رواية عجوز مستشفى الكفر الفصل الرابع 4 بقلم مروة حمدي / منى عبدالعزيز


رواية عجوز مستشفى الكفر الفصل الرابع 4 بقلم مروة حمدي / منى عبدالعزيز



فزورة النهارده من هو الصحابي الذي زكر اسمه بالقرآن الكريم.  

نازلين من العربية بسرعه باستعجال رجليهم مش لامسه الارض كل واحد جواه الف فكر وفكر.
عزت من جواه: اوعى يا حسين تكون استسلمت اوعى.
بخوف كمل: انا معرفتش حجم ال انت عشته غير لما اتحطيت فيه وقعت من طولى ازاى اقولك اوعى وانا نفسى وقعت ازاى!!
هدى بدموع مغرقة وشها : يارب غصب عنى من وجعى اى كلمه خرجت منى كانت من قهرة قلبى، حسين ده حب حياتى وعشرة عمرى لو راح منى انا هعمل ايه؟ هعيش ازاى وليه! يارب أرف بحالى يارب.
سهير بنغزة فى قلبها: أعوذ بالله ايه النغزة دى؟ قلبى زى ما يكون اتعصر مرة واحده يا ترى فى ايه؟ معقولة يكون فى حاجه حصلت؟ 
هزت رأسها بسرعه: لا لا انشالله مفيش حاجه اكيد اكيد ده من التعب لأنى مرتحتش من هنا لهنا ده غير التوتر ال الواحد فيه
النغزة زادت وحاسة بضيقة بتزيد وقفت وهى سانده على الحيط ودمعه وحده نزلت من عينها مسحتها باستغراب وايد بترتعش وبخضه: هو فى ايه؟ 

عينها جات على هدى وحالتها زى ما تكوت رجليها بتطير مش بتمشى:الله يكون فى عونك يا هدى انا كلمتين وحالتى حالة حتى النفس مش قادرة أخده وانتى قلبك موجوع مابين جوزك وبنتك ووجع السنين ربنا ما يكتب عليكى وجع تانى.
اخدت نفس طويل: لازم اخلى مريم تكلم امها لازم اطمئن قلبها ودى اقل حاجه اقدر أعملها وده اكيد هيهون عليها كتير.
وبقلق كملت: حتى انا عايزة اطمئن حاسة بقبضه فى قلبى لولا خوفى منهم كنت طلعت التليفون وكلمتهم.
اطمئن على حسين وأى حجه اتصرف واكلمهم بعيد عنهم.
راحوا على العنايه وقفوا قدام الازاز هدى بهمس: حسين!
سهير شهقت شهقة مكتومه وهى شايفه منظر حسين والاجهزة متوصله بيه وهو نايم على السرير مش بيتحرك وبذرة ندم بدأت تكبر جواها: انا مكنتش متخيلة ان هيحصل كده او ان حالته هتوصل لكده!
عزت بوجع على صاحب عمره بهمس مسموع ليهم التلاته: اوعى يا حسين اوعى
بصت سهير لعزت باستغراب  اول مرة تشوف الضعف ده فى عينيه: هو فى ايه؟ ايه الغموض ده! مالك يا عزت ده انت يوم تعب والدك ووفاته مشفتش الكسرة ال فى صوتك ولا النظرة ال فى عينك دى مرة تقع من طولك ومرة تبكى! بتبكى يا عزت! ليه حاسه انى غلطت ما هو ال انا شيفاه ده مش طبيعى ووجع قلبى ال بيزيد ده مش طبيعى انا لازم اكلم ابنى لازم اطمئن عليه.
بطلع تليفونها
خرجت الممرضه ليهم: مدام هدى الدكتور مستنى حضرتك من بدرى اتفضلى معايا.
سهير بسرعه رجعته تانى وراحت معاهم للدكتور.
ال اول ماهدى شافته هى وعزت فى صوت واحد: حسين كويس! 
الدكتور: اتفضلوا الاول.
قعدوا التلاته قدامه بدأت هدى: طمئنى ارجوك.
الدكتور: مدام هدى انا زى ما قولت لحضرتك قبل كده، دكتور حسين مشكلته واضح انها نفسيه بدليل انه حاليا فاق بس مش بيدى اى رد فعل.
عزت باستفسار: معلش يا دكتور توضح لانى مش فاهم.
الدكتور: دكتور حسين مؤشراته الحيويه كلها بتقول انه حاليا تخطى مرحلة الخطر بس..
هدى وعزت : بس ايه؟
الدكتور: دكتور حسين رافض او ممتنع او فاقد الرغبة فى التجاوب معانا.
هدى: يعنى ايه!
الدكتور: للاسف زى مايكون رافض الرغبة فى الحياة ودى بداية اكتئاب اخاف يوصل بيه لمرحله انه ياذى نفسه.
شهقت سهير: يعنى قصدك انه ممكن...
 هدى بدموع: لا حسين قوى عمره ما يفكر يعمل كده.
الدكتور: انا ال طالبه منكم انكم تكلموه اعرفه منه سبب حالته والعلاج وقتها هيبقى فى ايدكم لانه عضويا بالنسالبنا حاليا مفيش مشكله لكن عدم رده على الدكاترة او ابداء اى رد فعل معاهم ده مش عضوى زى ما قولتلكم هو فقد الرغبة فى التواصل 
عزت بعصبية: لا يعنى فقد رغبة لاااا مش هسمحله يهرب.
خرج عزت بعصبية وهدى بتخرج وراه هى وسهير وقف الدكتور هدى وقالها: سبيه يا مدام يطلع معاه شحنه غضبه يمكن تكون هى دى ال هترجعه تانى لما يحس ان وجوده مهم بالنسبالكم.
هدى: يحس! ومهم حسين هو كل حاجه يا دكتور مش عزت بس ال لازم يتكلم انا كمان ليا عتاب كبير معاه.
قالتها وخرجت وراهم.
عزت اول ما دخل على حسين عصبيته كلها اتبخرت وهو شايفه نايم وباصص للسقف مش بيحرك حتى جفن

عزت وقف قدام السرير وبصوت موجوع: حسين.
ما ردش.
رجع تانى نادى بصوت ظهرت فيه بوادر بكا: حسين.
برضه مردش، عزت: مريم لسه عايشة.
هنا حسين عنيه اتحركت وحات على عزت وبصله بعيون مدمعه وعزت هز رأسه بياكدله: عايشة يا حسين ومحتاجك جنبى نرجعهم انا لوحدى مش قادر جربت ووقعت من طولى اقف معايا نرجع أولادنا لحضننا اكيد فى حل اكيد فى حل والاكيد انى من غيرك مش هعرف ولا هقدر متسبنيش ومش علشان خاطرى أنا بس مع أنى عارف ومتاكد  ان خاطرى عندك غالى قوى بس علشان خاطر مريم.
حسين بتهته: مريم.
عزت: مريم واحمد 
هدى ال دخلت بصوت بيعاتب: وانا حسين ماليش خاطر عندك.
بصلها حسين بوجع وهى بدموع: بقا دى أخرتها يا حسين عايز تسبنى لوحدى! قولى هدى هتعمل ايه من غير حسين فى حياتها، انا كل مصيبة ووقهره كنت بطمئن بايدك ال بتطبطب عليا، حضن ايديك وهى بتدفينى وانت بتهمسلى انا هنا جنبك كل ما أضعف، تيجى فى اصعب اختبار وتسبنى! تهرب وتغمض عيونك وانت شايفينى مفتحه عنيا وانا شايفه اكتر كابوس مرر عليا النوم بيحصل قدامى! هونت عليك! ودلوقت برضه هونت عليك وانت عايز تكمل فى هروبك وتسبنى اواجهه ده كله لوحدى! طب ازاى! قولى ازاى من غيرك! عمرك ما عودتنى اقف فى وش التيار دايما كنت بتمسك ايدى وتوقفنى وراء ظهرك وتقولى انا موجود جاى دلوقت تسبنى يا حسين.
بصعوبه رفع ايده فى الهواء ناحيتها وبصوت بيتنفض: هدى.
جريت عليه قعدت على ركبها ومسكت ايده باسمها بدموع: ما تسبنيش 
حسين: سامحينى.
هدى مدت اديها مسحت على شعره بحنان: قوم انا ومريم محتاجينك.
حسين: مريم ، جات، طب عرفتى مكانها!
عزت وهو بيبص على سهير ال رجعت خطوة لورا: لا بس عارفين ال يعرف.
بص حسين على سهير وواضح عليه أنه مش فاهم.
سهير بصت فى الأرض وما اتكلمتش 
عزت: اظن انه ان الاوان انك تقولى هما فين!
حسين  اتعدل بضعف جريت هدي تساعدة في قاعدته  وبصوت يدوب طالع قالها…. انتى عارفة مكانهم يا سهير. 
سهير اتنهدت وهزت راسها ومتكلمتش. 
حسين برجاء قال… سهير مش وقت سكوت مهما حصل ممكن نقدر نلحقهم  سكوتك دا مش حماية ليهم بالعكس دا ممكن  يكون سبب كارثة لينا كلنا. 
سهير بعصبية… كفاية بقي كلام واللغاز كل كلامكم مصيبة كارثة  محدش فيكم كلف خاطرة يفهمني في اي لو مصيبة انا كنت عملت اي انا ام شفت ابني وحيدي بيتألم من الحب ساعدته هو، والبنت اللي حبها عملتوا حصار ما بينهم واتكتفتم انتم التلاته كأنك اعداء لينا انا وهو ومريم هم  نفيش سبب مقنع ليهم لرفضكم وانتم  اكتر من الاخوات حتى بعد اللي حصل بردو زي ما انتم وانا كل   مادخل عليكم وانتم بتكلموا تقطعوا كلامكم كأن اللي دخلت عليكم دي غريبة  لو سألت عن سبب الرفض  تغيروا الموضوع، حسستوني اني مش قد ثقتكم وكل دا ولا فرق معايا غير سعادة ابني ومريم يبقي اي الكارثة اللي عملتها. 
اديرت لهدي واخدت نفس… هدي انا ما سرقتش حلمك ببنتك فرحتك  انتي اللي حرمتي نفسك منها  قلبي وجعني عليها زي ما  وجعني لكن ابني انتي اللي بعدتي بنتك عنك حمايتك ليها وخوفك اللي مش مبرر  والرفض اللي ملوش سببب  ما اخدتيش بالك انك بتخسري بنتك اللي كل يوم بتنطفي عن اليوم اللي قبله، أسئلة كتير جواها كلها ليه مهيش لقيه ليها اجابة حتى لما بتسألني  مبلقيش ردعلى سؤالها كلمة ليه وعشان ايه خلالها بعيد اوي عنك،  وانتي بدل ما تقربيها منك كنتي سجان واقف بفتاح ممنوع من فتح زنزانة المسجون البريئ. 

