رواية منعطف خطر الفصل الرابع والأربعون 44 بقلم ملك إبراهيم


رواية منعطف خطر الفصل الرابع والأربعون 44
بقلم ملك إبراهيم


قامت ياسمين وقفت قصادها، مش خايفة ولا مترددة، وقالت بنبرة فيها وجع ويقين:
ـ يعني أنا دلوقتي اتأكدت إني كنت غبية لما صدقت جدك وهو بيتهمني إني أنانية..
ولما صدقت خالتك وهي بتقولي إن وجودي في حياة خالد هيضيع مستقبله!

سكتت لحظة، ونظرتها فيها وجع مكبوت، وكملت:
ـ طلعوا بيعملوا كل ده عشان يفرقوا بيني وبين خالد.. وانا كنت غبية وصدقتهم.

كارما بدأت تحس بالقلق…
قوة ياسمين وثباتها كان مفاجأة بالنسبالها، مكانتش متخيلة إنها هتواجهها بالشكل ده!
اتحركت بسرعة ناحية الباب، عايزة تهرب من المواجهة، لكن فجأة صوت ياسمين ناداها بحدة هادية:
ـ كارمااا.

كارما وقفت مكانها متوترة، قلبها بيخبط، وياسمين قربت منها ووقفت قصادها قبل ما تخرج من الشقة.

قالت ياسمين بنبرة هادية بس جواها وجع قديم:
ـ بابا.. زي ما كان بيغلط في اسمك ويناديكي بأسمي… كان بيغلط في اسمي ويناديني بأسـمك.

كارما بصتلها بدهشة، الكلام دخل قلبها بسرعة.

ياسمين كملت، ونبرتها فيها صدق مالوش وصف:
ـ وخالد.. لو كان بيحبك من الأول… عمره ما كان حبني ولا اتجوزني.
خالد راجل بيحافظ على البنت اللي بيحبها… ومش بيتخلى عنها عشان أي حد!

كلامها لمس حاجة جوه كارما، حاجة كانت دايمًا بتحاول تدفنها.

ياسمين هزت راسها وقالت بنبرة فيها وجع ومواجهة صريحة:
ـ بلاش تعشمي نفسك بسراب يا كارما…
إنتي مش قليلة عشان تاخدي بواقي قلب راجل بيحب واحدة غيرك…
وتبقي مستنية الفرصة إنهم يتفرقوا عشان تلاقي لنفسك مكان صغير في قلبه.

الكلمات دي خبطت جوه قلب كارما جامد، حسّت إنها بتتكشف قدام نفسها لأول مرة،
بس مكانش عندها رد…
مقدرتش حتى تنطق.

لفّت بسرعة، وخرجت من الشقة، وقفلت الباب وراها بقوة، وكأنها بتحاول تهرب من نفسها مش من ياسمين.

في الصالة…
ياسمين وقفت مكانها، واتنهدت تنهيدة طويلة كلها حزن ووجع.

زينة رجعت من المطبخ، قربت منها وسألتها بقلق:
ـ هو إيه اللي حصل؟ أنا سيبتكم تتكلموا براحتكم… بس شكلكم كنتوا بتتخانقوا!
أختك خرجت زعلانة!

ردت ياسمين وهي لسه بصه قدامها بشرود:
ـ هتزعل دلوقتي شوية…
بس الأيام هتثبتلها إن كلامي كان صح.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 
تحت العمارة
كارما نزلت وهي بتبكي بمرارة، دموعها كانت نازلة من غير ما تحس، ومش شايفة الطريق من قدامها.

مهاب كان واقف مستنيها في عربيته، أول ما شافها بالحالة دي اتصدم.

نزل بسرعة، جري ناحيتها وسألها بقلق:
ـ في إيه يا كارما؟! إيه اللي حصل؟!

ردت ببكاء مكتوم وهي مش قادرة تبصله:
ـ ياسمين طردتني من شقتها…
أول لما جبت سيرة خالد… لقيتها اتغيرت وقالتلي كلام وحش أوي!

مهاب بص لها بدهشة واستغراب:
ـ وليه ياسمين تعمل كده؟!

كارما كانت بتتكلم وهي بتكتم شهقتها:
ـ أنا مصدومة فيها…
ومش قادرة أتكلم…
يارتني ما كنت جيت، ولا فكرت أصلّح بينهم!

مهاب كان مش فاهم، ومش مستوعب إن ياسمين تتصرف كده.
فتح باب العربية وقالها بهدوء:
ـ طب ممكن تهدي شوية؟
أكيد ياسمين ما كانتش تقصد تطردك ولا تزعلك…
هي يمكن عشان بتمر بظروف صعبة، طريقتها كانت حادة شوية معاكي.

كارما هزّت راسها بالنفي، ودموعها مش بتقف:
ـ لا…
هي كانت قاصدة كل كلمة قالتها…
ومش طايقة أي حد يجيب سيرة خالد، أو يتدخل في صلح بينهم...


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة