
بقلم روان مسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
دخلت نجمة إلى الشقة، ونظرت حولها بفضول. كانت الشقة فسيحة، مع صالة كبيرة وغرف متعددة. لكن ما لفت نظرها كان الفوضى التي تملأ المكان. كانت هناك ملابس مبعثرة على الأرض، وأحذية مبعثرة هنا وهناك.
علي : اتفضلي برجلك اليمين يا عروسة، منزلي المتواضع ده هو مكون من أربع غرف وصالة كبيرة، وفي مكان الجيم هتلاقيه في جنب، طبعًا ده ما لكيش علاقة بنتي يا قمر، انت مش محتاجة الكلام ده، والمطبخ والحمام..وانا عارف اني مش هحتاج المطبخ خالص لاني سمعت انك ملكيش في الطبخ.
قاطعته نجمة بضحكة : انا و ما ليش في الطبخ لا، أنا بعرف أطبخ كويس على فكرة، بس هي الفكرة أن صديقك زين لما بيجي من المعسكر بيكون عايز يعوق في الأكل، وأنا شوية بميل للأكل الصحي وده ماكانش بيعجبه قوي.....بس قولي ايه كمية الفوضى دي هدومك مرمية وكل حاجه مش في مكانها .
نظر علي إلى الفوضى حوله، وابتسم باحراج.
علي : عازب بقى، شقة عازب، وانتي عارفة ماحدش هيجري ورايا يقول لي انت حطيت ايه فين؟ لكن اوعدك ان كل ده هيتغير من بكرة، عبده جديد بمبادئ جديدة، انضف بكتير، ما تخافيش."
ضحكت نجمة : عبدوا جديد بمبادئ جديدة و ما خافش، لا هو أنا كده قلقت، وربنا يستر.
وهنا اقترب علي من نجمة ولكن نجمة ابتعدت بخوف.
نجمة : في ايه يا علي ؟
علي : ما فيش مالك خايفة كده ليه؟ هاخدك اوريكي اوضتك
نجمة بتوتر : طيب.
علي : تعالي بصي يا ستي دي اوضتك. اكبر اوضة في البيت. لها بلكونة كبيرة. فيها كمان شباك فيها تكييف فيها كل حاجة هتحتاجيها. ومش بس كده اكبر دولاب. اي نعم هو دلوقتي في شوية حاجات اللي هي لبسي اعتبريها كراكيب هي كراكيب فعلا هلمهم لك. واستمتعي.
نجمة : انت مش مضطر انك تسيب اوضتك عشاني انا ممكن اقعد في اي اوضة عادي وانا هظبطها على مزاجي.
علي : لا انا مش بسيب اوضتي عشانك. هي دي بقت اوضتك. و اه حابة بقى تعملي مرايات الحاجات اللي هي بتاعة البنات دي. بكرة هبعتلك مهندس الديكور اعملي اللي انت عايزة كله.
نجمة : اممم في واحد متحمس جدا اني هعيش معه في نفس البيت.
علي : ومين قال ان انا مش متحمس ؟انا طاير من الحماس انا بس ماسك نفسي عشان ومتفكريش اني تافهه
نجمة : ماسك نفسك. بجد انت دمك خايف قوي يا علي. اول مرة الاحظ ده على فكرة.
علي احمر واجه علي خجلا وهو يقول : بجد......قصدك ان انا دمي خفيف بجد؟
نجمة : مالك يا علي وشك ماله؟ ايه يا علي ردود افعالك مش طبيعية يا ابني.
علي : لازم تبقى مش طبيعية. سيادتك انا واقف قدام ملكة جمال الكون. لازم تكون ردود افعالي مش طبيعيه .
############################
زين: "يا ياسمين، أنا آسف. مش عارف أقول إيه. أنا عارف إني غلطت في حقك، بس ماكنتش ناوي أئذيكي بالشكل ده."
ياسمين: "ما كنتش ناوي؟! إزاي بتقول كده؟ كنت سكران وسببتلي حادثة كانت ممكن تخلص حياتي في لحظة . وكنت عارفة إن أنا مش بعرف أعوم، ومع ذلك سيبتني أغرق في حمام السباحة."
زين: "يا ياسمين، أنا عارف إني غلطت، وأنا مستعد أتحمل مسؤولية أفعالي. بس أتمنى إنك تسامحيني ويكون عندك قلب كبير علشان تديني العفو "
ياسمين: "العفو؟ إزاي أعفو عن واحد تسبب في تدمير حياتي؟ أنت مش عارف حياتي كانت إيه قبل الحادثة، ولا عارف بقت إيه بعدها."
زين: "أنا عارف إني مقدرش أرجعلك اللي فات، بس أقدر أكون جنبك دلوقتي. أقدر أساعدك في إعادة بناء حياتك."
ياسمين: "مش عايزة مساعدتك. مش عايزة أكون قريبة منك. كل اللي عايزاه إنك تسيبني في حالي."
زين: "يا ياسمين، أنا مقدرش أعمل كده. أنا بحبك، ايوا بحبك اوي في خلال الفترة اللي فاتت كل لحظة كانت بتقربك مني اكتر .
ياسمين: "أنت مش بتحبني، أنت بتتحمل ذنب بس. وعايز تخفف عن نفسك بمساعدتي. بس أنا مش عايزة مساعدتك. مش عايزة أكون جزء من حياتك . مش مستنية شفقة منك "
زين: "يا ياسمين، أنا... أنا ......
ياسمين: اسكت خالص و سيبني في حالي يا زين مش عايزة اشوف وشك تاني ولا حتي بالصدفة
وتركتة و رحلت
############################
أمام أحد الفنادق الموجودة بالقاهرة تنزل عالية وهي ترتدي فستان سهرة أنيق، وهنا تقف سيارة أمام الفندق لينزل منها سيف.
سيف: "أوه، أيه الحلاوة دي؟ بس هنمشي كده يعني، أنتِ هتمشي معايا كده وهنمشي بقى قدام خلق الله كده."
عالية: "أه، هنمشي كده. أيه، أنت شايفني عريانة ولا أيه؟ ما أنا لابسة اهو."
سيف: "لا، ما هو اللبس ده مش هيتخرج بيه. ما هو أنا مش مركب قرون سيادتك ها."
عالية: "سيف، أنا مش حابة التحكمات دي كمان، ده احنا لسه عارفين بعض من شهر."
سيف: "من شهر؟ أطلعلك كام رسالة فيها بحبك ما بينا في الشات؟ طب أجيبلك كام مكالمة قلتلك فيها إن أنا بحبك وإن أنت خطفتيني من أول مرة بلسانك الطويل ده."
عالية: "طيب، أنت غيران؟"
سيف: أنا مش غيران ولا زفت انا مولع كده غيران دي قليلة.
عليا : أنا بلعب بالشروط على فكرة. أنا لاعبة كورة سلة وأخد بالك."
سيف: "وأنا واخد بالي، بس برضو مش هنمشي وأنتِي لابسة الفستان ده. هتطلعي تغيريه ولا نقعد هنا بقى نتقابل هنا قدام باب الفندق كده قدام الناس؟أنا مستعدة أفرش وأقعد عادي."
عاليا : سيف متعصبنيش بس أنا عايزة أكلمك أصلا في موضوع مهم مش وقته الهبل ده."
سيف: "طب اطلعي العربية اطلعي بدل ما اللي رايحة واللي جاي عمال يبص عليكي كده."
صعدت عالية إلى السيارة، و صعد خلفها سيف.
سيف: "عاجبك كده؟ عاجبك منظرك ده؟ الناس كلها عمالة تبص عليكي."
عالية: "ما أنا لابسة فستان سهرة وطويل ، وكمان احنا خارجين في date يعني موعد غرامي. المفروض ألبس إيه؟ أجيب لبس بلياتشو؟"
سيف: "الفستان طويل، بس... كتافك كلها باينه المفروض نغطي من فوق زي ما نغطي من تحت ولا ايه ."
عاليا: "سيبك من ده كله، أنا عايزة أكلّمك في موضوع مهم جدا. أنا حاسة إن ياسمين فيها حاجة غلط."
سيف: "ياسمين؟ وأنا مالي بياسمين؟ تقدري تقولي لي زين الكلام ده؟"
عاليا: "ما أقصدش كده. أنا خايفة تكون بتتعاطى حاجة أو في حاجة مش متزنة فيها."
سيف: "تقصدي إيه يعني؟"
عاليا: "سمعت المعد البدني بيتكلم عن مستوياتها البدنية، وفهمت إن مستواها مش مستقر. وانها ساعات بتكون في اعلي معدل بدني وفجأة بيقل لوحدوا خصوصا إنها منتظمة على الأدوية والبرنامج التأهيلي."
سيف: "طبيعي جدا إن مستوياتها البدنية ماتكونش أعلى حاجة بعد الحادثة اللي حصلت لها. الحمد لله إنها لسه عايشة."
عاليا: "أنا خايفة يكون في حد مستقصدها بجد من ناحية بابها وكده "
سيف: "باباها واتحبس، وما أعتقدش اللي أنت بتقوليه ده صح. وعلى العموم أنا هكلم زين ونشوف الموضوع ده فيه إيه اصلا أنا ما ليش وش أبص له، ما قدرتش أخذ إجازة انهاردة علشان فرح أخته وحرفيا لسه راجع من مهمة في سينا . وحاسس إن هو لو شافني هيقسمني نصين حرفيا."
عاليا : اصلا اللي حصل في الفرح مكنش،أفضل حاجه وياسمين مرجعتش الفندق من امبارح
سيف: "إيه اللي حصل في الفرح؟ أنا ما أعرفش حاجة."
عاليا: "علي اتجوز نجمة."
سيف: "بصدمة، علي ونجمة؟ إيه الهبل ده؟ أنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري؟"
عاليا: "إيه اللي هيخليني أهزر في حاجة شبه كده؟ بجد علي اتجوز نجمة."
سيف: "وأمير؟ أمير ده راح فين؟ ده أنا أعرف إنهم قصة حب . كبيرة صالت وجلت البلاد دول مع بعض من ١٢ سنه.
عاليا: "ما أعرفش، ما فهمتش التفاصيل. اللي فهمته كله إن حصلت مشكلة كبيرة وإن علي اتجوز نجمة. وياسمين من ساعتها ما ظهرتش."
سيف: "لا، احنا شكلنا كده الموعد بتاعنا ده هيتلغي. وشكلنا هنطلع على زين نشوف فيه إيه."
عاليا: "والله مش عارفة. نخلص خروجتنا ونشوف الأحوال لأن الدنيا بايظة."
سيف: "زي ما تؤمري."
############################
رن هاتف علي.
علي: "أيوة يا زين، فينك يا ابني؟ انت اختفيت وأنا خدت نجمة ومشيت، كانت تعبانة ومحتاجة ترتاح."
زين: "عرفت كل حاجة يا علي، عرفت كل حاجة. عمرها ما هتسامحني."
علي: "إهدا بس يا زين، إهدا. إيه اللي حصل؟"
زين: "ياسمين عرفت كل حاجة."
علي: "كده كده كانت هتعرف، المواجهة دي كانت هتم سواء دلوقتي أو بعدين. وطبيعي إنها تضايق، ولكن صدقني هتسامحك مع الوقت. انت وقفت جنبها كتير وكنت جنبها طول الوقت عشان تعوضها عن اللي حصل."
زين: "الموضوع مش كده يا علي. أنا حبيتها قوي ومش قادر أتخيل إني جرحتها الجرح ده."
علي: "زين، انت لازم تهدا. اللي انت بتقوله ده ما ينفعش. ولو فضلت بالطريقة دي انت اللي هتتعب. تحب أخليك تكلم نجمة؟"
زين: "لا، أرجوك ما تعرفهاش حاجة. كفاية اللي هي فيه وكفاية اللي هي مرت به انهاردة. يومها كان صعب. كفاية اللي الزبالة ده عمله وهو بقى هو ومامته."
علي: "خلاص، أنا مش هخليها تعرف حاجة. وما تخافش، ما تخافش عليها، هي معايا دلوقتي."
زين: "علي، أنا مش عارف أشكرك إزاي على اللي انت عملته النهاردة. ده انت أنقذتني، أنقذت نجمة."
علي: "انت مجنون صح؟ ما أقدرش أقول لك نجمة دي أختي، لأنها حاليا مش أختي. بس النجمة دي حلم كبير قوي. حلم كبير قوي انت ما تعرفش عنه حاجة لأن ما كانش ينفع تعرف عنه حاجة."
زين: "تعجب يا زين حلم؟ لا أبدا، لازم أفهم فيه إيه."
علي: "بعدين نتكلم. ولكن الحاجة الوحيدة اللي أقدر أقولها لك إن أختك مش في عيني، أختك في قلبي. أوعى تخاف عليها."
وهنا أغلق علي الهاتف ليجد نجمة تأتي من خلفه وهي ترتدي أحد ملابسه وتنظر إليه بخجل.
نجمة: "ما جبتش معايا هدوم وما لقيتش غير دول في الدولاب. هدومك واسعة قوي بس مريحة."
ضحك علي بشدة وهو يقول: "أيه الحلاوة دي؟ حلوين قوي عليكي على فكرة.أه، نتعشى؟ أنا طلبت عشاء. أنا عارف إنك مش بتحبي الأكل والبهرجة والكلام ده، فطلبت جبنة ولانشون وعيش وشوية حاجات خفيفة وسلطات هيلثي اهو، ما فيهوش حاجة."
نجمة: "طيب إن كان كده ماشي. بس إيه ده؟ انت بقيت تعرف اللي أحبه واللي ما أحبوش بسرعة قوي كده؟"
علي: "أكيد طبعًا."
نجمة بقلق: "أنا عايزة أتكلم معاك شوية. أنا عايزة أشكرك على موقفك الرجولي اللي انت عملته معايا، وعايزة أقول لك إن ما فيش أي حد من مكانك كان هيعمل اللي انت عملته.بس انت ماكنتش مضطر لده. ما كنتش مضطر تاخد حد مابتحبوش، ما كنتش مضطر تاخد حد أكبر منك بكتير. ما كنتش مضطر للموقف كله وعموما لو حابب اننا ننفصل فأنا معنديش مانع .
علي: " متقوليش كلمة انفصال دي تاني لو سمحتي وكمان مين قال لك إن أنا خدت حد ما بحبوش؟ ومين قال لك إن أنا خدت قرار ضد رغبتي؟ ده كله مش موجود. أنا أخذت أحسن قرار في حياتي، وقرار كنت مستنيه بقالي كتير قوي فوق ما انت تتخيلي."
"أنا اتجوزت حبيبة العمر، الشخص الوحيد اللي كنت بحسد كل واحد هو موجود في حياته. انت مش متخيلة الحسرة والحزن اللي كان بيبقى في عيني في كل مرة كنت بشوفك فيها مع أمير."
"كنت بحس إنه واخد حاجة كبيرة قوي عليه، وإنه ما يستحقش حتى وجود نفسها في نفس المكان اللي هو موجود فيه. كنت طول الوقت بتمنى إنه يكون بيحبك بجد، بس كنت شايف الغدر في عينيه في كل لحظة."
أنا كنت شايف قد إيه هو مش الشخص اللي لازم يكون موجود. وعلى فكرة ده مش بسبب موقفه بتاع النهاردة، لا خالص ولا موقف والدته. بس كان باين إنه واخدك فرصة. طول الوقت ما كنتش شايف في عينيه الاهتمام، ولا الانبهار اللي بيكون في عين الشخص اللي بيحب.
دايما اللي بيحب كل نظرة، كل لمسة، كل موقف ما بينه وما بين الشخص اللي بيحبه بيكون فيه انبهار ولمعان في عينه. زي اللي في عيني وأنا بتكلم على فكرة. عمري ما شفت اللمعان ده في عينه. مع إن طول الوقت كنت بشوفه في عينك انت.
مش عارف أقول على وجودك معايا دلوقتي نعمة في حياتي، ولا أقول إن أنا خدتك بالعافية، ولا أنا مش عارف. بس الحاجة الوحيدة اللي عارفها إني مبسوط قوي، واحاول أخليكي مبسوطة قوي طول العمر.
وهنا ذهب علي وتركها جالسة مع نفسها
تركت نجمة تفكر في كلام علي، وبدأت عيونها تدمع وهي بتتساءل: "فيه حد بيحب حد لدرجة دي؟ فيه كل الحب ده في صمت؟ ده إيه؟ ومين ده؟ ده علي اللي أعرفه؟ ده علي صاحب أخويا؟ لا، ده عاشق ولهان معرفتوش قبل كده."
جلست نجمة في صمت، ودموعها بتتدفق وهي بتحاول تستوعب مشاعر علي ناحيتها. كانت بتتساءل لو كانت تقدر ترد له الحب ده.
############################
كان زين يجلس امام النيل في منظر جميل جدا وهو بيبكي بشدة ويتذكر تلك الفتاة التي خطفت قلبه بعد ما تسبب لها في الكثير من المتاعب هو لا يعرف كيف وصل به الحال في تلك الليلة الي ذلك ولا يعرف لما فعل بها هذا . كل الذي يعرفه إنه الان بيحبها بشدة ولن يقدر أن يتخلى عنها.
لكن كل الأفكار توقفت عندما رن هاتفه وكان رقم ياسمين.
زين رد بسرعة: "ياسمين، اسمعيني أرجوك."
لكن سمع صوت شاب بيقول: "حضرتك كابتن زين؟"
زين قال: "أيوة أنا، مين أنت وليه بتتكلم من تليفون ياسمين؟"
الشاب قال: "الآنسة كانت هنا في البار وشربت كتير، وحرفيًا هي مش فايقة ومش قادرين نوصل معها لحاجة. لما مسكت تليفونها لقيت إن حضرتك آخر واحد هي مكلماك. ممكن تيجي تاخدها من هنا؟"
زين قال بسرعة: "أديني العنوان بسرعة."
زين قال في نفسه: "ليه يا ياسمين؟ ليه؟"