
رواية أميرة البلد العروس المناسبة الفصل الواحد والأربعون 41
بقلم فاطمة سلطان
ذهب الجميع الي المنزل و لكن ظل محمود مع زوجته بمُفردهم لعلهم يتحدثوا باريحيه و كلا منهما يطمئن بوجود الاخر ... وصل ادهم خالته الي المنزل ثم فر هاربا حتي لا يلقي باسراء و ذهب الي المقهي ليجلس مع اصدقائه الي وقت متاخر فهو ظن ان اسراء سوف يغلبها النوم و تنساه و كانها ستفعل ذلك و كانه ليست هناك ايامً اخري
كانت الساعه الثانيه بعد منتصف الليل رجع ادهم الي المنزل و بمجرد ان دخل الي الحديقه وجدها امامه و كانت الانوار مغلقه يُعتبر
ادهم بفزعه مُصتنعه : بسم الله الرحمن الرحيم
اسراء بابتسامة حزينه : اخص عليك ... ايه شفت عفريت يا ادهم
ادهم بتوتر : لا يا حبيبتي طبعا بس استغربت اتوقعت انك هتكوني نايمه يعني بقالنا كام يوم محدش نام كويس يُعتبر
اسراء بحزن مُصتنع و هي تعقد يديها : والله عيب يا ادهم يعني انا هنام من غير ما انتَ تكون في البيت
ادهم بمرح لا يليق الا به حتي في اسوء الظروف
- اسراء بتهزري وله ايه ؟! ده انا بسمع صوت شِخيرك و انتِ نايمه من و انا في اوضتي والله رغم المسافة
اسراء بانزعاج انثوي و هي تلوي خصله شعرها التي تظهر من تحت حجابها التي لفته بإهمال حينما سمعت صوت سيارته فعلمت انه أتي فنزلت لتتوعد له
- شوف بقا بكون بتكلم معاك حلو ازاي و انتَ بتصدني و بتتريق عليا الحق عليا
ادهم باستغراب شديد من حركاتها و طريقتها في التعامل حتي انه ظن انها لم تعلم شي و لكنه يشك ايضا
- اسراء انت ِشاربه حاجه ؟!
اسراء بدلال مُفرط و لاول مره تتحدث معه بهذه الطريقه رغم انه منذ اشهر زوجها
- هو عشان بتكلم معاك بهدوء تقولي شاربه حاجه شوف ان انتَ مبيعجبكش حاجه ازاي يبقي العيب مش فيا
كان ادهم مستغرب جدا من كثيرا فهي تتحدث بطريقه انثويه و دلال غير طبيعي لم يراها في اي مره تتحدث بهذه الطريقه و الشي الغريب هو انها لم تعاتبه علي تاخيره في المقهي كالعاده
ادهم و هو مازال لا يصدق اي شي مما يحدث فاتخذ الموضوع محل سخريه
- مش قصدي يا اسراء انتِ كويسه طيب مش سخنه وله حاجه قوليلي نلحق الموضوع في الاول
اسراء بابتسامه مُغريه : ابدا انا كويسه جدا جدا ... ادهم هو انا لو طلبت منك حاجه هتخليني انفذها ؟!
ادهم و هو يرفع احد حاجبيه : مهوا ده يتوقف علي انتِ هتطلبي ايه افرضي حاجه صعبه و لا يستطيع انسان فعلها
اسراء بدلال : ادهم بتكلم بجد والله
ادهم حاول ان يتصنع الجديه : قولي يا اسراء انتي عارفه اني عمري ما ارفضلك طلب
اسراء بدلع و ابتسامة استطاعت رسمها في ابهي صوره
- مش انا مراتك حبيبتك ؟
ادهم باستغراب و سخريه من الموقف : لا اله الا الله بجد يا بنتي انتِ اتلبستي وله ايه ؟ شكلك محتاجه زار لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم .... والله ده انتِ حتي مش بتعامليني كاني خطيبك حتي .... ده انتِ بتعامليني معامله ابن عمتك و مش بس كده ابن عمتك الا انتِ مش طيقاه
اسراء و مازالت مبتسمة و لكنها تحاول ان ترسم الانزعاج علي ملامحها
- والله عيب عليك يا دومي ده انا ب ....
اخذ يكذب نفسه ان ما سمعه حقيقه حتي انه قاطعها
- ثانيه واحده كده انتِ قولتي ايه ؟؟ .. علشان انا محتاج اسلك وداني
اسراء و هي تعيدها باثاره : بقولك دومي مش انتَ جوزي برضو و المفروض ادلعك
ادهم بابتسامه بلهاء : احييه يا اسراء انتِ فقدتي الذاكره طيب ؟ ... يارب الطف بيا انا شكلي اتجننت وله ايه مهي يا هي اللي اتجننت و يا اما انا اللي اتجننت و بتخيل طيب انتِ اسراء
اسراء بدلال شديد : يا دومي بقا .. هو احنا مش في حكم المتجوزين
ادهم بسخريه : بيقولوا والله
اسراء بابتسامه تذيب قلب اي احد : طيب طلبي هو اني احضنك
ادهم بصدمه من طلبها : اندهي محمود بسرعه يلحق اخوه و الا مش هيحصل كويس ... او بقولك ايه اندهي حد يودينا المستشفي لان في حاجه مش طبيعيه بتحصل القيامه هتقوم ؟؟
اسراء لم تستمع منه اي شي حتي انها حاوطت خصره بيديها و دفنت راسها في عُنقه كان ادهم مندهشا و كانه يري احدي عجائب الدنيا الثامنه و لكنه لم يجد غير ان يستمع هذه اللحظه رغم انه متاكد ان هناك شي غير طبيعي في الموضوع و حاوطها ايضا و كان التلميذه تفوقت علي الاستاذ ...
و حينما شعرت اسراء انه استسلم بحضنها رفعت راسهاو قربت فمها من عنقه و لم يشعر ادهم بالخبث الذي تخطط له و لم تَمُر دقيقه حتي كانت اسراء عضته في عنقه فانتفض و ابتعد عنها
ادهم و كانه حان وقت الاستيقاظ من هذا الحلم
- يخربيتك ايه اللي عملتيه ده يا بنت ....
تمالك نفسه بصعوبه شديده حتي لا يلقي عليها افظع الشتائم التي عرفها طوال حياته
اسراء و كانها تحولت الي اسراء التي يعرفها
- اهو بحاول اتعلم منك و اغير المواضيع و اثبت اللي قدامي ... بقا انا تستغفلني و تضحك عليا و تخلي دماغي تودي و تجيب و امي في المستشفي ده انا هقتلك يا ادهم
ادهم بسخريه شديده علي غبائه فلم يتوقع مخطط هذه المجنونه و كانها تفوقت عليه حقاا و استطاعت ان تخدعه
- بت انتِ مكاره و ربنا الواحد ميثقش فيكي تاني و لا يسلمك نفسه و لا يعلمك حاجه
اسراء بغضب شديد : انتَ لسه شوفت مكر يا ادهم
اقتربت منه فركض ادهم و ركضت خلفه
اسراء و هي تركض خلفه و لكنه كان الاسرع منها بالطبع
- والله ده انا هوريك السواد كله يا ادهم علشان تكدب عليا ... اقف هنا ... هتروح فين يعني مني
ادهم بتعب و لكنه مازال يركض : يا بنتي متفرهضنيش انا بقالي تلت ايام مشفتش النوم زي الناس الطبيعية
ثم وقف ادهم فجاه و قيدها بحركه واحده و امسك يديها ثم تحدث بنبرته المرحه
- انتِ ماشيه بالدراع فاكره اني مش هقدر عليكي وله ايه .. بس بصراحه عجبتيني و تعليمي جه بفايده
اسراء بانزعاج من قبضته علي يديها الاثنان
- سيب ايدي بقولكك
ادهم بسخريه و خبث : دلوقتي اسيب ايدك ده انتِ كنتي مرميه في حضني يا بت
اسراء بانزعاج : كدبت عليا ليه يا ادهم ... بلاش تفتي و تتكلم في كلام ملوش لازمه
ادهم بصدق و كان ما وراء كل هذه الحيل هو عدم شعورها بالحزن : خوفت عليكي تزعلي والله
اسراء بسخريه و عدم اقتناع : هزعل من ايه هي امي فيها ايه بعد الشر دي عمليه زايده عاديه بس برضو كان لازم نكون جنبها
ادهم و هو يعلم انه ليس هناك مفر : والله انا هقولك الحقيقه ياستي ....
قاطعته اسراء قائله : اياك تالف ليا مسلسل تاني و الا مش هيحصل كويس
ادهم بتفسير لما حدث : محمود قالي انها تعبانه و راحت تكشف كشف طبيعي و انها كانت شاكه ان عندها كانسر بعد الشر فهي مكنتش عايزه تقولكم والله غير لو بعد الشر عليها في حاجه و موضوع الزايده اصلا جه بالصدفه و انا خوفت اقولك حاجه زي دي
اسراء بصدمه حتي انها نست قبضه يده التي تمسك يديها الاثنان و للاسف قوتها لا تفوق لتتحرر منه
- و ياتري اي حاجه في حياتنا مش عايز تقولها علشان خايف علي زعلي .. هتحكيلي حكايات و تالف ليا قصص علشان متقولش الحقيقه مفيش حاجه اسمها كده
ادهم بصدق : انا اعمل اي حاجه علشان انتِ متزعليش و انا قولت انك تعرفي ان مامتك بتفكر تتجوز ارحم من انك تعرفي انها تعبانه بمرض زي ده و بعدين هي مكنتش عايزه تقول و انا كنت محتار اعمل ايه و في نفس الوقت عايز اريحك و لما محمود سافر القاهره مقاليش هو سافر ليه بالظبط معرفتش الا لما رجعوا والله ده اللي حصل
اسراء حاولت ان تظهر له انها غير مُقتنعه بحجته
- يا سلام و انتَ حسبتها ان كدا اهون ازاي .. و بعدين سيب ايدي انتَ هتفضل مكتفني كدا
ادهم بسخريه و خبث و هو يقيد يديها خلف ظهرها و يقترب منها
- مهوا اصل افهمي بقا انتي عضتيني و انا الإسلام مفرضش عليا الحجاب ... فانا هعضك علي الاقل اكون شفيت غليلي و لو حد شافنا يعرف بقا انه استغفر الله العظيم ... بدل ما اكون اتعضيت علي الفاضي انا حقيقي مشفتش واحده تعمل كدا و عنيفه بالشكل ده ... امشي اقول الناس ايه المدام كانت بتفش غلها و بعدين ايه سنانك دي انتِ مسعوره ؟!! ....انا في المُستقبل هخاف انام جنبك و ربنا اقوم الاقيكي واكله مني حاجه او سماني او قتلاني مبقاش في ثقه كدا ما بينا
اسراء بخجل و تلعثم : تعض مين سيب ايدي ابعد و الا والله هصوت
ادهم يقربها منه أكثر و اخذ يقلدها : و ليه تصوتي يا قلبي هو انتِ مش مراتي حبيبتي و احنا في حكم المتجوزين و انا دومي برضو ... مصوتيش ليه لما عملتي فيا كدا يا مصيبه حياتي
اسراء بتوتر من نبرته و لانهم يُعتبر دخلوا الي الحديقه و ابتعدوا عن المنزل : بقولك ايه احنا اساسا مش نافعين لبعض انا بقولك اهو انا مش هسامحك علي كدبك ده و كل مبرراتك دي بلها و اشرب ميتها
ادهم بمرح و مكر : لا يا ماما بعد ما خدشتي حيائي و عضتيني جايه تقوليلي مننفعش و انا مين هتقبل بيا بعدك و انا واحد معضوض من واحده
اسراء بانزعاج من حديثه و غيره ايضا : والله يا ظريف انتَ فاكر ان الموضوع ده هيعدي بالساهل انتَ هتفضل تكدب كتير حتي لو بدافع حبك ليا فده شي غلط ايوه في حب و كل حاجه بس الحب ميخلناش يكدب كدا مش هننفع لبعض و هيكون في ما بينا مشاكل
ادهم بحده و انزعاج من كلمتها : بت انتِ والله لاخرشم وشك ده لو قولتي مش نافعين تاني لبعض
اسراء بتحدي و كانها تعلم انه لن يستطيع ان يفعلها و أرادت ان تستفزه قليلا بسبب ما فعله بها : يا سلام خرشمني ياله يا حبيبي وريني
ادهم بنبره خبيثه و نظره ذات معني : او ممكن اعمل حاجه اسوء من الخرشمه بس هتبسطني انا لاني مش هتبسط لما اخرشمك .. يعني انا اكيد بحب اشوفك حلوه
اسراء بخجل و توتر و احمر وجهها : انا بحذرك يا ادهم
ادهم بسخريه : و محذرتيش نفسك ليه يا بيبي قبل ما تلعبي معايا و له كنتِ فاكره نفسك قدي
اسراء بحده : ابعد بقا يا ادهم
ادهم بمكر : و هستفيد ايه .. و بعدين انا لما ابعد هبعد بشروطي
اسراء بحده : اخلص هو ده وقت شروط و بعدين شروط ايه انتَ اللي غلطان اصلا شحات و عايز رغيف فينو كمان ده انا اللي المفروض اتشرط عليك مش انتَ
ادهم بتهديد مُصتنع و مُفتعل : قسما بالله كلمه كمان لهبوسك بوسه تتخرسي بعدها عمرك كله و انا اقسمت
اسراء بقلق من تهوره ربما هي اغضبته حقا و لكنها كانت تقصد اغضابه و خداعه و لكن علي الاغلب ينقلب السحر علي الساحر : طيب اخلص قول شروطك
ادهم بمكر : تعجبيني كدا انتي ... بصي هعتبر ان الموضوع ده عدي و خلاص و انا دومي حبيبك و مغلطتش لاني والله عملت كل ده علشان متزعليش و قولت زعل اهون من زعل تاني و كدا كدا امك زي الفل في النهايه و مش هكدب عليكي تاني
اسراء كانت تريد ان تتخلص من قُربه المُهلك و قبضته علي يديها حتي لو كلفها الأمر ان تقول اي شي : خلاص ماشي ابعد بقاا
ادهم برفض و تسليه : لسه شروطي مخلصتش
اسراء بانزعاج و نفاذ صبر و هي تحاول ان تتحر منه و لكنه شدد قبضته عليها : ما خلاص بقا هو انتَ هتزيط في الزيطه غلطان و ليك شروط كمان .. مذنب و قوي فعلا
ادهم بصدمه من ردودها : يا بنتي افصلي شويه و قصي لسانك ده يخربيتك ده انا صاحبي مبيردش عليا كدا مش بيردلي الكلمه بكلمه و بعدين ما انتِ كنتي حلوه و عماله تقولي دومي و كنتي انثي
اسراء لم ترضي ان تعلق عليه : يعني انتَ عايز ايه تاني
ادهم بخبث : بمناسبه اننا جرينا و وصلنا لهذا المكان الشاعري الذي لا يلمحنا احد فيه و يمكنني ان اخذ راحتي في اقتراحاتي و استغل الموقف
اسراء و كان فكرها ذهب الي بعيد و لكن نظرته و طريقته هي من جعلتها تفكر في مسار مختلف
- لا بقولك ايه انتَ متستغلش الموقف و دماغك متروحش لبعيد و بحذرك دماغك متروحش لبعيد يا بابا
ادهم بخبث : بابا ؟؟؟
والله هي راحت من ساعه ما حضنتك بس انا دماغي نظيفه عنك يا حبيبتي انا عايز اتجوز يا وليه .. كفايا كده الشقه جبناها و الناس قربوا يخلصوها و بعدين اربع شهور كتير اوي .. و غالبا كل حاجه جاهزه
اسراء تصنعت عدم الفهم : يعني انتَ عايز ايه
ادهم يخبرها ما الشي الذي يريده : نتجوز الشهر الجاي كدا كدا الراجل هيسلمني الشقه اخر الشهر و العفش احنا اخترناه و معتقدش ان انتِ ناقصلك حاجه و لو ناقصك انا راضي مش مشكله
اسراء برفض : لا شهر قليل جدا
ادهم بإصرار : اخرك معايا الشهر الجاي
اسراء حاولت ان تنهي الموضوع : انا هقول لماما لما تخف و تبقي كويسه كدا
ادهم بإصرار شديد : محدش هيقول لا احنا بقالنا فتره اصلا كاتبين كتب الكتاب و كدا كتير
اسراء بتوتر : خلاص نقولهم يا ادهم و خلاص بقا موافقه ابعد عني
ترك ادهم يديها و رفعت يديها لتنظر عليها وجدتها حمراء من قبضته عليهم
اسراء بحده و ألم : ايه ايدك كلبشات يا ساتر عليك
ادهم بسخريه : لا و انتي ما شاء الله العضه اللي عضتيها كانت ديكور .. او وحمه
اسراء ابتعدت عنه : بس برضو مش مسمحاك و مفيش حاجه هتننفذ
ثم ركضت و هو ركض خلفها
ادهم و هو يلهث : مش بقولك مكاره
و ظلوا علي هذا الوضع و كأنهم ليسوا بعمر الزواج اطلاقا بل كأنهم اطفال يريدون ان يتسابقوا او احد منهما يحظي بشي يريد الاخر الحصول عليه كانها حلوي او لعبه و لكن كل منهما يريد الحصول علي قلب الاخر و يمتلكه بشكل اقوي
_________________________________________
كانت عائشه تروي لمحمود حياتها باكملها بما قالته من قبل او لم تقوله و كانهم يتعرفوا حديثهم و يتحدثون بكل شي ربنا لانها تريد ان تكون هذه المره هي الاخيره لفتح صندوق الماضي
عائشه بتفسير و شرود و هي جالس بجانبها و محتضنها بين ذراعيه : عارف يا محمود لما روحت الجامعه و درست كنت كل يوم بحلم لنفسي حلم جديد و يمكن يكون كل يوم ميولي بتتغير و كل يوم بشوف مستقبل لنفسي جديد مش هقولك قد ايه رسمت لنفسي احلام محققتش منها حاجه
عرفت ان عمري ما كان ليا هدف وحيد و اني دايما ماشيه حسب ما المركب تقف و ده كان شي غلط
و فجاه لقيت اختي راحت مني و انا مجبرة اعيش مع ابويا و تحكماته اللي ظهرت فجاه منكرش ان عمره ما عاملني بطريقه وحشه او مد ايده عليا بس بابا كانت لغه الحوار ما بينا معدومه يعتبر يعني من ساعه ما امي ماتت و هو منعزل مع نفسه دايما و كان قليل الكلام
و مكناش بنفهم امته بيوافق او امته بيرفض حاجه بس الاكيد انه انكسر اووي في اخر ايامه
تملكت الدموع منها و لكنها كانت مستمره : النهارده انا بعترف قدامك اني سامحت ابويا .. سامحته لاني في يوم من الايام خوفت من كلام الناس زيه و عرفت ان كلام الناس بيوجع حتي لو ربنا اللي بيحاسبنا طول ما احنا مبنعملش حاجه غلط
لما اشتغلت كام سنه في شغل بابا و لا يوم نمت في مرتاحه لاني و لا مره حسيت اني محبوبه من المكان او حتي اللي شغالين عندي لو في وشي بيحترموني فهما اكيد بيتكلموا من ورا ظهري
محمود و هو يحثها علي افراغ ما بداخلها ثم قبل راسها بحنان : و بعدين كملي انا سامعك
عائشه و هي مازالت تخرج اشياء من الصندوق : لما ياسر اتقدم لعلياء انا خوفت اقولها حاجه خصوصا انها بقت متخيله اني بغير منها و حتي مكنتش بتسمع لكلام سيده .. نتجاوز الموضوع ده لاني كل لما بفتكره بضايق
محمود بهدوء : خلاص متتكلميش كفايا
عائشه بنبره هادئه: عارف يا محمود انا حسيت بايه و انتَ مش موجود
محمود بفضول : حسيتي بايه
عائشه بهدوء : من غير زعل انتَ اكيد عارف انا اتجوزتك ليه من الاول
ثم اكملت بخجل و لكنها ستفسر لها كل شي مرت به معه حتي اليوم
- لما جوازنا تم انا مندمتش نهائيا مع اني كنت فاكره اني هندم بس انا حسيت اني محتاجه ليك معرفش بس انا عايزه اكون معاك فسرت ده في البدايه اني محتاجه دعم و محتاجه حد يطبطب عليا محتاجه حد يكون ليا
محمود و هو يحثها علي الاستكمال : و بعدين
عائشه بتفسير لمشاعرها التي كانت مشاعر مراهقه و كانت لم تنضج بعد : قولتلك بحبك بعدها بفتره و فعلا حبيتك بس زي ما تقول كنت متردده دايما برضو في مشاعري تجاهك و بيني و بين نفسي كنت بشوف اني بحبك علشان دعمك و وقوفك جنبي علشان كدا حبيتك بس لاول مره اعرف ان حساباتي كانت غلط
محمود بهدوء و لم يغضب من حديثها إطلاقا : امته عرفتي انها كانت غلط
عائشه و هي تجيب عليه : لما لقيت نفسي هنا في المستشفي و انتَ سبتني و مشيت عايز تعرف حسيت بايه ؟
محمود بفضول شديد : حسيتي بايه
عائشه بتفسير : انا كانوا كلهم بيدعموني و كلهم حسسوني بالعيله اسراء باتت معايا و ماما عزه جت علي نفسها و جاتلي هنا .... رغم انها تعبانه علشان تدعمني و ادهم فعلا حسسني ان ليا اخ بجد .. اسراء رغم اننا مش علي وفاق اووي بس حسيت انها بتدعمني و الحقيقه تتقال ان خالتك ابتهال مسبتنيش يعتبر الا وقت النوم و خالي شاهين و مريم لو مكنوش موجدين فهما موجودين بالاتصال كان عندي الدعم و عندي العيله و عندي اللي يطبطب عليا و عندي اللي يواسيني زي اللي كنت عيزاه طول عمري و حسيت بالحاجات اللي كملت في جوازي معاك علشانها
ثم اكملت بنبره هادئه و عاشقه ربما كانت هذه اول مره تتحدث بهذا الصدق
- بس برضو كنت عيزاك انتَ كل الناس حواليا بس كنت عايزه اشوفك انتَ .. كل الناس بتحاول تطمني بس برضو كنت عايزه اسمعك انتَ اللي بتطمني ... كل الناس كانت بتبين مدي حبها ليا و تقديرها .. بس كنت عايزه حبك انتَ .... عرفت اني عمري ما هرتاح طول ما انا بعيده عنك لان في حاجات اكبر من الاستقرار و اكبر من الدعم انا حسيتها معاك .... انا كنت بحاول انام و مش عارفه انام و تخيل اني كنت بحلم بيك انتَ ..
عرفت اني مينفعش اعيش من غيرك انتَ اللي عيزاك تحبني و تواسيني و عيزاك تدعمني و عيزاك تقف جنبي معاهم و كأن وجودك لوحدك يكفي و يغنيني عن الدنيا بحالها عرفت اني محبتش الدعم .. لا انا حبيتك انتَ يا محمود و عرفت ان علشانك كل حاجه تهون
محمود و كأنه فقط الحديث مما قالتله و كأنه يرس ان هذا الحب كثير عليه : مفيش كلام اقدر اقوله بعد كل اللي قولتيه بس انا لغايت اخر نفس فيا هفضل عايش علشان اسعدك يمكن علشان مكونش كداب ان مش هتحصلنا عواقب في حياتنا بس اكيد اننا هنعدي كل حاجه سوا
عائشه بابتسامه مطمئنة : هنطمن ان ياسين بقا كويس و هنكمل حياتنا بشكل مُختلف تماما هنكون عائشه و محمود بس مُختلفين عن كل حاجه حصلت
_________________________________________
علمت عائشه في اليوم التالي بموت ياسر لم تستطع ان تفرح او تشمت و لم تستطع ان تحزن عليه ايضا فهي لم تستطع ان تحدد ما هي مشاعرها بموته و كانها غير مُقتنعه ان ياسر انتهي و كابوس ياسر انتهي في يوم و ليله و تكاد تكون في لحظه و علي يد من لا يتوقعه احد
بعد خمسه عشر يوما خرج ياسين ابن محمود و عائشه من الحضانه لينعم باحضان ابيه و امه و العيله باكملها و كانه اعاد البهجه للبيت التي فُقدت لسنوات قررت عائشه ان تذهب الي عمها لعلها تقوم باخر واجب و تري ما هي حالته بعدما علمت بالحاله الماليه الضائقه التي تَمُر بها
ذهبت له وجدته يجلس في مكتبه بمفرده و لا يوجد اي احد في الشركه فلقد قال للموظفين ان عملهم انتهي فهو سيبيع الشركه ايضا و باع اغلبيه املاكه ليُسدد ديونه
كان طلعت يجلس في مكتبه و شارد تماما
عائشه بعد ان دخلت و وجدت الابواب مفتوحه
- مساء الخير
طلعت بانتباه و استغراب من وجودها و ملامح بارده تماما : عائشه انتِ ايه اللي جابك هنا
عائشه باستغراب من سكونه و قوته : قولت اجي اعزيك
طلعت بسخريه غريبه علي موقفه فاي شخص يكون مكانه لا يكون بحاله تشمح له بالسخريه او بالحديث : جايه تعزيني وله تشمتي فيا يا بنت يونس فاكره اني اتمسرت انا عمري ما انكسرت
عائشه بسخريه شديده : انا مشمتش في حد طول عمري و لو جايه اشمت تاكد انه هيكون وراثه منك مهوا برضو دمنا واحد ... متقلقش انتَ مش محتاج تبيع المكتب كمان لاني انا سددت الديون الاخيره اللي عليك و المحامي هيجي و يخليك تمضي عليهم
طلعت باستغراب : انتِ بتهزري و انتِ ليه تعملي كده
عائشه بتحدي : هحسسك نفس احساس ابويا و هو عنده املاك بس قاعد علي كرسي بعجل و كنت بتيجي ترمي كلمتين في وشه بعد ما تشمت فيه خليك قاعد لوحدك بس عندك الشغل و كمان انا بعمل كدا علشان الناس اللي هيتقطع عيشها بسببك ... مع ان كل الكلام ده مش هيفرق معاك في حاجه عارف ليه ... لان حتي مراتك اللي عاشت معاك عمرها كله مفرقتش معاك و اخوك مفرقش معاك و ابنك مات و لا همك انتِ السبب في ضياع كل حاجه انتَ اكتر شخص اناني
طلعت حاول ان يثير الشفقه اتجاهه : يا بنتي انا اكتر من مره حاولت اني اتكلم معاه و افهمه و اوقفه عن اللي بتعمله
قهقت عائشه بسخريه : علي اساس اني مش عرفاك ... انتَ كنت بتوقفه علشان مش عايز مشاكل مش علشان بتنصحه و خايف عليه او خايف علي بنت اخوك او خايف علي كلام الناس اطلاقا انتَ عمرك ما حبيت حد غير نفسك
طلعت حاول ان يكسب ودها لتكون عون له ليس اكثر : عائشه كل اللي فات مات و ابني مات و ابوكي مات و مبقاش لينا غير بعض مهما حصل انا عمك و انتِ بنت اخويا
عائشه بحده : موت ياسر مش هينسيني حاجه ولا موت حسيبه هفضل فاكره كل حاجه و انتَ معملتش حاجه حلوه معايا او موقف يخليني اسامحك علي المصايب اللي عملتها في حياتي ..... انا من زمان متبريه منك و من زمان و انا عارفه ان عمي ميت زي ابويا بالظبط
طلعت بانزعاج لم يستطع ان يخفيه : عائشه انتِ جايه كل ده علشان تسمعيني الكلام ده
عائشه بحده و كانها تريد ان تفهمه شيئا لحياته لعلع يستيقظ من غفلته : لا علشان اقولك ان الدنيا بتتقلب في يوم و ليله و اعرف ان كل شي نهايه في ثانية واحده بتلاقي الدنيا اتقلبت
اما الفلوس اللي دفعتهالك ثمن المكتب و ثمن شقتك علشان متترميش في الشارع و علشان عضم التربه كاني بزكي علي حد معرفهوش مش اكتر عيزاك تنام في بيتك معزز و مكرم و شغلك زي ما هو بس ابقي اعرف تنام يوم من غير عذاب ضمير لو لسه عندك موجود انا بكرهك
و كرهتك اكتر من ياسر لانه عمره ما هيتمادي الا لو كنت موافق من البدايه انا مش عايزه اشوفك تاني طول ما انتَ في عينك النظره دي متحاولش تظهر قدامي اطلاقا حتي لو مناسبه رايحه احضرها ملكش فيها و لا اقابلك صدفه في الشارع .. انا عملت اللي عليا معاك و زياده ... البقاء لله يا طلعت مهران
ذهبت عائشه و تركته و استطاعت ان تاخذ نفسها ...... كان يمكنها ان تسامح و لكنها لم تري في عينه اي احساس بالذنب او الإعتراف بانه اخطئ و لم تري اي رد علي وقفتها معه ... رجل فقد زوجته و ابنه في يومان و لم تهتز منه شعره و لم تظهر في عينه اي نظره انكسار .... فهل تظن انع سوف يبالي بها
_________________________________________
كان حسام يخرج من القسم بعد ان ودع صديقه وجدها تستند علي سيارته و كأن رؤيتها اصبحت روتين يومي له
حسام باستغراب و مرح : ايه جايبه قضيه جديده وله ايه بس يكون في علمك لو جايبه حاجه انا خلاص مسافر يعني مش هتعامل معاكي انا كنت الشخص الطيب اللي هنا
مريم بانزعاج : طب اقول اهلا حتي
حسام بمرح : اهلا يا استاذه مريم حقيقي انا مشفتش حد عاجبه يجي هنا تقريبا غيرك
مريم بتوتر : انا جايه علشانك ... اقصد اني جايه اشكرك يعني
حسام و كأنه يقدر شعورها و لكنه اراد ان يقتل اي أمل بداخلها : مش محتاجه تشكريني علي حاجه انا عندي اخت يمكن اصغر منك بسنتين او حاجه و اكيد هساعد اي حد محتاجني و انتِ زي اختي
ثم اكمل بنبره مرحه تصنعها جيدا : صحيح انتِ اتعاملتي براحه زياده عن اي حد بس يمكن كان نصيبك تقعي معايا انا و اديكي حره رغم كل حاجه صحيح قضيه وهميه و القاتل الحقيقي مات و التانيه اتقفلت ضد مجهول و القاتل مات
مريم بتفسير لما حدث : انا عدي تقريبا اكتر من سنه و نصف في حياتي غريبه اوي اتعرفت علي ناس كتير و مريت بمواقف عمري ما كنت اتخيلها في يوم اني امر بيها ... برغم اني صحفيه و كان عندي استعداد اني امر بمواقف لناس تانيه بس مكنتش هتخيل اني انا اللي همر بالحاجات دي
حسام و هو يحاول ان ينصحها : المهم تكوني اتعلمتي من اللي عملتيه و كل التهور اللي عملتيه متعمليهوش تاني ساعات بيبقي غرضنا المساعده لناس تانيه بس منعرفش اننا اول ناس هتتصاب ... انا برضو اتعلمت حاجات كتيره هنا و عرفت ناس كتيره و عمري ما كنت اتوقع اني اعرف حاجات كتيره و اسكت عنها
مريم بتساؤل غريب و كأنها تريده ان يبقي : انتَ هتسافر خلاص و مش هترجع تاني ؟
حسام بنبره هادئه : معتقدش ان في حاجه تخليني اقعد هنا انا بنتي في القاهره و اختي هناك برضو
مريم باستغراب شديد : هو انتِ عندك بنت ؟
حسام بمرح و غرور مُصتنع : عارف شكلي صغير بس انا اتجوزت بدري و طلقت كمان بدري .... و حاليا لازم ارجع لاني بقالي كتير بسعي لنقلي مره تانيه القاهره و نصيبك اني اتنقل بعد ما حكايتك تخلص
مريم بحزن لا تعلم لما شعرت بانها حزينه لذهابه و كأنها تعودت علي وجوده: ربنا معاك
حسام بابتسامه هادئه كعادته و مازال يستمر في نصحها : و معاكي و اتمني تتصرفي بحكمه بعد كده مش كل حاجه بنخطط ليها بتبقي صح ... و لا كل حاجه نعرفها ينفع نقولها يمكن لان نيتك كانت خير هي اللي سعادتك بس مش كل مر بتسلم ... ركزي في شغلك و تطوري من نفسك احسن و بتمنالك التوفيق و بعدين ليكي عندي عزومه يا ستي
مريم باستغراب شديد : عزومه ايه مش فاهمه
حسام بتلقائية و عفوية : انتِ اكتر حد شغل جماغي و كانت حكايتك غريبه و علمتني حاجات كتيره اووي .. فلو يوم نزلتي القاهره اتصلي بيا اعزمك و كلمتي وعد
مريم بلا مبالاه : ماشي عموما شكرا علي كل حاجه
حسام بنبره هادئه : العفو .... بالتوفيق يا مريم و احمي نفسك من الناس و من نفسك و انا اللي اتمني اشوفك تاني
ثم اكمل بمرح : و كل شهرين تلاته كدا لو افتكرتك هبقي ارن عليكي اوعي ترفعي ... ياله مع السلامه بقا و متجيش القسم تاني في حياتك
مريم و كأن قلبها يشعر بالحزن و هو يقطع أمله من اللقاء مره اخري و كأنه نجح فيما يريده : مع السلامه
_________________________________________
في المساء تحديدا في غرفه محمود و عائشه كانت عائشه حملت طفلها حتي غلبه النعاس بعد ان رجعت من مقابلتها مع عمهاو اخبرها محود عن نيه ادهم لعمل الزفاف خلال الأيام المُقبلة و كأنه يريد ان يجعلها تنسي موضوع عمها و ان يغير الموضوع
عائشه باستغراب شديد : يعني ايه الفرح بعد كام يوم دي ...
توقفت حينما كانت ستقول بعفويه ان اختها دُفنت حديثا و كأنها صديقه لها ربما كانت تغير منها و موضوعها جعلها تجن و لكنها تعاطفت معها فيما بعد حينما كانت تجلس مع نفسها كانت تحاول ان تراها بعين إنسانه اخري و عين امرأه اخري غير زوجه محمود
محمود بفهم : فهمت قصدك بس محدش يعرف كدا غيري انا و انتِ و نسرين و عزه قدام الكل ماتت من اكتر سنتين و نصف
عائشه بفضول : و طنط نسرين رايها ايه
محمود بلا مبالاه : هي موافقه لانها معندهاش اسباب للرفض و كمان لانها هترجع اسكندريه هي و منار بعد فرح اسراء و ادهم
عائشه باستغراب شديد : ازاي ليه هترجع
محمود : مش عارف بس هي مصممه و مش بتدي اسباب
عائشه لم تستطع ان تتوقع السبب و لكنها ايضا لا تنكر انها تعاطفت معها فتحدثت بعفويه: حقيقي انا متعاطفه معاها اوي يعني هتفرح بنتها التانيه و بنتها الاولي هيكون بقالها شهر ميته
محمود : الظروف جت كدا و للاسف مفيش حجه نقولها ..... اسراء و ادهم خللوا خلاص و الشقه خلاص جهزت و بصراحه بقالهم كتير كاتبين كتب الكتاب مش هينفع نخليهم يستنوا شهرين وله تلاته خصوصا ان بالنسبه ليهم مفيش اسباب
عائشه حاولت ان تغير الموضوع : تفتكر يا محمود لو كنا اتقابلنا قبل جوزانا زي اي اتنين حبوا بعض و بعدين اتخطبوا و بعدين كتب كتاب و بعد كده فرح مش كان الموضوع هيبقي مختلف و افضل احنا تقريبا مشينا المراحل كلها بالعكس تماما
محمود بتفكير و ابتسامه : مش يمكن كدا افضل انا عرفت اوصل لتفكيرك عرفت اني اعرفك كل طباعك و كل تفاصيلك عرفت اتعود علي وجودك في حياتي و عرفت اديكي كل المشاعر اللي المفروض اديهالك و انتِ حلالي و دي بتفرق اووي ... انا شايف ان مفيش حد بيحتاج اكتر من القبول و الارتياح و ده حسيته قبل ما اتجوزك ... مره سمعت حد بيتكلم و بيقول ان ذنوب الخطوبه ممكن تكون هي السبب في فشل الجواز كانها زي فاتوره الاتنين بيسددوها بعد الجواز ..
علشان كدا انا وافقت ادهم علطول في فكره انه يكتب كتب الكتاب علي اسراء و حاولت اقنع نسرين ... علشان يعرفوا يتكلموا بحريتهم الي حد ما و في نفس الوقت عارفين حدودهم و لان ادهم برغم هزاره و شخصيته الا انه اكتر واحد يتحمل المسؤوليه
ثم اكمل بمرح : بس اعتقد اخويا عايش في حدود علطول
فقهقت عائشه حينما علمت انه يقصد نسرين : انته مشفتش الجنان اللي كان في المستشفي ببقي مقهوره و مغلوله و دماغي فيها الف حاجه و حاجه و ده بيتخانق معاها علشان جت لوحدها و هي اتخانقت معاه علشان الممرضه كانت هتقع و هو سندها و لحقها و هي اتخانقت مش عايزه اقولك علشان جابلها القهوه مش بوش و كل ده و انا هتشل كاني قاعده في حضانه
محمود ضحك ثم عاد لجديته : الاتنين طباعهم غريبه و مختلفين في حاجات و بيتخانقوا اكتر ما بيتصالحوا و برغم كدا تحسي انهم اتخلقوا لبعض
عائشه بتاكيد لكلامه : فعلا والله ربنا يتمم ليهم علي خير و بعدين كل اتنين بيبقي ليهم رونق مختلف عن اي اتنين تانين
محمود و هو يتخيل ما قلته عائشه فضحك مره اخري
عائشه باستغراب : بتضحك علي ايه
محمود : بتخيل اللي قولتيه انا اكتر واحد اقدر اتخيل الإتنين اتربوا علي ايدي و ...
عائشه مقاطعه اياه : ايه اتربوا علي ايدك دي انتَ هتتحسسني انك قد جدي
محمود بغرور : جدك كان حلو كدا زيي
عائشه بغرور لا يقل عنه : اكيد طبعا مش جدي ..انا كنت بحبه اوي برغم انه مات و انا صغيره
محمود : الله يرحمه
عائشه : امين يارب
محمود باستغراب : ياسين نام بدري يعني
عائشه بابتسامه و هي تنظر لطفلها : اه نام يا حبيبي علي فكره هيطلع عنده غمازات
محمود بسخريه : اكيد يا عائشه مهوا احنا الاتنين عندنا
عائشه بانزعاج : هو مين قالك انه شرط يعني علي فكره هو هيطلع شبهك كمان
محمود بسخريه : عائشه ده بقاله حوالي عشريم يوم مولود يعني هيفضل كل شويه يتغير شكله
عائشه بثقه من حديثها : انا بقولك هيطلع شبهك انا ادري منك
محمود بابتسامه و هو يحضتنها و يقبل راسها : خلاص يا ستي متتعصبيش شبهي بس ان شاء الله حظه ميكونش زي حظي
عائشه بانزعاج : و ماله حظك يا استاذ محمود
ثم اكملت بعقلانيه و مرح في نفس الوقت: احنا حظ بعض و اتمني انه يكون محظوظ اكتر مننا بس متقولش ان حظه ميكونش حظك لاني انا حظك و انا نصيبك و دي اهانه في حقي
محمود بصدق : انتم احلي حاجه في حياه محمود
عائشه بابتسامة : و انتَ كل حاجه ليا و ان شاء الله اللي جاي احسن .... صحيح هو انتَ عملت ايه يا محمود في الموضوع اللي اتكلمنا فيه
محمود و هو تذكر عن حديثها عن المحاماه : مش عارف يا عائشه
عائشه بهدوء : والله اسمع كلامي انتَ قولتلي ان دي اكتر حاجه انتَ كنت بتحبها و كان نفسك تكمل شغلك كمحامي يعني ايه رايك لو ترجع حلمك تاني
محمود بلا مبالاه : مبقاش ليه لزوم يا عائشه
عائشه : لا ليه لزوم فكر كويس احنا هنعيش احلامنا و انا اول ماياسين يكبر هشتغل بشهادتي اينعم انا نسيت العربي كله و نسيت الكليه و نسيت اني كنت في دار علوم بس هبقي افتكر يعني
محمود و هو يحاول ان يفسر لها عواقب الموضوع : عائشه انا لو رجعت اشتغل تاني في الموضوع ده هيكون صعب لاني برضو سايب بقالي سنين شويه و مكنتش بشتغل لوحدي و كان المكتب يعتبر بتاع ابو صاحبي و القضايا بتاعته يعني محدش كان يعرفني و ملحقتش اتعرف... يعني انا مكنتش بشتغل هنا و كمان محدش يعرف ....انا استحاله اكون محامي هنا و كمان الشغل و العقارات اهم لان انا مش بدير فلوسي بس انا بدير نصيب ادهم و نصيب خالي اللي هو بيخدوه مراته و بناته و نصيب خالتو ابتهال يعني انا لو اتفرغت للمحاماه كل دول هيضيعوا
عائشه : علي فكره انتَ مش طول اليوم بتكون قاعد في الشركه و ممكن تعمل لنفسك اسم و كفايا اسمك اصلا بس هتعمله في حاجه بتحبها و كمان الناس بتثق فيك و غير كدا انتَ بتقدر تعمل اكتر من حاجه وثق في نفسك بس برضو انتَ حر انا عايزه كل واحد فينا يقعد مع نفسه و يفكر هو كان عايز يعمل ايه و كل واحد يلاقي نقفسه اللي تاهت منه
محمود بهدوء : انا لقتني عايزك انتِ و بس
والله يا عائشه يا ابنه يونس .. احببتك ... و اذا رجع الزمن مره اخري الي الخلف سوف احبك و لن اضجر من حبك ... احبك و ساظل احبك يا من اضافتي لحياتي معني و اسم و لون .... يا ام ياسين بكي كل الصعاب تهون ... فوالله لو كانت كل النساء مثلك و بحكمتك لكان تغير الكون.... و لكن ما وجه المقارنه فهل كل بيت تنام به ست النساء ؟!
و هل كل رجل يمتلك اميره البلد ؟!
و هل كل إنسان يحظي بالعروس المناسبه؟!
فلقد اكرمني الله ... فوالله مهما احببتك لا يكفي و لا يوفي حقكك
عائشه ابتسمت و القت نفسها في احضانه ربما لن تلوم نفسها فكان هناك الف سبب للرحيل و كان هناك سبب واحد للبقاء و هو الحب فكان البقاء هو الاختيار الاول التي اختارته عائشه ليس لانه الحل الوحيد او بسبب حديث الناس و لكنها لاول مره نفذت امر قلبها و راي عقلها.... بكامل قواها العقليه تريده و بكامل مشاعرها و بكل ذره فيها اختارته