رواية أميرة البلد العروس المناسبة الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم فاطمة سلطان


رواية أميرة البلد العروس المناسبة الفصل التاسع والثلاثون 39
بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله ❤
_________________________________________

في غرفه مُظلمه تماما و لكن كانت مظلمه في نظر ياسر فهو مربوط في كرسي و مقيد تماما اما عينيه فهي مربوطه ايضا و فمه لا يستطيع ان يتحرك او يري شي او يتكلم ... دخل رجل الغرفه و جلس علي احد الكراسي الموجوده بها

ايمن بسخريه : ياسر مهران بنفسه هنا ده ايه السواد ده ، اعُذرني مقدرش اقول ايه النور ده لاني هكون بكدب لان كل اللي جاي في حياتك سواد ؛ طبعا هتموت و تعرف مين اللي جايبك هنا و كل شويه عمال يضرب فيك حابب تعرف مين اللي جايب هناا؟؟

ازاح ايمن تلك اللاصقه الموجودة علي فمه

ياسر بصراخ و حده : انته مين و عايز مني ايه و مين اللي وزك تعمل كدا

ايمن : حقيقي انا اللي شجعت نفسي علي كدا و تشجيعي كان كفايا

ثم صمت و كانه اخذ وقت يفكر ثم تحدث
- و مكنتش محتاج لطرف تاني حقيقي ، و احب اعرفك بنفسي ايمن او بالاصح عذرائيلك

فك ايمن الرابطه المربوطه علي عينه ، ربما لم يعرفه ياسر من الصوت و لكنه توقع انه شخص يعرفه
فمن لا يعرفه سيفعل معه ذلك ؟ و اخذ وقت حتي استطاع ان يفتح عيناه ... و لكنه استغرب حينما راه

ياسر بصدمه غريبه : انته مين ... انا معرفكش و بعدين انا اخر مره كنت مع مريم هو ايه اللي حصل مش فاكر حاجه

ايمن بسخريه شديده

- كان ليا نصيب اني اكون موجود و براقبك علشان امنعك تاذي بنت تاني و كنت ناوي اني اتصرف و اقتلك في ساعتها لو مكنش السكر عمل واجبه معاك ... و فعلا اول مره تقول حاجه صح ؛ انته فعلا متعرفنيش اه و لحد فتره قريبه مكنتش اعرف حضرتك بس عرفتك كويس من اسابيع بس

ياسر باستغراب فهو لا يعرفه و اذا لم يبعثه احد فلما يفعل ذلك معه حاول ان يستجمع ما حدث و كيف اتي الي هنا و لكنه لم يكن يهمه ما حدث فالمهم ما هو الشي الذي سيحدث

- انته عايز ايه؟! من الاخر كفايا لف ودوران

ايمن و هو يرفع احد حاجبيه
- ليه انته مش عاجبك وله ايه انك ضيف عندي ؟ ده انا هوريك جهنم اللي علي الارض لغايت ما اوصلك بايدي لجهنم اللي مش هتخرج منها نهائيا

ياسر بعدم صبر و عدم اتزان ايضا فهو مازال يشعر ان هناك الم في راسه

- انته مجنون وله ايه مين اللي خلاك تعمل كده يا تري مريم وله عائشه

ايمن بسخريه لاذعه : للدرجاتي كل اعدائك نسوان؟!!
ايه مفيش راجل شايفك راجل عليشان يعاديك

ياسر بغضب : يا ابن "" ....... ""خلصني و فكني و ياريت تتكلم بوضوح انته عايز ايه ؟؟ و متجبش الاذي لننفسك علشان لو اتاذت شعره مني انته اللي هتتضر

ايمن قهقه بتسليه : هو انته لسه متاذتش وله ايه واضح انك بقالك كتير فعلا مش بتبص في المرايه هعذرك كنت بتمتع اووي و انا بفش غلي فيك و في نفس الوقت بعالجك

ثم بصق عليه : ده اللي تستحقه بوشك اللي مش باينله ملامح و لا هيبان له باذن الله

ياسر بغضب شديد و ربما تكون هذه المره هي الاولي الذي يغضب فيها بهذا الشكل

- يا ابن ..........

ايمن بانزعاج : لا حاسب علي لسانك لاقطعه علشان انا ناوي اتسلي عليك فحاسب علي كلامك و متشتمش احسنلك حاول انك تكون خلوق كدا لاني بصراحه مفيش درجه اسود من السواد اللي هتشوفه هنا

ياسر بضيق شديد جدا فهو يستفزه لاخر درجه
- عايز كام و نفض الليله دي و مدام محدش باعتك انته عايز ايه ، اما انا معرفكش و لا عمري سمعت عن سيرتك

ايمن بتساؤل ممتلئ بالحيره و الانفعال الذي حاول جاهدا ان يخبئه

- عارف ابتسام احمد او بمعني اصح فاكرها

ابتلع ياسر ريقه بصعوبه شديده بعد ان اخذ وقته في استرجاع الماضي و لكنه حاول ان ينكر

- مين دي معرفهاش

ايمن بابتسامه مليئه بالسخريه و في نفس الوقت الحزن و الغضب كوكتيل من المشاعر الغريبه

- حقيقي هي دي الاجابه اللي كنت مستنيها من واحد زيك ، اشرحلك من البدايه .... فكرت كتير اووي لما روحت و ضربت محمود في مكتبه لو هو اللي عمل كدا فيها ؟! ليه ميحبسنيش و يرميني في السجن كام سنه و اهو يخلص من قرفي و من وشي

- لو هو اللي عمل كدا فعلا ده لو عايز يخليني اخد اعدام باكتر من حجه ... و حجه ليه ده شروع في قتل ... و اهو يريح راسه ده اخو العمده يعني مش اي حد و كفايا معارفه .. ايه اللي يخليه يتنازل و يخرجني لو هو اللي عمل كده ؟!

- و اكيد هو عارف اني هرجع انتقم منه و فكرت برضو إبتسام متربيه في بيت محمود الشرقاوي من ايام ما كان عندها خمس سنين و هي رايحه جايه علي بيتهم من قبل ما محمود يتجوز مراته الاولي و بعديها كان قاعد اعزب لما ماتت مراته

- و بعديها اتجوز تاني كان لسه متجوز و عريس جديد ايه اللؤ يخليه يجيب لنفسه مصيبه لواحده طول عمرها قدامه و يعمل كدا قبل فرحها باسابيع ؟؟!! هو اكيد مش غبي

- في الاول الشياطين كلها كانت بتلعب في دماغي بس فكرت بيت محمود الشرقاوي من زمان اووي و الستات و الناس كلها داخله خارجه و عمر ما سمعنا عنهم كلمه في البلد قررت امشي بعقلي شويه من غير تهور و فضلت ادور فين تليفون إبتسام و روحت لواحد صاحبي بيفهم في التليفونات و خليته يرجع الرسايل اللي اتمسحت

ثم قام و اقترب من ياسر الذي كان تغير لون وجهه من الاساس و نظر ايمن في عيونه بشر غير طبيعي

- و الرسايل جات و كان رقمك انته اللي عليه اغلب الرسايل في الفتره الاخيره و انك مكلمها ليله الحادثه و انك ناوي تديها اللي اتفقت معاها عليه مجرد انها طلعت اسرار البيت

ثم صفعه بشده و ركله حتي سقط بالكرسي المربوط عليه حتي و نزل الدم من انفه

ايمن بوعيد : انا عايزك تفهم انك هتشوف هنا اللي اسوء من الموت عارف عذاب الكفار انته لو متعرفهوش هتعرفه و انا هنا يا قاتل يا مقتول و ان شاء الله قاتل حتي لو هموت بعدك بدقيقه بس هكون خت روحك الاول يا ابن طلعت هتتعذب كل ثانيه و كل دمعه نزلت مني عليها هعذبك بكسرتي و قهرتي عليها و قهره أي حد اتاذي منك .....

_________________________________________

في المستشفي ... ذهبت ابتهال الي المنزل فقد تعبت و قررت ان تذهب حتي لا يتركوا عزه بمفردها و قالت انها سوف ترتاح و تاتي مره اخري و ذهب اسراء و ادهم الي الكافتريا ، و دخل محمود الي غرفه عائشه

عائشه بلهفه شديده : كنت فين يا محمود و الدكتور قالك ايه انا بجد زهقت من خناق اسراء و ادهم و رغيهم انا عارفه انهم بيحاولوا يلهوني بس انا قلقانه اووي و مش قادره اقوم و لا في اي ممرضه بتديني عُقاد نافع انا عايزه اشوف ابني

محمود حاول ان يطمئنها: عائشه هو في الحضانه والله و انا شفته من بعيد ان شاء الله هيكون كويس

عائشه بعدم ارتياح من عيون محمود و كانها تقرا عيونه و شعرت ان هناك شي غير طبيعي يحدث و لكنها حاولت ان تفسر انه شي متعلق بطفلهم

- انا عايزه اشوفه وديني ليه

محمود امسك يديها بهدوء و شعر بمدي برودتها و المحاليل المعلقه لها و الحاله التي بها و قلقها علي طفلها كان يُؤنبه و ما سمعه قبل قليل يُؤنبه ايضا و كانه بين نارين و في كلا الحالات لن يسكت ضميره إطلاقا عن معاتبته ... لقد سئم من وضعه دائما في إختبارات صعبه جدا

- عائشه انتي تعبانه و كنتي في عمليه و عندك جرح غير ان الانيما عندك .... يعني هما حاطين المحاليل دي رخامه مثلا ؟؟
استني علي الاقل بكرا و تكوني احسن ان شاء الله يا حبيبتي و هو كمان هيكون احسن

عائشه بعدم ارتياح نهائيا

- محمود في حاجه صح ؟؟ انته شكلك مش طبيعي و كان في حاجه عايز تقولها

محمود باسف شديد و ندم غلي إخبار حبيبته في مثل هذه الظروف بهذا الشي و لكن الظروف كانت اقوي منه حقا

- عائشه للاسف الصبح انا كنت عايز اسافر القاهره بس ....

قاطعته عائشه بانزعاج : انته يعني مش لاقي حاجه تنكد عليا بيها و عايز تحرق دمي في وقت زي ده يا محمود

محمود قاطعها بانفجار ايضا ربما هي تشعر بالضيق و لكن لا احد يشعر ربما يشعر هو فكلما يحاول ان يُرضي طرف ضميره يُؤنبه من جهه الطرف الاخر تعب من تحمل كل شي فوق طاقته يعترف انه اذنب و انه كان خطئه من البدايه علي موافقته علي هذا الشي و لكنه بشر تعب

- عائشه اسمعيني لمره واحده و افهميني لبني ماتت النهارده و طنط نسرين شبه في صدمه و غيبوبه افهميني و قدري اللي انا فيه و لو لحظه واحده ... انا في موقف صعب جدا و للاسف انا مش هقدر ابعت حد غيري كفايا اووي اللي عرفوا السر ده مش هقدر انجرح تاني قدام حد او أشرح له الموقف ..... انا مفيش حاجه اخترتها في حياتي و تاكدي ان اي قرار خته انا خته علشان اللي حواليا و دايما بعمل الحاجه اللي متخليش حد محتاجني و اتخلي عنه للاسف انا حرفيا لازم اسافر و مكنتش باخذ رايك او هتناقش معاكي زي الصبح انا رايح فعلا لان ده واجبي انتي هنا هيكونوا معاكي كلهم ادهم و اسراء و عزه و خالك شاهين جاي في الطريق هو و مريم ..

اما هناك في واحده المفروض تدفن و اكرام الميت دفنه وفي ست كبيره قد والدتي في غيبوبه و مفيش راجل او حد معاهم اوعدك ان دي الاخيره ... اخر مره هطلب منك تتحملي حاجه فوق طاقتك بس تاكدي انه فوق طاقتي انا كمان اني اسيبك و اسيب ابني في ظروف زي دي بس ده نصيبي في الدنيا اني دايما فرحتي تنقص ..

ثم استوعب نفسه : والله انا راضي بكل حاجه بس انا مش عايزك تزعلي و في نفس الوقت مش هقدر اسيبهم في وقت زي ده

لم تشعر عائشه الا بالصدمه و الحزن و الغضب مجموعه مشاعر لم تفهمها و لم تحدد ما الذي يجب ان تفعله ، قام محمود و هو لم يتراجع نهائيا عن ذهابه قبل راسها و يديها تحت صدمتها

محمود يعتذر اعتذاره الاخير فان الوقت ليس في صالحه نهائيا

- سامحيني اني هسيبك بس والله ما بايدي .. في حفظ الله انتي و ابني

ثم خرج من الغرفه قبل ان يسمع اي تعليق منها و هو حزين جدا لما حدث بالقاهره و حزين لتركه لزوجته في هذه اللحظه و هو لا يضمن اي رده فعل سيقابلها حينما يرجع و لكنه يتمني الا تفعل شي بعد ذهابه .. وجد ادهم عائد في الطرقه

محمود بتساؤل حتي ياخذ راحته في الحديث
- اسراء فين .. جاي لوحدك ليه

ادهم بتفسير : في الكافتريا ... انا جيت علشان ناسي المحفظه في العربيه باين و المفتاح ناسيه في الغرفه و جبنا الحاجه و الهانم سايبه شنطتها في الاوضه تقريبا جوز مساطيل رايحين يجيبوا حاجات

محمود بجديه : اسمعني كويس يا ادهم انا مسافر القاهره دلوقتي و متطلبش مني اي تفاصيل او تفسير نهائيا لاني علي اخري اسمع الكلمتين دول محدش فيكم يدخل علي عائشه دلوقتي .... غير لما خالها و مريم يجوا يعني سبوها لوحدها شويه و اول ما هما يجوا تروح اسراء البيت و هتجيب ستو عزه و انته راجع .... و انا هكلمك علي التليفون و خالتو انا هخليها في البيت باي حجه و اسراء تروح هتيجي المستشفي بستو عزه و تفضل هنا في المستشفي متسبش عائشه ابدا كاني موجوده و اي حاجه حلها

ادهم باستغراب
- في ايه يا محمود فهمني هو انته رايح تحارب وله ايه و بعدين انته رايح فين

محمود و الوقت لا يسعفه نهائيا
- في مصيبه عمري ما هعرف افهمك حاجه دلوقتي ركزلي علي كل حرف قولتهولك و نفذه و تليفونك يكون في ايدك مش عايز اكلمك و الاقيك مبتردش ارجوك

ثم ذهب و قابل اسراء و هي حامله القهوه و شنطه بها بعض العصائر و البسكويتات و لكنه نظر لها و لم يعلق نهائيا و اختفي في دقيقه ادهم ومازالت الصدمه علي وجهه

اسراء باستغراب شديد : هو في حاجه وله ايه اخوك ماشي كدا ليه

ادهم يعلم انه قريبا سوف يقتل علي يد اسراء و يدعي ان تكون الجنازه لائقه به

- مش عارف قالي انه رايح مشوار مهم

اسراء باستغراب : مشوار ايه و فين ده ؟!!

ثم اكملت بعتاب : هو ينفع يسيب مراته في وقت زي ده

ادهم بصدق : هو مينفعش بس هو محمود كدا مش مفهوم والله هو ميصحش اي حاجه من اللي بتحصل والله

اه صح انتي دفعتي منين ؟!!

اسراء بلا مبالاه : لقيت معايا فلووس في جيب الجاكت فقولت اخلص يعني

كان ادهم يفكر و هو يشعر ان هناك مصيبه بسبب شكل اخيه و يكاد لا يفهم اي شي مما يحدث

اسراء بشك : ادهم في حاجه

ادهم بتوتر و قلق : لا مفيش يا اسراء

ثم خاطب نفسه : مش لما اعرف انا الاول ايه اللي بيحصل

اسراء بشك و القلق ينتابها من ناحيه والدتها

- يعني انته عايز تفهمني انك متعرفش محمود راح فين والله العظيم انا مش مرتحالك و لا انته و لا هو .. امي كويسه ؟!!

ادهم انفعل قليلا فهو حقا لا يعرف و لم يستطع ان يكدب اكثر من ذالك

- ايه علاقه امك يا اسراء دلوقتي و بعدين ... انا هعرف منين يعني انتي شايفه انه بيفهم حد اجه انا حاسس انه مضايق بسبب موضوع ابنه ده ممكن يكون رايح يقعد مع نفسه شويه

اسراء بعدم ارتياح : ادهم انا حاسه اني مش مصدقاك هو ده وقت ينفرد بنفسه فيه

ادهم : محمود واحد داخل علي الاربعين اكيد مش هيديني تقرير مفصل رايح فين و جاي منين هو من امته بيفهم حد حاجه يعني ايه الجديد عليه

اسراء حاولت ان تتخلي عن الاشياء التي تجول في خاطرها

- طيب انا داخله ادي العصاير دي لعائشه

ادهم بسرعه حينما تذكر حديث محمود

- لا تدخلي ايه ده محمود قالي محدش يدخل علشان هي نامت تقريبا بصعوبه احنا نشرب القهوه كدا علشان متبردش و ناكل اي حاجه من اللي انتي جيباها انا جعان جدا

في الداخل كانت عائشه تبكي بكاءا شديدا يخبرها ان الجميع معها و لكنها تريده هو من يكون معها ماذا تفعل لا تعلم ما الذي يجب ان تفعله بعد هذه الاخبار لقد تعبت و سئمت من التظاهر انها بخير و للاسف لن تجد من يواسيها فهل ستفضح سره مع احد و شعرت و كان جسمها باكمله يؤلمها .... حاولت ان تبكي في صمت

رغم الظروف لم يذهب محمود قبل ان دخل لطفله مره اخري و يراه قبل ان يذهب و يعتذر له

علي لسان محمود : يمكن ده كان يوم عجيب و مش عايز يخلص عمري ما كنت اتوقع ان فرحه عمري و انا هشوف ابني قدامي بعد العمر ده انه هيكون سئ لهذه الدرجه

_________________________________________

في المستشفى بعد ان ذهب شاهين و مريم و اطمئنوا علي عائشه ربما شعروا ان هناك شي بها غير طبيعي و لكن حاولوا ان يفسروا ان هذا الشي بسبب قلقها علي ابنها و جائت عزه بعد تحاملها علي نفسها و صحتها بعد المكالمه التي اتتها من محمود و اخباره بانه لا يضمن رد فعل عائشه و انها حتي و ان صمدت لن تكون مرتاحه فهي بالطبع تريد ان تخرج ما بداخلها

دخلت عزه و هي تستند علي ادهم و حتي جعلها تجلس الكرسي الموجود بجانب الفراش و خرج و تركهم بمفردهم

عزه بابتسامه لم تستطع النجاح بها فهي مجروحه جدا و حزينه علي لبني حزن لم تحزنه علي معرفتها في المره الاولي

- حمدلله علي السلامه يا بنتي

عائشه بحزن و ملامح عابسه تماما
- الله يسلمك

عزه حاولت ان ترفع من معناويتها او بمعني اصح تفتح معها اي حديث
- احب اقولك انك النهارده اديتي لينا كلنا مش بس محمود احلي هديه والله فرحتنا بالطفل ده متقدرش بكنوز الدنيا و باذن الله كلها كام يوم و يبقي زي الفل

عائشه بسخريه علي حالها : و هو فين محمود ؟
وله فين الفرحه؟!

عزه بنبره هادئه : الفرحه الحقيقيه لما ابنك يقوم بالسلامه دي هتبقي بالدنيا يا عائشه

عائشه بتوقع لا يخيب : محمود هو اللي خلاكي تيجي صح ؟

عزه بنبره هادئه : مدام انتي عارفه مش محتاجه تساليني .... ايوه هو اللي كلمني لانه عارف ان انا الوحيده اللي هتتتكلمي معاها

عائشه بسخريه من حالها : اه و المفروض اتكلم اقول ايه في ظرف زي ده انا عايزه اصرخ و مش عارفه بجد

عزه بهدوء : محمود جوزك .... و جوزك معملش غير اللي ضميره قاله عليه و اللي ربنا هيحاسبه لو معملش كدا

عائشه بانزعاج : و ياتري مش هيتحاسب عليا .... دايما بتحاولي توجودي ليه الاعذار يمكن علشان هو اللي قريبك

عزه حاولت ان تتحدث بهدوء
- انتي كمان قريبتنا و مننا من يوم ما دخلتي بيتنا يا بنتي و يعلم ربنا اني عمري ما فرقت بينك و بين محمود او فرقت بين اي حد في حياتي كلكم عندي واحد يا بنتي يمكن الناس كلها فاهمه الجواز او الطلاق غلط ده كل حاجه تهون الا ان بيت يتخرب و اسره تتفكك يبقي الجواز ده شي مهم اووي عند ربنا والا مكنش الجواز نصف الدين الناس فاكره ان الجواز سهل و الطلاق اسهل منه مفيش ...

الناس كلها فاكره ان الجواز اتنين بيصرفوا فلوس كتيره علشان يكونوا اسره و بعد كده يا يكون عيشتهم كويسه وله و يا اما مشاكل علي المصاريف او مشاكل بسبب عيب بين الطرفين بس الجواز اكبر من كده بكتير يا بنتي

انتي لما بتتجوزي واحد بتشيلي اسمه و شرفه و عرضه و هو بيتحمل مسؤوليتك و يصونك و يكرمك الجواز موده و رحمه و في نفس الوقت سند لازم تكوني سند لجوزك و تتحملي كل مشاكله و كل الأزمات اللي بيمر فيها و هو برضو يتحمل همومك و مشاكلك و يخليكي اميره بين الناس

مش بقولك انك تسامحي محمود بس يعلم ربنا الحزن اللي انا فيه علي لبني و في نفس الوقت انا بقولك الكلام ده ... ده نصيب ربنا ان يصادف في نفس يوم ولاده ابنكم و ده القدر و مينفعش نغيره و لا اننا نعترض عليه محمود وقف معاكي في كل حاجه و كل موقف و كبرك بين اهلك و مستعد يضحي باي حاجه في الدنيا عشانك انتي

و متسبيش واحد بيعمل واجب انساني و واجب ديني لواحده طعنته في كل حاجه لان محمود انسان لازم اي ست تحافظ عليه يمكن تصرفه غلط بس محمود فعلا راااجل مفيش زييه الايام دي ... راجل واقف جنب الست اللي عملت فيه كده ؟!

تفتكري هيقدرك انتي بايه ؟! محمود عمره ما ساب حد محتاجه لو سابك لانه عارف ان حالتهم اسوءةو انتي هنا احنا كلنا اهلك و معاكي بس اعرفي ان محمود عمره ما ينسي حد وقف جنبه و خصوصا لو كانت مراته في موقف زي ده العروسه المناسبه او الزوجه الصالحه اللي تصون جوزها و تقدره و تاكدي ان الست او الراجل عموما بيبانوا وقت الشده

عائشه بتساؤل ممتلئ بالحيره
- يعني عيزاني اسكت و متكلمش

عزه بمكر : محمود لو راجل ميستحقش انك تقدريه مكنتيش هترجعي ليوم واحد بيتك بعد اللي حصل ان ست زيي زيك انتي مش ست منتظره واحد يصرف عليها و لا ست هتغلب انها تخلي محمود يطلقها حتي برغم جبروته انتي متعلمه و عارفه انك ممكن تتطلقي منه بالقانون و محمود عمره ما هيقعد مع واحده ست مش عيزاه انتي بتحبي محمود و شايفه انه انسان يسحق و الا مكنتيش رجعتي حتي لو محمود كسر البلد كلها فوق دماغك .... انتي مصدقاه من جوا حتي لو بتحاولي تكدبي نفسك

عائشه بصدق و حيره شديده
- كالعاده غلبتيني بالكلام اه محمود يسحق و كل حاجه بس انا مستحقش اللي بيحصل انا في كل موقف كنت فيه لوحدي و مكنتش اتمني اني اكون لوحدي في موقف زي ده ايوه محمود يسحق بس اناا مستحقتش اي حاجه بتحصل

قاطع ادهم حديثهم حينما دخل و معه اسراء

ادهم بسخريه شديده من نفسه
- اسف علي المقاطعة يا جماعه بس اسراء هانم لحقتنا بتاكسي علشان مصممه انها تيجي و انا سبع البرمبه كان رايي مش مهم و نزلت من غير اذن علشان تعمل الواجب و تبات مع عائشه علشان مريم روحت مع ابوها

عزه بانزعاج من سخافتهم في هذا الوقت
- لا اله الا الله انا مش عارفه احنا في ايه وله انتم في ايه انا عايزه افهم شغالين مناقره في بعض مش بتفصلوا و لا بتزهقوا

اسراء باحراج : انا اسفه يا ستو بس اعمل ايه يعني هو صمم مياخدنيش معاكم و فضل يتحجج بحجج غريبه فخت تاكسي و جيت و انا غلطت في ايه يعني علشان واحده زي دي تبات في المستشفي و جوزها كمان مش موجود

ادهم بابتسامه مليئه بالسخرية
- لا مغلطتيش في حاجه بس الا و كان المفروض تاخدي رايي مش اكتر يعني اصلك انتي متجوزه راجل

عائشه بانفجار بهم : خلاص يا جماعه انا حاسه ان ضغطي عالي لوحدي فبلاش خناق ارجوكم و خلاص يا ادهم هي يعني انته مش شايفها خرجت و رايحه تتفسح دي جت المستشفي

عزه بانزعاج شديد : ليه و ليه يفصلوا و يريحونا لازم وش و دوشه

اسراء باعتذار و فضول أيضا لم تستطع اخفاءه
- يا جماعه انا مش قصدي اعمل مشكله معاه بس انا فكرت يعني اني ابات مع عائشه النهارده لان حضرتك يا ستو مش هتتحملي القعده هنا و الله اعلم محمود راجع امته

ادهم بانزعاج شديد : انتي بتسخني الست علي جوزها يعني وله ايه مش فاهم

اسراء باحراج شديد : انا مسخنتش و لا حاجه و هسخن ليه يعني .......

عائشه بعدم ارتياح نهائيا يكفي ما تشعر به - ارجووووووكم اهدوووا

سكتت اسراء و ادهم حينما لاحظوا شجارهم امام عائشه و بالنهايه يكفي ما به هي و بعد وقت اخذ ادهم عزه و رجع الي المنزل ثم اتي مره اخري الي المستشفي فهو لن يتركهم بمفردهم و لكنه كان يجلس بالخارج و اسراء معها بالداخل

اسراء بفضول شديد و عدم ارتياح من ناحيه والدتها
- عائشه عايزه اسالك سؤال و متفهمنيش غلط

عائشه و هي تعلم انها بن تتخلص من اسئله اسراء هذه الليله و تعلم ان المبيت معها لن يكون بدون مقابل بالتاكيد
- قولي يا اسراء

اسراء بتساؤل و استغراب شديد
- محمود فين او بمعني اصح انتي مش هامك هو فين

عائشه كانت تريد ان تقول لها اذا علمت مكان محمود هي الوحيده التي ستحزن ليس احد اخر

- يعني ازاي مش هيمني مكان جوزي اكيد هاممني طبعا

اسراء بفضول شديد : اومال ساكته ليه

عائشه حاولت ان تجعلها تسكت لانها لا تريد ان تسمع اي كلمه من اي شخص تخصها او لا فهي تشعر بالم شديد في راسها بسبب الصداع
- اسراء يا حبيبتي صدقيني احيانا بيكون الفضول شي مش حلو اطلاقا .. انا معرفش محمود راح فين بس كل اللي اقدر اقوله ان اكيد كلكم عارفين انه تقريبا في خلاف بيني و بين محمود في الفتره الاخيره زي ما تقولي هرمونات حمل لدرجه انها كانت ممكن توصل للطلاق ... انا و محمود في بينا مشاكل و مش هقول لا

انا اتعصبت و هو متعصب و احنا الاتنين اعصابنا مشدوده بما يكفي و قعاده في وشي هيكون شي وحش ليا و هفضل اتخانق معاه اكتر و احنا الاتنين قلقانين علي ابننا و مفيش حد فينا عنده اعصاب انه يتخانق او يناهد مع حد ده كل الموضوع ياستي

اسراء شعرت بالاحراج بسبب فضولها الذي ظهر للجميع و لكن لا احد يعلم انها تفعل ذالك لانها تشعر ان الموضوع متعلق بوالدتها
- انا مش قصدي اكون متطفله بس استغربت اتمني متزعليش مني مقصدش

عائشه حاولت ان تاخذ الموضوع بصدر رحب
- و لا حاجه اني طبيعي تستغربي و تسالي و مش هيجري حاجه لو رديت عليكي فالنهايه مفيش حاجه بتستخبي و حبيت اشكرك علي وجودك معايا و انك صممتي انك تباتي معايا

اسراء : ابدا ده واجب مش محتاجه شكر

عائشه : بس ياريت لو كنتي قولتي لادهم كان الموضوع هيكون احسن ياريت تخرجي تصالحيه علشان شكله كان متعصب جامد و انا اول مره اشوفه كدا

اسراء تصنعت اللامبالاة : ملوش لزوم

عائشه بهدوء : اخرجي بس و صالحيه و انا كدا كدا هحاول انام شويه طفي انور و اخرجي ياله

خرجت اسراء من الغرفه بعد ان اغلقت كشاف النور و وجدت ادهم يعبث في هاتفه بلا جدوي فالواقع لم يكن يشغله نهائيا خلافه مع اسراء و لكنه يفكر هل نسرين مريضه مثلما قال محمود و هو لم يصدق و حتي لو كان ما قاله محمود صحيح هل هناك مشكله في القاهره و محمود ذهب لحلها هل هي مريضه بهذه الدرجه كان باله مشغول و كل مكالمه يتحدثها محمود كل ربع ساعه علي الاقل لا تكن بها اي رد علي استفسارت ادهم فقط هو يتصل و يسال علي عائشه و ابنه فقط و لا يجاوب علي شي .. جلست اسراء بجانبه و كانت المستشفي هادئه تماما و كانت الساعه الواحده بعد منتصف الليل

اسراء بتردد و لكنها كانت معترفه بخطئها
-انا مكنش قصدي اني اضايقك يا ادهم بس انته ضايقتني لما رفضت اني اجي معاك

ادهم و هو ينظر في هاتفه : خلاص مش انتي شايفه نفسك مش غلطانه

اسراء باعتذار : لا غلطت اكيد لما عملت كدا بس برضو انا مش قصدي اني اضايقت اسفه متزعلش بقا

ادهم بنبره هادئه : ماشي يا اسراء اعتبرها اخر مره تكسري كلمتي فيها ؟!

اسراء بابتسامه حتي لو كان ادهم غاضب فهو يقسم ان يسامحها من اجلها

- الاخيره والله

ادهم بابتسامه ايضا : هنشوف يا اسراء هانم الايام ما بينا انا و انتي

اسراء بعدم ارتياح : انا قلبي مقبوض اووي من الصبح و مش عارفه انا مش مرتاحه ليه و حاولت اكلم ماما تليفونها مقفول برضو

ادهم بعدم ارتياح هو ايضا ربما يكون هو نفسه غير مقتنع بكلامه و اصبح لا يفهم اي شي مثلها تماما

-متقلقيش يا اسراء ان شاء الله خير متحطيش في دماغك افكار وحشه علي الفاضي

_________________________________________

في الصباح الباكر في بيت شاهين تحديدا في غرفه مريم و كان حسن يجلس معها

حسن بقلق شديد : و ايه العمل انا من ساعه ما عرفت ان الحكومه بدور علي ياسر و انا مش مطمن يا مريم نهائيا

مريم بقلق شديد و لا يقل عنه نهائيا
- يعني انته شايفني انا اللي مطمنه اووي ما انا برضو قلقانه بس اعمل ايه انا مش عارفه افكر و بحاول اوجد 100 احتمال و برضو مش بوصل لنتيجه انا خايفه يكون مات

حسن بتفكير : مريم لو مات كان زمانه مقامش بعد ما وقع و نزف اكيد في حد تاني اتصرف في طرف تالت كان معاكم في نفس المكان

مريم بتفكير : ربنا يسترها يا حسن

دخل حسين و فتح الباب علي فجاه

مريم بانزعاج من حركات اخوها الي لا تتغير
- هو انته مبتعرفش تخبط الباب دي اوضه بنت

حسين بسخريه : مهوا اكيد حضرتك مبتعمليش حاجه انا سامع صوتكم اصلا و لما لقيت البيه مش في اوضته قولت اكيد قاعد هنا

حسن باستغراب : ليه عايز ايه مني

حسين بسخريه : هعوز ايه منك يعني ولاد خالك جايين من المحطه و ابوك بيقولك تروح تجيبهم

حسن بتساؤل : و متروحش انته ليه هو كل حاجه حسن

حسين بلا مبالاه : انته اللي بتعرف تسوق يا ظريف و بعدين انا مسافر دلوقتي ورايا امتحان و يدوب مسافه الطريق الحقه

حسن بسخريه : ماشي يا فالح

حسين بتساؤل: هو مفيش اخبار من ياسر

مريم باستغراب : ليه بتسأل

حسين كان يسال من باب الفضول فهو لا يعلم انه مختفي نظرا لانه اتي امس و سيذهب اليوم

-اصل مش عارف هو جاب التحضر ده منين يعني

حسن منهيا الحوار : مش كنت متاخر وله لازم اي موضوع و خلاص و ياله علشان اوصلك للموقف

ثم خرج حسن و حسين

بعد وقت وجدت مريم هاتفها يدق و يعلن عن اتصال من حسام

مريم بارتجاف فهي اصبحت تخشي اتصالاته
- الو

حسام بمرح مصتنع : سياده الصحفيه اللي ربطت الجريمتين ببعض واضح انك كنتي بتتكلمي صح

مريم بعدم استيعاب : براحه انا مش فاهمه حاجه علي الصبح

حسام بحده قليله: براحه دي تقوليها لصاحبك وله لصاحبتك مش ليا ده اولا

ثم اكمل بسخريه : ثانيا احتمال كبير جدا ان خطيبك يرجعلك خلال ايام

مريم ما زالت غير مستعوبه اي شي و تشعر دائما ان حديثها معه تكون اعصابها مشدوده

- ازاي انا مش فاهمه حاجه

حسام بتفسير و لا يعلم لما يفسر لها من الاساس
- عملت تتبع لشريحه ايمن خطيب ابتسام اللي جيتي بكل فصاحه و ربطتيها بموت علياء مهران بان الفاعل واحد ما علينا بالكلام ده لانك عرفاه كويس

ان اخر لقطه تليفون ايمن الاشاره وصلتلها غالبا تبعد عن بيتكم او البيت المهجور عموما ده بحوالي خمس دقائق و ساعتها التليفون اتقفل مقارنه بالوقت اللي قولتيلي عليه هو اتقفل في نفس اليوم اللي ياسر كلمك فيه و ده يدل ان الاسد المجروح زي ما يكون وصل لنتائج احنا منعرفهاش و قرر انه ينتقم من الهدف الصح بعد غلطه علي محمود

مريم باستغراب شديد : دقيقه استوعب اللي انته بتقوله علشان انا مش مركزه و بعدين ايه اللي يضمنك ان ايمن هو اللي عمل كدا و ان انته هتجيبه خلال ايام

حسام بتفكير : حاولت اشغل عقلي شويه عائشه مهران استحاله تعمل شي زي ده في الوقت اللي هي فيه في بيتها و مش بتخرج منه و ياتري محمود هيستفيد بايه انته ينتقم لواحده من دمه اساسا و ياتري مين اللي يستفيد بموت ياسر حاولت اعمل موضوع التتبع ده و فالنهايه مش هخسر حاجه خصوصا ان ايمن مختفي و سايب شقته اللي كان هيتجوز فيها من قبل اختفاء ياسر بيومين وده يدل انه كان بيراقب فريسته و بيحاول انه يختار الوقت الصح علشان يصطادها و انه قريب اووي هنقدر نوصل لمكانه

مريم بتساؤل تعرف اجابته و لكن حاولت ان تري اي امل
- لو الولد ده عمل كدا فعلا ايه اللي هيحصل فيه ؟

حسام بتاكيد لظنونها: القانون هو القانون يا مريم في النهايه مفيش حاجه بايدي انا تثبت انه عمل كدا فيها و لو هو اللي عمل كدا و تحليلي اللي واثق انه 90 في الميه صح للاسف مصيره معروف

مريم بحزن شديد : ياتري اللي بيدافع عن حقه في البلد دي بتبقي جزاته ايه ؟! ده واحد اتكسر قلبه علي موت حبيبته قبل فرحهم بايام عارف يعني ايه

حسام : كل واحد بياخد نصيبه و تاكدي ان ليكي نصيب من المواضيع دي كلها و اكيد انا مش هسكت علي ازعاجك ليا من البدايه و ليكي عقاب كبير و احمدي ربنا انه معاكب ضابط عارف المواضيع دب كلها و لسه نايمه في بيتكم عادي .....


      

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة