رواية طوفان الدرة الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم سعاد محمد سلامه

     

رواية طوفان الدرة الفصل الواحد والثلاثون  
بقلم سعاد محمد سلامه


بالمصنع بمكتب طوفان.. 
نفث دخان سيجارته ثم نظر لـ عزمي الجالس أمامه قائلًا بنبرة حِدة: 
خالي بلغني عن مخالفات كتير فى المصنع بتاع الكيماويات، من وزارة البيئة كمان من الصحة والزراعة، ليه كل المخالفات دي. 

إرتبك عزمي وتعلثم بالرد قائلًا بتبرير: 
مشاكل ايه دي كلها دي مُبالغات كمان...دى أكيد خفايا دفينة وتصفيات حسابات قديمة انت عارف.... 

قاطعه طوفان بتهكم:
تصفيات وخفايا إيه يا خالي،بلاش تدخل نفسك فى مشاكل تقدر تستغني عنها،أنا عارف إن حسام كان بيسهل لك حاجات كتير سواء مع وزارة الزراعة او البيئة قبل كده معرفش كان بياخد مقابل أو لاء،بس كفاية مخالفات يا خالي، المصنع شغال وبيكسب كويس يبقي ليه تدخل نفسك فى مناوشات، غير سمعة العيلة... عدل مواسير الصرف ودخل المخلفات فى حاويات خاصه بها واتخلص منها فى أماكن بعيدة عن الترع والمصارف المائية. 

كاد عزمي ان يتحدث لكن صدح رنين هاتف طوفان، جذبه من على المكتب نظر للشاشة سُرعان ما خفق قلبه وتبسم حين قرأ إسم درة 
نظر نخو عزمي ثم نحو الهاتف وقام بالرد لينتفض بفزع واقفًا

قبل دقائق
على الطريق
هلع قلب دُرة من أصوات الرصاص كذالك بعض الرصاصات التى أصابت أطراف سيارتها 
بتلقائية، نظرت نحو المقعد الخلفي تنظر لصغيرها الذي بكي كأنه فزع من أصوات الرصاص هو الآخر ،شعرت برعب عليه عقلها كأنه توقف للحظات لا تفكر سوا فى بكاء صغيرها... فاقت بسبب رصاصة أصابت صفيح باب السيارة المقابل للمقود... اخفضت رأسها عن الزجاج كذالك أغلقت صمام الأمان الخاص بالسيارة بصعوبه فكت ذلك الحزام الذي كان حول مقعد صغيرها، سحبته الى أرضية السيارة، ثم بيد مُرتعشه جذبت هاتفها بلحظة لم تُفكر سوا بـ طوفان... فتحت الهاتف وقامت بالإتصال عليه، رغم انه لم يغيب بالرد لكن أصوات الرصاص مُفزعة وكل خوفها علر صغيرها... بمجرد ان سمعت صوت طوفان كان صوتها مُرتعبًا: 
طوفان إلحقني... 

إنقطع صوتها للحظة، هلع طوفان بعدما وصل له أصوات الرصاص وسأل بفزع: 
درة إنتِ فين.. إيه أصوات الرصاص دي... 

أجابته وهي تلتقط أنفاسها: 
أنا على الطريق...والرصاص شغال.. نوح معايا فى العربية ألحقنا يا طوفان. 

بفزع حدثها بنبرة أمر: 
درة افقلي العربية  بالسنتر لوك  وأوعي تنزلي من العربية، وإبعدي عن الإزاز. 

بدموع ورجاء حدثته: 
نوح يا طوفان، أنا خايفه أوي... أنا بحبك يا طوفان. 

"انا بحبك يا طوفان" 
يبدوا أن تلك الجملة لا يسمعها الا بوقت الخطر.... 
تنهد يزفر نفسه قائلًا بتطمين زائف: 
درة إهدي أوعي تطلعي من العربية...سيبي الموبايل مفتوح معايا. 

-حاضر. 
قالتها بهلع 
بينما طوفان أخرج هاتف آخر من درج المكتب وغادر مُتجاهلًا سؤال عزمي...
الذي لوهلة لمعت عيناه فيبدوا أن هنالك مصيبة ودرة طرف بها...
بينما أثناء ركض طوفان نحو السيارة قام بإتصال تحدث بلهجة عالية : 
إنتم فين، إيه اللى حصل... وإزاي ده يحصل... إدخل بسرعة أنا جاي فورًا. 

أجابه الآخر بذلك الفخ الذي حدث وأن ذلك الجرار مازال واقفً على الطريق والحرس تركوا السيارة وهم بالطريق نحو سيارة درة. 

صدفة... أو قدر... او كلاهما معًا
كان عائدًا الى المنزل بعدما أكتشف أنه نسي ذلك التقرير الطبي الخاص بحالته الصحية... بسبب ذلك الحادث الخادع الذي تعرض له مؤخرًا فضربة السلاح برأسه تركت جرح غائر قليلًا.... إستلزم عمل آشعة على رأسه... 
فى أثناء عودته وأثناء قيادته للسيارة سمع صوت طلق رصاص... بحدثه كضابط شرطة إستشعر الخطر، أكمل طريقه، بعدما ظن أن يكون ذلك بعُرس أو ما شابه ذلك، تقدم بسيارته حتى تفاجئ بتلك السيارة التي تقف بعرض الطريق تطلق الرصاص على سيارة أخري... توقف مذهولًا حين رأي السيارة الأخري سيارة دُرة... 
بنفس الوقت كانت درة أصبحت هدفُ قريب الوصول بعدما ترجل رجلان من السيارة وتوجها نحو سيارتها يحملان السلاح... 

بنفس الوقت إقترب عناصر من الحراسة يقومون بإطلاق الرصاص التحذيري  عشوائي فى البداية، يحاولون تجنب سيارة درة...
توقف للحظات يُفكر،هو ليس معه سلاح، درة إبنة خاله،بنفس اللحظة تذكر حسام وحكاياته وهيامه بـ درة، وبعض المُقتطفات تمر أمامه 
مدى أمنية حسام أن يمُر الوقت ويجتمع مع درة بمكان واحد وهي زوجته... 
أمنية لم تتحقق، والآن أمامه دُرة محاصرة، بعدما عاد ذلك الرجلان الى السيارة ابتعادًا عن رصاص رجال الحراسه حتى يستكملا مهمتهما دون تلقي رصاص إحتماءًا بالسيارة... 
درة بالمنتصف، حقًا الحراسة تحاول تفادي الرصاص نحوها لكن المجرمين هدفهم سيارة درة التي تلقت وابل من الرصاص،كأنها حرب مُصغرة،ورجال الحراسه هنالك منهم من قد نالته رصاصات...لحظات قبل أن يتحكم ضميره كـ ضابط شرطة...حماية الأبرياء.. لابد ان يتدخل... 
لكن عدم وجود سلاح لديه... لكن ليس ذلك عائق هو مُدرب على مواجهة ذلك، بالفعل ترجل من سيارته... وتسلل بخفة متقنة خلف السيارة المتوقفة، يراقب المشهد بعين صقر لا يطرف.. دُرة كانت لا تزال محاصرة، صوت الرصاص كالمطر الغاضب فوق سطح سيارتها، والزجاج الأمامي لحظات وقد يتناثر كشظايا،
اقترب أكثر، ، يدرس تحركات المجرمين... حتى جاءت الفرصة... أحد المجرمين كان يفرغ مخزن سلاحه بهوس، والآخر يراقب الطريق الخلفي، متيقظ لأي حركة... الفرصة الوحيدة كانت في المباغتة... 
رأى فرع شجرة سميك جاف يُشبه عصا خشبية طويلة مُلقي بجوار الطريق، التقطه دون صوت، يده ترتجف من التوتر لكن عينيه ثابتتين... تحرك كالشبح خلف المسلح الأقرب، وفي لحظة سريعة هجم عليه، وضربه على مؤخرة رأسه بكل ما أوتي من قوة... 
سقط المسلح أرضًا، لم ينتيه زميل المجرم للحظة... لكنها كانت كافية انقض حاتم على السلاح وتدخل،استطاع قنص أحد المجرمين التى بدات قوتهم تضعف بعدما تدخلت قوة من الشرطة بنفس الوقت وصل طوفان هو الآخر ومعه قوة مُسلحة تصارعوا بعنف معهم ...
تمت تصفية المجرمين عدا رئيسهم الذي أصبح شبه وحيدًا خلف مقود السيارة،فكر بالهرب عن طريق إلقاء نفسه بذلك المجرى المائي،لم يُعد أمامه سوا ذلك،سحب سلاح وفتح باب السيارة للحظات غير مُنتبه لـ حاتم الذي لاحظ محاولة تسلل ذلك المجرم فتتبعه فورا،لكن ذلك المجرم لاحظه،بمباغتة آستدار خلفه وأطلق رصاصه إنتبه حاتم باللحظة الأخيرة فابتعد قليلًا،أصابته بشظية بكتفه الايسر...وعاد المجرم يتسلل لكن ... 
السلاح مازال في يد حاتم ... وجهه نحو الجهة الأخرى، وصرخ بنبرة ضابط حقيقي: ارمي سلاحك على الأرض، مفيش قدامه طريق للهروب. 

رن صوته كالرعد، تشتت تركيز المجرم ... فالنهاية أمامه واضحة حتى ذاك المجري المائي ليس آمن
محاصرة رجال الحراسة وذلك الوغد الذي لا يعلم كيف ظهر، كذالك وصول طوفان 
بإستسلام القي السلاح، كان بغرضه أن ينزلق فى مياة المجرى المائي لكن إستقر على طرف بعيد عن مجرد سنتيمترات...وصل أحد رجال الحراسة وتحفظ على المجرم..بحذر أخرج محرمة ورقيه جذب السلاح. 

أما دُرة...وكأن الزمن قد توقف حولها إلا من قلبها الذي ينبض بالخوف والذهول... فقد امتثلت لأمر طوفان وظلت داخل السيارة، تحتضن رأسها بذراعيها، تبكي صامتة وهي تنظر لصغيرها الذي يبكي وهي كأنها مشلولة عن الحركه تخشي أن تجذبه نحوها فيتضرر زجاج السيارة ويصيبه الضرر...لكن توقف الرصاص...رفعت رأسها مازال أثر دخان الرصاص... لكن النجاة جاءت على هيئة شخص... لم تتوقعه... 
حين إقترب حاتم وطرق على زجاج السيارة الأمامي بلا إنتباه انه على لمسه بسبب الشروخ الكثيرة... بالفعل وقع الزجاج، فصرخت دُرة بقوة وهي تضع يديها حول رأسها ... 
إنتبه لها طوفان، الذي ذهب نحوها سريعًا، بينما إعتذر حاتم قائلًا: 
درة ... متخافيش خلاص... 

لم تهدأ درة الأ حين سمعت صوت طوفان ينطق بإسمها،لكن لم تستطيع الحركة تشعر بعجز فى ساقيها حتى فتح طوفان باب السيارة جذبها من مُعصمها،لم تستطيع السيطرة على جسدها لولا إسناده لها للحظات انتبهت لبكاء صغيرها المستمر،بلهفة وقوة واهيه ابتعدت عن طوفان تحاول فتح باب السيارة الخلفي،لكن يديها إرتعشت على مقبض الباب فتح طوفان الباب وجذب الصغير إطمئن عليه وقف جوار درة الذي ضمها هي وصغيرة بصورة عفوية،يلتقط أنفاسه بعد لحظات كان يُصارع خوفً من الفُقدان...لم تستطع درة الوقوف على قدميها،جلست على طرف باب السيارة الخلفي...رفعت رأسها تنظر لـ طوفان الذي يحمل صغيرهما الذي هدأ بكاؤه قليلًا قائلة:
هات نوح يا طوفان.

أعطاه لها بدأ يختفي بكاء الصغير حين ضمته لصدرها،كأن ذلك ما كان يحتاج له وسط ذلك الصخب الدامي حضنها،ظل طوفان واقفً جوارهما...
صورة عفوية وحاتم يرجع للخلف ذهب نحو قائد الشرطة قام بإعطاؤه ذلك السلاحين كـ حِرز...ثم نظر نحو طوفان ودرة منظرهما عفوي...ودليل واضح 
وذكري مواجهة درة له عقب إجهاض جود تطن برأسه
"أنا وطوفان بنحب بعض من وإحنا أطفال صغيرين،اللى فرق بينا" حاتم"،وأنا كنت مجروحة وإتسرعت فكرت إنى برد على وجع جوايا، وصدقت إني ممكن أنسى طوفان... 
بس الحقيقة جرحت مش بس قلبي كمان قلب طوفان،ومستحيل جوازي من حسام كان يكمل وقبل ما يتوفي بيومين طلبت منه الإنفصال،لان مشاعري مكنتش قادرة أعيش وأكمل فى الارتباط ده أكتر، وأضغط على مشاعري أكتر ، قلبي كان متعلق بـ طوفان، وكل يوم كنت بعيشه بعيد عنه... كنت بحس إني زي الغصن المكسور وسط اعصار،أنا لما رجعت للـ المنيا تاني رجعت بسبب طوفان...وأول شخص طلبت مقابلته...كنت عاوزه أواجهه، أصرخ فيه، وأعاتبه، ليه إستسلم وبعد عني... يمكن كنت مستنية نظرة منه ترجعني... 
حتي لما طلبت تتجوزني وافقت قدامه عشان أعانده...لما ضربته بالرصاص،كنت عاوزاه يتوجع قد ما أتوجعت إنه لما مات بابا مفكرش يجي يعزيني وأحس بوجوده جانبي وقتها حسيت وقتها إني لوحدي، والكون كله سابني وبقيت شريدة...
إنت دخلت جود فى دايرة إنتقام بخِسة منك،بس اللى واضح قدامي إنك إنت و جود متساوين فى الوجع يا خسارة يا حاتم...دوق كَسرة القلب...متعرفش إن القسوة والجفا أكتر حاجتين بتكرههم أي ست" 

ندم اليوم أكثر... درة كانت مُحقه... لم تهدأ الا حين سمعت صوت طوفان كأنه ناقوس الأمان لها... رفع وجهه نحو سيارة درة،رأى طوفان يأخذ منها صغيرهما يساعدها أن تنهض لحظات ندم قوية تخترق قلبه مثل بركان ينصهر بغليان، ربما لو لم يخذل قلب جود كان لديه هو الآخر طفل بنفس عُمر ذلك الطفل وحياة أخرى أكثر إستقرارًا وهدوء 
وقف ثابتً رغم إنهيار قلبه ... نظراته مُسلطة على ذلك الطفل، وكذالك طوفان... الذي أخد الطفل من حضن درة كأنه يسترد روحه، 
هذه اللحظة كشفت له حقيقة 
إنه فشل... ليس فقط في الحفاظ على قلب جود، لكن أيضًا فشل في إنه يكون رجلًا بمعنى الكلمة، رجُل يحارب لأستعادة قلب من خذلها.
❈-❈-❈
الأخبار السيئة لا تنتظر كما يقولون 
اشاعات وإشاعات، كلها سيئة والأسوء هو 
إنتظار العودة حتى بعد اتصال طوفان واخباره له انهم بخير

بمنزل طوفان 
كانت وجدان لا تقل قلقًا عن كريمان كذالك جود... 
لكن دخول طوفان يحمل نوح وجواره درة كان بمثابة ...إعادة تنفس بعد اختناق طويل.

تجمدت وجدان مكانها، والدموع تتلألأ في عينيها، لم تستطع النطق، فقط نظرت للصغير بين ذراعي طوفان كأن قلبها قد استعاد نبضه من جديد... 
بينما كريمان فوضعت يدها على صدرها تُحاول السيطرة على دقات قلبها المتسارعة، ثم تقدمت ببطء نحوهم تنظر الى درة وتلك الدماء على ثيابها،ضمتها بقوة،تبسمت درة قائلة:
أنا بخير يا ماما والله،دي جروح صغيرة فى ايدي بسبب إزاز العربية.

رفعت كريمان رأسها تنظر لـ درة ثم عادت تضمها... تبسمت درة لو سابقًا لقالت أن ذلك مبالغة فى المشاعر لكن هي قبل قليل كاد عقلها أن يذهب خوفُ ولم تُفكر سوا بنجاة صغيرها. 
بينما جود ركضت نحو طوفان سائلة بلهفة:. إنتم كويسين. 

أومأ برأسه... ثم ذهب نحو وجدان... التي مدت يديها أخذت نوح منه تنظر له بحنان، وأخيرًا تفوهت: 
الحمدلله قدر ولطف. 

بنفس الوقت دخل باسل يلهث قائلًا: 
درة. 

تبسمت له قائلة: 
أنا بخير شوية جروح صغيرة... واضح ان الحادثه لها صدا واسع معرفش فين اللى أنا ليا مكانه كبيرة أوي كده عنده، ده كان عصابة.

زفر طوفان نفسه هو الآخر لا يعلم سبب لتلك الحادثه فهو ليس له أعداء،أو هكذا كان يظن،والآن عليه معرفة من ذلك العدو الخفي معدوم الأخلاق الذي ينتقم من امرأة وطفل. 

❈-❈-❈
كذالك الخبر وصل الى إبتهاج رغم ضيقها من نجاة درة وطفلها، لكن داخلها تشعر بهدوء، فالأخبار تقول أنه تم تصفية العصابة، إذن هي مازالت مجهولة، لن تتنازل عن ثأرها مع طوفان 
هو حرمها من زوجها ووالدها، الإثنين معًا فقدتهما بوقت واحد والسبب طوفان الذي قدم أوراق إعدامهما الى المحكمة 
سيدفع ثمن ذلها من بعدهما وإضرارها حتى وصل بها الحال ان تُصبح زوجة أحد صِبيان زوجها كي لا تتشرد هي وطفلها الذي لم يكُن أكمل ثلاث سنوات وهي تُخطط لضرب طوفان فى مقتل، انتظرت أن تنتقم مثلما حرمها من زوجها تحرمه من زوجته، إقترابها من عزمي لم يكُن لإحتياجها للعمل  كما ظن، بل كان خطوة نحو الإنتقام، ربما حُرمت من زوجها ووالدها ، لكن باقي خيوط اللعبة بيدها فهي لا تختلف عنهم وأخذت خبرة الإثنين الذي لولا الخداع والتضحية لكانا أصبحا هما أقوي تُجار السلاح لكن تم التضحية بهما وقوعهما كان بدسيسة، عزمي كان آبله وسقط في قبضتها سريعًا... لا تعلم أي نُقطة إستغلت به، لكنه سقط بسهولة... كشف لها جزء من خطوات طوفان، كذالك حكايته عن مدى غرامه بزوجته... لو كانت وصلت اليوم الى هدفها كانت ستختفي وتنتهي من وجوده فى حياتها لا يستحق أن تتخلص منه، يكفيها الطلاق، لكن مازال له أهمية، وعليها تحمل بلاهته. 
❈-❈-❈
بعد مرور يومين. 
صباحً
بمنزل طوفان 
شعر بغصة فى قلبه وهو يرا تلك الاصقات الطبيه حول معصمي درة التى تجلس تحمل صغيرهما الذي رفض الإنصياع والإستسلام رفضًا لصدرها، وبديل عن ذلك أصبح يرغب تلك الزجاجة البلاستيكية... زفرت درة نفسها بأسف قائلة: 
زي عادته اليومين اللى فاتوا، يظهر أتعود عالبيبرونة خلاص. 

ابتسم طوفان قائلًا بمرح: 
إبني طالع ليا بيحب اللى يريح مامته.

نظرت له بسخط قائلة: 
وهي البيبرونه راحه ليا، ده تعب عليا بسبب تجهيزها وبالذات بالليل،بالنهار طنط وجدان أو جود أهو بيهتموا بيه لكن وردية الليل أصعب وردية. 

ضحك طوفان، نظرت له درة بغيظ فازادت ضحكته وهو يأخذه منها يُقبله قائلًا بغمز وعتاب مرح :
ليه غاوي تعب لـ ماما...

ثم همس:
أيوه كده خد بتاري منها.

لم تسمع درة ذلك،نهضت قائلة:
طالما ساكت معاك هاخدلي دُش سريع وأغير هدومي،عندي ميعاد مع سمسار عشان الشقة اللى هعمل فيها مركز البصريات...

توقفت ثم تنهدت بأسف:
للآسف الموضوع ده اتأخر كتير.

ابتسم طوفان قائلًا:
ومالك بتبص لى كده ليه أنا مالي.

زفرت نفسها قائلة:
الجواز والخِلفة عطلوني كتير،مكنش كل ده فى تخطيطي.

ضحك طوفان وهو يقترب منها قائلًا بوقاحة:
وأنا كنت غصبتك إنتِ اللى دايمًا مُتسرعة و...

توقف للحظة ثم عمدًا همس بأذنها ببعض الكلمات التي لو تركته يستكمل لن تتحرك من أمامه بل ستلتصق به،لكن نفضت تأثيره وهمسه الناعم قائلة بتعسُف:
خُد إبنك وإطلع من الاوضة يا طوفان.

ضحك طوفان وكاد يشاغبها لكن رنين هاتفها منعه...سحبت هاتفها،نظرت له ثم لـ طوفان قائلة:
دي رسالة من شركة الاتصالات.

ابتسم طوفان قائلًا: 
بلاش تتأخري بره البيت يا درة أرجع المسا تكوني فى الدار مستنياني ومسربة نوح. 

ضحكت قائلة: 
وأسربه ليه. 

ضحك قائلًا: 
عشان أستفرد بـ مامته ليا لوحدي، يمكن تحمل مرة تانيه ويقولوا حملت من الخضة. 

ضحكت درة قائلة: 
لا خلاص الخضة عدت وحمل تاني دلوقتي مستحيل... عاوزه انتبه لمستقبلي العملي شوية. 

ضحك طوفان قائلًا: 
لما أرجع المسا هنشوف.

تبسمت درة بدلال وتركته مع نوح الذي شاغبه قليلًا حتى صدح هاتفه،أخرج الهاتف من جيبه،إستغرب ذلك الرقم قام بالرد سمع حديث قليل،بنفس الوقت خرجت درة من الحمام وبمجرد أن رأها قطب فى الحديث قائلًا:
تمام الساعه حداشر هكون عندك.

اغلق الهاتف،نظرت له درة وقبل أن تتحدث بفضول تهرب قائلًا:
هاخد طوفان وأنزل على ما تسرحي شعرك وتلبسي هدومك...

اتبع ذلك بمزح وقح كيف يصرف فضولها:.
عشان لو فضلت هنا فى الاوضة هندخل نستحمي إحنا الأتنين.

زغرت له فضحك،وضع قُبله على إحد وجنتيها قائلًا:
بلاش زغر عالصبح.

غادر هو والصغير،بينما تنهدت درة تشعر بأن هنالك خطبِ ما من خلف ذاك الإتصال،لكن نفضت ذلك بسبب الوقت. 

❈-❈-❈
بالنيابة 
استقبل النائب طوفان مُصافحً وتبسم قائلًا: 
مواعيدك مظبوطة واضح إن مازال شغلك السابق كـ وكيل نيابه مأثر عليك.

ضحك طوفان،بينما عاود النائب حديثه قائلًا:
أنا الصبح اتصلت عليه واديتك نبذة عن سبب اتصالي عليك. 

أومأ طوفان رأسه قائلًا:
أيوة،وأنا بصراحة مُندهش،بس أكيد فى نقطة مفقودة تفسيرها عند المجرم اللى اتمسك.

واقفه وكيل النيابه قائلًا:
مش أنا اللى كنت وكيل النيابة هنا أثناء التحقيق فى قضية القتل دي،بس عرفت إنك كنت موجود بشكل واضح،وكإستثناء مني،هتقوم معايا بالتحقيق مع المجرم ده.

أومأ طوفان مُرحبً

بعد دقائق دلف احد العساكر ومعه ذلك المجرم،الذي نظر نحو طوفان بإستبياع...

تحدث النائب أولًا:
دلوقتي المحامي بتاعك موجود هنا فى المكتب يعني حِجة مش هتكلم قدام المحامي بتاعي بتاعتك بطلت.

صمت المجرم ينظر نحو محاميه الخاص...أومأ له برأسه...

بينما تحدث طوفان قائلًا بحِنكة... كمُحقق سابق:
كل المجرمين اللى كانوا معاك فى عملية الإغتيال إتصفوا، مفضلش غيرك. 

قاطعه المجرم ببجاحة: 
ربنا يرحمهم ويرحمنا جميعً. 

تنهد طوفان وأبتلع سخافة المجرم الذي يبدوا أنه ليس المرة الاولى له، يقين أنه هو كان رئيس هؤلاء الاوغاد... 
تفوه بهدوء: 
السلاح اللى كان فى أيدك وقت ما إتقبض عليك، جبته منين. 

تهكم المجرم قائلًا بسخافة: 
إشتريته من السوبر ماركت، حتى كانوا عاملين عرض خُد واحد والتاني هدية. 

نظر طوفان والنائب لبعضهما بضيق، لكن عاود طوفان السؤال: 
من مصلحتك تقول مكان السوبر ماركت ده. 

تهكم المجرم قائلًا: 
إنت بتحقق معايا بصفتك إيه. 

تحدث النائب بأمر ومنع المحامي من الاعتراض قائلًا: 
من مصلحتك تتكلم وترد على أي سؤال يتوجه لك باحترام ومصداقيه. 

نظر له طوفان قائلًا: 
جبت السلاح منين. 

صمت المجرم.. فتفوه طوفان بتوضح صعق المجرم: 

السلاح ده اتقتل بيه اتنين قبل كده، بسخافتك فى الإجابه على سؤالي بتضمن لنفسك إعدام... قول السلاح ده وصلك إزاي. 
❈-❈-❈

أمام أحد المشافي
بسبب عدم الإهتمام بتلك الإصابة بكتفه نزف، هاتف الطيب الذي سبق وضمد له الجرح، وقام بالقدوم الى المشفي لمداواة ذلك الجرح... 
لم يعلم بمن قد يقابلها اليوم

صدفة قدرية دون تخطيط 
ترجل من سيارته 
لكن توقف حين إقتربت تلك السيارة الاخرى كي يُفصح مجال لها للوقوف،
إتسعت عيناه وشعر بخفقان زائد حين رأي تلك التي قامت بركن السيارة وترجلت منها كانت كعادتها تبتسم،لكن إختفت البسمة وعبث وجها حين تقابلت عينيها مع حاتم الذي همس قلبه بأسمها
"جود" 


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة