رواية بعينيك أسير الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شهد الشورى


رواية بعينيك أسير الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شهد الشورى



بينما الجميع منشغلون بحالهم لم يشعر أحد بأختفاء ميان حيث كانت لينا ترافق عمار طوال اليوم كذلك همس التي تجلس بعيداً عن الجميع وكارم معها طوال اليوم كظلها لم يفارقها

كانت ميان تصرخ على سفيان :
بقولك رجعني للبر حالاً كفاية لعب عيال لحد كده

رد عليها سفيان بتصميم :
قولتلك نتكلم الأول

صرخت عليه بغضب :
مش عايزة اتزفت هتنطق تقول ايه وانا هرد عليك أقول ايه هتقولي بحبك وندمان هرد عليك واقولك ملعون ابو ده حب مش عايزاه

رد عليها بصراخ مماثل :
ليه مش عايزة تحاولي يا ميان انا وانتي كنا ضحية ليهم ، ليه منحاولش تاني مع بعض

ثم تابع بنبرة لينة يرجوها :
أنا بحبك وعندي استعداد أفضل وراكي العمر كله بس عنيكي ترجع تبصلي زي ما كانت الأول ، نفسي أرجع أشوف نظراتك ليا زمان بدل الكره اللي شايفه فيهم دلوقتي

ردت عليه ميان باحتقار :
كنت حاولت انت الأول لما أنا كنت بعمل اللي انت بتقوله ده، كان قلة كرامة بالنسبة ليك لكن دلوقتي انت بتعمله عشان بتحبني زي ما بتقول

نظرت له لأعلى ثم لأسفل بقرف ثم رددت بتهكم :
بتحلل لنفسك وبتحرم الحاجة لغيرك بتسميها بالمسمى اللي يعجبك عشان دلوقتي عيشت وجربت اللي انا عيشته ومريت بيه

رد عليها سفيان بحدة و ألم :
هنفضل في الموال ده لحد امتى انا غلطت متنيل على عيني عارف بس كل غلط كنت بغلطه في حقك كان من وجعي منك ، كل ما كنت بكون موجع وانا بفتكر منظرك في حضن غيري كنت بوجعك اكتر

اشاحت بوجهها بعيداً بسخرية فأدار وجهه له سرعان ما نفضت يده عنها بعنف فتابع بحزن :
غلطت واستاهل ضرب الجزمة بس اللي مريت بيه مش سهل خالص يا ميان اللي دمر حياتي المفروض انها أمي ومراتي اكتر اتنين المفروض يخافوا عليا طعنوني في ضهري

ردت عليه بسخرية و هي نصفق له ببرود :
يا حرام و انت فاكر انك كده هتصعب عليا واقول اه ده اللي حصله صعب.....لأ الكلام ده كان زمان

ثم تابعت بغضب :
ما تيجي كده نعد مع بعض غلطاتك قد ايه

تنهد بحزن فدفعته بظهر يدها بصدره مرددة بغضب:
بعدت زمان و سبتني في وقت كنت فيه كل حاجة بالنسبة ليا واترجيتك يومها ما تسبنيش وسبتني

عادت تضربه بصدره مرة أخرى مرددة بحدة :
بعدت سنين ووجعتني، خالفت العهد اللي كان بينا واتجوزت، كلامك السم اللي كنت بتفضل ترمي عليا بيه

عادت وسددت له ضربة أخرى بصدره بيداها الاثنتان مرددة بغضب أكبر :
اتهامك ليا في شرفي، حاجات كتير اوي عملتها و ختمتها بالكبيرة

رد عليها بأعين دامعة محتقراً نفسه :
اتظلمت وانتي كمان اتظلمتي لحد امتى هنفضل في الدوامة دي كل اللي طالبة منك فرصة اعوضك عن كل اللي عملته، انا محتاجلك وانتي كمان محتاجة ليا يا ميان يبقى ليه البعد

ردت عليه بحدة :
لأ لحظة بس أتكلم عن نفسك انت رصيدك عندي خلص خالص واللي لازم تعرفه اني عمري ما هحتاجلك لا دلوقتي ولا بعدين.....ده انت البعد عنك مكسب 

ثم تابعت بقسوة :
أصلاً مين في حياتها تحب تقرب من واحد زيك، يأما واحدة غبية ، يأما عايزاك بنك زي مراتك اللي غفلتك

ثم تابعت بسخرية مريرة :
للأسف انا في يوم من الأيام كنت الغبية بس فوقت بس بعد فوات الاوان

توسلها قائلاً برجاء :
ميان الله يخليكي......

زفرت بضيق وقالت بنفاذ صبر :
مش هنخلص بقى من التلزيقظ...ايه مش سامع بقولك مش عايزاك مش طيقاك اغنيهالك مثلاً يمكن تفهم

صرخ عليها بغضب :
كفاية بقى بطلي تتعاملي بالطريقة دي انتي مش كده ، لا كنتي و لا عمرك هتكوني كده

سخرت من حديثه قائلة :
لا انا كده وبعدين ايه اللي يخليك مصدق اني بريئة انت اللي سمعته من كاميليا و نرمين يبرأني اه لكن مين قالك اني مكنتش ماشية مع كل واحد شوية أصل انت هتعرف منين وهما هيعرفوا منين

صرخ عليها بغضب و هو يمسك بكتفيها بقوة :
مياان

دفعت يده بعيداً عنها بقرف قائلة بغضب :
ابعد ايدك عني اياك ايدك تلمسني ، انت فاهم اياك

ركلت الأرض بقدمها قائلة بغضب كبير :
أرجع بالزفتة دي حالاً !!
.......
في منتصف الليل ما ان عادت لينا و همس للجناح الخاص ليتفاجئوا بعدم وجود ميان سألتها همس :
لينا مشوفتيش ميان انهاردة

نفت لينا برأسها و غادرت الغرفة لكي تبحث عنها لتتقابل مع عمار فأخبرته ان ميان مختفية، فاخرج هاتفه يتصل بها ليتفاجأ بهمس تقترب منهما والهاتف بيدها قائلة بقلق :
نسيته في الاوضة ، انا كنت فاكراها معاكم !!

رددت لينا بلوم لنفسها وقلق :
انا فكرتها معاكي الصبح طلعت من الاوضة وهي كانت نايمة !!!

اقترب منهما كارم وفارس حيث كان الاثنان يتوجهان لغرفتهما، فسألهم كارم بتعجب :
مالكم في ايه !!!

رددت لينا بقلق :
مش لاقين ميان، محدش شافها من الصبح وكمان ناسية تليفونها في الاوضة

ردد فارس بقلق :
كانت معايا الصبح على البحر بعدها سابتني ومشيت ممكن تكون قاعدة هناك

انهى حديثه ثم ركض لهناك بحث الجميع عنها على الشاطيء بأكمله لكن لا أثر لها سأل فارس الاستقبال ان كانت غادرت ام لا لكنهم نفوا ذلك

تفاجأ الجميع بها تنزل من القارب الذي اقترب من الشاطيء بوجه غاضب برفقة سفيان الذي ينظر لها بحزن كبير

اقتربت منها لينا قائلة بقلق وهي تتظر لسفيان باحتقار :
ميان كنتي فين قلقتينا عليكي

لم ترد عليها ميان بل تابعت سيرها نحو غرفتها فسألتها همس :
رايحة فين طيب

ردت عليها بغضب :
في داهية

اقتربت لينا من سفيان وقالت بغضب :
عملتلها ايه، انت لسه ليك عين اصلا تكلمها او توريلينا وشك عايز منها ايه تاني مش كفاية اللي عاشته بسببك، انا عمري ما شوفت حد بالبجاحة دي !!

اقترب عمار منها قائلاً بحدة :
بس يا لينا

نقلت نظراتها بينه وبين سفيان ثم غادرت وخلفها همس التي عاتبتها ما ان ابتعدوا :
لينا انتي الذات مينفعش توجهي اي كلمة لسفيان لأنك مرات اخوه اللي هيبقى صعب عليه مهما كان يقف يسمع اهانة اخوه بودانه كده و يسكت

اومأت لها لينا بصمت والاثنان ركضوا خلف ميان تاركين الاربعة شباب يتبادلون النظرات بصمت من بينهم فارس الذي أخذ صدره يعلو و يهبط بانفعال مكوراً قبضة يده بغضب كبير وغيرة لم يسبق ان شعر بها !!!!!

نظر له سفيان بغضب مماثل وهيئتها وهو فوقها في الصباح لا تذهب من باله، فاقترب منه مردداً بغضب و تهديد صريح بجانب اذنه :
اشتري نفسك وابعد عنها ، قسماً بالله لو لمحتك جنبها بس لأندمك

سخر منه فارس قائلاً بغضب و تحدي :
طب أبدأ ندمني....عشان مش ناوي أبعد !!!

لكمه سفيان بغضب فأرتد الآخر على اثرها للخلف سرعان ما اعتدل و رد له اللكمة باقوى، اقترب عمار يفصل بينهما كذلك كارم الذي قبض بيده على مقدمة ثيابه قائلاً بقوة :
الزم حدك بقى عشان أنا اصلا مش طايقك و لا حد هنا طايقك، الايد اللي تترفع على ابن عمي تتكسر لولا انك اخو عمار قسماً بالله لكنت دفعتك التمن غالي الايام اللي هتشرفنا فيها هنا تقعد باحترامك وإلا هنسى انك اخوه و دانت مين وهعاملك بطريقة متحبش ابداً انك تعرفها !!

قال ما قال ثم سحب فارس عنوة و دغادر تاركاً كلاً من سفيان و عمار وحدهما، وما ان تأكد عمار انهما وحدهما صرخ على سفيان بضيق و حدة :
جيت ليه يا سفيان ، جيت تعمل مشاكل و خلاص ميان وقالتلك مش عايزاك ، أبعد عنها بقى سيبها تاخد نفسها و تفوق من اللي مرت بيه.... حتى ده مش عايزاها تعمله لازم تدمر كل لحظة في حياتها

تنهد بضيق ثم تابع :
انت عارف ان احنا بصعوبة اقناعناها تيجي تبعد شوية و تغير جو تقوم انت جاي ورانا و تدمر كل حاجة، أصلاً زمانهم كلهم فاكرين ان انا اللي قولتلك تيجي.... افهم بقى يا سفيان انت قطعت كل الطرق اللي ممكن تجمعك بميان و بأيدك

رد عليه سفيان بسخرية مريرة :
شايفك اتخليت عن اخوك يا عمار

ردد عمار بحزن :
متخلتش بس انت مسبتش خيار ليا تاني بعد اللي عملته ياما كلنا نصحناك بس ما سمعتش مننا ، ميان كانت جنبي في اكتر فترة صعبة في حياتي ومتخلتش عني و كمان دي اختي ولما بقول كلمة اختي بسأل نفسي طالما هي اختي ازاي هرضى بيك ليها بعد اللي حصلها منك، انتوا الاتنين اخواتي مش عارف اقف مع مين بس اللي اعرفه اني مش مع الغلط يا سفيان، و قبل ما تلومني افتكر ان انت بأيدك وصلتنا لكده

قال ما قال ثم غادر من امامه و تركه للندم الذي ما ان علم بالحقيقة ينهش قلبه كل لحظة !!
......
باليوم التالي حسم فارس امره و ذهب للجناح الخاص بالفتيات، طرق الباب، مرت دقيقة و كانت ميان تفتح الباب تسأله بهدوء :
في حاجة يا دكتور فارس !!

اومأ لها قائلاً بهدوء :
لو ينفع عايز اتكلم معاكي شوية

اومأت له بنعم فردد بهدوء :
طب اجهزي و انا هستناكي هنا

رددت بهدوء و هي تدخل للداخل :
انا جاهزة هجيب بس تليفوني

اومأ لها بنعم دقائق قليلة وكان يجلس برفقتها على الشاطيء، تنهد بعمق ثم قال ببعض التوتر :
انا مش هلف و ادور عليك

صمت للحظات ثم سألها فجأة وبدون مقدمات :
تتجوزيني يا ميان !!!

نظرت له بصدمة وقالت بزهول :
ايه !!

كرر عليها طلبه مضيفاً إلى حديثه :
انا كنت عايز افاتح والدك بس قولت اسمع رأيك الأول قبل ما اكلمه ا.......

قاطعته بسؤالها :
ليه انا ؟

رد عليها بهدوء و بعض التوتر :
عشان شايفك مناسبة ليا، تقدري تقولي اللي بحسه ناحيتك اكتر من اعجاب في حاجة بتشدني ليكي يوم عن التاني، حاسك ليا.....وتخصيني يا ميان !!

نظرت له بصدمة ثم وقفت لتغادر....فسألها بهدوء  :
موافقة و لا رافضة !!

تنهدت ثم ردت عليه بحيرة وعقلها يفكر بشيء واحد فقط :
هفكر و هرد عليك !!

بعد ان غادرت اقترب منه كارم قائلاً :
كلمتها خلاص

اومأ له بصمت فعاد الاخر يسأله :
قالتلك ايه

تنهد فارس قائلاً بهدوء :
هتفكر و ترد عليا

ابتسم كارم بزاوية شفتيه متمتماً :
انا عارف ردها هيكون ايه !!

نظر له فارس بتعجب فتابع الآخر حديثه :
هتوافق عليك

سأله فارس بزهول :
عرفت منين !!!

تنهد كارم بعمق ثم قال :
مجروحة و عايزة تنتقم من اللي جرحها، عايزة ترد ليه كل اللي عمله فيها وانت هتكون الرد

سأله فارس بتوتر :
قصدك ايه

رد عليه كارم بجدية :
قصدي انك لو كملت في الموضوع ده يا فارس هتتوجع، انت رايح تطلب ايدها في وقت هي لسه طالعة فيه من تجربة وحشة جداً والانتقام هو اللي مسيطر على كل تفكيرها، ودلوقتي هي مش بتفكر في استقرار وبيت وعيلة زي ما انت متخيل

صمت للحظات ثم استأنف حديثه :
هتوافق عشان تنتقم من سفيان بيك !!

صمت فارس و تحاشى النظر له فتابع كارم :
انت أصلاً عارف كده من الأول بس عملت نفسك عبيط، انت حاببها يا فارس وعايزها عشان كده عملت نفسك اعمى عن كل الحاجات دي

ردد فارس بأمل :
عندي أمل اني اقدر انسيها اللي حصل ويكون ليا فرصة معاها ، كل يوم بيعدي يا كارم بحس اني مشدود ليها اكتر عن اليوم اللي قبله ، الموضوع ده في بالي بقالي فترة بقول دايما استنى اتاكد الأول من رغبتي في اني اتجوزها، بس كل ما الوقت يمر احس بنفس الشعور و نفس الرغبة اني اكمل لاني شايف انها تستاهل

رد عليه كارم بابتسامة صغيرة :
على فكرة كلامي مش معناه اني بكرها او شايفها مش مناسبة ليك او وحشة ، بالعكس دي بنت بمية راجل ، كفاية الوقفة اللي وقفتها مع عمار في محنته في كمان مواقف كتير كانت جدعة فيها همس كانت بتحكيلي عنها 

قام بوضع يده على كتف فارس مردداً برفق :
انا بس بفهمك انت داخل على ايه لازم تقدر حالتها و تمشي معاها خطوة خطوة و لو اتجوزتوا هي مش هتكون جاهزة تقوم بواجبتها ناحيتك الموضوع هيكون صعب عليها انت فاهمني

ردد فارس بتصميم :
هستنى ، هي تستاهل اني احاول !!
.........
يومان مروا عليهم بتلك الرحلة كانت ميان تتحاشى الالتقاء بفارس تماماً بينما كارم لم يفارق همس للحظة وعمار ولينا بعالم آخر يبقى معها منذ بداية اليوم حتى نهايته بينما سفيان عاد للاسكندرية باليوم التالي من شجاره مع كارم و فارس

قبل العودة بيوم جاء الرد من ميان بالقبول شعور بالارتياح و السعادة غمر قلبه سرعان ما ذهب لوالديه يخبرهم برغبته بالزواج منها و لم يجد اعتراض منهم ابداً بل شجعه الجميع على تلك الخطوة فقد كانت والدته تنتظر تلك اللحظة منذ سنوات !!
.......
زفرت همس بضيق و نفاذ صبر من كارم الذي ما انهت طعام الافطار جذبها عنوة لمكان مجهول فقد كان يغطي عيناها بقماشة سوداء

ابتسم عليها و هو يناظرها بهيام يمسك يدها و يمشي بحذر مردداً :
دقيقتين و هنوصل !!

زفرت بضيق، فهي طوال حياتها تكره المفاجأت وما ان وصل بها ردد بابتسامة :
هشيلها بس ما تفتحيش علطول

اومأت له قائلة بنفاذ صبر :
ماشي يلا بسرعة بقى

ازال القماشة عن عيناها ثم قال بأبتسامة :
فتحي

فتحت عيناها ببطئ و نظرت حولها ثم قالت بسعادة وهي تتأمل المكان حولها والذي لم يمكن سوا حلبة ملاكمة و المكان خالي تماماً !!

كم تعشق هي تلك الرياضهدة منذ صغرها فسألته بسعادة :
ده بجد !!!

اومأ لها قائلاً بابتسامة وهو يرمي عليها احد قفازات الملاكمة ذات اللون الأسود :
بقالك قد ايه ما اتدربتيش يا دكتورة ، شكلك نسيتي ازاي تلعبي

نظرت له بتحدي وقالت بحماس :
مش همس اللي تنسى وبينا الماتش ده ونشوف مين اللي هيكسب....واللي أكيد انا طبعًا

ضحك ثم اومأ لها و دخل احد الغرف و ارتدى ملابس رياضية ، وهي نفس الشيء و جمعت خصلات شعرها بعشوائية ثم ارتدت القفازات و توقفت أمامه على حلبة الملاكمة تنظر له بتحدي و حماس بينما كارم كان سعيدًا لسعادتها و قد شعر بالارتياح كون مفاجأته ادخلت السرور على قلبها و لو قليلاً

سألته بتحدي و ابتسامة جميلة سحرته :
جاهز للخسارة يا حضرة الظابط

ردد كارم بتحدي هو الأخر :
المهم انتي تكون مستعدة ليها، اصل محسوبك مابيقبلش الخساره ابدًا

ردت عليه بتحدي :
هنشوف....واحد...اتنين....تلاتة !!!

بدأ التحدي بين الاثنان بحماس شديد حتى أن همس نست كل شئ كأنت سعيدة جدًا، رفعت يدها لكي تلكمه لكنه تفاداها بمهارة مردداً بابتسامة مشاكساً اياها :
اعترفي انك متقدريش تكسبيني يا قطة

ردت عليه همس بغيظ :
ما بلاش الثقة الزايدة دي مش حلوة

ضحك بقوة قائلاً بتحدي :
مالك بس متغاظة كده ليه ، اهدي ليطقلك عرق

نظرت له بغيظ و بلحظة وضعت قدمها بين قدميه 
فتعركل بها و سقط ارضاً اقتربت منه قائلة بابتسامة :
مش قولتلك الثقة الزايدة ما بتبقاش حلوة

ابتسم بخبث ثم بلحظة جذبها ارضًا لتصبح اسفله و هو أعلاها يضع يده بجانب رأسها اقترب من اذنها مردداً بمكر :
مش كارم الحسيني.....اللي يخسر

نظرت له بغيظ وخجل في نفس الوقت من قربه، أما هو فكان ينظر إلى عينيها وهو هائم بجمالها، عيناها التي تجذبه إليها دائمًا دون شعور.... اقترب منها وهو مغيب تمامًا، يريد أن يلثم وجنتها التي تلونت باللون الأحمر القاني من الخجل، لكنها دفعته قبل أن يفعل ذلك مرددة بحرج وتوتر :
اتأخرنا ولازم نمشي بقى

أومأ لها بحرج هو الآخر ثم قال وهو يشير إلى غرفة الملابس:
تمام، غيري هدومك يلا عشان نمشي

ركضت سريعًا إلى غرفة الملابس فالجو أصبح مشحونًا بالتوتر، أبدلت ثيابها، وكذلك هو، ثم خرجت له قائلة :
يلا، أنا جاهزة

ردد كارم بمرح حتى يخفف من التوتر بينهما بسبب خطأ كان سيرتكبه عندما تغيب عقله للحظات :
يلا، وعازمك على الغدا يا ستي، عدي الجمايل

ضحكت بخفوت قائلة بمرح مماثل:
لا أنا اللي هعزم

ردد كارم بتصميم :
لأ، أنا، ويلا، انتي مش ماشية مع سوسن يا أختي

تمتمت همس بمرح :
تمام، يلا يا سوسن... قصدي يا كارم

نظر لها بغيظ، فضحكت عليه بقوة، خرجوا من المكان متجهين إلى الفندق، والسعادة تغمر قلب كارم لرؤيتها مبتسمة وسعيدة
.......
دخل للمقابر و هو يمسك بيده باقة ورد ثم جلس ارضًا بعد ان وضعها على قبر منقوش عليه " هنا قبر المغفور له بأذن الله مروان رأفت سالم القاضي "

تنهد سفيان قائلاً بحزن :
وحشتني يا صاحبي عارف ان الزيارة دي جت متأخر اوي و اكيد انت مش طايق تشوف وشي

أخفض وجهه بخزى وخجل من نفسه ثم قال:
انا منفعش ابقى صاحب ولا حتى حبيب بِعدت عنك قبل ما تموت وما ودعتكش حتى وماوقفتش على كده لأ ده انا دمرت اكتر حاجة كنت بتحبها في حياتك

انسابت دموعه مردداً بألم و ندم :
ميان....ميان اللي كنت بتغير عليها مني، ميان اللي كنت دايما بتوصتني عليها من واحنا صغيرين وانا ماحفظتش عليها و ضيعتها من ايدي...ياريتك كنت هنا دلوقتي يمكن كنت تنصحني و تقولي اعمل ايه

ضحك بخفوت ثم قال بمرح باهت :
طبعًا مكنتش هتهدي النفوس وكنت هتخليها تبعد عني غصب كمان، ما انا عارفك غيور اوي خصوصاً عليها بالذا

تلمس قبره بيده مردداً بحنين :
ياريت الايام دي ترجع و كنا نفضل صغيرين، كل ما بنكبر هموم الدنيا بتكبر اكتر.....واكتر

ثم تابع بندم :
انا ضيعت ميان من ايدي ، حاسس اني تايه وضايع الندم و الوجع بينهش في قلبي و ندمي بيزيد اكتر لأني السبب في كده انا اللي بأيدي دمرت حياتي أذيت الوحيدة اللي حبتني و حبيتها الكل كان عنده حق و انا الوحيد اللي كنت غبي

مسح دموعه التي تغرق وجهه مردداً بتصميم :
اوعدك اني هفضل وراها لحد ما تسامحني ، وهرجعها احسن من الأول و عمري ما هزعلها هخليها تسامحني، بس المرة دي هحافظ عليها ومستحيل اسيبها تضيع من ايدي تاني ولو على موتي عمري ما هبقى سبب في وجع تاني ليها يا مروان !!

توقف ثم رفع يده يقرأ له الفاتحة ثم ردد بابتسامة صغيرة حزينة :
الله يرحمك يا صاحبي
.......
"أنا يشرفني اطلب ايد بنت حضرتك" قالها فارس لرأفت الذي فقد ذهب إليه مباشرة ما ان عادوا من السفر

تنهد رأفت ثم سأله بهدوء :
ليه بنتي !!!

ابتسم فارس بخفوت لقد سأل نفس سؤال ابنته، فتنهد ثم رد عليه بهدوء :
لو قولت ان اللي بحسه ناحيتها اكتر من اعجاب واني شايفها مناسبة ليا وحاسس دايما أنها مسؤولة مني، حضرتك هتصدفني

ابتسم رأفت بزاوية شفتيه قائلاً :
ليه ما اصدقكش

رد عليه فارس بهدوء :
يعني بعد التجربة اللي مرت بيها أكيد حضرتك هتكون حريص في موافقتك على اي حد يتقدم ليها بعد كده

تنهد رأفت قائلاً بعد ان التف ليجلس على المقعد أمام فارس :
شوف يا بني انا نظرتي عمرها ما خابت، في يوم من الأيام حصل موقف من سفيان ساعتها عرفت بعده انه مش ده اللي اسلمه بنتي واطمن عليها معاه وكل ما السنين تمر اتأكد انه هيكون وجع بنتي في الدنيا....ظمش سعادتها

ثم تابع بحزن والآخر يستمع له باهتمام :
يوم ما اتجوز زمان قبلها حمدت ربنا وقولت خلاص هيطلع من حياة بنتي

تنهد متابعاً بحزن :
بس للأسف ماحصلش كده بنتي اتوجعت اكتر، مشكلة ميان انها لما بتحب بتحب اوي بتفضل تحط اعذار وحجج تبرر بيها غلط اللي بتحبهم رغم ان ده أكبر غلط، اي حد ممكن يعمله، اللي قدامك طالما عارف ان ده هيوجعك وعمله يبقى انت هنت عليه مرة وهتهون عليه بعدين واعذارك ملهاش فايدة

ثم ابتسم قائلاً بصراحة :
نظرتي ليك من قبل ما اعرفك في المستشفى، يوم الحادثة اللي حصلت ليها، انك محترم وجدع، يعني اللي عرفته من همس انك قابلت بنتي قبلها مرتين بس تقريباً ومع ذلك وقفت جنبها طول ما كانت في المستشفى ولحد ماخرجت ، غير كده انت كنت معايا صريح عكسه تماماً، يوم ما جالي  هنا يطلب ايدها كان بيلعب بالكلام مكنش صريح معايا زي ما انت بتتكلم دلوقتي

تنهد رأفت ثم تابع بحزن :
ميان مكنتش عايزة تكمل او تكون على ذمته بس عملت كده مجبورة وتحت ضغط ويوم ما حبت تبعد غدروا وعملوا اللي يخليها تنجبر تكمل في الجوازة دي، انا عارف انك مش فاهم معظم كلامي، بس هعرفك كل حاجة في وقتها

سأله فارس بابتسامة :
يعني حضرتك موافق

رد له نفس الابتسامة قائلاً :
موافقتي لوحدي مش كفاية لسه هي !!!
.......
"اشمعنا وافقت على فارس علطول" قالتها عليا لرأفت ما ان أخبرها بطلب فارس، بالإضافة لموافقة ميان التي تعجبت منها

ابتسم رأفت قائلاً :
بذمتك انتي كمان ما فرحتيش من طلبه ومن موافقة بنتك عليه !!

اومأت له بنعم وقالت :
أكيد فرحت بس مستغربة موافقتك علطول

رد عليها بهدوء :
أهله كويسين ومحترمين جدا سألت عاصم بما أنه على علاقة بيهم من زمان ونفس الكلام اللي الناس قالوه هو قاله ، غير كده محترم يا عليا كفاية وقفته جنبنا الفترة اللي فاتت انا نظرتي متخيبش ابداً

رددت عليا بصدق :
الصراحة الولد مؤدب جداً، بس انا مستغربة بردو موافقة بنتك علطول كده !!

صمت رأفت و هو يعلم تمام العلم ما تفكر به ابنته ابتسم وهو يتذكر شيئاً ما يتمنى ان ينجح حقاً !!
.......
في اليوم التالي استيقظت سيلين في الصباح، تشعر بكسل شديد ورغبة ملحة للنوم مرة أخرى، نظرت بجانبها ولم تجد قصي، فالتقطت هاتفها لتتفقد الساعة، لتجد أنها قد تخطت الحادية عشر، هذا يعني أنه ذهب إلى عمله....لامت نفسها بشدة فبالتأكيد لم يتناول إفطاره لأنها لم تستيقظ في الوقت المناسب

نهضت بكسل واتجهت إلى المطبخ، لتعد له عدة شطائر بسرعة ثم وضعتها في حافظة الطعام، ستذهب اليوم إلى عمله لتفاجئه

بعد وقت قصير، دخلت من باب الشركة، حيث رحب بها الجميع بابتسامة دافئة فغالبية الموظفين حضروا حفل الزفاف ويعرفونها....مرت من مكتب السكرتيرة لكنها لم تجدها، نظرت حولها يمينًا ويسارًا، ثم دخلت إلى المكتب وما أن رأت ما يحدث حتى سقط الصندوق من يديها من شدة الصدمة !!!!

قبل قليل كانت نانسي سكرتيرة قصي قد دخلت مكتبه، تردد بصوت رقيق وناعم :
مستر قصي، فيه ورق حضرتك لازم تمضيه

رد دون أن ينظر إليها :
هاتيه وبعدين اعمليلي قهوة

أومأت له نانسي ثم اقتربت لتقف بجانبه، تضع الأوراق أمامه لمحت بعينيها قدوم سيلين التي تعرفها تمامًا من الصور بالطبع، وعندما اقتربت سيلين من باب المكتب، كان مكتبه محاطًا بزجاج يسمح له برؤية من بالخارج والعكس لا، كانت نانسي تصطنع عثرة في قدمها، فاصطدمت بطرف المكتب، وسقطت فجأة على قدمي قصي، جالسة على حضنه!!!!

قبل أن يبدي قصي أي رد فعل، كانت سيلين قد دخلت إلى المكتب، لتردد بصدمة:
قصي!!!!!

ابتعدت نانسي عن قصي، متصنعة أنها تعدل من ثيابها، وقالت بحرج زائف:
مدام سيلين، حضرتك فاهمة غلط!!!!

اقترب منها قصي، قائلاً بقلق وكأن شيئًا لم يحدث:
سيلين، إيه اللي جابك الشركة....فيكي حاجة ؟

لكن سيلين كانت عيناها مشدودتين إلى نانسي، التي كانت قد أظهرت ارتباكًا كبيرًا على وجهها، حتى أن نانسي في حركة خفية، قامت بتلطيخ طلاء شفتيها بأصبعها ليبدو وكأنهما كانا يتبادلان اللمسات، تلك الفعلة جعلت الأمور أسوأ، وأخذت شكوك سيلين في التصاعد، خاصة عندما رأت قميص قصي الأبيض ملطخ بطلاء الشفاه الخاص بالاخرى

نظر قصي إليها قائلاً بصرامة و نظرات حادة :
روحي شوفي شغلك

اومأت له ثم غادرت كانت سيلين على حالتها مصدومة والدموع تنساب على وجنتيها بغزارة، اقترب منها قصي قائلاً بهدوء :
سيلين اهدي وانا هفهمك كل حاجة الموضوع مش زي ما انتي شوفتي

صرخت عليه بغضب اعمى :
مش زي ما انا شوفت ليه حد قالك اني عامية ، ربنا عمل كده و خلاني اجي في الوقت ده عشان أشوف خيانتك ليا ، بقى هي دي اللي بتخليك تروح الشغل من صباحية ربنا و ترجع اخر الليل و تقولي الشغل كتير عليا، انا عرفت دلوقتي ايه الشغل ده

جز على اسنانه مردداً بغضب :
سيلين حاسبي على كلامك وبلاش تهبلي، اسمعيني الأول و بعدين احكمي !!!

ردت عليه بصراخ و غضب :
اسمع ايه المرة اللي فاتت ساعة امل كان ينفع اصدقك انما دلوقتي ازاي اصدقك و انا شوفت بعيني خيانتك هتقولي حجة ايه دلوقتي

صرخ عليها بغضب :
فوقي لنفسك وبلاش تقولي كلام تندمي عليه المرة دي كلامك مش هيبقى فيه راجعة

قاطعته قائلة بغضب اعمى :
دن لو فضلت على ذمتك لحظة واحدة ، انت خاين زيك زي........

جذب اغراضه سريعاً ثم قبض بيده على معصم يدها يجرها خلفه لخارج الشركة تحت صراخها العالي عليه بأن يتركها و الجميع يشاهد ما يحدث بصدمة !!

بعد وقت قصير كان يدخل للمنزل و يدفعها للداخل بقوة مغلقاً الباب خلفه، بينما هي دخلت لغرفتهما تلملم اغراضها بعشوائية اقترب منها قائلاً :
سيلين ان......

صرخت عليه بقهر و دموعها تنساب على وجنتها :
فكرتك غير الكل افتكرت انك بتحبني بس طلعت خاين زيك زيه

اقترب منها قائلاً بتهدئة : 
سيلين اسمعيني الأول بلاش تحكمي من غير ما تسمعي مني اللي حصل

دفعته بصدره بقبضة يدها فارتد على اثرها عدة خطوات للخلف قائلة بغضب :
اسمع ايه ، اسمع انك خاين ، شوفتك بعيني بتخوني استنى اسمع ايه تاني يا قصي !!

زفر قصي بضيق و نفاذ صبر : 
مش كل حاجه بنشوفها بتبقى صح صدقيني هي اللي عملت كده كنت لسه هبعدها بس انتي اللي دخلتي....صدقيني يا سيلين

ضحكت بسخرية وقالت بغضب و صوت عالي :
المفروض اني اصدق الكلام الأهبل ده مش كده، شايفني عيله صغيره قدامك هتضحك عليها بكلمتين

صرخ عليها بغضب وصرامة : 
انا مش مضطر اكدب و لا اخترع قصص انا لو خونتك مش هخاف اقولك يا سيلين انا قصي العزايزي مش الصرصار اللي كنتي متجوزاه فوقي و شوفي انتي بتقولي ايه و لمين

سيلين بغضب و تهكم :
هتقولي....عمرك شوفت حرامي بيسرق و يجي يقول انا سرقت انت كداب، طلقني يا قصي انا لا يمكن افضل على ذمتك لحظة واحدة

مسك معصمها بقوة وقال بغضب : 
مش هطلقك يا سيلين ومسمعش منك كلمة طلاق دي تاني ، انتي هتفضلي مراتي وانا لحد دلوقتى لسه باقي عليكي ومستحمل جنانك فوقي كده عشان شكل مخك طق خلاص وراحت منك

صرخت عليه بغضب و عدم وعي لما تقوله : 
كان بمزاجك هو اظن قولتلك عاوزه اطلق مش عاوزه اعيش معاك ايه مبتفهمش هتعيش معايا بالعافية، مش راجل و لا عندك كرامه و لا.....آآه

أطلقت صرخة عالية عندما قاطع حديثها بصفعة قاسية هوت على صدغها، فسقطت على الفراش، بينما بدأ خط دماء ينساب من جانب شفتيها.....كانت نظرتها مليئة بالصدمة والرعب من هيئته التي لم تسبق لها رؤيتها من قبل

انحنى قصي فوقها، معتصرًا فكها بين يديه، وقال بصوت قوي ونبرة أرعبتها: 
شكلك نسيتي نفسك على الآخر، بقى انا مش راجل و معنديش كرامة مش كده

ثم تابع بتوعد و غضب و هو يجذبها من خصلاتها : 
الظاهر اني اخدتك عليا اوي كده لدرجة انك لسانك يطول بس مش مشكلة هقصهولك

سيلين بغضب شديد رغم رعبها : 
يا اخي طلقني مش عاوزاك انت مبتفهمش، انت خاين مش هأمن على نفسي معاك....

ثم تابعت بغضب اعمى :
انت و ابن عمك نسخة واحدة هو عمل في ميان اللي مفيش راجل في الدنيا يعمله ، وتلاقيك كمان ماشي بشورته و دلدول ليه و.......

اسودت عيناه من شدة الغضب، وسرعان ما هوى على وجنتها بصفعة أقوى من سابقتها....لم يسبق له أن رفع يده على امرأة، وما ان فعلها....فعلها مع زوجته!!!!

سقطت سيلين أرضًا من قوة الصفعة، فجرها من خصلات شعرها بقوة، قائلاً باحتقار:
هطلقك مش عشان انتي عاوزه كده لأ عشان انا اللي قرفت منك و مبقتش عاوزك.... قرفت منك ومن عيشتي معاكي شخصيه ساذجه ومتخلفة كلمه توديكي و كلمة تجيبك عديت مرة واتنين وزي ما بيقولوا التالتة تابتة يا بنت خالتي

نظرت له بصدمة وغضب فتابع قصي بسخرية يرد لها سيل الاهانات و الاتهامات التي القتهم عليه : 
مش عاوزه تعيشي معايا وبتقرفي مني، المفروض اي واحدة غيرك كانت حمدت ربها ان لقت حد يتجوزها او يبص في وشها مش كفايه قبلت اتجوزك متطلقة !!!

ما اقسى كلماته لقد عرف كيف يرد لها الإهانة بكت بقوة ليتابع هو بسخرية و لم تؤثر به دموعها فقد سئم منها :
كنت بحبك يا سيلين بس باللي عملتيه و قولتيه دلوقتي قتلتي اي حب في قلبي ليكي وانا اللي مش عاوزك لكن قبل ما اطلقك عايزك تشوفي ده !!!

قال الاخيرة و هو يرفع شاشة هاتفه امام وجهها لتسأله بصعوبة من وسط بكائها :
ايه ده !!

ضحك قائلاََ بتهكم : 
ده انا و انا بخونك بس عاوزك تشوفيه من أوله صوت و صورة

مسكته بأيدي مرتعشة و شاهد....شاهدت تلك الوقحة و هي تقترب من زوجها حتى انتهى الفيديو، فقالت بصدمة محاولة ايجاد كلمات مناسبة  :
قص....

قاطعها هامساََ بجانب اذنها بسخرية وغضب : 
مش قصي العزايزي اللي يبقى دلدول و لا يعيش مع واحده بتقرف منه ، خليكي عارفه و حطي ده في بالك كويس اوي ، لو اخر يوم في عمري مش هتبقى على ذمتي تاني يا سيلين

قبل ان تتحدث اعتدل قائلاََ بجمود :
انتي طالق يا سيلين !!!!!!
.......
بناءاً على رغبة ميان وفارس كان طلب يدها مقتصراً على العائلة فقط على ان يكون كتب الكتاب مع زفاف صغير بنهاية الشهر

لم يعلم احد بالأمر سوى المقربين، فحتى سفيان لم يكن يعلم !!!!
كانت لينا مثل كل يوم تحاول اقناع ميان بالعدول عن قرارها لكن دون فائدة
"انتي اتجننتي يا ميان" صاحت بها لينا و هي تدفع ميان بكتفها بغضب كبير

لترد عليها ميان بكل برود :
اللي بعمله ده هو الصح

لينا بغضب :
ايه الصح في كده عشان تنتقمي منه تروحي تتجوزي اي جوازة و السلام متعلمتيش يا ميان، سفيان لحد امتى هيبقى سبب كل قرار تاخديه في حياتك....انسيه بقى

صرخت عليها ميان بغضب و قهر :
لا يمكن انساه ان كان زمان تفكيري فيه من الحب فدلوقتي اللي مخليه في بالي و بفكر فيه هو كره وبس اللي عمله مش هيخلص على كده وحياة ابني اللي ملحقتش افرح بيه وحياة كل لحظة اتوجعت فيها لاحرق قلبه واخليه يجي راكع، صدقيني اللي جاي كله سواد عليه

لينا بغضب :
انتي كده بتضري نفسك وبس....الأنتقام مش سهل يا ميان ابعدي عنه و شوفي حياتك و انسي انك تعرفي حد بالاسم ده ، هتظلمي نفسك....وهتظلمي فارس معاكي

ثم تابعت برجاء :
فكري و طلعي الموضوع ده من دماغك لو ناوية تتجوزي بجد من فارس يبقى قرري تدي لنفسك فرصة تبتدي من جديد مش عشان تحرقي قلب سفيان

ميان بهدوء زائف :
عشان اعرف ابتدي من جديد لازم اقفل كل الحسابات القديمة ، لازم اللي دوقته هو كمان يدوقه

كادت ان تتحدث لكن ميان تابعت حديثها قائلة بصرامة و نبرة غير قابلة للنقاش :
كلامك مش هيقدم و لا هيأخر يا لينا كتب الكتاب بعد يومين خلاص !!!!
......
جاء اليوم المنشود زفاف بسيط بحضور العائلتين بالإضافة لحضور همس و عائلتها وكذلك لينا و معهما والدتها وعمار كذلك كارم ووالدته و بعض الأصدقاء المقربين و الجيران

كان منزل ميان مزينًا بزينة بسيطة، وفروع أنوار تزين الأرجاءؤ كان المأذون يجلس بين فارس ووالد ميان، بينما كانت ميان تجلس على الأريكة بين والدتها ووالدة فارس

أنهى المأذون حديثه وهو يردد بابتسامة وتهنئة، بينما ينزع المنديل عن يديهما قائلاً :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

قامت ميان بوضع توقيعها بتوتر وللحظة ندمت على تلك الخطوة، لمحت بعيناها سفيان يقف على باب منزلها ينظر لكل شيء حوله بزهول و عدم تصديق، فابتسمت بتشفي و هي ترى هيئته و ألمه الظاهر بوضوح على ملامح وجه!!!!

لمحه عمار فسارع بالذهاب نحوه قائلاً برجاء :
بلاش مشاكل يا سفيان امشي من هنا دلوقتي !!

سأله بصدمة و عدم تصديق :
اتجوزت خلاص يا عمار !!!

تنهد عمار بحزن قائلاً :
كل شيء قسمة ونصيب يا سفيان بلاش تدمر حياتها في يوم زي ده كفاية اللي حصل قبل كده

دفعه عمار للخارج فسقط سفيان على الدرج، مرددًا بألم وهو يضع يده على قلبه، ودموعه تنساب بغزارة على وجنتيه:
خسرتها خلاص يا عمار، بقت على اسم راجل تاني

تنهد عمار بحزن، فتابع سفيان بقهر:
بقت لحد تاني هيلمسها ويقرب منها، قلبي واجعني يا عمار، ليه عملت كده...كنت هتغير عشانها والله، بس هي تديني فرصة واحدة

ردد عمار بحزن:
اللي حصل حصل يا سفيان، مبقاش ينفع الكلام ده، خلاص هي شافت حياتها، ادعيلها، ربنا يوفقها، وبلاش تقف في طريق سعادتها من تاني

انتفض عمار بفزع وهو يرى تحول لون وجه سفيان للون الأزرق.....وهو بحاول أخذ أنفاسه بصعوبة!!!!!
.......
في صباح اليوم التالي، في فيلا آل مهران، استيقظ الجميع على ذلك الخبر الصادم "معانا أمر بالقبض على نادر عبد الحي" قالها أحد عناصر الشرطة

سألهم صلاح بقلق:
في إيه يا بني...خير ؟

رد عليه الضابط بعدما أشار للعساكر بالإمساك بنادر الذي نزل لتوه من غرفته ليتفاجأ بهم :
في القسم هتعرفوا كل حاجة، هاتوه

بعد قليل كانت والدة ياسمين تجلس على الأريكة مرددة بصدمة وهي غير مصدقة ما استمعت له للتو :
تهريب سلاح ومخدرات!!!

ردد يزن بغضب، وبجانبه تجلس بسمة، تنظر لياسمين التي تجلس ببرود كأن من سجن ليس بزوجها :
من زمان كمان، والبوليس كان مراقبه بقاله فترة لحد ما قدروا يمسكوا دليل عليه المرة دي

ربتت أحلام على قدم ابنتها بدموع وحزن :
متزعليش نفسك يا بنتي ده....

قاطعتها ياسمين مرددة ببرود وابتسامة واسعة:
أزعل!!! مين قالك يا ماما إن أنا زعلانة، ده أنا لو أطول أرقص وأزغرد هعمل كده....نادر ده هم واتشال من على قلبي

رددت بسمة بخوف وتهرب :
هستأذن أنا....مضطرة أمشي معلش!!

انتفضت ياسمين، وقبضت بيدها على معصمها، قائلة بتوعد :
رايحة فين يا عروسة أخويا، استني، ده الكلام اللي جاي كله يخصك

ردت أحلام بتهدئة، ظنًا منها أن كل ذلك بسبب صدمتها بزوجها :
ياسمين اهدي يا بنتي، ميصحش اللي بتقوليه ده

ردت عليها ياسمين بابتسامة :
أنا هادية يا ماما، واللي بقوله ده من زمان نفسي أقوله ليكم، نفسي أصرخ من زمان وأقول إني كنت متجوزة أحقر واحد في الدنيا، وربنا زرع في قلب أخويا حب واحدة زبالة، كلبة من كلاب نادر، وحطها في طريق يزن عشان توقعه!!!

صرخ عليها يزن بضيق :
ياسمين، فوقي، لنفسك، إنتي بتقولي إيه!!!!

ردت عليه ياسمين بصرامة وغضب:
بقول الحقيقة اللي لازم الكل يعرفها، معنديش حاجة اخاف منها تاني، الزبالة اللي اتقبض عليه دي تبقى بنت خالتها، مش مقطوعة، مش شجرة زي ما إنت فاهم، لا ده هو كمان اللي حطها في طريقك، تمثل عليك الحب عشان تسرق فلوسك وتضحك عليك، مش بس كده، هو اللي دبر الحادثة اللي حصلت معاك من سنتين، إنت وهي!!!!!

سألها والدها بصدمة :
إنتي بتقولي إيه؟ جبتي الكلام ده منين!!!

ردت عليه ياسمين بغضب :
منه، هو، هو اللي قالي كل حاجة يوم ما سمعت بالغلط مكالمة ليه مع اللي اتفق معاه يبدر ليزن الحادثة

قبضت والدتها على يدها قائلة بغضب :
لسه فاكرة تقولي، طالما هو زبالة كده، ليه فضلتي على ذمته المدة دي كلها

صرخت عليهم مرددة بغضب كبير وقهر :
عشان كان غاصبني، كنت مجبورة أفضل على ذمة واحد مينفعش يتقال عليه راجل، كان بيسجل لمراته فيديوهات وهي معاه وبيهددني بيهم !!!!

نزلت دموعها وهي تقول بقهر:
قالي هفضحك إنتي وأهلك لو حد عرف بحاجة

ثم أشارت بيدها تجاه بسمة التي تقف بمكانها، تشعر بالخوف الشديد من القادم :
يوم ما عرفت مكانها بعد ما ظهرت وطلعت عايشة، روحتلها وشوفته عندها....الهانم مكنتش فاقدة الذاكرة زي ما فهمتك يا يزن!!!!

ردد يزن بصدمة وعدم تصديق:
يعني إيه!!

ردت عليه ياسمين قائلة بدموع، وهي تنظر باحتقار نحو بسمة :
يعني نادر وبسمة متفقين مع بعض يا يزن، هو اللي دبر ليك الحادثة من سنين، وهو اللي حط بسمة في طريقك عشان ترسم الحب عليك!!!

التفت نحو بسمة ليجدها تبكي بصمت، فسألها بصدمة:
إنتي ساكتة ليه؟ دافعي عن نفسك!!

لم تجب، فقط بكت بصمت... فسألها بانكسار:
يعني الكلام اللي بتقولوا صح!!

قبض بيده على زراعيها، يصرخ عليها بغضب شديد:
ما تنطقي قولي، إي حاجة

ردت عليه بصعوبة شديدة، وهي تحرك رأسها بنفي :
مش بالظبط، فيه حاجات كتير أوي متعرفوهاش

ثم تابعت بحزن، وهي تخفض وجهها أرضًا :
نادر، آه ابن خالتي، بس كنت مغصوبة أعمل اللي بيقوله عليه

رددت بقهر وانكسار:
خدرني في مرة، وصورني صور وحشة وبيهددني بيهم، هو اللي خطط أول مقابلة بينا، وقبل الحادثة، روحت ليه وقولتله إني حبيتك ومش عايزة أكمل في التمثيلية دي، وهقولك على كل حاجة

أخذت نفسًا، ثم تابعت بدموع:
استغربت ساعتها من هدوءه، بس فهمت كل حاجة بعد الحادثة، عرفت إنه ضرب عصفورين بحجر، قتلني عشان ما أفضحهوش وقتلك عشان بعد عمر طويل مراته هي بس اللي تورث

اقتربت من يزن الذي دفعها بعيدًا عنه باحتقار، قائلة بحزن ودفاع عن نفسها :
انا مظلومة يا يزن...مكنتش عايزة أقولك عشان كده، كنت خايفة عليك ومن ردة فعلك

صرخ عليها بغضب وهو يدفعها بعيدًا عنه:
إنتي خوفتي على نفسك وبس...

ردت بحزن ودموع :
خوفت عليك وعلى نفسي، نادر مش سهل، عايز ينتقم بأي طريقة منكم....لو فاكر إن بدخوله السجن الموضوع خلص، تبقى غلطان!!!!

سألها صلاح بعدم فهم:
ينتقم من إيه!!!!

صمتت لحظات، ثم قالت له بحزن : 
نادر ابن صباح.....فاكرها يا عمي!!!





تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة