
رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الرابع 4 بقلم صفاء حسني
قبل ما المدير ونوجة وفلة يكملوا كلامهم…
زينب دخلت من الخلف مع البنات.
إشارة صغيرة منها، والبنات رشوا شطة على عيونهم فجأة، الصريخ ملأ المكان.
– المدير: "آآآه! إنتى بتعملي إيه يا مجنونة؟!"
زينب وقفت قدامه بثبات، وضحكت بسخرية:
– "هو إنت لسه مشُفتش الجنان على أصوله… اصبر عليا."
شدوه ورموه على كرسي، وربطوه بحبال غسيل لحد رجليه، وفضل يحاول يفك نفسه وهو يصرخ.
– زينب بصوت حاد: "إنت سهرتني صبحية… ولازم أفهم منك. كان عايز منى إيه الشاب ده؟ وإيه حكاية إن أنا عزلجت معاك فبعتني ليه؟ انطق!"
المدير وهو بيدعك عيونه من الشطة ويحلف:
– "والله ما أعرف حاجة! أنا كل تعاملي مع مدام نهال… ماليش علاقة بجاسر."
زينب رفعت حواجبها بدهشة، وقالت بحدة:
– "مين جاسر ده؟ آه… تقصد الشاب اللي تابعكم! إوعى تلعب بديلك… براحتك، بكرة البنات هتيجي ونفهم الفولة كلها. ولسه قدامك ساعتين على الفجر يشقشق."
فعلاً البنات فضلوا يحرصوا المكان طول الليل. وزينب بتنظمهم:
– "معلش يا بنات… كل واحدة تقوم تصلي لوحدها، عشان الناس دي مش مضمونة. اللي تخلص صلاة تقعد مكانها."
وبالفعل… واحدة ورا التانية صلوا ورجعوا مكانهم، لحد ما نور الصبح بدأ يبان من الشباك.
وزياد، من بعيد، واقف متابع كل حاجة… من غير ما يتدخل.
إيمان كانت نايمة على السرير، ومؤمن جنبها، فجأة شد وجع قوي في بطنها. شهقت وحطت إيدها على جنبها، وصوتها اتقطع:
إيمان (وهي بتصرخ):
"آااه يا مؤمن… بطني!!"
صحى مؤمن مفزوع، قام بسرعة وهو مش عارف يمد إيده فين ولا يعمل إيه:
مؤمن:
"إيمان! مالك؟! أعمل إيه؟ أجيب ميه؟ أوديك المستشفى دلوقتي؟!"
دموع إيمان نزلت من شدة الوجع وهي ماسكة في إيده:
إيمان (بصوت مكسور):
"اتصل… اتصل بماما يا مؤمن… بسرعة."
جرى على الموبايل واتصل. كانت سعاد بتقوم تصلي الفجر، أول ما شافت رقم مؤمن ردت بسرعة:
سعاد (بقلق):
"خير يا ابني؟"
مؤمن (مستعجل):
"ألو… طنط سعاد، إيمان تعبانة أوي!"
رجع لها مرتبك وهو بيطمنها:
مؤمن:
"اتصلت بطنط سعاد… جاية فورًا."
هزت إيمان رأسها وهي بتئن:
إيمان:
"وكمان… كلم ماما منى… هتزعل لو ماعرفتش… وخلي بالك من حياة ومراد يا مؤمن… لو حصلي حاجة."
ابتلع مؤمن ريقه، الدموع في عينيه:
مؤمن:
"حاضر يا حبيبتي، بس إوعي تقولي كده… إنتي هتكوني بخير."
فتح الموبايل واتصل بمنى. كانت نايمة، سمعت التليفون فرفضت وهي مش شايفة الرقم. رجع يتصل تاني، المرة دي ردت وهي لسه نص نايمة:
منى (متضايقة):
"آلو؟"
سمعت صريخ إيمان في الخلفية فانتفضت:
منى (بصوت عالي):
"مالها بنتي؟!"
مؤمن (مرتبك):
"تعبانة… احتمال تولد!"
صرخت منى في التليفون:
منى:
"إوعى تتحرك من غيري يا مؤمن! أقسم بالله لو مشيت بيها قبلي… هيكون ليا معاك زعلة كبيرة."
هز رأسه وهو ماسك الموبايل:
مؤمن:
"حاضر… حاضر يا طنط منى."
زاد الألم أكتر، وإيمان بدأت تصرخ وتبكي:
إيمان (بصوت متقطع):
"الوجع مش طبيعي… هات… هات شنطة البيبي بسرعة… يمكن تكون ولادة."
جرى مؤمن ناحية الأوضة وهو مش عارف يسيطر على توتره، قلبه واقع بين إيديه، وهو بيدور على شنطة البيبي.
فتح مؤمن الباب بسرعة، ولقى سعاد واقفة ومعاها ابنها حسن (16 سنة). أول ما دخلوا، جريت سعاد على إيمان اللي كانت على الكنبة، متشنجة من الوجع.
سعاد (بقلق):
"قربت يا قلبي… استحملي شوية."
دموع إيمان نزلت وهي بتبص لأمها:
إيمان:
"مش عارفة يا ماما… بطني بتتقطع… والوجع مش عارفة أحدده فين."
سألت سعاد بسرعة:
سعاد:
"فين حياة ومراد؟"
إيمان بصعوبة ردت:
إيمان:
"نايمين جوه."
سعاد بصت لحسن:
سعاد:
"يا حسن، أقعد مع ولاد أختك لحد ما نرجع من المستشفى."
هز حسن رأسه بتأكيد:
حسن:
"تمام يا ماما… ماتخافيش."
في اللحظة دي دخلت منى بسرعة، أول ما عينها وقعت على سعاد حسّت بغيرة مكتومة، بس خبّت إحساسها. قربت من إيمان، خدت منها شنطة البيبي وهي بتلوم مؤمن بنبرة عتاب:
منى:
"بعد كده يا مؤمن، تسجل اسمي عندك ماما… عشان أول واحدة تفتكر تتصل بيها."
مؤمن اتلخبط، حس بالإحراج، وحمد ربنا إن إيمان قبل كده نبهته يتصل بمنى، وإلا كان ممكن ينسى.
منى سألت بتركيز:
منى:
"فين حياة ومراد؟"
ردت سعاد بهدوء:
سعاد:
"حسن جوه معاهم."
منى اتنرفزت:
منى (بحزم):
"لأ طبعًا… مينفعش! مش ينفع هسيبهم مع ابن اللي كان هيقتل بنتي. هات الأطفال يا مؤمن معانا، وأنا هكلم عماد ييجي ياخدهم يقعدوا عندنا أو عند والدتك."
وش سعاد اتغير، وزعل باين في كلامها وهي بتعاتب:
سعاد:
"عيب يا مدام منى… حسن أخو إيمان، وبيحبها… ماتحسيبش أي طفل بذنب أهله."
الجو اتوتر أكتر، وإيمان وسط وجعها بدأت تبص لهم برجاء، عايزة تهدي الموقف.
فجأة، وسط صوت الجدال والشد بين سعاد ومنى، صرخت إيمان بأعلى صوتها من الألم:
إيمان (بدموع ووجع):
"حرام عليكم… أقسم بالله حرام!
سنة كاملة عايشة في العذاب… شايلة اتهام منك ليها وحزنها، وخوف يفضل مطاردني. بقيت أخاف أطلب حاجة من أي حد عشان ما أشوفش الخناق ده!"
انحنت على بطنها، وصرخت تاني بصوت يقطع القلب:
إيمان:
"خدني يا مومن على المستشفى… سيبهم يتخانقوا مع بعض!
اتصل ب ولدتك تخد بالها من أولادي… مدام ربنا كاتب عليا أتحرم دايمًا من أحبابي!"
السكوت غطّى المكان للحظات، كل العيون راحت لإيمان، دموعها ووجعها كسّروا أي كلام.
مؤمن اتلخبط، دموعه نزلت وهو بيشيلها بسرعة.
مؤمن (بصوت مكسور):
"حاضر يا حبيبتي… استحملي، هنروح المستشفى دلوقتي."
منى وسعاد اتبادلتوا نظرات صعبة، بس مافيش وقت للعتاب… الوجع كان أقوى من أي خناق.
......
مع بداية يوم العمل، فتحت زينب باب المصنع عشان البنات يدخلوا، وكلهم كانوا مستغربين إنها اللي بتفتح الباب بنفسها.
قفلوا بنتين الباب ورا آخر واحدة دخلت، وقفت زينب قدامهم وهي ماسكة محمد ونوجة وفلة مربوطين:
زينب (بحدة):
"أنا عاوزة أعرف… ماسك إيه عليكم ابن الرفضة ده؟ انطقوا، محدش يخاف. أنا وعد منى… هجيب حق كل بنت انغدر بيها، بس لازم تكونوا معايا. أول حاجة… هنمضي على تنازل من إدارة المصنع، وكلنا هنكون مسؤولين عنه، وبعد ختم الدولة المصنع هيبقى بتاعنا. وبعدين… هنروح بيه على السجن، وكل واحدة هتقول حصل معاها إيه."
البنات اتشجعوا وبدأوا يتكلموا. قامت بنت من آخر الصف وقالت بصوت بيرتعش:
لما روحت مع الزفته فلة ونوجة… وبعد ما خلصنا، ودّوني مطعم. واحد جه يحاسبني على الحساب وبعدها اتعزمنا على عصير. شربت… وبعدها ما افتكرتش حاجة. يومين فوقت… لقيت نفسي نايمة في بيتنا. وبعد كده… جاتلي رسايل فيديو… وأنا برقص وبخلع هدومي… وواحد بيعمل معايا علاقة! والله العظيم ما فاكرة حاجة!"
وقعت البنت على الأرض منهارة، جريت عليها زينب تشيلها وتسندها. بصت في عينيها بحدة وسألت:
زينب:
"إسمه إيه الزفت اللي بيحطوا في المشروب؟"
رفعت البنت عينيها بصعوبة، دموعها نازلة وقالت وهي مخنوقة:
البنت:
مش عارفة
زينب (بصوت عالي):
"خلاص! من النهارده مفيش خوف. إحنا مش ضحايا… إحنا اللي هنخلص الحساب بإيدينا."
واحدة ورا التانية تحكي، والجو كله مشحون بالغضب والدموع:
سادت لحظة صمت تقيل في المصنع، البنات كانوا باصين لبعض، الخوف والكسوف مسيطر على وشوشهم.
زينب بصتلهم بصرامة:
زينب:
"يا بنات… السكوت مش هيجيب حقنا، بالعكس! هيخليهم يتمادوا أكتر. كل كلمة هتتقال هنا هتبقى سلاح في إيدنا قصادهم. عايزاكم تواجهوا الحقيقة… عشان محدش يقدر يضحك علينا تاني."
رفعت إيدها بنت تانية، صوتها كان متقطع:
بنت ٢:
"أنا… لما كنت في المعرض… واحدة من البنات قالتلي مدام نهال عايزة تشوفك. روحت معاهم. دخلت أوضة شبه المكتب… لقيت شاب مستنيني هناك، قفل الباب. افتكرت إن في شغل… لقيته بيقولي اشربي العصير. حسيت بدوخة… فوقت لقيت هدومي متقطعة… ولما حاولت أصرخ، قالي لو اتكلمتي… الفيديو هيوصل لكل الناس، حتى لأهلك!"
انفجرت البنت في بكاء، وزينب جريت عليها وحضنتها:
زينب: "إحنا كلنا معاكي… ولا فيديو هيخوفنا بعد النهاردة."
قامت بنت تالتة، عينيها كلها دموع:
بنت ٣:
"أنا كمان حصل معايا نفس الشيء… شربت، وبعدها ما افتكرتش حاجة. بس أنا… أنا اتجوزت من شهرين، وجوزي أول ما شاف الفيديو… طلقني."
خيم الصمت من تاني، دموع البنات نازلة وزينب واقفة زي الجبل قصادهم.
زينب (بحزم):
"خلاص! إحنا عرفنا لعبتهم… الروهيبنول، الابتزاز، التهديد. لكن من النهارده… هنقلب الطاولة عليهم. المصنع ده بتاعنا… والأوراق هتتغير، وكل بنت هنا هتكون شاهدة. واللي عملوا فينا… هيتحاسبوا واحد واحد."
البنت:
"محمد – وهو مربوط – بدأ يصرخ ويحلف:
محمد: "أنا ماليش دعوة! كله من مدام نهال وجاسر! أنا عبد المأمور!"
زينب قربت منه بخطوات تقيلة، عينيها كلها نار:
زينب: "عبد المأمور؟ ولا عبد الشيطان؟… هتتكلم… وهتفضح كل حاجة… غصب عنك."
---
اقتربت زينب بخطوات بطيئة، إيدها على دقن محمد وبتجبره يرفع وشه:
زينب (بحزم):
"عاوزة أفهم… إيه المقابل؟ إيه اللي كنتوا عايزينه من كل واحدة؟ وليه التهديد ده؟ انطق يا محمد."
محمد تنفس بسرعة، عينه بتتهرب يمين وشمال، وأخيرًا استسلم:
محمد (بصوت مكسور):
"الموضوع مش بس فيديوهات… إحنا كنا بنمسك عليهم حاجة. بعد ما نصورهم… نطلب منهم يشتغلوا في شقق مشبوهة. لو رفضوا… التسجيلات تطلع على النت، وعلى الدارك ويب."
زينب صرغت
انطقي "قالولي…
رد محمد
اسمه الروهيبنول… بيجيبوه من واحد تبع جاسر. أول ما البنت تشرب… تِغيب عن الدنيا."تكون صاحي وتعمل كل حاجه لكن بيمحى ذكرياتها لمدة يومين وبعد كده يبنجوها تنام يوصلها البيت
اتصدم الكل، وبدأت البنات يبصوا لبعض بذهول. في عيونهم كان الرعب والغضب مختلطين.
شهقت البنات، بعضهم غطوا وشوشهم من الصدمة.
زينب (بعصبية):
"إنتو مختارين الضحايا ازاي يا محمد؟! قول… بتختاروهم على أي أساس؟"
ابتلع ريقه محمد، صوته بيرتعش:
محمد:
"المصنع… فيه كاميرات مخفية… خصوصًا جوه أوضة تبديل الملابس. كل بنت جديدة تيجي الشغل… بيتعمل لها ملف كامل: صورها، فيديوهاتها، أسلوبها… وبعدها نقرر مين ينفع يتبعت القاهرة. هناك… الزبون بيكون مستنيها. بحجة المعرض أو مقابلة شغل… يبدأ السيناريو."
انفجرت فُلة بصوت عالي:
فُلة:
"يا ولاد الكلب! نفس الا اتعمل معايا يا زينب ومن وقتها طلبوا منى أكون مع البنت الا يقع عليها الاختيار ومكنتش ينفع ارفض عشان هدودنى يبلغوا أهلي
لكن مكنتش اعرف من أول يوم إحنا متراقبين زي الغنم!"
زينب رفعت إيدها تهديهم، بس عينيها مليانة غضب:
سالتهم
نوجة وفله بتشتغلوا من إمتى معهم
اتكلمت نوجة بعد ما حصل معايا كده أنا وفلة لما روحني تم تهدين وبعد كده بقوا يدفعوا فلوس
وكان المطلوب نروح على المطعم البنت تشرب العصير ويطلب منى نختفي ويتصل بينا بعدها بيومين نأخد البنت ونروحها على البيت أو إلا ترفض تروح المطعم بتروح على المكتب بحجة تقبض فلوسها
نفخت زينب:
"يعني باختصار… المصنع مش بس مكان شغل… ده مصيدة للبنات! تسفروهم وتبهدلوهم وترجعوهم مكسورات عشان تسوقوهم زي بضاعة؟!"
محمد نكس راسه، عاجز عن الكلام.
---
انصدم زياد وهو متابع من بعيد… اللي عملته زينب سهل عليه المهمة كلها، وشكّه طلع صح من أول يوم شافها.
البنات واقفين حوالين زينب، عيونهم مليانة خوف وضياع.
قامت بنت وقالت بصوت مكسور:
"طب وإحنا هنعمل إيه دلوقتي يا زينب؟"
تنهدت زينب وبصت في عيونهم واحدة واحدة، صوتها فيه قوة:
زينب: "المصنع ده بقى بتاعنا… بتاع كل بنت شرفها ضاع واتسوامت عليه. هناخد منه تنازل رسمي، والمصنع هيتسجل باسمنا كلنا. من النهارده محدش يقدر يقرب مننا."
وفعلاً… جابت ورق كان جاهز من قبل، حطته قدام محمد المربوط.
محمد حاول يرفض… لكن الحبل مش سايبه، والزيت الحارق من الشطة لسه مولّع في عيونه، مفيش مهرب.
مضى على التوكيل بالبيع والشراء.
زينب سلّمت الورق لبنت من الحارة معاها محامية صغيرة السن لكن جريئة.
زينب: "روحي على الشهر العقاري… سجّلي كل حاجة بأسماء البنات."
كتبت المحامية أسماء البنات وبطاقاتهم واحدة واحدة… ورجعت بعد ساعات متصلّة:
المحامية: "خلصت… المصنع اتسجل باسم البنات رسمي."
ابتسمت زينب لأول مرة من يومين وقالت:
زينب: "خلاص… بقى عندنا سلاح قانوني."
وبعدها أخدت محمد وفُلة ونوجة مربوطين، والبنات كلها معاها، وطلعوا على القسم.
الظابط أول ما شاف المشهد… اتصدم.
راجل مربوط قدامه زي المجرمين، جنبه اتنين ستات بيعيطوا، وخلفهم بنات بالعشرات باين على وشوشهم الألم.
الظابط: "إيه ده؟ مين دول؟"
زينب وقفت قدام المكتب بكل ثقة، رفعت صوتها:
زينب: "دول المجرمين اللي كانوا بيشغلوا البنات في الدعارة بالغصب… ودول البنات اللي ضاع شرفهم بسببهم. وكل بنت هنا عندها حكاية وهتقولها بنَفسها."
وبالفعل… بدأت البنات واحدة ورا التانية يحكوا قصصهم.
كل كلمة كانت نار بتحرق قلب الضابط وهو بيكتب في المحضر.
ولما خلصت آخر بنت كلامها… الباب اتفتح فجأة.
دخل زياد بخطوات ثابتة، عينه كلها إعجاب وانتصار.
زينب كانت واقفة وسط البنات، لسه مخلصة كلامها… فجأة الباب اتفتح.
دخل زياد بخطوات واثقة، طلع من جيبه كرنيه، وأول ما الظابط شافه وقف بسرعة وأدى له التحية.
الصدمة ضربت قلب زينب…
زينب (بصوت مخنوق): "إنت… إنت ظابط؟!"
بصّ لها زياد بحدة خفيفة، وأشار لها تسكت.
زياد (بهدوء): "مش وقته الكلام دلوقتي."
قعد دقائق بيتكلم مع الظابط، وبعدها أخد قرار سريع… محمد اتسجن فورًا، الاعترافات كلها اتكتبت، وتم إرسال قوة للمصنع تجيب الكاميرات المخفية.
وبعد ساعة، الظابط دخل لزينب وقال لها:
الظابط: "تعالي معايا."
دخلت معاه أوضة جانبية… قلبها واجعها ومخنوق من المفاجأة. أول ما شافت زياد واقف مستنيها، انفجرت.
زينب (بتصرخ): "هو إنت ظابط؟! طول الوقت وإنت بتضحك عليا؟!"
ابتسم زياد ابتسامة هادية، كأن الصرخة دي كانت متوقعة:
زياد: " أنا أكبر من كده… أنا مش مجرد ظابط، أنا بشتغل في وحدة كبيرة في الشرطة، شغلنا نوقع الشبكات دي. المهم مش أنا دلوقتي… المهم إنتِ."
قعد زياد على الكرسي، عينيه مثبتة في عيونها، صوته هادي لكنه مليان ثِقَل:
زياد:
"من أول قضية بنت انتحرت في الإسكندرية… وبعد الكشف عليها اكتشفنا إنها مش بنت. الكل افتكر إنها غلطت مع واحد وانتحرت، لكن لما وصل تليفونها واتحللنا التهديدات اللي كانت عليها… شكّيت.
مكملش أسبوع… بنت تانية برده انتحرت. الملف كله اتجمع عندنا، ولما بدأنا التحريات… لقينا إن البنتين كانوا قبل الانتحار في القاهرة، وشغالين في مصنع ملابس.
من هنا الخيط بدأ يتضح… بس مكنش عندي كل التفاصيل. فضلت أتابع، وأدور… لحد ما شوفتك إنتِ في المطعم. وقتها قلبي قالي إن شكي مش هيخيب. أكيد فاكرة اللي حصل… لحد النهارده."
وقف لحظة، أخد نفس عميق وبص لها بامتنان:
زياد:
"لكن إنتِ… عملتِ اللي أنا ماقدرتش أعمله شهور. إنتِ سهّلتِ عليا المهمة كلها."
زينب، واقفة بشموخ، ودمعة صغيرة محبوسة في عينها، رفعت راسها بثقة:
زينب:
"أنا وعدت البنات… والوعد دين.
مهما حصل… الحق لازم ييجي."
سكتت لحظة، وبصت له بعيون كلها تحدي:
زينب:
"بس فيه فرق بيني وبينك يا حضرة الظابط … إنت شايفها قضية.
أنا شايفاها حياة… ودم… وكرامة."
تنهد زياد:
عايزك معايا نكمل القضية ده.
زينب فتحت عينيها بدهشة، قلبها وقع:
زينب:
"أكمّل القضية إزاي إنشاء الله؟!"
زياد اتنهد وهو بيعدل جلسته:
زياد:
"اللي أتمسك… معترفش على حد. خايف. وكل اللي وقعناهم ناس صغيرة… أدوات مش أكتر."
بدأت زينب تفهم المقصود، ملامحها اتغيرت:
زينب:
"يعني عايزني أكون مخبرة؟! أدوّر على الباقي؟ افتح الله… أنا مش بتاعت لعب دي."
زياد وقف فجأة، بقوة وصوت مليان حزم:
زياد:
"مش بمزاجك يا زينب!
أول ما محمد يعترض في النيابة… هيعترف إنك اللي ربطاه وأجبرتيه على التوقيع. وقتها… هتبقي إنتِ في ورطة مش هتعرفي تطلعي منها."
قرب خطوة منها، عينيه مركزة في عينيها:
زياد:
"أنا مش بهددك… أنا بقولك الحقيقة. يا تكمل معايا للآخر وتطلعي بطلة… يا إما تلاقى نفسك متهمة."
زينب عضت شفايفها بعصبية، دموع الغيظ نزلت وهي بتبص له بحدة:
زينب:
"أنا وعدت البنات إني أجيب حقهم… مش عشان أبقى لعبة في إيد الشرطة!"
زياد هدي صوته، بس عينيه فضلت قوية:
زياد:
"ومش هتقدري تعملي ده لوحدك.
الحرب دي أكبر منك… وأكبر مني كمان. بس سوا… نقدر نهدم الشبكة دي.....