
رواية عهد يوسف الفصل الثالث 3 بقلم الشيماء احمد حنفي
فضلت قافلة على نفسها أوضتها، بتحاول تبطل تفكر في حضنه، في قبلته، في الرجفة اللي جواها، وفي الكف اللي نزل عليه وهي مش قادرة تنكر إنها كانت بترتعش وهي قريبة منه.
لكن… هو ما جاش وراها تاني.
يوسف اختفى طول اليوم.
كانت كل شوية تسمع صوت الباب بيتفتح ويتقفل، تحاول تسمع خطواته… بس مفيش.
وفي آخر الليل، كانت قاعدة مع هالة بنت عمتها على السرير، لابسين بيجاما، وبيتكلموا في الضلمة.
هالة (بفضول):
= إنتي زعلانة من يوسف؟
عهد (بصوت مخنوق):
= مش عارفة… هو اللي عمله كان غلط… بس أنا كمان غلطت لما سبته يقرّب.
هالة (بتضحك):
= يعني لو قرب تاني مش هتبعديه؟
عهد (بكسوف و توتر):
= مش عارفة… يمكن… لو قرب تاني، هموّت نفسي ولا ا أبينلوش إني ضعيفة.
وفجأة، الموبايل نور.
رسالة من يوسف:
> يوسف:
"أنا تحت، مستنيك في الجنينة… لو عندك شجاعة تنزلي وتسمعيني، انزلي.
لو مش عايزة، هفهم.
بس لو ما نزلتيش… أنا اللي مش هسامح نفسي."
عهد فضلت باصة في الموبايل دقايق، قلبها بيدق… ومفيش تفكير.
قامت.
هالة (بصدمة):
= رايحة فين؟!
عهد (بصوت واطي):
= هروح أواجه اللي بيحصل… ولو زعّلني تاني، هكسر دماغه.
نزلت.
الهواء كان بارد، والجنينة شبه ضلمة، إلا من نور بسيط جاي من لمبة الباب الخارجي.
يوسف واقف، ضهره ليها… أول ما سمع خطواتها، لف.
كان لابس تيشرت أسود وبنطلون رمادي، شعره منكوش شوية، وعينيه… فيها نار.
يوسف (بصوت واطي):
= افتكرتِ إني هغلط فيكي تاني؟
= إني هشوفك بعين مش محترمة؟
= أنا مش ملاك، وأيوه… في الأول، كنت بشوفك بس كعهد الصغيرة اللي كبرت وبقت بنت… وبصراحة؟ شكلك… مغري.
عهد عضّت شفايفها، بس ما اتكلمتش.
يوسف (بيكمل):
= بس عيني شالتك من اللحظة دي.
= لما شفتك بتبعدي، وبتضربيني… فهمت.
= أنا عمري ما هشوفك كده تاني، وعمر ما هيكون بيننا حاجة… إلا لما تبقي حلالي.
عهد (بصوت واطي):
= يعني لو أنا وافقت تكون بينا حاجة… هتستنى؟
يوسف (قرب منها):
= لو استنيت السنين اللي فاتت كلها، مش هستنى شهور؟
= أنا مش عايز ألمسك، ولا أبصلك، إلا وإنتي مراتي.
وقبل ما تكمل الجملة…
موبايل عهد رن.
كانت سارة، صاحبتها من الكلية.
عهد:
= سارة! إيه ده؟ الساعة ١؟ في إيه؟!
سارة (من الطرف التاني، صوتها باين عليه البكا):
= عهـــد… في مصيبة!
عهد:
= مصيبة إيه؟ اتكلمي!
سارة:
= فيه حد بينشر صور لي من دفعتنا على جروب خاص… صور مش كويسة، وكلهم فاكرين إنها أنا!
عهد:
= إنتي بتتكلمي بجد؟!
يوسف (قرب منها بسرعة):
= في إيه؟!
عهد فتحت الاسبيكر، وخلاهم يسمعوا سوا.
سارة (بتعيط):
= أنا مش عارفة أقول لماما… ومش عارفة أروح الكلية!
= الناس كلها شايفة الصور، وكل دقيقة حد بيعمل شير!
يوسف مد إيده وخد الموبايل من عهد بهدوء، وبصوت واثق قال:
يوسف:
= سارة، أنا يوسف… يوسف ابن عم عهد.
= ابعتيلي كل اللينكات اللي عندك، والبوستات، والسكرينشوتس… حتى لو حاجات صغيرة.
= وهتتوصلي مع عهد على الواتساب، وتبعتيلها أي حاجة توصلك، تمام؟
سارة (بهمس):
= حاضر… بس بالله عليكوا ماتسيبونيش.
يوسف (بحسم):
= مش هنسيبك.
= اللي عمل كده، هنجري وراه لحد ما نخلّيه عبرة.
قفل المكالمة، ووشه اتغيّر… كان جاد، عنيف، عنيه كلها نار.
عهد:
= هتعمل إيه؟
يوسف:
= هكلم كريم وعدي… دول صحابي، وواحد فيهم عنده شغل في السوشيال ميديا والهاكرز.
= هيعرف يجيب مصدر الصور منين، والآي بي كمان لو قدر.
بدأ يكلمهم بسرعة:
يوسف (بلهجة سريعة):
= كريم، اصحى… عندي كارثة، وفي واحدة بنت محترمة بيتشوه سمعتها بصور مفبركة.
= هبعتلك اللينك، وعايزك تدخل تشوف الصور دي معمولة إزاي، وتوصللي لأي بصمة إلكترونية وراها.
= … أنا عايز اسم، ومكان، وأي تفاصيل.
وقفل من غير ما يستنى رد من كريم
ورن ع عدي
يوسف
= عدّي، إنت كمان اصحى… أي جروب من الجروبات اللي تخص الكليه دي وصلك فيه الصور دي، هاتلي سكرين، مين اللي بينشر، ومين بيعلّق.
= عايزك تحصرلي الناس دي بالأسماء، وأنا هتصرف.
قفل الموبايل وهو بيكح من الغضب، ووشه كله شدّ.
عهد (بتوتر):
= يوسف… هو ممكن يكون حد يعرفنا؟
يوسف (بحدة):
= وارد جدًا.
= يا بنتي، اللي عمل كده مش مجرد تافه… ده واحد ناوي يدمّرها.
سكت شوية، وبعدها بص لها بنظرة مختلفة… فيها حماية، ومسؤولية.
يوسف (بهدوء):
= لو كان حد من الكلية، أو من صحابكم، أو حتى حد من على الفيس… هنعرفه.
= وأنا وعدتك… طول ما أنا جنبك، متخفيش
قعدوا على السور اللي جنب الجنينة، وهي قربت منه، مش بكلام، بس بقعدة جنب كتفه.
عهد (بصوت واطي):
= يوسف؟
يوسف:
= عيون يوسف.
عهد (بنظرة مكسوفة):
= أنا خايفة… لو اللي حصل ده حصل فينا إحنا كمان، لو حد قرر يلعب بنفس الطريقة…
يوسف (بيقطعها بنبرة جد):
= مش هيحصل، وأنا هحميك حتى من خيالك.
= وبعدين… لو حد فكر يقرب منك؟ هيتمنى إنه ما اتولدش.
وفجأة، جاله إشعار.
رسالة من كريم:
> كريم:
"الصور معمولة بـ AI فعلاً… استخدموا أداة اسمها ‘DeepDream’ وحاجات متطورة، بس في أثر باين ورا الصورة.
ولسه بشتغل على الآي بي، بس أول خيط واضح: الصور كلها اتنشرت من حساب fake باسم حد غريب لاكن هي تخص شخص اسمه "حمزة أدهم"، ولسه عاملينه امبارح."
يوسف رفع راسه… لورا
يوسف:
= حمزة أدهم؟… مين ده؟!
عهد (بهمس):
= حمزة… ده كان معانا في كورس من شهرين، وكان دايمًا بيحاول يقرب من سارة، وسارة كانت بتتجاهله!
يوسف ابتسم بسمة ما كانتش بسمة… كانت وعد.
يوسف:
= حلو أوي… يبقى ده مش بس عيل تافه، ده كمان عارف الناس دي.
= وده معناه… إن اللعب هيبدأ بجد.
💥 "ومن اللحظة دي… ماكانش فيه رجوع. يوسف قرر يواجه… ويكشف كل حاجة. واللي لعب بالنار؟ لازم يتحرق بيها." 🔥
يتبعععع
بقلم الكاتبه الشيماء احمد حفني
--
✨ "تفتكروا يوسف هيسيبه يمشي؟ ولا هيرجع حق سارة بطريقته الخاصة؟"