رواية عشق المالك الفصل الثالث 3 بقلم رحمة حسين

 


رواية عشق المالك الفصل الثالث 3 بقلم رحمة حسين



قسم الشرطة – وحدة الجرائم الكبرى – منتصف الليل

جلس مالك أمام مكتبه، عيناه تتابعان شاشة الحاسوب التي عرضت تحركات مشبوهة في أحد الموانئ.
كانت هناك شحنة غير معلومة تم رصدها، تعود إلى اسم وهمي: "سليم يونس".
لكن ببحث بسيط… ظهر الرابط.

"سليم يونس = شريك سابق لـ علي بدران."
الاسم الذي أصبح لا يُفارق رأسه.

دخل مراد وهو يحمل أوراقًا في يده، وقال:
"جابولنا صور جديدة بالقمر الصناعي، التهريب بيتم عن طريق مركب صغير بيتحرك من رشيد لإيطاليا… واسم علي بدران طالع في كل ملف."
ردّ مالك بجدية:
"لو قدرنا نمسك الشحنة دي، هنكسر له ضهره."

ثم أضاف بنبرة أخف، وهو ينظر لصورة بدران:
"الراجل ده مش مجرم عادي… ده شخص فاقد للرحمة… ومخيف."

ردّ مراد بنبرة غريبة:
"يعني بتحسه من النوع اللي لو مات قدامك، هتشُك إنه لسه عايش."
ابتسم مالك بخفة، وقال:
"أنا قابلت بنته امبارح…"

توقّف مراد عن الحركة، نظر له بدهشة:
"إنت بتقول إيه؟!"
"صدفة… كانت عند أختي مليكة، وهي صاحبتها في الكلية… ومحدش يعرف هويتها، حتى هي نفسها."
"ودي طلعت عاملة إزاي؟"
"طيبة… هادئة… وقلبها باين عليه موجوع."

قال مراد بقلق:
"بس دي بنت المجرم اللي بندوّر عليه، وده معناه إنها مستهدفة، وخصوصًا لو هو اتحس بالخطر."
هزّ مالك رأسه:
"أنا مش هسيبها في خطر… حتى لو هي ما تعرفش الحقيقة."

---

في مكان مظلم – شقة قديمة في العصافرة

كان علي بدران يقف أمام مرآة مشروخة، يصلح سلاحًا صغيرًا بيدٍ ثابتة.
اقترب منه رجل ضخم، وقال بخوف:
"في تحركات يا باشا… الشرطة قافلة الطرق، والاسم بتاعك اتذكر في التحقيق."
قال علي ببرود قاتل:
"اللي هينطق باسمي هيندم إنه اتولد… ومفيش حد يقدر يلمّني، لا زمان ولا دلوقتي."

ثم نظر للصورة الملقاة على الطاولة، صورة قديمة له مع زوجته وابنته وهي صغيرة.
تمزقت الصورة من المنتصف…
ولم يبقَ فيها إلا نصفه.

---

 شقة بدران 

كان الليل ساكنًا إلا من صوت قطرات المياه المتسربة من صنبور قديم، وصرير الباب حين فتحه بعنف علي بدران.

كانت لارين تجلس في غرفتها، تحاول أن تكتب في دفتر ملاحظاتها عن مشروع التخرج، عندما دوّى صوته من الخارج:
"لارين! تعالى هنا حالًا!"

اتجمدت أنفاسها، وارتجفت يدها دون أن تدري.
وقفت ببطء، وكأنها تسير نحو حتفها.

خرجت إليه بخطوات مترددة، وعيناه كعادته… تشتعلان بغضبٍ لا يُعرف سببه.
قال بنبرة زاجرة:
"إنتي كنتي فين طول اليوم؟!"
"كنت عند صاحبتي… بنذاكر."
"وصاحبتك دي بيت أبوها مفتوح كده لأي حد؟!"
"يا بابا… مليكة بنت محترمة، وأنا…"

صفعة قوية قطعت جملتها.

لم تتفاجأ.
ربما الألم لم يعد في الضرب… بل في التكرار.

صرخ بها:
"أنا مش عايزك تروحي عند حد تاني! ومش عايز أي كلام في الكلية عن أصحاب وصاحبات! فاهمة؟!"
"ليه؟! إنت عمرك سألتني عن الكلية أصلًا… حتى لما تعبت ودخلت المستشفى ماجيتش!"
"ما تتكلميش معايا كده!"
ودفعها بقوة حتى اصطدمت بالجدار.

وقفت بصعوبة، تمسك بصدرها… تشهق من الألم، ليس فقط الجسدي، بل ذلك الكامن في قلبها منذ سنوات.

قالت بصوت مكسور:
"أنا مش هطلب منك تبقى أب… بس على الأقل متكنش جلّاد."

غادر الغرفة وهو يتمتم:
"أنا مش معترف بيكي أصلاً… إنتي شبه أمك، وكان يوم أسود لما اتجوزتها."

---

في غرفتها، عادت لارين وجلست أرضًا بجانب سريرها، تضم نفسها بيديها، تكتم بكاءها في وسادة مهترئة.
لم تبكِ لأنها ضُربت… بل لأنها كانت تتمنى فقط أن يحبها.

كانت هذه الليلة… من الليالي التي وعدت نفسها فيها أنها "مش هتعيش كده طول العمر".

---

اليوم التالي – الجامعة – كلية العلوم

كانت لارين تسير بخطوات بطيئة، تشعر بثقل في صدرها.
قلبها لا يتحمل الضغط، لكنها تُجبر نفسها على الصمود.

سمعت صوت مليكة من بعيد:
"لارين! استني يا مجنونة!"
التفتت وابتسمت بخفة:
"كنت رايحة المعمل."
"مالك؟ وشك شاحب كده ليه؟"
"تعبانة شوية… بس عادي."

وفجأة… لمحت من بعيد مالك واقفًا بسيارته، يُراقب المكان.

أول ما التقت عيونهم، شعرت بشيء غريب، كأنه يحرسها من بعيد دون أن يقول.
لم تكن تعلم أن وجوده هنا…
ليس صدفة أبدًا.
يتبع



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة