
رواية بعينيك أسير الفصل العشرون 20 بقلم شهد الشورى
صرخت عليا بقوة و حلت الصدمة على الجميع ما ان قال الضابط تهمة ابنتها، فاقترب سفيان منها يسألها بشك و حدة :
ايه علاقتك بزاهر تمام !!!
اكتفت بالصمت و هي تغادر برفقة عناصر الشرطة بينما عائلتها خلفها القلق ينهش قلوبهم !!
......
توجهت لينا حيث يقيم عمار الآن، ستعمل بنصيحة همس لها، وما ان وصلت رحب بها كارم و قادها لهناك لكن قبل ان تدخل استوقفها قائلاً بهدوء :
بيحبك على فكرة ، اياََ كان اللي عمله فهو من خوفه عليكي حطي نفسك مكانه و شوفي هتتصرفي ازاي ، بلاش تخسريه مش سهل تلاقي حد يحب بجد الأيام دي.....هو محتاجلك
اومأت له بصمت ومنحته ابتسامة صغيرة قبل ان تدلف للداخل فغادر كارم والألم يعصف بقلبه.....اليوم هو بداية خسارته لها، اليوم قراءة الفاتحة ويليها الخطبة ثم الزفاف لتصبح ملكاََ لغيره!!!!
دخلت إلى لينا، لتتفاجأ بعمار جالسًا على الأرض، عينيه مشدوهتين، ينظر إلى الفراغ شاردًا، كانت عيناه حمراوين ومنتفختين، وكأنه كان قد بكى للتو، فاقتربت منه ببطيء ثم وضعت يدها على كتفه قائلة بصوت مختنق بالدموع :
عمار !!!!
انتفض واقفاََ يسألها بحزن :
بتعملي ايه هنا؟
اقتربت منه خطوة ترد عليه بسؤال :
انتي شايف ايه ؟
استدار واعطاها ظهره قائلاََ بدموع وألم :
شايف انك تمشي، و تسبيني اكمل في اختياري
ربتت بيدها على كتفه قائلة بعتاب :
زعلان ليه مش انت اللي اختارت الأول نبعد
التفت إليها وقال بحيرة وحزن :
عايزك تبعدي و تقربي بس في نفس الوقت خايف عليكي مني.....نفسي تكوني جنبي
عاتبته بدموع :
مش انت اللي تقرر، انا اللي اقرر يا عمار ، مش كل مشكلة هتواجهنا في حياتنا هتبعد و تقول عشان مصلحتك ، انا مش عايزة كده....الحياة بينا لازم تكون على الحلوة و المرة لازم نكون مع بعض في الوحش قبل الحلو قبل ما تعمل اي حاجة اسأل نفسك لو انا اللي مكانك كنت هتسيبني و تمشي
ردد سريعاََ بصدق :
مستحيل
ابتسمت وقالت بحب :
انا كمان مستحيل اسيبك.....بس لو عملت كده تاني مستحيل اسامحك يا عمار
ابتسم ورفع يده يزيل دموعها برفق ثم لثم جبينها وجلس ارضاََ وجذبها لاحضانه، ظل الاثنان في صمت هكذا لوقت غير معلوم، قطعه عمار بسؤاله القلق :
ماتعرفيش حاجة عن ميان من ساعة ما جابتني هنا هي و همس ماشوفتهاش خالص و قلقان عليها
تنهدت بحزن ثم قالت بندم :
هي كويسة بس مشغولة اوي، وبصراحة انا زعلتها جامد مني
ثم قصت عليه كل ما حدث وما ان انتهت عاتبها عمار بحزن :
ليه كده بس يا لينا ده كلام يتقال
اخفضت وجهها بخجل مما فعلت ثم قالت :
انا عارفة اني غلطت اوي بس غضبي عماني هعتذر منها اول ما اشوفها، هي اصلا مش راضية ترد عليا خالص
تنهد عمار وقال بابتسامة ممتنة :
بصراحة هي بمية راجل وجدعة اول ما عرفت جريت عندي علطول واتصرفت كان زماني لحد دلوقتى لسه باخد السم ده
ربتت على كتفه قالت بتفاؤل :
الحمد لله انك بخير دلوقتي وهتعدي المحنة دي ان شاء الله وهترجع احسن من الأول عشان نفسك أول حاجة وعشان عيلتك.....وعشاني
ابتسم وقال بحب :
هتصدقيني لو قولتلك انك عندي الأهم
ابتسمت لينا بخجل وقالت :
فطرت و لا لسه
رد عليها بابتسامه هادئه :
مش جعان
رددت بابتسامه وهي تقوم بتفريغ حافظه طعام كبيره قد جلبتها معها :
ماليش دعوة، هنفطر مع بعض يعني هنفطر مع بعض
سألها بابتسامة :
انتي جايبة فطار معاكي
اومأت له هي تمد يدها بشطيره له واخرجت اخرى لها، فسألها عمار باهتمام :
مش عندك محاضرات انهارده ولا ايه
ردت عليه بعدم اكتراث :
بذاكر من البيت الأيام دي
تنهد بعمق ثم قال بصرامة :
طب هنفطر و تروحي تحضري
نفت برأسها وقالت باعتراض :
لا انا معاك هنا لحدما تطلع من الاوضة دي هقضي معاك الوقت اللي بقضيه في الجامعة وهروح و اجيلك تاني يوم
اعترض هو الأخر قائلا بحزم :
لا مش هينفع متربطيش نفسك بيا ، دراستك اهم
ردت عليهبابتسامة عاشقة و خجل :
مفيش اهم منك يا عمار ♡
..........
هاتف رأفت عاصم والد همس على الفور والمحامي الخاص بالعائلة و جلسوا جميعاََ قبل البدء بأي اجراءات قانونية ليسألها سالم بقلق :
ايه اللي حصل يا بنتي احكيلي
نظرت لسفيان وقالت بتوتر :
خليه يطلع بره الأول !!
صرخ عليها سفيان بغضب :
انا لحد دلوقتي هادي وماسك نفسي عنك اتكلمي وقولي اللي عندك احسنلك، انا عايز اعرف علاقتك ايه باللي اسمه زاهر ده
صرف عليه رأفت بغضب مماثل :
مش وقته كلامك ده
قبض سفيان بيده على يدها بقسوة وسألها :
علاقتك ايه بيه وكنتي بتعملي ايه هناك
رد عليه سالم بصرامة وهو يسحبه بعيدًا عنها :
ابعد عنها
سفيان بغضب :
مش هبعد انا بسأل مراتي سؤال محدد كانت بتعمل ايه في بيت راجل عازب ولوحدها في الوقت ده ومن غير ما حد يعرف
لم ترد علي بل كانت ترتجف من شدة الخوف فصرخ عليها سفيان مره اخرى بغضب شديد :
ما تنطقي !!!!!
دفعه رأفت بعيداََ عنها وقال بغضب ونفاذ صبر :
اطلع بره دلوقتي مش وقته الكلام ده، وتلميحاتك السخيفة دي هحاسبك عليها بعدين يا ابن كاميليا
كاد ان يقترب مرة أخرى، لكن منعه كارم الذي جاء برفقة همس ووالدها ليقدم المساعدة :
مش وقته الكلام ده ، اتفضل بره لو سمحت راعي ان احنا في قسم مش في شارع
خرج سفيان غاضباََ فرددت ميان بخوف ينهش قلبها :
انا ماعملتش حاجة انا كنت بدافع عن نفسي
سألها عاصم بجدية :
ميان اتكلمي وقولي كل اللي حصل ، مفيش وقت لانهيارك خالص خلينا نعرف نتصرف لأن لو اللي اسمه زاهر ده مات كل الأدلة اللي موجودة بتثبت انك انتي اللي قتلتي ومش هنقدر ساعتها نساعدك بحاجة
قصت عليهم ما حدث بالتفصيل، وما ان انتهت سألهم رافت بقلق :
بس رفعوا البصمات مفيش اي أثر لبصمات كاميليا او حتى نرمين، وانتي عرفوكي من الدم اللي نزف من ايدك وبصماتك
تدخل عاصم وقال بجدية :
للاسف ما لقيناش اي كاميرات في الفيلا، قلبنا الدنيا ومفيش اي حاجه ولحظها السيء ان المنطقه شبه مقطوعة
سألت همس والدها بقلق :
مفيش قدامنا كده غير اننا نستنى اللي اسمه زاهر ده لما يفوق لأن بصفته صاحب البيت يقدر يبرئها من تهمة قتل الراجل التاني اللي معاه.....وتهمة محاولة قتله
سألتهم ميان بخوف :
طب هي هيفوق امتى !!
رد عليها رأفت بضيق :
حالته مش مستقرة ده مصاب بطعنتين واحدة في كتفه الشمال و التانية في صدره
تمتمت ميان بصدمة :
انا ضربته في كتفه بس والتاني ضربته بالزهرية
همس بغضب :
اكيد نرمين و كاميليا بعد ما مشيتي ، الحارس مقتول بالرصاص لكن زاهر بالسكينة اللي عليها بصماتك
نظرت دموعها بخوف وهي تلقي بنفسها داخل احضان والدها قائلة :
انا خايفة اوي يا بابا
ربت رأفت على كتفها قائلاََ بحنان محاولاً بث الأمان إليها رغم خوفه الداخلي :
متخافيش يا بنتي ، هتطلعي من هنا و مش هتدخلي الحبس دقيقة واحدة
تدخل عاصم وقال بصرامة :
ممكن سكوت شوية !!!
صمت الجميع فسأل عاصم ميان بجدية :
لما خطفك كنت في شارع ايه
نفت برأسها وقالت :
مش فاكرة بالظبط بس كنت قريبة من البيت مابعدتش كتير تقريباََ في شارع........
ما ان سردت اسم الشارع امر عاصم كارم بصرامة :
تبعت حد يقلب الدنيا على عربيتها ويشوف لو فيه تسجيلات كاميرا في المنطقة و لو ظهر فيها حد بيخطفها ساعتها نقدر نثبت انه كان دفاع عن النفس
همس بتساؤل :
بس هو هيخطفها بنفسه يعني
عاصم بصرامة :
اعمل زي ما قولت يا كارم تروح بنفسك تشوف الموضوع ده
اومأ له كارم و غادر فلحقت به همس قائلة :
انا جاية معاك يا كارم
بينما عاصم تابع حديثه لميان :
متقلقيش با بنتي الموضوع ده عندي انا هتصرف، مش هتدخلي الحبس هتفضلي هنا في مكتب حضرة الظابط
اومأت له بامتنان وشكر فغادر ولحق به رأفت، لتتبقى ميان فقط مع جدها الذي عانقها وهي تقول بندم :
انا غلطت من الأول يا جدو، اخرج بس من هنا وهبعد عن كل حاجة، هقول كل اللي اعرفه عنهم عايز يصدقني او لا هو حر
ربت سالم على خصلات شعرها بحنان وقال :
هتخرجي يا غالية، ان شاء الله
تم تأجيل التحقيق لبضعة ساعات بعد تدخل عاصم لحين الحصول على تلك التسجيلات اولاََ !!
كان كارم يقود سيارته برفقة همس التي تردد بحزن :
هو سبب اللي بيحصلها ، مايستاهلش حبها يا كارم ، بيأذيها هو و كل اللي حواليه ، معقول ده يكون جزاءها انها حبيته....يعمل فيها كده
نزلت دموعها وهي تتابع حديثها بحزن :
المشاكل مش بتخلص ليه ، لينا و عمار و اللي بيحصل معاهم و ميان و القضية ، بنخلص من مشكلة ندخل في التانية
تنهد كارم وقال بضيق:
كل هيبقى تمام ما تقلقيش
تنهدت بحزن فسألها بمرح او هكذا حاول ان يظهر :
زعلانه عشان قراية فتحتك هتتأجل ولا ناوية تعمليها عادي
لا يمزح و هي تعرف ذلك، فرددت عليه باقتضاب :
هتتأجل
زفر براحة مؤقتة يعلم ان لن تستمر فبكل الأحوال سيأتي ذلك اليوم و تكون ملكاََ لغيره !!!!
بعد بحث طويل فشل الاثنان في الحصول على اي تسجيلات جميعها متوقفة قبل موعد اختطافها حتى سيارتها اختفت تماماََ يبدو أن الفاعل اخذ جميع احتياطاته حتى لا يعثر احد عليها عندما يختطفها !!!!
عادا الاثنان و اليأس متمكناََ منهما و ما ان وصلا سألهم الجميع على الفور :
لقيت التسجيل
نفى برأسه، فزفر الجميع بضيق وحزن، انضمت إليهم عليا و من قهرتها على ابنتها اقتربت من سفيان صارخة عليه بغضب :
كل اللي بيحصل لها بسببك انت منك لله
سفيان بغضب :
انا السبب ليه قولتلها روحي شقة واحدة مش متجوز و اقتليه قولتها تمشي على حل شعرها ، لومي نفسك الأول على تربيتك لبنتك و........
قاطع حديثه صفعة هوت على صدغه بقسوة من عليا التي صرخت عليه بغضب :
أخرس قطع لسانك بنتي متربية احسن تربية ، يا مية خسارة عليك انت وامك بتردوا المعروف كده....بتدمروا بنتي و رمي......
قاطعها وهو يقول بغضب :
محدش ليه معروف عندي.....خصوصاََ من العيلة دي
كاد ان يغادر لكن رأفت منعه قائلاََ بغضب و نبرة حادة صارمة :
ارمي اليمين عليها قبل ما تمشي
لكن سالم تدخل وقال مرغمًا :
سيبه دلوقتى يا رأفت، بعدين الكلام ده
صدم رأفت مما قال والده لكنه لم يجرأ على معارضته فصمت مجبرََ، بينما سفيان غادر المكان غاضباََ و كل المتواجدين ينظرون اليه باشمئزاز، الحقير لم يكلف نفسه عناء الاستماع لها او لما حدث و بدأ الاتهام على الفور !!!
.........
كان رد سيلين الصمت و الاستماع له فبدأ يقص عليها محاولات الأخرى معه و إرسالها لصور غير لائقه ثم بعدها اتصل بأمل و طلب منها المجيء إليه و ما ان علم من السكرتيرة بالخارج تواجدها، ادخل سيلين لغرفة جانبية حتى تستمع لما سيدور بينهم ثم سمح للأخرى بالدخول
وما ان دخلت امل سألها مباشرة بغضب :
انا بعتلك رسايل
ابتسمت بدلال واقتربت منه تداعب ازرار قميصه بأصابعها :
اومال مين يعني يا قصي
ابعد يدها عنه بعنف وقال بغضب :
ابعدي ايدك، عني و ردي عليا
صرخت عليه بغضب من اهانتها :
ارد اقول ايه ، ليه حبيتها هي و انا لأ يا قصي هي كل اللي خدته منها وجع و بس لكن انا بحبك و اكتر منها كمان و اكتر من اي حد
رمقها باشمئزاز و قال بغضب :
تقومي تعملي كده
صرخت عليه بغل و غضب :
اومال كنت عايزني اسيبك تروحلها كده بسهولة ، كنت عايزني اسكت و انا شيفاها بتاخد حاجة حلمت بيها ليل نهار ، كنت عايزني اسكت و اكتر شخص اتمنيته من قلبي وحبيته هي تاخده ، مقدرتش اسكت كان لازم اتصرف و اهو انت شوفت من كلمتين و كام صورة جريت علطول شكت فيك و كانت هتهد كل حاجة ، هي دي بقى اللي تستحقها
تحولت نبرتها للتوسل و الرجاء وهي تقول بدموع:
حبني انا يا قصي ، انا بحبك اكتر منها والله و هسمع كلامك و مش هعمل زي ما هي بتعمل.... انت بس حبني
شعر ببعض الشفقة عليها لكن غضبه و نفوره منها كان أكبر فدفعها بعيداََ عنه قائلاََ بغضب :
مستحيل احبك ، عارفة ليه
أشار لها باصبعه من أعلى لاسفل قائلاََ بنفور :
عشان انتي مش زيها ، سيلين مش رخيصة بتعرض نفسها و تعري جسمها لواحد لسه مش على ذمته وكمان على وش جواز ...يعني بتخربي على غيرك ، بصي لنفسك في المراية و بصلها فرق كبير بينك و بينها لو انتي مش شيفاه و واخدة بالك منه......روحي اكشفي نظر
قبض بيده على فكها وقال بصرامة و قسوة :
اسمعي مني الكلمتين دول كويس اوي و احفظيهم عشان لو نسيتي حرف منهم مش هبقى المسئول عن اللي هيحصلك بعدين، تبعدي عن حياتي و عنها و لو بس عقلك فكر مش حاول...فكر بس هتشوفي اسود ايام حياتك على ايدي
ثم قبض بيده على مرفقها يجرها لخارج مكتبه وهي تصرخ عليه بغضب :
مش هسيبك ليها يا قصي، مش هتكون لغيري انت سامع مش هتكون لغيري!!!!!
دفعها لخارج مكتبه بقسوة وقال :
اللهم بلغت، انتي السبب في اللي هيحصلك ساعتها
صفع الباب بوجهها بعد ان قال لسكرتيرته بصرامة :
لو مخرجتش من الشركة بالذوق اطلبي الأمن يطلعوها بره
ما ان دخل وجد سيلين تقف أمامه تخفض وجهها أرضاََ بخجل قائلة بتلعثم :
قصي...انا.....
قاطعها وقال بصرامة و غضب :
هعديها المرة دي بمزاجي و هقول من غيرتها عملت كده و لو انها مش كده اصلاََ بس لو اتكرر تاني يا سيلين متلوميش غير نفسك ، انا لو عايز غيرك كان زماني روحت و اتجوزتها و سيبتك بس انا شاريكي و لو في يوم حتى حبيت اعمل كده و ده مستحيل يحصل هاجي و اقولك انا مش هخاف منك يعني
ردت عليه بأسف و هي تتمسك بذراعه :
انا اسفة حقك عليا، مش هتتكرر تاني
اشاح بوجهه بعيداََ عنها غاضباََ منها، ثم زفر بضيق وقال بصرامة :
ادخلي اظبطي حجابك عشان اوصلك
اومأت له بحزن فزفر قصي بضيق وهو يشعر بغضب كبير منها.....فبعد كل ما فعله تشك به !!
........
فعلت ميان كما قال لها المحامي، وكان ردها واحدًا لم تفعل شيئًا، حضر قصي فور علمه بما حدث، وشعر الغضب بعدما اكتشف ما فعله ابن عمه، الذي يحتاج إلى درس قاسٍ ليفيق من الوهم الذي يعيش فيه
قضت ميان اليوم في غرفة مكتب الضابط برفقة همس وكارم....وغادر الجميع بسبب تعبهم فلم يكن أحد منهم قادرًا على البقاء
........
ما ان وصلت عليا صعدت للبناية التي تقتن بها كاميليا و رأفت يلحق بها، طرقت على الباب بغضب وما ان فتحت كاميليا الباب دفعتها عليا للداخل وقالت بغضب :
انتي ايه ، جنسك ايه من البشر معندكيش قلب بعد ما كنت مرمية في الشارع قعدتك في بيتي و بعدها جبنالك بيت و شغالة قعدتي هانم مش ناقصك حاجة جاية بعد كل ده تطعنيني في ضهري.....بتأذي بنتي يا كاميليا
صرخت عليها كاميليا بغضب :
بلاش كلام فارغ ، اعرفي حدودك كويس يا عليا و شوفي انتي بتقولي ايه ، بنتك ايه اللي آذيها
كورت عليا قبضة يدها بغضب ثم باللحظة التالية صفعتها بقوة وقالت بغضب :
انا مش بقول كلام فارغ يا كاميليا ، و رحمة ابني ما انتي قاعدة هنا لحظة واحدة بنتي هتبات بره بيتها بسببك واللي اذيتها قاعدة متهنية في بيتي
دفعتها لخارج المنزل بغضب ثم اغلقت الباب بوجهها ودخلت لغرفة نومها و لملمت أغراضها بعشوائية ثم فتحت الباب و القتهم بوجهها بقرف، متجاهلة صراخ وتوسل شقيقتها، بينما كان رأفت يتابع ما تفعل زوجته بصمت ولم يتدخل يعطيها كل الحق......فأمثال كاميليا لا يستحقون اي معروف من احد !!!
.........
هاتفت كاميليا نرمين في نفس الوقت الذي كانت فيه الأخرى ستتصل بها، وما إن رأت مكالمتها حتى أجابت على الفور، تقول بفزع :
الحقي يا كاميليا، زاهر فلت منها وعايش !!!!!
زفرت كاميليا بضيق وقالت:
كان غباء منا، كان لازم نتأكد انه مات، طلع زي القطط بسبع أرواح
رددت نرمين بخوف :
انا خايفة اوي منه
كاميليا بضيق :
اهدي ميقدرش يعمل حاجة ، ده بيهوش بس زي ما هو ماسك علينا حاجات احنا نفس الكلام
ردت عليها نرمين بخوف وهي تقضم اظافرها :
زاهر مالوش امان
كاميليا بشر :
انا كمان ماليش امان و لو حد لازم يخاف يبقى هو مش احنا !!
ثم تابعت بضيق :
بكره تشوفيلي مكان اقعد فيه انا هنزل في اوتيل دلوقتي عليا طردتني في الشارع، بس ملحوقة شكلي هحسرها على بنتها زي ما عملت زمان في ابنها !!!!!
..........
في اليوم التالي، استفاق زاهر وتجاوز مرحلة الخطر وما إن علم بما حدث من محاميه حتى صمم على الذهاب إليها، رغم حالته الصحية التي لا تسمح بذلك، لكنه تحامل على نفسه، ميان تستحق منه كل شيء، وإن تطلب الأمر أن يعطيها روحه.....فلن يتردد ابدًا
في الصباح كان الجميع عند ميان عدا سفيان الذي قرر أن يتابع الأحداث من بعيد دون أن يتدخل، ليتفاجأوا بشاب يستند على يد رجاله، يقف أمام باب مكتب الضابط، قائلاً بجدية للعسكري:
قول للضابط زاهر تمام !!!
صُدم الجميع، دلف زاهر إلى الداخل، وخلفه عاصم وكارم فقط.....انتفضت ميان في مكانها بمجرد أن رأتَه، فاقترب منها قائلاً بقلق كبير :
انتي كويسة، حصلك حاجة، إيدك كانت بتنزف، ردي عليا يا ميان
اشاحت بوجهها بعيداََ عنه بغضب وقرف فتنهد بحزن والتفت للضابط الذي قال له بجدية :
استاذ زاهر اتفضل اقعد عشان ناخد اقولك
جلس زاهر و عيناه مصوبة بالكامل على ميان فسأله الضابط :
حضرتك بتتهم ميان القاضي بمحاولة قتلك، ياريت تقول كل اللي حصل يوم الحادثة لأن كان فيه شخص مع حضرتك مقتول ومن التحريات عرفنا انه شغال عندك
رد عليه زاهر بثبات :
مظبوط هو شغال عندي واكتشفت انه بيسرقني لما واجهته اتطاول عليا وحاول يقتلني وحصل مشاجرة بينا ورفع السلاح عليا فكنت بدافع عن نفسي مش اكتر
سأله الضابط بجدية :
يعني الانسة ميان.......
قاطعه زاهر قائلًا بصرامة :
بقول لحضرتك انا اللي قتلته دفاع عن النفس، ميان مكنتش موجودة لحظتها اصلا
سأله بجدية :
بصماتها اللي على السكينة ودمها اللي في الأرض ازاي مكنتش موجودة
ردد زاهر بجدية :
كانت موجودة بس مشيت قبل الاشتباك بيني وبينه ودمها اللي على الأرض قبل ما تمشي من عندي ايدها اتجرحت من الازاز المكسور لو حضرتك كنت روحت الفيلا كنت هتاخد بالك منه و بصمات السكينة هي كانت بتسخدمها قبل ما تمشي بتقطع فاكهة عادي وهو مسكها وطعني بيها
بعد أن أجاب زاهر على عدة أسئلة بثبات، تم الإفراج عن ميان وما إن خرجوا جميعًا من الغرفة حتى تهللت أساريرهم حين علموا أنه تم الإفراج عنها !!!!
التفتت ميان لزاهر وقالت رغماََ عنها :
شكــراََ
ابتسم قائلاََ بحب تزامناََ مع وصول سفيان الذي ما ان علم بتواجده ترك كل ما بيده و حضر على الفور ليستمع لما قال :
فداكي عمري كله يا ميان....المهم انك بخير
قبض سفيان بيده على عنق الأخر وقال بغضب :
طب ودع عمرك بقى لأن مش هتعيش لحظة تانية على وش الدنيا
رددت ميان بغضب و هي تحاول ابعاده عنه :
سفيان انت بتعمل ايه ابعد عنه
دفعها للخلف بقوة وقال بتهكم واهانة :
ايه خايفة على حبيب القلب من الموت
جزت على اسنانها وقالت بقرف وغضب :
اولعوا انتوا الاتنين
تدخل حراس زاهر وابعدوا سفيان عنه ليلتقط الأخر انفاسه بصعوبة قائلاََ بمكر قبل ان يغادر قاصداََ ذرع الشك بقلب الأخر حتى يطلقها :
الشال بتاعك نستيه عندي في الفيلا يا ميان هبعته ليكي مع السواق بليل !!!!!
ثم غادر و تركهم برفقة رجاله و الألم يعصف بجميع أنحاء جسده لكنه ابداََ لم يغفل عن اجراء اتصال لنرمين التي ما ان اجابت جاءها صوته الذي يقطر منه الشر و التوعد :
حسابنا ماخلصش جهزي نفسك انتي وهي قبركم اتحفر خلاص !!!
.........
ما ان خرجت من تلك المحنة توجهت حيث عمار الذي ما ان رأها نهض على الفور قائلاََ باعتذار :
عرفت اللي حصل حقك عليا ماعرفتش اكون جنبك، مع انك كنتي جدعة معايا اول ما وقعت في مصيبة
ربتت على كتفه وقالت بابتسامة :
انا عارفه اللي انت فيه، متشغلش بالك، عدت على خير الحمد لله.... المهم انت طمني عليك
ابتسم وقال بحماس :
كويس جداََ لينا معايا علطول مش بتفارقني ، واخدة بالها مني كويس اوي ، انا حاسس اني مش هطول هنا كان اغبى قرار خدته لما بعدتها عني وهي اصلا اللي مقوياني عشان اكمل
ابتسمت وقالت بسعادة لأجلهما :
فرحتني ، اتجدعن بقى عشان نفرح بيكم قريب
ابتسم وقال بلهفة :
اخف بس ان شاء الله و اطلع من هنا و هتجوزها علطول في يومها كمان
ضحكت بخفوت، ثم قالت بحرج :
لينا قالتلي انك زعلانة منها بسبب الكلام اللي قالته ليكي في لحظة غضب هي ندمانة والله و مكنش قصدها...متزعليش منها
ابتسمت وقالت بخفوت :
عارفه انه مش قصدها ، انا اصلاََ مش بعرف أفضل زعلانة منها هي او همس دول اخواتي مش بس اصحابي
ابتسم وقال بسعادة :
طب اقعدي يلا نفطر سوا.....لينا زمانها على وصول !!!
انهى جملته تزامناََ مع دخول لينا تحمل في يدها عدة حقائب ما ان رأت ميان ركضت إليها معانقة اياها بقوة وهي تقول باعتذار و ندم :
حقك عليا متزعليش مني ، قولت كلام اهبل و حتى لما حصلت المشكلة دي معاكي مكنتش موجودة و عرفت متأخر، سامحيني على تقصيري معاكي
بادلتها ميان العناق وقالت بابتسامة :
مش زعلانة
ابتسمت لينا بسعادة وجلس ثلاثتهم يتناولون الافطار سوياََ و قضوا وقتاََ طويلاً بعدها غادرت لينا برفقة ميان والاثنتان غافلتان عن تلك السيارة التي تلحق بهما في الخفاء !!!
.........
مر ما يقارب الشهر على الجميع عمار الذي و اخيراََ تم شفاءه على خير واليوم من المقرر عودته لحياته الطبيعية لقد طمأن الجميع عليه الفترة الماضية انه اضطر للسفر خارج البلاد لأمر هام
كانت ميان تعيش أيامها في توتر شديد وخوف من القادم، بالكاد تغادر المنزل، فما مرت به مؤخرًا لم يكن سهلاً أبدًا، وغدًا من المفترض أن يكون يوم زفافها، اليوم الذي يُفترض أن تغمرها فيه السعادة مثل أي عروس، لم تكن تشعر فيه سوى بالخوف مما ينتظرها....اتخذت قرارها أخيرًا، ستخبره بكل شيء، ستكشف له كل الحقائق، وستبوح بسرٍ آخر لم يطلع عليه أحد سواها !!!!
بينما سفيان طوال الايام الماضية كان يراقب تحركاتها جيداََ ، تتردد على منزل ذلك الضابط المدعو " كارم " و الذي تعرف عليه بقضيتها مع زاهر !!!
بينما قصي تمر الأيام عليه هو و سيلين التي بقت ايام تعتذر منه حتى تقبل اعتذارها ومن حينها تمر الأيام عليهما بسعادة استعدوا جيداََ للزفاف وكلاهما يشعران بالحماس و ينتظرون مجيء الغد بفارغ الصبر
كانت همس تقضي يومها اغلبه برفقة يزن الذي اعتاد على وجودها بحياته خاصة من بعد قراءة الفاتحة مهاتفتها كل يوم أساسي ينجذب إليها يوماََ بعد يوم حتى هي اختفى الخوف من قلبها رويداََ رويداََ حتى بدأت ترى انه مع مزيد من الوقت.....سينسى خطيبته الراحلة
كان كارم يتابعها من بعيد كل يوم و كلما رأى سعادتها يسعد لأجلها لكن بنفس الوقت يؤلمه قلبه يتمنى لو كان يتشارك معها كل تلك اللحظات....يتمنى لو كان جزءاََ منه و سبب تلك الضحكة التي تزين وجهها لكن تلك تبقى فقط أمنية !!!!
بينما كاميليا تنتظر مجيء الغد بفارغ الصبر لترى كيف ستتحول فرحة الجميع إلى ميتم !!
كانت نرمين طوال تلك الفترة لا تكف عن اشعال غضب سفيان تجاه ميان أكثر و أكثر و قد شعرت الاطمئنان لكون زاهر لم يفعل شيء للآن و تأكدت من حديث كاميليا انه فقط يهدد لكنها لا تعلم ان هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة !!!!!!
بعد أن علم رأفت من سالم ما فعلته فريدة اضطر ان يوافق على ذلك الزفاف مرغماََ و بداخله يشعر بالخوف على ابنته و يدعو الله ان تخرج من بين تلك العائلة سالمة دون أن يصيبها اي مكروه !!!!!
الجميع منهم من متحمس للغد ومنهم الخائف، ومنهم من يتمنى ان يتوقف الزمن......ولا يأتي الغد ابداََ
اياََ كان شعورهم فالغد لن يمر مرور الكرام بل هو يوماََ حافل بالمصائب كما يقولون.....لو يعرف كلاََ منهم ما ينتظره !!!!
.........
تعالى رنين جرس المنزل، ذهب كارم ليفتح الباب، ونصفه العلوي بدون ملابس، معتقداََ انه الحارس قد جاء بمسكن من الصيدلية المجاورة.....لكنه تفاجأ بميان أمامه حمحم بحرج ثم ارتدى القميص الذي بيده على الفور قائلاً باعتذار :
اسف فكرت حد تاني....اتفضلي
ردت عليه بخفوت وحرج :
حصل خير
ثم تابعت بابتسامة :
انا بس حبيت اشكر حضرتك على استضافتك لينا الشهر اللي فات وقفت معانا جامد اوي واسفين لو سببنا اي ازعاج ليك
نفى برأسه وقال بهدوء :
مفيش اي ازعاج بالعكس نورتوني والله، المهم انه بقى بخير
اومأت له وقالت بابتسامة صغيرة :
شكراََ مرة تانية وان شاء الله هنستناك مع والدتك في فرحي
اومأ لها وقال بهدوء :
الف مبروك......بس ممكن سؤال
اومأت له بنعم فاستأنف حديثه بحيرة :
ايه اللي يخلي واحدة زيك توافق تتجوز واحد زي سفيان ده، أصله الصراحة صعب اوي و تصرفاته تخلي اي واحدة تفكر الف مرة قبل ما توافق عليه
اومأت له وقالت بحزن :
غلطة غلطتها وبدفع تمنها
لم يفهم عليها لكنه نصحها قائلاََ :
على العموم انتي لسه على البر ، شخص زيه هيتعبك جداََ ، واسف في اللي هقوله هو معندهوش عزيز تعامله معاكي يوم القسم و شوية مواقف سمعتها من همس عرفت من كده، لأنه بيتكلم عليكي و انتي بنت خالته من لحمه و دمه و قدام الغريب يتوثق فيه ازاي ده
تنهد بحزن وقالت بتمني :
ياريتني كنت لسه على البر......ياريتني
ثم تابعت بابتسامة باهتة قبل ان تغادر من امامه :
انا هروح اشوف عمار ولينا عن اذنك
كادت أن تغادر، لكن خطواتها توقفت فجأة عندما رأت شابًا وسيمًا طويل القامة ذو بنية رياضية يدخل من باب الفيلا، كان يحمل في ملامحه مزيجًا من الثقة والهدوء، بمجرد أن وقعت عينا كارم عليه، ركض نحوه بلهفة واضحة، محتضنًا إياه بحرارة وهو يقول بسعادة واشتياق :
ليك واحشة يا بن عمي !!
شعرت ميان ببعض الحرج وهي تقف على مسافة منهما، فحمحمت بهدوء محاولة لفت الانتباه دون إزعاج،
ابتعد كارم عن الشاب، وكأنما تذكر وجودها، ثم أشار إليه بابتسامة عريضة بينما كانت عمار ولينا وهمس يأتون من خلفها :
فارس...فارس الحسيني، ابن عمي!!
رفعت ميان يدها بتردد بسيط وهي تبتسم بخجل وتصافحه قائلة بصوت خافت :
اتشرفت، أنا ميان القاضي
بادلها فارس ابتسامة ودودة، ورغم بساطة كلماته، حمل صوته نبرة رجولية دافئة وهو يرد ؛
الشرف ليا....يا ميان !!!
........
جاء اليوم المنتظر، وأقيم حفل زفاف سفيان وقصي العزايزي في أحد الفنادق الفاخرة، حيث تزينت القاعة بشكل يخطف الأنظار !!!
في جناح الفتيات، كانت سيلين تدور بفستان زفافها بسعادة غامرة، وجهها يشع فرحًا أما عن ميان فكانت تقف أمام المرآة بصمت تنظر لتفاصيل مظهرها الجميل، لكن عينيها عكستا قلقًا دفينًا وقلبًا يضطرب بخوف لم تستطع تفسيره
اقتربت همس من ميان وسألتها :
مالك يا ميان
لمعت اعين الأخرى بالدموع وقالت بحزن :
قلبي مقبوض يا همس، خايفة اوي من اللي جاي حاسة ان الليلة دي هتكون.....أسوأ يوم بحياتي !!
نفت همس برأسها وقالت :
خوف مش اكتر زي اي بنت....انتي داخلة على حياة جديدة الخوف ده طبيعي
نفت ميان برأسها غير مقتنعة بما تقول، حاوطت خصرها بيدها بحماية.....انه جنينها الذي علمت بوجوده منذ ما يزيد عن الأسبوع ولا احد يعلم بوجوده غيرها !!!!!
بدأ الزفاف بحضور الجميع كان سفيان صامتاََ طوال الوقت كل ما قاله بضع كلمات فقط، كذلك ميان الذي يزداد شعور الخوف بداخلها كلما مر الوقت عليها
تمايلت معه على انغام الموسيقى الهادئة بصمت قطعته هي قائلة بصوت خافت:
انهاردة انت اللي هتختار يا سفيان، يا يكون اليوم ده بداية جديدة لينا، يا نهاية سفيان و ميان للأبد، نهاية قصة مش هتتفتح تاني لأخر عمري وصدقني هتبقى دي الناهية
رد عليها بغموض :
مش وقت الكلام ده انسي كل حاجة دلوقتى، الليلة ليلتك زي ما بيقولوا......يا عروسة !!!!!
بينما على مقربة منهم كان قصي يحاوط خصر سيلين بسعادة مستنداََ بجبينه على خاصتها قائلاََ بعشق كبير :
مبروك عليا انتي يا روحي
ابتسمت بسعادة وقالت :
انا مبسوطة اوي يا قصي حاسة اني هطير من الفرحة، انا بحبك اوي
تنهد وقال بابتسامة عاشقة :
فرحتك مش حاجة جنب فرحتي، انا كنت يأست زمان ان احنا نكون لبعض، بس ربنا عوضني في الأخر بيكي
شبت على أطراف اصابعها ولثمت وجنته بخجل فاطلق الشباب صفيراََ عالياََ، سرعان ما دفنت وجهها بصدره بخجل فضحك عليها بقوة
كانت ميان تتابعهما بحرمان، كانت سعيدة لأجلهما، لكنها تمنت أن تعيش فرحة وسعادة مثل تلك التي تعيشها سيلين، والتي حرمتها منها فريدة.....ثم سفيان!!!
.........
على أحد الطاولات، كان كارم يجلس برفقة والدته وابن عمه فارس، الذي مال عليه وقال بهدوء :
عروسة ناقص ترقص من الفرحة والتانية في عنيها حرمان كأنها نفسها تكون مكانها وعريس ميقلش سعادة عن سعادة عروسته والتاني كأنه مغصوب مش طايق نفسه
رد عليه كارم بأسف :
علاقة سفيان بميان فيها غموض كتير معرفهوش، بس اللي اعرفه انها رمت نفسها في النار ، اللي اسمه سفيان ده صعب اوي و هتتعب معاه
صمت فارس ولم يعلق، ثم تابع حديثه مع كارم في موضوع آخر....بعد وقت قصير، وفجأة، دون أي مقدمات، صدع المكان صوت إطلاق نار فزع الجميع حينما وجدوا كارم يجثو فوق نادل، وقد مرت الرصاصة في الهواء، فقد لاحظ كارم حركته الغريبة منذ البداية، ثم إخراجه للسلاح خفية.....فركض كارم صوبه على الفور !!!!!
هدأ عمار الوضع، وسحبوا النادل للخارج، تمسكت سيلين بثياب قصي وقالت بخوف:
كان عايز يأذي مين وليه؟!
سؤال كانت تعلم إجابته ميان، التي كانت قد نسيت تمامًا ذلك الموضوع، وهي رغبة كاميليا في قتل قصي والتخلص منه.....والحمد لله أنها فشلت!!!!
........
بعد وقت طويل، انتهى الزفاف وغادر كل عريس مع عروسه، كانت فريدة تدخل إلى الفيلا برفقة عمار وسفيان وميان، بينما كانت إحدى الخادمات ترفع فستان زفافها من الخلف لتساعدها على المشي
أطلقت خادمة أخرى الزغاريد مهنئةً إياهم، بينما كان عمار ينظر إلى ميان بشفقة...لم تكن تستحق تلك الحياة، ولا زوجًا كشقيقه......انها تستحق الأفضل.
صعدت إلى الأعلى برفقته دون أن تلقي نظرة على نرمين، التي ظلت حبيسة غرفتها طوال اليوم، غاضبةً وحاقدة على ميان!!!
أرشدها إلى غرفة تبديل الثياب فدخلت، وأغلقت الباب خلفها ثم ابدلت ثيابها بصعوبة بينما هو بالخارج توقف عن تبديل ملابسه، ما إن وصلته عدة رسائل على هاتفه حتى فتحها لتتسع عيناه بصدمة
قبض يداه بغضب حتى برزت عروقه، فقد كانت الصور لميان في أحضان ذلك الحقير زاهر، في أوضاع غير لائقة هل كان ينقصه تلك الصور ليزداد غضبًا...يكفي ما وصل إليه عنها في الأيام الماضية، الحقيرة لم تكتفي بذلك، بل أقامت علاقة أيضًا مع ذلك الشرطي المدعو "كارم" !!!!!
كانت الغرفة ساكنة، لكن قلبها كان ينبض بجنون، هيئته المخيفة ما دخل إليها جعلتها تتراجع للحظة، لكنها عنفت نفسها وشجعتها على الحديث، فاقتربت منه وقالت بتردد :
انا عارفة ان اللي هقوله صعب ويمكن ماتصدقهوش كمان ، بس اللي خلاني اخد القرار ده هو اني عرفت بوجود ده من اسبوع تقريباََ
قالت الأخيرة وهي تمسك بيده تضعها على بطنها حيث موضع جنينها، ونظرت إلى عينيه لتكتشف رد فعله، فكانت ملامحه جامدة كالصخر، وكأن كل كلمة قالتها لم تعني له شيئًا، لكنه تحدث اخيرًا وسألها بتهكم:
طب يا ترى ابن مين فينا، أنا ولا زاهر....ولا كارم !!!
تفاجأت، وصدرت منها همسة مرتجفة:
انت بتقول إيه !!!
ابتسم ابتسامة لا تنم عن خير، ثم توجه إلى الباب وأغلقه بإحكام، لم تفهم لماذا، لكن شعورًا غريبًا تسلل إلى قلبها، قبل أن تسأله بتوجس:
إنت قفلت الباب ليه؟
اقترب منها، وفجأة صفعها على وجهها بكل قوة، فسقطت على الفراش، وتناثرت قطرات الدم من شفتيها، لم تدرك ما حدث إلا حينما رأته يشد حزامه حول يده، وعيناه تتوهجان بكراهية !!!!
في تلك اللحظة، أدركت أن شعورها كان على صواب، وان تلك الليلة ستكون الأسوأ في حياتها !!!!