لسه بتستكشف الدنيا..وعلي منال اللي تعتبر عشره عمر ..كل ده مخليها تزعل ومتفتكرش ليهم غير الحلو وبس واللي بيتمثل في علاقتهم بعد ما عرفوا انها عيانه وايامها معدوده 
عاصم جاب كرسي بعجل عشان ياخد عليه مروه للمستشفى اللي فيها منال يعد ما اخد إذن الدكتور والحاجه سميه ساعدتها تلبس 
لحد ما الكل راح المستشفى اللي فيها منال بينما العيال التلاته في البيت مع مربيه عاصم مأجرها عشان تاخد بالها منهم 

الكل وصل المستشفى ومروه دخلت الاوضه اللي فيها منال 
لكن من بشاعه المنظر صرخت بخضه وغمت عنيها بأيدها 
علي بهذيان 

:ده ميجيش حاجه من عذاب الآخره..هناك مفيش دكاترة عشان يعالجوا الحروووق دي ..ولافيه ادويه ولا مسكنات ..هي دلوقتي كويسه لأنها واخده مخىدر..لكن لما مفعوله يروح هتدوق طعم العذاب بحق ..

في الوقت ده منال فتحت عنيها لكن مشافتش حاجه عشان اتعمت وعشان في شاش مربوط علي كل جزء في جسمها ..لكن اتعرفت علي الأصوات 

حاولت تتكلم بس مقدرتش 
علي قرب منها واتكلم بهمس موجوع

:جبتلك مروه اللي ظلمتيها معايا عشان تسامحك ..جبتهالك يا منال ..عشان تتنازل عن حقها وتسامحك عشان لو قابلتي ربنا م ما 

سكت ومقدرش يكمل بينما منال مكنتش قادره تعمل اي رد فعل يدل انها معاهم ..كان كل جسمها مشلول ..كل الأعصاب فيه اتحرقت وماتت تماما ومبقاش عندها القدره انها تتحكم فيها 
مروه حضنت عاصم وعنيها دمعت من الموقف واتكلمت بحزن شديد 

:والله مسمحاكي يا منال ومن ساعه ما اتجوزت عاصم مبقتش شايله منك حاجه ..والله عمري ما شلتلك حاجه في قلبي ودايما بتمنالك الخير ..والله ..والله مش 

مروه بقت تعيط بصوت عالي وبقت تتنفض من المنظر وطلبت من عاصم ياخدها من هنا لكنها قبل ما تخرج اتكلمت وهي مش بتبص علي منال 

:عمري ما اتمنيت ليكي غير كل خير ..حتي وانتي بتأذيني ..بس ربنا يعلم ..عمري ما اتمنيت غير كل خير ليكي ولكل اللي يخصك ..من أول جوزك وولادك ..لحد اهلك ..ودلوقتي مش عاوزه حاجه غير ربنا يشفيكي وتقومي بالسلامة وترجعي لعيلتك من تاني 

خلصت كلامها وعاصم وخرجت بره الاوضه وهي مسنوده علي عاصم وقعدت علي الكرسي المتحرك اللي قصادها وبعدها اتحركت ليره ودموعها مش مبطله نزول 

الكل رجع المستشفى اللي بتتعالج فيها مروه وراحوا علي مكتب الدكتور يشوفوا نتيجه التحاليل اللي اتعملت ويشوفوا فيه تقدم ولا لا ..حتي علي رجع معاهم لان وجوده زي عدمه 
بينما مروه الممرضه ودتها اوضتها 

الدكتور بص لنتايج التحاليل الجديده واتنهد وبان عليه الأسف 
رفع نظراته للتلاته واتنهد مره تانيه وكأنه مش عارف يقول اللي بيفكر في لحد ما استجمع ثباته ورد علي اسألتهم اللي مش منطوقه 

:للأسف العلاج الكيميائي مش عامل حاجه ولو استمرينا علي الوضع ده هنخسر المريضه

الحاجه سميه ضربت علي صدرها برعب وعنيها دمعت وهي بتسأل الدكتور بخوف

:طب والعمل يا دكتور ..مش معقول بنتي تروح مني كده ..ابوس ايدك اتصرف واعمل اي حاجه ..ولو حكمت نسفرها بره نعملها ..بس تقوم بالسلامه وترجع لينا من تاني 

الدكتور بعمليه 
:يا حاجه الكلام ده تقوليه لو انتي واقفه في مستشفى حكومي ..لكن دي مستشفى خاصه يعني العنايه بالمريخ علي أعلي وجه ..واحنا مش مقصرين ابدا ..هي بس الحاله متأخره عشان كده الكيماوي مش قاطع فيها ..يعني حتي لو سفرتوها بره مش هيعملوا اكتر من اللي اتعمل هنا ..عشان كده مبقاش غير حل واحد 

التلاته في صوت واحد 
:ايه هو 

الدكتور بعمليه شديدة 

:عمليه إستئصال للورم..بس لازم احذركم دي عمليه خطيرة جدآ جدآ لانها مش في اي مكان..دي في الدماغ  وفي منطقه حساسه بزياده..

عاصم برهبه 
:طب ..طب نسبه نجاح العمليه كام في الميه يا دكتور

:والله لو اتكلمنا في العلم فا هي لا تتعدي الخمسين في الميه ..لكن لو اتكلمنا في الإيمان بربنا وقدرته فا إن شاء خير والعمليه تعدي والمريضه تقوم بألف سلامة..عشان كده ياريت نخلي إيمانا بربنا كبير ونقبل قدره سواء خير ولا شر ..بس عشلن نكون عمليين العملية فيها خطوره كبيره علي حياه المريضه..بس في نفس الوقت مفيش حل غيرها ..يعني لازم حضراتكم تختارو ..من غير العمليه فا الموضوع مسأله وقت علي بال ما ربنا يسترد أمانته..لكن بالعملية فيه فرصه إن المريضه تتحسن وترجع للدنيا تاني بحال احسن 

عاصم بلع ريقه واتكلم بتردد

:طب ..طب العمليه دي هتتعمل إمتي 

:كل ما كانت قريبه كل ما تلاشينا الخطر..انا ممكن احددلها معاد بعد يومين ..او اللي حضراتكم تختاروه 

الكل بص لبعضه ..او تحديدا عاصم بص للكل 
وحسم أمره بعد ما غمض عيونه بضعف واتكلم

:وانا موافق علي موضوع العمليه يا دكتور..وياريت تعملها بأسرع وقت وتشوف ايه اللازم عشان اعمله..ولو علي فلوس العملية..موجودة..يعني ياريت تبتدي بتعمل اللازم 

.....

عاصم وعلي كانوا مع مروه قبل ما تدخل اوضه العمليات 
كانت حالتها توجع كل خليه في القلب ..شعرها وقع وشعر رموشها وحواجبها ..شفايفها مزرقه ووشها باهت وشاحب جدا من الكيماوي 

كانت متمدده علي السرير  وحواليها اخوها وجوزها والحاجه سميه اللي شايله غالية ونومتها 

بينما حمزه وحبيب نايمين هم التانيين بس جنب مروه علي السرير لأنها عاوزه تحس بوجودهم جنبها 

علي بصلها وقلبه بيتقطع واحساس الذنب قاتله ومخليه بيعيط زي العيال الصغيرة اللي عامله غلطه 
قرب منها علي مهل ووطي علي رأسها وباسها وهو بيتكلم بأسي وأمل 

:ان شاء الله هتعملي العمليه وتقومي بالسلامة وترجعي تنوري بيتك وتربي عيالك وتشوفيهم وهم بيكبروا قدام عينك وتشيلي عيالهم وعيال عيالهم 

مروه ابتسمت بوهن وعلقت 

:يااااه..عيال عيالهم كمان ..انى كفايه عليا اشوفهم هم بس ..ولو ربنا مأردتش انا برضوا راضيه بقضاء ربنا وبحمده ..وواثقه أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير 

اتنهدت بتعب وبصت لعلي من تاني واتكملت برجاء 

:ممكن يا علي اطلب منك طلب..

علي هز رأسه بلهفة شديده واتكلم

:انتي تأمري مش تطلبي ..أي حاجه انتي عوزاها انا هنفذها 

مروه ابتسمت بضعف وبصت لولادها بحنان واتكلمت 

:عوزاك لو حصلي حاجه تكون اب  تاني لعيالي ..مش عوزاهم يحسوا انهم لحالهم ..لازم يكون ليهم عيله كبيرة يتسندوا عليهم وقت الشده..انا عارفه إن عاصم والحاجه سميه مش هيقصروا..بس برضوا عاوزه يكون فيه حاجه من ريحتي..

ضحكت بضعف وسخريه من نفسها وكملت

:هو انا يعني مش حلوه أوي ولا تاريخي يشرف..بس اهو هو ده اللي قدرت عليه وكان في أيدي 

علي وطي عليها وباس ايدها وبقي يتكلم بشهقات وبكا 

:بعد الشر عنك..انتي مش هيجرالك حاجه ..وعيالك محدش هيربيهم غيرك بطلي بقي تشاؤم وخلي أملك في الله كبير 

مروه هزت راسها ببسمه حزينه وبصت لعلي برجاء وطلبت منه بصوت واطي 

:غنيلي يا علي ..كنت علي طول بسمعك وانت بتغني لمنال وصوتك بيكون حلو ..غنيلي انا المره دي عشان خاطري 

علي مسح دموعه وقعد علي طرف السرير جنب راسها وبقي يغني بصوت حزين جدآ وبين كل كلمه والتانيه فيه شهقت بكا تطلع منه رغم إن صوته حلو جدا في الغنا زي ما مروه قالت وبقي يغني تحت نظرات الكل وقلوبهم اللي بتتحسر وتتقطع وزادت عليها كلمات الاغنيه الحزينة 

:فات الميعاد 
وبقينا بعاد بعاد 
والنار بقت دخان ورماد 
فات الميعاد 
تفيد ب أيه يا ندم يا ندم 
وتعمل ايه يا عتاب 
طالت ليالي ليالي الألم 
وتفرقوا الأحباب 
كفايه بأه تعذيب وشقى 
ودموع في فراق تعتب عليا ليه
انا ب ايديه ايه 
فات الميعاد فات الميعاد 
ياما كنت اتمنى أقابلك ببتسامة 
او بنظرة حب او كلمة ملامه 
بس انا نسيت الأبتسام 
زي ما نسيت الألام 
والزمن بينسي حزني وفرحي ياما 
إن كان على الحب القديم 
ان كان على الجرح الأليم 
ستائر النسيان 
نزلت بقالها زمان 
ان كان على الحب القديم وانساه 
انا نسيتوا انا 
يا ريت كمان تنسى
ودقت الساعات تصحي الليل 
الليل 
وحرقة الأهات في عز الليل 
وقسوة التنهيد 
والوحده والتسهيد 
لسه ما همش بعيد 
وعايزنا نرجع زي زمان 
قول للزمان ارجع يا زمان 
وهات لي قلب لا داب ولا حب 
ولا انجرح ولا شاف حرمان

من ناري من طول لياليه 
ناري ناري ناري 
وفرحة العذال فيا 
من قسوتك وانت حبيبي 
وقسوة الدنيا عليا 
بيني وبينك وهجر وغدر وجرح بقلبي داريته 
بيني وبينك ليل وفراق وطريق انته اللي بديته 
بيني وبينك ليل وفراق وطريق انته اللي بيدته

تفيد ب أيه يا ندم يا ندم 
وتعمل ايه يا عتاب 
طالت ليالي ليالي الألم 
وتفرقوا الأحباب 
كفايه بأه تعذيب وشقى 
ودموع في فراق 
ودموع في لقى 
تعتب عليا ليه 
انا ب ايديه ايه فات الميعاد فات الميعاد 

الكل كانت دموعه مغرقه وشه من كميه المشاعر اللي حاسين بيها واللي زودتها كلمات الاغنيه 

علي حرك عيونه علي مروه لاقاها راحت في النوم وعلي وشها بسمه بسيطه مرسومه 

انسحب من جنبها براحه عشان متصحاش واخد واحد من الولدين وعاصم اخد التاني عشان لو صحيوا من النوم محدش يزعجها والحاجه سميه شالت غالية وخرجت بيها بره مع الباقي وراحوا اوضه تانيه عاصم متأجرها عشان يفضلوا فيها طول فتره قعادهم في المستشفى وتكون ملازمه لاوضه مروه 

نوموا العيال علي السرير وبرضوا الدموع مش راضيه تقف وكل أفكارهم حوالين العمليه اللي بعد كام ساعه دي ..
والخوف كل الخوف من الأفكار السلبيه اللي بتلعب في عقول الكل 

محدش يعرف ازاي عدي عليهم الوقت ده كله 
الحاجه سميه ملازمه العيال التلاته وبتقرأ قرآن ومش مفارقه سجاده الصلاة وعلي نفس الموضوع بيصلي ركعات لله ومكثف الدعاء عاشت مروه تقوم بالسلامه 

بينما عاصم كان في عالم تاني ..الوجع مرسوم بامتياز علي ملامح وشه وخوف الخسارة والفراق بيكوي قلبه بلوعه الأحباب 
ميعرفش إمتي وإزاي حب مروه الحب ده كله لدرجه حاسس إن قلبه بيتفتت بس لو اتخدشت خدش..فما باله اللي بتمر بيه بقالها شهور 

بيحس إنه بيموووووت ميه مره في الدقيقة الواحده 
معقول ده يكون انتقام ربنا منه زي ما انتقم من علي ومنال 
معقول ده حق مروه اللي كان دايس عليه ودوقها الوجع أشكال والوان ..معقول ده نتاج جبروته وقسوه قلبه علي واحده مسكينه ومكسوره الجناح زيها 

معقول ده انتقام ربنا منه علي سخريته وتقليله منها وحرمانها من كل متع الدنيا بس لمجرد ان ملوش حد يقفله من اهلها 
لكنه نسي اللي لا بيغفل ولا بينام..نسي ربه المطلع علي كل شيء..
نسي كلماته في كتابه لما قال 

《ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكونوا إليها  وجعل بينكم مودةٌ ورحمة 》

ووصيه نبينا محمد لما وصي علي النساء وقال رفقا بالقوارير 
لكن في حالته مكنش بيعمل اي حاجه من دول غير بعد ما حملت..حتي مكنش كويس معاها في أيام الحمل وكان هيكمل في جوازته منها لمجرد بس أنها هتخلف منه ..لكن كل خططه اتغيرت لما سلمي عملت ليه السحر ولمى جرب بعادها وفراقها...عرف إن هي دي اللي قلبه اختارها 

محسش بنفسه وهو بيدخل الاوضه الليوهي فيها وبيتأمل شكلها وهي نايمه..وحالها اللي مخلي قلبه يدق ..بس بوجع 
لحد ما أخيرا جه معاد العمليه اللي هتحدد مستقبل ناس كتيره واقفه عليه 

الكل شيع مروه بنظرات ما بين مرعوبه ومتأمله وقلقانه وهي بتدخل اوضه العمليات 

ويادوب دخلت من هنا والحاجه سميه مسكت المصحف وبقت تقرأ قرآن جنب الباب من غير  ما تدي نفسها فرصه تاخد نفس حتي لحد ما عدي ساعتين ومحدش خارج يطمنهم ولا يقول اي حاجه لكن قلوب الكل وقعت من محلها لما الكل لاقي ممرضه خارجه تحري من أوضه العمليات ومش بترد علي اسألتهم الملهوفه ولا تبص عليهم حتي وده خلي الشيطان يشوف شغله بحق في عقولهم 

دقايق قليله ورجعت الممرضة وهي لسه بتجري بس في في ايدها كيسين د م ودخلت الاوضه برضوا من غير ما ترد علي حد 
ساعه في التانيه في التالته 

تلت ساعات عدوا غير الساعتين الاولانيين واتسمع صوت غريب 
زي ما يكون صوت كهرباء 

عاصم اتجنن لما سمع الصوت ده وعرف إن القلب وقف وبينعوشه بالصدمات الكهربائية 

ركع علي الأرض وبقي ينادي بعلوا صوته بنحيب 

:ياااااااارب ...نجيها يا رب ..يارب مش عاوز غير سلامتها هي وعيالي..والله ما عاوز غيرهم ..يارب مد في عمرها خليها تعيش يومين كويسين بدل المرار اللي شافته ...يارب والله ما عاوز حاجه غير تقوم ليا بالسلامه 

ثانيه في التانيه وخرج الدكتور اللي اتكلم بأسف 

:البقاء لله 


                   تمت بحمد الله 


وأيضا زرونا على صفحة الفيس بوك 



وايضا زورو صفحتنا سما للروايات 

 من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة