
رواية عشق السلطان الثالث والعشرون 23 والرابع والعشرون 24 بقلم دعاء احمد
عدي اسبوع في المستشفى، حالة سلطان بقت أحسن شوية لكن لسه الجرح بيوجعه و الموضوع كان صعب جداً خصوصاً لما الممرضة بتغير له على الجرح، لكن غنوة كانت بتفضل معه بتحس بألم و هي شايفه بيتوجع...
غنوة كانت قاعدة مع سلطان و والده قاعد معاهم..
احمد بجدية :فريد خلاص الإجراءات ان شاء الله بكراً هنرجع البيت مع اني شايف انك تقعد يومين لحد ما حالتك تبقى احسن..
سلطان بهدوء:معليش انا محتاج امشي و بعدين جو المستشفى دا بيتعبني أكتر خليني على راحتي.
احمد بتنهيدة:ما تقولي له حاجة يا غنوة
غنوة :و الله مظنش اني هقدر اغير حاجة و هيعمل اللي في دماغه بس فعلا جو المستشفى مش حلو...
احمد:بس الدكتور قال انك محتاج رعاية الفترة الجاية.
سلطان:غنوة موجودة متقلقش بس ياريت كفاية كلام في الموضوع دا لو سمحت يا بابا و خلينا نقفله....
احمد:أمري لله.... صحيح في ناس كتير سألت عليك و الأهم جلال الشهاوي و كتر خيره جيه المستشفى معه دكتور شاطر رغم الظروف اللي هو بيمر بيها بعد وفاة الحج شريف و الظاهر كدا انه عنده مشاكل مع اخوه أيوب أنا سمعت كلام غريب بس الأفضل انك تخرج من هنا بنفسك و تروح له
سلطان حاول يتعدل لكن الجرح شد عليه بسرعة حط ايده عليه هو بيان بوجع.. غنوة قربت منه بسرعة و اتكلمت بجدية و هي بتعدل له المخده وراه
:اهدا يا سلطان لو سمحت...
سلطان:ماله جلال و ايه اللي حصل..
احمد نزل رأسه و اتكلم بحزن
:سمعت طراطيش كلام بتقول أنه الحج شريف قبل ما يموت كتب وصيته أن بنته الصغيرة هي اللي تورث فلوسه و حرم البنت الكبيرة.. مرات جلال
و اللي سمعته ان جلال كمان خسر الوكالة بتاعته و... بقيت باسم اخوه أيوب.
سلطان بعدم فهم و عصبية:
:ايه الكلام دا.... دا مستحيل الحج شريف اكيد ميعملش كدا لا يمكن يحرم بنته من الميراث و كمان ازاي جلال خسر الوكالة انا مش فاهم حاجة
احمد:اهدا يا سلطان.... انا كمان مش فاهم بس دا اللي سمعته و اللي عرفته ان جلال دلوقتي بيشتغل في وكاله واحد كان بيشتغل معه زمان
سلطان بحدة و هو بيحاول يقوم:
أنت بتقول ايه يا بابا و الأسبوع اللي فات دا محدش فكر يحكي لي عن اللي حصل... انتم بتهزروا؟!
غنوة بسرعة:سلطان بالله عليك اصبر جرحك ملمش...
سلطان :انا لازم اخرج من هنا... لازم اكلم جلال و افهم اللي حصل و بعدين الراجل جايب لي احسن دكتور في البلد... و انت يا بابا متقفش جنبه في ازمته... انا مش مصدق
احمد:يا ابني هو انا في ايه و لا في ايه
ما أنا معاك طول الاسبوع اللي فات و انت عارف جلال كرامته فوق الكل
و عمره ما يرضى انه يحس انه قليل و ان حد بيعطف عليه دا راجل كبريائه عنده أهم من أي حاجة
سلطان:انا مش فاهم انت بتقول ايه... نعطف عليه بقا جلال الشهاوي مستني حد يعطف عليه.... دا حقه علينا يا حج أحمد و لا انت نسيت ان جلال هو اللي كان بيقف معانا دايما في اي مشكلة... انا لازم اروح له
غنوة و هي بتحاول تمنعه
:سلطان علشان خاطري استنا و لما تقوم بالله اعمل اللي انت عايزه...
سلطان بحدة :قولي لفريد يجهز العربية هتخرج دلوقتي... انتي هتروحي مع بابا و انا هعمل مشوار صغير و هاجي على البيت متقلقيش..
غنوة بحدة و نفس العناد
؛ لا يا سلطان مش هيحصل و مش هروح مدام أنت مصر تكون جنب صاحبك فأنا مش هسيبك انت فاهم و هاجي معاكي و رجلي قبل رجلك كمان... و بعدين انت لسه معرفتش مين اللي حاول يعمل فيك كدا تقوم مخاطر تاني و انت تعبنا هو أنت مبتخفش على نفسك... طب على الاقل خاف علينا... عليا انا.. على الاقل على والدتك
سلطان مسح على وشه بعصبية
:غنوة مش وقت عتاب لاني هعمل اللي في دماغي... تمام تمام قولي لفريد يجي و هنروح لهم مع بعض ممكن....
غنوة:حاضر
بعد مدة.. فريد و غنوة ساعدوا سلطان أنه يخرج من المستشفى بعد ما خلصوا ورق المستشفى و مع اصرار سلطان كان في طريقه لبيت جلال و مع اصرار غنوة وافق ياخدها معه
الساعة كانت حوالي تسعة و نص بليل
وصل سلطان بيت الشهاوي
فريد ركن العربية و نزل علشان يساعد سلطان
لحد ما نزل من العربية... سلطان سند على كتف غنوة اللي كانت ماسكة فيه و ساعدته يطلع
اول دور كان بيت نواره والدة جلال لكن سلطان رفض يخبط عليهم و طلع على شقة جلال
رن الجرس بهدوء ثواني و سمع صوت جلال و هو بيرد و رايح ناحية الباب
جلال فتح الباب لكن اندهش لما شاف سلطان و غنوة واقفه جنبه
جلال :سلطان؟ انت ايه اللي جابك
سلطان بابتسامة و تعب خفي:امشي يعني و لا إيه؟
جلال بجدية و استيعاب و هو بيساعده يدخل:أنت ليك نفس تهزر و انت تعبان يا ابني... ايه اللي جابك و انت تعبان..
غنوة بعدت و جلال دخل معه سلطان و هي وراهم
سلطان قعد على إلانترية و اتكلم بجدية
:طبيت عليك فجأة معليش بس حاولت ارن عليك و انا جاي موبيلك مقفول...
جلال بجدية:فصل شحن...
حياء خرجت من اوضتها و هي بتقفل الباب وراها
و كان باين عليها الحزن لان والدها متوفي من حوالي شهر و الاحداث اللي حصلت بعد كدا كانت صعبة عليها هي و جلال.
فجأة خسر بسببها كل حاجة و دا كان اذيها نفسياً و حاسة بالذنب أنها حبيته و أنه حبها.
ابتسمت بهدوء و هي بتبص لغنوة
:السلام عليكم..
:و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلال بص لحياء بحب و ابتسم
:اعرفك يا حياء... سلطان صاحبي اللي كان عمل حادثه... و غنوة مراته..
حياء بابتسامة جميلة :اهلا يا استاذ سلطان... الف سلامه ليك..
سلطان بجدية:الله يسلمك...
حياء و هي بتمد ايدها تسلم على غنوة :مبسوطة اني شفتك جلال كان كلمني عنك انتي و استاذ سلطان...
غنوة:و أنا حقيقي كنت اتمنى اشوفك من بدري و خصوصاً اني سمعت عنك قبل كدا كتير...
جلال بجدية :طب يا حياء خدي مدام غنوة معاكي و انا هقعد مع سلطان شوية..
حياء هزت راسها بالموافقة و غنوة قامت معها و هي حاسة بالحزن علشان لأنها مجربة احساس فقدان الاهل...
في الصالون
سلطان:ايه الكلام اللي سمعته دا يا جلال... هو انت فعلا بعت الوكالة لايوب و المطاعم بتاعتك انا مش مصدق و لا مستوعب...
جلال رجع رأسه لوراء بتعب و اتكلم
:دي حكاية طويلة اوي يا سلطان و أنا عن نفسي تعبت من التفكير... و لأول مرة احس ان كل الناس بقا عندهم ندالة و قلة أصل
أنت عارف أنا لفيت على كم وكالة علشان القى شغل... لأول مرة يا سلطان
دا حقيقي موت الاب بيكسر الضهر و الحج شريف الله يرحمه كان فعلا ابويا... أنت اكيد عارف الخلاف اللي بيني و بين ابويا.
سلطان: ثواني يا جلال معليش هو انت فعلا بعت الوكاله و ازاي الحج شريف كتب كل حاجة لاختك شهد... و لو دا حقيقي ليه حتى متشتغلش في وكالتك... و كمان لسه مروحتش لابوك على طول طالما مكنتش لقى شغل... انا هتجنن من ساعة ما عرفت و دماغي عماله تجيب و تؤدي فهمني في ايه
جلال:قلتلك حكاية طويلة اوي يا سلطان... بس اقولك أنا واثق في ربنا انها فترة تقيلة و هتعدي على خير....
سلطان بحزن:طب ليه مكلمتنيش بعد اللي حصل و لا احنا مش صحاب و طالما بتدور على شغل ليه مكلمتنيش و لا كلمت ابويا
و لا انت ملكش صاحب غير جمال و احنا اتركنا على الرف....
جلال بابتسامة:متقولش كدا... و بعدين الحمدلله انا دلوقتي عندي شغلي و بعدين انا مش محتاج حاجة و زي ما كبرت شغلي زمان هكبره دلوقتي و اللي بني الوكاله و المطاعم هيقدر بإذن الله يبني غيرهم و بإذن الله هرجع حقي...
و بعدين اكلمك ايه مش كفاية اللي انت فيه و بعدين انت ازاي تيجي على هنا انت تعبنا يا ابني خرجت امتى من المستشفى
سلطان:لسه خارج كنت هخرج بكرا بس لما عرفت اللي حصل مقدرتش اقعد كدا و جيت افهم منك...
جلال:مختصر الموضوع يا سلطان اني بتساوم يا أطلق مراتي يا اخسر شق العمر كله
و أنا مش هطلق حياء
حياء بالنسبة ليا يا سلطان زي الهواء اللي بتنفسه بقيت روحي و حته مني
لا أقدر افرط فيها و لا أقدر حتى اكمل يومي من غير ما ابص في وشها
دي النظرة فيه بالدنيا و ما فيها و كأنها جيت بعد طول انتظار هدية من ربنا... عوضني بيها عن حاجات كتير خسرتها في حياتها
على فكرة انا مش بتكسف اقول كدا و لا بخجل... أنا بس كنت نسيت نفسي يا سلطان و نسيت اعيش حياتي و انبسط زي اي شاب عادي
فجيت هي و اخدت كل الحب اللي في قلبي... الحب دا مكنش مكتوب لواحدة غيرها و لا عمري كنت هحس بيه مع غيرها
هي فيها حاجة مميزة عن أي واحدة تانية بالنسبة ليا
هي هدية غالية اوي... اوي يا سلطان جيت بعد سنين انا حتى كنت فقدت الأمل في موضوع الجواز دا
أنت عارف هي دلوقتي زعلانه لأنها حاسه انها السبب اني اخسر فلوسي متعرفش اني عندي استعداد اخسر زي اللي عندي مية مرة في مقابل أنها تفضل معايا علشان هي تستاهل.... رغم الحال اللي انا عليه دلوقتي لكن انا راضي و الله راضي يا سلطان
هي طيبة و بنت حلال و حقها عليا أني احطها جو عنيا
لكن شقايا و تعبي أنا هعرف ارجعه من غير ما اخسرها او احسسها أنها قليلة في عنيا.
سلطان كان بيسمعه و احساسه بالندم بيزيد لأنه حسس غنوة في يوم من الايام أنها قليلة اوي اوي... و مع ذلك من يوم ما دخل المستشفى و هي جنبه و خوفها و حبها ليه كان باين اوي في عنيها لدرجة ان هو نفسه مكنش مصدق
احساسه انه يرد لها كرامتها كان بيزيد جواه و هو شايف طريقة جلال في حبه لمراته و ان الفلوس اخر همه
و ان الأهم يكون مقدر مراته... اتنهد بهدوء و بص لجلال و ابتسم
:طول عمرك صابر يا جلال و عاقل كان نفسي اكون زيك لكن للأسف انا عكيت الدنيا من قبل من تبدأ..
جلال ربت على رجليه بود و اتكلم
:كل حاجة بتتصلح يا سلطان... بس المهم أنها تيجي في الوقت المناسب و الا مش هيبقى ليها طعم..
جلال ابتسم بخبث و كمل كلامه
:و الظاهر كدا ان مراتك بنت طيبة و بنت حلال و بتحبك انا شفتها يوم الحادثه كان هيجرالها حاجة من خوفها... البنت لما تحس ان اللي متجوازها رافع من مقامها و محترمها بتشكيله في قلبها و يبختك لما تلقى واحدة تشيلك في قلبها... أنا اه معرفش في ايه بينكم و لا اعرف انت عملت ايه بس هي باين عليها بتحبك و شكلها بنت طيبه و بتحبك..
سلطان :كنت جاي احل مشكلتك لقيت بتحلي لي مشكلتي يا جلال...
جلال بابتسامة:علشان يا سلطان كلنا اسباب لبعض... و يا بخت من كان سبب في الصلح و بعدين انا الحمد لله معنديش مشكلة دا موضوع و هعرف احله.... على فكرة هنتعشي سوا، زمان حياء بتجهز العشاء مع غنوة في المطبخ انا سامع الصوت
سلطان:لا عشاء ايه انا مش قادر اصلا بس على فكره احنا لسه مخلصناش كلام و لا انت فهمتني حاجة.
جلال بجدية:من امتى يا سلطان و انا بطلع أسرار عيلتي برا دي مشاكل بيني و بين اخويا و الأفضل اني احلها بطريقتي بينا... علشان دا في الاخر اخويا و أمي... و أنا بكلامي دا مش قصدي ازعلك او اخليك تحس أنك مش صاحبي بس انت عارف مش كل حاجة ينفع تتحكي و حتى لو أيوب طلع أسرارنا برا انا لا.... المهم احكي لي ياللي حصل و مين اللي ضرب عليك النار...
سلطان بتفكير:مش عارف يا جلال بس فيه في دماغي حاجة لو طلعت صح يبقى ياويلهم مني... بس كل حاجة باونها ...
حياء خرجت من المطبخ مع غنوة اللي اندمجت معها بسرعة و حست انها شخصية طيبة من كلامهم سوا، كانت شايلة صنيه عليها العشاء لجلال و سلطان
حياء بابتسامة:ياله العشاء جاهز يا جلال..
جلال قام و اخد منها الصنيه حطها على التربيزة و هي ابتسمت و دخلت مع غنوة الاوضة
بعد مدة
غنوة مشيت مع سلطان بعد ما ودعت حياء و اخدت رقمها و جلال نزل سلطان لحد العربية و طلع تاني لقى حياء قاعدة على إلانترية و سرحانه... قعد جنبها و مال عليها بأس خدها
:سرحانه في ايه
حياء بابتسامة:في غنوة... دي طيبة اوي و شكلها على نيتها و غير كدا ماشاء الله زي القمر... سلطان دا محظوظ.. بس هو جاية ليه و هو تعبان كدا
جلال بابتسامة: سلطان صاحب واجب عرف اللي حصل و جيه يطمن ...
حياء حضنته و غمضت عنيها.....
************************
في بيت سلطان
فريد وصله ساعده يطلع شقته و بعد كدا رجع بيته
سلطان كان قاعد على السرير و هو بيفكر في كلام جلال و حزين على اللي حصل له..
فاق من شروده على صوت الباب بتفتح و غنوة دخلت بعد ما غيرت هدومها و لبست بيجامة مريحة
غنوة بخوف :انت لسه صاحي؟ حاجة وجعاك؟ اكلم فريد
سلطان :معرفتش اغير القميص و مش عارف أنام من النور و بفكر في كم حاجة
غنوة راحت ناحية الدولاب اخدت تيشرت قطن رصاصي و راحت قعدت جنبه و ساعدته يلبسه
كان باين عليها الارتباك و التوتر لكن كانت هادية جداً و جميلة بشكل مريح، سلطان كان بيبصلها و هو مبتسم غصب عنه..
غنوة رفعت رأسها و بصت له :بتبص لي كدا ليه؟
سلطان:اصلك جميلة اوي يا غنوة... جميلة بشكل مخلي قلبي ينبهر كل ما يشوفك و كأنه بيشوفك لأول مرة
غنوة مسكت ايده بحب و اتكلمت بارتباك و حنان :
سلطان ممكن اقولك حاجة... ممكن تخلي بالك على نفسك... أنا مش عايزاه اخسرك يا سلطان.. أنا لأول مرة مبقاش عايزاه اخسرك، انا كنت دايما بخاف من عمي لأنه جاحد و قاسي اوي بس انت الوحيد اللي و انا معه هو مقدرش ياذيني.. أنا بقيت بحس بالأمان معاك و خايفه اخسره و مش عايزاه اخسرك.. أنا مسامحاك على فات بس توعدني ان اللي جاي مش هيبقى زي اللي فات... أنا في حاجات كتير نفسي اعملها و كلام كتير نفسي اقولهولك و حاجات كتير عني نفسي افتح لك قلبي و احكيه بس مش قادرة
او بمعنى أصح مش عارفه
كل اللي لازم تعرفه دلوقتي اني و الله العظيم مش هقدر اخسرك صدقني
سلطان ابتسم بحب و لأول مرة يحضنها و هي تدخل جوا حضنه بقوة و متبقاش عايزاه تبعد و لا تقاوم و هو لأول مرة يرتاح بالشكل دا وهو حضنها
الفصل الرابع و العشرون
سلطان كان نايم و غنوة قاعدة جنبه خايفة ان حرارته ترتفع و هي نايمة لان حصلت أكتر من مرة في المستشفى و حرارته كانت بترفع فجأه... و كأنها بتحاول تمنع نفسها أنها تنام
حط ايدها على خدها و هي سانده على رجليها و عنيها بتغمض...
فتحت عنيها بنوم و مدت ايدها تلمس جبينه بهدوء... اتنهد براحة لأنه كويس
فضلت تبص له بحيرة لكن بدون ادراك بقت تحرك ايدها على ملامحه و هو نايم... سلطان فتح عنيه بانزعاج لكن ابتسم لما شاف غنوة حاطة ايدها على دقنه
سلطان بخبث:صباح الورد...
غنوة فاقت من شرودها و بصت له لكن بسرعة سحبت ايدها بتوتر
:صباح النور...
سلطان حاول يتعدل و يقعد، غنوة بسرعة قربت منه و ساعدته...
غنوة و هي بتبعد:هقوم احضرلك الفطار...
سلطان :استنى يا غنوة... تعالي...
غنوة قربت بهدوء و عيونها عليه و كأنها سحر.. سلطان ابتسم و قرب باس رأسها كانت حاسه بقلبها بيدق بقوة....
سلطان بابتسامة:بلاش تبعدي أنا مش هاكلك لو صحيت و شفتك قاعدة جنبي...
غنوة :أنا بقول اقوم اجهز الفطار احسن...
سلطان بابتسامة :ماشي يا ستي
بعد مدة
غنوة كانت واقفه في المطبخ بتعمل عصير لنيفين اللي جيت تطمن عليه بعد ما رجع البيت.
كانت متضايقة و نفسها تخرج تجيب نفين من شعرها لأنها بتصرف بطريقة مستفزة و كأنها قاصدة تضايق غنوة.
غنوة بضيق :هو في حد يجي يزور حد الساعة تمانية الصبح... و اللي أسمها نفين دي كمان أنا ناقصها، لا و الاستاذ سلطان مرحب بيها اوى و قومي يا غنوة اعملي حاجة لنيفين تشربها... داهية تاخدك انت و نفين في ساعة واحدة
و لا بلاش أنت...
ضحكت بخفة و هي بتصب العصير و بتخرج.. سلطان كان قاعد بلامبالة و هو بيبص للشاشة و نيفين قاعدة تتكلم لما صدعته لكن حاول ميتعصبش او يتنخق منها.
غنوة :اتفضلي العصير..
نيفين ببرود : شكراً يا غنوة... تسلم ايدك
غنوة ابتسمت ببرود و قعدت جنب سلطان كفاصل بينه و بين نفين
غنوة بضيق:تسلمي يا حبيبتي....
نفين بخبث :لا بس شقتك جميلة يا غنوة ماشاء الله مع ان الأصول ان العفش نصه على أهل العروسة بس ذوق سلطان دايما شيك... الا صحيح هم فين اهلك اصل متعرفتش على حد منهم يعني
غنوة كانت حاسة انها مخنوقة من نفين لأنها قاصدة تفتح موضوع أهلها و هي عارفه ان مفيش حد منهم كان معها..
سلطان بص لغنوة و رجع بص لنيفين بغضب لكنه اتكلم بهدوء
:عندك حق يا نفين اكيد لو ذوقي مش حلو عمري ما كنت هختار غنوة... لأنها حلوة اوي زي ما بيقولوا كدا تحل من على حبل المشنقة بجمالها و بكل حاجة فيها ....كفاية أنها بتخجل تتكلم في مواضيع متخصهاش و لا بتحب تاذي حد بكلامها...
نفين حست ان سلطان رغم هدوءه لحظة كمان و يقوم يطردها و هو بيتغزل في غنوة، اتكلمت بسرعة
:أنا مقصدش حاجة تضايقها يا سلطان و لا تضايقك
سلطان بابتسامة:
=و مين قالك اني اتضايقت انا بس بحطلك النقط على الحروف علشان لما تدخلي البيت دا تبقى عارفة أن فيه حدود لازم تحترميها و تحترمي صاحبته...
= جاجة تانية بخصوص أهل غنوة بما أنك همزة الوصل في العيلة دي و بتقلي الاخبار لباقي العيلة فأنا هقولك كلمتين توصليهم لباقي العيلة...
= من يوم جوازي انا و غنوة
و أنا كل عيلتها.... و هي بالنسبة ليا مش مراتي و بس... هي كل حاجة في حياتي
و اللي يجي عليها كأنه اذاني أنا و أنتي عارفه مش سلطان البدري اللي يسيب حقه و لا حتى بيسمح ان حد ياذيه..
=غنوة تبقى مراتي... مرات سلطان أحمد البدري و كرامتها من كرامتي في اليوم اللي حد هيجي فيه عليها يبقى هو اللي جني على نفسه....
نفين بحرج و ارتباك: ربنا يسعدكم... انا لازم امشي أنا اطمنت عليك... بعد اذنكم
سلطان: شرفتي...
نفين قامت مشيت و غنوة مصدومة من رده و احرجه ليها بالطريقة دي.. كانت بتبص له بدهشة و هو بياخد العصير و بيشربه ببرود و بيقلب على الموبيل كأنه معملش حاجة..
غنوة :ايه البجاحة دي..
سلطان غصب عنه ضحك و هو بيبصلها
غنوة:انت بتضحك؟!
سلطان حط ايده على كتفها و اتكلم ببساطة
:اعمل ايه يعني.... و بعدين ما هي اللي مستفزة بذمتك عجبك كلامها دا.
غنوة:لا معجبنيش.... بس أنت احرجتها اوي
سلطان كان مبتسم و هو بيفك طرحتها
:لا متقلقيش عليها اللي زي نيفين زي معندهاش دم بمعني أصح بجحة.... و متسالنيش ليه بقول كدا و اكيد عمري ما هقول كدا على حد من فراغ بس سيبك منها.
غنوة:طب و بالنسبة للكلام اللي أنت قلته دا... يعني كنت تقصده
سلطان:صدقيني يا غنوة كل كلمة قولتها حقيقة.... أنتي بالنسبة ليا غالية اوي... مش مجرد زوجة...
حكايتنا بدأت غلط... و الغلط لو استمر و احنا متجاهلينه هيتبني عليه كوارث
أنتي وقفتي جنبي كتير... رغم انك عنيدة لكن عاملة زي البسكوت الناعم من جواه
تخافي على مشاعر الناس حتى لو اذوكي...
= لما شفتك أول مرة خدت انطباع هادي عنك و بعدها استجدعتك رغم كلام الناس عن الشغل و انك بتتعاملي مع شباب و رجاله في الصاغة... لكن كنتي طول الوقت تحت عنيا
=من اول اليوم و انا شايفك واقفه في المحل و آخر اليوم كنت ببقى ملاحظ تعبك و أنك خلاص مش قادره تقفي على رجليكي..
=بقا عندي فضول ناحيتك و بقا عندي مشاعر غريبة بحسها ناحيتك و الاعزب لما حسيت ان فريد ممكن يكون بيحبك كنت هتجنن...
=اللي هو ملقتش غير دي
بنات العالم انتهوا خلاص مفيش غير دي اللي تبص لها مبقتش عارف أنا متضايق علشان فريد بيبوظ علاقته بمراته و لا متضايق علشان انتي البنت اللي هو فكر فيها... بس في الحالتين كان جوايا صراع و غضب مشاعر عنيفه ناحيتك
غضب... غضب عنيف و مؤذي
=علشان كدا لما عملت حوار الجواز العرفي دا خطفتك و حبستك في الشقة و خليت ألامن يمنعوكي من الخروج
=لما هربتي و البواب كلمني كنت هتجنن و عقلي قالي ممكن تكون مع فريد بس كنت متأكد انه محصلش لاني عارف فريد كويس اوي... هو اه طايش بس مش طماع و بيحبني اوي زي ما انا بحبه
و كأن جوايا احساس انك حد كويس... بس كنت خايف يا غنوة خوفت من مشاعري دي اوي... لدرجة خلتني مش عارف اعمل ايه و بقيت بتصرف و كأني مغيب
=بس الوقت اثبت ليا حاجة مهمة اوي
أنك كبيرة اوي و جميلة اوي... جميلة بشكل أنا مكنتش واخد بالي منه.. جمالك الحقيقي كان من جواكي و دا أجمل الف مرة من مظهرك يا ام عيون دباحة.
غنوة ابتسمت بخجل و ارتباك، سلطان قرب منها و هو تايه في ابتسامتها، طبع بوسة على خدها اتكلم بصوت هادي جاد ...
=أنا بحبك يا غنوة... و عايز اكون معاكي لآخر يوم في عمري و عايز يبقى عندي عيلة صغيرة معاكي... و اتمني أنك تكوني نفسك تكملي حياتك معايا.
غنوة حطت ايدها على خده و ابتسمت بسعادة
:موافقة.... بس انت كمان مستعد تسمعني.. أنا سمعتك كتير يا سلطان و انا كمان محتاجة اتكلم و اقولك مشاعري ... و احكيلك كل حاجة فاتت.
سلطان:و أنا عايز اسمعك و مستني من زمان اللحظة اللي تتكلمي فيها.
غنوة :أنا يا سلطان كنت تعبت... كنت تعبت اوي من الدنيا... اوي
كنت بحس ان الهواء بيتسحب من اي مكان بروحه
اتولدت بين أب و أم مفيش بينهم اي تفاهم.. اب ظالم كنت دايما بشوفه و هو بيضرب ماما و بيهينها... لا و المصيبة انه كان بيهددها بيا
=لما كانت تفكر تروح تشتكيه كان يضربني أنا و يخوفها انه لو هم اتطلقوا و هي مشيت هكون أنا البديلة ليها
في كل حاجة في الضرب و الذل و الوجع
لكنها كانت بتخاف عليا اوي كانت بتحبني اوي
شافت الويل علشان تخليني ادخل المدرسة و اكمل لحد الإعدادي كان أمنية حياتها اني اكمل تعليم و ابقى حاجة كبيرة و افرحها بيا
لكن الله يسامحه ابويا سحب ورقي من المدرسة و حرقه ادامها و قالها اني بقيت كبيرة و على الاقل بعرف اقرا و اكتب... و كفاية اوي علام لحد كدا عليا و ان الفلوس اللي بتدفعها للمدرسة هو أولى بيها
=رغم أنها هي اللي كانت بتشتغل و بتصرف عليا و عليه لكن للأسف مقدرتش تقف ادامه هو و اخوه... عمي جابر
=اللي كان العن منه.... بس عمي بقا بيحب يبقى الكل في الكل مش مُغيب عن الوعي زي ابويا اللي الشرب اخد عقله... عمي كان بيشتغل و أهم حاجة عنده يركم الفلوس فوق بعض كدا... باي طريقه يا سلطان مش مهم.. كان بياخد رشاوي من شغله و بيشتغل ولاده الاتنين... حتي البنت الصغيره كان عايز يشغلها معايا في المصنع اللي كنت شغاله فيه
=المهم ماما اخدتي معها و روحنا نشتغل سوا في مصنع حلويات.. عدت الايام بسرعة
بس كانت تقيلة اوي... لولا وجود ماما مكنتش هقدر استحمها... الحياة من غيرها صعبة و متعبة
عارف لما جالها الفشل الكلوي أنا كنت خايفه اوي و منهارة
قررت اشتغل اكتر من ورديه و بقيت اطبق في الشغل كنت عايزاه احوش فلوس باي شكل لكن ابويا لا رحمني و لا ساب رحمة ربنا تنزل... كان بياخد مرتبي و كل ما احوش حاجة ياخدها... كنت مقهوره و في اي لحظة هنفجر فيهم لكن مش قادرة علشان ماما مش مستحمله
حاولت استلف من عمي لكنه اتخض و خاف على فلوسه و رفض يسلفني.. و أمي ماتت بين ايديا... اه يا سلطان على الوجع اللي حسيت بيه وقتها كنت بموت
اللحظة اللي قررت ابعد عنهم فيها هي لما عرفت ان فيه عريس جاي و عايز يتجوزني و هديهم مبلغ كبير لعمي لانه اصلا من ناحيته وقتها قررت امشي خالص يا سلطان بدل ما ارتكب جريمة قتل...
مكنش معايا الا حق تذكرة القطار مكنش معايا حد بس ربنا كان معايا يا سلطان... وقف لي محسن و ام عبدالله اللي مكنوش عايزين ليا غير كل خير... و قبل ما ايأس عرفت ان ربنا رحيم و مخفتش كملت شغل مع أم عبدالله و رغم التعب بس كنت مرتاحة ان اخيرا حسيت بالأمان... انا بجد كنت حاسة بالامان... بس لما قابلتك و عشت معاك كل اللي عشته عرفت انه كان نصيبي و نصيبي كمان اني حبيتك اوي و معرفتش دا الا لما حسيت اني ممكن اخسرك
سلطان اتنهد و ضمها بقوة رغم احساسه بالالم و ان الجرح بيوجعه لكن مهتمش و كان بيخطط ازاي يعوضها عن كل اللي فات