عزت بص لسهير بعصبية وبصوت عالي قالها… سهير  انتي بتحكمي على نفسك  بالعذاب كل اللي قولتيه دا ملوش فايدة دلوقتى  اللي هتسمعيه مش هتقدري تستحملي سهير انطقي الولاد فين. 

سهير كتفت اديها قدام صدرها وبصوت رسمت فيه القوة… أسفه  مش هقدر اقول  سعدتهم بوجودهم مع بعض. 
عزت بصريخ وبعصبية… انتي مش فاهمه حاجه  انطقي يا سهير قبل ما تندمي طول عمرك. 
سهير… اهو رجعت للالغاز  وكلام اللي مش مفهوم. 
حسين بصت لها، وبصوت، متحشرج من محاولة  الكلام بهدوء قال… عاوزة تعرفي اي يا سهير تعرفي انك بعملتك ليهم حكمتي عليهم بالموت. 
سهير بستهزاء… الموت دا حق ملناش تدخل فيه  لو كل اتنين اتحوزوا  ماتوا كانت الدنيا ماعمرتش بلاش تدخلي بكلام تافه. 
حسين بصعوبة في الكلام  … انا للحظه دي مشفق عليكي لكن مدام وخده الامور بسخرية واستهزاء  هقولك اللي عزت كان رحيم بيكي ورفض انك تعرفية. 
هدي بدموع وصوت متحشرج من البكاء…  صدقيني يا سهير  مش هتستحملي اللي هتعرفية. 
سهير…  اينا كان اللي هيتقال انا اللي اقرر واكلم هستحمل او لاء لكن تقرروا وتدوا لنفسكم حق مش حقوكم. 

حسين مسك ايد هدي وضغط  عليها بحنان وضعف   وقالها… سامحيني ياهدي مكنتش حابب تسمعي الكلام دا مرة تانية وترجعي تتوجعي من جديد. 
هدي بنفس حالتها… منستهوش ياحسين عشان افتكرة  كل ثانية بتعدي عليا وهم مش بيروحوا عن بالي وكل مرة بقول  لو كنت عرفت قبلها كنت حمتهم وخبتهم في ئومقم. 

هدي بصت لعزت الواقف وعيونه بتطلع من مكانها… عزت اقعد جنب سهير هتحتاجك جنبها. 

 حسين بص لسهير وبوجع وصوت مهزوز… سهير لو في يوم حد جه وقالك انك في يوم هتخسري ابنك وقالك على علامات ودلاليل على اليوم دا  هتصدقيه. 
سهير هزت راسها بحيرة رفعت عيونها ناحيه عزت اللي وشه بقي كله هم وحزن عيونها راخت ناحيه هدي اللي دموعها مغرقة وشها، وبتتهز وهي بتكتم شهقاتها…  أكيد لاء طبعاً  الاعمار بيدي الله ومين اللي عنده العلم دا أصلاً  ربنا ادنا عقل نميز بيه. 
حسين بضعف… ونعم بالله العلي العظيم  عندك حق  بكلامك  بس لو قولتلك كنت زيك بالظبط  مش مقتنع وبتريق على اللي قال الكلام دا وتقريبا نسيته لحد. 
هدي مسكت ايد حسين  اللي جسمه كله بيتنفض  وقالت له… حسين  انت تعبان  بلاش كلام دلوقتي خلينا نأجلها بعدين. 
حسين  ضغط على ايدها وقال… لاء مش هنأجل يا هدي  غلطنا مرة وبسببها مريم واحمد بعدوا وياعالم نلحقهم ولا خلاص هيروحوا زي اللي راحوا. 

عزت بهم وبصوت ضعيف اول ما سمع اسم ابنه وقال… لا صدقي يا سهير انا كمان كنت زيك اول مرة سمعت الكلام دا في نفس اليوم والمكان اللي اتقال لحسين اتقالي… هتكون مقطوع من شجرة وهيجيلك اللي هيصلب طولك  بعد سنين وحكماء   هيكون  دراعك ورجلك وعيونك اللي هتشوف بيها وفي اليوم اللي هتعيش عمرك  بتحلم بيه  هتشرب من نفس كاس صاحبك. 
سهير بلعت ريقها وبلجلجة وعصبيه في نفس الوقت…  انا مش فاهمة حاجة  اي الكلام الغريب اللي بتقولوه اللغاز وكلام ميدخلش المخ. 
هدي بصت لحسين  وبهدوء قالت وهي بطبطب على ايد حسين… كنت زيك كدا مش مقطنعه بالكلام دا ولحد دلوقتي  مش مقطتنعه بيه وعندي يقين ان كل حاجه  بايد ربنا وان علمه مش عند حد من عباده ولو حقيقي ربنا كتبلي الوجع للمرة التالته  فأنا وثقة في ربنا انه هيرجهم لينا ومش هيوجع قلبنا عليهم ببركة دعانا كل ليلة  وزي ما بيقلوا الدعاء بيغير القدر وأنا عندي يقين ان ربنا هيتقبل دعوتنا. 

حسين هز راسه وقال…  يارب انت عالم بحالي  انا كنت راضي  واسترجعت أدهم  وتقبلت موته لولي وجعتي الثانية  أدم وكلام رشدي اللي رجع كل حاجه  قدامي زي شريط السينما وكل كلمة  اتعادت قدام عيوني. 
سهير بنغزة في قلبها قالت بصوت مهزوز… الله يرحمهم بس اي علاقتهم بجواز مريم واحمد. 
عزت بوجع… يعني  بعد كل اللي سمعتيه دا  ومفهمتيش  معناه. 
سهيڕ… ا لو على كلام هدي كل اللي فهمته انها بتدعي ربنا  ينجي بنتها من حاجه  مخوفها  لكن سواء كلامك او كلام حسين اكيد مفهمتش منه حاجه  . 
حسين… براحة عليها يا عزت  وانتي يا سهير هتعرفي كل حاجه، سهير اكيد انتي عارفه اني صدقتي انا وعزت بدءت واحنا دكاترة صغيرين  أيام التكليف في مستشفى  الكفرفي بلد هدي. 
سهير… ايوا عزت، حكالي عن صدقتكم اللي بدءت اول مشتغلتم هناك،  حسين كل دا ملهوش لازمه عندي اللي عاوزة اعرفه اي الحكاية وكلامك الغريب اللي بتقولوه انت وعزت. 
حسين اتنهد وقال بعد وفاة ادهم  ادم كان متأثر جداً  بوفاة اخوة اعتزل الدنيا  واهمل دراسته  بعد كلام كتير مني ومن هدي  قدر يخرج من عزلته ورجع الجامعه وبعد فترة اتعرف على زملته وحبها وبعد التخرج  جه وقال ليا انا ومامته وعشان نفرحه ونخليه ينسي حزنه خطبنا له البنت وبعد كام شهر عملنا الفرح في اكبر اوتيل في البلد. 

غمض عيونه ورجع بذاكرته  لعشر سنين.  
يومها كنت واقف على باب القاعه والفرحه مش سيعانى وانا شايف ابنى  عريس وبيتجوز والفرحه فى عنيه وهو قاعد جنب عروسته وطبعا اى اب وام فى الوقت ده بيعيشوا اسعد لحظات حياتهم إلا أنا كان جوايا مشاعر كتير متلخبطة مابين  فرحه وجع وانا بشوف أدهم فى ادم شايفهم بيتجوزوا فى نفس اليوم مع بعض وفى عز ما انا سرحان ومتخيلهم لقيت ايد اتحطت على كتفى وحد بينادى باسمى: حسين
لفيت اشوف مين لقيت واحد شكله غريب شويه بس ملامحه زى ما اكون عارفاها.
اتفاجئت بيه وهو بياخدنى بالحضن وييقولى: حسين الباشا! انا مش مصدق نفسى بعد السنين دى كلها!
حسين: معلش مش واخد لبالى.
الشخص: بقا كده يا حسين نسيتني نسيت رشدى الخيام! مستشفى الكفر.
حسين بزهول وهو بيبص لشكله وملامحه: معقوله انت رشدى.
وقتها رشدى كان لابس بدله شيك سموكى وبابيون و ماسك كمان وشعره طويل ملموم فى ديل حصان.
حسين: معقول انت الدكتور رشدى الخيام من مستشفى الكفر.
رشدى: يا عم انا سبت الطب من عشرين سنه واشتغلت الحاجه ال بحبها.
حسين: الكمان.
لسه هيرد جات وحده وقفت وقالت يالا يا فنان اتاخرنا.
رشدى: جاى يا روحى.
بصلى وقالى: بعد اذنك يا حسين اخلص الفقرة واجيلك قوام.
جتى يتحرك مسكته من كتفه : انا مش فاهم حاجه وانت هنا بتعمل ايه.
رد عليا بابتسامه وقالى: انا هخلص وراجعلك وهفهمك كل حاجه بس انت استنى ما تمشيش.
حسين بصت عليه لقيته طلع الاستدج وقعد جنب الموسيقيين وقعد يعزف صحيح كنا كتير بنسهر ايام المستشفى وهو بيغني  ويعزف لنا،  بعد ما خلص  الفقرة  جه وقعد معايا على. طربيزة  اخر القاعة. 
رشدي…  سوري يا حسين اتاخرت عليك  بس الوصلة بتاخد ساعة وجيجي  بتوقف المسرح والوصلة بتتاخر اكتر من ساعة.. 
حسين بعدم فهم  لكلامه… رشيدي انا مش فاهم كلامك بس مش مهم فهمني اي اللي انت فيه دا. 
رشيدي… حكاية طويلة  مش، وقته خالص  اديني رقم تليفونك  نحدد معاد معاك ونتقابل حسين انت  لسه فاكر حد من شلة مستشفى، الكفر. 
حسين… مفيش غير عزت  البوهى فاكرة الدكتور  الصيدلي. 
رشدي… ايوا الحليوه  ابو دم خفيف دا  فاكرة. 
حسين رفع ايده وشاور لعزت اللي  قاعد في طربيزة  قصاده من الجهه التانيه  انه يجي عنده. 

عزت اول ما حسين شاور قام وقف وراح له… حسين في حاجه  شاورت لي. 
حسين شاور على رشدي وقاله… في حد تعرفه حابب يسلم عليك. 
رشدي قام وقف وابتسامه على وشه مد ايده لعزت وقاله… لسه قمور وحلوة زي ما انت يا زيزو. 
عزت بستغراب بص لحسين  ورحع بص لرشدي وقال… زيزوا  دي بتاعت واحد بس كان بيناديني بيها زمان. 

رشدي بضحك غمز له… واهو قدامك بشحمه ولحمه. 
عزت فتح بوقه بذهول وقال…. روشدي الخيام!؟ 
رشدي حضن عزت وقال… ايوا رشدي، يا زيزو. 
حسين قاله… انا عملت زيك بالظبط  مكنتش مصدق اول ما شفته. 
رشدي بستعجال… بقولكم اي  تعالوا نمشي بسرعه من هنا قبل الوصله التانية ما تبداء، واتلخم مع الفرقة وتمشوا وانا ملحقتش اشبع منكم. 
حسين… نمشي فين انا مش هقدر امشي واسيب الفرح. 
رشدي…  ليه هم صحاب الفرح يقربولك. 
حسين… دا فرح ابني أدم  . 
رشدي بذهول شهق جامد وبلجلجة… بتقول اي فرح ابنك. 
عزت بضحكة… في اي يابني مالك وشك قلب كدا ليه. 
رشدي… معقولة يا حسين  انت بتجوز ابنك بسهوله كدا ازاي قدرت تعمل كدا. 
حسين باستنكار… بسهولة يعني ايه واي اللي عملته في جواز ابني. 
رشدي بص لعزت… عزت انت سامع كلام حسين وساكت ليه ما منعتهوش. 
عزت…. وامنع حسين يجوز ابنه ليه 
رشدي… لا انتم أكيد يا ناسين يا اما انتم مجانين،  نسيتوا زمان والكلام اللي اتقال  
حسين… بعصبيه كلام اي اللي بتقول عليه. 
رشدي…  مفيش، وقت امنع الجوزة دي باي شكل. 
حسين بعصبيه  وصوت بدء يعلي  …  انت مجنون يا رشدي هو اي اللي امنع الجوزة. 
رشدي… لو عاوز ابنك يروح من بين ايدك، كمل الغرح لكن لو خايف عليه امنع المصيبة دي. 
عزت قرب من حسين اللي مسك في هدوم رشدي وقاله… اهدي يا حسين المعزيم اخدوا بالهم بلاش تبوظ فرح ادم وضيع فرحته.
ادير لرشدي وقاله… امشي يا رشدي دلوقتي  بعدين نتكلم. 
رشدي بحده… افهم يا حسين انا قلبي عليك  فاكر كلام الست لما قالت لك في عز فرحك قلبك يتوجع. 

حسين قعد على الكرسي  بقوة وبصوت مهزوز…  انت بتقول اي.. 
رشدي… زي ما سمعت يا حسين  وأنا خير دليل على  صدقها وصحت كلامها  وكل كلمه قالتها لي حصلت بالفعل.
عزت بلع ريقه وقال… مش وقت الكلام دا يا رشدي وانت يا حسين  هدي نفسك رشدي أكيد مش قصدة حاجه
سكت  اول ما شاف اللي  جايه عليه وبرقة قالت..: بابي  ماما بتقول لحضرتك  تعالي اصور مع أدم قبل الزفة ما تبدء ويمشي لشقته. 
حسين  ابتسم لها بصعوبه وقال لها…  شوية يا مريم وجاي وراكي. 

رشدي بعصبية… حسين  اسمع كلامي  ولا انا  هصرف.
 
عزت وقف قدام حسين وحط ايده على كتفه وقاله.. 
 قوم سلم على ابنك واصور معه  وانا هكلم مع رشدي. 

مشي حسين بعد رجاء عزت ليه  وقلبه بينغز عليه وقف سلم على ابنه واخده بالاحضان  طبطب على كتفه وهمس لنفسه… عمري ما قلقت ولا خفت قد دلوقتي  طول عمري  وانا قوي ومخفش بسهوله. 
رسدي شاورعلى حسين وبيكلم عزت… عجبك عمايل صحبك  دا اكيد اجنن. 
عزت مسك ايد  رشدي وخرج برة القاعة وقاله… رشدي  
وطى صوتك ايه الجنان ال بتقوله ده انت ناسى اننا فى القاعه وفى ناس ومعازيم حواليك؟! 
رشدى: هيضيع ابنه يا عزت وقفه هيضيع ابنه وهيندم.
سكت صوت الموسيقى والزفة والمعازيم خرجوا ورا العريس والعروسة.
رشدى بص لعزت: انا كده خليت بذنبى كنت فاكركم اعقل من كده.
ومشى وسابهم.
عزت ضرب ايديه فىى بعض وهو شايفه ماشى متعصب : لسه زى ما انت ما يارشدى مجنون وهربانه منك.
وقف رشدى جنب الفرقه وعزت عينه عليه وبيسال نفسه: من دكتور لعازف فى فرقة؟! 
كلام الست يومها انعاد جواه وهى بتقول لرشدى: طير مهاجر ومالكش عش بس فى الاخر ال بتنام وايدك حضناه هتنوله وتكمل معاه.
افتكر رشدى وهو فى السكن وكان كل يوم ينام وهو حاضن الكمنجه بعد ما بيعزف عليها ويروح فى النوم
رجع بص لرشدى ال كان باين عليه التاثر والهم وهو واقف مع زمايله وساكت وقتها حسب بنغزة فى قلبه وغصب عنه سأل نفسه وقال: معقول يكون..
مكملش باقى السؤال وهو بيهز راسه: لا لا ايه هو انا هعوم على عوم رشدى المجنون! لا طبعا...
وخرج بسرعه ورا حسين يلحق الزفة ولسه كلام رشدى مأثر فيه مهمها حاول يخبى عن ال حواليه خصوصا حسين ال كان باين على ملامحه التوتر والقلق ومسكته لايد ابنه زى ما يكون خايف يتاخد او يهرب منه. 

خلصت الزفة وحسين ساق بنفسه العربية ووصل ابنه وعروسته لشقتهم.
قدام باب الشقة هدى بضحكه: الله يا حسين ايه الحكاية سيب الولد يدخل لعروسته ده انا ال مفروض اعمل كده مش انت؟ بقالك ساعه حاضنه ومش عايز تسيبه.
حسين فى نفسه: اقولك ايه يا هدى، اقولك انى أنا مش عارف اشبع من حضنه؟! عايز اعبى صدرى من ريحته حاسس انه واحشنى أقوى حتى وهو فى حضنى حاسس بالخوف والقلق.
خرج من أفكاره على شده هدى ليه من دراعه: طب اوعى بقا اخد انا كمان دورى علشان بغير.
حضنت هدى ابنها وباسته دوعتله من قلبها وبدموع فرحه مسحتها: يالا يا حبيبى ادخل لعروستك ربنا يهنيكم ولو احتاجت حاجه رن عليا انا صاحيه مش هنام هنزلك على طول.

نزلوا وحسين عنيه على الباب وابنه قفل ودخل صوت قفلة الباب وقع قلبه فى رجليه خلاه وقف مكانه..
هدى باستعجاب: الله يا حسين ايه عمايلك دى اشحال الشقة فوق الشقة.
حسين بهمس مسموع: انا مش هرتاح ولا هيجينى نوم الليله دى!
هدى: ومين قالك فى نوم؟ اومال مين هيساعدنى فى تحضير الفطور للعرسان لازم يجهز بدرى علشان يلحقوا يفطروا قبل ما يسافروا الصبح بدرى.
بصلها حسين وهنا جه فى باله خاطر وبص لهدى: استحاله هسمحله يسافر ولا يتحرك من هنا....




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة