رواية مكتوب أن أراك الفصل الخامس 5 بقلم شروق فتحي


 رواية مكتوب أن أراك الفصل الخامس 5 بقلم شروق فتحي


بينما عمر بعدما أرسل تلك رساله لشروق، أرسل لباسل رسالة نصية قصيرة تحمل كلمة واحدة ولكنها تحمل في طياتها أكثر مما تقول كلمتها الوحيدة: 
_قربت.
في اليوم التالى تستيقظ شروق ولتجذب الهاتف الذى كان مازال بجوارها لتفتح الهاتف لتجدهُ مازال على نفس تلك الرسالة،لتقرأ رسالة مرة أخرى وكأنها المرة الأولى، لتعاودها تلك الابتسامة، ثم تأخذ نفسًا عميقًا: 
_يارب يكون أحساسي مجرد وهم! 
في الجهة الأخرى عند عمر كان يقف أمام المرأة، يعدل رابطة العنق، وهو يأخذ نفس عميق، وكأن الهواء نفسه يثقل صدرهُ، وعقلهُ يشعر بالحيرة، لتخرج حروفهُ بصعوبة: 
_أتمنى أكون مش أتسرعت! 
ليمسك الهاتف، ويفتح الهاتف على محادثاتها، وهو يتمعن النظر لمحادثاتهم، لتتحرك أصابعهُ بحيرة: 
_عايز أشوفك انهارده يا "شروق"!
لم تمضِ ثواني حتى ظهر أنها رأت الرسالة، وهو ينتظر رسالتها على أحر من جمر، لتمر الثواني عليه وكأنها ساعات، مع تسارع نبضات قلبه، وأخيرًا وصلت رسالة: 
_أنا أستأذنت من بابا...ووافق! 
لترتسم على وجههُ الابتسامة لم يستطع أن يخفيها، ليكتب لها سريعًا: 
_أنا جاي اخدك من البيت...أستعدي! 
أرسل رسالة ولكنهُ شعر أن قلبه يتراقص، ليضرب على جبهتهُ بخفة ،والابتسامة على وجههُ : 
_ايه اللي حصلك يا "عمر"...أنتَ عمرك ما كنت كده!
في الجهة الأخرى عند شروق، كانت قد أخرجت معظم ملابسها كلها من خزانة الملابس وألقتها جميعًا على السرير، شقيقتها وهي تنظر لها بنفاذ صبر: 
_ايه اللي عملتى في مكان ده يا بنتي...كل اللبس ده ومفيش حاجه عاجباكي! 
شروق وهي تركل الأرض بضيق، وتوتر أستطاع أن يحتلها: 
_مش فيهم حاجه كويسه...هعمل ايه؟! لازم أكون أحسن حاجه!
وهي تقف وتقترب من شروق وتضع يدها على كتفيها تبث لها الطمأنينة إلى قلبها: 
_يا حبيبتى هو حبك وأنتِ جايه من شغلك...يعنى وأنتِ في حالة ترثى لها...ليه كل توتر ده؟! 
وهي تبتلع ريقها بتوتر، وتمرر يدها في شعرها: 
_أنا أول مره يحصلي موقف زي ده؛ علشان كده متوتره! 
وهي تختار لها ملابس، وتعطيها لها، بابتسامة تطفو على وجهها: 
_دول هيكونوا جمال أوي...يلا علشان زمانهُ جاي! 
لتاخذ شروق ملابس وتذهب لتبدل ملابسها، بينما قلبها مازال يتقافز بإرتباك وتوتر.
بعدما أرتدت ملابسها، وهي تنظر لشقيقتها بتوتر أجتاحها: 
_شكلي حلو؟!
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
وهي تبتسم لها ابتسامة تملأها الحب: 
_بسم الله ماشاء الله قمر يا روحي...تليفونك بيرن! 
لتنظر شروق لهاتف، وأصابعها ترتجف وهي تحمل الهاتف، ثم تبتلع ريقها بتوتر، لتفتح المكالمة، وهي تأخذ نفسًا عميقًا: 
_أيوه...تمام أنا نازله(لتغلق معه الهاتف، وتعاود النظر لشقيقتها) وصل! 
لتستأذن من والديها وتنزل وكانت خطواتها ثقيلة وكأن قدميها تحولت لصخرًا ضخمًا لا تقدر على تحركيها، حتى رأتهُ ينزل من السيارة، لتشعر بأن قلبها يُسلب بلا مقاومة، لتبلع ريقها وهو يتقدم منها، والابتسامة لا تفارق وجههُ: 
_ايه القمر ده؟! 
لتأتى شقيقتها من خلفها، بمزاحها المعتاد: 
_أنا موجوده...أحترم وجودي حتى(بغمزه) عامله ليكي مفاجأة يا سيدي! 
ليضحك، بمزاح يمتزجه سخرية خفيفة: 
_هي ايه بقى؟! 
وهي تضع يدها في خصرها، بمزاح: 
_مش جايه معاكوا ايه رأيك (ثم تتابع بتحذير لطيف) بس هي دي المره بس...علشان اول مره بس! 
ليقلدها بنفس الطريقة، بنبرة تمتزج بين الامتنان والمزاح: 
_لا بجد...أشكرك على الجميل ده!
 ليذهبوا ليركبوا السيارة، ليهئ عمر السيارة للعمل، ويودع حنين، بينما شروق كانت تشعر بأن حلقها جف من كثرة التوتر، وقلبها مثل ساعة البندول، وهي تضغط على يدها بإرتباك، لينتبه عمر لها، ليبتسم ابتسامة جانبية: 
_ايه يا بنتي...أهدي أنا مش خاطفك! 
لتضغط على شفتيها بتوتر، وهي تبتلع ريقها، ليحاول أن يخرجها من توترها: 
_تحبي نروح مكان محدد؟! 
وهي مازالت تحاول أن تتحاشي النظر اليه: 
_لأ... عادي أختار أنتَ! 
ومازالت الابتسامة لا تفارق وجههُ: 
_خلاص هنروح مكان هيعجبك أوي! 
ليصل عمر إلى مطعم، ولكنهُ كان شديد الجمال، مليئ بالإزهار، مؤلف من طابقين، الطابق الأول يوجود بداخلهُ حمام سباحه، وطابق الثانى يطل على منظر هادئ يخطف الأنفاس، لينظر لها: 
_تحبي نقعد هنا...ولا اللي فوق؟!
لتنظر إلى مكان بتفكير: 
_اللي فوق شكلهُ أجمل! 
ليصعدوا في الطابق الثاني، وليطلب عمر الطعام، كانت تنظر إلى مكان بإنبهار، ليقاطع عمر شرودها، بإبتسامة دافئة: 
_عجبك المكان؟! 
لتنتبه فجأة، وكأنها كانت في عالم آخر، ثم تومئ برأسها بإعجاب:
_جداً...بجد المكان مريح وهادي...وأحلى حاجه فيه إنه مش زحمة!
ضحك بخفة وهو يسند ذقنه على يده:
_أنا قولت لازم المكان يليق بأول خروجة لينا...ده يوم مهم!
لتخفض بصرها بخجل وهي تعبث بكوب المياه أمامها:
_وأنا...مبسوطة إنك اخترت المكان ده!
يسود بينهما صمت خفيف لكنه لم يكن محرجًا، بل مريحًا، ثم همّ عمر بالحديث:
_بصراحة أنا حبيت أتكلم معاك شوية...مش عن شغل ولا أي حاجة...أنا عايزك تعرفيني أكتر...وتسأليني أي حاجة تحبيها...أنا كتاب مفتوح.
لترفع أعينها بتوتر، وتحاول تشجيع نفسها: 
_هو أنا ممكن أسألك سؤال؟! 
ابتسم بتشجيع: 
_ده اللي مستنيه! 
لتحاول تحرير لسانها، من ثقلهُ، ثم نظرت له بتردد بسيط ثم سألت:
_ليه أنا؟! (ثم أكملت سريعًا) يعني...إحنا اتقابلنا مرة واحدة، إيه اللي خليك تاخد خطوة كده؟!
سكت للحظة، ثم قال بهدوء ونبرة صادقة:
_عشان في اللحظة اللي شوفتك فيها، قلبي قاللي "هي دي"...وأنا من النوع اللي لما يحس بحاجة، مبيترددش.
لتبتسم شروق أخيرًا براحة لم تشعر بها منذ أيام، وكأن شيئًا ما طمأن قلبها...
ولكن عمر، وهو ينظر إليها بصمت، لم تكن ابتسامته فقط للفرحة، بل خلفها أمر لم يحن وقته بعد...




                        الفصل السادس من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة